الاجتماع والعلوم الثقافية

البريد: التاريخ الصناعي والثقافي

1-الوعاء

2-البريد

3-الشحن

4-المحفظة

5-المكتبة

 

1-الوعاء

قبل الانتقال إلى صندوق الهدايا أو كارتونة البضاعة، نأخذ جولة للتعرف على الوعاء، وأنواع الأوعية.

 

هناك الكثير من الأوعية، أكثر مما يسعني ترتيبها على نحو منظم، لأن الوعاء، يكاد يشتمل على نصف الحاجيات من حولنا، لأن كل شيء، تقريبا مكون من وعاء أو غطاء، يحوي شيئا بداخله، أي أن الأشياء تنقسم إلى حامل ومحمول.

 

لذا نجد من الأوعية مفردات مثل الآتي؛ وأولها بالطبع، هي أوعية الطعام، والشراب، والتي نتعرض لها بشكل مفصل في الفصل المعني بنشأة البريد.

 

والطعام، مصدره إما حيوان أو نبات، يأتي الأول بوعاء الخاص, وهو القفص، سجن الحيوان، أتذكر منه في الأدب قصة لـ روبرت بلوخ حول أقفاص مخصصة للبشر كأنهم حيوانات!، أو سلة البيض أو العيش كما يستعمل اللفظ أحيانا. وهناك الأصيص، وهو وعاء يخصص للنباتات، موجود منه كثير على شرفات البيوت، أتذكر منه في الأدب أصيص رفعت إسماعيل من سلسلة ما وراء الطبيعة، وكذلك أصيص النبات الشيطاني من نفس السلسلة.

 

وبمناسبة الإشارة إلى البيت، هناك الخزانة والخزنة، وهنا كلمتان نوردهما؛ الخزنة، والخزانة، الأخيرة أكثر شخصية من الأولى، عبارة عن صندوق رأسي أو رف لاحتواء الملابس والحاجيات الشخصية؛ دولاب أو خزانة الملابس. في المنزل هناك أشياء عديدة مثل الكوميدينو، والكونصول، والسحّارة، أو حتى الحصّالة، والأدراج والأرفف. أما الخزنة، فتصف صندوق صلب في العادة، مخصص لحفظ المال. وهو ما نتناوله بالتفصيل أكثر لاحقا. ثم هناك الجيب، شق صغير في الثوب، بمثابة وعاء متنقل يحفظ المال والحاجيات.

 

مثلما تكون الخزانة شخصية، هناك الحقيبة، وهي أشبه بخزانة، أو كيس، أو محفظة، أو مزيج من كل هذا، هي خزانة شخصية، ولكنها متنقلة، يمكن حملها إلى أي مكان، هي صندوق قماشي في الغالب، مزود بزراع يمكن تطويقها على الكتف أو مقبض لإمساكه باليد، مصممة لكي تكون خفيفة في الحمل، ومتوفرة بأحجام مختلفة كل على قدر شيلته (حمله).

 

وعلى ذكر الصندوق، أو العلبة، هو وعاء يستخدم لتخزين أو نقل أنواع مختلفة من الأشياء. هو وعاء لحفظ الأشياء عن رؤيتها، أو عن إخراجها. يكون في العادة عبارة عن هيكل مكعب أو متوازي الأضلاع (صندوقي) أو أسطواني، أو غير ذلك. مكون من مادة الخشب، أو الورق، أو اللدن (البلاستيك)، أو المعدن، أو غير ذلك. تحدثت بثينة العيسى في إحدى رواياتها عن اختزال الحرية في صندوق انتخاب (كل الأشياء، ص 54).

 

الأكياس والأكياس الورقية، اليوم، تلعب في التغليف، دورا موازيا للصناديق والحقائب.

 

ليس ما ذكرناه، ولا ما نأتي على ذكره فحسب، بل وقد تشمل الأوعية، كل شيء آخر تقريبا، هناك أشكال وأنواع أخرى، مثل الأواني المستطرقة، ومثل الأوعية والأوانية الكانوبية (الفخاريات الفرعونية) والمعملية والجنينية والحيوية والنووية. ومثل الأوعية الحساسة والضخمة؛ البطن، باطن الأرض، الملابس بأنواعها، الأغطية بأنواعها مثل كساء العربات والمنازل. الرداء والكساء والغطاء والحذاء، بل وحتى القبعة والقناع، كلها أوعية للقدم أو الجسد أو الرأس أو الوجه. العين ذاتها، وعاء الضوء والصورة، ومعبره للعقل كما الأذن والأنف والفم والبطن مرة أخرى، وهي وعاء الطعام والجنين، وحتى أن البطن تعد وعاء للماء والهواء إذا ما وسعنا المفهوم، فلا ننسى أن الطب الباطني، معني بالصدر كما البطن, وكل ما في باطن الجسد. جسد الإنسان نفسه، هو وعاء الحياة, كما أنه وعاء المرض أيضا، والجثة تصير وعاء الموت، والقبر وعاء لهذا الجسد الميت، والمقبرة وعاء للقبور وأجساد وعظام عدة بل هناك في بعض المقابر ما يسمى العظّامة وهي مخصصة للعظام التي تحلل اللحم عنها، القبو أيضا، وعاء للجسد حي أو ميت (كما يأتي في روائع هيتشكوك الأدبية). والحجرة وعاء للجسد، السجن أيضا وعاء للجسد أو للعديد من الأجساد، المتحف أيضا يصلح ويستعمل كوعاء لبعض الأجساد، داخله أوعية أصغر من الزجاج مخصصة لهذه الأجساد من لحم أو عظم أو حجر. المرآة أيضا وعاء للضوء، والصورة وعاء للضوء، والمرأة ينظر إليها في المجتمعات الذكورية على أنها مجرد (ماعون) للابن!.

 

هناك من الأوعية، ما يمكن اعتبارها أوعية وهمية، مثل المربع في المسلسل الرسومي الأمريكي الفسحة، أو الخطوط الافتراضية لما لا يمكن عبوره في المعتقلات، حتى لو كانت الأفق مفتوحا بشكل رحب ومغري أمام ناظري المعتقل. الكتاب أيضا وعاء للعقل أو للثقافة أو للأدب.

 

نحن نتحدث هنا عن الوعاء في الخيال, وقبله نعرف الوعاء في الواقع.

 

2-البريد

[1]

البريد في المصطلح الحديث، هي خدمة توصيل للبضائع أو الرسائل؛ مؤمَنة وسريعة.

 

لم يتغير معنى هذا عما أورده العرب قديما، فقصدوا بصيغة المبالغة (فعيل) توصيف الوظيفة التي كانت تنسب إلى رجال البريد، وهم رجال من البادية كانت لهم القدرة على توصيل البضائع إلى الأماكن المراد إيصالها إليها. أن تصل البضاعة، هذا معناه أنها تجاوزت خطر السرقة أو الاستيلاء عليها. الأهم من ذلك، أن تصل البضاعة سليمة غير تالفة. وبتقديري الشخصي، كانت أهم بضاعة في ذلك الوقت, ولا زالت بالنسبة إلى الأمم المنكوبة التي تعي أهميتها بعد، هي الطعام. أن يصل الطعام، باردا، قبل أن يفسده حرّ الصحراء، خاصة في الصيف. وبالطبع، من المهم أن يصل الماء كذلك، حبذا لو كان باردا أيضا. كان العرب يقدرون الطعام حق قدره، لأنهم عرضة لأي ظروف قهرية، تحرمهم الزاد والماء. نلحظ مثلا، أنهم أطلقوا على أهم ثمرة في الصحراء، لفظ المسمى نفسه؛ ثمر، بعد تعديلها إلى تمر لانتشار النخيل وسهولة نموه في البيئة الصحراوية. قد ينقطع الماء والطعام عن قبيلة أو قافلة، ويكون هناك حاجة ماسة إلى إغاثتهم من قبل فريق خاص يسرع إليهم راكبا البريد. أطلق العرب لفظة البريد على الركبة أو المطية التي يمتطيها فارس أو رحالة أو مرسال البريد. أرجح أن هذا هو الأصل العربي للكلمة، وليس كما الشائع بأنها مأخوذة عن أصل فارسي، بل ربما وبصورة معكوسة تكون بلاد فارس استعملت الكلمة لقرابة الفارسية مع اللغة العربية. وارتباط الطعام، بالبريد، يحضرني مرة أخرى، حين النظر إلى كلمة ثريد المستعملة في التدوين / التغريد النصي وغير النصي على منصة النشر والتشارك الاجتماعي تويتر. وتأتي كلمة ثريد، في تعريفها، بحسب منصة تويتر، بمعنى أن الثريد عبارة عن سلسلة من التغريدات / التدوينات / الرسائل المتصلة ببعضها البعض والصادرة عن شخص واحد.

 

هناك احتمال أن لفظة البريد، أطلقت أيضا على نوع من الأوعية، مثل البراد، يحفظ الطعام والماء والحاجيات, وربما الأموال أيضا. وهي الكلمة التي سترتبط أكثر بهذا المعنى حتى يومنا هذا. يطلق البريد على وعاء يحمل الرسائل؛ صندوق البريد، ويطلق على الظرف أو المظروف نفسه، الذي يعد بمثابة وعاء / غطاء حافظ للورقة التي تحمل نص الرسالة، وكذلك نفس الوعاء قد يحمل أي نوع من البضاعة المغلقة ورقيا، قبل تطور الصناعة والتجارة إلى سلك التغليف الكيسي، والتعبئة داخل العلب أو الصناديق. سوف ترتبط العلبة / الصندوق كثيرا بمهنة البريد، خاصة في شكلها الأكثر عاطفية ورومانسية, حيث نتعرف لاحقا على صندوق الهدايا.

 

كما ذكرنا يمكن أن نرجع بأصل البريد تاريخيا, إلى نفس أصلها لغويا, في اللغة العربية ذات التراكيب الثلاثية المميزة, تظهر لنا معجميا كلمة (برد) ومنها باقة متنوعة من الاشتقاقات تفيد مجموعة من المعاني المتقاربة, وكلها تدور بشكل أو بآخر, في فلك البريد, ومساراته المختلفة.

 

تأتي الكلمة الأولى الأصل على صورة برد بمعنى أصابه البرد أو انخفضت حرارته, فهو بارد وأصبح موصوف بالبرودة. والبرد شيء عزيز المنال لدى العرب, لذا يرادف تعبير (أثلجت صدري) الاطمئنان عند العرب الذين ذاقوا حر الصحراء وعذاب الظمأ. على نحو آخر، وبشكل مغاير، تطلق لفظة برد على نشارة الحديد الناتجة عن تفتيته وتكون ساخنة بسبب الاحتكاك في العادة وقد بردت فأسموها بردا. وبنفس الطريقة، ربما تم تسمية البارود بهذا، لأنه يكون باردا قبل أو بعد سخونة قاتلة، حين يضرب الزناد محدثا فرقعة بسبب تركيبة البارود القابل للانفجار، ما ينتج عنه شظايا معدنية تخرج في صورة مقذوفات موجهة بواسطة مسار الماسورة المعدنية المكونة للمدفع، المسدس، أو البندقية. أما البرّاد، فهو الوعاء الذي يحافظ على محتواه باردا، ويكون هذا المحتوى في العادة إما طعاما، وإما ماء, وبالأخص الماء، للحاجة الملحة إليه بما تفرضه الظروف الصحراوية الصعبة على العربي. وأطلقت صيغة المبالغة (فعّال) عليه للحاجة الشديدة إليه. والبردة، أو الشقة كما يطلق عليها أهل الصعيد، هي رداء / غطاء من الصوف، يقي المرء من الحر، والبرد، والمطر، والتراب. هو في العادة يحفظ الجسد باردا في الحرّ، أي يحافظ على حرارة الجسد كأنه من الفرو، أو يدفئ الجسد ويحفظه عن أذى البرد.

 

في الوقت الحالي، نلحظ العلاقة بين البرد، وحفظ الطعام، في الكلمة التي اختارها مجمع اللغة العربية، لوصف هذه الآلة القادرة على حفظ الطعام لفترات طويلة؛ الثلاجة، أي صيغة من المبالغة من الثلج أو صناعة الثلج،والثلاجة آلة قائمة في آليتها على صناعة الثلج داخلها بشكل شبه كيميائي، ويطلق على من يجيدون صيانتها وإصلاحها، وربما تصنيعها وتشغيلها، حرفة (التبريد والتكييف) وهي حرفة مشهورة ورائجة جدا في مجال صناعات الأجهزة الكهربائية. مع الوقت تطورت عمليات الحفظ وتوسعت ضمن نظام قادر على حفظ أي نوع من أنواع الطعام داخل علب مغلقة من خلال مواد وكيمياويات معينة، عُرفت ثقافيا وفي الصناعات الغذائية باسم المواد الحافظة إلى جوار مكسبات الطعم واللون والرائحة، ما أنتج عنه ما يُعرف بـ الطعام المُعلب أو المغلف في أكياس وورق.

 

وتظهر أهمية الطعام، بالنسبة إلى العربي، وإلى الإنسان عموما، في أشكال عديدة، تدخل على الأخوية بين العرب، وحس التشارك الذي بدّله المواطن الغربي بمفهوم الاستقلال، رغم أن وجود هذا لا ينفي ولا يقصي بالضرورة ذاك. من مظاهر تقديس الطعام، أن المصري، والعربي، إذا وجدت لقيمة في الشارع، حملها، وقبلها، ووضعها جانبا حتى يقيها شرّ أن يدوس عليها أحد. من مظاهر تقديس الطعام، أن أوثق صلات القرابة بين غير الأقرباء عند العربي، هو من تشاركا طعامهما معا (أكلا عيش وملح معا). من مظاهر تقديس الطعام، أنه يحتفظ بأكبر قدر من الإلتزام تجاه آدابه من بين السلوكيات الأخرى، الأقل قدرا ربما، مثل السلام، والجلوس، النوم، والاستحمام، وحتى العمل، وخلاف ذلك. من مظاهر تقديس الطعام أننا نسمي الله، نأكل باليمين، نأكل مما يلينا، لا نقوم عن الطبق حتى ينفذ. وغير ذلك، مثل تأخير اليد عن الصاع، لكي يلحق رفيقك في الطعام اللقمة الأخرى، إفساح مساحة للأب، أو الجد، أو الأكبر سنا في العموم، للحصول على نصيب وافر من الطعام، ولا نمد يدنا إلى الطعام، قبله، أو قبل أن يقوم هو بتوزيعه. هناك قصة قديمة كانت تروى عن من يعزل أبيه عن تناول الطعام معه ومع أولاده، كنوع من العقوق. لا تجلس أعلى من الطعام، هذه ميزة هامة جدا، لا تأكل إلا وقد خلعت حذائك. يفضل في العموم، عند العرب، أن لا يكون الطعام عاليا، هذا قبل اختراع أو اكتشاف السفرة بالطبع.  من مظاهر تقديس الطعام، وإكرام الضيف، إطعامه، وأقل واجب هو القدرة على مضايفة ضيفك ثلاثة أيام كحد أدنى، مهما كنت فقيرا وفي عوز، ولا يمكن أن يرفع طبق الطعام أبدا حتى ينتهي الضيف من طعامه. بل ولا يجب أن ينفذ الطعام حول / أمام الضيف حتى يشبع أو يفرغ بنفسه. هناك متشابهات في السلوك لدى المواطن الغربي، حين يدعو أحد لشرب كوب من القهوة, أو كأس من الخمر معه، في الشرق، والشرق الأقصى، يكون للشاي نفس الدور تقريبا. عند العرب قديما، وحتى اليوم لدى بعض القبائل والعائلات والجماعات في الريف والبادية، يتم مشاركة الحليب كنوع من كسر الحواجز أو إبداء المحبة. ونلاحظ أن هذه أشهر المشروبات في العالم (بالإضافة إلى الشوكولاتة). اعتقد أيضا من مظاهر تقديس الطعام، أن أهم قطعة أثاثية في المنزل، لا .. ليس المكتبة، بل خزانة لأواني الطعام من أطباق وأكواب تسمى نيش هو أهم قطعة أثاث في جهاز العروس المقبلة على الزواج. يحوي داخله، مجموعة من الأطباق المزخرفة على نحو مبالغ، والمصنوعة من الزجاج والفخار الغالي والفاخر (مثل الصيني والتيفال). هي فخر المرأة أكثر من المطبخ نفسه. لا يمكن إخراج أي شيء من النيش، إلا للضيف فقط، ومثل عادة العرب، في تفخيم وتوسيع غرفة الصالة، أو (المندرة)، أو حتى باحة المنزل (لهذا ربما يفضل العربي القعدة على المصطبة أو الأريكة الخارجية وقلة من يسمح لهم بدخول المنزل)، يتم وضع النيش في واجهة الصالة، لكي يتمكن الضيف من رؤيته، يوضع الطعام في أفضل الأوعية المخبأة، وربما يرجع هذا التقديس إلى زمن الفراعنة حيث وضع الطعام في أوعية خاصة بالميت لحفظ زاده لتسهيل عبوره إلى العالم الآخر. عدا عن ذلك، هي أطباق لا نأكل فيها أبدا!. وبالطبع لا ننسى أن نضع وعاء إطفاء السجائر (الطفاية) أمام الضيف بعد تقديم السيجار له. وفي الغرب، هناك متشابهات كثيرة مع سلوكيات عربية وإسلامية أمام الطعام، وهناك فروقات أيضا، أكثر الفروق تميزا، هو الاستعانة دائما بأداة مصاحبة لليد؛ الملعقة، الشوكة، أو السكين. على ذكر ذلك، هناك نظرية معروفة باسم نظرية الملعقة في علم النفس والاجتماع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[2]

الوعاء أداة مجوفة توعى فيها الأشياء من سوائل وجوامد ونحوها. والإناء هو الوعاء الذي يوعى فيه الطعام والشراب. هو طبق الطعام عند العرب. وما يوضع على المائدة أو (الطبلية) لتناول الطعام فيه. وهو يقترن برفاهية الحصول على الطعام.

 

الإناء، هو وعاء مخصص للطعام أو الماء. والأنبوب، هو وعاء مخصص لعبور غاز أو سائل، مثل المحقن الذي يعد من أنواع الأنابيب أيضا، وكذلك أنبوبة / أسطوانة الغاز، ماسورة الغاز، ماسورة المياه، وغير ذلك. الزجاجة، وهي وعاء / إناء شخصي ومتنقل وصغير مخصص للشرب، ومن تنويعاته القنينة، وربما الحقنة، وربما أيضا المصباح، لأنه زجاجة تحوي مشعل داخلها. أتذكر الآن البلورة أو نصف البلورة أو الكرة الزجاجية أو القبة الزجاجية، وهي تعمل في صورة وعاء لمدينة كاملة ولكن على هيئة مجسم صغير. الإناء من تنويعاته؛ الكنكة والسماور والكاتل. والوعاء، من تنويعاته؛ الصاع، والقصعة، والقدر، والماعون والصينية والطاسة وطاسة الخضة من ضمن متخيلات ذلك.

 

هناك السلة، وهي من الأوعية المخصصة لجمع شيء على السريع، ومنها السلة في لعبة كرة السلة، مخصصة لجمع عدد مرات دخول الكرة من ثقبها، هناك سلة الطعام وهناك سلة القمامة بالطبع. ومن السلة في الخيالة أذكر سلة المحروس، سلة الروايات.

 

القمقم؛ هو وعاء لم أفهمه بعد، يمكن أن نضرب مثالا به مصباح الجني، ومصباح ديوجين على ذكر المصباح. مصباح علاء الدين

 

البرميل، ويكون وعاء كبير مخصص للماء، مثله مثل الخزان، وعلى نحو مصغر مثل السطل أو (الجردل أو حتى الجركن) من الأوعية المختلفة للسوائل. على ذكر السطل، نذكر سطل سبونج بوب الذي كان يشبه السكن (سطل كبير) وهناك سطل السنافر الأزرق على ما أتذكر. وعلى ذكر البرميل، الفيلسوف اليوناني العظيم ديوجين، كان يسكن داخل برميل أو وعاء للقمامة أو ما شابه، نفهم الأمر أكثر لو عرفنا أنه مؤسس الفلسفة الكلبية التي تنادي بأن يعيش البشر مثل الكلاب!.

 

القلة، أو زير، وهي مثل الزجاجة، وأتذكر منها في الخيال من التراث الياباني مقاتل الساكي.

 

كأس، وهو كوب فاخر مخصص للشرب، وللجوائز العالمية عموما، مثل كأس العالم، والكأس الذهبي، وفي التراث المسيحي أساطير عن الكأس المقدسة. هناك كأس شربة الحاج داود التي تحدث عنها أحمد خالد توفيق. هناك المثل القائل: تدوبها في عرق العافية.

 

الحوض، وهو وعاء ضخم مخصص للمياه أو السوائل عموما، وقد لا يكون ثابتا مثل الخزان (خزّان المياه) بل يستعمل في العادة كمصب تصب فيه السوائل وتؤخذ منه ليتم نقلها إلى أحواض أخرى. نفهم من ذلك، حوض الغسيل، وحوض الاستحمام، وما شابه ذلك.

 

 

-زجاجة رسالة في المياه

-برميل الأميدالو لـ إدغار آلان بو

-كيك آس

-دلو قطع الرأس

-الجنين داخل السائل

-برميل ديوجين الكلبي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[3]

تاريخ الهدايا

 

علب الهدايا

 

 

هناك معلم كبير في قطر عن الهدايا

 

 

 

هدية Cadeau

 

مفهوم عفريت العلبة، يمكن أن نصف به، ذلك الهوس الغريب بالصناديق المغلقة!. هذا جلي في مجموعة من الأيام المشهورة مثل اليوم العالمي للبريد، واليوم العالمي للتبضع، واليوم العالمي للحب!.

 

 

تم الإرسال من جهاز سامسونج وصندوق النقد الدولي

 

 

صندوق العهد

صندوق الكنز

 

 

 

الرسالة

 

رسائل من العالم الآخر

 

باعث الجحيم

 

الإشارات

 

على صعيد آخر، هناك موكل يهدي البشر هديته التي لا تُمحى، إلا في رواية ساراماجوا؛ الموت. ولكن قبل أن يمحو الموت كل شيء، كانت هذه وظيفة الصندوق الأسود.

 

 

[4]

الرسالة، البريد، والاتصالات

 

الفاكس

 

الفاكسميلي

 

الهليوجراف

 

الورق وعاء النص

 

البريد المصري

 

البريد الرقمي (البريد الإلكتروني) والتسويق من خلال البريد الإلكتروني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3-الشحن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[1]

يرجع تاريخ الشحن، إلى تاريخ البريد نفسه، بطبيعة الحال، يكاد يكون هناك ترادف بينهما، خاصة إذا تأكدت النظرية التي تناولناها حول الأصل اللغوي للكلمة في العربية، لنكتشف أن البريد ما هو إلا لفظ أطلق على خدمة توصيل سريعة للبضائع في قلب الصحراء. وبمقتضى ذلك، يمكن أن نقول، أن خدمات التوصيل تلك، بدأت حين الحاجة الملحة إلى توصيل بضائع لوجهتها المحددة في عجالة. خاصة حين تكون هذه البضائع، غذاء، أو كساء، أو دواء، ونشهد ذلك اليوم في دور بعض المنظمات العالمية الإنسانية والطبية مثل الصليب الأحمر والهلال الأحمر، حيث تنحصر وظيفتهما الأهم، في الإغاثة الفورية للضحايا المنكوبة.

 

هذا بالإضافة، إلى ضرورة توصيل رسائل معينة، تفيد أغراض حساسة، في زمن الحرب، وعصور الإنسان، منذ فجر الحضارة وما قبل الحضارة، وحتى اليوم، كانت أزمانا عسكرية بامتياز.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[2]

قبل أن يعرف الإنسان الطيران، والقطارات النفقية العابرة للمحيطات، استنفذ بنفسه كل خيارات الشحن المتاحة له، فوق الأرض، وتحت الأرض أيضا. لاحقا، أنشأ الإنسان ما يعُرف بالممرات السرية، التي عرفها، عبر تاريخ طويل، من الحروب والمطاردات والصراع والنضال، في أربعة أشكال كبرى؛ شكلان طبيعيان، وآخران صناعيان. هما الكهوف في الجبال، والأنفاق تحت الأرض، والأقبية تحت المباني، والمخابئ السرية في المباني.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[3]

كان لاختراع العربة، والهاتف، الدور الأبرز في تطور خدمات الشحن والتوصيل حول العالم. وقد تطور كلاهما في وقت واحد تقريبا ومقارب وعلى نحو موازي ما ساهم سريعا في تحويل العالم إلى (قرية صغيرة) كما العبارة الشائعة.

 

 

 

 

هذه الوصلة أو الفقرة, هي عن ثورتي الاتصالات والمواصلات، الذي حدث وأن تقاطعا معا، وتشابكا في عصرنا هذا، بشكل يصعب فيه فصلهما عن بعض. الاتصالات هي نظام قام بتقريب المسافات من خلال نوافذ تتيح نقل الإشارات والرسائل النصية والصوتية والبصرية إلى طرف آخر، كأنه يقف بجوارك. المواصلات هو نظام قام بتقريب المسافات من خلال تقليص المدة الزمنية المستغرقة للوصول إلى الطرف الآخر فعليا. الأول وصول لحظي ولكن غير فعلي، والآخر وصول وقتي ولكن فعلي، ويتسم بمدة قصيرة جدا جدا جدا، وبدأت تتقلص أكثر فأكثر، حتى كادت أن تصبح لحظية في بعض المشاريع العملاقة كما سنشرح في الآتي.

 

-رسائلك / البريد

-أموالك / المحفظة

-بضائعك / المعرض

-اتصالاتك / الاتصالات والإنترنت

-مواصلاتك / الشحن والبارود

 

القسم الرابع والخامس، هما الأكثر اتصالا اليوم، وقادران تقريبا لا على تضمن الرسائل البريدية والتحويلات المالية والشحنات التجارية فحسب، بل وعلى احتواء جميع أشكال الشحن والمعاملات البريدية الأخرى إن وجدت. ذلك أن الاتصال، في مفهومه العام، هو عملية معرفية لنقل البيانات والمعلومات بين مرسل ومستقبل. يلزمه قناة لنقل البيانات, وقنن للاتفاق على شكل البيانات، بالإضافة إلى لزوم تكون هذه البيانات في صورة رسالة، أو بضاعة. هنا يأتي دور المواصلات وقدرتها على النقل المادي للأشياء والأحياء. لأن البيانات قد تكون مادية أو غير مادية (مثل البيانات النصية أو الرقمية أو الذهنية). وقد يجري النقل في اتجاه واحد، أو من الاتجاهين، أو عبر سلسلة من الاتجاهات المتشابكة. لذا يجري الخلط أحيانا بين عمليات الاتصال والتبادل النفعي الثنائية؛ أفقية (تشاركية) أو رأسية (هرمية) وتظل ثنائية حتى لو شملت أطراف عدة، لأن قطبيها هو قمة الهرم وقاعه. وعمليات الاتصال والتبادل النفعي الشبكية، التي لا يرد حتى اليوم، تعريف دقيق قادر على توضيح طبيعة الشبكة الاتصالية / الاجتماعية بشكل لا يحدث فيه خلط مع مفهوم آخر أو منظومة أخرى.

 

إن الصورة القصوى من تطورات عمليات البريد، هي بشكل أو بآخر، ذروة ما بلغناه في علوم وفنون الاتصال. ولكن لأن موضوعنا غير معنون سوى بـ البريد، سوف اقتصر على البريد وشكله المميز في ارتباط المادي بغير المادي، على عكس الاتصال الذي يحيلنا ذهنيا إلى مجموعة من المراسلات النصية، الصوتية، والبصرية عبر الشبكة الافتراضية بتقنياتها المختلفة؛ فضائية أو بثية أو هاتفية أو لاسلكية أو شبكية. هي أكثر ارتباطا في عقلي بمفهوم البيانات في صورته الأكثر تجريدا.

 

أما هنا، نحن يعنينا البريد، من حيث كونه، القدرة على نقل نص مكتوب، أو مسجل، بصورة مادية. ولكن سنتجاوز هذا، الذي تم اختزاله واحتواءه بالكامل في صورة رقميات الشبكة ولم يعد النص خارجها متاحا إلا في الصورة العاطفية الحالمة لكتاب ورقي. نفس الأمر مع الأموال. ما ينقلنا إلى الشيء الوحيد الذي تبقى للبريد دون الاستيلاء عليه من قبل تلك الشبكات الافتراضية؛ البضائع. وذلك بحكم طبيعتها المادية، المرتبطة أصلا، بمنافع وحاجات تنبثق عن طبيعتنا البشرية، المادية بدورها. نحن مكونين في الأساس، من أجساد، جميع الأحياء، لا يمكن لأي أحد الاستغناء عن جسده إلا حين يصير جثة، وحتى في هذه الحالة أيضا تظل للجثة حضور مادي وبصري كما سنوضح في الآتي.

 

 

 

 

علي بابا

 

 

 

 

[4]

المصعد، والسلالم المتحركة، الرافعات، الشرائط المتحركة،

 

 

بوسطة، إكسبريس Express ، ترانزيت

 

المعرض

 

 

 

 

 

 

كتاب المستشار وبعد تأسيس موقع كايرو بوكس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2-المعرض

[1]

هناك شكلين من المتاجر في المنظومة السوقية؛ المتاجر، والمعارض.

 

باترينة، كورنر، محل،

 

جاليري، بينالي، بزار، أتيليه

 

ميزان؛ بيض القبان

 

 

 

الميزان، والميكال

بيدر أو الجرن أو المخزن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بوتيك، أتيليه، جاليري،

 

[1]

 

 

 

يبقى أن أهم نقلة في مسار تطور الشحن، متمثلة في إتجاهين مختلفين وإن كانا متقاطعين معا في أكثر من موضع، هما مشروع الواقع الافتراضي، ومشروع الواقع المعزز.

 

الواقع الافتراضي، هو آخر نتيجة وصل إليها التطور التقني في شكله الأكثر حداثة؛ الرقمي.

 

نيوم وميتا وإكس

 

 

نيوم هو مشروع صناعي / معماري هائل، يمثل ثورة صناعية غير مسبوقة، حيث ينتمي المشروع إلى الجيل الصناعي الرابع، الذي تتقاطع فيه مسارات صناعية، وتقنية، وحيوية، وبيئية، وكيميائية، ومالية، ورقمية، نحو تحقيق أقصى قدر من (التنمية) بمفهومها الأكثر حداثة اليوم، مراعى فيها المعايير العليا للاقتصاد الدائري (المستدام)، وتطبيقها على أربعة عشر قطاعا مختلفا هي التصنيع، الماء، العلوم التقنية والرقمية، الترفيه والثقافة، التعليم، التصميم والبناء، الغذاء، الطاقة، الرياضة، السياحة، التنقل، الصحة والرفاهية والتقنيات الحيوية، الخدمات المالية، الإعلام.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

4-المحفظة

[1]

خزانة المال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *