الخيال العلمي

غليزا

آدم الصابري هو شاب من الطبقة الثرية يقوم بشراء قلادة نفيسة من إحدى مواقع التسوق الإلكترونية,لتتغير حياته الرتيبة والعادية حيث تكشف له القلادة عن حقيقته هو وحقيقة العالم حوله وتأخذه إلى عالم آخر بوابته الأحلام في توازي مع أحداث من الجانب الخفي في عالمنا.

 

الرواية من الأدب الفانتازيا وهي أول عمل للكاتب الشاب,هي قصة نمطية مكررة صنعها الكاتب من خلطة من العناصر الروائية المعروفة في الفانتازيا والإثارة؛(عالم فانتازيا,بطل مختار,صفحات من التاريخ,قطعة رومانسية,مواجهات ومطاردات,هيبة الصمت)صانعا وخزة جميلة من الإثارة للقاريء عبر الأحداث المتلاحقة حتى النهاية.

عالم الفانتازيا في العمل ينتمي إلى عوالم الجسر أو نوع (حفرة الأرنب) أي تلك العوالم الموزاية أو الخفية أو ما تكون,ويكون هناك معبر بينها وبين العالم المعروف لدينا,يكون هذا المعبر مثلا إما حجرة أرنب أو خزانة ملابس,أو الأحلام في قصتنا هذه الذي يعبر بطلها إلى عالم غليزا الذي يتأهب للحرب الكبرى بين الخير والشر والذي سيكون المختار هو الفيصل فيها بين الهزيمة أو الإنتصار. وقد قدم لورانس هذا النموذج كأفضل ما يكون في رائعته (سجلات نارنيا) وإن وقع في أخطاء مثل إزدواجية الخير والشر النقية والمختار الذي لا نعلم ما فائدته بالضبط؟. وقع كاتب غيليزا في ذات الأخطاء إلا أن الخطأ الأخير حاول الكاتب تلافيه في الرواية عبر خطة البطل العبقرية بحسب زعم الكاتب على لسان شخصية القائد “قطز” والمتمثلة في إنهاك جيش العدو مع نصف جيش غليزا في أرض صحراوية ثم نقل الجيش بواسطة آلة النقل الآني إلى أرض جليدية حيث النصف الثاني من الجيش وحيث الأجواء تؤثر سلبا على قوة العدو ويتم سحقه بقوة جيش غليزا كاملة وبإستخدام السيوف الحرارية المناسبة لهذا الوضع. آلة الإنتقال الآني الأشبه بتقنية (الإله من الآلة) حيث يتم إدخال شيء ما يتجاوز كل العقبات لتنتهي القصة بسلاسة.

كل ما دار في العالم المعروف لم يكن له تأثير على الأحداث سوى في تحول آدم الصابري إلى حفيد مهلاييل وبشكل سريع بطريقة غير مرضية عبر حدث واحد,هو مقتل حبيبة البطل.

 

إلا أن الكاتب قدم فكرة مختلفة تحسب له هي عالم الجنة البرزخية المتمثل في غليزا المستوحاة من بعض آيات القرآن وظاهرة الإسقاط النجمي,وقد أحتوت الفكرة موضوع الصراع الدائر بين الخير المتمثل في الإنسان والجان,والشر المتمثل في المسيخ وإبليس والذي تجلى الإبداع فيها فقط في الحوار الذي دار بين آدم وعزازيل قبل بدء الحرب,وربما مشهد ضحايا عزازيل.

 

الشخصيات الرئيسية على الطرفين هي آدم وعزازيل,وأختيار جيد لأسميهما,مع تناول لعلاقات عابرة بين البطل وشخصيات ثانوية أهمها العلاقة بين آدم وسلارا.

لم يتم إلقاء الضوء على قطز بشكل وافي ولم يتم عرض دوره بشكل كبير على العكس من المقدم محمود واللذان لا يشكلان أهمية قصوى سواء في القائد قطز أو الضابط محمود,رغم أنهما شكلا حيزا حساسا في الرواية.

 

السرد تم بإسلوب الراوي,الكاتب يحكي مجريات الرواية بإسلوب وضع همه الأول أن يكون بسيطا جدا للمتلقي بشكل ساذج أحيانا يتبدى في الحوار المبتذل المنطوق باللهجة العامية والفقرات السطحية ببعض النصوص في الرواية,وفقر لغوي يتجلى في الوصف,خاصة بعض المشاهد(إندهشت إندهاشا من الأشياء المدهشة في هذا العالم المدهش)وذلك المثال تعبيرا عما أقصد. يعيب الوصف ايضا أنه لايتلائم أحيانا مع سير الرواية,والإعتماد بشكل كبير على مخيلة القاريء وعلى التصورات السابقة في وصف الكثير من الأشياء والمخلوقات.

مع التطويل الذي لا يخدم سياق الرواية إلا في التحول المفاجيء في شخصية البطل,إضافة إلى بعض الثغرات السردية.

المعلومات تم توظيفها بشكل سيء للغاية وإن إجتهد الكاتب في الحصول عليها ومشكور مع ذكر المصادر في خاتمة العمل,وربط الأحداث بالحقائق لم ينجح سوى في عنوان الرواية المرتبط بالكوكب المكتشف فعلا.

تسلسل الفصول كان متعثر إلا أن ومضة المستقبل(الفلاش فورورد) نجح الكاتب في توظيفها في الفصل الأول كخطاف للقاريء للتشويق إلى الأحداث القادمة.

 

آلة الطباعة في الإصدار الأول أكلت حروف وبعثرت حروف مما يشوش على القراءة بشكل غير مؤثر ولكن مزعج خاصة مع الأخطاء الإملائية,إلا أن الطباعة من حيث الورق كانت جيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *