1-الجسد عاريا: الجسد متحركا
2-الجسد مفرقا
3-الجسد منهكا: الجوع والمرض والجنس والألم
4-الجسد مستثارا
5-الجسد أنثويا
6-الجسد آخرا
7-الجسد متكلما
8-الجسد متخيلا
9-الجسد مشتبكا
10-الجسد ممزقا
11-الجسد مصطنعا
12-الجسد متحولا
13-الجسد ميتا
1-الجسد عاريا
[1]
أول شيء يتعرف عليه الإنسان، هو جسده، والأدلة على ذلك كثيرة، انظر إلى الطفل، يتعرف على العالم، ولكن بشكل لا واعي يفهم أنه موجود، ويحاول التعبير عن ذاته، من خلال فمه. ومنها أدلة مادية صرفة تدعم تفسيرنا لهذه التصرفات، مثل كل نتائج البحث الطبية أو الحيوية، المؤكدة لوجود ظاهرة الألم، والألم نفسه، هو إحساس شبه مؤكد، أو يقيني بوجود هذا الجسد. ونحن نشعر بالجسد كلها كتلة واحدة، هذا ما يؤكده تيار الألم الذي يسري في لبنات البناء كله على حد تعبير حديث الرسول الصادق الكريم.
هل يمكن أن نؤرخ للجسد من خلال عرض موجز لتاريخ الألم؟ هذه نقطة مهمة، وتحتمل الإجابة بنعم، لولا أن الألم تاريخه حاضر في صور عديدة عبر الفصول التالية من هذه المدونة، ومن مدونات وموضوعات أخرى عن الإنسان، البشر، الجنس، العنف، الجريمة، والألم كموضوعة مستقلة ببساطة, سواء على الصعيد الجسدي، أو نصفه الآخر، وهو الصعيد النفسي.
لاحظ أن كل دوافع الإنسان، وأغراضه، وحاجاته، مبعثها الأساس, هو تجنب الألم على الصعيد الجسدي، ويسمى هذا بـ (الاستئثار) أي يؤثر لنفسه أن يرضي ملذاته ورغباته على حساب غيره تجنبا للألم الجسدي، وأوليات صوره الحاجة الحيوية الملحة إلى الطعام (ألم الجوع) أو الشراب (ألم الظمأ) أو الجنس (ألم الشبق) وكلها شهوات، ولهذا قيل أن الشهور تيار بين الحياة والموت. أو تجنب الألم على الصعيد النفسي، ويسمى هذا بـ (الإيثار) لولا أن حتى النفس، فيها آلام تنتج عن ألم الجسد، أو الخوف على الجسد. لهذا كان الجسد أصل كل الشرور في البشرية، وما الحاجة إلى السلطة، والسعي إلى النفوذ، أو المكانة الاجتماعية والحصول على التقدير والاعتراف، وكلها تعد انبثاقات عن نوع من الشهوات الغير جسدية، ما هي إلا مستوى من الأمان يندفع إليه الإنسان لضمان الحفاظ على الجسد، من خلال تضخيم النفس إلى مستوى يضمن لها معادلا خارقا للجسد الذي لن يستطيع التعديل عليه، وأقسى ما يستطيع الإنسان بلوغه من التفوق الجسدي، لا يبلغه إلا بعد معاناة، ومسيرة طويلة مفعمة بالألم، ورصيد من التجارب والتدريبات المريرة والعصيبة.
والإنسان، حين كان عاريا، مولودا أو مخلوقا، اكتشف الألم في وقته وآنه، بنفس السرعة التي يكتشف فيها جسده، ويستكشفه لاحقا، لهذا كان الإنسان في حاجة إلى الكساء، يمكننا تأريخ ظهور أول ثوب بيوم ظهور أول إنسان؛ يوم تخلى الإنسان الأول عن حيوانيته وفروه، أو يوم بُعث في الأرض عاريا إيذانا بميلاد مخلوق جديد هو الإنسان، ليبحث عن ما يستر به عورته، فالعورة هنا ضعف وخذلان، مما سوف يتأكد منه لاحقا.
[2]
قبل أن نتناول الجسد وكل عضو على حده، نتعرض للجسد كتلة واحدة، وجسد الإنسان، هو كتلة من اللحم والعظم يصل طولها من القدم إلى الرأس نحو الستة أقدام أو أكثر، أي ما يعادل المتران تقريبا. وتشير العديد من الأدلة الحالية على تواجد فئة من البشر كانت ضعف هذا الحجم أو حتى أكثر من الضعف بقليل. هذا أمر شبه مؤكد نظرا لتواجد شخوص عديدة ناهزت أو تجاوزت الثلاثة أمتار من القرون الوسطى وحتى العصور الحديثة.
في الأخير، أصبح شبه مسلم به، بوجود جنس من البشر، يمكن تسميته العماليق، ولا نقول العمالقة
جسد الإنسان، يتسم بصفات جسمانية متنوعة، فمن البشر نجد الرفيع، والسمين، والطويل، والقصير، والضخم، والضئيل، والأحدب (أو المقعر)، والمستقيم. بين أجساد سوية، وأخرى مشوهة. قد يكون التشوه متشكلا في صورة نتوء بارز من الجسد، أو تجعد في الجلد أو العظم، أو تجويف ظاهر في الجسد. ربما كان في عضو زائد أو بالمقابل ربما كان عضوا ناقصا.
[3]
في مدونة أخرى، نقدم موجز تاريخ الثياب
[4]
كنت أنوي أن أختم هذه المدونة بباب ثامن عن (الجسد متحركا)
[5]
الجسد مشتبكا
2-الجسد ممزقا
[1]
أنواع الموت للإنسان، وللحيوان عموما، خمس أساسية؛ هي الذبح والخنق والكسر والحرق والسم. تشير الأخيرة إلى مجموع الميتات الداخلية، فليس بالضرورة أن يكون الجسد مات مسموما، قد يكون مات جائعا، أو ظمآنا، أو مريضا (والمرض سم)، أو من البرد أو سكتة قلبية / دماغية. والخنق مشابه على نحو كبير في ذلك. الحرق حالة ثالثة للموت, ربما تحافظ على الجسد كتلة واحدة. يتبقى أن الذبح / القطع، والكسر / القطم لا يحافظ على الجسد كتلة واحدة، فينتج عنه الجسد ممزقا. مع ذلك، هذا الباب، لا يتناول الجسد ممزقا فحسب، بل ويتعرض له في كل حالاته الغير سوية، القريبة من كون الجسد (ميتا) مثل الجسد محترقا أو مريضا، مشوها، مرهقا، معذبا، جائعا، بردانا، محطما، شبقا، أو حتى معافى.
3-الجسد مفرقا
[1]
الجسد كما نعلم، يتكون من أعضاء تشكل كل مجموعة منها جهازا خاصا به يساعد على أداء وظائف الجسد الداخلية والخارجية؛ هضمية، وتنفسية، وحركية، وخلاف ذلك. ولا يسعنا هنا، تفرقة الجسد وتوزيع موضوعاته على الأنسجة والخلايا، إلا بقدر ما نحتسب الجلد واللحم أنسجة وأعضاء مثل نسيج الكبد، وربما مثل الدهون والشحوم كذلك. لأن الموضوع، في هذه الحالة قد يطول، ويخرج عن مسار ما خصصنا له في مدونتنا تلك، خاصة وأن لنا موضوعة أخرى عن اللحم في موضع آخر، وكذلك عن الجلد، وربما أيضا عن الكبد، وغير ذلك مما قد يكون أو لا يكون. إذن .. هذا الباب معني، بالجسد مفرقا، ولكن ليس ممزقا بالضرورة، وإنما نركز في فصوله بأعضاء هامة، بارزة، وظاهرة من الجسد، نستهل حديثنا عنها في هذا الفصل بأعلى الجسد؛ الرأس. وأبرز جزء من الجسد هو الرأس أيضا، الأعلى، والأكثر لفتا للإنتباه، في حالتين طبيعيتين، إما الشعر الطويل، وإما الصلعة.
توب 4 صلعات بعالم التلفاز pic.twitter.com/KXtuYvCgMY
— حمد (@vHamadovic) February 10, 2024
وأول عبارة تقابلنا هي (الجسم السليم في العقل السليم)
[2]
نزولا إلى باقي الجسد، نلحظ أن أهم عضو في الاستعمال الرمزي والمجازي، هو اليد. فإذا كان العقل هو الذي يأمر، فإن اليد هي التي تفعل. هي التي تنفذ. اليد إما تصنع، وإما تدمر. إما تعطي، وإما تأخذ. إما تحنو، وإما تبطش. اليد يمكنها أن تداوي أو تطعم أو تواسي، ويمكنها أن تؤذي أو تقتل.
[3]
الأصابع هي تيجان اليد، وبنفس الكيفية التي نظرنا فيها إلى اليد، يمكن أن تساهم الأصابع في القتل، يعد أصبع السبابة اليوم، هو أشهر قاتل بين الأصابع، لاستعماله المؤثر رغم بساطته في القتل بواسطة أداة قادرة على سلب الحياة في غمضة عين؛ المسدس. وما على حامله إلا الضغط على الزناد بسبابته.
هناك فعل الأصبع الأكثر تدميرا، بضغطة زر، يمكن أن تندلع الحرب النووية.
على عكس الجهد المبذول في أصبع يحتل المرتبة الثانية في القتل بعض الضرب بالنار، وهو أصبع الإبهام، الذي يستعمل عادة في خنق الضحية، وتكون في العادة امرأة (لهيمنة الرجل الجسدية والنفسية على المرأة)، وبمساعدة الإبهام الأيسر لتضييق الخناق على عنقها، والضغط حتى الموت في حفرة الموت أسفل القصبة الهوائية أو الضغط على القصبة / الحنجرة مباشرة. الاستعمال الثاني لأصبع الإبهام يأتي في التحكم بالمدية المطوية في طياتها / جيبها الخشبية، ما يسمى (مطواة) ويستعمل عادة كخنجر صيد، أو كسكين مغتالة. مع ذلك، يظل السبابة أكثر شهرة من الإبهام، وهو المستعمل قديما من قبل الملوك والحكام في الحكم على أحدهم بالموت (أو السجن أو خلافه) بواسطة الإشارة إليه، فينفذ الجند الحكم. وياللعجب، وهو نفس الأصبع المستعمل في واحدة من أكثر الإشارات سلمية في التاريخ؛ إشارة التوحيد، ولكنها سرعان ما تحولت إلى إشارة مستعملة من قبل بعض الجماعات الإرهابية التي جعلت نفسها ناطقة باسم الرب، وبأيديها تنفذ حكمه أو قضاءه على الأرض!. هناك إشارة مشابهة تستعمل فيها الأصابع الأربع للدلالة على الانتماء أو التضامن مع متظاهري رابعة العدوية (من عادة المصريين الإشارة إلى الأماكن من خلال تشكيلات الأصابع، مثل العاشر والدائري وخلافه). وفي أقل الاستعمالات عنفا للسبابة، هي تلك التي تشير إلى أحدهم، فعليا أو مجازيا، وتدينه في فعل ما شائن بالنسبة إلى المجتمع. هذه هي أصابع الإتهام. ناهيك عن الاستعمال بالغ الأهمية للبصمات لجمع الأدلة الجنائية والتحقيق وربما الوصول إلى القاتل حتى. أحيانا يكون أسهل وصول للقاتل هو بصماته. البصمات هي آثار لا يمكن محوها (إلا ربما إذا شوهت / أتلفت يديك بشكل لا يظهر البصمات) ترتبط بالإنسان وتظل ماكثة فوق أنامله (حواف الأصابع) كسجل دائم لكل ما يفعل. حتى إذا أخفيت بصماتك داخل قفاز، هذا لا يمنع أن البصمات تظل كامنة فيه (خطرني الآن أنه يمكنك حرق القفاز) لكن بصماتك تظل متناثرة طوال رحلتك منذ قررت فعل الجريمة، وشراء القفاز وتحضير أدوات الجريمة عموما، وتحضر ظروف الجريمة، وصولا إلى فعل الجريمة، قتل أو سرقة أو خلافه. حتى إذا ضاعت البصمات عن العثور عليها، يظل بعضها موجود،ما لم تحرق كل شيء وهذا تقريبا مستحيل في المساحات الواسعة، إلا إذا انحصرت الجريمة في مبنى واحد. ولكن حتى هذه يظل لها ثغرات، فلا ننسى أن البصمات ليست إلا نوع واحد من آثار الجسد، وآثار الجسد ليست إلا نوع واحد من الأدلة الجنائية.
إكتشاف بصمة الأصبع
وعلى ذكر العنف، والقتل، ترتبط الكثير من المجازر والجرائم الدموية عبر التاريخ بسلوك قطع الأصبع أو الأصابع،
الأصابع المقطعة وأصابع عثمان
ورغم أن الأصبع، يستعمل أيضا في الكتابة والرسم، والخط هو مسار وامتداد للأصبع
هناك فعل أسوأ، يتم بواسطة اليد، والأصابع، وهو تناول الطعام!
أصابع زينب
الأصبع وتلمس الأشياء والعمى
الأصبع الثالث له مكانته بين الاستعمالات الإباحية والمشينة، ربما بسبب توسطه بين الأصابع في نوع من محاكاة الثقب الذكري أو الإنثوي، والذي يكون موقعه في العادة متوسطا بين الفخذين، وبين النصف العلوي والنصف السفلي لجسم الإنسان. هذا هو أصبع السفالة وقلة الأدب!. يشار إلى فعل الإشارة من الأصبع، بـ بعبوص، وقد يتجاوز الإشارة إلى استعماله في إيلاجه داخل ثقب جماد أو أحياء، أو حتى الطعن من فوق الثياب، هذا الفعل يسمى (بعبصة) باللغة العامية الدارجة، وهي لغة مناسبة لأنها من (أسفل الدرج / تحت السلم) فلا أتصور الاستعمال الفصيح لنفس الفعل. وقد درجت العادة في حفلات الزفاف، أن يزف العريس، من قبل أصحابه، بالبعبصة في مؤخرته، أكثر من مرة، ربما طول ساعات الحفل / الفرح، أو أقله أثناء الاقتطاعات الراقصة.
يستعمل الوسطى، أيضا إلى جوار البنصر (ثاني أصغر أصبع) في الإشارة إلى حالة الشخص الاجتماعية إن كان متزوج أو مرتبط أو أعزب، وخاصة البنصر
[4]
القدم
[5]
البطن
البطن ذات الفم
بطن الجائع
بطن الحوت والعجل في بطن أمه
والفلسفة الباطنية
والمزيد من البطون
-بطن الجائع
-بطون أفلام الرعب
-بطون جنسية ربما,ورعب أيضا
-بطن الشيطان
-بطن الأرض
أشهر سبعة بطون في التاريخ
بطن الحامل في مولودها
[6]
الظهر
4-الجسد مصطنعا
[1]
أول اسم خطر إلى ذهني في تسمية هذا الكتاب، كان (الجسد؛ التاريخ الصناعي والثقافي) تتمة لسلسلة المدونات عن الأشياء، ثم قررت أن أحوله إلى (تاريخ موجز للجسد) أو (مقدمة قصيرة جدا عن الجسد) ثم استقر قراري أخيرا على (الجسد؛ التاريخ الطبيعي والثقافي) كما جاء في سلسلة الحيوان، على أن يشتمل الثقافي الصناعي أيضا كما هو معلوم.
ولكن هذا لا يمنع السؤال، هل الأكثر صلة بموضوعة الجسد هو
تاريخ صناعي أم طبيعي؟
[2]
الجسد مكررا
الأجساد
5-الجسد أنثويا
[1]
المرأة هي وجه وجسد، وفي قول آخر أكثر تفصيلا،
رشاقة، لياقة، لباقة، أناقة،
دلال وجمال وجنس وحب
تعمدت في الفصول السابقة أن أغفل عن ذكر الوجه رغم ما له من أهمية نظهرها على أوجهها في مدونة مستقلة خاصة بالوجه واحدة (الوجه والقناع للدقة). إن الوجه، هو تاج كل التصميمات المظهرية للإنسان.