الخيال العلمي

المركوبة – قصص

1-أسماء، أو الأبجدية النسائية

2-بهية

3-تفيدة، أو المخنوقة

4-ثناء، والمدن الميتة

5-جوستين: نشأة السادية

6-حبيبة، أو أحسن الناس

7-خالدة، وخالد

8-دارك، أو النساء في الأسود

9-ذات، أو المعرض

10-ريم

11-زينب

12-سارة

13-شيماء، أو رحلة البحث عن بطة

14-صابرين، مثلها كمثل الحمار في الصبر

15-ضياء، أو الفتاة التي وُلدت ولدا

16-طاهرة، أو الطاهرة العفيفة

17-ظريفة .. شهادات

18-عائشة

19-غادة: المرأة = نصف رجل

20-فداء، أو الفرق بين النساء والنسوان

21-قمر: السفارة في العمارة

22-كاري

23-ليلى؛ أو كل يبحث عن ليلاه

24-منسية

25-نرجس، أو خرائط الجسد

26-هالة، أو موت المجاز

27-ولاء، أو مدينة اسمها مدينة

28-ياسمين

 

1-أسماء، أو الأبجدية النسائية

آسيل وأسماء وأحلام وآمنة مع أمنية وأمينة وإيمان وعندك آلاء وآية وآيات، وتعددت الأسماء والمصير واحد!. ومنذ هذا الباب، وفي العديد من الأبواب والفصول القادمة، سوف يتم استعمال الأسماء بانتقائية أو عشوائية، للتعبير عن حالات معينة، أو الحديث عن حالات لا تعنينا في شيء.

 

وفي قصة أحلام نعثر على قصة عن حلم، تروي حلم عبد الباسط الذي لم يتحقق، لما كان يأمل في العثور على عائلته. يتذكر أمه التي كانت تحكي له قصصا جميلة قبل النوم، وقصصا مخيفة أيضا. ثم يغرق في أحلامه مستئنفا هذه القصص بحيث يكون هو بطلها. أحلام بإختياره لأنها تستقي من القصص التي ترويها له أمه، وأمه إسمها أحلام.

 

وكان حلمه أن يعثر على عائلته، بعد أن تفرق عنهم حين كان صغيرا، ضاق به الأمر بعد سنوات من العذاب وترك أولاده وزوجته. عرف لاحقا أن البيت احترق بهم.

 

أما في هذه اللحظة، وهو مسترخي على كرسيه يتأمل ذلك المنظر البديع الذي تطل عليه الشرف ذات الدرجات المنخفضة التي تذهب بالسائر أو المبصر إلى حقول ممتدة من الأعشاب تنتهي عند سفح الجبل وبروج الغابة. في نزل رخيص ينعم بالهدوء والسكينة عدا عن أصداء صوت من تردد رغبته في عقله هي التي تنغص عليه راحته. بينما تضع له سوزان صحن الطعام

 

-أعددت لك الإفطار

-شكرا لك

 

إمرأة جميلة، سرعان ما سيتعرف عليها ويتقربان من بعضهما البعض، وقد دلته على موقع البئر السحرية أو بئر العفاريت كما تحب هي أن تسميه. ضغط على يديها ممتنا جدا، ورحل إلى الكهف ووصل إلى البئر ليفاجأ بحشد من الناس العاملين وتبدوا على بعضهم الأهمية يحيطون بالبئر هناك.

 

-ممنوع

 

قالها له أحدهم وهو يصنع من ذراعه حاجزا يمنعه عن الوصول للحاجز المرصوف بالفعل بمجموعة من علامات الطريق والأشرطة الموصولة بينها. لكنه لم يعد يهتم بالعواقب وانتظر أن تسنح له الفرصة، فأتته في الليل، والمكان هادئ صامت ولا أحد سوى حارس واحد استطاع أن يتخطاه بسهولة بعد مراقبة دامت لساعات استغل فيها غياب الحارس لثواني قليلة فربما كان سيتبول وغير رأيه.

 

ولما دخل لم يتوقع ما رأى، وذهل قليلا أو كثيرا، ولكنه سرعان ما تدارك نفسه، ورمى العملة في البئر. ليخرج له ويطلب أضحية. وأقرب أضحية إليه هما الإثنان الطيبان معه منذ مقدمه. الأم وابنتها. واتضح في الأخير أن الأم أمه، والإبنة أخته.

 

كانت هذه القصة الخيالية بمثابة سلوى لها، تتمنى لو تجد من تضحي به حتى ولو اتضح لاحقا مقدار قرابته بها، فهي لا تكترث بأحد. وكان زوج أسماء قاسيا عليها، وكان ثريا ونافذا في بلده وبلد غيره، لذا حتى لما قتلته، لم تستطع الفرار كفاية من أياديه الطائلة حتى بعد مماته. ظل شبحه يطاردها للأبد. وهو شبح غذته هي نفسها بجسدها، وساهمت في تضخيم نفوذه وتوطيد علاقاته مع رجال الدولة. كان يجبرها المرحوم على إشباع شهوات باقة كبيرة من السياسيين والفنانين ورجال الأعمال.

 

فحتى بعد موته، ظل هذا المشهد يتكرر في ذاكرتها الحاضرة. تأوهات وتشنجات منها، ولعاب يسيل من فمه وذكره، ويستبدل جسده بجسد آخر يطأ صدرها ومؤخرتها. تضيق الحياة بها، فيأتي زوجها ليضيق بها أكثر، مطوقا بيديه عنقها، يخنقها، يضربها، يؤدبها. لأنها لم تحسن التصرف مع فلان، أو لم تمتع علان بما يكفي. يتلون المشهد كل مرة ويصطبغ بموقف مختلف مرة بها.

 

ضربة واحدة بمطفاة السجائر الرخامية على رأسه، إرتطام قوي لم تتوقع أثرهـ مات على فراشه غارقا في دمه ولعابه ولبنه. مسجى على بطنه فوق فراش أزرق كان قبره.

 

ولكنها عاشت بقية حياتها بلا إسم محدد، تهرب من بلد إلى آخر، لأنها بضاعة لا يملكها أحد سوى أولي أمرها من بلدها!.

 

2-بهية

امرأتان في امرأة .. نوال السعداوي

 

3-تفيدة، أو المخنوقة

أكره النظر في الشارع، ففي كل زاوية ترى رجلا يقتل امرأته على الملأ!

 

 

خنقها وغسلها .. خنق أمه

 

خنقها وأبقى على بناتها

 

خنقها متلبسة

 

دولة تخنق نساءها وجماعة الخناقون من جديد

 

مبرر شرعي وخنقتها في الصورة

 

يخنق زوجته في الشارع

 

يخنق الفتاة آية

 

4-ثناء، والمدن الميتة

الأسوار، القتل، الإبادة، الخنق، الموت، البيت، المركوبة، المشاعر، الحب، الخوف، التحضر، والمدن الميتة، كلها مفردات أحاطت بذهن ثناء وجعلته يسيل سيلا من صدغها وأنفها، أو هكذا توهمت، نفس الشعور يجري في جوانحها مجرى الدم كلما شاهدت أو قرأت خبرا من ذاك الإعلام الكاذب، الذي يصدّر دولتهم على أنه الدولة الوحيدة المتحضرة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى بلد أولاد العم الشقيقة بالطبع. ضيف ثقيل حل على المدينة، وكان أول من استقبله هي الحاجة فاطمة كبيرة القرية / البلدة / المدينة، الخالية من رجالها.

 

5-جوستين: نشأة السادية

اقرأ رواية جوستين لكاتبها الماركيز دي ساد.

 

6-حبيبة، أو أحسن الناس

-ركبة بلا راكب

بيضاء وجهها مدور مثل قمر في بدره,بليلة صافية مثل صفحة وجهها التي لا تتكدر من حب أو حمى أو حب أو حرقة أو حقد أو حيرة. أو أي مما يبدأ بحرف الحاء مثل حنان أو حناء مصبوغة بها قدميها دوما. تشبه جوي كينج جميلة كجمالها,وجميلها مثلها,وإن لم تكن بنفس قصرها. معتدلة في حجمها. لا هي بالطويلة,ولا هي بالقصيرة. ويختلف أهلها حول طولها,هل هي طويلة أم قصيرة. وهل بطنها مستوية أم أن فيه سمنة لا ترى إلا بالعين الفاحصة. ولكنها بالتأكيد جميلة. تزوجها زوجها وفي قلبه عقدة نقص خلصها فيها,بأن تزوج إمرأة أطول منه. يزداد شعوره علوا وغرورا وخيلاء,لما تجلس هي أسفل قدميه,بينما هو مستريح على الأريكة. يشعر مع ذلك بالضيق لأن رأسها وهي جالس على ركبتيها أعلى من ركبتيه,حتى بعد أن تقعد على مؤخرتها متربعة,تظل رأسها عالية بالنسبة له. قريبة من رأسه هو. يرى في عينيها إلى أي حد هو قصير. وليس جسده فقط هو القصير,بل ذلك النتوء البارز بين ساقيه أيضا. لهذا هو يغرقها بالأوشام,ويركبها أثناء الإستماع إلى نباحها -كما يطلب منها- كي يشعر نفسه بالسيطرة المطلقة,وبشيء من الإشباع الجنسي.

 

كان يعاملها معاملة حسنة؛فهو لا يضربها إلا قليلا,و لا يشتمها إلا قليلا,ولا يزعق فيها إلا قليلا,ولا يجوعها إلا قليلا,ولا يخوفها إلا قليلا,ولا يهينها إلا قليلا,ولا يحبسها إلا قليلا. فقد كانت تخرج معه في الكثير من الأماكن. ولا يركبها كثيرا ولا قليلا. لم يركبها البتة. ولا يوم واحد من تزوجها. علما أنه كان يعلم بأنها مركوبة من أخوها أو أبوها. إلا أنه كان يفاخر بأنه من الذين لا يركبون. إلا في حالة واحدة جائزة ولا يعاب إلا على من لا يركب حينها. أي عندما يذهبان سويا إلى الفراش. وهو يجيد الركوب جيدا -رغم قصر قضيبه وقصر قامته- طالما الظروف مواتية,إلا في تلك الليالي التي يعود فيها منهكا من يوم شاق في العمل.

 

أنجبت طفلة,ألقاها أبيها في الفرن حية

 

-ليه كده؟

-مش هتكون أول خلفتي بت

-يا راجل حرام عليك

-مينفعش .. مينفعش يبقى أو نصيبي بنت

-طب مش كده طلعها,بقولك طلعها

 

أصابها إنهيار عصبي,وهذا معتاد بالنسبة للنساء في مثل عمرها ممن لم يعتدن بعد ذبح أبنائهم.

 

-أنت عايز إيه مني يا سهيل,مش كل واحد راح لحاله وخلصنا

-إنتي لسة شفتي حاجة,وديني يا فاطمة لأفضل وراكي لغاية ما جيبك ذليلة,عشان ترخصيني إقدام شغلك

-أنا عمري ما رخصتك يا سهيل,إنت اللي اديت ودنك لصحابك وخليتهم يقنعوك إني أقعد في البيت زي مراتاتهم

-زي ما لعبوا في ودانك وخليكوا تخعليني

-وطي صوتك يا سهيل,إحنا في المستشفى,بلاش إسلوبك المتهور ده

-إنتي لسة شوفتي تهور,وحياة أمي يا فاطمة لمبيتك في التخشيبة ومخلي المساجين يحفلوا عليكي.

 

……………….

 

-عماد باشا لطفي

-أيوا مين

-سهيل حاضر معاك يا باشا,استأذن معاليك تبعتلي البوكس على باب المستشفى

-علم سيادتك

 

وبعد سويعات وصلت عربات الشرطة مزاحمة للعربات المتوقفة,ومن العربة التي كانت تتقدمهم ترجل شاب أسمر ذو شارب غليظ شائه عند الطرفين. تقدم تجاهها,وهي تنظر إليه شذرا وحذرا. ثم ألتفتت إلى خطيبها

 

-سهيل,ميصحش كده؟

-أنا هنفضل نحكم عليكي لآخر يوم في عمري أو عمرك,ومش هتخرجي تاني غير من بيت جوزك لقبرك.

 

رأت نظرات الوعيد في عينيه,وعرفت أنه حتما سينفذ تهديده بأن يرميها في السجن إن لم تطاوعه. فكرت لثواني قليلة ما بين (الرمية في السجن) أم أن سجن البيت ربما يكون أرحم.

 

لاحقا,لما عرفت شذى ما حصل لصديقتها فاطمة,استكانت لزوجها,وقررت أن لا تبدأ بذرة التمرد بسبب أول مولود. خاصة بعدما بلغها ما حدث أيضا للمذيعة شيماء وللمغنية آمال, فحمدت الله وشكرته على النعمة التي أنعم بها عليها. فهي حية,تنام على فراش دافئ,وتأكل حتى تشبع. كما أن زوجها لا يركبها. ويمكنها أن تنجب طفلا آخر,وليكن ولدا,فهذا هو الأهم.

 

-فارس بلا جواد

سمراء طويلة العود طويلة العنق,واسعة العين ممتد طول جفنيه إلى أقصى موقع طرف البصر حيث تهيم الأشباح,وطويلة كل ما يبدأ بالعين فيها. عينها,وعودها,وعنقها,وعظمها, وعضلها,وعضوها,وعصبها. وحتى أصابعها. وقد تزوجت رجل طويل جدا,إذا ركب حصان ارتفعت قدميه قليلا عن الأرض,وإن لم تشعر بأنها أقصر قامة منه,فقد ارتفعا معا فوق الخلائق رأسا وعقلا. عقل زوجها الذي جلب لها المال والجاه والسعادة. وإن كانت تستمتع بكل هذا من خلف الجدران. فرغم أنها كانت ممنوعة عن الخروج,إلا معه,وفي أماكن معينة,بينما يمكنه هو الذهاب إلى أي مكان وفي أي وقت. إلا أن ذلك لم يكن يضايقها البتة. ولا بأي شكل من الأشكال. مثل حلية في يديه,أو خاتم في إصبعه,مستمتعة هي بفكرة أنه يزينها ويجعلها دوما لامعة أمام الأعين يتباهى بها وقتما يشاء. ويحبسها آن شاء. سألتها جارتها / صديقتها مرة

 

-هل ذهبت إلى البحر يوما؟

-أتذكر إنني ذهبت زمان مع أبي,وكم كانت أياما جميلة

-ولماذا لا تعود هذه الأيام؟

 

رفعت ذراعيها عاليا,وترددت نظراتها بين الذهب وعيني صاحبتها

 

-وهو الراجل مقصر معايا في إيه,مهو مهنيني أهه

-هو أنتي كده شفتي هنا!

-أمال,ده أنا باكل أحسن أكل,وبشرب أحسن شرب,وبلبس أحسن لبس.

-الكلب بتاعنا,لولو إنت عارفاه مش بتاعي بتاع بنتي,بتأكله أحسن أكل وبتشربه أحسن شرب وبتلبسه أحسن لبس.

-يا عني قصدك إني كلبة يعني؟

-لا والله مقصديش حاجة

 

بعد أن انتهت صديقتها من إعتذارتها رجعت إلى بيتها,ثم تذكرت أنها لم تخرج من بيتها أصلا,ولا تنفك تحدثها في الهاتف بإعتبار أنه الفرجة الوحيدة لهمها. بعد فترة غير قليلة لم يكن لديها حتى الهاتف تفرج به عن همها. هي تعيش وحيدة في بيت كبير ليس فيه أحد, جدرانه أشبه بصحراء لا ترى شمسها,فهي ممنوع عنها أن تفتح أي نافذة أو باب. ليس عندها حديقة,لأن زوجها يخشى عليها من مجاورة الناس (الهاي هاي) الذين يسمحون لزوجاتهم بركوب السيارات (يا ويلاه). بل حتى أنه يخشى عليها من صديقتها الوحيدة التي لا يكف زوجها عن إغاظته بحجم الذهب الذي يلبسه إياها. ماذا كان إسمها؟ تذكر,كان إسمها أشرقت. أو ربما نادية. لا لا. هي أشرقت. وإن كانت لا ترى شروق الشمس أبدا. زوجتها تفتح النافذة من حين وآخر من خلفه. وهو يسمح بذلك لأنه رجل طيب بل ولا يحب أن يركب النساء.

 

-الصورة التي تظهر بمخيلتي كلما طالعت خبرًا على غرار: “لن تصدقوا جمال ابنة الممثل فلان أو زوجة المطرب علان التي أخفاها عن الآخرين!” هي صورة إمرأة منكمشة داخل صندوق ورقي (كارتونة) وهي تصرخ (طلبا للتفكير خارج الصندوق) أو طلبا للحرية التي حرمها منها أبوها أو زوجها. لا تعرف ماذا يمكنها أن تفعل.

 

-هل تسمي حبسك لزوجتك حرية؟

-اسكت,أمال لو شفت راجل جاري عندنا كنت قلت إيه,مراته ديه مش أكتر من كوم هدوم على شوية دهب

 

وإمرأته تلك,أشرقت,كانت حية أو كادت تموت من الضجر. لا خروج,ولا تلفاز,ولا إنترنت,ولا هاتف,ولا فتح نوافذ أو أبواب,ولا زيارات من أو إلى. لا يوجد حمام سباحة لأن زوجها يرفض الذهاب بها إلى بيت أكبر يكون فيه حمام سباحة. لا حيوان أليف. لا أولاد بعد فهو يقوم بإعدام كل الفتيات اللاتي تنجبن. لا شيء. ماذا تفعل في هذا الفراغ القاتل عدا بعض الخروجات معه متباهية بالحديد الأصفر مثل أساور القبض في يديها تعرف أن هناك بالفعل من يقبضن على زوجاتهن بأشياء مماثلة,ويقومون بجرهن بها. لكن من حسن حظها أن زوجها رجل مصلي ويعرف ربنا. لذا هو لا يركب أبدا مثلما لا يمس الخمر أبدا.

 

ذات يوم,قررت أن تقرأ قليلا من المكتبة. وزوجها الأحمق أحضر لها مكتبة عملاقة لم تدخلها يوما. بإعتبار أن الكتب أهون من الصورة. وحتى لا تموت في وحدتها. نفضت الغبار عن شخصيات نسائية قوية مثل

 

-سيرسي وكاليسي

-ماري الدموية

-جولدا مائير

-كاترين إمبراطورة روسيا

-الملكة فيكتوريا

-بينلوبي كروز (التي تمثل مع زوجها)

-هيلين كيلر

-ماري شيلي

 

وغيرهن كثير,ودارت في عقلها أفكار خطيرة.

 

7-خالدة، وخالد

 

خالدة

 

خالد

هناك ثلاثة رجال إسمهم خالد؛خالد البلطجي المعروف في حي السرايا,وخالد جاره المريض هو المعني به قصته هنا,وخالد ثالث شاء القدر أن يتواجد في نفس المنطقة حيث الخالدين الإثنين.

 

أصاب خالد نوع غريب من السرطان,يقتل خلايا ويحافظ على أخرى. فلما ذاب وجهه وحوضه,ساقيه وذراعيه,ومعظم الأعضاء الحيوية من رئة وكبد وكلى ومعدة,والنصف الأيسر من جذعه,والنصف الأيمن من رأسه. وأجزاء متفرقة مما تبقى. ذهل العلماء لأنه لازال حيا من خلال جهاز يربط بين البقايا المتناثرة. لم يعد لديه عيون أو لسان أو أنف أو فم أو جلد. وتم الاحتفاظ به في متحف العلم الحديث. وأقيمت عنه المؤتمرات,ودارت حوله الدراسات. وعليه صنعت التجارب. وعاشت أسرته في بحبوحة بقية العمر بسبب ما نالوه من أموال للتخلي عن ابنهم فداء العلم. وطال عمر خالد وفي سره أمل يائس للحصول على الموت.

 

ولكنه لم ينله,فهو خالد,إلى أن يقرر العلم الإستغناء عن ثروة قومية وعلمية وإنسانية مثله.

 

 

 

 

 

سارة

سارة هي أجمل فتيات القرية,وتزداد نضارة وجهها وتألق عينيه ولمعان أسنانها وتجري الدماء في عروقها,وتضج رقبتها بأنفاسها,ويتلاعب جسدها كله في دلال,حين تبتسم,وتنفجر أنوثتها حين تضحك.

 

ولكن أصابها ما أصاب سعيد السعيد بن السعيد,فصارت تضحك مرارا وتكرارا بدون توقف. وانفجرت أنوثتها لتتحول إلى قنبلة هلامية لزجة من الذعر والسخافة والكراهية.

 

الجميع يحب الفتاة الجميلة الباسمة,ولكن من يحب الفتاة التي تبتسم دوما؟. رعب الأطفال الأعظم هو الضحكة على وجه المهرجين وعلى رأسهم الجوكر الذي صار أيقونة عالمية للشر والجريمة. هناك بيني وايز أيضا. وشخصيات عديدة صارت البسمة شعارا لهم. هي الآن أصبحت واحدة منهم.

 

انكفأت على وجهه على السرير,تحاول أن تبكي أو تبكي فعلا لكن بقهقات عالية بدلا من صرخات حادة,والدموع هنا لا تدل للناظر على شيء. فانقلبت على ظهرها ضمن الوضع الطبيعي لهذا البكاء الضاحك / الضحك الباكي.

 

سمر

سمر تحب السهر في الليل,فكتب عليها السهر طوال الليالي الطويلة,لعنة حمقاء جعلتها لا تنام النهار ولا تنام الليل,وتظل ساهرة دوما حتى في غير وقت السهر. سهر بلا نوم. حتى اختلف الفقهاء في تسميته,هل يجوز إطلاق لفظ سهر عليه أم لا,بإعتبار أن السهر نشاط يستلزم أن ينتهي بنوم. فهو نوع من مقاومة النعاس,والنعاس هو ظل النوم الساقط بثقله على جفون النائم قبل نومه,المقاوم لأجل مزيد من اليقظة ولو قليلا.

 

محمرة عينيها,منهكة دوما,غير قادرة على تناول أي طعام حتى نست كيف يمكن أن تشتهي تلك الأشياء التي تدخل إلى الفم وتخرج من الشرج. من ثقب إلى ثقب,وصارت تفهم لماذا يطلق البعض على الطعام أنه مجرد (عفانة بطن). ونست يوما إعتبرت تلك المقولة واحدة من أغبى وأقذر العبارات التي سمعتها في حياتها.

 

حتى النفس يدخل ويخرج بصعوبه,من فمها إلى أنفها,من ثقب إلى ثقب هو الآخر.

 

8-دارك، أو النساء في الأسود

[1]

مشهد قاتم كأنه خارج من لوحة سريالية، لا يكتبه الله على أحد، ولكنه مكتوب على الجبين تراه كل عين. لما تحين ساعة الموت، أو حتى قبل مقدم ملاك الموت بكثير. مثلما هو مصير كل إمرأة هنا، في هذا البلد، وربما في هذا العالم. هذه الأفكار الخطابية دارت داخل عقلها. ولكنها لم تساعد في تحسين حالها. أفكار جميلة نبيلة شحيحة وسط كومة من الأفكار السوداء، التي لن تنتهي طوال حياتها السوداء، التي لا تملكها هي، ويملكها ملك الموت الأسود. لا عجب أن ملاك الموت رجل. وإسمه عزرائيل. وهو أكثر الملائكة تعبدا لرجل آخر هو الله. لذا اسمه عبد الله. ويبدوا أن الشيء الوحيد المسموح به لها هو القراءة. لذا لا عجب أن تدخل عليها أفكار تشبه ما لدى نوال السعداوي من نافذة الكتب المفتوحة على مصراعيها. لكنها تخشى أن يحدث لها ما حدث لجارتهم أشرقت حين تمادت في هذه الأفكار.

 

كانت

 

ولم تتجاوز الفعل كان

 

والآن أختها الصغرى -أخت أشرقت- تقف عند قبرها، ثم تحضر عزائها، ثم تغلق الغرفة على نفسها أربعين يوما مثل شهر عسل تخلصت فيها من سطوة زوجها فؤاد الذي يتحطم القلب من فعاله بها. ولكنه اقتحم خلوتها بالعافية، وقد قاومته إسبوع واحد صارت فيه أشهر إسم يتردد على ألسن عائلتها وعائلة زوجها. وفي الأخير استسلمت لرغبته، ولكنه لم يحتمل اللقاء بعد فراق. مات بالسكتة القلبية منتشيا فقط بفكرة أنه استحوذ على جسدها مرة أخرى. عند قبر زوجها، ضربها شقيق زوجها بحجر على رأسها. كانت صدمة عنيفة لها. كانت لا تزال بعد حية. وتم دفنها معه. كانت وكانت. ثم كأنها لم تكن.

 

وفي العزاء قبعت المعددة أم زينب بعد أن أسكتها ضابط شرطة عن أي محاولة للتعبير عن آلامها تجاه الفقيدة، فليس للنساء مزايا تعدد. كان مثل يوم موعود. جلست وبجوارها إبنتها زينب التي أخذت تتأمل صف طويل جدا (أسوأ من أي طابور رأته في حياتها) من النساء اللواتي يرتدين الأسود. قامت بسرعة، فقد سمعت عن إمرأة أخرى سوف تُقتل اليوم. تخيلت شكل السكين الذي سوف يطعن خطئا في صدر شقيقتها أو في ظهر شقيقتها. بدت زينب كأنها بقعة حبر أفسدت تلك الصورة السوداوية للمشهد. فهي بعد صغيرة. لم تكن جميلة. ولم تكن قبيحة. تترك شعرها منسابا حسبما استطاع طوله أن يصل إلى ياقة قميصها (بلوزة) أو أكثر بقليل. كأنها قادر على تحفيز غرائز الرجال. كان لون قميصها أبيض. ربما يتغافل القوم عن أي محاسبة لها أو لوم أمها لعمرها الصغير (بعد لم تتجاوز الثلاثة عشر عاما رغم طولها الفارع وبعض التكورات الناتئة). ظلت واقفة هكذا لدقائق، تفكر كيف سيتمكن ذلك القاتل الحقير من تمييز إمرأته عن شقيقتها في الأسود!. وشعرت أن الصفوف تتغير، نفس التموجات من البشر في الأسود، لا يوجد حتى رجال يصطحبن هذا الجمع الغفير من النساء فلا تتمكن من تمييز جماعة أو إمرأة على أنها ذات أو خاصة رجل معين، يمكنها بسهولة أن تميز كل رجل عن الآخر في حشد الرجال، فهذا ملتحي، وذاك أصلع، وآخر شعره طويل، ورجل حليق الذقن. والألوان كثيرة في ملابسهم. والاختلافات واضحة في ملامحهم. أما عن النساء، فهي تخشى فقط مجرد تذكر وجوههن، أي تلك الستائر اللاتي يستترن خلفها (رغم أن وجهها مكشوف بشكل عادي لا يلفت النظر). حاولت أن تنزع نفسها عن أفكارها تلك، وتشحذ بصرها للبحث عن أختها. هي تكبرها بعامين. لكنها أقصر منها قامة. أخذت تتلفت يمنة ويسرى، بلا فائدة. لم يكن بالإمكان رؤية طفلة في مثل قامتها تقريبا وسط هذه الأجساد الطويلة (زينب نفسها طويلة، ولكن يبدوا أن جميع النساء في العزاء أطول منها) وقد بدأت تقشعر من رؤية تلك الأعمدة السوداء والبراميل السوداء تسير على أقدام. كل تلك الأجساد التي تطبق على صدر المكان، تشعر أنها تطبق على صدرها هي. بحثت زينب مرة ثالثة عن أختها، وهي تريد أن تغوص في أعماق هذا السواد للعثور عليها، ولكنها تخشى الإبتعاد عن أمها وخالاتها المعددات اللاتي لن يأخذن أي أجور اليوم. لا تعرف لما أصرت أن تأتي مع أمها، ولما أتت أمها أصلا. وماذا تفعل أختها. لماذا ظهرت ثم غادرت المكان. تشعر بوحشة وسط المقابر، وتشعر بالأمان أيضا، فبيتها قريب من هنا ويقع على تخوم المقابر، وأبوها الحانوتي رجل ذو سطوة. ربما أختها (روحت). ويمكنها الرحيل في أي وقت، فهي بضع خطوات. لكن تشعر بالشلل والإختناق وسط كل هذه الأشباح. ربما أرادت أختها أن تلقي نظرة وعادت من حيث أتت. هكذا ترددت الأفكار في ذهنها. ولماذا أمها غير مهتمة أصلا!. تشعر أنها مهتمة بالفقيدة أكثر. رحمك الله يا أشرقت .. ورحمك الله يا نهى (ماتت قبل أشرقت في العام الماضي). شعرت هنا بألم حاد على أختها وصديقتها التي لم تشعرها أبدا بفارق السن رغم سنوات عمرها الـ 18. كانت لتبلغ العشرين لو صبروا قليلا. لا تعرف لما شعرت بحاجة عنيفة للصراخ أو البكاء تحت ضغط الموقف. الكثير من الفتيات لا يبلغن العشرين. لماذا؟. وكأنها تعلم الإجابة لكن إما لا تستوعبها وإما تستنكرها. مرة أخرى تنظر إلى الجمع الذي خفت قليلا. (عائلة الرجل كانت معروفة حقا في الضفة الشرقية من النهر). ولكن يظل العثور على أختها أمرا صعبا. فتاة مثلها مثل كل النساء. امرأة بعباءة سوداء، مثل العشرات اللاتي لازلن في المشهد. من النساء اللواتي يرتدين العباءات السود، يعبئن المشهد، يحتلن المشهد. ولكن بارقة أمل لمعت لما رأت ذات النقاب تقترب. سمعت صوت أختها

 

-إيه إنتوا لسة مروحتوش، ده أنا روحت وجيت، تعالي يا زينب معايا نتغدى سوا

 

وهنا تبددت تماما أفكارها ومخاوفها، مع رحيل آخر بضعة أفراد من النساء (أين الرجال؟) لم تهتم لموقع الرجال (في المضيفة أو عند رأس قبر الميت حديثا يستقبلون العزاء، أو هم في العزاء شبه الإحتفالي) ونسيت أشرقت، ونسيت نهى نهى، ونسيت ياسمين (ماتت في العام الذي سبق عام وفاة نهى)، وتذكرت أنه بعد قليل ستأتي بنات خالها الست ويدب المرح بين منازل القبور.

 

[2]

في النادي كان والدها يسهر مع رفقة السوء ومجموعة من الغوازي، ولم يكن أباها في حاجة إلى أي أندية، والحوش بين القبور كله نادي للمسجلين والأفاقين وسهاري الليل. ولكنه كان يعرف رجل مهم. وهذه قصة واقعية -لأن بعض القصص الأخرى تدخل فيها خيالات وأقاويل الناس- شهدها الراوي عن فتاة إسمها سلمى. تعيش في حي السرايا. تزوجت رجل إسمه سالم. وهو إبن عمها. أبوه شيخ معروف في قريته. سافر سالم ومعه إبنة عمه سلمى إلى مصر / القاهرة للبحث عن فرص أكبر للعمل. وله مواقف عجيبة هناك بعد أن عرف الناس أنه إبن الشيخ المشهور الذي سمعوا عنه. وهو (الشيخ) ليس مشهورا إعلاميا، ولكنه معروف على نطاق واسع بين الغلابة والمساكين. لقد ذهب إليه الناس ليتبركوا به، بإعتبار أنه إبن الرجل المبارك. وهو بدوره لم يمانع ذلك. وحاول الحصول على نفس لقب أبوه؛الشيخ الأسود. فبنى بيتا وسماه (البيت الأسود). ذهب وزوجته سلمى معه إلى بيتهما الجديد. وقد قرر أن هذا البيت مثله مثل الكعبة أو الفاتيكان أو القدس، سوف تحج النساء إليه. ولكن هذا البيت، من تدخله إمرأة لا تخرج منه مرة أخرى. وبدأ بزوجته سلمى. عرف ذلك الرجل المهم بأمر هذا البيت، وذهب إلى المدينة يرغب في شراء امرأة من هذه الدولة ليسوقها في مصر إلى حي السرايا. ولما استغلى والدها ثمنها رفع عليه الرجل قضية وكسبها، وبدلا من أن يدفع له، اشترى منه ابنته ببلاش. كانت زينب مرعوبة من فكرة فقدانها أختها، الآن هي مدركة أنها سوف تفقد نفسها. لذا رفضت عقد زواجها، هنا، حتى أباها الذي كان متعاطفا معها في البداية، اتفق مع زوجها على ضرورة خنقها وليستثمر هو جهده في ابنته الأخرى حتى لا تخرج مثل هذه الكلمات من فمها، والخنق وسيلة مقنعة حتى تكتم أي امرأة على كلماتها. أمسكت الأم يدها، وطلبت من أخت زينب المساعدة ولكنها رفضت واختبأت في غرفتها. لم تتصور زينب اجتماع خالتها عليها، وشعرت بالسلك يُشد على عنقها الرفيع. وكانت حجة والدها جاهزة وقد أقنع إخوته بأنه رأى ابنته تمشي وحدها في الشارع ليلا. سوف تموت زينب الآن وهي لا تدري أن المشي ليلا فعل مباح للنساء في الكثير من البلاد. بلاد لا تعرف إقامة (الحسبة) على النساء بهذه الطريقة!.

 

[3]

دينا إمرأة سمراء هي من النوع المحسوب لدى الغرب بأنها سوداء، جميلة ذات بشرة برونزية وتقاطيع وجه مصرية. كان نصيبها أسودا من الحياة مثل أمها. أمها التي ضربها وطردها أبوها من بيت أمها (جدة دينا)، وتشارك أبوها مع عمها في قتلها (قتل أم دينا) للحصول على الميراث الذي ورثته عن أمها. ساعدهم في ذلك زوجها (أبو دينا) الذي خانها -على حد تعبير دينا- مع إمرأة أخرى وأراد أن يتخلص من إزعاجها المستمر وإعتراضاتها التي لا تنتهي. تأثرت شقيقتها هند بما حدث لأمها، فقررت أن تحضر دورات تعليمية لدى مدرب لفنون القتال لجعلها أقوى. فقام بإغتصابها.

 

وجهة نظر دينا عن النساء أنهن ماشية تستحق الركوب، لا أكثر. هكذا تصالحت مع ذاتها.

 

لقد حصلت على إسم شهير، وهو (المرأة السوداء). وهي أشهر بكثير من ذلك الشيخ الأسود في حي السرايا الذي نقبت عن القصة وعرفت أنه السبب الرئيس في موت صديقتها زينب (أو مقتل صديقتها). هي أستاذة العلوم في جامعة القاهرة بمصر، ورئيسة قسم العلوم في (الجامعة) بدولتها. لكنها ليست مثل أي باحثة حاصلة على درجة جامعية عالية، بل هي مساهمة في أكبر المؤتمرات العلمية بالعالم، من خلال تطويرها لمشروع (المرأة السوداء) أو (المرأة الخارقة) وأحيانا يشار إليه إختصارا بـ (الجنية). وقد طبقتها لأول مرة على امرأة زنجية سوداء من أمريكا اسمها بلاك.

 

هي الآن تتقدم بالخطى إلى البيت الأسود، مرت بها عربة أثناء عبورها الطريق، النساء الشرقيات في العربيات داخل أنفسهن يريدين أن يكونن مثلها، طالما ليس بوسع أي امرأة التمرد، ليكن إذن التصالح.

 

9-ذات، أو المعرض

 

[1]

نزل علي من بيتهم يشتري دواء للمغص من الصيدلية,وربما بعض المضادات الحيوية حتى تساعده على مقاومة ألم أسنانه. نزل إلى الشارع حيث المحلات والمتاجر والصيدليات وهو لا يحب النزول إلى الشارع كثيرا,حتى لا يلهيه النظر والتأمل وسحر (الفرجة) على الأجواء الغريبة في مدينته الجديدة التي انتقل إليها. هو يريد أن يذاكر,ويدرس حتى يحصل على الشهادة المرتجاة من وراء هذه السفرية التعليمية الممنوحة له. يعمل على رسالة علمية عن التضخم السكاني في بلاد الشرق الأوسط. وقد سافر إلى هنا لأخذ عينة إحصائية عن هذا البلد النامي.

 

يمر بالكثير من اللافتات الإعلانية التي تحاول وصف ما قد يجده المشتري عندها من منتجات لاحظ أن كلها مرتبطة بالمرأة. ولم يكن يعرف بعد كيف أن تلك الأخيرة تحولت / انسخطت وصارت بدورها المنتج الأول والأهم في هذا البلد. وقد انتهى مروره للوصول إلى هذا المعرض.

 

-هل أصطحب حضرتك في جولة بالمعرض

 

استقر الصوت داخل مؤخرة عقله,إلتفت لتصفعه عينان حادتان لا يمكن لصاحبهما إلا أن يكون تاجر قادر على أن يبيع أي شيء.

 

كرر السؤال

 

-هل تلقي نظرة إلى داخل المحل؟

 

كان الوقت صباح والشمس للتو مشرقة,ورغم أن هذا المعرض مفتوح 24 ساعة,إلا أنه كان مغلق أمس لسبب ما. لذا لم يرى أي من جانبي المعرض حيث الحجرتان / الصندوقان الزجاجيان على جانبي البيت. كانت الفاترينة اليمنى مغلقة بالستار الحديدي,بينما اليسرى خالية من أي معروضات. وهذا على خلاف العادة أيضا,لأن المحل لا يحجب معروضاته حتى ولو كان مغلقا.

 

دلف إلى المحل ولديه توقع نوعي لما سيقابله,وقد كان,وإن لم يكن يتوقع أثر الصدمة على وجهه وقد لاحظ مضيفه ذلك وزادت إبتسامته الودود / اللدود إتساعا.

 

-ما رأيك؟

 

لم يرد

 

-ولدينا بضاعة جديدة من كوريا بلد سوني

-هل لديكم سوني نفسها؟

-سوني ماتت

-أووه,لم أعرف

-طيب هل لديكم أي من مشاهير التيك توك، ذات الرداء الأزرق أو الأخضر أو الأحمر، هو حتى تلك الفتاة التي اسمها ذات

 

شعر أنه تضايق وإن لم تتغير طريقته المهذبة في الكلام

-للأسف لا نتعامل مع هذه النوعيات

 

أشار له بيده إلى باب خلفه ممر يؤدي إلى الداخل,وهو يصطحبه أخبره

 

-نقوم حاليا بعمل توضيبات وتشطيبات في المعرض

 

دلف به إلى ما يشبه القبو في خلفية المعرض,قاعة عريضة ومجموعة من الأقفاص التي تشبه أقفاص الوحوش في السيرك أو في حديقة الحيوان. وتحت مظلة من الأضواء الجنسية بين الأحمر والأزرق. وتبين على هذا الضوء الخافت رأسان يخرجان من الظلمة. تراجع للوراء مرتعدا. لو كان رأى كلب أو أسد. كان أهون. رأس إمرأة!. إمرأتان. اختل به المكان وشعر أن الأمام ليس أمام. أو هو جوار الأقفاص على يمينه ممتدة بطول البصر غائرة في الأعماق حيث الظلمات,فلا يظهر بوضوح سوى قفصين,وشبح قفص ثالث. تذكر عقود العبودية التي تمارس في أوروبا من قبل المشاهير والأثرياء. شعر بشخص خلفه,إلتفت فوجدها إمرأة أشارت بيدها له أن يجلس على المقعد القريب. لما ازداد توتره وترقبه اقتربت منه آنسة لطيفة ظهرت من مكان ما,سمع أن إسمها نهى حين نادت عليها,واقتادته تلك إلى غرفة مجاورة

 

-هناك عدة مصادر للحصول على النساء

 

“الأولى بالطبع هي تلك النساء اللاتي نشتريها من رجالها,فلا يوجد إمرأة تولد من دون رجل”.

 

بعد أن مشت المرأة تنبه أنها كانت تمشى على أربع,تقودها تلك المدعوة نهى رغم أن الراكعة تبدوا هي القائدة.

 

“الثانية,هي عقود العمل,خاصة في ظل الضغوط والقيود المفروضة على المرأة,وأنت تعلم .. لا خيار آخر”.

 

أخذ يتأمل المكان حوله,متى دخل إلى هنا؟

 

-الداخل مش زي الخارج

 

جاءت نهى واصطحبته إلى مكتب حسن الترتيب,حيث استمع إلى بقية المصادر

 

“الثالثة,هي تلك النساء الشاردة أو المخطوفة أو الفقيرة”.

 

-زي المقطوعة من شجرة

-نعم بالضبط,زيها كده

 

عاد مرة أخرى لهذه القاعة الأشبه بالقبو,كان المضيف لطيفا معه,وكأن العادة جعلته متفهما للإستغراب الغارق فيه هذا الضيف. أخذ يتأمل النساء في الأقفاص. الأولى كانت ذات شعر قصير مربوط معصميها إلى القفص وعنقها مطوق بنطاق كلب لا يغلق تماما على الرقبة. ملامحها حادة رغم جمالها. عارية ذات بشرة بيضاء. الثانية شعرها قصير,أو هو لم يستطع التمييز بسبب ظلمة المكان أو إضاءته الخافتة. خاصة وأن شعرها كان معقوصا,وقد تسائل هل قصات الشعر هذه هن من يختاروها أم يختارها العارض لهن. الثالثة لم يتبينها بوضوح كأنهم مصرين على ألا يراها جيدا.

 

المعروضة 1

تجيد الطبخ جيدا,كأنها الشيف شربيني,لديها قدرة تحمل كبيرة ومضادة للكسر,وفوق ذلك مشبعة جنسيا.

 

المعروضة 2

جميلة,بل جميلة جدا.

 

المعروضة 3

قد تبدوا بدينة قليلا,ولكن هذا جيد,يدل على صحة وافرة,كما أنها بارعة في أمور عدة مثل الطبخ والتنظيف والغسيل والحياكة. وجيدة جدا في الفراش. وجيدة أكثر في التجارة,وفي المشاجرات تصلح جدا لك.

 

المعروضة 4

المرأة هي حاوية الحياة,لهذا تكون منتج ثقافي جيد للعرض في متاحف العلوم,

 

المعروضة 5

كانت ممثلة عظيمة وشهيرة في الزمن الغابر,ولكن ولى زمنها منذ مدة طويلة.

 

-معرض الموت مثل الغطاء الذي تدثرت به فتاة الحسكة عقب موتها مباشرة.

 

-المعرض المائي مثل الجنية في الماء,لدينا منهن أربعة جنيات,وحورية واحدة.

 

وهذه معروضة على الطراز الإسلامي

 

المعارض والمحلات والتكية والأنتيكة والفابريكة

أنتيكة .. شكمجية ..

بوتيك

 

 

 

لقد سئمت من الجميع,من الأهل,والأقارب,والجيران,والأصدقاء,والوطن,والزملاء في العمل والناس كلهم. لا مستقبل لها.

 

كانت تشاهد ذلك البرنامج الذي يعرض بعد منتصف الليل (حريم النساء) وسأل المذيع ضيفته

 

-من هو سند المرأة في حياتها

 

هي لا سند لها,لا أبوها,ولا أخوها,ولا زوجها,ولا أبناءها,ولا أصدقاء لها,ولا حتى نفسها.

 

 

 

 

 

 

 

 

10-ريم

أحمد صلاح المهدي

 

 

 

11-زينب

 

12-سارة

 

13-شيماء، أو رحلة البحث عن بطة

 

وبواسطة نفس الشين، يمكننا أن نقرأ بعض من سيرة شيراز القصيرة التي رواها لنا أحمد خالد توفيق على لسان رفعت إسماعيل. أو قصة شهرزاد ذات الليالي الألف الملاح.

 

14-صابرين .. مثلها كمثل الحمار في الصبر

 

النسوان,دوما ينسوا المعروف,أو المرأة لأنها تفقع مرارة الراجل,أو الحريم لأنها تحرّم على الرجل عيشته. ما هم إلا حيوانات.

 

قول حكيم تم استضافته على برنامج جمال الحريم.

 

وهذه قصة ثلاثة عشر زوجا مع زوجاتهن,وفق مسميات أخرى للمرأة

 

بطة

كانت قصيرة وبدينة بطة مبطبطة,وأقول كانت لأني قتلتها .. خنقتها حتى الموت. هي أفعى متدثرة في صورة بطة جميلة,ومع ذلك,ورغم سمنتها,إلا أنها كانت عندي سمنة بضة وبيضاء مثل نماذج الجمال اللاتي رأيتها في اللوحات العالمية.

 

-أقولك ما تيجي نبدل اليومين بتوعنا عشان لو فيها ضرب ولا قتل ولا حاجة زي ديه

-لا يا حبيبتي كل واحدة وليلتها

 

كانت لي زوجتين,قالتها مزحة ولم تكن تعرف أنها أصابت عين الحقيقة. هي الصغيرة القصيرة السمينة,التي عوضت من فقد الطول في كثرة اللحم حول مفاتنها. لها عنق قصير وثخين كأن صاحبته هو سلمى حايك. تمددت في إسترخاء عظيم فوق الفراش,ثم إرتعش جسدها بحماس يدل على قدر الشبق في الفجوة التي يجب أن يدخل بها شيئه. بدلا من ذلك أخرج شيء آخر. أخرج لسانها. ولم يكن هذا من باب التقبيل أو اللعق أو أي فعل جنسي. انكفأ فوقها وقد أحاط خصرها بركبتيه. مثبتا جسده على الفراش عبر ركبتيه مثل مسمارين في السرير. كان يضغط بإبهاميه بكل ما أوتي من قوة,على الحلق,أسفل العنق. يعتصر عصارة الحياة من تفاحة آدم الثمينة,وقد لمعت عينيه مثل عيني الشيطان الذي بصق في فم الأفعى. الآن يشاهد بصاقها وهو يزحف على جانب فمها منذرا بموتها. شعر أنها لم تكن الخائنة التي يبحث عنها,ومع ذلك,لم يمنع نفسه عن قتلها.

 

مثل أي زوج يحترم نفسه.

 

بقرة

إنه روح أمه وحبيب قلبها الذي سيقبرها,وهو بكر إخوته الذي يظل كبيرا عليهم مهما بلغوا من السن عتيا,في دور مصغر للأب الذي مات فصار هو الأب الفعلي. مثلما يقال في مصر قديما (أبيه) كنوع من صيغة التصغير لكلمة أب أو أبي. نادته أخته بذلك. وهو من المحترمين القلائل لا يركبون أخواتهن. لكن لا مانع لديه بالطبع من قتلهن.

 

“إن إستعمال كلمة رضيعتي للدلالة على الشقيقة,وعضيدي للدلالة على الشقيق الذي نجده في الكويت وغيرهما من البلدان العربية,يشير بوضوح إلى ذلك التمييز. والواقع أن الأنثى يجري تمييزها عن الذكر بصورة أساسية. لا يأتي ذلك من فراغ كما هو واضح.”

 

جاءه صوت المتحدث على برنامج جمال الحريم,أو بعد منتصف الليل كما يشار إليه عاد في إعادته النهارية.

 

دعك من ألفاظ الركب التي تنادى بها عادة

 

-يا بقرة

 

من زوجها عندما يدللها

 

-جمل,وفرس

 

من أي متحرش في الشارع ويحسب نفسه مغازلا

 

-يا حمارة

 

وهذا الإعتقاد السائد عن ذكاء النساء قديما وحديثا

 

-ديه خنزيرة

 

في وصف سماكة جلد بعض النساء بشكل فعلي أو مجازي دلالة على أنها متبلدة الإحساس

 

أطفأ التلفزيون فهو لا يحتمل سماع هذا الهراء,ما المشكلة في أن نتحدث عن النساء بصفات لا تبعد عن الطبيعة الحقيقية النسوية للمرأة. كما أن ليس جميع الرجال يعمدن إلى إهانة زوجاتهن. هو دوما يدلل زوجته بالقول لها أنها بقرة. كان قد قتل أمه,وواحدة من أخواته. زوجته كادت تقتل,واستبد بها الخوف. لما نادها

 

-تعالي هنا بقرة

 

عرفت أنه اكتشف حقيقة الخديعة التي كادت توقع بها من جارتها.

 

جمل

-جمل والله

 

قالها مغازلا

 

ترسخت فيهن صفات الركبات والمركبات من حيوانات أو آلات,وبات المشي على أربع أطراف مدعاة للفخر لأنه دال على التقوى والإلتزام. حتى أن أغلى تصميمات العباءات والطرح وأزياء المحجبات باتت تراعي عدم إستقامة الظهر على طوله,وهي موضة إنتقلت إلى بنات الذوات والمشاهير أيضا. لقد تحول المشي على أربع إلى رياضية قومية كذلك,تقوم فيها المرأة (الطبيعية),التي تمشي عادة على أربع,بخوض سباق طويل جريا على أربع, للظفر بجائزة (اللجام الذهبي) التي تسبغ المجد والبطولة على صاحبتها.

 

لكن هذه المرأة كانت قائمة على قدميها,كأنها فاجرة ماجنة,أو هي كذلك,ولقد فتنته بذلك. وحسب أنها من ذلك النوع من النساء اللاتي يركبن سيارات. تمنى هو أن يركب شيئا (عربة أو إمرأة) في ظل شح الزواج والمتزوجين,والنساء المقبلات على الزواج أقل بكثير من الرجال (الهائجة). أقل النساء حظا في الجمال تأتيها عقود عمل أو زواج أو شراء أحسن مما يحلم به هو لو ترك نفسه لأحد كي يركبه. ولا يعني ركوب جنسي كامل,أي أنه لا يثقب بل هو من يصنع الثقوب. ولكن هذا لا يمكن أن يحدث إلا في تلك الرواية التي قرأها عن مجتمع المثليين. تساءل,طالما يوجد مجتمع للمركوبات,لماذا لا يوجد مجتمع للمثليين. لصارت الحياة بهيجة حينها. ثم تذكر أن هناك مجتمعات مثلية بالفعل,ولكن بالغرب وليس عند بلاد العرب,ولا بلاده.

 

في الأخير,تزوج إمرأة قبيحة,بدت له أجمل نساء العالم آنذاك.

 

حدأة

نقول عنها حدأة

 

-نقول عنها إيه؟

-نقول عنها حدأة

 

-من امتى الحداية بترمي كتاكيت!-لا .. ممكن نقول مثل تاني

-قول

-هي الهبلة هتجيب دكتور!

-لا قصدك دكتورة

-لا بس كانت حلوة,وعليها هزة وسط

 

وغرقا في نوبة هستيرية من الضحك بفعل تأثير الحشيش. والقصة المروية على ألسنتهم كأنها نكتة هي عن هبة. تلك الفتاة السمراء التي كانت تمتلك هبة الرقص,وتركت العنان لأنوثتها كي تتفجر في حفل زفاف صاحبتها. رقصت قليلا ثم احتلت الساحة وسط جمع من النساء كن يرقصن معا,خلعت معطفها الرمادي من فرو الثعلب أو حيوان ما,بل وساعدها أحدهم على خلعه حيث امتدت يد من جهة ما وتناولته عنها مساهما في تعري كتفيها,وفي لحظة أصبحت هي العارضة وهن المشجعات. وعلى أنغام أغنية (ارفع إيدك فوق),وما أن تركت يديها المعطف حتى اهتز جسدها كله,لولا أن اعترتها وقفة واحدة. ثم استمر رقصها على إيقاع ثابت يزداد حرارة دون أن يختل ولو لثانية واحدة. حركت قدميها للأمام والخلف, مع إهتزاز جسدها يمنة ويسارا والقدمين تتابع رجة الجسم وإهتزازاته بإتزان مثير وإتساق ممتع. اقتحم أحدهم الحلقة وانساب جسده للرقص معها. كانت تفيض عليه وعليهم رقصها بفائض من لحمها المتناثر هنا وهنا على جسدها. عرف البعض أخيها. وتوقع أحدهم أو تخيل صورة أشلاءها ممزقة وسط ساحة الرقص. وبالفعل امتدت يد من نفس الناحية التي أتى منها ذلك الشاب تنزل على خدها بصفعة مدوية كادت تعلو على صوت الأغنية. تم جرّها وسط الصالة من شعرها. وفي مكان مظلم (ربما في الحمام أو في المسرح المغلق) وأمام أعين زوجته التي لم تستطع منعه من قتل أخته,وهي صاحبتها العزيزة.

 

 

حمارة

-إيه يا حمارة بتصحيني كده ليه

-إصحى عشان تروح الشغل

-يا استي ملعون أبو الشغل .. ديه طريقة تصحيني بيها

-إصحى يا أحمد .. ومتقوليش سيبيني أنام شوية

-طيب أديني قايم

 

قام من النوم وما أن تركته حتى استسلم لثقل جسده,وتركه يسقط متهاويا في ظلمات النوم مرة أخرى. ومن النوم الجميل جاءت زوجته كأنها قادمة من عالم أحلامه. تذكر ما يفعله أصدقاءه في هذه الحالة. وقرر أن يفعل شيء مشابهة مرة من نفسه. أول ما قام أمسك الفتاة من رقبته وضغط على الحنجرة مثبتا يده على وضع المطرقة والسندان. حيث اليد الأخرى تلقف عنق الزوجة من قفاها واليد اليمنى تستمر في ضغطها.

 

 

شاة

-لا يضر الشاة ذبحها بعد سلخها

 

وقد أوكلاها ركلا ولكما وجلدا وضربا وخمشا,وشالوها وحطوها

شعوذها فسحها مرجحها شوحها

 

 

إسمها عبير

 

وقد أحبها كثيرا,كثيرا جدا,لدرجة أنه جعل من الغزال نمرا.

 

مهيمن وخاضع

 

أي هي أصبحت الراكبة وهو المركوب,طالما الأمر خارج عن الغاية الطبيعية للعملية الجنسية. يعني لا تدخل فيه شيء. فقط تركبه.

 

السرايا

 

 

فأر

إسمي شمس. وأنا أكتب الآن هذه الرسالة إلى من يهمه الأمر,وإلى من يمكنه أن يفهم من أنا. ولكن ماذا أضع في رسالة تحاول أن تشرح من أنا؟.

 

-أنا الفار بدأ يلعب في عبي

 

نظر إلى الفأرة في يده وتمنى لو لا يكون ما يفكر فيه صحيحا

 

التي لا تعرف إنها أمرأة

 

أزمة في الهوية

 

فرسة

 

-فرس والله

 

يعاكس ويغازل ثانية.

 

ولا يطال شيء من مغازلاته المتكررة.

 

الذي يشتهي كل شيء

 

وقد تخلى تماما عن أي ما يربطه مع الفرسان وعصر الفرسية الذي انقضى

 

 

 

 

قرد

-ياما جاب الغراب لأمه

-يا واخد القرد على ماله .. يروح المال ويبقى القرد على حاله

-جات الحزينة تفرح .. ما لقتش مطرح

-المرة اللي تحت مني .. أبقى من أختي وأمي

 

 

قطة

ركب العربة المجاورة للعربات الثلاث للسيدات. حيث العربات الثلاث للسيدات فقط.

 

موز / الفتيات في المترو – الذي يصطاد البنات

 

أشباه رجال

 

كلبة

-ليه هي أرنبة

-لا بل كلبة

-لا بل أرنبة

 

 

لبوة

أو لبوءة

 

أشارت له بيدها أثناء مروره من أمام هذا البيت المتهدم,كان قد تقدم خطوات قبل أن يلحظ الإشارة ويتوقف. تراجع خطوتين للوراء حيث بلغت عينه ما خلف كتفه من جدار عزل الصورة حتى لمحها بطرف عينيها تبتسم له.

 

-تعالى نزلني

 

قالت له,ولكن ما الذي جاء بها إلى هنا؟ تساءل في نفسه. صعد بضع درجات متهدمة حتى دخل البيت أو ما يمكن أن يقال أنه مدخل البيت وسط جدران غير موجودة,وأعمدة بالكاد تتحمل الطوابق فوقها. تقدم خطوات إليها

 

-إتلح لح كده مالك بطئ ليه

 

ومد لها يده اليمنى يسلم عليها,ثم اليسرى لتتكئ عليه بيسرها. ضم أصابعها حول كفها وألتصق الكفان معا,واشتد عضده مثل مسند لكي يتحمل هذا الوزن الثقيل لهذه المرأة. شعر أنها ضخمة من هذا الإرتفاع اليسير. ما أن وطأت قدمها الأرض حتى ومض عقله بفكرة غريبة رآها منطقية. وأكد على نفسه أن هذا بديهي بالنظر إلى جمالها الفائق. نظر إلى تميمة القلادة التي تنساب من تحت الحجاب لتزيدها جمالا على جمال. والأساور الخرزية البسيطة حول معصمها الأيسر. ثوبها الأحمر القاني مثل النبيت أو النبيذ. تلك العباءة التي لا تحمل أي روائح أثارته هو شخصيا. فما بالك بما جال في البال.

 

قبل أن يترك يدها أحكم قبضته حول ساعدها. وباليد الثاني طبق على عنقها.

 

هي لبوة بنت كلب ولا تسوى

 

 

 

 

 

 

 

15-ضياء، أو الفتاة التي وُلدت ولدا

 

16-طاهرة

 

أو طبيبة، أو طيباء

 

[1]

سيدة وحيدة تخرج من قاعة السينما بدون أي أحد برفقها,رغم جمالها الملحوظ من قبل البعيد والقريب في النظر,والذي جذب إليها عدة معاكسات أثناء نزولها درجات السلم المؤدي إلى بواب الممر الموصل لقاعات العرض.

 

أخرجت جوالها لتنظر كم الساعة,ثم أخذت تحدق في خطوط الكف وأصابع اليد تحاول استدراك الشيء الذي ينقصها,ثم تأكدت أن هاتفها ليس معها. بحثت سريعا في حقيبتها فلم تجده. عادت أدراجها إلى حين كانت تجلس فلم تعثر عليه. شعرت بالانزعاج كثير وهي تطرق بقدميها أرضية الممر جاذبة الأنظار إليها وقد زادها الغضب جمالا. ثم رجعت خائبة الرجاء إلى أن سمعت منادي يناديها

 

-أستاذة .. حضرتك رجعت تبحثين عن هذا,صحيح؟

 

ورأته يمد يده إليها بالهاتف المفقود,ابستمت وسعدت أنه هاتفها لم يسرق,وعرفت أنه رجل محترم وابن ذوات. فاتهفها ذو التفاحة الأصلية على ظهره باهظ الثمن فعلا,وهو آخر إصدارات الشركة,ومعروف لدرجة تجعل من غير الشائع أن يغفل عنه شخص عادي,فما بالك بهذا الوسيم الذي يعتني بنفسه ومظهره عناية بالغة. شعره وثيابه وحتى وقفته.

 

-متشكرة جدا .. مش أعارفة أقول لك إيه

-لا لا أبدا مفيش حاجة

 

ومحافظا على إبتسامته استأنف طريقه إلى الخارج ليتجاوزها وتتأمل ظهره العريض للحظه وتتفكر في نبله ثانيتين

 

-لحظة

 

التفت لها دون أن تضيع إبتسامته

 

-ماذا هل نسيت شيء آخر؟

-دعني أوصلك بسيارتي

 

وبدا كأنه استدرك شيئا في لحظة

 

-أووه .. يبدوا أنني من مفاتيح سيارتي

 

عاد إلى قاعة السينما وعادت معه

 

-أها .. الظاهر أنها سقطت هنا

 

خرجا معا كأنهما آخر من خرجا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[2]

وفي السيارة تعددت ألوان الموت,

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[3]

حبيس مع الأسد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هذا هو الوشاح الذي غطت به وجهها في حياتها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الطعام,والجنس,والنوم

 

والموت .. نعم,ربما الموت

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ماذا يمكن أن نحكي عن الموت,وعن النساء؟.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كانت هناك كتلة مادية سوداء تجلس أمامي على المقعد المقابل,وأؤكد هنا على لفظ كتلة لأني لا أعلم إن كانت رجلا أم امرأة حيث كان الجسد مكتنفا أسفل عباءة سوداء ضخمة تخفي كافة ملامح الجسد. في الظروف العادية كنت سأوقن أنها مجرد امرأة منتقبة,لكن مع كافة تلك الأجواء الشيطانية التي تدور من حولي,فبالكاد أجزم إن كنت أتنفس أم لا. ناهيك بالطبع أني لا أتذكر وجود هذه الكتلة في بداية جلستنا,لكن تلك العين المضيئة المتخطية سواد العباءة لتضيء كالمصباح بلون أصفر,معلنة عن تخطيها للمنطق في فجور.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أفّكُر في حوریة البحر الصغیرة.

لا أقصد »آریل« دیزني، بل الحوریة الأولى، الأصلیة، التي ابتدعها

الدنماركي هانس كرستیان آندرسن، ومنحها أكثر تجارب الح ّ ب لوع ً ة وألً ما.

أق أ ر حوریة البحِر الصغیرة وأتساءل عن مدى وجوب أن تتضمخ حیاة

الإنسان بالمأساة؛ لو أن حوریة البحر الصغیرة َ جُرؤت على الاقت ا رب من

الأمیر الذي عشقت ُ ه، بذیلها السمكي وصوتها الملائكي، لو أنها أخبرته بأنها

أنقذته من العاصفة تلك اللیلة وسبحت به إلى الشاطئ وغّنت له أثناء نومِ ه،

ألم یكن لیحبها؟

»العبادة بلا تضحیة« هي واحدة من الخطایا الاجتماعیة السبع التي

وضعها المهاتما غاندي، ٕ واذا تذّكرنا بأن العبادة، لغوًیا، هي آخر درجات

الح ّ ب، فإن حوریة البحر الصغیرة قد عشقت الأمیر بهذا الشكل »الدیني« جًدا؛

الشكل الذي یستدعي أن تذهب في سبیلِ ه إلى ساحرة البحار لكي تقطع لسانهاوتهبها ساقی ِ ن بیضاوین، متوجعتین على الدوام.

أفّكر بحوریة البحِر الصغیرة وما تكّبدت ُ ه في سبیل الحب؛ كل خطوٍة

مشتها على الأرض كانت تدمي قدمیها، كأنها تمشي على سكاكین. ضیاع

الصو ُ ت الملائك ُّ ي الذي لم یحظ بمثله أحد في »بلاد ما فوق البحار« و »بلاد

ما تحت البحار« أی ً ضا؛ فقُد الأخوات والأب، ملك البحار، والجدة الطیبة التي

تق ّ ص علیها أخبار البشر وتزّین شعرها بأزهار السوسن.

أفّكر بحوریة البحر الصغیرة، بكل لیلٍ ة أمضتها في قصر الأمیر وهي

تطّ ل من الشرفة لترى أخواتها یرسلن لها غناءهن الحزین ویبكین على

مصیرها، أي عذاب؟

أفكر بحوریة البحر الصغیرة التي كان في وسعها أن تقتل الأمیر

وتستعیَد ذیلها السمك ّ ي لتعود لحیاتها السابقة، ولكنها لم تفعل. أفكر بها وقد

تحّولت إلى واحدة من »بنات الّریح«؛ تدخل بیو َ ت البشر وتبتسُم لأطفالهم

وترّوح عنهم في حّر الصیف. حوریة البحر التي تحولت إلى نسمة من أجل

أن یبقى الأمیر حًیا وسعیًدا بعروسِ ه ذات العینین السوداوین، متوّ هً ما أنها

الفتاة التي أنقذت حیاته.

لقد كتب هانس كرستیان آندرسن حكایة ح ّ ب مؤلمة، عن التضحیا ِ ت

التي لا ینتج عنها إلا مزیًدا ومزیًدا من التضحیات«. أفكر بالعاشقة الصغیرة

التي اكتفت بالح ّ ب لذاته وخسرت في سبیله كل شيء. أفكر بحوریة البحر،قلبي علیها، هذه الغضة ذات الستة عشر ربیً عا. أتساءل، لو أنها اقتربت من

الشاطئ، بذیلها السمكي وصوتها الملائكي، وقالت للأمیر: اعشقني! هل كانت

ستتألم إلى هذا الحد؟

 

حاء / بثينة العيسى

 

 

 

17-ظريفة .. شهادات

عادل: قطعت رأس زوجتي لأنها لم توصد الباب, وهذا هو الحزم الرجولي اللازم للتعامل مع نساء هذا الزمان .. يلزم الواحد أن يخاف على بيته وآل بيته وحريمه. المرحومة تركت وراءها بنتين مثل الورد. من يربي من بعدها ومن يشيل؟.

 

منار: لأ استمروا عادي في جدل مين هيحاسب على سرسوب لبن الأم. هو ده اللي مسبب أرق للمرأة فعلًا مش أنها عادي بتتقتل في الشارع عشان بتقول لأ. عشان شايفة نفسها لها حرية اختيار اللي تحبه وتتجوزه.
اللي حصل وبيحصل وهيحصل لبناتنا زي أماني وسلمى ونيرة رحمة الله عليهن، كلها شكليات يا راجل المهم دلوقتي بس نجيب مفكري البلد وشيوخها ومحاميها والفقهاء بتوعها عشان نتكلم في القايمة والرضاعة.
برافو يا مجتمع!.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

18-عائشة

 

 

 

 

19-غادة

 

 

 

تعيش الجنيات في تلك الأماكن التي يصعب على البشر الوصول إليها أو الولوج فيها؛الجبال والصحاري والبحار والغابات والثلوج والسراديب. هذه هي الجنيات الخيالية. لكن الجيش عمل على الإستفادة التامة من مقدرات المرأة. وتصميم الجنيات الحقيقيات من خلال العبث بالجينات لتطوير ما لديهن من قدرات.

 

اختاروا أسماء لهن من بين أشرس المسميات عبر التاريخ

 

-ميدوسا

-عائشة

-ماري

-ليليث

-إنيل

-إليزابيث

-عشتار

-هيرا

 

20-فداء، أو الفرق بين النساء والنسوان

 

سامر وتامر

 

 

استيقظ محمد باكرا رغم أنه لا يفعل ذلك عادة,الساعة السادسة صباحا,تكون الوقت الذي يرتمي فيه على فراشه لينام,أو هو الوقت الذي يكون فيه نائما ولم يسيتقظ بعد منذ سهرة أمس ولن ينهض قبل أذان الظهر. لكن ما أيقظه الآن قبيل السادسة بربع ساعة هو أنه ينتظر مرور صديقه تامر من أمام البيت. يسكن تامر في أول الشارع,ومحمد في منتصفه,وعربة أجرة تقله للعمل يركبها من على الطريق في نهاية الشارع. لا يحب تامر أن يثقل على النساء,لهذا يركب عربة أجرة من النوع التقليدي والقديم والعادي في وجهة نظره عن هذه الأشياء (بتاعة اليومين دول) والتي باتت تزداد تطرفا يوما بعد يوم,وفي كل يوم يلعن هذه الأيام ثم يتحسر فراقا على الأيام الخوالي التي كانت فيه للنساء كرامة وحب. لطالما أعجب محمد بتامر وقدرته على التمسك بآراءه التي صارت بالية في عالم ينتهك كل شيء ضعيف ويقبح أي شيء جميل. وصموده أمام الإغراءات الكاسحة,فلا أحد يرفض أن يأخذ بعض المال إذا أمطرت السماء نقودا. وبحكم معاشرته لاحظ أن تامر نفسه رغم قناعاته,إلا أنه يتصرف لا إراديا بنفس سياسة القطيع,منساقا معهم في العديد من التعاملات الحياتية التي يقوم به بشكل لاواعي منه. وتظهر إشارات على مقته وامتعاضه للنساء في الكثير من الأحداث التي تقتحم حياته كأنه لم يكن يعلم بها. ولكنه يكون على علم به.

 

مثلا لما أخبره أبيه أنه أحيل على المعاش,وأنه سيمسك مقود أخته بعد أن كان أبوها ينفق عليها. وظل تامر ينفق على شقيقته حتى سلم مقودها لزوج اسمه هشام,سوف يحمل عبء الإنفاق عليه,وتكاليفها ومصاريفها. ومن حسن حظه أن أمه ميته,وإلا كان سيتحمل عبء الإنفاق عليها مثل سيفعل إبن شقيقته مع أمه لما يتسلم المقود عن أبيه,ومثلما سيفعل إبنه مع زوجته عندما يرث دور الرجل عنه. ولكن لما أخبرته زوجته بأنه رزق بنتا لم يستطع إخفاء تجهم وجهه وإن تمالك أعصابه. ومثال ثالث لما صرخت فيه زوجته بالشارع,للحظة شعر محمد الذي كان قادما قبالته في الشارع بأن سيشنقها حية راميا كل مبادءه خلف ظهره لأنه فك حبل بنطاله الـ (ترنج). لاحظت زوجته ذلك وخافت لأول مرة,وقد مزقه خوفها هذا أكثر مما لو كان قتلها,ثم تساءل عن أي ندم كان سيلحق به لو أنه انساق لنفسه وغضبه وقتلها.

 

محمد كان في أول تعرفه على الحياة يلقى نوع من الصدمة لازال يتبين معالمه في ملاح تامر,خرج ذات يوم مع أبيه ورأى الرجال يمتطين النساء,وهاله ما رأى

 

تجربة مريرة في طفولته,وفي شبابه مر تامر بتجربة أخرى سمعية وليست بصرية

 

-هنعمل إيه من بعدك يا غالية

-روحت فين يا عبير

-آه يا عبير .. عبير .. عبير

 

وعبير هذه خنقها إبن عمها اشتباها منه في سلوكها,وتشاجر معه أخوها,وأخوه,واختصما فترة طويلة,ثم اجتمع الأب والعم ليصلحا بين ولديها,ولكن لازالت هناك غصة في حلق الوالد خاصة وأن ابنته قتلت ظلما.

 

-يرضي مين ده يا ربنا

 

كانت عبير تبكي على الفراش المهتز دوما,والمتكسرة إحدى سيقانه مرفوعا على طوبه لإعطاءه توازن لا يخل بها,ولا يسقط بالنائم. عرفت بأن سمير إبن عمها سيقتلها,فأخذت تبكي في صمت متمنية أن يسرع أبوها أو أخوها في المجيئ من العمل لإنقاذها.

 

وكان يتمنى الأب لو يزوجها لأي أحد بسرعة حتى يحافظ على سمعتها وعلى حياتها,وكان تامر (عينه منها) ربما يبتغيها لنفسه. وتامر بالرغم من كونه أفضل شباب المنطقة,ومن خيرة رجال البلد,إلا أنه غير مصون من تطلعات الذكور بها إلى امرأة ترضى بأي شيء يلقى لها و

 

-عايزة تعيش

 

هي الصفة الأولى التي تجعل من المرأة صالحة للزواج

 

-خذوهم فقراء يغنكم الله

 

الصفة الثانية

 

-يا واخد القرد على ماله يروح المال ويبقى القرد على حاله

 

الصفات الثلاثة لأي إمرأة مناسبة للزواج هي كسيرة,فقيرة,قبيحة.

 

الصفة الثالثة,بالنسبة لتامر وعائلته وطبقته وعادات ناسه,وبغير ما هو شائع في البلاد,هي القبح. إلا أن الإثنين يتشاركان في الاعتراف بثقل الحمل,ومرارة الهم. الذي يبحث عن زوجة جميلة,يحبسها في البيت,ولا يحبذ خروجها حتى معه هو. هناك بعض الجبناء يتعمدون أن تسير زوجاتهم على أقدامهن حتى يتمكن من الإسراع أمامها,أو التخلف وراءها لكي يتهرب من أي نظرات قد يلحظها تسدد إلى زوجته. ما يضطره إلى الدخول في معركة من أجل الشرف والكرامة والحرية,إلى آخره.

 

أما الذي يأخذ القبيحة,فهو ارتاح لها لأنه لا يريد سواها,لا يريد إمرأة ينظر إليها رجل آخر, أو أي رجل في العالم إذا كان قبحها مستفحلا. ومع ذلك يستمتع معها جنسيا اتباعا لمبدأ

 

-غطي الوش وادي (ادخل أو اعطي) في العش

 

وله أن يتخيل صور الجميلات مع الرجال الآخرين؛جيرانه,زملائه,أصدقائه,وأقاربه. أو المارين في الشارع,أو الذين يقابلهم في المواصلات. هذه هي بالضبط حياة داني التي يحتقرها تامر ويحتقر صاحبها داني الواطي حسبما يراه هو. ويحتقر كل من يضرب إمرأته أو يقتلها. خاصة لو كانت فقيرة. أما عن فقرها,فحتى لا تعتلي بمالها فوق زوجها. والصفة الأولى بالطبع هي أن تكون كسيرة,قبل أو بعد الزواج.

 

-مكسورة الجناح وتصلح لك

-إذا طال لسانه اقطعه لها

-إذا خرجت بدون إذن إكسر لها ساقها

-المرأة خلقت من ضلع أعوج إذا استقمته كسر

 

المرأة ليست إلا كسر رجال,أو حيوان,أو شيء جنسي,أو شيء لا إسم له. وتامر يكره أن يضرب أي إمرأة. زوجته السابقة كانت مشكلة كبيرة بالنسبة له. وهو حتى الآن غارق في فضيحته,ولا يزال يتعرض للتنمر والمضايقات ويفتعل الشجارات وتسيل الدماء بسبب ذلك. فقتل المرأة أشرف من أن يطلقها رجلها,ويصبح نصف رجل مثله مثل النساء. كان بالفعل سيقتلها ولكنه أشفق عليها,وتماسك قبل أن تموت بين يديه. ليست إمرأته الآن,ولو قتله لربما قتله رجلها. حتى الآن هو نادم أنه لم يقتلها وتمنى لو كان فعل حين كانت الفرصة سانحة له. حتى لو قتلها ونجى من رجلها,لن ينجو من ألسن الناس الذين سيقولون أنه انتقم من مريم فقط حفاظا على بعض رجولته التي أهدرت. أخلاقيا يكره القتل,عمليا يمكنه أن يقتل إمرأة, عاطفيا يجد صعوبة في تحقيق ذلك. وتمنى لو يتزوج من إمرأة يابانية,وقرر أن يفعل لو انفصل عن آية. هم رخيصي الثمن,وأسعارهن أقل من أسعار بيت العرائس. عقد زواج بسيط. وتكون فيه الفتاة اليابانية نوع من الجمال ليس غريبا عليه في مصر,بل ومنفرا للبعض هنا,رغم جمالهن الساحق. لذا سوف يستمتع بها وحده. بل ولو كانت جميلة أو ساخنة لدرجة ملحوظة يمكنه أن يجعلها محجبة أو منقبة. وفوق ذلك (فوق البيعة) اليابانيات تنتمي إلى ثقافة بلدهن,ثقافة الانتحار. ومظاهر الانتحار عديد هناك,الهاراكيري,الكاميكازي,غابة الموت,والجرائم العاطفية. النوع الأخير هو ما يهمه. الموت بإسم الحب. حيث تنصاع الزوجة تماما لزوجها حتى لو علمت أنه سيقتلها. وهو ما يريحه كثيرا.

 

تقابل تامر مع صديقته خلود وكانت تقرأ نسخة يونانية من قصة ذو اللحية الزرقاء الشهيرة, ومعها مسرحية عطيل التي قرأتها مرارا. كان الأربعة يجتمعان من حين لآخر في إحدى مقاهي وسط البلد الراقية. تامر وزوجته تمر وخالد وزوجته خلود,سأل خالد زوجته مكملا لعبة حوارية يلعبانها من حين لآخر,وقد بدت لتامر مملة لأبعد مدى

 

-أفضل كاتب ياباني؟

-هاروكي موراكامي

 

وكان تامر يريد أن يضيف أنه يفضل النساء اليابانيات عنه,وجد نفسه ينطق بذلك

 

-أنا أفضل فتاة يابانية بين ساقي خير من رواية يابانية بين يدي

 

ضحكت خلود بصوت عالي,حتى احمرت وجنتى آية خجلا

 

-نعم نعم,الزواج سترة حتى في اليابان,لماذا لا تشتري واحدة من أولئك المخطوفات أفضل لك!

 

كان لدى آية زوجة تامر تعلق لولا أنها أمسكت عنه,تامر لا يمنعها من الكلام,ولكن الطبع غلب التطبع,والعادة غلابة

 

-نعم .. الزواج سترة للمرأة

-المرأة تغدو عارية بدون وجود الرجل

 

كانت تنظر إليه بتفحص وذكاء تتفحص به حدة ذكاءه هو الآخر

 

-حسنا .. أفضل أن أكون عارية

-هذا الكلام لا يخرج منك

 

خلود إمرأة تتمسك بعادات وتقاليد محافظة,هي محجبة وإن كان حجابها لا يظهر سوى كأنه غطاء للرأس أو الشعر,ترتدي دوما ملابس شتوية في الصيف أو الشتاء ولا يظهر من جسدها سوى يديها وخط رفيع من عنقها,ووجهها الجميل.

 

-المرأة قوية .. عارية أو في ثياب,معها سلاح أو بدونه

-أنت تستغلين أي نقاش لتديريه إلى هذه الناحية

 

هنا تدخل زوجها

 

-ألا تقرأ الأخبار,إمرأة أخرى افترست زوجها حية,والجيش يضع المزيد من القيود على الفرق العسكرية النسائية

-أنت ذكي يا تامر .. اعقل الأمر بعقلك وازنه جيدا,المرأة مثل دبابة سريعة وخفيفة,هي تحمل أي شيء في بطنها وشرجها بدءا من قطعة لحم هي جنينها وصولا لمدافع رشاشة وقنابل يدوية مثلما فعلت بعض الفدائيات. كما أنها قادرة على حمل أي أحمال على ظهرها, بدئا برجلها مرورا بالبضائع والمشتريات اليومية,وصولا إلى المعدات الثقيلة التي تحملهن الجنديات في العسكرية. هذا غير سرعتهن,والرشاقة والإمكانيات المتاحة لهن بسبب القدرة على العدو على أربع. مثل التسلق أو القفز من فوق مرتفعات عالية. ناهيك عن القدرة العالية على التحمل والتكيف مع الآلام والظروف الصعبة.

 

-هذا ذكرني بمقالك حول الآلام السبعة للمرأة

-الختان / الولادة / الخنق / الكي / الضرب / الحبس (وربما التجويع) / وأخيرا العمل لفترات طويلة في البيت وفي المشغل مع الإحتفاظ بيقظتها مع القدر الضئيل من النوم.

 

-ولكن هناك آلام أخرى

-أعلم,ولدي نقاشات مع نوال الحزنان حول ذلك

-سمعت أن لديك نقاشات مع القاضي قاسم أيضا

-نعم .. ذلك المعتوه كاد يقنعني بكلامه ذات مرة

-كيف؟

-حدثني عن الكتاب الذي يقوم بإعداده,وهي ثقة كبيرة أقدرها له,يتحدث عن أشكال العقود الرسمية أو العرفية حول العالم,بدئا بعقد الزوج والزوجة,مرورا بعقد الممثلة مع المخرج, وصولا لأشكال أكثر تطرفا مثل هؤلاء الأثرياء الذين يستأجرون نساء لجرهن في الشوارع بالمقود مثل الكلاب. يتحدث حول أن بلدنا كانت أكثر رحمة بسبب الطفرة الجينية التي أصابت نساء عرقنا. كما أنه أكثر رحمة من الناحية القانونية,لأن دستورنا هو الكتاب الوحيد الذي تمكن من تقنين كل الانتهاكات ضد المرأة في نظام واحد يعطيها الكثير من الحقوق الغير متوفرة بالخارج. ويحاجج بذلك في ثلاث نقاط

 

-مستمع بإهتمام

 

-الأولى هي أن المرأة تمضي عقد أو ينوب عنها والديها ينص على ما تفعله لفترات معينة في حياتها,مثل الإبنة حتى تكبر,وينتقل العقد -بإمضاءتها- إلى زوجها. الثانية هي أن لديها الحق في رفع أي دعاوي ضد رجلها,تودي به إلى عقوبات تصل للإعدام,في حال قدمت أدلة ملموسة -وذلك عسير خاصة مع الذكورية التي تتغلغل في النظام وتفسده- أو بديل ذلك تكتفي بتأييد من رجل واحد مقرب؛زوج,أخ,أب,إبن,كفيل,مالك. الثالثة أن الكثير من النساء مرتاحة جدا في ظل هذه الأوضاع ولديها الكثير من الحريات بالفعل. بل هناك ذكورا مجني عليهم.

 

-أها مقنع هذا الرجل

-ولكني لازلت متشبثة برأيي

-وأنا أؤيدها

-رأي المرة يرجع سنا لورا

 

وفي المقهى على صوت فتاة تغنى من المذياع (النهاردة صحيت من النوم)

 

ضحك الأربعة,وظل تامر معذبا ولم يرتح أبدا.

 

 

 

 

قنديل

 

قمر

 

 

21-قمر، أو السفارة في العمارة

والقمرات كثر، ديانا، وسكارليت

 

جينيفر: جينيفر أكرمان، أنستون، جارنر، جراوت، كونلي، لوبيز، لوانس

كيت: كيت هارينغتون، وينسلت، ميدلتون، موس، بلانشيت

 

كيت كات

 

1-كاري

2-كريستين

 

4-بوسي

6-شيماء

 

-كاري

-كريستين

-بوسي

-كيت

-جينيفر

-ميغان

-أنجلينا

 

 

 

22-كاري

 

23-ليلى

 

24-منسية

 

25-نرجس، أو خرائط الجسد

 

الليلة حفل زفاف نرجس

 

جسدها

 

عينين حادتين ويقظتين تشيان دوما بأنها حية. وطالما كانت تتراقص بجسدها في مشيتها بكل خيلاء وإباء كأنها حية يخاف منها ولا تخشى لومة لائم. تلك العينين المباشرتين تخترقاني حتى وإن لم تكن تريانني.

 

إن تقدير العرب للجمال قبل الإسلام كان معكوسًا على الأشياء المادية الحسية مثل جمال المرأة والبعير والفرس والأطلال، وفي هذا السياق يقول الدكتور شوقي ضيف في (العصر الجاهلي) : (ونراهم يقفون عند المرأة فيصفون جسدها، ولا يكادون يتركون شيئًا فيها دون وصف لها، إذ يتعرضون لجبينها وخدها وعنقها وصدرها وعينها وفمها وريقها ومعصمها وساقها وثديها وشعرها، كما يتعرضون لثيابها وزينتها وحليها وطيبها وحيائها وعفتها …..

 

 

خنق المسيحية

 

 

 

نور ونرجس وماريا ومارينا ومريم

 

المركوبة

 

[1]

كان حفل زفاف تقليدي جدا وفيه خمسة بنات التففن حول العروس مثل حلقة,وكانت صاحبتهن وسادستهن هي العروس. متن جميعهن. كالمعتاد في هذه البلاد لا يمكن أن تهنأ عروس بليلة زفافها. كانت ترقص وسط وصيفاتها مختالة بجمالها وثوبها الأبيض الفستاني. لم تلحظ اختفاء إحداهن. كانت صفية أولى الذاهبات. جاءها أخيها وهمس في أذنها ثم أولاها ظهره فتبعته. لاحقا سوف يعثر عليها قيل مذبوحة وقيل مخنوقة. والوسيلتين شائعتين جدا.

 

تجمع مجموعة من الضيوف,والتفوا حول بعضهم بعضا فجأة كأنهم يفكرون معا كيف اختفت من وسطهم. صاروا الآن يبحثون جميعا عن تلك الفتاة الضائعة. شعر أغلبهم بالقلق عليها,وقلة فقط من كانوا غاضبين. في البيوت المغلقة كبيرها وصغيرها,يعد اختفاء الأنثى أمرا شائعا وعاديا جدا. البيوت التي تغلق على أصحابها,وأشياء أخرى قد تحدث داخل البيوت,لكنهم يخشون دائما ما قد يحدث بالخارج. لم تكن الفتاة الضائعة هي صفية. بل فتاة سمراء جميلة اسمها دينا. كان القلق ينهش قلب أمها ووالدها,وبالأخص أخوها. خطيبها أيضا كان موجود ولكنه لم يكن مبالي بما يحدث,بحكم التعود على مثل هذه الأمور. فتلك ثالث زيجة لم تنجح معه وقد حكم بفشلها قبل معرفة مصير الفتاة. خطب ثلاث مرات. هذه هي الثالث. وأغلب الظن أنه يخلف بعد حفلة اليوم ثلاث جثث. لقد بحثوا عنها في كل مكان,واختلطت مشاعر الخوف بالغضب,ولما عثروا عليها,تبددت مشاعر الخوف تماما,وانتقلت إلى الفتاة,بينما بقت مشاعر الغضب فقط. وقتلوها!.

 

هناك فتاة نجت من المذبحة (أو المخنقة),في اليوم التالي كانت جالسة على سور مدخل بيتهم,كانت تجلس بجوار شقيقتها وواقفة بينهم صديقتها. أمسكت صاحبتها بيديها وأحكمت الإغلاق هناك,في نفس الوقت كانت شقيقتها منشغلة جدا بإحكام رباط حذائها,بالطبع ليس على قدمها,بل على عنق الفتاة المسكينة.

 

الفتاة الضائعة المسكينة,والفتاة من عالم الأشباح,فتاة أخرى ماتت.

 

خلود هو اسم وردة,ولكن لم تصدق ذلك,وقالت أنها تريد اسما مثل قريبتها نرجس,نرجس أيضا شاهدت إعدامها. كانت خلود فتاة ممتلئة قليلا,أو كثيرا,ولكن المؤكد عليه أنها كانت جميلة.

 

 

 

 

[هـ]

هالة

 

هدير

 

 

مكتوم

 

 

 

رانيا

 

 

عائشة

من الخلف طوق عنقها,ومرت دقيقتين وهي تعافر وتحاول النجاة بعمرها,ثم أثناء احتضارها روادتها أمنية,تمنت عائشة أن تعيش يوما آخر,وإذا كانت الروح ترتبط بالنفس,فقد تجلى هذا الإرتباط في صورة خفقات تخرج من فيهها وأنفها تنازع بها الموت. ومن بين حشرجاتها خرجت صرخاتها خافتة مخنوقة متوسلة لا تكاد تسمع سوى من أذني خناقها

 

-لا .. والنبي,أنا عاععععع .. عايزة أعيش أععععععععع

 

أخذ جسدها يهتز بقوة,وتخرج المزيد من الغرغرة (ععععععع) واستمرت العين معها كثيرا حتى زهقت روحها. بعد أن همد الجسد وتراخت,نظر في عينيها وقد مال رأسها للخلف,ظل ممسكا عنقها محكما الإغلاق حتى مرت دقيقتين راعى فيهما عدم التراخي.

 

لم تعش عائشة.

 

 

 

 

 

 

قمر

قمر تتأمل قمر كل ليلة,وتحزن إذا مرت ليلة بدون قمرها,والهاء عائدة عليها وعلى الليلة. والليلة تتأمل القمر حالمة بأن تعيش فيه,يأخذها إليه,تحبس داخل قرصه إلى الأبد.

 

لمحت خيال,إلتفتت إلى اليمين,فرأت ظل ما يبدوا أنه خصلة شعر,اتضح أنه وتر أغلق على عنقها. كان شبح القاتل قد إلتف بسرعة حول وسطها ليصير خلفها,خانقا إياها.

 

على الفور جحظت عينيها للأعلى حيث القمر وإلى السماء تخرج روحها التي لاقت بعض الصعوبة في الخروج. ولكن الخيط الحديدي مثل مفتاح قفل أغلق على سنواتها الماضية لتستقر عند سد لا تلحقها أي سنوات قادمة. تراخت يديها جوارها,وانحنى رأسها خلفها, وضاق السلك حول عنقها. وماتت. وترك الجثة تنهار تحت قدميه.

 

قنديل

هاشم قنديل نور الدين الضابط المهم في مديرية مباحث القاهرة,والذي لا يعلم أحد تحديدا ما أوجه أهميته تلك!. فهو ليس السيد عادل سمير رئيس المباحث,ولا هو عنصر مندس في خلية إراهبية أو جماعة مسلحة أو عصابة مخدرات. يقال أنه هو نفسه لا يدري ما فائدته التي تعطيه كل هذه الهيبة والفخامة والسلطة والأهمية. إلا وجه واحد معروف وهو كونه القائم على التحريات الدائرة حول مسعود الغيطاني,إسم سخيف لرجل أسخف يريد تدمير العالم.

 

لم ينجح مسعود في أن يحرق الأرض ومن عليها,ولكنه استطاع أن يضرم النار في سيادة الرائد هشام قنديل نور. يسير هشام في الشارع وإذ بدلو من السائل ينسكب فوقه. عود كبريت ثم (فووو) احترق حيا حتى الموت.

 

ليلى

في نفس الليلة التي قتلت فيها قمر,ماتت ليلى,مقتولة هي الأخرى. وكانت تسهر الليالي تتأمل جمال الشوارع النظيفة المتوجة بأشجارها في الليل والمظللة بتلك الأشجار من حر الشمس في النهار. وكانت تتذكر حبيبها الذي تهيم به حبا.

 

ماتت قمر بخيط مهد طريقها إلى السماء,أما ليلى فأمسكت من العنق بقبضة لا يقل فولاذها متانة عن الوتر الحديدي,ألقت بها إلى القمر حيث ابنة عمها وتنكب الأسرة بفقدها إثنتين من أرقى وأحلى وأجمل وأحب وأصغر بنات العائلة.

 

يدين تقبضان على عنقها,لما شعرت بجسد خلفها استدارت لتجد خطافي الموت يقبضان ويضغطان على الأوردة هناك. يمنع أي دم أو هواء من العبور. سائل الحياة وغاز الحياة وسالب الحياة. أوردتها احتقنت,وعينيها زاغت,ولسانها وسروالها تبلل,ومن ثم ماتت.

 

مكتوم

بثينة آل مكتوم,عارضة الأزياء الإماراتية ذات الجمال ذائع الصيت أكثر من إسمها,سمراء تلك السمرة العربية التي لوحتها الشمس فلم تحرقها,بل حرقت الضباب أمام العيون الناظرة لتغرق في بهاء وجهها المستدير كما القمر الأسمر لولا عدم وجوده. طول معتدل ليست بالطويلة وأقرب للقصيرة دون أن تكون كذلك. والقصيرات في بلاد العرب والعجم جميلات أكثر من أن تتوقع منهن ذلك.

 

تشبه ياسمين علاء الدين,فاتنة بحق,وماتت فتنتها مع موتها. كانت تستجم في إحدى المنتجعات الطبيعية,على شاطئ بحيرة يتدفق الشلال إليها من خلفها. إحدى بحيرات الفيوم ذات الرمال الصحراوية الدافئة,والمناظر الطبيعية الخلابة. رآها رجل لم يكتفي بنساء قريته الجميلات,ولأنه لم يتزوج بعد سال لعابه وسعر ريقه على تلك الأنثى ذات الجمال الغير معهود بالنسبة إليه.

 

لم يكن معها حارسها الأسود الضخم,لم يكن يعرف هو عنه شيئا,انقض عليها من الخلف يحتضنها ويطوقها بذراعيه ويشد ضاغطا بكل قوة وعزم للخلف. يلتصق رأسها بصدره وشعرها يوخز ذقنه,شد وازداد عزمه. ثم أفلت ضمته عنها. وتركها جثة ميتة.

 

نور

نور انطفأ نورها,فلم تعد ترى,كل ذلك بسبب ممازحتها مع صديقتها نجوى,ومداعبتها لإبنتها الصغيرة ليان. لقد ضربت الصغيرة عينيها معا,بيديها الصغيريتين التي كانت نور تفرح دوما بصفعاتها الرقيقة على خديها. فقدت بصرها.

 

في البداية حاولت أن تفتح إحدى عينيها,كما تفعل عادة في مثل هذه المواقف,لتبصر نورا ثم تغمض عينيها مستريحة إلى أن بصرها لازال سالما,راحة تثلج صدرها مهما كانت سخونة الألم الذي يعتمر موضع الإصابة,أو حتى جسدها كله.

 

استمرت بضعة أيام غير مقتنعة,غير مصدقة,بل وظل تكذيبها لواقعها الجديد مستمرا لمرور أعوام من عمرها غارقة في الظلام تتعلق ببصيص من نور لم يأتيها. تبحث عن الضوء. تبحث عن بصرها الذي لن يرجع. تقلب الحدث مرارا وتكرارا ذلك اليوم. ياليتها لم تذهب لزيارة صديقتها. تتمنى لو شلت قدميها قبل أن تخرج من بيتها.

 

سمر

 

هالة

كانت هالة الموت تحيط بها من كل مكان,فإذا دخلت مقهى مع حبيبها يحترق المقهى ولا ينجو سواها وخطيبها وشخص ثالث ربما.

 

ذات مرة دخلت مدرسة,فمات تلاميذها ومعلميها,في نفس اللحظة منذ وطأت قدميها باب المدرسة.

 

دخلت إلي بيت أقاربهم فماتوا كلهم أيضا. عدا أبوها وأخوها وأمها وأختها. أبقت عليهم وابتعدت عنهم.

 

هدير

وجه مدور بإستدارة القمر,تلك التدويرة تغزو مكامن الإثارة والإغراء في جسدها الرشيق, وعودها الذي قد من حرير مثل لباسها,ومثل بشرتها,ومثل خيوط شعرها الطويل الذي تلامس أطرافه مع طرف القميص (البلوزة) المتجاوزة أصلا خصرها هبوطا.

 

على ثغرها ابتسامة زالت سريعا لما انقبضت أنفاسها داخل حلقها,وسرعان ما أدركت أن شيئا ما يخنقها .. شخصا ما يخنقها. استطاعت أن تفلت صرخة سريعة قبل أن تنكتم أنفاسها ولكن صوت هدير المياه المتساقطة مع الشلال إلى سطح البركة كان أعلى. وغطى عليها. ذهبت صرختها وصداها لازال يتردد في عقلها,تأمل أن أحد ما قد سمعها بعد أن أطلقت فيها كل ما لديها من قوة. أراحت ظهرها على الصخور التي تشكل واحدة من أهم المعالم الطبيعية هنا. قطرات المياه تتناثر على وجهها,وعينيها تحدق في مكان ما.

 

 

[و]

 

 

زهرة أو الجنية

 

-عليّ حمل جبال يا علي

-ليه ده كله؟

-خايفة يا علي,خايفة لتكون سكتنا مسدودة

-طول ما احنا متمسكين ببعض هنتغلب على كل العقبات يا زهرة

-طول ما أنت رجل وأنا امرأة .. اللي بنا مش هيكون عقبات وبس

-وليه ده كله؟ احنا مبقناش عيال صغيرين غير متحكمين بقراراتنا,وبكرة نتخرج ونبقى أحرار

-إنت جايز,لكن أنا! .. هبقى حرة إزاي بس. أقول لبويا المعلم كامل أنا خلاص اتخرجت وبلغت سن الرشد وبقيت مسؤولة عن نفسي .. جايز لو كان رجل تاني أو في بلد تانية. لكن احنا عندنا البت مهما كبرت لازم تفضل تحت طوع / حكم أبوها وعائلتها. والمسألة دايما مرتبطة بالشرف والكرامة. جايز كان يبقى فيها كلام تاني. .. لكن أنا لو قلت كده ولا عملت كده أسهل رد عندهم إني اتجرجر من شعري على البلد يجوزوني هناك أو يتاووني.

 

مزقته تنهيداتها,ولم تكن تعرف إلى حد كانت مصيبة فوقعت المصيبة. لقد تم سوقها كالبهيمة أو دون ذلك لذبحها أو شنقها في القرية. ولما حاول الأهالي ردع والدها عن ذلك. لأنها المتبقي من أولاده الثلاثة,فولديه ميتين.

 

-خصوصا إنها متعلمة وواعية ومسيرك يكون ليك فيها منفعة يا حاج كامل

 

رد قائلا

 

-طلعت ولا نزلت,البت مهما كان تفضل بت,لا تقوي ضهر ولا ترفع راس

 

وتحسر الناس لمفارقة هذه العروس,ثم راح كل منهم إلى حال سبيله,ولما رأى غضبتها على صديقتها وزيغان عينيه وصرعته كلمة (لا),اشطاط وتشيطن,وقام من مقعده يهجم على زوجته,وجذب رأسها,ووضعه على الأرض وركبها لينحرها. وكان من حولهم قد أدركهم الدهشة,أبوها وأخوها,أمها وأختها. إلا أنهم لم يتقاعسوا عن مساعدة الزوج. أختها ثبتت قدميها في محاولة لنيل التراضي من عائلتها. مرّ السكين أسفل العنق ملامسا للجلد فاختلط الحديد باللحم واتسخت يديه بدمائها.

 

-دماء نجسة .. اغسل يديك

 

قذفه الوالد (والدها) بقطعة قماش مناولا إياه شرشف لمسح يديه,يبدوا أن الصدمة هزت أخوها فاستأذن للخروج إلى الشرفة

 

-سألف لي سيجارة حشيش بينما تنتهون من التنظيف,لن أشارك ولا ينادي عليّ أحد

وماتت ورد لتلحق بصديقتها زهرة,فلم تطول حسراتها عليها.

 

-أنت عطلتني كثير

-بقول لحضرتك إيه,ما تمشي ده حتى المشي رياضة مفيدة جدا للصحة

-ووصل الزباين على ضهري ولا إيه

-آه .. بقولك رياضة

-نعم!

-وأنت أحسن من بقية الستات في إيه

 

روادت الـ د. أنس هذه الذكرى أثناء حديثها مع المذيع المشهور سيد عبد الله,وكانت أفكارها في درب,وكلماتها في درب آخر. في نفس الوقت,كانت نرجس وشقيقتها نعيمة يتفرجان عليها في التلفاز (فرجتهما الوحيدة) وهي تحاضر حول مصير المرأة في بلادها.

 

تكلمت د. أنس محدثة المذيع

 

-قولي إنت,لو واحدة قتلت جوزها .. إيه العقوبة اللي تاخدها

-لو علي أنا,مش هعاقبها

-آه,بس القانون هيعاقبها,زي الحوادث اللي بقراها في الجورنال,والاقي المحكمة حكمت عليها بالأشغال الشاقة المؤبدة,وساعات بالإعدام

-هو حضرتك مستكترة ده ولا إيه

-طبعا يا سيدي الفاضل,اللي تعمل كده بيكون خلاص,فاض بيها .. ليل ونهار شايفة وسامعة جوزها وهو بيخونها. هقولك,أنا مثلا ليا واحدة صحبتي,مسجلة لجوزها شرايط وهو بيحب في التلفون,وبيدي مواعيد غرامية لحبيبة القلب. كل ده,المحكمة متاخدش بيه برضوا؟ .. طب افرض,افرض واحدة داخلة بيتها,وشافت جوزها وهو بيخونها. تفتكر ممكن تعمل إيه,وإيه شعورها في اللحظة ديه.

-طب حضرتك لو مكانها تعملي إيه

 

لمعت عينيها في قسوة وهي تجيب

-هخنقه بإيديا دول,ومش هسيبه إلا ميت

 

الآن,نرجس,لسبب ما ميتة لا تدري بالحوار الدائر في الحلقة الجديدة من برنامجها المفضل (جمال النساء) الذي يقدمه في في كل حلقة مذيع مختلف لا يقل شهرة عن سابقه,ومع ضيف يكون عادة من كبار المفكرين في العالم العربي. كان المذيع يحاول الرد على محاوره,منتقيا كلماته بعناية

 

-الآن مفهوم (الخصوصية) بالنسبة للنساء هو مفهوم مخادع وغير حقيقي بالمرة,يفتح بوابات للخيانة والغدر من قبل النساء. زوجتي على سبيل المثال,سمعتها أكثر من مرة تتكلم مكالمات مريبة في الهاتف,وأول ما تشعر بوجودي تخفض صوتها,شوفتها رأيتها أكثر من مرة راجعة بعد نص الليل,وسألتها كنت فين,تقوم تفتعل خناقة عشان متقوليش,وتقول إيه إنت بتراقبني,مش واثق فيا ولا إيه؟. راقبتها,ولم أمسك عليها ولا مرة مقابلة مع أي شخص. تذكرت صديقي الذي كانت له زوجة تقابل صديق قديم لها,لم يكن بينهم شيء كبير أكثر من اللقاء والكلام. ولكنه قتلها,لذا فعلت بالمثل وقتلت زوجتي متخلصا من هذا الصداع. منذ البداية,لو لم يكن هناك خصوصية تمنعني عنها,لكانت الآن لا تزال حية.

 

-قصة حزينة فعلا

 

-على كل حال تزوجت غيرها,وأنا الآن سعيد مع زوجتي الجديدة

 

شابة أخرى,إسمها ياسمين,تموت الآن

 

-طب ما أنا أعمل إيه يعني,أنا غلطان إني عايز أكرمها بدفنها

-حرام عليك يا أخي .. إنت إيه,معندكش قلب؟ عايز تدفن البت وهي صاحية!

-ربنا يخليك يا حبيبي

 

وقد حسبت أن في ذلك نجاتها

 

-نقتلها الأول بعدين ندفنها

-طيب,تحب نقتلها إزاي! أخنقها بعدين ندفنها؟

-مش أينفع لأ,الحفرة اللي شارينها صغيرة على جسمها حتتشر في الجنبين

-طب إيه أدبحها وأقطعها نظام جزل,يعني صدور ووراك وأدفنها

-ماشي,بس ما أنت لو قطعتها برضوا,الدم بتاعها هيغرق المكان ويغرقنا معاه,ومش ناقصة زلفطة ولغوصة

-طب نولع فيها؟ نحرقها,نار جامدة,تتفحم وميبقاش غير العضم,فتتكمش وتدفن

-ممكن,بس ده فيه وجع قلب كان أريح له إننا نخنقها ونخلص أحسن

 

-يا كفار يا ولاد الكلب

 

صرخت تشتمهم,وهمت تركض,فسحبها إبراهيم من ذراعها,قال الأكبر سنا معاتبا لها

 

-يا بت,يابت بندور لك على موتة تريحك,ما أنتي لو ليكي رأي كنا خدنا رأيك,وبعدين تقولي على خالك كافر يا بنت الكلاب إنتي ..

 

في لجة يأسها اقترحت

 

-طب أنا عندي فكرة .. ممكن أرقص لكم,أوريكوا حتة من رجلي,أو أوريك طيزي,بص على شعري,إركنوني عندكم على أي رف ولا تحت في أي بدروم لوقت عوزة طلعوني.

 

تخايلت بشعرها وعنقها تثير خيالاتهم

 

-ما تتلمي يا بت إنتي,لنسيبك لأخوكي زيد يشوفله هو صرفة معاكي

 

وكأن هناك تصريف أمرّ عليها من الموت سكتت. ثم عادت مرة أخرى فاعترضت.

 

-طب ما تبصوا لصحبتي,عادي,أبوها وأخوها عارفين

-وسط الفنانين ده مزبله

-تلاقي أبوها عارف وعمها عارف,حاجة زبالة

 

بتنهيدة تدل على قلة صبر أو نفاد صبر

 

-إسمعي يا هدير,ساعدينا عشان نعرف نموتك عشان نخلص,تحبي تموتي مخنوقة,ولا محروقة,ولا مدبوحة,ولا تحبي تموتي على سهوة بخبطة قاضية على الرأس,في غفلة من أمرك. نخطفك كده من الدنيا خطف من غير ما تحسي. إيه .. إيه قولك.

 

قبل أن تفقد الوعي قالت

 

-أريد أن أرى البحر

 

نظر له

 

-ربما قصدت أنها تريد أن تموت غرقانة

-أمنية أخيرة ونحققها ليها

-أنت عبيط إنت كمان,هو ده وقته؟

 

وكان هذا مشهد معتاد في صحراء الزيتون المجاورة لمصر وليبيا والسودان. وبعد أن تفرغ إبراهيم من قتل إبنة أخته. انشغل تفكير بإبنة الأخرى. فله شقيقتين,وكل واحدة لها إبنة. والظاهر له أن فلة سوف تلحق بياسمين إبنة خالتها. وجه نصائحه لزوج فلة كأنه الحمى الحنون.

 

-وإنت كمان,أوعى تطلق بالسهولة كده. إنتا أولى بالمقدم والمؤخر والنفقة والقايمة. إنت أولى بكل قرش. وبعدين إنت لازم تذلها الخاينة الكلبة الكدابة ديه .. لازم تسففها التراب وتجيب مراخيرها الأرض,لحد ما تيجي هي اللي راكعة وتقولك طلقني. وبعدين إنت أولى بأي قرش.

 

-هذا ليس أنا يا إسراء,أنا مش فارقة أخسر فلوس طالما إني هضمك تحت مني.

 

هكذا قال لها,وكان جمالها فاتنا فعلا الآن,وكادت أن تقتنع وتتنازل عن قضية الخلع,لولا أن هناك عقبة واحدة. من إسراء تلك؟.

 

لاحظ ذلك في عينيها,وقرر أن ينفذ نصيحة خالها إبراهيم,ووصية أبوه,فقتلها. وخلف الباب أتاه صوت من الصالة للتلفاز وهو مفتوح ولا أحد يعبأ به. صوت تلك المرأة اللاتي تتقوى النساء بهن الـ د. دينا محمد فرغلي,مع المذيعة رضوى عاشور التي كانت تؤيدها في كل ما تقوله.

 

-عزيزي الرجل؛

 

“إذا وجدت زوجتك على علاقة برجلٍ آخر،ليس بالضرورة أن تضيع الشمل وتخرب بيتك، إشغل نفسك،مارس الرياضة،اشتر ملابساً جديدة،أصبغ شعرك … راقب الشيء الذي أعجبها به وافعله حتى تسترد إعجابها وتعيدها لبيتها وأولادها. لا تجعلها تشعر بأنك قد كشفتها، حذاري!! فما تفعله من وراءك ستفعله أمامك،لا تخرب بيتك لأجل رجلٍ حقيرٍ لا يساوي شيئاً. ابحث  عن السبب الذي أوصلكم لهذا وأصلحه،ناقشها وتحاور معاها عما ينقصها، فبالنهاية هي زوجتك،لن تلبث حتى تعود إليك.

 

هل غضبت؟

 

لا تتعجل، فهذا ما يقال للمرأة عندما تكتشف خيانة زوجها!.

 

 

 

 

 

[ي]

 

ياسيمين

 

وائل ومشاهد من حياته

 

 

 

الفتاة الميتة التي رفض الكفن دخول جسدها وفتاة يخرج لحمها من جسدها لحظة غسلها

 

 

أسيل

 

تعجب عاصم من قدرة حسن على التحرك هكذا والركض بسرعة رغم ساقه العرجاء، أراد بشدة أن يلاحقه، فلا يمكن حسب مبدأه أن يسمح بوجود لص في مربع نوبته، فما بال وأن هذا السارق سرقه هو دون عن كل الرجال، وهو لن يكون رجلا إذا لم يمسكه، ولكنه قرر أن يؤجل مهمته لما لمح فتاة بارعة الجمال تقاطع طريقها مع طريقه فتوقف فجأة وأخذ يتابع خطواتها الرشيقة يتمايل معها جسدها الطويل بلا مبالغة، الممشوق بما يكفي كي يجعل منها أنثى مثيرة. وقد كانت مثيرة حقا وصدقا، وقسما غليظ حلف به لنفسه أنه سوف يلاحقها حتى يحصل عليها لنفسه، فبلده تسمح له بكل شيء بالنظر إلى كونه مواطن شريف مستحق لحقوقه.

 

تعثر عم طارق في خطواته فأسقط بدون قصد قبعة (الكاسكيت) عن رأسه الأصلع كاشفا عن صلعته ومتحسرا لحاله,تلفت أولا يمنة ويسارا. ولولا إلتفاتته تلك لتمكن من رفع القبعة على رأسه مرة أخرى دون أن يلحظه أحد. أدرك ذلك متأخرا لثانية أو ثانيتين. كان عليه أن ينزل على ركبتيه سريعا ويضع القبعة على رأسه. بل كان عليه أن يلتقطها قبل أن تسقط وقبل أن تلمس الأرض. أمسك القبعة بيديه معتصرا إياها. لم يتحمل أكثر,وسقط على ركبتيه باكيا.

 

-أنا لي أطفال

 

تنبه إليه القوم أخيرا,واخترق العسكر / العسعس حشود المتجمهرين الذين التفوا سريعا حول ضحية جديدة لقضاء القدر. ارتفع سيف سريعا ونزل على العنق.

 

 

 

 

 

 

النساء

النساء هن أجمل المخلوقات في العالم

 

ومن رحمة الله بنا أنه خلقهن ضعيفات,فملكنا أمرهن,ومتعنا بجمالهن. وإلا فلما خلق الله الجمال والجنس والحب؟. تنظر فتقول سبحان الله أن سخر الله للإنسان كل ما لذ وطاب من حيوان أو نسوان. ولقد جعل الشهوة بوصلة تقود الرجل إلى كل ما تشتهيه نفسه من مأكل ومشرب ومسكن وملبس ومركب.

 

لدي مركبة,سيارة يعني,ولكني أفضل ركوب زوجتي. ليس من الشياكة أن أترك زوجة بهذه الحلاوة والطعامة لأدلف داخل عربة حديدية نابضة. تقضي على حياتي في حادث ما. يحب السير بها في طريق الخمسين. وهو طريق مخصص للنساء

 

-سامية إزيك عاملة

-تمام الحمد لله .. إزيك إنتي

 

وبالطبع للرجال ركوبا فوقهم,تركنا السيدات الثلاثة يثرثرن سويا,بينما تحدث الرجال فيما يخص الرجال. أجمل ما في الموضوع أنني لما أراسل أحد أصدقائي من البلاد البعيدة. في الغرب تحديدا. من ما فوق تركيا واليونان. وما خلف البحر الكبير في الأمريكتين. عرب من هناك أو أوروبيون. تتجاوز ردود أفعالهم الإستغراب أو الإستنكار أو التكذيب. هم ببساطة ينكرون الأمر بالمرة. وينفون إمكانية تحقق أي من تفاصيله.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التحرش شائع جدا في بلاده,كلام وأفعال من سب وشتم وإيحاءات جنسية بلاغية بلغت حدها الأدنى من القذارة,ومبلغها الأعلى من الرفعة وسط المهرة في تلقين هذه الكلمات. ثم هناك الحركات باليد بصريا أو حركيا. يعني أمام الناظر/ة أو تلمس وتتحسس أنامل اليد جسدها. تتكور اليد على كرات الجسدة. المؤخرة. الثدى. أحيانا البطن المتكورة. ورغم أن بلده بلد حرية لا يعني ذلك أنه لا يوجد مخاطر على المتحرش. التهديد الوحيد وهو تهديد حقيقي أن يتحرش بإمرأة من خاصة أحدهم. إن فعل التحرش يأتي كرد فعل على السيدات المتحررات. وهم قلة على كل حال رغم تعدادهم الكبير. أما بالنسبة للأخريات. فالأسوأ من أن تكون من خواص أحدهم. أن يكون مالكها / رجلها قريبا منها. هنا لا حجة لدى المعتدي.

 

والحجج كثيرة. إمرأة تركب عربات الرجال رغم أن هناك ثلاثة عربات في القطار من أصل تسعة مخصصة فقط للنساء!. هم يحتكون بالرجال لأحد سببين لا ثالث لهما.

 

إما لإستفزاز عواطفنا الرجولية النبيلة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحق الحق أن بعض النساء أغلى وأرقى من بعضهن,حتى أن لديه شعور عميق بالحسد والنقمة والإستفزاز بوصفه رجلا ولا ينبغي أن تستعصى عليه إمرأة. سواء من المشاهير أو غيرها. خاصة المشاهير. إنهن محميات بحكم تعاضد الرأي العام والجماهير معهم من أي تصرف عنيف قد يتخذ ضدهن. وفتاة مثل التي ماتت لا تكون مثل من سبقتها وتجاوزتها في الشهرة. ليست مثل سعاد أو آمال أو سوزان. جريمة قتل فتاة المنصورة,تلك المدعوة نيرة أشرف,ليست إلا من عوام الركبات. أكثر ما يغيظني,يغيظني أكثر من تلك النساء المحفوظات لأصحابهن والمتحررات. تلك المشهورات أشد عليّ وطأة منهن. لأن المتعارف عليه أن النساء أقل مستوى. هؤلاء يعيشون في بيوت أعلى من بيوتنا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الإقتصاد النسوي,هو إقتصاد قائم على الأيدي العاملة للنساء أولا,وعلى ظهورهن ثانيا. حيث الإستخدامات المتنوعة للنساء تساعد في كل مكان وللخروج من كل مأزق. أولا وقبل كل شيء هن الطريقة الوحيدة المثالية لإسترجاع إقتصاد العبيد مرة أخرى. بكل تجاوزاته المربحة.

 

كما أنهن حللن أزمة المواصلات واقلعوا المشكلة من جذورها.

 

الإقتصاديات التقليدية مثل صناعات ربات البيوت والأشغال اليديوية

 

هناك الإستفادة المحسوبة والمسحوبة لحساب الرجل

 

تجارة الأعضاء مربحة جدا,الجسد يساوي 2 مليون كأقل تقدير,بالطبع ليس حتة واحدة. مقطعة ومجزأة إلى قطع وأعضاء. القلب والكلية والكب. الثلاثي الرئيسي في الجسد لسهولة نقلهما وحفظهما وزراعتهما.

 

تجارة النساء كبضاعة حلوة غنية ومفيدة وفريدة من نوعها,تباع المرأة جسدا في قطعة واحدة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء النساء

 

استيقظ من هذا الكابوس المزعج

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بوتيك

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *