الرعب

كتولو

أردت أن أكتب مجموعة قصصية عن تلك الكيانات الشريرة التي تفوق الإنسان والحيوان وفي بعض الأحيان تتفوق على الجان وعلى كل ما خلف جدران من الغموض لم يكشفه بشري بعد. آمن لافكرافت بوجود كتولو حقا, وقد تصورات تفيد بأن البشر ما هم إلا نكرة لا يشعر أحد بوجودهم أصلا. هذه الكائنات لو تنبهت لنا, لانتهى أمرنا. في تسلسل أو تدرج من القوى المخيفة أعرض ثلاثة عشر قصة من وحي كتولو.

 

1-الأشباح

2-الأشياء

3-الحركات

4-الزواج

5-الساحر

6-الساكنين في

7-العميان

8-الموت

9-جن

10-فم لا ينغلق

11-قصة أطفال مرعبة

12-كان

13-كتولو

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأشباح

1-الأشباح

من أنواع الأشباح

 

الأشباح,وهي عموما أي شبح عادي عبارة عن روح ميت عادت للحياة.

 

أشباح البيوت,وهي تلك الأشباح التي تشارك الجن في تعمير مساكننا مع البشر. هناك خمس بيوت معروفة في حي السرايا يسكنها الجن,أو على الأقل هذه هي البيوت التي يعرفها,يوجد بيوت كثيرة على كل حال. ولكنه لا يعرف بيتا واحدا مسكونا بالأشباح,أي أرواح الموتى. سمع عن بيت يزوره أهله حتى اليوم بدلا من زيارة المقابر لرؤية الأحباب والآباب الذين طردوا / طفشوا أبنائهم من بيتهم,ومع ذلك لم يتوقفوا يوم عن زيارتهم. لكنه لم يرى هذا البيت. ولم يشر أحد من صحبته بإصبعه عليه قط. لذا ربما هو بيت غير موجود أصلا.

 

خمسة بيوت هي,أولها بيت أبو يزيد,وأبو يزيد له ثلاثة عشر إبنا,وكان يشاهد فيلما مع آخر العنقود.

 

لما شاهد الإبن مع الأب شريط فيديو عن الأشباح أو الشياطين فلم يعرف الفرق,سأل يزيد أباه.

-هذا غير حقيقي

-بل حقيقي

-ولكنه يحدث في الخارج,في اليابان أو في أمريكا

-ويحدث في القاهرة

-ولكنه بعيد عن بيتنا؟

-لا ليس كذلك,قد يحدث داخل منزلنا!

-لكن هل سيؤذيني

-لن يمسك ضرر طالما أنا معك عزيزي

وفي الصباح مات أبو يزيد!

 

 

ثاني البيوت هو بيت تلك الفتاة المسكونة دينا,والتي تطلع دين أي أحد يذهب ليخرج الجني من جسدها. جني يهودي قال,وقيل سكن البيت ثم سكن الفتاة. لهذا عُرفت بالمسكونة أو المعمورة. ليست هذه الحالة الوحيدة في المنطقة التي يمتزج فيها التشبيه بين المرأة والبناية.

 

المنزل في الشارع هو ثالث البيوت,حيث المنزل يخاف والكل يخاف. المنزل الياباني كما يطلقون عليه. لأن قاطنه كان من ذوي العيون الضيقة؛مواطن ياباني مهاجر إلى مصر. كان يسكن في ذلك البيت الواقع خلف محطة مصر. وفي محطة المياه تحدث أحداث كثيرة

 

بيت في اليابان

الأشباح

 

2-الشبح

الشبح كلمة باتت ملائمة للإنسان الحي أكثر من كونها صفة الإنسان الميت,الذي عاد بعد موته إلى حياته أو كان قريبا من الحياة,أو ظل في موقع بين الموت والحياة. والشبح الحقيقي هو ذلك الشخص الغير معروف,والذي يتنقل على أطراف المدينة وحوافها.

 

-إيه يا شبح؟

 

يقولها الناس لشخص يمر من أمامهم إتقاء شره, أو تأكيدا على صلحهم معه, حتى لو لم يعرفوه.

 

3-المنزل

المنزل يخاف .. والكل يخاف .. الساكنين به أم يسكن فيهم!.

 

بيت في اليابان

 

بيت الأشباح البيت الياباني

 

بيت الأشباح,هذا أسمه, 2-الجيران

كانت دوما تزعجه أصوات الجيران في المنازل الملاصقة لمنزله,تأتيه أصواتهم عبر الجدران. وكل مرة يصدم كأنها أول مرة لما يخرج من البيت ليكتشف أن أقرب جار إليه بيته يقع على مبعدة أربعة أميال!. ومنزله يقع وحيدا في الخلاء.

 

البيت الأخير هو بيته,هو البيت الخامس,وكان البيت الثالث عشر

 

4-الساكنين

البيوت القديمة التي لا يسكنها بشر تصير مسكونة من قبل أناس آخرين ليسوا من البشر. الجن مثلا كانوا يملكون الأرض ومن عليها في الزمن الغابر,والآن صارت بيوتا للبشر,فإذا ترك البشر بيوتهم فهي ملكا عاد إليهم. أما الأشباح فلم يغادروها أصلا,لذا تظل البيوت بيوتهم. فإذا ماتت عائلة في بيتها,ولم ترحل عن ذاك العالم,فبأي حق يقتحم الغرباء عليهم مسكنهم؟. ولكن يغفرون للخطأ الغير المقصود,فالساكنين لا يعلمون بمن يسكن معهم. أما الخطأ الغير مغفور لديهم فهو مطاردي الأشباح الذين يقتحمون بيوتهم من أجل إلتقاط صور لهم وتسجيل أصواتهم. وذلك غير ممكن,فهم أرواح بلا أجساد ينعكس عليها الضوء. بل يمر من خلالها مثل الرجال الخفيين. أما عن الأصوات فأغلبها تسجيلات للضجة التي يحدثوها -حتى أن العارفين أطلقوا على نوعية من الأشباح مصطلح الشبح الصاخب (بولتر جايشت)- أو للحوارات التي تجري مع البشر,وتسجل الكلمات من طرف واحد. فالأشباح لا أفواه لها ينطقون بها. وتسمع كلماتهم مثل الأفكار مباشرة إلى عقول البشر. وترى خيالاتهم وظلالهم بنفس الطريقة,فالبشر خائفين يمكن أن يروا ما يريد الأشباح,وأغلبهم يعتمد على بث صور نمطية. لكن لا يمكن أن يروا صورة الأشباح أنفسهم. عدا ذلك هم يذهبون مؤمنين بما سيجدون,ومبتغين جمع الأدلة. ولما يخيب رجاءهم,وربما عن إيمان صادق نظرا للظواهر التي تحيط بهم في تلك التجارب العبثية,يقوموا بتلفيق التسجيلات والصور لدعم مزاعهم أمام غير المصدقين,خاصة إذا استغلوا شخصا منهم فقد حياته أو عقله للتصديق على روايتهم.

 

لذا رجاء,إذا كنت سمعت عن بيت,بيت الأشباح,وطالما ليس لديك منه فائدة مثل أن تسكن فيه أو تهدمه لتبني غيره,لا تقرب منه إذن,ودعهم وشأنهم.

 

5-الجمجمة

1-بيوولف آخر أو بين الرجل الطيب(خارجها أبيض)

2-إنهم 13-بعيدا(داخلها أسود)

3-أنا I (ضحكة الموت المريرة)

4-منظور آخر (العين اليسرى بها شمعة)

5-شبح الموت (واليمنى خاوية)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1-الأشباح

2-البيوت

3-الجثة / الجمجمة

4-حافة البصر / شبح مخيف (القاعة)

5-القبور

6-المرآة

7-أنواع الأشباح

8-حصار الدماء

9-شبح

10-قوس قزح

11-ليلة القمر المكتمل

12-منظور آخر

13-بعيدا,بعيد 13

 

-القبور

-المرأة

 

-قوس قزح

-الشبح الأخضر

-الشبح الفضي

-الشمعة في الغرفة

-حلم شبح

-رحلة شبح

 

-الشبح

-الأشباح

-قوس قزح

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأشياء

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحركات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الزواج

الرجل

كان يقرأ رواية الزواج The Marriage, حين واتته فكرة غير عادية, لكنه سرعان ما تجاهلها. لاحقا حين رجع من العمل و فتح الباب ودخل شقته بإحدى ضواحي شبرا الهادئة,حيث يعيش هو وأبنه بعد وفاة زوجته. أغتسل ودخل مكتبه ليجلس علي المائدة الصغيرة في وسط الغرفة,يتناول الطعام الذي تعده “أم محمد” قبل مجيئه بدقائق ثم تنزل لشقتها بالطابق الأرضي.

إنتهي من غدائه وأغتسل ثم جلس علي مكتبه يقرأ كتاب علمي عن الأحياء.

 

عبد الله سيد مدرس تاريخ بجامعة عين شمس,إحدى جامعات القاهرة العريقة,رغم إلتزامه بالدين وأحكامه إلا أن له ميول خاصة بما يخالفه,كالسحر والجنس و الكفر وغير ذلك,وقد برر ذلك ذات مرة في حديث مع نفسه بأن ذلك ناتج عن ولعه الشديد بالتجارب الغريبة الغامضة,المختلفة والمميتة,تقريبا كل ما هو شاذ ومخيف كما أنتهى حواره مع ذاته مع عدم وجود تفسير يعلل به هذه الميول المقيتة,ولقد تمنى في فترة ما من شبابه لو يمر بتجربة من هذا النوع لتغير من واقعه,ولكنه تناسى الأمر بعد زواجه من محظيته ليعيش حياته,ولكن الأفكار القديمة عادت له بقوة بعد وفاة زوجته الذي أحزنه فقدها كثيرا فعاد إلى نفسه يأنس بها.

 

من الأشياء الأخرى التي تضع إختلافا في حياة الأستاذ عن حياة من يعرفهم,هي متعة السفر. بداية منذ كان صغيرا والرحلة الصيفية كل عام إلى إحدى مدن البحر.

 

كان الآن متكئا على أريكته المريحة يمدد ساقيه أمامه دون أن يخلع نعليه. تناول الكتاب من على المنضدة,وفتح عند صفحة وقوفه واستكمل قراءته لرواية الرجل الخفي.

 

عبد الله سيد مدرس أول تاريخ بجامعة عين شمس إحدى جامعات القاهرة. رغم التزامه بالدين وأحكامه إلا أنه له ميول غريبة خاصة بما يخالفه كالسحر والجنس وأشياء أخرى مما يستعيذ هو منها في العادة. وقد فسر ذلك لنفسه بولعه الشديد للتجارب الغريبة المختلفة والمخيفة أو حتى الشاذة كما يسميها.

 

كان يحب هذه الروايات كثيرة.

 

-الرجل الخفي

-الرجل الذبابة

-فرانكنشتاين

 

يجلس وحيدا, وأخذ يجتر ذكرياته الحزينة, مضى به العمر وسرعان ما جرت الأيام وتوفت زوجته وحزن عليها بشدة ثم بعد ستة أشهر من وفاتها أرسله أحد أصدقاءه إلى الهند ليخفف عن نفسه قليلا,فيقابل صديقه ألبرتو مرة أخرى في نفس الفندق المقيم فيه,فيشكر ربه وحظه السعيد ورحبا ببعضهما ثم جلسا في قاعة الفندق, فسأل ألبرتو:

 

-ما الذي جاء بك إلى هنا؟

-جئت للترفيه عن نفسي

-ولم تجد إلا الهند؟

-بلد جميلة في عدة مناطق,وسكانها طيبون,فما الذي يمنع من زيارتها,وأنت ما الذي جاء بك؟

-جئت للسياحة,مثل رؤية قصر تاج محل ثم الذهاب لاحقا إلى جبال الهيمالايا

 

ودار بهم الحديث حول الهند وتعدد دياناتها وأجمل الأماكن بها,ثم انعطف بهم الحوار إلى اتجاه آخر لما قال ألبرتو:

 

-قلت أن لك اهتماما بالفن الأثري,صحيح؟

-نعم

-إذن ما رأيك في هاتان؟

 

وأخرج من حقيبته لفافتان,وفردهما,فكانت إحداهما رسما بالأبيض والأسود تم نقشه على اللفافة بقلم رصاص على ما يبدوا. بينما الثانية رسمت بالألوان الزيتية. عرضهم على الأستاذ فقال الأخير

 

-لا أفهم؟

 

فأشار ألبرتو إلى اللوحة المرسومة بالخط الأسود,والتي تُظهر مخلوق نصفه العلوي امرأة والسفلي ثعبان,وكانت معلقة في جدار خشبي بمسمار طويل في عنقها,وقال

 

-هذه أراني إياها شخص قابلته في الهند,ورفض أن يعطيني إياها بأي سعر عرضته عليه, ولكني رسام,لذا احتفظت بالصورة في مخيلتي وأعدت رسمها كما هي ولكن بدون ألوان. ربما يكون هناك اختلاف طفيف في الإسلوب يرجع لاختلاف رسام عن آخر. وقد قال لي أن هذه هي المرأة الأفعى وهي مزيج من الإنسان والحيوان.

 

ثم أشار إلى الرسم الثاني,الذي يظهر شيء بشع عبارة عن فيل ذائب قريب في الشبه بعض الشيء من البشر.

 

-وهذه من شخص آخر قال لي نفس الكلام هذا هجين

وارتجف عبد الله وفكر (يالها من تجربة مخيفة وشاذة),أن يتزوج إنسان من حيوان مثل الثعبان أو الفيل. وأخيرا ارتحلا معا إلى فرنسا,قضيا بضعة أيام معا ثم ودعا بعضهما.

 

 

كان اللقاء الثالث في الجيزة بمصر.

وبعد الترحيب بدأ الأستاذ عبد الله الحديث بمزحة ما

-بدأت أشك أنك تتبعني

-لا,بل هي مجرد صدف سعيدة

-أظنك جئت طلبا للسياحة

-لا ليس هذا مطلبي الرئيس

-وما هو فدفك الأساسي؟

-ستعرف غدا فاعطني عنوان منزلك

-حسنا .. هل تقبل دعوتي لك إلى منزلي بما أنك في وطني

-أجلها لغدا,فأنا مشغول كثيرا اليوم.

 

وأحس عبد الله بتوتر من لهجة صديقة,ومضى الوقت,ثم ودعا بعض.

 

وجاء الغد وجاء معه ألبرتو يدق جرس باب الأستاذ عبد الله ففتحت له الخادمة وما أن رآه الأستاذ حتى رحب به وأخذه من يده إلى مكتبه بعد أن طلب من الخادمة أن تعد لهما كوبا من القهوة (أو كوبا قهوة) وجلسا معا أمام بعضهما على كرسين أمام المكتب,وبدء ألبرتو الحديث

 

-جئت أخبرك بما أخفيته عنك أمس

-وما الذي أخفيته عني أمس؟

-أنا على وشك خوض حدث مهم

-ما هو؟

-الزواج

-حقا! مبارك,من؟

-إنه زواج رجلان

-يعني هناك إمرأتان .. من هـ …

-لا,إنه زواج رجلان معا

-أنت تمزح معي

-أنا لا أمزح

-بل تمزح أو تخرف

-ألا تصدقني؟ إن هذا هو السبب الذي جاء بي إلى مصر

-إذن أنت شاذ,لم أكن أعرفك كذلك

-لا لا لست أنا من سيتزوج

-إذن هم شواذ

-ولنفترض إني أصدقك,كيف يتم ذلك؟

-بواسطة المزج بين السحر وعملية جراحية معينة

-أو ليس السحر مخالفا لدينكم,وربما حتى الشذوذ؟

-أنا لا دين لي

-استغفر الله

-استغفره أنت,والآن أسألك,هل تقبل أن تشارك في أمر كهذا أم لا؟

-أقبل

-بهذه البساطة!

-نعم

-أنت مسلم متدين

-هذا لا يخصك

-أنت تعجبني

-لي سؤال

-سل ما شئت

-الرجلان المعنيان,أنا وأنت

 

يضحك

 

-لا .. نحن كبرنا,أنت في الستين وأنا في الأربعين

-حقا؟

-نحتاج شابان قويان

-وأي شاب يمكن أن يقبل بأمر كهذا؟

-هذا ما كنت مشغول به أمس,فقد أحضرت شابا,وأنت تجد الآخر,سوف أمهلك يومان,الغد وبعد الغد,وهذه ورقة بها رقم جوالي وعنوان الفندق ورقم الغرفة.

 

وناوله الورقة.

 

-لي سؤال آخر

-سل ما شئت

-لماذا جئت تبحث في مصر,لماذا لم تبحث في فرنسا مثلا,إن شباب مصر لا بأس بهم في أمر كهذا. رغم الطابع الشهواني. وجاءت القهوة فشربها ألبرتو في رشفة واحدة. ثم قام ذاهبا رغم إلحاح الأستاذ بأن يتغذى معه.

 

واجتمع الأب وابنه مدرس الأحياء في الشرفة,وقد انتهى الأب من شرب قهوته,وانتهى مثله ابنه من شرب الشاي,وبدأ الأب الحديث قائلا

 

-هل لي أن أطلب منك شيئا؟

-أطلب ما شئت

-شيئا شاذا أو غير عادي

-أبي .. سأنفذ أي ما تطلب أو تأمر مهما كان

-وماذا لو طلبت منك أن تقتل شخصا,أو ما هو أسوأ .. أن تأكل لحمه؟

-ماذا؟!

-أترفض؟

-أقسم ألا أرفض,لكن أتطلب مني ذلك حقا؟

-لا,ولكن ما أريده لا يقل بشاعة وشذوذا من ذلك.

-؟؟؟

-أريد منك أن تتزوج رجلا

-ماذا .. أنت تمزح

-أقسم ألا مزاح فيما أقول

-ولكن ..

-أترفض؟

-لا أرفض,ولكنه يرفض

-ماذا تقصد؟ من هو الذي يرفض؟

-الذي سأتزوجه هو من سيرفض,فمن سيقبل بما تريد!

-هناك من يقبل؟

-أوليس هذا مخالفا للدين والدنيا؟ كما علمتني!

-أتوافق أم لا؟

-أوافق,ولكن كيف يتم ذلك؟

-ستعرف فيما بعد وكف عن إلقاء الأسئلة

 

وقام كل منهما إلى منامه,ولكن قبل أن يغيب وعي الأستاذ وهو في فراشه ذهب بذاكرته يوم جلس على مكتبه بضع أوراق هي قصاصة من جريدة صفراء تنشر خبره فتيات يقومن بالهجوم على فتى ومحاولة التحرش جنسيا به,وقصاصات من مجلة لا تقل هراءا وكذبا عن

 

وجاء الغد وجاء معه ألبرتو يدق جرس باب الأستاذ عبد الله ففتحت له الخادمة وما أن رآه الأستاذ حتى رحب به وأخذه من يده إلى مكتبه بعد أن طلب من الخادمة أن تعد لهما كوبا من القهوة (أو كوبا قهوة) وجلسا معا أمام بعضهما على كرسين أمام المكتب,وبدء ألبرتو الحديث

 

-جئت أخبرك بما أخفيته عنك أمس

-وما الذي أخفيته عني أمس؟

-أنا على وشك خوض حدث مهم

-ما هو؟

-الزواج

-حقا! مبارك,من؟

-إنه زواج رجلان

-يعني هناك إمرأتان .. من هـ …

-لا,إنه زواج رجلان معا

-أنت تمزح معي

-أنا لا أمزح

-بل تمزح أو تخرف

-ألا تصدقني؟ إن هذا هو السبب الذي جاء بي إلى مصر

-إذن أنت شاذ,لم أكن أعرفك كذلك

-لا لا لست أنا من سيتزوج

-إذن هم شواذ

-ولنفترض إني أصدقك,كيف يتم ذلك؟

-بواسطة المزج بين السحر وعملية جراحية معينة

-أو ليس السحر مخالفا لدينكم,وربما حتى الشذوذ؟

-أنا لا دين لي

-استغفر الله

-استغفره أنت,والآن أسألك,هل تقبل أن تشارك في أمر كهذا أم لا؟

-أقبل

-بهذه البساطة!

-نعم

-أنت مسلم متدين

-هذا لا يخصك

-أنت تعجبني

-لي سؤال

-سل ما شئت

-الرجلان المعنيان,أنا وأنت

 

يضحك

 

-لا .. نحن كبرنا,أنت في الستين وأنا في الأربعين

-حقا؟

-نحتاج شابان قويان

-وأي شاب يمكن أن يقبل بأمر كهذا؟

-هذا ما كنت مشغول به أمس,فقد أحضرت شابا,وأنت تجد الآخر,سوف أمهلك يومان,الغد وبعد الغد,وهذه ورقة بها رقم جوالي وعنوان الفندق ورقم الغرفة.

 

وناوله الورقة.

 

-لي سؤال آخر

-سل ما شئت

-لماذا جئت تبحث في مصر,لماذا لم تبحث في فرنسا مثلا,إن شباب مصر لا بأس بهم في أمر كهذا. رغم الطابع الشهواني. وجاءت القهوة فشربها ألبرتو في رشفة واحدة. ثم قام ذاهبا رغم إلحاح الأستاذ بأن يتغذى معه.

 

وجاء الصباح واستيقظ الأستاذ

 

وجاء الصباح واستيقظ الأستاذ وتناول الإفطار ثم اتصل بألبرتو فجاء هذا بعد ساعة واحدة فقط,ودار الحوار بادئا به ألبرتو قائلا:

 

-وجدت رجلا في أقل من يوم,وفي بيئتكم المعادية هذه .. أنت ممتاز,والآن من هو؟

-ابني

-وهل عرف ما سيقوم بفعله؟

-شرحت له

-وهل وافق؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المرأة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخنثاء

أو المخنث

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الساحر

[1]

أخذ يحدق في مدخل الكهف

 

الجبل كله خالي من جميع مظاهر الحياة؛لا وطاويط في أغوار الجبل,ولا ضباع في كهوفه,لا دود في تربته,حتى المخلوقات المجهرية علي الصخور هي شيء جديد لن تجده في أي قاموس طبي أو بيولوجي. وهو لا يهتم بأي كشف علمي,ولا يشغل عقله (لحسن الحظ ما زال سليما) سوي الشيء الكامن في الكهف. (جبناء,لقد قفزوا) فكر في رفقائه الأربعة,وقد لقي ثلاثة حتفهم. (الأخير كان حذرا) واسمه ماوتسي تيمنا بالفيلسوف الشهير,قد عرف ما ينتظرهم فأحضر معه حقيبة مظلة!. عرض الأمر علي رفاقه فسخر منه اثنان إلا داني الذي كان قلقا زائغ العينين ولكنه أيضا لم يقبل بفكرة المظلة.

 

وقف الأبيض ذو الشعر الطويل أسفل الأرض الصخرية وفوقه قمة الجبل وخلفه الحافة وأمامه مدخل الكهف حيث يقبع الهول. وما بقي علي الغروب إلا قليلا,فرأي أن الأسلم له أن يترك الجبل قبل مجيء الليل وظلامه. دخل الكهف الذي يمتد حتى جدار ينحدر بالممر يمينا إلي عمق الكهف,وأسفل الجدار لوح خشبي علي الأرض في مفرق الممر. نظر إلي يمينه لامتداد الممر المظلم والعميق والذي يؤدي للشيء,أزاح اللوح الخشبي لتكشف عن فجوة بالأرض بالكاد تتسع لرجل,يمتد منها نفق شديد الإنحدار يمر عبر الجبل إلي الأسفل حيث المخرج.

 

والجثث الثلاثة علي مقربة من حيث خرج,فكر في ماوتسي وأبتسم ابتسامة سخرية. الريح الباردة تلاعب شعره وقد صار الجبل خلفه والجبل يبتعد من خلفه بالتدريج ليغيب في الأفق فوق الأراضي العارية. جبل (خاوس) أغرب جبال الصين وأكثرها غموضا. من أين له هذا الإسم اليوناني؛الفوضى. تساءل الرجل الأبيض والجبل يغيب في الأفق من خلفه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[2]

ثقل السماء وموج البحر وعتمة الليل وبرودة الرياح وصمت الجزيرة. ورجل واحد يجلس علي صخرة بثياب بالية غير عابئ ببرودة الوجود حوله. أشعل سيجارا يدخنه وفكر في جلوسه مع الشيطان منذ قليل. كان الرجل شيخا أهلكه الزمن والعبث. معزولا في الجزيرة إلا أن له صديقا ثريا يبعث له كل نصف عام سفينة محملة بكل ما يشتهيه نساءً وخمرا ودخانا وطعاما وأشياء أخري,ولكنه كان يعطيهم قدر ما أخذ ذهبا وماسا. ولم يفكروا طيلة سبعة سنوات في الإنقلاب عليه ونهب ثرواته,فقد كانوا يخشونه ويخشون شياطينه. عينيه كعيني صقر وشاربه كجناحي صقر,ولحيته سوداء تتهدل علي صدره,كل هذا مع ملامح وجهه وضخامة جسده وثيابه التي لم تُخلع عنه صنعا منه صورة كابوسية. مد يده وسكب من الزجاجة في حلقه. الجزيرة خالية بشكل شبه تام من الحياة البشرية,إلا أنها ليست خالية من الحياة,فمن هذا الجانب من العالم امتلأت الجزيرة بالضواري والوحوش,وفي الجانب الآخر من الجزيرة امتلأت بالمردة والشياطين,وكان العجوز علي الجانبين في جلسته الأزلية علي صخرته.

 

ثم جاء يوم أراد أن ينجب طفلا,فرزق بولد من عاهرة لم تعد إلى السفينة مع رفيقاتها. بعد ليالي الحمل ووضع الطفل,ابتلع جسدها البحر.وكبر الولد ولم يعرف أما له سوي الوحش ورفقته الضواري وأنيسه الصخر وحبيبه البحر وأباه الشيخ. وفي كنف أباه تعلم أمورا,ثم علي أيدي البحارة تعلم الفتي شتي فنون البحر,فأتقن السباحة والغوص والصيد والقتال -وقد كان شرسا فيه بالفطرة- وتعلم الملاحة وقيادة السفن وصناعتها,و حمل السلاح وركب الخيل وبرع أيضا في المدفعية,ثم درس الطب والكيمياء والجغرافيا والتاريخ والدين والفلسفة. غاب الفتي سنتين عند الصديق العزيز الثري قضاهما العجوز في الدنس وتعذيب جسده ومعاشرة العاهرات ومجالسة الشياطين فلم يتغير شيء في حياته عما سبق منها.

 

أتي علي السفينة هذه المرة ثلاثة رجال بمشاعر مختلفة تجاه رجل واحد,رجل عجوز يحتضر.رجل مخيف. ولده جون الذي يحمل له مشاعر الحب التي اختلطت بها الحيرة والغرابة والوحشة بعد بُعد. والطبيب الذي إمتلأ بالخوف والرهبة,رغم المبلغ المعطي له إلا أنه قد شعر بقتامة المكان بوضوح قبل أن ترسي السفينة علي شاطئه مما جعله يود لو يقفز صارخا في البحر. وهو ليس رجل علم بالمناسبة,وقد تذكر ذلك عندما رأى هذه التلال المخيفة,ونسى الطب,عدا في مداوته للرجل,وهيمنت عليه ذكريات عن حكايات الجن تحكيها جدته. الرجل الثالث هو مايكل الذي تأكد من ظنونه حين رأي العجوز.

 

 

 

 

 

 

 

[3]

بعد أن قضي عامان في أوربا فهم الأمور من زاوية مختلفة,لقد وُلد وعاش في بيئة غير عادية,تلك البيئة التي كانت طبيعية بالنسبة له,يكاد غيره أن يموت خوفا لمجرد تخيلها. أمه ميتة لا يعرف لها قبرا,ومرضعته هي أنثي وحش,وطفولته قضاها بين اللعب مع الضباع والذئاب وبين رؤية أباه وتعاملاته المخيفة مع شياطين الجزيرة. كان يسميهم العجوز أو يناديهم بـ  (شياطينه الصغيرة) لأنها تحت رغبته,يطيعوه ويخافوه,ولكنه لا يخاف أغلبهم,إلا أربعة منهم أقوياء جبارين,يخشاهم ويرتعد في حضرتهم

 

عاشقة له من الجن

والشيطان جليسه وآمره

وجني خبيث يريد موته

والأخير مجهول

 

هؤلاء هم من بنوا الساحر وجعلوه ساحرا,ولأن قصته هي رواية قد تستغرق وقتا,فقد اهتم ولده بكتابتها. وقرر أن يستولي هو على جنه وشياطينه ويكمل مسيرته.

 

مات الشيخ وأحترقت جثته ذاتيا أمام عيني ولده الذاهلتين,لكن حقد الرجل لم يمت مع موت العجوز,إنما توجه إلي الصبي الذي صار رجلا لا يشق له غبار.لم يستطيعوا قتله أو العثور عليه.صارت السفينة ملكا له,أخذها قسرا من صديق أباه.

صارت ملكا لبحار من أقوي رجال البحر,قرصانا عتيا,وصياد ذكيا.

ورث عن العجوز شيئا مخيفا ظل في داخله وأحبه,وبدأ يظهر في ملامحه وعينيه في الأربعين من عمره.

 

قسيس ضل عن الخير والحق وزوجته إمرأة مجهولة الأصل أنجبت له فتاتين,ألقي زوجته في البحر وعلم إبنتيه ما تعلمه من أباه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[4]

يقع’معبد شاولين (少林寺)على مسافة تسعين كيلو مترا من شمال شرقي مدينة تشنغتشو، وثمانين كيلو متراَ من شمال غربي مدينة لويانغ في خنان غربي جبل سونشان بمحافظة دنفون، ولأن المعبد يختفي بين أشجار الغابات الوارفة عند سفح جبل شاوشي، فقد أخد اسمه شاولين، أي الغابة.

 

بنى المعبد بأمر من الإمبراطور شياو ون في أسرة وى الشمالية في عام تاريخه التاسع عشر – عام 495م، وقد قدمه الإمبراطور خصيصا للراهب البوذي باتوه – الذي قدم من الهند لنشر البوذية. في عام شياوتشان الثالث – عام 427 الميلادي، وصل قوانغتشو عبر البحر الراهب البوذي – بوتيداموه – كبير أتباع سكيامونى من الجيل الثامن والعشرين ومنها ذهب إلى معبد شاولين مارا بمدينة نانجينغ، وعابرا نهر اليانغتسى. حيث قام بنشر البوذية بين عامة الشعب وجمع من يعتقد البوذية منهم. يعتبر بوتيداموه أول من جاء بالبوذية إلى الصين، كما أن معبد شاولين هو أول معبد للبوذية على التراب الصيني.

 

اشتهر معبد شاولين بتدريس البوذية والتدريب على الووشو. ومنذ أسرتي سوى وتانغ ذاعت شهرة ووشو شاولين، حتى تأسست طائفة شاولين ذات الأسلوب الفريد في أسرة سونغ، التي احتلت مكانة هامة في تاريخ الووشو الصيني خلال أسرتي يوان ومينغ، شهد معبد شاولين الذي كان به مايزيد على ألفى راهب أوج ازدهاره، ثم تراجع تدريجيا منذ منتصف أسرة تشينغ حتى حطمت بناياته المركزية تماما مع نيران الحرب التي وقعت مارس عام مينغقوه السابع عشر (1428). وبعد تأسيس الصين الجديدة، حظي المعبد غير مرة بالترميم والتجديد، وفى عام 1979 بشكل خاص، تم تجديد وترميم مختلف بنايات المعبد.

 

وبرغم أن معبد شاولين تعرض للتلف الخطير، ما زالت الأعمال الأثرية المحفوظة به وافرة منها مثلا: أكثر من 400 قطعة من النقوش الحجرية لمختلف الأسر التي تبعت أسرة تشى الشمالية، أكثر من 200 برج للقبور من الحجر والطوب من أسرة تانغ حتى أسرة تشينغ، قاعة معبد بوتيداموه الذي بنى في أسرة سونغ الشمالية، جداريات ملونة كبيرة الحجم تمثل 500 بوذي في أسرة مينغ، لوحات جدارية ملونة تعبر عن حركات ملاكمة شاولين، وتصور قصص إنقاذ ثلاثة عشر راهبا من معبد شاولين للأمير تشينغ، ورسم للرهبان وهم يتدربون على حركات أقدامهم.. وهذه الأعمال لها قيمة هامة في البحوث التاريخية والفنية والعلمية.

 

 

 

 

 

 

صباح اليوم غير عادي,المقاتلون يتدربون في الباحة بالخارج,أما بالداخل في القاعة تربع أربعة شخصيات مهمة يشربون الشاي في جلسة الأربعة الكبار التي تشرفت مدرستنا المتواضعة بإستضافتها.

وفجأة دخل ليان مذعورا يصيح:

-سيقتل لينج سيدي..الأبيض يجب قتله.

نظر سيدي لنيلواش الذي كان السبب في كل هذا,فهو من أقنع لينج وألتف حوله,فعرض الأخير علي الأبيض التحدي الرهيب(الرهبة كلمة لا ننطقها بسهولة),

فإن هلك فهذا حتما مصيره,وإن عاد فله أن يقتل لينج حسب رغبة الأبيض.

وكنت أنا دليله والثلاثة الذين هلكوا(لا, لا ..لماذا أصروا وسخروا فهلكوا…يا ويلتاه.. لن يغادر الأمر كوابيسي).أخذ يفكر ماوتسي وهو ينظر بهيبة للضيوف الكبار وسيده يصرفهم ببالغ الإحترام والإعتذارات.

 

في الغرفة إجتمعنا,أنا والمعلم ولينج ونيلواش وليان وسيد رابتسي.

-إذن نقتله؟

قالها نيلواش,فرد المعلم:

-الأمر معقد

-لا حل سوي أن نقتله,لا تعقيد في هذا…

-عندما يأتي,هو من سيحدد مصيره.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قعد المعلم الأكبر في غرفته يسترخي ويفكر,بينما تربع نيلواش في القاعة يراقب تدريب المقاتلين.وقف ظل أمامه في هيئة مخيفة تتبعه عيون المقاتلين متحفزين لأقل إشارة أو لفتة.وقف الأبيض ذو الشعر الطويل أمام معلمهم نيلواش الذي أشار له بالجلوس فجلس,قدم له الشراب فشرب,من بين المقاتلين نظر نيلواش لتابعه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-شاو,أتريد أن تقتل ثانية؟

-أنت فعلت ما هو أسوأ!

-هذا ليس مبررا لك

-أنت تركته يبيت في المعبد,ولقد قتل أحد إخوتنا

-أتركه يرحل

-سيقتل لينج وماوتسي و….

-لكن…

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من مدارس الكونغ فو في القرى الصغيرة إلي معبد شاولين نفسه,انتشرت شائعات عن الأبيض ذو الشعر الطويل الذي قتل خمسين مقاتل وهزم المعلم الأكبر لإحدي المدارس المهمة والكبيرة,وخطفه لمعلمة أيضا.

 

 

وقت الفجر تم الكشف عن مقتل خمسين راهب بالمعبد,بالإضافة لإختفاء لوتشيا المعلمة الثالثة وحارسة الغرفة وسرق من الغرفة الصندوق والوعاء والعصا وأختفي الأبيض ذو الشعر الطويل.

 

الفصل الرابع:-الكافر والدنس

سيقتل لينج سيدي,الأبيض يجب قتله

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[5]

الخيميائي والنكرومانسر

 

1-حجر الفلاسفة

2-إكسير الحياة

3-طئش الجماجم

4-زئبق أحمر

5-زيت فرعوني

القبور

 

1-القبور

2-القبّار

3-السحر

4-الساحر

5-الدم

6-الدامي

7-الخيميائي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الساكنين في

[1] تحت الأرض

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحت قدم كل شخص يسكن آخر,يمشي هو فوق الأرض,والآخر بعالم موازي يمشي تحت الأرض. شعر آرييل كأنه مقلوب في هذا العالم. لكنه ليس بالمقلوب,أي أن القدم ليست أسفل القدم. وأرضية هذا العالم,ليست سقفا مقلوبا أسفل أرضية العالم الآخر. بل الأمر أشبه بالطبقات أو الطوابق في مبنى كبير. هم أسفله,وهؤلاء أعلاه. ورغم معرفته الكبيرة بالذين يسكنون في الأعلى,تظل هذه المدينة المليئة بالبشر مخيفة جدا. لهذا هو يفضل العودة إلى أراضيه. وفي تلك الأرض البعيدة (أرضه) يمكنه أن يتحمل صوت المخلوقات المخيفة على أن يتحمل صوت البشر. لما عاد إلى المنزل,اكتشف أن المقارنة صعبة بحق. سمع الأصوات من أعلى. نظر للأعلى. متى كانت هذه الفجوة في السقف؟. رأى العين تبصر شيئا من الفجوة. تنظر إليه. تحملق فيه.

 

[2] تحت الأشجار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مدينة محلقة في السماء تعلو عن الأرض مسافة لا تقل عن ثلاثمائة مترا على عمدان من أشجار المانجو العملاقة والسحرية. ثمارها معلقة مثل تيجان فوقها متاحة لأن يقطف منها كل السائرين في شوارع المدينة أو الناظرين من نوافذ بيوتها. بيوتها هي عشش وأكواخ خشبية مؤسسة بأناقة في قمم الأشجار بين فروعها وأغصانها الكبيرة والصغيرة. والشوارع هي بعض الفروع الضخمة والجسور الخشبية أو المصنوعة بالأخشاب والحبال والموصولة بين شجرة وأخرى.

 

وكانت القرية كلها مؤسسة على نظام يوتوبي يجعلها مثل جنة فوق السماء,ترفرف بأجنحة من أوراق الشجر على جحيم أسود مظلم واقع تحت جذوع الأشجار.

 

يعيش سكان مدينة (مشجرية) فوق الأشجار,عيشة هنية تحسدها العيون الردية التي تنظر لهم من الأسفل. ولكن الساكنين في الأسفل أكثر حظا منهم,فهم يعيشون بالقرى على حواف غابة على جزيرة يحيطها البحر من كل جانب. لا تخرج الكائنات في الغابة خارج الغابة,ولا تصعد على أشجارها,فقط تظل قابعة تحت بالأسفل.

 

تحت الأشجار,لا يعيش أحد,وخلت الغابة من حيواناتها ووحوشها,وظلت تلك الكائنات جائعة لفترات طويلة,تتغذى فقط من حين لآخر على الساقط من الساكنين في الأعلى. أحيانا يكون الساقطين بشرا. رجلان تعاونا على قتل ثالث. أو طفل تعثر في حجر وسقط من فوق الحافة. أو إمرأة داخت فجأة بسبب حملها في بطنها أو على ظهرها,وسقطت ولم تجد من تتسند إليه. أو فتاة غبية لم تجد خير من الإنتحار سوى أن تتدلى بحبل خفيف رقيق شانقة نفسها,لينقطع الحبل وتنال الموت بأسوأ طريقة,أو شاب أغبى يلق نفسه بكل إرادته.

 

 

[3] تحت الرمال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يقال انها كائنات خارقة تسكن عالما تحت الصحراء الكبرى في إفريقيا. وتعتقد قبائل الطوارق أن هذه الأرواح تلحق بالناس الكثير من الأذى فهي تعرقل سير القوافل عندما تصيب الإبل بالأضرار وتعمل على نضوب المياه في العيون قبل وصول المسافرين . وترى أحيانا في هيئة أعمدة من الرمال تتصاعد أثناء هبوب العواصف. ويسمع صوت حركتها بين الرمال ليلا من قبل النيام في الخيام. وهناك بقع معينة في الصحراء لا يمكن النوم فيها تحت السماء دون أي غطاء.

 

وتحت الغطاء كان الجسد يرتجف,عدة أغطية وعدة أجساد وكل جسد تحت غطاءه,وتحت غطاء واحد يرقد جسد واحد,فتناثرت الأجساد متدثرة بالأغطية على رمال ساخنة لازالت حرارة شمس منقضية تلهبها. عدا غطاء واحد كان محتويا على جسدين أسفلهما. ومرت الأشياء من فوق الأغطية,والأجساد ترتجف تحتها. غير عاثرة على أي دفء أو أمان أو حتى ندم لمغامرة حمقاء قاموا بها. في الصحراء,والصحراء مليئة بالأهوال. هذه إحداها التي تتنفس فوق رأس صارون مباشرة. إسم مخيف حصل عليه من والديه ولكنه الآن خائف فعلا. لا يعلم أين محمد وأحمد,ولكنه مذعور. أنفاس تتردد خلف الحجاب مثل زمجرة كلب أو ذئب.

 

أنفاسهم ساخنة تلفح الوجه من وراء ستار,أقدامهم ثقيلة تغوص في الرمال,أصواتهم مخيفة تقشعر منها الأبدان,أجسادهم لا ترى فمن ينظر سيطويه النسيان.

 

أهل التراب

 

يقال أنها كائنات خارقة تسكن عالماً تحت الصحراء الكبرى في إفريقيا . وتعتقد قبائل الطوارق أن هذه الأرواح تلحق بالناس الكثير من الأذى فهي تعرقل سير القوافل عندما تصيب الابل بالأضرار وتعمل على نضوب المياه في العيون قبل وصول المسافرين . وترى أحياناً في هيئة أعمدة من الرمال تتصاعد أثناء هبوب العواصف

 

[4] تحت الصخور

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خمسة بنات تستكشف وحدهن كهف عميق تروى عنه الأساطير,بمعدات خفيفة تساعدهم على الحفر أو التسلق أو التحطيم,وقطعا أسلحة لقتل الحيوانات المفترسة,وبالطبع كشافات للإضاءة. الكشافات ذات إضاءة قوية جدا,والأسلحة تعددت ما بين

 

خمستهن كن خائفات,ولكن شجاعات أيضا,بطريقة متهورة جعلتهم يتمسكن بواقعية بالية لم تعد قادرة على تفسير وقائع الواقع.

 

وسط الصخور كانوا عالقين,وتحت الصخور كانت كائنات تتربص بهن,تشممت رائحتهن, كانت ترقد تحت الصخور في الأعماق هانئة بنومها,وهي الآن تركض متجهة للأعلى حيث تتقدم ضحايهم إليهم.

 

1-سالي

2-سارة

3-سوان

4-سيميل

5-ساكامورا

7-سيلينا

 

الساكنين تحت الصخور كائنات تخاف الصعود للأعلى,ليس خوفا من البشر,وإنما هي لا تريد أن تجد نفسها في صراع مع الساكنين تحت الرمال,هم سادة الصحراء,ويتجنبوها كما تتجنب الضباع الأسود. ولكنها ليست ضباعا بل ذئابا قوية,أو أسودا تركت الذئاب أسيادا في مملكة الصحراء. وقد جرى تقسيم الأماكن ما بين الغابة والصحراء والكهوف والبحر.

 

[5] خلف الجدار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جاء قدر وعمي البصر,لقد وجد نفسه خلف الجدار. المدينة تعد من الأكثر استقرارا في هذه البلاد المشؤومة. ما خلف الجدار يظل خلف الجدار,والناس تعيش في هناء ولا ينبغي عليها أن تتجاوز الجدار. ولكن الأشياء خلف الجدار لا تبقى خلف الجدار. في الليل بعد منتصف الليل وتحت الستار الليل,تخرج الكائنات القابعة خلف الجدار. وإذا تجاوز ما وراء الجدار الجدار إلى الداخل,هنا تكون الكارثة.

 

لم يكن جدارا واحدا,ولكنه كان الرئيسي والأكبر,وخلف الجدران يرقد البحر في الوادي العظيم قلب الصحراء. وفيه تلك الكائنات الأقرب للوحوش وليست وحوشا. خلف الجدران ومن قلب البحر يخرج الذين تحت ليفترسوا الذين فوق. (الشيء القابع تحت البحر) هو سيدهم. يجتمع أحيانا مع (الشيء القابع تحت البحر) إجتماع وحوش للاستقرار على من ينال الفريسة. يستحقها الأقوى كان تمساحا أو نمرا.

 

خلف الجدار يكون الناس نائمين في هذه الساعة المبكرة,ومن يجد نفسه خارج داره في وقت كهذا,فالويل له ولا يلومن إلا نفسه. من تحت المياه تخرج الكائنات بعد الغروب. يسحبوه مع فرائسهم الأخرى ثم يرجعون إلى موطنهم تحت البحر. في الأسفل. عميقا.

 

 

 

 

[6] في السماء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما في السماء كان مخيفا,لقد ظهر واحد من هذه الكائنات! ولما يظهر أحدهم يختفي أحدنا. هذا بديهي. وإلا فعلى ماذا سيتغذون؟. لكن هذا اليوم تغطت السماء بهم. العديد من الكائنات منهم. حجبت أجنحتهم الشمس!.

 

[7] في المدينة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في المدينة تأسست وترسخت القواعد من أجل الإنسجام بين البشر وهذه الكائنات الغير موجودة وغير آدمية

 

يناموا حتى ينجو

 

لأنه لا يقتل إلا كل مستيقظ في هذه الساعة من بعد الغروب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

العميان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الموت

الميت هو شخص مات!

 

للميت مواصفات عديدة يمكن تقسيمها إلى فئتين.

 

الميت بصورة طبيعية

 

الميت بصورة غير طبيعية

 

الميت بصورة طبيعية هو الذي حدث له نتيجة توقف حيوي في إحدى الأعضاء الحيوية أسفر عن توقف تام لجميع وظائفه الحيوية.

 

الميت

الميت

الميت

 

مات وخرج كيانا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[1]

كان الحاج جورج يحب أن يعيش وحيدا,دافئا في بيته وعلى فراشه خاصة,أو عند الشرفة في الصيف حيث يستمتع بضوء الشمس الساطع عند عتبة الباب أسفل إبريز نافذته الصغيرة. يشعر ببعض نسمات الهواء تداعبه مع مداعبة أشعة الشمس له.

 

مد يده يتناول زجاجة الشعير البارد,تجرع جرعتين مستمتعا بالمذاق اللاذع,استرخى أكثر في مقعده الأثير إلى قلبه,والمريح لظهره. مدد قدمه,فرد صحيفته,وقرأ في بعض صفحاتها وسطورها. تململ قليلا وتثائب,وربما سعل وبصق مرتين. نظر للسماء,رأى شهاب ساقطة. ورأى شمس ساطعة. ورأى أرنب يلعب في الحقل. ورأى ثعلب ينظر إلى الأرنب. ورأى على ظهر يده عنكبوت واقف. تأمله,ونسى نفسه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جن

[1] البحث عن المتاعب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مطعم (فول وفلافل) ذو لافتة قديمة. مطعم (كباب وكفتة) ورائحته الذكية,مطعم كشري ذو اللافتة المضاءة. متجر أغذية ومعلبات ذو درجات عالية. مطعم سمك ودخانه المعبق برائحة تتنافس مع مطعم المشويات. مطعم فطائر وبيتزا ذو الواجهة الملونة بالأشياء. الشارع عبارة عن سوق من المطاعم وبعض المتاجر. تجاوز كل هذا حتى وصل إلى حارة صغيرة على اليمين بعد تخطيه لشارع النخيل على اليسار,دخل إلى الحارة التي يكاد لا يقف ثلاثة رجال متجاورين في صف واحد داخلها,صعد السلالم ودلف إلى ردهة داخل البيوت القديمة إلى أن نزل في الشارع بالجهة الأخرى. وهو شارع لا تدخله سوى أقدام البشر,لا تستطيع أي عربة الدخول فيه لأنه ليس هناك طريق إليه سوى مجموعة من الغرف في البيوت مفتوحة صانعة عدة مداخل له. سابقا كانت هناك حارة واحدة موصلة إليه من جهة أرض خربة أمتلئت بالقمامة وصارت تحمل إسم (خرابة),ولكن تم بناء جدار ليسد المدخل ولا زالت الخرابة موجودة.

 

يقترب من السلالم,يفكر من أين يبدأ وعن ماذا يبحث,يصعد السلالم ويزداد فرحا بينما ينبض قلبه مثقلا صدره في مزيج من الخوف والسعادة كطفل يدخل لأول مرة إلى بيت الحلوى ومعه قدرا كبيرا من المال,لكنه رجل ناضج كما أنها ليست أول مرة!. ليست المرة الأولى,ولكن ربما الأولى بعد المائة,بعد الألف. أو حتى أكثر.

 

يسير الآن في طريق مبلط ومرصوف,وعلى جانبيه مكتبات ينظر إليه بائعيها على الرصيف العالي,والطريق محاط بالمكتابات في صفين بالجانبين,والبيوت في أوله وآخره. وبعض المكتبات لازالت متصلة بتلك الأبنية التي لا يسكنها إلا قلة,منهم البائعين,وباقي الغرف والشقق في الأعلى هي مقرات لندوات ثقافية أو مرسم رسام أو ما شابه من تلك الأنشطة. وبعضها شقق دعارة مستترة داخل سوق الكتب. وبعضها مكتبات فاخرة من التي تبيع كتبا عالية الثمن وجديدة بعيدا عن سوق الأزبكية بالأسفل. ودوما يرى خالد أن تلك النفائس الممزقة في الأسفل أثمن من المطبوعات الفاخرة في الأعلى. قبيل أن يمتد سيره إلى مدخل في منتصف الشارع,انحرف صاعدا السلالم ليدخل إلى ممر مظلم. وأمام أعين التجار المتحسرة لعدم إلتفات خالد لهم,تخطى كل المتاجر الكثيرة والعتيقة داخل الممر الشبيه بنفق وصولا إلى المتجر / المكتبة المطلوب في منتصف الممر على اليسار حيث يجلس صديقه وبائع الكتب المفضل لديه,البائع يعتبره أيضا صديقه والزبون الأفضل لديه.

 

-مرحبا يا أبو أحمد

-يا مرحب بالأستاذ خالد

 

تهللت أساريره وقام من كرسيه واضعا غليون النارجيلة من يده على منضدة الشاي. مد يده الأخرى يصافح يد الأستاذ واحتضنه مرحبا به في حراره,ومقبلا خده وكتفه,وقد قابل خالد ترحيبه بتبسم وانشرح له صدره وتألق وجهه.

 

بعد برهة من الوقت قضوها في الترحيب والثرثرة,وجلس الرجل القديم على مقعده القديم بعد أن أجلس ضيفه وزبونه على مقعد خشبي فاخر مزين بالنقوش ومصمم بطريقة فنية وفريدة, وهو كرسي لا يخرجه الصبي علي من المقهى إلا بأمر من صاحب المقهى لأجل الزبائن المهمة عند صاحب المكتبة. مرت دقيقتين ثم قام خالد يكاد يحرق الكتب من فرط الحماس فأخذ يسقطها بقصد أو بدون قصد باحثا ومنتقيا الكتب التي يريدها. وفي الأخير تناثرت على الأرض مجموعة من الكتب يخشى لهولها الإنس من كثرة أسماء الجن التي عنونت بها أغلفة الكتب ذات الألوان القديمة. أخذ خالد يقلب بينهم وقد أدرك أن لا شيء يعجبه,نظر لأبو أحمد فأشار إلى أحد الرفوف,فتناول خالد مجموعة من الكتب ذات الغلاف الأسود الجديد,وضعها على أرضية المكتبة الخشبية قارئا العناوين بصوت عالي,وهي ذات أغلفة وأسماء تبدوا للناظر كأنها كتب إسلامية غافلا عن ما بين صفحاتها من فخاخ شيطانية. ولا يوجد ناظر سوى ألقى بنظره أثناء مروره يبحث عن بعض كتب الطبخ ورواية رومانسية اسمها أحببت وغدا.

 

بعد نصف ساعة من تحريك الكتب من مكان إلى مكان,واختيار بعضها وإرجاع أخرى,وهو أمر يفعله خالد دائما وقد حسبه العم نعيم / أبو أحمد في معاملاته الأولية مع خالد قديما سلوكا يدل على قلة المال ولا يريد أن يشتري شيئا يتضح أن هناك ما هو أثمن منه أو يبحث عن ما هو أرخص. ثم مرت السنوات وهو لا يدرك ما بيد هذا الشاب من مال,وقد تأكد له أخيرا أنه يبحث عن ما يحتاج إلى شرائه وليس عن ما يقدر على شرائه. وفي النهاية حمل خالد العناوين بين يديه في كتب خفيفة وثقيلة,بين كتب كثيرة تناثرت منه على الأرض, وحملت الأغلفة عناوين مثل

 

-السحر الأحمر

-شمس المعارف الكبرى

-خزينة الأسرار

-منبع أصول الحكمة

-السلاسل الذهبية في الطريقة الشاذلية

-هاروت وماروت وسحر أوراق التاروت

-اللؤلؤ والمرجان في تسخير الجان

 

بالرغم من تواجد اسم مثل شمس المعارف بينهم إلا أن خالد لم يعثر على مراده في هذه الكتب.

 

المكتبة قائمة في غرفة مبنية من جدران خشبية مثل بقية مكتبات الصف على يسار ممر مظلم لا تدخله الشمس أو تقرب منه. يحتوي الممر على صفين متقابلين على طول ثلاثين مترا,أيسره صف من المكتبات المتلاصقة وأبوابها المتجاورة بمسافة ذراع واحد تفصل بين الباب الكبير ذو المصراعين لكل مكتبة وأخرى,وتدلي إلى داخلها في مساحة من 9 أمتار مربعة. أو 27 مكعبة. لو احتسب علو السقف. والجدران كلها تخرج أخشابا منها تغيظ الناظرين بمئات الألسن من الكتب مشكلة المكتبة على الرفوف المزدانة بها جدران كل غرفة. في منتصف الغرفة يقبع خالد يبحث بيديه وعينيه بين كتب السحر المستخرجة من صندوق النفائس الخاص بالعم رضا (أخو نعيم صاحب المكتبة). قال له

 

-لقد أنعمت علي بهذه الكتب يا نعيم,ولكني لا أعثر على حاجتي بينها

 

ونعيم جالس على كرسيه البلاستيكي النمطي القديم -ثلاثة أقدام مستبدلة بعصي المكانس والظهر مقسوم تم تخييطه بطريقة ما وإحدى الأذرع مفقودة- الذي يباع في أي محال يبيع الكراسي المنزلية شبه المكتبية,ودوما يتسائل خالد مع نفسه عن السبب الذي يجعله يتحمل الجلوس على الكرسي الغير مريح والذي قد يسقط بثقله في أي لحظة,مع أنه يملك مالا وفيرا من تجارة الكتب.

 

يداعب شاربه الطويل متقوسا تارة,ويربت على بطنه السمينة متكورة تارة. وأسفل قوس شاربه يتقوس خط معلنا عن ابتسامته,وعلى دهون بطنه تستريح يد خشنة الكف بما يدل على شقاء في شبابه. سأل خالد

 

-هل لديك أي منهم؟

-كلهم عندي

-ألا تخشى أن يتم لبسك

-بل أتمنى ذلك

-يا رجل ابصق من فمك

-بل أقبّلهم

-والله ستندم

-لن أفعل

-ابنتي -يا حفيظ- ملبوسة,وأنا أعلم ماذا أقول لك

-وماذا يعني,لا أرى ما يكفي من البؤس على وجهك حتى أشعر بالخوف منهم

 

فتراجع رأسه وأهتزت بطنه وهو يقرقر ويقهقه من الضحك

 

-الهاء هنا عائدة عليهم؟

-أنت تكرر الهاء مرتين كأنها مغالطة منطقية,نعم أقصد هم

-يا بني أنا الهم شيبني مرتين وأعرف ما أقول لك عنهم

-أيهما أسوأ بالنسبة لك الهَم أم الهُم؟.

-لا تسخر منهم.

-لم؟

-أنت لم ترى نصف ما رأيت

-بل رأيت أنا ضعف ما رأيت أنت

-حتى لو فرضنا ذلك,لم تلدع منهم مرتين

-أنت قلت مرتين,مصابك في بنتك والأخرى من؟

-زوجتي الله يرحمها,أحرقت نفسها

-لو كل هذا الأذى قد طالك منهم,فلماذا تبيع هذه الكتب أصلا؟

 

سكت الرجل واجما,فشعر خالد أنه جرحه بكلماته المستفزة وانزعج لذلك,رغم أن الرجل من تمادى في الحكي,فأحب أن يخفف من حدته كأنه يعتذر وخاطبه ساخرا

 

-اللي يحضر العفريت وميعرفش يصرفه,يعرف إن العفريت هيقرفه

-وأنت لا تعلم كم استحضرت منهم

-قلت لك ليس أكثر مني

-سأعطيك مثالا,هل تتخيل أن جدران هذه المكتبة مطلسمة

-تعني أن بالجدران تعاويذ وما إلى ذلك

 

قال مستمتعا

 

-نعم

 

رد عليه بابتسامة أكثر استمتاعا وتشفيا

 

-هل تعلم أنت أن الجدران لدينا في بيت العائلة بها جثث أطفال ميتة؟

 

اقشعر الرجل من الوصف والخبر

 

-والله العظيم؟

-نعم

-اتقسم بالله أنك لا تكذب؟

-والله العظيم لا أكذب

-يا نهار أسود

-قلت لك مررت بما لم تره أو حتى تسمع عنه في حياتك

-وتتكلم بشكل عادي جدا!

-أنت تعرفني

-نعم نعم,هي عادتك أم ستشتريها

 

المكتبة في النفق المظلم الذي لا يرعب سوى مجموعة من البسطاء والأغراب والهواة,لأنه معروف بمكتباته التي تتاجر في كتب السحر إلى جوار كتب الدين وكتب الشعر. حتى أن بعض الكتب مثل كتاب (السلاسل الذهبية في الطريقة الشاذلية) يصعب على الباحث وليس الهاوي التمييز إذا ما كانت كتب سحر أو تصوف إسلامي. أغلب تجار ذلك الصف من المكتبات,وهو صف يكاد يكون منعزل عن باقي المنطقة العريقة والمعروفة أحيانا باسم سوق الكتب في منطقة تقع بين المطرية والسرايا,والتي لها باع وتاريخ في تجارة الكتب, ينعزل عنهم تجار ذلك الصف ومكتباتهم,حتى في المناسبات الكبرى مثل رمضان والأعياد لا تعلق الزينة أو المصابيح. ويظل النفق مظلما كما هو. وخالد المعتاد على بائعين كتب السحر,والحافظ لخرافاتهم,صار زبونا مهما لا يجهل ولا يجهله أحد في هذه المهنة,أي بيع الكتب سواء كانت لدى البائع كتاب سحر أم لا. كما أنه معروف لدى بائعات الهوى في علية النفق بالطوابق الثانية,خاصة لثراءه وأناقته ووسامته.

 

خرج خالد من المكتبة وسار في الممر واجما مخيب الأمل في العثور على ما يريد,لما بلغ نهايته دخل إلى اليسار في طريق ضيق متفرع وفتحة مثل باب نقلته إلى المقهى في أحد البناءات القديمة من البيوت ذات الأساسات الخشبية التي لا تعلو عن طابقين. والمقهى الشهير هنا والأشبه بغرزة يقف كأحد المداخل إلى سوق الكتب. باب منه يؤدي إلى الممر أو إلى التفريعات الأخرى. والباب الآخر ينزل بدرجتين إلى حارة ضيقة متفرعة من حارة أخرى -حارة الغزالي- لا تسمح سوى بمرور المركبات الصغيرة مثل الدراجات وغيره. لا يعلم الكثير من المارين في هذه الحارة أو في الشوارع بالخارج أن هناك سورا للأزبكية ماثلا هنا. جلس خالد على مقعد خشبي وطلب قهوة باللبن. وقد أتاه الساقي بمطلبه مرحبا به. احتسى قهوته وذهب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[2] لعبة أخرى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أزاح الستار ونظر من النافذة إلى غروب الشمس مبتسما,وغروب الشمس يعنى أول الليل, ويعنى بادرة من بوادر رأسه الغريبة والمجنونة. جلس على كرسيه المريح امام المنضدة الزجاجية فى منتصف الغرفة,الغرفة خالية إلا من مكتب جوار النافذة,على سطحه حاسوب وفى أدراجه أوراق وكتب غريبة. والكرسي الذى يجلس عليه وأمامه المنضدة,وعلى يمينه تتسرب آخر أشعة الشمس من النافذة إلى كتفه ونصف وجهه,وعلى يساره باب الغرفة الذى أغلقه بالمفتاح,وخلفه تناثرت على الأرض جوار الجدار أشياء غريبة مخيفة,منها لوح ويجا, ومرآة مكسورة,ووتر مربوط بحلقة,ودمية فودو,ويد مومياء,وأوراق تاروت

 

وملائة بيضاء منقوش عليها برسومات غريبة سيتضح لاحقا أنها طلاسم وأوشام -هو اشتراها دون أن يعرف ما فيها- ومبللة بدماء ومادة زيتية هو من قام بوضعها عليها.

 

وعلى الطاولة أوراق متناثرة ومبعثرة,وجمجمة بها شمعتان نصف ذائبتان فى محجريها,وكرة بللورية,وسلة بها عصا,وثوب وقلم وورقة وكتاب أسود و…….

 

على جانب المنضدة تم وضع فنجان قهوة وكوب شاى وعلبة كولا وعلبة سجائر ومطفئة سجائر وعلبة ثقاب وزجاجة مياه وكوب مياه وزجاجة خمر من نوع بيرة وكأس زجاجى وشطائر كثيرة ومتنوعة. وعلى باقى المنضدة توزعت 9 أوراق على كل ورقة 9 سطور؛ سطران حروف,وسطران أرقام,وسطران رموز,وسطر الدم,وسطر عبارة عن خط أسود مكتوب عليه إسم الملك الشيطانى,وسطر الخاتم.

 

تناول الأوراق ووضعها على طبق حديدى وأشعلها ووضع كفه على دائرة زجاجية داخلها دائرة مختوم بالرسم فيها عقرب وثعبان,وضم كفه الأخرى على لا شيء,واخذ ينطق كلمات بسيطة لكن غير مفهومة بصوت خافت,ثم على صوته مع ترديد الكلمات:

 

-ناين لوزيانا آن راينج فشير دمى

 

والعبارة مكونة من العدد 9 وآن راينج فشير المعادل الآخر لإسم الملك الشيطانى,ولكن لم يفهم معنى دمى او لوزيانا التى يجهل معناها الخفي -يعرف أنها إسم مدينة ما واسم نوع من الأقمشة- الذي جعلها بين الكلمات.

 

-ناين لوزيانا آن راينج فشير دمى

 

نزع يده عن الدائرة الزجاجية كأن عقرب لدعه (أو ربما ثعبان) وأعاد التفكير (نعم ربما يكون الثعبان هو من قرصني).

 

وانسكب من قبضته الأخرى رماد.

 

-ناين لوزيانا آن راينج فشير دمى

 

قال لنفسه (العدد تسعة يعني تسعة من الجن يعنى تسعة إشارات).

 

وظل جالسا على مقعده وفي نفس موضعه وعلى ذات حالته دون أن يتحرك أو ربما حتى كان لا يتنفس,لمدة ساعة كاملة. ثم شعر أن كل ما يفعله هراء ولغى العمل وقام يحضر عملا آخر.

*******

وغاية الإجراءات التي اتخذها في صنعه لذلك العمل السحري هو استدعاءه لسبعة -وليس تسعة- من خدم ملوك الجن في الإسبوع,وليس الملوك الكبار بالطبع ممن يجلسن تحت عروش ملوك الجحيم السبعة. والمعروف أن أي عمل سحري ينبني على قسمين؛خادم وقاعدة.

 

الخادم متمثل في طريقة التواصل بين الإنسي والجني والإثنين خدم لبعضهما وعادة لا يكن أي طرف أي احترام للطرف الآخر. فالسحر هو عملية تدنيس للأديان السماوية إرضاءا للشيطان مقابل خدمات شيطانية إرضاءا للساحر.

 

وهناك أربعة طرق شهيرة للتواصل مع الجن.

 

الأولى هي العفن؛حيث لا يقرب الساحر ماء شهورا أو حتى سنوات,إلا ليشرب منه,يحتوي الساحر الماء في جوفه,ولا يحتوي الماء الساحر بتاتا.

 

الثانية هي الدنس؛حيث يدنس الساحر نفسه وجسده بمواد مثل البول والدم والمنى,يغتسل منها قبل أن يأكل أو يشرب أو يعمل أو ينام.

 

الثالثة والرابعة يجهلها خالد,وكلها نجسة على أي حال.

 

وأما القاعدة فهي ما اصطلح على تسميته لدى السحرة والعارفين ولدى عموم الناس بـ العمل. وفيها نص السحر المطلوب تحقيقه على الضحية. النص يصير أسمه تعويذة. وتكون شفاهية (عزيمة) أو كتابية (طلسم). وهناك عدة عوامل تؤثر في قوة النص,وتجعله أكثر فاعلية.

 

أولا كلما احتوى على كلمات ومفردات من إحدى لغات السحر السبعة,وقيل أنها العربية واللاتينية والعبرية والعمرانية القديمة و (لا يتذكر خالد البقية). أو أيا من لغات السحر التقليدية,وخاصة القديمة. الهندية واليونانية,وغيرها. والتنوع جيد. وربما لا مجال للإنجليزية هنا مع أن للإنجليز باع قديم في السحر أيضا.

 

ثانيا يقوى النص أكثر كلما ارتبط بالرموز بأنواعها,خاصة البصرية (والحرفية أيضا لكن خالد لا يركز على ذلك فيما يفعل الآن) منها,وهي تنقسم إلى عدة مجموعات,هي

 

الأشكال؛المثلث الشيطاني والدائرة السحرية والنجمة المقلوبة وغير ذلك.

 

الأضواء؛الشموع السوداء,ونار الحطب,وانعكاسات الأضواء الخافتة أو المتراقصة في المرايا .. إلخ.

 

وسقط كوب الماء وصار الماء دماء وتحولت شظايا الزجاج دودا,وابتسم (الإشارة الأولى). ثم دلف غراب من النافذة وسقط ميتا جوار قدمه,وأنفتح الباب على يساره بقوة برغم اغلاقه بالمفتاح (علامتان). وبرزت زراع مخلبية مشعرة سوداء من الجدار خلفه مع صوت مخيف أرعد جسده (اشارة اخرى). وأحدث شق فى الجدار جوار الباب يمتد من الأرض الى السقف (علامة),واشتعلت نار من العدم امامه (اشارة اخرى),وخرج دخان من بين اصابعه وكفه اليسرى (الإشارة السابعة),ولمح بطرف عينه خيال شخص يقف على الباب ينظر إليه,وما ان إلتفت إليه حتى اختفى الجسد الأسود كأنه لم يكن.

(تبقت علامة) مرت دقئق لم يحدث فيها شئ حتى تسائل فى نفسه : (ما العلامة المتبقية؟) ثم لفظ آه التوجع من فمه حين شعر بطعنة اخترقت ظهره,صاح متأوها بالمزيد من الألم وقام واقفا وتحسس ظهره فإذا بدماء على يديه,ودماء تسيل من فمه وانفه والنزيف يتزايد اثر الطعنة الخفية فى ظهره,فأغرق الدم قميصه ورقبته,وترنح واستند على المنضدة فأسقطها,فتراجع للخلف باعدا الكرسى ومالبث ان سقط مغشيا عليه,وكانت الطعنة هى العلامة التاسعة.

*******

هدير محرك سيارة تتوقف,ثم صوت باب الشقة يفتح,وخطوات أقدام تقترب,وصوت أنثوى يصرخ

 

-خالد…

 

كانت تلك الصيحة المذعورة من ثريا زوجة خالد,لما رأته ملقى فى منتصف الغرفة غارقا فى بركة من الدماء,طوقت رأسه بحنان يغلفه الذعر,فتح عينيه مبتسما ونظر لوجهها الحلو وعيناها القلقتان,بعثرت مافى حقيبتها وتناولت هاتفها واخذت تضغط ارقاما

 

-لا,انا بخير

 

ثم أسند ذراعا على كتفها

 

-قفي بى

 

أسندته ليقف,فقام بخلع قميصه ثم نزع الفانلة الرمادية المصبوغة ببقع دامية,وانكشف ظهره الملطخ بالدماء

 

صرخت

 

-آه عزيزى

-احضرى لى زجاجة مياه باردة حبيبتى ومنشفة معها

 

فذهبت واستغربت أنه يتحدث باعتيادية,وعادت ومعها ما طلب وعدة الإسعافات الأولية, تناول منها الزجاجة وصب على ظهره واخذت هى تدلكه بالمنشفة حتى مسحت الدماء عنه,فلم تجد إلا أثر طعنة يمين العمود الفقرى فى المنتصف إلى الأسفل قليلا,جرح من الواضح انه التئم منذ زمن. (من اين كل هذه الدماء؟) هكذا تساءلت

 

-لاخالد,لاتقل انها لعبة خبيثة لخداعى أو اللهو بى

– ماذا ترين

-جرحا,جرحا قديما,يبدوا أنه ضربة سكين او خنجر .. هل قمت بفتحه ثانية؟

-هو لم يكن أصلا .. انا لا اخدعك,هل تذكرى أن بظهرى جرحا سوى الضربة اسفل كتفى الأيمن.

-حتى أمس كان جرحا واحدا,الآن جرحان!!.

-لاتجزعى

 

قالها ودفع بها للخارج,ثم اغلق باب الغرفة

 

-انا لا اشعر بأى ألم

 

ثم اتجه للحمام

 

– ساستحم,اعدى الطعام والقهوة

 

وقفت فى الصالة تنظر للباب الذي أغلق ليغيب خلفه زوجها ولم يغب عن مخيلتها صورة ظهر خالد العارى والحيرة لا تفارقها.

 

لم يحتضن خالد زوجته هذه الليلة وأعطى كل منهم ظهره للآخر,وقبل أن يغيب عقل خالد فى ظلمات النوم,لم يغب عن باله ماحدث معه فى غرفته,واستقرت فى رأسه فكرة واحدة

(لقد حضروا)

وابتسم.

*******

وقف هذا العامل وهو خائف من خالد كثيرا,وذلك بسب بشرته البيضاء كشرير من أفلام الرعب بالذات الأبيض والأسود. صفحة وجهه ذات الملامح الجميلة والمقيتة,خاصة والساعة اصبحت الثانية بعد منتصف الليل,وما عُرف عن خالد من غموض وغرابة الأطوار وغير ذلك من الصفات الشاذة إجتماعيا. إن ضحكه الكثير الذى يُحكى عنه,ليس إلا ليطمس حقيقة شخصيته العنيفة والمخيفة. خالد يهوى اللعب,هو طفل كبير لديه القدرة لتحقيق ألعابه الطفولية ذات النتائج الكارثية باستخدام علاقاته الواسعة. وأكبر لعبة يعشقها خالد هي لعبة الموت,ولكنه مل منها كثيرا. الموت له مظاهر عديدة وهو متواجد في أماكن كثيرة,وقد بحث عنه خالد في كل مكان. خالد المعروف بتبرعاته السخية على مستشفى سرطان الأطفال فقط ليرى الأطفال يموتون بأشد الطرق إيلاما. يستمتع بألمهم بالرغم من أنه يتألم لذلك. خالد المعروف أيضا بمشاركتة في حرب الغروب (أو معركة الغروب فهي لم ترقى إلى تسميتها حربا ولكن يمكن إعتبارها كذلك) التي جرت أحداثها في الصعيد. وقد سميت بذلك الإسم لأنها بدأت في وقت الإفطار في أول أمسية من شهر رمضان,واستمرت حتى مجلس الصلح في إفطار رمضان التالي,وأثناء أحداثها كانت تسمى بالحرب الرمضانية. اندلعت وقت الغروب وخمدت وقت الغروب,في رمضان!.

 

كل هذه الحرب لم تكن بالنسبة لخالد سوى لعبة أخرى…….

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[3] المزيد من الأفكار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رحلة مصيف في غير موعدها ذهبت بهم إلى الأسكندرية في فصل الشتاء,وبينما عائلته تنام في غرفة دافئة بإحدى الفنادق الفاخرة يقضي خالد ليلته في عمارة الإسكندرية المعروفة بسكون الأشباح والعفاريت داخلها.

 

عمارة رشدي واحدة من العقارات القليلة التي حظيت بإعتراف رسمي من قبل الحكومة المصرية بكونها مبنى مسكون بأصحاب التعبيرات المخيفة التي يشار دوما إليهم بواحدة منها؛الـ (بسم الله الرحمن الرحيم) أو الـ (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) أو الـ (اللهم ما أحفظنا منهم). إما بسملة أو إستعاذة أو دعاء. رغم أن هناك إسم أكثر جرأة -وربما هزلية- يطلق عليها وهو عمارة العفاريت.

 

قامت الحكومة بعمل الإجراءات اللازمة لمنع أي مشاغبين من الدخول للعمارة وتمثلت تلك الإجراءات في قضبان حديدية على النوافذ وجدار من الطوب مكان الباب. وكان ذلك قرارا من الحكومة بمنع أي أحد من الدخول للعمارة,لا للسكن ولا للزيارة. وقام خالد بواسطة نفوذه بإلغاء قرار الحكومة وتنفيذ قرار التجديد الصادر منه هو خلال إسبوع واحد تم فيه تجديد العمارة بناء على أوامر منه. وتمثل هذا التجديد بشكل أساسي في تحويل واجهة العمارة. ولقد اقترح عليه أحد أن يبنى مسجدا في الطابق الأرضي لكنه رفض الاقتراح تماما (قيل أن هناك من صنعوا زاوية بالفعل). وبات خالد ليلته في إحدى شقق العمارة شاعرا بالأمان وسط السكان الجداد من البشر بعد أن اغتبط لأنه طرد سكانها القدامى من الجن كما فعل آدم قديما بمقدمه إلى الأرض وطرد الجن منها إلى جحورهم وكهوفهم.

*******

سمع عن قصر الزمالك وتحير في الاختيار بينه وبين فيلا أبو عوف,وفي النهاية وقع اختياره على الخيار الأخير متسائلا عن سرّ صحبة الجن للمشاهير من نجوم التمثيل والغناء. عمارة رشدي واقترانها باسم رشدي أباظة,وشقة ذكرى واقترانها باسم المغنية ذكرى,وفيلا شيكوريل واقترانها باسم عزت أبو عوف. خمن أن الأخير تخلى عن سنوات من عمره من أجل جمال أخته في صفقة سوداوية مع الشيطان. تحولت الممثلة مها أبو عوف من شابة ذات تقاطيع وجه ينفر المرء من رؤيتها إلى سيدة فاتنة تزوغ العين لمرآها رغم كبر سنها. استوت هذه التقاطيع واتسقت وتناسقت ونضج جمالها في سنوات متأخرة من عمرها بعد أن بلغت الستين. وبعد أن صارت ما صارت عليه من جمال مات أخيها. ومع انتقال عزت إلى القبر انتقلت هي إلى مجاورة صفوة الجميلات المصرية ذوات الأعمار الستينية؛يسرا وسوسن بدر وفيفي عبده وميرفت أمين وسعاد حسني وغيرهن ممن يزددن جمالا مع مرور الزمن.

*******

قرية إخنيت الواقعة أسفل الجبل بالقرب من مركز بني حرب,حيث يزعم الناس هناك بوجود العنقاء. ويحكى عن تلك الليلة المشؤومة.

 

خرج الرجال وقد تبينوا صراخ النساء والأطفال,نظروا للسماء فرؤوها أمتلأت بطيور من نار,والقرية صارت قطعة من الجحيم. وكانت السماء احترقت وقيل أن الطيور لم تكن إلا هلاوس جماعية.

 

بيوت محترقة ونساء صارخة ورجال مذعورة وطيور نارية,تسقط الطيور أعلي البيوت فتحرقها وأشعلت النيران في الأراضي,في البيوت الصغيرة والكبيرة وما بينهم,وأحرقت الزرع والبهائم,وبعض البشر,وأخذت الضوضاء تعم الوجود وصوت سقوط الطيور كالقذائف,وصوت إضطرام النيران وطقطقتها والفرقعة التي تأتي منها,وصوت صراخ النساء وبكاء الأطفال وزعيق الرجال وصيحاتهم,وطلقات السلاح؛من المدافع الآلية إلي المسدسات والخرطوش والبنادق ومختلف الأسلحة النارية التي أنطلقت لعنان السماء,وأقدام الجارين والمتلوين هنا وهناك,زاد علي الأمر غبار وتراب وضوء النار وبرق من السماء وليل الصيف وحرّ الشتاء. وبدا كأن الجحيم نزل عليهم من السماء.

 

وفجأة .. هدأ الأمر تماما وعم السكون بعد أن دمرت القرية وخربت وصارت أغلب بيوتها أنقاضا تحتها جثثا مختلطة لحمها الحيواني بالإنساني. وكفعل السحر لم ينتبه للقرية أحد من القري المجاورة ولا من القوي الأمنية غير عالمين أن في الأمر يدا للجان,وحتى أن كل من بعث أو ذهب يستحضر النجدة لم يعد. والبقية عجزوا عن الخروج. وكأن حصارا أقيم على القرية وأهاليها.

 

وفي العشاء صلي الناس كثيرا,ثم أقيمت الخيام للنساء وفرشت الحصائر للرجال,وأخذوا يتلون القرآن,حتى صار أغلبهم نيام,وحدث فجأة كبقية الأحداث,أنشق في الماء خط نار رأسه جبار,وهلاكه فوار,أذاقهم من كأس المرار,رغم أن الهم من مصابهم يبكي الرجل وينهار,وتنفذ له دموع البحار.

 

أخذ الخط يطول ثم يميل عند منزل حتى تفجرت الأرض موضع سقوطه,وأستيقظ النائمون وعلي لسانهم القرآن يتلون,وصراخ غير بشري يسمعون,وإلي السماء (القارم) أخذوا ينظرون,طيرا كما في الأساطير يحكون,كان يهتاج ويثور,شبيها بالنسور,ولكن أحمر تشتعل من ريشه النار,تخرج وتعلوا كالفيضان (نافورة مياه) وتنتشر كالدخان,وتجمع حوله الشيوخ والآئمة وتلوا قرآنا حتى أحرقوه,ثم وبعد عذاب اطمئنوا أنهم أسكتوه.

 

وصار رمادا.

 

وتعالي التهليل والتكبير ولكن صدموا حين رأوه يخرج من الرماد متفحما وفرد جناحيه مشتعلا عائدا من جديد. ولكن لم يتوقف تلاوة القرآن حتى سكت نهائيا وأرتاح الناس من من بعثه الشيطان,إلا أن نصرهم عليه الرحمن.

*******

لم يمت من الرصاصة .. إستيقظ شبه نائم ليجد نفسه علي لوح رخامي بارد,عاري الجسد تتحسس صدره أيادي ناعمة بينما هو ممدد علي ظهره وتنبعث رائحة ما في أنفه,ونام ثانية ليفتح عينه علي غرفة صخرية جدرانها خشنة,أرضها ناعمة,سقفها عالي,مضاءة بضوء أزرق صافي ينبعث من كرة زرقاء معلقة في هواء الغرفة,تحسس صدره فوجد عليه قميصه الأسود,نظر لبنطاله الأسود وعرف أنه الآن مرتدي ملابسه.

 

ومن المدخل رآها تنظر له .. دليلة؛بدلالها وأنوثتها وميوعتها كما لم يري في امرأة من قبل,أبتسمت وأقتربت بجمالها الجذاب ورائحتها الخبيثة الأخاذة وتلك البسمة الرائعة,وسواد ثوبها وشعرها الطويل وسمار بشرتها وحلاوة وجهها وعنقها الطويل وسحرها الجبّار.

 

كان ممدا علي جلود حيوانية مستندا إلى جدار الكهف ورأي قريبا منه اللوح الرخامي,فقام يجلس عليه ودليلة زادت إبتسامتها ولمعت عينيها الزرقاوين,أم بنيتين,فقال

 

-دليلة

-خالد

-أنا لست حبيبك

-بل حبيبي وزوجي

-ماذا تريدي؟

-أريدك لي

-لن أقبل!

-لن تقدر علي مقاومة سحري أو التصدي لشري

-أتحداك أن تغلبيني

 

فقامت عليه فصدها,حاولت معه مرة تلو أخرى وتمنع هو,فغلبها,ولما لم تستطع عليه وتعبت,جلست بالقرب منه. ولم يكن صده لها لتقواه أو مخافة الله,ولكن لغرض في قلبه ومكر في عقله,وسرّ في باطنه لعقليته الشريرة ونفسه الخبيثة.

 

تربعت أمامه,فقال

 

-والآن هل لي أن أسألك؟

-سل ما شئت!

-إسم زوجك البئر .. لما هذه التسمية؟

-لأنه عميق مثل البئر

-نعم!

-هو هكذا

-يمكن

-لا,بل أكيد .. هو يغلب الجميع

-وكل له من يغلبه …

-أنت تعلم سرّ ليس عند الكثير

-لأني مميز

-ذلك حق

-أين مسدسي وخنجري

-تحت فراشك

-أنت من داويتني علي اللوح الرخامي

-نعم

-أين نحن

-هذا العنوان

-أهذا عنوان

-نعم

-لكن,نحن لسنا في مدفن ولا في قبر,بل كهف

-هذا بيت صديق ة

-ونعم الصداقة

 

وقامت ونظرت له تمد يدها,نظر لها فقالت

 

-ألن ترحل؟

-أليس من المفترض أن تقتليني (قالها بسخرية معتادة منه في هذه الجلسة).

 

فأبتسمت وأبتسم معها,وقام يشد علي يدها وتناول سلاحه

 

-لي سؤال

 

فزادت إبتسامتها

 

-وأين بيت زوجك؟

-البئر

-جوار المقبرة؟

-نعم

-لكن أنت في قبر وهو في بئر,يبدوا أن بينكما خلاف ما!

-لا

-إذن؟

-كف عن أسئلتك

 

مشيا حتى وصلا لحافة الصحراء,حافة قعرها ظلام لا قاع له,وهلاك لا مفر منه,وخفتت النيران التي اشتعلت دون أن يدري خلفه

 

ورأى تلك الأشياء واقفة خلفهم,ونظر لها فقالت

 

-أقفز تجد نفسك في بيتك (علي فراشك في بيتك)

-أقول لك؟

-ماذا؟

-أنا أعلم شيئا عن الجن

-وبعد؟

-أنك في حالة تجسد الآن,أنت في صورة بشرية

-هذا واضح (دون أن تلتفت فقد أولت له ظهرها). وبعد؟

-أنك بجسدك البشري هذا يمكن أذيتك

-وبعد؟

-هل ستكفي عني؟

نظرت له

-لن أدعك إلا وقد وقعت في حبي متأثرا بسحري

 

ثم أولت ظهرها له

 

-الآن عد لبيتك

-دليلة

-نعم

-إنظري لي

 

إلتفتت له مرة أخرى

 

وطارت رصاصة تجاه عينها اليمنى

*******

وجد خالد نفسه في غرفة ما,لكن ليست غريبة عليه,اعتدل يمد ساقه ويضع يدا علي رأسه ساندا كوعه علي فخذه ناظرا لساعته,كانت الغرفة مضاءة,ونظر بطرف عينه ليجد شيئا جوار الباب بجانب الحائط. دعك عينه اليسري فتيقن مما يري وتبين ما يري,ذلك الشيء هو تجسيد للشيطان كما رسمه الرسامون؛بشرة حمراء,وأنف طويل,وأسنان مدببة,وقرنان سوداوان يخرجان من مقدمة رأسه,بطول أذنيه المدببتان,وذيل طويل ينتهي بسهم,كان طوله مترا وذيله بنفس طوله,وله عينان حمراوان تتوسط كل واحدة حدقة خضراء اللون. أصلع,ولكن يخرج شعر من مؤخرة عنقه يصل حتى مؤخرة ظهره,يخرج جناحان قصيران من ظهره,جسده نحيف ولكن بطنه ممتلئة. وكان ينقصه حربة ثلاثية ليصبح شيطانا فعليا كما في الخيال.

 

-أين حربتك؟

-لا أحتاج لسلاحي حاليا,معي حربة ورمح,تركتهم في المنزل

-من أنت؟

-أنا زوبعة

 

بالكاد أمسك نفسه من الضحك

 

-عاشت الأسامي,أنت جني؟

-أتسخر مني؟

-ألست جنيا

-لا تنطقها خالية .. أنا عفريت,عفريت من الجن,لا جني فحسب

-أجدع ناس

-إياك والسخرية

-ماذا تريد؟

-قتلك

-حسنا,ولماذا لم تفعل

-أنا من نسل رجل عرف العوّ وصحبه

-عوّ! حصلنا الرعب .. وماذا في ذلك؟

-ماذا؟

-ماذا؟

-ما اللذي تقول؟

-ماذا,ألن تقتلني؟

-لا أقتلك إلا والخوف في عينيك

-لا لا ,والنبي اقتلني .. هيا افعل

-ماذا تقول؟

-وماذا بعد؟

-سأزرع الخوف في قلبك

-رأيت ما هو أسوأ

-أنت تسخر مني!

-نعم,

-أنت شجاع .. جرأتك تغطي علي خوفك

-قلت وقاحتي

-لا أري الخوف في وجهك!

-لأنك لا تخيف طفلا

-سأقتلك شرّ قتلة

-لا لن تفعل

-…..

-والآن أشتعل وتلاشي أو أخرج من الباب,أختر الطريقة التي تناسبك واختفي من أمامي.

فأشتعلت نيران غضبه فعلا وأبتلعته.

*******

في صالون الشقة بينما تهب نسمات الليل من الشرفة الملحقة به,ظهر ما بدا أنه ظل رجل,جلس علي الأريكة بأريحية تامة.

ثم خرج الصوت منه وقورا هادئا,ومألوف

 

-تعال خالد وأجلس معي..كنت أنتظرك …….

-؟؟!

*******

السلعوة تلتهم سبعة رجال في أسوان ودب الرعب في قلوب الأهالي هناك.

*******

حارة معرفش إيه ظهر فيه هي الأخرى غول ما.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[4] مجرد أحلام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لوزيانا التى هى إسم بلد في أمريكا وإسم خامة قماشية ولا يعلم إن كان لها معنى خفيا جعلها بين الكلمات. تساءل في اللحظات البينية التي تأتيه على فراشه بين النوم واليقظة عن سرّ تواجد هذه الكلمات في التعويذة التي قرئها أمس.

 

وغير الأفكار التي شوشت ذهنه وأرقت مضجعه,قطع نومه زيارتين,الأولى كانت ناس من الجن.

 

-جماعات بنت جنية

-نعم صحيح

 

أزاح جسده جانبا ليفتح الباب أكثر سامحا لهم بالدخول,جلس أكبرهم وأطولهم وسمح للبقية بالجلوس وروى له قصة أخطرهم.

 

الرجل ذو الأيادي القذرة

 

خرج الزوج وقد عزم المبيت فى العمل لإنتظار شحنة ستأتى بعد منتصف الليل وعليه إستلامها,وترك زوجته وحيدة فى المنزل وقد نصحها أن تذهب  للمبيت عند أسرته الليلة,والزوج هو خالد والزوجة هى ثريا,وقد رفضت إقتراحه آثرت البقاء فى بيتها.

رحل خالد فى الساعة الثامنة وبعد أن ودعته ثريا وقبّلته أعدت إفطارا وأكلت ثم أخذت تغسل بعض الصحون الوسخه,نظرا لدمائها الريفية,وحين فرغت دق جرس هاتف المنزل

-الو

-أنا الرجل ذو الآيادى القذرة..سآتى الساعة التاسعة

َواُغلق الخط من الجهة الأخرى ,كان الصوت لرجل غامض,وأى رجل,لقد أرعد الصوت جسدها وأرجف قلبها وهزّ أعماقها,صوت أسود مخيف عميق لرجل لايمزح ولا يبدوا أنه يهاب شيئا,كل هذا من الصوت فحسب فماذا عن الرجل نفسه,كانت الساعة التاسعة صباحا(إذن هو يقصد التاسعة مساءاً)إشتد عليها القلق لساعة ثم دق الجرس مرة ثانية,أمسكت السماعة بيد مرتعشة:

-الو

-أنا الرجل ذو الآيادى القذرة..سآتى الساعة التاسعة

أرتمت على الكرسى(ياويلتى من هذا ياترى؟)اكنها تماسكت وأخذت تقرأ فى الجرائد علها تخفف من خوفها,وما هى إلا ساعة حتى دق جرس الهاتف مرة

أخرى

-الو

-أنا الرجل ذو الآيادى القذرة..سآتى الساعة التاسعة

ومازال صوته مخيفا,لكنها بدلت الخوف بالغضب,وأخذت تلتهم نفسها ساعة ودق الجرس

-انت حقير وقذر

-أنا الرجل ذو الآيادى القذرة..سآتى الساعة التاسعة

-انت أبن…….

وأنهالت عليه بالسباب الريفى وقاذورات الترعة,ولكنه كان قد اغلق الهاتف فى صمت مخيف, فأنهارت تبكىعلى الأريكة,ثم أخذت تفكر فى من قد يلعب بأعصابها بهذه القسوة,قد يكون زوجهاولعبة من العابه الخبيثة,وتذكرت حادث امس والدماء التى قد تكون مزيفة,ولكن ماسرّ الجرح الذى ظهر فجأة,ولكن لا..الصوت لا يمكن أن يكون لخالد ولا لياسر أخوه,ولكن من الذى يتلاعب بها..الحقيقة أن الصوت لرجل يبدوا سفاحا..مجنونا..من نبرته وفظاعة صوته,فهل تتصل بالشرطة,أم تتصل بزوجها,ام تتصل بأباها,أم ماذا؟(آه ياربى)وبكت ودق الجرس فلم تبالى به, ولكنه أستمر فى إلحاح مخيف فلم تقاوم وقبضت على السماعة بيد مرتعشة,ولم تضعها على أذنها بل أخذت تحدق فيها

-أنا الرجل ذو الآيادى القذرة..سآتى الساعة التاسعة

والساعة الآن الواحدة بعد الظهر,مرت نصف ساعة والآن هى جالسة على الأريكة تحدق فى الهاتف مرتجفة,بينما مدام نور جارتها وصديقتها -التى أحضرتها لتجلس معها- تتطمئنها مبتسمة

-لاتخافى,ذلك ليس قاتلا ولا إرهابيا,هو فقط مشاغب ثقيل

-لا,حين تسمعى الصوت لن تقولى ذلك

– لوأعرف أن كل ما فى الأمرهو معاكسة هاتفية,مأتعبت نفسى وجئت هنا

-اصمتى وسترى

ومرّ من الوقت قليل,ثم دق جرس الهاتف, قامت نور ضاحكة قائلة:

– كل ما عليكِ فعله,هو أن ترفعى السماعة ثم تصفقيها بقوة

ورفعت السماعة,لكنها تجمدت بينما الصوت يتكلم:

-أنا الرجل ذو الآيادى القذرة..سآتى الساعة التاسعة

واُغلق الخط وتسمرت نور مكانها,وكانت تود أن تقول شيئا,لكن شفتاها أرتعشتاولُجم لسانها,وسقطت السماعة من يدها,نظرت ثريا لهاوقالت ببراءة:

-قلت لكِ

-الصوت بشع

– فظيع

– من الأفضل أن تتركى السماعة هكذا

– ولكنك ستظلى معى قليلا حتى يزول خوفى

-حسنا لامشكلة

وجلسا معا امام التلفاز يشاهدان صامتين مسرحية كوميدية,عللها تضحكهما قليلا,حتى دق جرس الهاتف بعد ساعة بالضبط من المكالمة التى سبقتها, نظرت المرأتان بذعر للهاتف وسمعا الصوت يتكلم:

-أنا الرجل ذو الآيادى القذرة..سآتى الساعة التاسعة

أخذت ثريا تتمتم:

-أمر لايصدق,أمر غير معقول,هناك خدعة ما

بينما قامت نور وسحبت سلك الهاتف من موضعه

– هذا سيوضح الأمور أكثر

وأُغلق التلفاز وأنتظرت المرأتان فى صمت,مرت ساعة ودق الجرس,فأرتعدت ثريا ونظرت نور غير مصدقة

-أنا الرجل ذو الآيادى القذرة..سآتى الساعة التاسعة

أخذت ثريا ترتجف,بينما أجرت نور مكالمة هاتفية

-الو عاطف..آسفة على إيقاظك..هلاتكرمت وجئتنى فى بيت ثريا زوجة خالد صديقك,البيت جوار البيت فلا تتكاسل..أرجوك,ستعلم حين تأتى..شكرا عزيزى

 

أخذ ينظر لها بلوم وغضب

-أيقظتينى من أجل معاكسة هاتفية,لاأصدق

-كف عن الثرثرة..أخبرتك عشر مرات أنها أكثر من مجرد معاكسة

– كفى انا راحل.

نظرت لساعتها وقالت تستبقيه:

-تبقى عشر دقائق

-لاأصدق أيضا هذا الكلام عن أنه يتصل كل ساعة بالضبط

-إنتظر وسترى

ودق جرس الهاتف,ونظر الثلاثة له,أبتسمت نور وقالت لزوجها:

– لماذا لا ترد؟

– قد يكون زوجها

-إرفع السماعة واستمع

وفعل

-أنا الرجل ذو الآيادى القذرة..سآتى الساعة التاسعة

وأرتجف ونظر للهاتف فرأى السلك المخلوع,فأتسعت عيناه,نظر لنور وثريا,فأشارا ما يعنى أنهما يعلمان ذلك,أخرج هاتفه الجوّال وضغط أزرارا وأنتظر.

-الو..عماد صابر معك

– بل قل الرائد عماد

-لا أفعل ذلك مع أصدقائى..أهلاا عاطف كيف حالك

– بخير..أريدك أن تأتى لمنزلى..لابل منزل خالد جوار منزلى..خالد صديقى ..أنت تعرفه..جيد

-لماذا

-أتوقع هجوما مميتا

-إذن سأحضر قوة كاملة معى

-لا..فتوقعى مبنى على ظن..والمهاجم قد يكون فردا واحدا

-إذن آتى وحدى

-لا..فهويبدوا خطيرا..تعال ومعك جنديان ولاتتأخر.

وكانت نور تجرى مكالمة ايضا

-الو..عم حسن,انا مدام,نور اصعد لى فى منزل الأستاذ خالد أنت وعم عادل واحضر شابا معك..نعم هناك مشكلة مع رجل خطير,شكرا,بسرعة

والآن الساعة فى يد نور السادسة إلا بضعة دقائق,كانت الشقة قد أمتلئت بالمنتظرين؛حيث تجلس نور تحتضن ثرياعلى الأريكة,بينما عم حسن وعم عادل جلوس جوار الحائط بجانب الباب ممسكين عصاهم الغليظة,امامهم يقف ثلاثة شباب,احدهم اسمه اسامة جاء معه اخوه الصغيرعلى,بينما يقف الرائد عماد بالملابس الرسمية ومعه ضابط آخر بالملابس العادية وثلاثة عساكر واخيرا عاطف.

تبقت دقيقتان والكل ينظر للهاتف,الكل يشعر أن فى الأمر خدعة,ودق جرس الهاتف

-الو..من معى؟

هذه من عماد الذى اعتصرسماعة الهاتف محدقا إلى سلكه النزوع غير مصدق

-أنا الرجل ذو الآيادى القذرة..سآتى الساعة التاسعة

ارتجف جسده وعلم ماينتظره,نظر له عاطف وقال:

-كما قلت لك هو يستخدم شيئا يجعله قادرا على الإتصال حتى لو احرقنا شركة الهاتف نفسها,ويتصل بإنتظام كل ساعة,هذا غيرالصوت القوى العميق المخيف.

والساعة السابعة

والساعة الثامنة

وفى الساعة التاسعة إلا خمس دقائق,دق جرس هاتف ثريا الجوال,أمسكت به بيد مرتعشة وجسد يرتجف,نظرت لشاشته التى صارت حمراء تماما,

ثم نظرت لنور وقالت:

-المفترض أنه مغلق

-يجب أن تردى قد لايكون هو

دمعت عيناها وازدادت رعشة يدها,وضعت الهاتف على أذنهاوابتلعت ريقها

-الو..من حضرتك

-أنا الرجل ذو الآيادى القذرة..سآتى الساعة التاسعة

وسقط الهاتف من يدها,وأنطفئت الشاشة

-صوت بعيد..بعيد ومخيف..آه ياربى..أين خالد

-لاتخافى سيدتى..لن يمسك أحد

وفى التاسعة باضبط دق جرس الباب وجرس الهاتف معا,ونظرالجميع بحيرة مابين الهاتف والباب,ثم جاء الصوتالمخيف من الهاتف دون أن ترفع السماعة:

-أنا الرجل ذو الآيادى القذرة..إفتحوا الباب او كسرته

-اعوذ بالله من الشيطان الرجيم-اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

-لاأصدق ولن أصدق

تلك كانت من الرائد الذى اطلق رصاصة فجرت الهاتف,ثم وقف خلف الباب متحفزا,ودوت الطرقات عنيفة على الباب,أحتضنت نور ثريا التى أخذت ترتجف بشدة,وتشوش الجميع وأتبكوا ثم تحفزوا وتوجسوا,الجميع يقف خلف الباب,الجميع خائف,لكن الجميع مستعد للفتك بمن يقف خلف الباب,أستعد عم حسن وعم عادل بعصاهم الثقيلة,رفع عماد والضابط الآخر مسدساتهم تجاه الباب,بينما صوب الجنود بنادقهم الآلية,وكذلك أسامة رفع فرد خرطوش أخرجه من تحت ثيابه,حتى على فتح مطواته وعاطف أحضر سكينا كبيرا من المطبخ,بل وتحسس عم حسن بيده اليمنى الطبنجة الموضوعة داخل صدر جلبابه بينما يمسك عصاه باليد اليسرى

-من يفتح الباب

قالها الرائد عماد,فدوت طرقة أخيرة على الباب ثم هوى الباب من أضلاعه,

وكادوا يفتكون بمن خلف الباب,لولا أنه لاأحد خلف الباب,خرج الجميع ونزل عماد وعاطف للشارع ومعهم جنديان واسامة,بينما صعد الباقى إلى السطح,ثم ألتقوا امام الشقة,لاأحد فوق لاأحد تحت.

ونور تحضر كوب ماء من المطبخ بينما ثريا تحدق فى ورقة أخذت تتراقص وتتقلب امامها فى الهواء حتى استقرت فى يدها,نظرت ذاهلة للمكتوب

-أنا الرجل ذو الآيادى القذرة..وأنت لى

قامت ثريا بينما الورقة تحترق بين أناملها,ونادت بصوت ضعيف:

-خالد-حبيبى

ودارت الدنيا بها وما لبثت أن وقعت مغشيا عليها.

 

-لا هنا شخص أخطر منه

-نعم تقصد بالطبع حالك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[5] زائرة الليل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشاحنة تجرى على الطريق الأسفلتى المظلم ولايوجد غيرها,لا سيارات ولا شاحنات ولا بشر,وعم عطية السائق يدخن ويحدق فى الطريق مقاوما نعاسا شديدا أثقل جفنيه. الشاحنة تحمل حاوية بها أجهزة كهربية متنوعة جائت من ألمانيا لشركة (باك) للإستيراد والتصدير.

 

عم عطية رجل ذو ملامح طيبة سمراء ووجه نحيل,لايفكر سوى فى ثلاثة أشياء؛قيادة الشاحنة,وتأدية الفريضة,وعائلته الصغيرة المكونة من زوجته وأولاده فى سوهاج. بجواره يجلس محمد العمدة (لقب) وهو رجل ممتلئ كبير البطن,جسده مزيج من العضلات والشحوم,ويغطى رأسه بقطعة جلدية يسميها طاقية. أخذ يدخن شاردا يتابع بنظراته الطريق ثم عم عطية الذى يغالب النوم ويغالبه,وتثائب محمد فتثائب عم عطية فى نعاس وخمول اجتاحا جسده,عيناه نصف مفتوحة نصف مغلقة,ثم بدأ يذوب فى النوم رويدا رويدا

 

-حذار ياعم عطية

 

وخرجت الصيحة من محمد,وطار النوم من عينى عم عطية. فى منتصف الطريق وقف ظل على مد البصر امام الشاحنة, وبدأ العم عطية يوقف الشاحنة,وذلك لا يحدث في ثانية,فأخذت سرعتها تقل تدريجيا حتى توقفت تماما أمام الظل الذي ظل ظلا,فلا يبين منه جسدا أو لونا.

وقف الظل أمام الشاحنة ولم يحرك ساكنا,وليس بينه وبين العربة سوى بضعة بوصات. أخذ الرجل داخل قمرة القيادة وهم غير مصدقان يحدقان بعينيهما في الجاثم أمامهم.

بالفعل كان ظلا وليس شخصا,ظل من ظلال الليل,شيئا طويلا زاد بطوله عن إرتفاع الشاحنة,فكان عطية يرفع وجهه ويفغر فاهه,بينما العمدة يتفحص ذلك الشيء الذى أتاهم من قلب الليل,كان ينظر إليهم بعينين سوداوين بلاحدقة ولاقرنية,لارموش ولاحواجب,لا شيء سوى ملامح مخيفة,وجه أبيض كالثلج وشعر أسود كالليل,وجه يشبه البشر (فم وأنف وعينان). ولكن قالب أبيض في ثوب أسود,ابتسامة شيطانية وعيون سوداوية,شعر طويل يصل للخصر,يرتدى ثوبا أسود يناسب طوله,يخرج منه كمان طويلان يتدلان للأرض ويزحفان خلفه لعدة امتار,ويظهر من فراغ الكمان أن ذلك الشيء بلا ذراعان,وما بين سواد ثوبه وشعره وعينيه,لا يظهر من جسده سوى وجهه البارد القاسى.

*******

جلس خالد فى مكتبه على الأريكة المريحة أمام منضدة زجاجية من نفس نوع تلك التى فى غرفته فى المنزل,يجلس وحيدا فى الإضائة الخافتة المنبعثة من مصباح واحد على الجدار خلف الأريكة,ضوء أصفر خافت,لايضئ سوى بقعة ضئيلة تحتوى خالد -عدا وجهه الذي بقى في الظل- والمنضدة التى أمامه,ويجعل باقى الغرفة تغوص فى ظلام يولد ظلالا. حتى أن عصام السكرتير يخاف أن يدخل على خالد حتى لا يرى وجهه المطموس الملامح فى الظلال كشبح رمادى ميت من خمسين عام,هذا الانطباع يتولد للناظر إليه في ظل هذه الظروف بسبب بشرته البيضاء كالثلج. والظروف الآن مكانيا هي غرفته المكتبية المظلمة في أغلب الأوقات ليلا أو نهارا,وزمنيا الساعة تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل. وقد عرف عصام عن خالد من غموض وغرابة الأطوار وغيره من الشائعات ما يمنه من الدخول عليه الآن وفي هذا المكان من مبنى الشركة المسمى غرفته. وقد تفهم خالد ذلك باستمتاع غريب.

 

 

 

من خلف خالد ظهر رجل من العدم,يرتدى بدلة سوداء وله بشرة رمادية,شعر اسود ناعم,عينان سوداوان مثل اظافره الطويلة,كان يقف اسفل المصباح,اقترب ومد يديه المخلبيتين من عنق خالد الذى كان يحدق فى الظلام امامه,فُتح الباب ودخل رجل,فنظر الرجل الرمادى واختفى,ظهر واختفى دون ان يشعر به خالد,نظر خالد للرجل الذى دخل,واُغلق الباب من تلقاء نفسه خلفه,ظوء المصباح لايصل إليه,فلم يتبين خالد منه سوى جسده القوى

-من انت

-انا مارد

-اسم غريب

-غريب لبنى جنسك

-ومن اى جنس انت

-قل انت

-الجن

-وانت من الإنس

-وانت اسمك غريب

-قلت إنى من الجن

-غريب للإنس والجن,فمارد تطلق على فرد من المردة,وهم عشيرة من الجن,وليس اسما

-انا مارد واسمى مارد

-هذا يعنى انك قوى

-غريب أن تعرف كل هذا

-الجميع يعرف عنكم الكثير

-هذا ما تظنوه انتم

-لماذا لاتقترب من محيط الإضاءة

-حتى لاتصدم لرؤيتى

-لايوجد مايخيفنى

انت تعجبنى,لكن انا اكبر من الأشياء التى قد تخيفك

-وماذا تريد؟

-مقابلة معك

-متى؟

-بعد ثلاث ايام

-اين؟

-فى منزلك

-متى يكون الوقت؟

-فى الليل

-انت لست دقيق,حسنا وإن لم اتواجد فى الموعد؟

-سأحرق.

وأشتعلت نار من قدميه حتى رأسه وأختفى.

***

ذاك مشهد عين الصقر,فيبدوا امام الناظر كادر ثابت يُبين طريق اسفلتى فى صحراء مظلمة,وفى منتصف الطريق شاحنة وحيدة واقفة,وعلى ضوء كشّافاتها يُرى ظل شئ,ثم يُسمع صوت يصرخ:

-إنزل يا عم عطية

ويقفز محمد العمدة من الشاحنة التى تراجعت بسرعة مذهلة واختفت اسفل الكادر,بينما يُسمع صوت صراخ سائقها وصيحة محمد ان لا

-لا,لا,لاياعم عطية

***

الساعة الثالثة كما تشير عقاربها على الحائط,وخالد نائم على الأريكة فى مكتبه ودق جرس هاتفه:

-الو

-اهلا خالد,انا محمود اود ان تبيت عندى غدا

-تتصل بى فى مثل ذاك الوقت,فقط لتدعونى للمبيت عندك

-نعم

-انت احمق

-لاتغلق..انا بحاجة لك فى الغد فأنا وحيد وبدأت ارى اشياء

-(يضحك)حسنا سآتى

-انت سهل الإقناع

-وانت احمق..اريد أن ارى الأشياء معك..وإن كانت خدعة!..

-حسنا لا تأتى

-إن كانت خدعة وهى كذلك,يسرنى المبيت عندك

-شكرا خالد,سلام

-سلام

وأغلق هاتفه وابتسم,ثم بدأ يغفوا من جديد.

***

الساعة الثالثة كما يشير المنبه,إستيقظت ثريا على رائحة كريهة,ونظرت فرأت هيكلا لرجل,انتفضت مضيئة مصباح الأباجورة,فتبينته رجل طويل عريض قوى,غزير الشعر يصل لما تحت كتفيه,يرتدى ثياب رثة ممزقة فوقها معطف قديم طويل,وملامح وجهه قاسية,وتنبعث منه الرائحة:

-انا الرجل ذوالآيادى القذرة..فيداى ملوثة برائحة جلد اعناق النساء التى خنقتها بيدى,ودماء الرجال التى سفكتها بيدى,وعظام الأطفال التى سحقتها بيدى..فلكل نوع من البشر ميتة اقتله بها.

(اى سفاح هذا)نظرت لنور جوارها,ثم نظرت للرجل امامها,كادت أن تصرخ,ولكن لم تستطيع,وضع يده على قلبها,وتكلم بصوته العميق المخيف:

-قلبك مازال معلق برجل,بل ويعشقه,انت لى,اناعاثرعليه,وانا قاتله

ثم اختفى فصرخت,فأنتفضت نور مذعورة من النوم

-إنه..إنه الرجل..الرجل ذو الأيادى المتسخة والقذرة والمتهببة على…..

وأخذت تبكى وترتجف,فأحتضنتها نور تواسيها:

-لاتخافى ولاتبكى..انا معك

-رأيته..رأيته

-بل حلمت به..اللعين

-قال أنه سيقتل خالد

-ماهذا إلا وهما..آه لو اعرف صاحب تلك اللعبة الحقيرة

-(بصوت واهن)ما اقسى صوته ووجهه

-انت فقط تربطين بين تجربة اليوم وغياب خالد وشخص تكرهيه او تخافى منه,غالبا هو الذى رأيتيه

وكانت قد نامت,نظرت نورلها وفكرت مشفقة عليها(فلتنمى على زراعى..نامى يا مسكينة)وضمتها إليها(لقد بت معها لكى لاتموت ذعرا,وها هى تكاد تجن وهى فى حضنى,فماذا لو تكتها لوحدها).

***

-انا الرجل ذو الآيادى القذرة

جاءه الإسم فى منامه فأستيقظ,نظر فرأى على ضوء المصباح الوحيد المضاء خلفه,رجلا يرتدى بدلة سوداء غريبة,مغلقة بأزرار فضية,منقوش على كل زر شكل ما,سبعة ازرار فضية لم يدقق فى الأشكال المنقوشة عليها,بل نظر الى الزر الذى يغلق ياقة العنق,زر احمر منقوش عليه ثلاثة اشكال؛عنقاء واسفلها شكلان لم يعرفهما رغم نظره القوى,نظر للوجه فوجده وسيما خبيثا

-هل إنتهيت

-من ماذا

-من النظرإلىّ

-من انت

-انا الشيطان

-لا تقل أنك إبليس

-لا..لست هو

نظر للساعة على الحائط فوجدها متوقفة,نظر للساعة على ساعده

-الرابعة إلا ثلث,لم انم شيئا

-ارى فى عينيك قوة

-وانا ارى أن ساعة الحائط لا تعمل

-توقف الساعات من علامات حضور

-ولماذا لم تقف ساعتى

-لأن فيك شيئاغيرعادى,وهو مايمنعنى من قتلك الآن

-إذن فهو إيمان

-لو كان كما تقول ما استطعت الوقوف امامك

-ما اسمك

-لاتسأل

-ماذا تريد

-روحك

نظر ليديه وقال:

-مارد يريد لقائى,وشيطان يريد قتلى,وشاحنة لاأخبارعنها ولاإتصال ولم تأتى الى الآن,ماذا بعد؟

ثم نظر فلم يجد احدا,فقام ليصنع له بعض القهوة من آلة القهوة على المنضدة  جوار النافذة,وحين صارت القهوة الساخنة فى الكوب,نظر خالد من النافذة فرأى شخصا على الجانب الآخر من الطريق,يختفى تحت وشاح اسود طويل يغطيه بالكامل,اخذ قهوته وأولى ظهره للنافذة وتمتم قائلا:

-مارد وشيطان,والرجل ذو الآيادى القذرةثم هذا المتشح بالسواد,لو لم تأتى الشاحنة سأجن

***

صباح اليوم التالى وقد ذهب خالد الى بيت صديقه محمود الذى يسكن فى شقة بإحدى العمارات شبه الخالية الموجودة فى وسط الرمال الصفراء فى منطقة النهضة بالقرب من مدينة السلام,حيث اقرب مسكن مأهول قد لايبين للعيان,هى عمارة فى الصحراء والجيران هم من يقطنون تلك البلوكات السكنية المتراصة على مد البصر,حيث يعيش اناس يرتبطون ببعضه بثلاثة أشياء؛الفقر,العنف,المحبة,العمارة ليس بها سوى اربعة سكنى غير محمود صديق خالد زائد الغفير الذى يحرس العمارة.

حاول خالد أن يخبر زوجته بأنه قد يتغيب عن المنزل بضعة ايام,ولكن هاتفها الجوال مغلق,ويبدوا أنها نست سماعة هاتف المنزل مرفوعة.

وفى الشقة جلس خالد وصديقه محمود يتناولا وجبة مابعد الغداء,كن الوقت عصرا,وبعد تناول الطعام اغتسلا ثم استحم خالد بينما نام محمود,وفى المساء اخذا يتسامرا امام التلفاز ثم تناولا العشاء ثم وقت النوم,لولا أن دق جرس الباب,وفتح محمود الباب وخلفه وقف خالد مستغربا,وامامهم وقفت امرأة او مابدا انه امرأة متلفح بالسواد,حيث أنها استترت تحت وشاح اسود قاتم يغطيها من رأسها حتى قدميها فلا يبين منها شيئا,ولم يعرفوا كيف ترى ولم يعرفوا كيف ترى من ذاك الوشاح,وجائهما صوتها الأنثوى فتيقنا أنها امرأة:

-هل يمكن أن ابيت معكم الليلة

رد خالد:

-لا…

-لماذا؟

-لأننا رجلان وانت امرأة

-لكن قولك ذلك يعن انك رجل امين

-لا اظن نفسى ولا صديقى

-انا اظنكم,واأمن على نفسى بينكم

-الشيطان رفيقى,ولا أظنه يفوت فرصة مبيتك عندنا

-بمقدرتى طرد الشيطان

-الا تخافى الإنسان

-فليخف الإنسان على نفسه

-انت غريبة

-انا اريد المأوى لثلاث ليال

-ولاليلة

-لاتقسوا علىّ

-جئت طلبا لليلة والآن ثلاث

-لن ازيد عن ذلك

-لا

-انا وحيدة,والعمارة التى اسكن بها وقعت

-وماذنبنا؟

-اقضى ثلاث ليال ولكم المال

-لا نريد ملا

-لكم الثواب

-ذنوبى كثيرة,وثوابك لن يفيد

-إشفق علىّ

-لماذا لم تستأجرى غرفة؟

-لم اجد

اشك فى ذلك,ولماذا لم تسألى ساكنى العمارة الآخرين

-رفضوا جميعهم

-ونحن كذلك

-يااخى اجعل فى قلبك رحمة

-كيف ادخلك البواب؟

-اشفق على حالى

-اشك فى ذلك,لكن حسنا الأمر يرجع لصديقى

نظر محمود لخالد وعلى وجهه دهشة:

-وماذا تركت لصديقك,لك ساعة تجرى تحقيقا معها,ولم افتح فمى

-لم اقل لك لاتتكلم

نظر محمود للمرأة فالتفتت له من تحت وشاحها,ابتلع ريقه وسئل:

-كم ليلة

-ثلاث ليال اكون قد وجدت مسكنا

-اين عمارتك

-عمارة داوود..سل عنها تجدها

-حسنا..لدينا غرفتان,انام وصديقى فى غرفة,وتنامى فى الأخرى,الطعام فى الثلاجة كلى ماتشائين.

-لست جائعة

-تفضلى..لن نسألك عن اسمك ولاتقوليه

 

وفى الليل إستيقظ محمود وخالد,سعل خالد:

-ما الأمر

-اتسمع صوتا

-نعم خطوات تحت الأرض وفوق السقف,وطرقات فى الجدران

-وصوت إحتكاك اشياء بلأرض كأنها تزحف,وصوت صفير فى الهواء

-نعم

-تقولها بمنتهى البساطة

-انت رأيت اشياء

-والآن اسمع اشياء

-ذلك اهون

-حسنا..إسمع..انا لم ارى شيئا!….

-كنت تكذب علىّ ؟

-نعم

-إذن ذاك عقابك

-وماذا نفعل؟

-لاشىء…

-انت بارد الأعصاب

-دعنى انم

ونام خالد كمن ليس على باله شئ,وازداد خوف محمود من الأصوات فنام ايضا.

***

وفى الصباح لم يجدوا المرأة,لكن لم يسرق شئ,وقبل الذهاب للعمل بحثا عن عمارة داوود حتى استدلوا عليها,فوجدوها حطاما,فتصدقوا من كلامها,ولكن حين سئلوا كان قول الضابط:

-لم ينجوا احد سوى رجل واحد مات فى نفس اليوم من الإصابات الخطيرة

قال محمود:

-ياالله

-لاتهتم

-ليتنى سألتها عن إسمها

-ماكان سيفيد بشئ,فلم يعش احد

وفى المساء قبيل النوم سمعا دقا على الباب لا جرسا,وقف محمود خلف الباب وخلفه خالد مبتسما,قال:

-من الطارق

وجاء الصوت الأنثوى

-انا ياسيدى

-وماذا تريدى

-الليلة الثانية

-إذهبى فلن نفتح الباب

-وماذا بدر منى لتلك القسوة

فقال خالد:

-اين قضيت نهارك؟

-فى البحث عن مسكن.

-انسية ام جنية؟

صمت

-انطقى ياأمرأة..انسية ام جنية

-غدا تعرف..نوما هنيئا لكم

واطبق صمت عرفوا منه أنها رحلت

***

 

 

 

وفى نفس الوقت اطبق شئ اسود ثقيل على صدر ثريا,قد مرت ليلة ولم يحدث شئ ولم يزرها المدعو ذو الأيادى,فأخذت تلتهم نفسها من الخوف ومن غياب زوجها خالد الذى لايرد على الهاتف.

باتت نور معها امس واول امس وتركتها الليلة,فيبيت معها ذلك الشئ الذى اتعب تنفسا من ثقله على صدرها,وارهق نومها من الكوابيس التى يبعثها لها,غير قادرة على التنفس او الحركة او الصراخ.

***

فى الصباح لم يذهب خالد الى العمل وجلس على كرسى فى شرفة صديقه محمود,كان شاردا يفكر فى الشاحنة المختفية هى وسائقها والرجل الذى كان معه,وفى زوجته وهاتفها المغلق والآخر قد قد تكون سماعته مرفوعة او سكه منزوع,وتعجب انها لاتتصل لتطمئن على غيابه,وفكر فى تلك المرأة التى تأتى ليلا وفى المارد والميعاد الذى بينهما,وفى الشيطان(رجل يعى انّه مارد ورجل يدعى انّه شيطان,هل كل الذى رأيته هلاوس اثر تلك اللعبة؟…

لكن لا,انا على قدر على من القوة النفسية..إذن فهو حقيقة..مرحبا بالمرح)وجال على باله صورة زوجته الفرحة الجميلة(سأذهب لأطمئن عليها فى المنزل بعد ان اعرف سر تلك المرأ’ اللعينة,كما انها رغم كثرة قلقها علىّ,ولكنها اعتادت غياباتى المفاجئة الكثيرة والطويلة)ثم جاء على باله ايضا صورة المرأة ذات الوشاح الأسود التى رآها من نافذة مكتبه(انها تلك المرأة التى قضت ليلتها معنا.)

وفى المساء وبعد عودة محمود من العمل,تناول وخالد العشاء,ثم جلسا فنعسا ودق جرس الباب,وقف خالد وراء الباب بينما لم يقترب محمود كثيرا,قال خالد:

-من الطارق

تمتم محمود:

-علىّ تركيب عين سحرية

وجاء الصوت الأنثوى,ولاحظ خالد لأول مرة كم الصوت جميل:

-انا ياسيدى

-وماذا تريدى

-قضاء الليلة الثانية

-سحقا لليلتك..واين بت امس؟

-فى الشارع سيدى

-ولم يُقبض عليك او تقتلى او يتحرش بك احد

-لا,لا أحد يقدر

-إنسية ام جنية انت

-إفتح لتعرف

-فصاح محمود:

-لاخالدلا

ولكن خالد فتح الباب,فلم يجد ما يخيف سوى المرأة ذات الوشاح الأسود,وقال:

-وما يدرينى أإنسية ام جنية

-ازح عنى الوشاح

-ماذا

-حسنا,افعل انا

وكشفت الحجاب عن وجه اسمر وشعر اسود وعينان زرقاوان وعنق طويل وبشرة ناعمة وجمال أخّاذ,ليس لحلاوتها قدر ما هو لسحرها المنبعث من وجهها وجسدها,والرائحة الخبيثة العطرية الشيطانية النفاذة من شعرها,نظر خالد لجسدها وثوبها وقال:

-كشفت ذات الوشاح الأسود عن ثوبها الأسود

ابتسمت

-اعتقد انكما موافقان على قضاء الليلة الثانية معكما.

خالد:

-ومن قال غير ذلك

محمود:

-نعم نعم

وسحرتهما الشيطانة او الجنية

***

 

 

 

 

 

 

وفى نفس الوقت قضت ثريا ليلتها فى بيت عاطف ونور,المجاور لمنزلهما,كانت نائمة فى الفراش,بينما سهر نور وعاطف فى الصالة,وكانت شذى إبنتهما عند جدتها لبضعة أيام,ودوت صرخة أنثوية عالية تبينها عاطف

صرخة ثريا,اقتحم الغرفة مذعورا فرأى أمرا غريبا؛ثريا نائمة على ظهرها على السرير,وقد اصطبغ وجهها بالأحمر,وعيناها مثبتتان للأعلى تحدقان فى لاشىء يبدو انها ليست فى عالمنا فهى إما ميتة او نائمة وفى الحالتين يبدو الأمر غريبا إن بها شئ ما نظر لصدرها فكان يعلو ويهبط فى تنفس منتظم يؤكد أنها نائمة,هم يحدقون فيها وهى امامهم على الفراش,ولكن فى ذات الوقت هى فى العالم الآخر فى ذات الغرفة على الفراش,لكن لا أحد معها سوى رجل واحد,أخذت تنظر له فى ذعر محاولة الإستيقاظ,رجل يرتدى بدلة سوداء مغلقة على جسده,سوداء مثل اظافره ومثل عيناه,ومثل شعره الناعم لم يكن فيه شئ غير اسود سوى اسنانه البيضاء التى كشفتها ابتسامته اللعينة وبشرته الرمادية المخيفة الى جعلت وجهه ميتا شاحبا رغم وسامته.

تلمست نور وجه ثريا ليلسعها برودته,مع أن العرق يتفصد من جبين المرأة المسكينة,بينما جلس عاطف في الصالة يتصل بالإسعاف وهو يفكر في الحالة الغريبة التي تمر بها ثريا”ويلك ياخالد..لماذا لاتعود أو ترد علي الهاتف.؟!!

***

وفي ذات الليلة ومحمود وخالد نائمين علي فراش واحد,التف محمود بغطائه فنام في غطيط خفيف,لم ينم خالد بل جعل غطائه علي قدميه وأخذ ينظر للسقف البالي,وعلي الضوء الخفيف القادم من خلف الباب الموارب علي الصالة,لمح امرأة متربعة علي ساقيه,امرأة شاحبة شحوب الموتي,عيناها اليسري حمراء كالدم,وشعرها أسود كالموت,وأظافرها طويلة,وعيناها اليمني مُقتلعة فَيُري موضعها فجوة سوداء,وتبتسم بأسنان متآكلة متلونة بألوان القبح,وثوبها رمادي ممزق,ألتصق بصديقه وسحب الغطاء من عليه لينزل تحته فيشترك معه فيه,ونام فحلم بها.

كان في الغرفة في الفراش وحده,ولكن في الجهة الأخرى حيث عالم الأحلام والكوابيس,رآها أمامه علي الفراش فأعتدل,كانت علي نفس الوضعية وكانت مخيفة بحق,ولكن عيناها سليمتان,ثم أخذت العين اليمني تنزف دما,ثم فجأة غرز عود خشبي في العين اليمني,عود خشبي ظهر من لاشيء,ثم هجمت المرأة عليه.

***

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وفي الصباح لم يذهب خالد إلي العمل,وقرر أن يتغيب عدة أيام,وأتصل بنائبه ليخبره بذلك.

ذهب محمود للعمل وبقي خالد هو والمرأة التي لم ترحل لتقضي ليلتها الثالثة معهم,وفي الصالة جلس خالد علي الأريكة وضوء الشمس يدخل من الشرفة خلفه,بينما جلست المرأة علي كرسي بعيد عنه بقليل,قال لها غير مكترثا:

-لماذا لم تذهبي للبحث عن مسكن

-وجدت مسكنا

-إذا لماذا أنت هنا

-لقضاء الليلة الثالثة

نظر لها نظرة غريبة,ثم تمادي قليلا:

-ألن تعدي الطعام؟

-لا,لن أفعل!

-حسنا,أفعل أنا.

وأعد إفطارا شهيا وعرض عليها الأكل,ولكنها لم تأكل منه أو تمسه,وبعد الإنتهاء عن الطعام,ثم الإغتسال جلس وقال سائلا:

-لماذا لم تأكلي؟

-لأنك ذكرت إسمه

-فهمت,إذن أنت جنية..وخبيثة

-أنت تفهم

-دليلة بنت العسل,وزوجة البئر

-دليلة؟أسمائكم كأسمائنا

-لا,بل لأنني عربية

-وكل العرب عندكم أسمائهم كأسمائنا

-لا,وكفي أسئلة

نظر لها مفكرا,فأخذت عينها تقطر دما,فقالت:

-أنت تفكر في فقء عيني

-كل ما في الأمر,أني رأيت بلا عين يمني في هلوستي قبل النوم,ثم رأيتك بعيناك سالمتان,ولكن سرعان ما أصيبت ذات العين اليمن بعود خشبي فقئها,أنت كنت بشعة لدرجة إني لم أتعرفك.

أبتسمت,بينما سألها:

-ما تفسير الحلم؟

-أنت رأيت لمحة من وجهي القبيح

-وهل أنت بوجهين

-نعم,هذا وجهي الجميل,هل تريد رؤية وجهي القبيح؟

-لا..

ثم سألها

-أين مسكنك

– البيسيس

 

 

وبينما خالد يدخل الحمام فرأي ظلا لأمرأة ذات قرنين طويلين كقرني غزال,وشعر برجفة وهو يتذكر الم

***

 

 

 

 

 

 

جالسا علي فراشه,واضعا غطاءً خفيفا علي كتفيه ورأسه,وبرد الليل يضربه من الشرفة التي يريد إغلاقها.

حدقت عيناه بذلك الثعبان الذي قاتله

ثعبان أسود طويل,يصل طوله لأمتار حيث إمتد ذيله علي الأرض جوار الفراش,إنقض الثعبان مهاجما علي عنق خالد,لكن تلقته تلك القطة السوداء,وقامت معركة شرسة بين القطة السوداء والثعبان الأسود,إندفع علي أثرها ذلك الثعبان إلي أسفل الفراش حيث لم يخرج ثانية,نظرت القطة لخالد الذي عرف من هي؛إنها دليلة.

نظرت إلي عينيه ثم إلي تلك العين المصوبة إليها,إلي فوهة المسدس,وأبتسم خالد:

-إرحلي عني

وأطلق رصاصة دوي صوتها عاليا,مخترقة عين القطة اليمني مطيحة بها للخلف مرتطمة بالحائط,ثم رقدت تنزف الدماء من عينها وفمها ورأسها,وفي الآن ذاته ينزف جسد خالد,من بطنه وصدره وظهره,تبلل قميصه,أمتزجت دماء القطة مع شعرها القصير ولكن الغزير,بشكل مقزز,ثم غرق خالد بالكامل في دمائه.

صرخة آتية من وراء باب شقته المغلق,خطأ (إنقض خالد) وقف متحفزا خلف الباب,ثم فتح الباب مصوبا مسدسه,كان صديقه محمود ميتا بينما علي صدره يقف قط أسود ضخم,أطلق رصاصة أصابت القط ثم تراجع بسرعة مغلقا الباب خلفه,تحطم الباب وقد أخترقه القط بإندفاعة قوية للداخل,رصاصة أخري مرت من فوق رأسه,بينما يفر خالد إلي الغرفة,هجم القط الوحش علي ظهره مسقطا إياه علي وجهه,وطار السلاح الناري من يده,طريحا علي الأرضية والقط من فوقه ناشبا مخالبه يمزق في ظهره,وبأنيابه هجم مفترسا مؤخرة عنقه(قذاه),تقلب خالد مزيحا القط من فوقه لينقض الأخير عليه مثبتا إياه علي الأرض غارزا مخالبه في صدره,وبنظرة شيطاني تجمد خالد وأخذ القط يسحب أنفاسه مزهقا روحه,وحياته التي أخذت تصعد في صورة بخار من فم خالد إلي أنف القط.

***

 

-إنها ثريا زوجتي

-أرجوا ألا تغضب علي

فأبتسمت

-وهذا أمسكته

-لأنك صرت صديقا له

-لا يصادق الوحش إلا وحشا مثله

فزادت إبتسامتها

-حسنا,لكن…

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك أشياء أخرى حدثت

 

 

 

الليلة الثالثة لدليلة,أو المرأة ذات الثوب الأسود,هكذا صار إسمها بعد أن خلعت عنها الوشاح وإن لم تختلف صورتها كثيرا,والليلة الثالثة هي ليلتها الأخيرة.

 

حضرت بالصباح,ولم تأكل شيئا حتى جاء الليل,فنامت,بينما أكل خالد ومحمود الذي أخذ يحدق في باب غرفتها المؤقتة,ثم أغتسلا وناما. وبينما هما نائمين والوقت قبيل الفجر,إذ بصرخة تدوي في الشقة,صرخة إمرأة,أستيقظ خالد ومحمود مفزوعين,جرى خالد وأقتحم غرفة دليلة اللعينة وهو يسب لليوم الذي رآها فيه,بينما وقف محمود خلف كتفه,فلا يجدان أحدا ولا شيئا مختلفا في الغرفة سوى كأس زجاجي طائر في الهواء يتأرجح,والفراش الذي أدفئته دليلة بجسدها ثلاث ليال مبلل بالدماء,تمعنا النظر فوجداه غارق في دماء ما زالت تقطر منه حتى صنعت بقعة كبيرة علي الأرض جوار الفراش.

 

إلتقط خالد الكأس,وغطى الفراش بالشراشف رغم اعتراض محمود,ثم أخذا يبحثان عنها,فلم يجدا شيئا. رجعا ليتأملا الأرض الملطخة بالدماء ولازالت الصدمة على محيا محمود.

 

يقول مطاوع الشاب غفير العمارة أنه لم يرى أحد يخرج من العمارة,لا رجل ولا أمرأة,لكنه رأي إمرأة من بعيد أو ما بدا أنه إمرأة  تلبس السواد,وتسرى أو تسبح علي الرمال,صرخت طفلته لمرآها وأخذ يرتجف هو وزوجته وطفلته,وشكرا أن طفلهما نائم وأخذا يستعيذان بالله ويتلوان القرآن أو ما تيسر منه لهما.

 

 

إستيقظ شبه نائم ليري نفسه علي لوح رخامي بارد.عاري الجسد تتحسس ظهره أيادي ناعمة بينما هو ممدد علي بطنه وتنبعث رائحة ما في أنفه,ونام ثانية ليفتح عيناه علي غرفة صخرية جدرانها خشنة,أرضها ناعمة,سقفها عالي,مضاءة بضوء أزرق صافي ينبعث من لا شيء.

 

فقامت فحاولت أن تغويه فصدها,فحاولت فصدها,ثم حاولت ففر منها فتبعته وأغوته فصدها,فتزينت بزينة ما أحلاها وحلاوة ما أروعها ودعته فردها,فجعلت له جسدها كامرأة من البشر حافية عارية,وجعلت له ما يحلو في النساء للرجال من ثديين بارزين ومؤخرة ورحم وعنق طويل وسيقان ناعمة,فاستقوت عليه وأخذت ضما ولمسا وعناقا وتقبيلا فأبعدها عنه فألقته وركبت فوقه.

وجهها في وجهه وأنفاسها تلهب عنقه,ويحتك جسدها بجسده,ويداعب شعرها أكتافه,وعطرها يزكم فمه وأنفه,ولم يغلب أمره حتى تعبت معه,فألتفت بثوبها وتركته.

لم يكن صده لها لتقواه أو مخافة ربه,ولكن لعقليته الشيطانية وغرض في قلبه ومكر في عقله.

تربعت أمامه فقال لها:

-والآن لي أن أسأل

-سل ما شئت

 

-أنت تفكر في فقأ عيني

-كل ما في الأمر إني رأيت عيناك سالمتان,لكن سرعان ما أصيبت ذات العين

-احذرك من محاولة فعل ذلك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[6] الأسكندرية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العميد عادل فؤاد واحد من أصدقاء خالد المقربين الكثيرين,بل وتتلمذ علي يد اللواء حسام الصابي والد خالد,وخالد يقيم عنده بضعة أيام بينما زوجة عادل وأبنته عند أقاربهما.

جلس خالد وعادل أمام التلفاز ساعة,ثم قام خالد لينام في غرفته,مشى في الردهة تاركا صديقه في الصالة,فتح باب الغرفة فتلقى ضربة بعصا من حديد طويلة مدببة الطرفين أخترقت جسده,فكاد قلبه أن يثب من فمه من الصدمة,وبينما هو محني يكاد يسقط إلتقت عيناه بعينى العفريت زوبعة ممسكا رمحه الغريبة,سحب العفريت القزم رمحه وأختفى.

فتقدم خالد وأرتمى علي فراشه محاولا التنفس متحسسا بطنه(لاشيء)تقلب علي ظهره(لا دماء أو تمزق)وضع يده تحت ملابسه متحسسا جلد بطنه(لا نقوش أو خدوش)تحسس ظهره ثم تغيرت ملامحه غضبا(اللعين إبن الكلب..عليه اللعنة)قام وخلع ملابس متفحصا جسده,ثم أرتمي علي الفراش علي ظهره ناظرا إلي السقف ودقق النظر في شقوقه,وبجوار قدمه رآها,فأعتدل مستندا بظهره إلي لوح السرير خلفه.

كانت بجمالها وسحرها المعتادين,إبتسمت وقالت له:

-زوبعة يتلاعب بك

-مثلما تتلاعبين بي,ولكن الحيل تختلف لي إلا

-والأهداف..فأنا لا أريد قتلك

-وماذا تريدين؟

-أنت تعرف إني أريدك

-أنا لست لك

-أنا لم أمس زوجها حتى الآن

ونظر لعنقها الأسمر الطويل فأزرق لونه,وضعت يدها علي رقبتها وأبتسمت قائلة:

-أنا أشعر بذلك..أنت تفكر في خنقي

نظر لعينيها الزرقاوتين سالمتين ولكن رأي جرح أسفل عينها اليمنى يمتد كخيط حتى قبل أذنها,كان بارزا ولكن لم يؤثر شيئا في جمالها وحلاوتها.

-لماذا لم تشعري إني سأطلق النار عليك

-وتحسست الجرح أسفل عينها ونظرت له وأبتسمت

-أنا لم أمس زوجتك حتى الآن

-ولن تفعلي

فأنقض عليها مطوقا عنقها بقبضتيه معتصرا الحياة من جسدها البشري. يديها تعتصر معصميه وعينيها في عينيه ولسانها يتدلي ملامسا شفتيها,

صدرها ينتفض وقدميها تتخبط تحت عبائتها السوداء,تحاول الإفلات ولكن هيهات,قام بها واقفا علي فراشه مشددا يديه علي عنقها,إنتفاضة أخرى وشهقة يائسة ثم أرتخاء بطيء في جسدها مع جحوظ عينيها للأعلى,ثم ثبتت عينى خالد الرجل الذي أمامه

-أنا الرجل ذو الأيادي القذرة

أفلتت يدى خالد عن عنق دليلة فأرتمت علي الفراش شبه ميتة تشهق شهقة ورأسها علي مسند السرير الخشبي متدلي مع كتفيها وزراعيها,أخرجت زفرة مصاحبة بحركة من يدها اليسرى كأنها تشوح الهواء فدفع خالد بعنف للجدار خلفه,ثم سحب وشعر بألم في جنبه الأيسر مع صوت تكسر عظام ثم أُلقى بعنف علي الجدار بجانبه,كل هذا دون أن تلمسه,أُغلق باب الغرفة بعنف,بينما يتأوه خالد ناظرا للرجل ذو الصوت المخيف,رجل طويل القامة,عريض الكتفين,طويل الشعر يصل لأعلى ظهره,ملامحه قاسية بشدة,تتدلى بعض خصلات شعره الأسود علي عينيه,لكن لا تخفي نظراته السوداء,يرتدي معطف قديم بالي,تحته ثياب رثة,ولكن سليمة إلا أنها مغبرة متربة,لحيته تصل لأعلى صدره,قال:

-أنا الرجل ذو الأيادي القذرة

قال خالد وقد أخفى الرجفة من صوته:

-أغسلها..نظفها يا قذر

-قذرة..متسخة..ملوثة بدماء رجال سفكتها وأعناق نساء سحقتها,وعظام أطفال هشمتها

-وماذا عن الشيوخ

-أقتلع أعضائهم..القلب..الكبد..اللسان..العيون..الرأس

-أليس عندك مكان للحيوانات

-أسلخها حية,رائحة جلودها ممزوجة مع الدماء والشعر في روائح يدي

أرتجف خالد رغم السخرية البادية منه,أرتجف ولكن ليس من فظاعة السفاح الذي أمامه,قدر ما هو من صوته المخيف العميق,وتذكر مسترجعا صورتين هما جزء من وجه دليلة القبيح وتذكر رجفته لدي رؤية شيء من ذلك الوجه,الظل على الحائط والشبح قبل النوم,إن ذات الرجفة تسري في جسده لدي سماع ذلك الصوت المخيف,ذات الرجفه لدي تخيله ذلك الوجه القبيح.

ممدد علي الأرض يتابع الأمر مصارعا الألم من كسور عظامه,بينما دليلة ممددة علي الفراش تنظر لذلك الرجل ذو الأيادي برأسها المقلوب المتدلي.

الرجل ينظر لخالد,,تقدم خطوة فألتوى جزع دليلة بطريقة غير طبيعية, ألتوي معتدلا لإتجاه الرجل,تنظر له دليلة بعيون صامتة تخفي شيئا,ثم أختفى النصف السفلي من جسدها من علي الفراش لتصير بطريقة سحرية واقفة كاملة تواجه الرجل المخيف قائلة بتحدِ:

-هو بين يدي

-هو ميت

بينما خالد يحسب قوتهما بين الصوت القوي المخيف,والصوت الأنثوي الخبيث,رجح أن الرجل هو الغالب,بميل بشري في قياسه.

كان يتأوه ممسكا جنبه الأيسر وينزف من فمه,بينما تقدم الرجل من دليلة خطوة وهي ثابتة تبتسم بسخرية,ثم توقف….

-البئر..

قالها بصوته الباطش أو المخيف وعلي الجدار خلفه إرتسم شيئا ما….

تحامل خالد علي نفسه يحاول القيام,بينما تجسد الشيء علي بينة رجل.

نظر خالد فوجد أنه صار بين الفراش وبين مارد الذي ظهر فجأة. تفحص جسده,قصير بعض الشيء لكن مليء بالعضلات,يرتدي سروالا فضفاضا

,عاري الجزع حافي القديمين قوي البنية علي ما يبدو أمامه. مثل ذلك الرجل يقف أمام دليلة,مفتول العضلات,صلب الجسد,قاسي الملامح,ولكن مع إختلاف الشكل إلا أن شيئين جعلاه تماما شبيها به فمثلا,أصلع الرأس إلا من موضع في

 

 

وفي القصر

-حسنا..فهمت,كفى عن هذا الكلام

-إذن لا تمس هذه الغرفة

-لن أفعل

ولكنه فعل,بالطبع فعل.

غلبه الفضول في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.واقفا أمام باب الغرفة محدقا بها,مد يده إلي المقبض ودخل,,تشوشت الرؤية وإنعكست الإتجاهات ليجد نفسه خارجا من الغرفة,ومن الضباب المغلف علي عينيه تمكن من رؤية السلم الذي هو ساقطا فوقه

 

 

كارم العرباوي

 

عاذر

 

محمد وزين وصدام وعلي وإسلام وهيثم

 

الشيخ سلاّم

 

 

 

 

مقتل كارم وعاطف الغول والجاثوم

 

 

 

 

 

 

دقت خطوات حذائه علي الدرجات الرخامية بصوت م,حذاء لامع ومتين,صعد صاحبة الدرجات الرخامية المؤدية إلي للباب المنعم المفتوح علي مصراعيه,دخل للقاعة الواسعة للسرايا الجميلة,أرضية رخامية ومصابيح كرنفالية وسقف عالي,وجدران مزينة بالفراء والجلد وحيوانات حقيقية,يزيد علي زينتها تلك الأسلحة البيضاء والأسلحة النارية التي جعلت للجدران ديكورا وطرازا فريدا لا تجده إلا هنا.ويزيد جمال الجدران تلك السور والآيات القرآنية,هذا غير جمال السجاد المفروش علي الأرضيات,أو ذخرفة السقف والأبواب الخفيفة,وخلف القصر هناك ذلك المخزن الكبير للأسلحة والأموال أيضا,يسمونه.

وفي كل أرجاء القصر تجد رجالا لا يفعلون شيئا سوي الحراسة وتنفيذ الأوامر,رجال أشداء مستعدون للقتل في أية لحظة,وصاحب(مالك)كل هذا هو كارم الحسن العرباوي,أحد أعز أصدقاء خالد ومن أشدهم محبة له,وفي كل مرة يُعجب رجاله وتغمرهم من شدة محبته لخالد نظرا لما يتمتع به من قوة وشدة وسلطان وهيبة أمام رجاله وأمام كل من عرفوه من شركاؤه أو أعدائه,والغريب أنهم لم يعرفوا له صديقا سوي خالد ورجل آخر.

 

 

 

دقات خطوات حذائه علي الدرجات الرخامية,حذاء لامع صعد به صاحبه الدرجات الخمسة المؤدية للباب الضخم المفتوح علي مصراعيه,مدخل فاخر وواجهة راقية. دخل القاعة الواسعة للقصر الكبير,أرضية رخامية ومصابيح كريستالية,أسقف عالية ومفارش سجادية.

أواني فخارية ومذهبة تقف بجوار جدران مزينة بأقنعة وجلود حيوانات ووحوش. زاد علي زينتها الأسلحة البيضاء والأسلحة النارية التي جعلت للجدران طرازا فريدا,زاد علي جمالها لوحات زاهية لنصوص قرآنية من سور وآيات,وذلك غير الأبواب الخشبية المزخرفة والحديدة المذهبة.

 

 

 

 

 

قال له بلهجة محببة بعد العناق والقبلات والتحية والسلام:

-أنت تبيت عندي الليلة

-ما هذه الدعوة؟

-اشتقت لك يا أخي وحبيب عمري

-وأنا أيضا أحبك

-بنفس القدر؟

-نعم بنفس القدر

-لا,أنا أحبك أكثر يا غالي عليّ

-هل أنا ولدك ولا أدري

-ولما لا

ثم بكل حب وفرح

-تعال لنأكل..لكن يا ولدي لي عندك مطلب

-أعرفه

-نعم,الإبتعاد عن فرفة     النديمة

-غرفة العلامة السوداء

-نعم فهي ملعونة ونحسة لسبب لا يعلمه إلا الله

-ربما غلطة من أباك حين بناء القصر

-لا يهم,لا تقترب منها وكفي

-تخيل معي ما الذي يحدث لو دخلتها

-تغرز الشكوك في قلبك من أعمال سوداء فعلتها

-وماذا لو لم أفعل أية أعمال سوداء

-نحن لا ندري شرا عن أنفسنا

-أي أنها تظهر الجانب المظلم

فأصل كارم بكتفيه ونظر في عينيه قائلا محذرا:

لا,هي فقط تسلط شقا عميقا

-حسنا,فهمت,كفانا عن هذا الكلام

-لا تمس هذه الغرفة

-لن أفعل

وفعل,بالطبع فعل,غلبه الفضول في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وفتحها وتشوشت الرؤية أمام عينه,وأستطاع أن يري من بين الضباب الذي المغلف علي عينيه غرفة رخامية وخالية,وفي طرفة عين رأي جدار صخري يسد الباب أرتمي عليه ودخل الغرفة ليخرج إلي الممشى أمام السلم من حيث دخل,كأنه دخل الغرفة ليخرج منها,ولكن كأنه خرج من الجهة الأخرى,وأغلق الباب خلفه بعنف,وأهتزت الصورة أمام عينيه وترنح وسقط فاقدا الوعي علي السلم فتدحرج علي جسده.

***

زعق كارم العرباوي وهو واقف كالأسد علي البوابة الكبيرة,زعق بصوته الجهوري والمرعد:

-علي..سعد..حعفر..كل منكم يأخذ رجاله,أحرسوا الخلف والجانبين

-ميلاد..يا ميلاد

-نعم يا شيخنا

-أنت ورجالك..أحرس واجهة القصر-السرايا-

-عثمان-عثمان

-أيوا

-كن ظلا لخالد حتي تصل به للشيخ زكريا-أحميه

-الحامي الله..وبعده الباقي علينا..يا رجالة

-هيثم عينك علي سنبل وشيحا وزليخة

-حاضر

-محمد-زيم-صدام-علي-إسلام,إذهبوا خلف هذا الغول..إضربوه بالسيوف ضربة رجل واحد وأقتلوه.

وقُتل الغول علي الجبل,لكنه أفتك بثلاثة رجال وقتله زين وصدام بضربة واحدة من سيفيهما,وكان عند مقتله أن أخرج نعيقا أيقظ الموتى وأرعد الأحياء.(أيقظ النيام وأرعد السهارى).

 

ساعة الحائط تشير إلي الثانية بعد منتصف الليل,وعاطف جالس علي الأريكة يدخن ويفكر في أمر ثريا جارته وزوجة صديقه,لقد حول الغرفة إلي إحدي الغرف الخاصة في مستشفي عالية المستوي,صار وزوجته ينامان في الغرفة المقابلة,وأجرت نور زوجته إتصالا مع أمها تفيد فيه أن تطوا مدة إقامة إبنتهم عند جدتها لمزيد من الوقت,أيام أو أسابيع حتى تنتهي فترة أجازة آخر العام الدراسي,امتلأت الغرفة بأجهزة طبية غرضها الحفاظ علي حياة ثريا قدر الإمكان,وبها طبيب كهل وآخر شباب في الثلاثين من عمره,وطبيب أجنبي وممرضة,كل هذا علي رأس عاطف لكنه سيحاسب خالد فور عودته,الغريب أن خالد لا يعود.!

وزوجته تموت وبيته أحترق وهو مازال مختفي))هكذا فكر عاطف الذي لا يجد عونا لديه أو رقم تلفون لتلك الشركة التي يديرها خالد,ولا يعرف حتى إسمها,كل ما يعرفه أنها للإستيراد والتصدير.

ولكن أكثر ما سيطر علي تفكيره هو محادثته مع الطبيب المشرف الذي يقوم مؤقتا برغبة عاطف الأشياء الذي ذكره,قال له:

-لقد تحيرت في أمرها,هي في شبه غيبوبة..إنفصال تام عن الواقع,لا تري لا تسمع لا تتكلم لا تأكل لا تشرب لا تتحرك وقريبا لا تتنفس,والمحاليل وجهاز التنفس لن يجدي نفعا حينها.

-وهذا غريب أيضا..فهي لا تتحسن.

-أنت تعرف..إذا أزداد حالها سوءا

-لا تكمل..فنحن لن نفعل ذلك أبدا

***

في بيت الشيخ زكريا الكبير..البيت والرجل..كانت هناك غرفة جميلة فاخرة,تمدد خالد علي فراشها منكسرا,وأمام البيت أفترش كارم الحسن العرباوي والشيخ زكريا وعامر والحاج ياسين,يسهرون ويتسامرون,يتغامزوا ويضحكوا

الخبيث والوسيم والشيطان

***

كان يصيح علي السلم رغم الكدمات التي انتابته

-الغول..أحذروا

نظر متولي وقال:

-ربما أثرت الصدمات والوقعة رأسك

لكن كارم نظر نظرة تحذير,فنظر له خالد

-الغول قادم..حذار أن تهزأ بكلامي

-خالد أنت أصابك قدر من الخرف أو مس من الجنون

-أنه قادم..غول..غوول

-يجب إحضار طبيب لك

ولكن قطع كلامهم دوي طرقات قوية وعنيفة علي البوابة الثقيلة لمدخل القصر,وصوت إطلاق نار وصرخات رجال,وتسمر كارم وخالد ومتولي والرجال حولهم

***

-حدثني عن الغول

-الغول نوع من الجن من عشيرة الغيلان,منهم شياطين تأكل البشر لحما وعظما,ومنهم من يضل الطريق للتائهين في البحر والصحراء,ومنهم من يجعلل ممن الجماعة المنعزلة أو المحاصرة فتنة وكرها حتى يقضوا بعضهم علي بعض وبذلك كأنهم تغذوا من لحمهم.وهم يجتمعوا علي قدرتهم علي التلون؛أي التشكل بأي شكل,إنسان أو حيوان أو غيره,ومنهم يتشكل علي هيئة غول بمعني الكلمة,أي البشاعة والقوة والشراسة والجوع تجتمع فيه معا.

-وكيف يموت؟

-في الخرافات القديمة أنه لو طعنته بسكين مرة واحدة مات,ولو طعنته الثانية لقام,ولا تنفع معه ثالثة ولا رابعة,ومن مصادر أخري أنه يخاف النار فهي تؤذيه أو تقتله,أيضا لو تشكل علي هيئة إنسان أو حيوان أو ما شابه فيمكن قتله بشتى الطرق من ذبحه لسحق عظامه.

 

سمع عاطف صرخة أنثوية أيقظته وزوجته من نومهما وهو جالس علي الأريكة في الصالة,نظر لغرفة ثريا,الطبيب الشاب يزحف خارجا من الغرفة وهو ينزف دماء من بطنه وصدره,دخل الغرفة ليري رجل طويل عريض,شعر يصل تحت كتفيه,ومعطف طويل قديم وملامح وجهه جامدة كالصخر وآنيس الممرضة تختنق بين يديه,إندفع كاسرا كرسيا علي ظهره,فنظر له الرجل نظرة جمدته بينما حملقت زوجته في ثريا التي أرتفع صدرها وخرج منه دخان أسود كثيف,تكاثر في السقف ليصنع كتلة سوداء من الدخان,شهقت ثريا وأخذت تنظر بعدم فهم ونصف وعي إلي الدخان في السقف والآلات الطبية حولها وجثة أنيس الملقية علي الأرض جوار الفراش بعد أن استؤصلت(انتزعت)روحها.

قامت مفزوعة تحتمي هي ونور في ظهر عاطف الذي أخرج مسدسه ودوت عدة طلقات بلا جدوى,وبضربة واحدة أطاح به الرجل الغريب ميتا ينفجر الدماء من رأسه,ويدوي صراخ نور الممزوج بصرخات ثريا المتقطعة,ويقترب الرجل الغريب وتتراجع

نور ملتصقة بالحياة غير مصدقة تخمش بأظافرها,بينما كادت ثريا أن تسقط لولا تلقفها الغريب,ووضعها علي الفراش برفق وقد      وتلاشي الدخان من السقف اليظهر منه ظل أسود تحرك من السقف إلي الجدار جوار نور خلف الغريب,تكلم الغريب دون أن ينظر

-أنا الرجل ذو الأيادي القذرة

قالها بصوته العميق,فرد عليه صوت معدني من الجدار:

-جاثوم

-أعلم

ويدخل الغفير ومعه بعض الشباب ملوحين بأسلحتهم,وفي لحظة ذاب الظل وأختفي الغريب قبل أن حتى أن يعي أحدا بشيء.

ونظرت نور وهي تترنح للجثث الثلاثة ولثريا التي غابت عن الواقع تماما,وعادت تثبت عينيها علي زوجها الميت مكسور الجمجمة,ثم فقدت الوعي.

***

علي الفراش ممدا راقدا علي ظهره واضعا يدا علي عينيه وأخري جواره,ومن بين أصابعه رآها.. رآها تجلس متربعة عند قدميه كما في شقة محمود,ولكن ليس بوجهها القبيح الشاحب,بل بوجهها الأسمر الساحر,وعينيها الزرقاوتين سالمتين,والشعر الأسود يصل لمنتصف ظهرها,وأظافرها بيضاء لامعة كلمعان أسنانها,تنبعث رائحة عطرية من شعرها,رائحة خبيثة نفاذة أخاذة,الوجه الحلو والبشرة الناعمة,والعنق الطويل وسحرها الجذاب وسواد ثوبها الممتزج بسواد شعرها في شكل رائع وخلاب,وجسد مشدود وجميل,ابتسمت له فقال:

-أنت

-نعم

-هذا ليس وقتك

-بل هذه بالذات ليلتي

-ليلة قاربت علي الإنتهاء

-متى ستطول

-يوجد غول بالمكان

-أنت تعلم إني لا أبالي بذلك

-وأنا أعلم أن غولا سيفتك بكي

-لن يقدر

-ماذا تريدي؟

-أمرين

نظر ليديه فأردفت:

-الأول عليك الرحيل

-لماذا

-حالك آتي

-وهو صديقك؟

 

-هو من عالمنا

-وماذا أفعل؟

-هو أسوأ من غولك

-وماذا أفعل؟

-أنت تكرر السؤال

-وماذا أفعل؟

-إياك أن تسخر,فحالك كما يدل أسمه,أحلك من ظلام الليل وسواده

-لا أهتم

-الأمر الثاني

ثم قامت فأصبحت فوقه,زراعيها بجانبي جذعه,ووجهها يكاد يلامس وجهه,وشعرها يلامس عنقه,أشتم رائحته وأبتسم,وعيناه في عينيها:

-أنت لي

-ماذا؟

-أريدك زوجا لي

-كيف ولك زوجا من الجن؟,هذا البئر!

-يحق لدليلة أن يكون لها رجلا من الجن ورجلا من الإنس

-وماذا لو أن الرجل الذي من الجن غضب علي الرجل الذي من الإنس

-لن يقدر

-لن أقبل

تراجعت وقالت مبتسمة:

-لن يقدر الإنسي علي مقاومة سحري

 

-حتى الآن أنا أفعل

وضعت يدا علي صدره موضع القلب قائلة وهي تنظر في عينيه:

-أنت تعشق غيري

-ومتى عشقتك؟!

قامت من فراشه قائلة:

-سأفعلها

وقف الرجال مسلحين أمام قصر كارم العرباوي بينما ذلك الشيء الأسود يقترب منهم,أطلقوا عليه الرصاص ولكن سرعان ما دوت صرخاتهم في الليل وكما أبتلع العدم تلك الشاحنة في الصحراء,أخذ القصر يرجع بعيدا بعيدا حتى يبدوا للناظر أنه يصغر حتى أختفي وأبتلعه الليل أو الصحراء

***

-سأقتلك

قالها خالد لدليلة التي قد وصلت عند الباب وعينيها مصوبة نحوه:

-سأقتلها..إلا لو جئتني الليلة

-كيف

صرخ بها ولكنها فتحت الباب وأغلقته خلفها وفتح الباب ودخل رجل ملتحي يبدوا من أتباع كارم ونظر لخالد وقال متجهما:

-أنا بنداري

-وأنا خالد

-أنا بنداري

-وبعد

-أنت لعنة علينا

وصوب سلاحه الرشاش في نفس الثانية صوب خاد مسدسه تجاهه.قال المدعو بندادي:

-ذلك الشيء الذي أتي الليلة,أبتلع القصر ورجاله,لولا الشيخ كارم لقتلتك

وأعطاه ظهره,فأخفض خالد سلاحه,ودخل كارم ونظر لهما ثم لبندادي:

-بندادي,خذ خالد وأذهب به إلي القرية المجاورة بعد صلاة المغرب

-لمن؟

-أنت تعلم

ثم قال لخالد:

-أتذكر المعلم محمود عبد الرحيم قناوي

-لا أعلم حتى الآن لماذا ترك قنا وعاش في أسيوط

-ربما هرب من ثأر….

-مع كل ما يملك من رجال!

-لا أعرف,المهم أنك تذهب له

-وماذا حدث للقصر

-ابتلعته الأرض ولا تكثر من الكلام

ووجد خالد نفسه مع بندادي والرجال رغم كراهية بندادي له. تصطدم السيارة بصخرة وتنقلب ساقطة في البركة.

***

أصبحت ثريا في فيلا العائلة بالتجمع الخامس,حيث يعيش ياسر أخو خالد,وأسماء أخته وسميرة زوجة ياسر ومحمد زوج أسماء.

ومجموعة لا بأس بها من الخدم والأطفال هنا وهناك,وأيضا كريم الشاب أو المراهق وسالم الشيخ العجوز وهم أقرباء العائلة أيضا.

أخذت ثريا تنظر أمامها بينما علي جانبها كل من أسماء وسميرة ومني وهي قريبة أخري للعائلة-يحاولون مواساتها دون جدوى,فهي مازالت متأثرة شيئا ما من الصدمة,عاطف قُتل أمامها,وأيضا الممرضة والطبيب,ونور نقلت لفيلا الدكتور رمزي ليتم معالجتها,علاج نفسي ليتم معالجتها علاج نفسي خاص,بدلا من نقلها إلي إحدي المستشفيات,خاصة وهي كانت ترعي ثريا هي وزوجها خير رعاية,كما أنها لم تجن بعد ولكنها تأثرت بشدة لموت عاطف.

وخالد مختفي ولا إسم أو عنوان أو هاتف للوصول إليه أو إلي شركته,أختفي تماما.ومازال أخاه إيهاب يبحث.

وأشياء مخيفة ستحدث

***

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[7] العفريت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حمير وكلاب

عناكب وخنافس

أوتاد وخوازيق

سيوف ومدى

شفرات وأنصال

عيون وذيول

أيادي وأقدام

مخالب وأنياب

وجوه صادمة ووجوه باكية

أجساد ممزقة وأجساد محترقة

 

ظهر الضوء يطفو ساطعا فوق رأسه يخترق شق عينيه,فأدرك أنه الآن مستقيظ. وجد نفسه في شقته,أمامه قزم صغير يلتهم نفسه غما,شعر بالقلق,ألا يفترض أنه مستيقظ الآن!

تحدث بنبرة متهكمة

-ألن أستمر؟

-لا لن تفعل

-حسبت أنني سأموت خوفا

-أنت لا يظهر عليك علامات الخوف

اقترب وعيناه تنظران إليه في غل,وقد خُيل لخالد أنه صار ضخما بالرغم من ثبوت صورته الضئيلة أمام عينيه.

-أستطيع أن أخيفك

-ولم لا تفعل؟

-أنت جرئ,وسأنتظر تقديرا لجرأتك

 

قال خالد في نفسه أن العفريت يتصرف كالرجال,تبدوا كلمات العفريت -تساءل خالد لماذا لا يقرأ أفكاره باعتبار أنه عفريتا كما يدعي- آتية من بعيد,تاج من المخالب على أصابع اليد والأخرى تسلحت برمح,وفي نفس اللحظة ظهر ذلك الرجل ذو الشعر المشتعل. شعر خالد براحة,ووقف مارد أمام زوبعة .. مارد أمام عفريت. الأعين ملتهبة وبدا أن الألسن تحدثت

 

-لن تقتله

-…….

-لن تقتله

-أتمنعني؟

-نعم

-سأتركه لك,اقتله,يجب أن تفعل ذلك

-هذا أمر يخصني

-بل يخصني أنا

 

اقترب المارد العملاق من العفريت القزم وتبادلا اللعنات بواسطة النظرات,طعنات روحية من مارد إلى أسفل لزوبعة,ومن زوبعة إلى أعلى لمارد,وتحفز الإثنان. ثم بدا كأن الكلمات تتصاعد ثانية,آتية أولها من مارد

-لو حاولت لمسه سأحرق

-سأتركه لك,وحق إبليس سأعود,ولو وجدته حيا لن تجده حيا

-لن يحدث

-حاول أنت أو غيرك أن تمنعاني

وجوههم قوالب من حجر مرسوم عليها إمارات الغضب لدى مارد وإبتسامة الشر لدى زوبعة.

 

اختفيا بالتوالي,القزم ثم مارد.

 

تساءل خالد “ما هذا الهراء” وحسب نفسه أنه لا زال يحلم,فارتمى بظهره على الفراش متمددا في تراخي,وغرق في النوم.

*******

وهو نائم لا يشعر بالوقت,مر نهار اليوم عليه دون أن يستيقظ,وذهبت الشمس بضوءها التي أعارته للقمر الذي يطل بما اقتبس عن الشمس على غرفة خالد كاشفا عن جسد بجواره. في الضوء الخافت وبين الصورة المشوشة تبين أنها ليست زوجته,والباب مغلق,ولا يدري ما الذي أتى بإمرأة لم يرها من قبل إلا في أحلامه هنا. على فراشة. في ظل خوف لا يعلم من أين دخل إليه -رغم أن ذلك هو الطبيعي- نام متجاهلا حقيقة أن دليلة تركض بجواره.

 

استيقظ في الليل والمصباح -لا يعرف يغلق ويفتح المصباح- يضرب بضوءه في عينه بين خصلات شعرها وهي جاثمة فوقه. نظر إلى وجهها وشعر أنه مستيقظ.

 

-ماذا تريدين؟

-أن أحذرك

-من ماذا؟

وحذرته.

 

شعر أنه لا زال في نفس الحلم المزعج الذي تحول إلى كابوس,كانت سترحل الآن. مد يده إلى رقبتها وأمس على عنقها لا ينوي أن يتركه. متشبثا به ضاغطا عليه غير عائبئ للصفعات التي يتناولها والتي تؤكد له أنه حي. ظل يضغط على رقبتها قاتلا إياها بينما هي تحاول أن تفر من بين يديه قبل أن تفرح الروح من جسدها (جسدها!) مثل انسياب الماء من بين الأصابع. وكأن روحها فعلا تنساب بين أصابعه. (ألا يفترض أنها جنية؟) تجربة غير عادية كونه يخنق جنية. ولكنه يعرف السبب وراء ذلك (بافتراض أن كل ما يدور هو واقع مقيد بقانون السببية).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وظهر ذو الأيادي القذرة

 

جسد الرجل في كامل إستعداده للمواجهة,قال:

-أنا الرجل ذو الأيادي القذرة,أنتم رماد

ثم ارتخى جسده فجأة وقال دون أن تتغير نبرة صوته:

-المرأة

وأختفى.

***

وقعت الزجاجة وأنكسرت وصرخت ثريا,أنقض رجل,لكن ظهر آخر خلفه,عرفته من مظهره وملامحه,طوق زراعيه الملثم,لكن الملثم أختفى قبل أن يلمسه فأختفى الرجل خلفه,ودخل ياسر المطبخ يلتقف ثريا التي وقعت بين زراعيه مغشيا عليها.

***

ذاب البئر في الجدار ونظر مارد لخالد قائلا:

-لن أؤذيك,لي لقاء معك,يحسن أن تكون أو من أراك وإلا

-نعم..نعم..ستحرق,حفظتها من أول مرة

-أسخر كما شئت

وأشتعلت نيران وخبت وأختفى فعرف خالد أنه رحل,فنهض مترنحا ووقف ممسكا جنبه بيد بينما المسدس في الآخر,فشعر أنه مجرد قطعة حديدية تصدر أصوات بلا قاعدة,أخذ يلهث من الألم والدماء علي شفتيه, ونظرت له دليلة,وهي تقترب وقالت مزمجرة:

-أتغدر بي

-كسرت أضلاعي

-كدت تكسر عنقي

-الرجل الغريب هو من أنقذك

-لو تأخر دقيقة لما وجدت من ينقذك

-مارد كان سيفعل

-أظن أنك كنت ستموت في المعركة

-لو كن سأموت لحدث ذلك حتى لو كانت المعركة ثلاثة ضد واحد

-ما الذي يدفعك لقول ذلك

-ذلك الغريب له قوة عجيبة حتى أنه لم يأبه بكم

نظرت له وأبتسمت,وضعت إبهامها علي جنبه الأيسر,فتأوه خالد وصرخ متوجعا ثم شعر وكأن عظامه صارت سالمة,ولم يبقي سوى بعض الألم.

مبتسما قال لها:

-أنت ضعيفة,حياتك كانت بين يدي

-أنت لا تعلم من هي دليلة..دليلة المحتالة..أنت الذي بين يدي

-هناك شخصية في ألف ليلة وليلة أسمها دليلة المحتالة أيضا

-أنت تسخر مني ولا تدري شيئا,الأمر إني أعطيتك أمانا زائدا,لكني الآن حذرة

-ماذا تريدي

-أريدك

-أنا لست لك

-ستكون شئت أم أبيت

-أنت تعلمين أن ذلك لن يكون

-تكن زوجا لي تكون زوجتك لك,ويصير لك زوجتان ويصير لي زوجان,

ترفض تخسر زوجتك وتخسر روحك

كان يحدق بصدرها بين الثياب التي أنشقت عنه,وأخذت الدماء تسيل منه,

رفع ذراعه مصوبا المسدس تجاهها,

 

 

مواجهة ما

ثوبه فتلات وحبال وخرق إلي الأعلى منذرا بالمعركة,وقد ظهرت مخالبه متصلبة تكاد تفتك بالهواء أمامه

-واجهني

صوت غريب العميق وهو يقترب من روح فيتراجع الأخير وقد هدأ جسده وعاد كما كان……

-لا تتراجع..أنت لا تخافني ولكنك مثل زوبعة وثقيل تفضل الإنسحاب علي مواجهة جنى من المجموعة

-……….

-وعينيك تقول لي أنك لن تنسحب كما المرة السابقة

-……….

-واجهني أو أتركها

وأمام الصوت الغليظ والعميق رغم التناقض إلا أنه ……

جائت النظرة من العيون السوداء فخرج أمامها الصوت الأسود من ذو المعطف:

-أهجم

***

8

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فم لا ينغلق

[1]

شعر كأن رأسه يرتفع,أو أنه يسقط في منحدر,استيقظ ولم يكن شعوره كاذبا أو من وهم, وتابع من النافذة اقتراب الأسفل أثناء سقوط الطائرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[4]

لم يكن إلين هو الوحيد الذي أخفى أسراره,ففي نفس اليوم أخفى ألدرادو

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وطوق الرأس المعدني الأسود

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قصة أطفال مرعبة

[1]

لم يحول جون نظره عن الطريق أو حتى طرفت عيناه,قد مرت ثلاث ساعات وهو جالس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[2]

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[3]

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بالخارج؛نظر من النافذة فوجد الفتى الذي ضربه مرتمي على الثلج يصرخ متألما وحوله تجمع الناس.

 

قال صبي:

-لقد كان يلعب معنا,كنا نمرح,ونقذف بعضنا بكرات الثلج. كان سالما وفجأة ارتمى صارخا

 

وبدأ الصبي ينأنه تمهيدا للبكاء على حال صديقه,أو ربما خشى أن يلوموه هو لمصابه

 

انحنى رجل يتفحصه

-كسرت ذراعه اليمنى وساقه اليمنى

-استدعوا الإسعاف حالا

 

عرف روليت أن قدرته على السحق اندفعت خارج جسده لتهجم على الفتى تعيس الحظ لمجرد أنه مر قريبا منه في ذات الوقت الذي كان يفكر فيه,أفكار مشحونة بالغضب والكراهية له.

 

عرف مقدار قوته .. وابتسم.

 

إنه قادر على إيذاء الآخرين بشدة,ولا يقدر عليه أحد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لم يكن آلين هو الوحيد الذي يخفى أسراره,ففي نفس اليوم أخفى إلدرادو القطع السبع؛العصا والخنجر والسوار والخاتم والعملة والقلادة والطوق في فجوة تحت بلاط غرفته. إن كل شيء من هذه الأشياء المسحورة يخرج جني. أي إنه يملك سبعة كتب منذ تعلم السحر. وقد تعلمه من معلمه في المدرسة. مستر لوك. هذا الرجل الذي سمع وزملاءه أن له ولد,ولكن لم يره أحد هذا الولد. لقد علمه منذ سنة واحدة كل شيء عن استخدام الأشياء السبع التي وهبها له بنفسه. لم يكن مستر لوك محبوبا أو طيبا مع أي من تلاميذه,ولكن إلدرادو كان استثناءا.

 

-عصا

-خنجر

-سوار

-خاتم

-عملة

 

300

 

 

تقول لها أن تحلق شعرها حتى تصبح صلعاء,أما عن بيتر فبقدر أن رأى ما رأى من يقتل صديقه,وعدوه أن آن بوان فهرب لأنه عرف أنه أمام قاتل محترف,فرغم جنونه لم يود أن يعيد ما حدث معه,ومع إيفان ليجد نفسه أمام شخص أسوأ من إيفان.

 

 

 

 

 

 

وطوق الرأس المعدني الأسود به نجم,ويظهر كبيضة ضخمة كبيرة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحدث ميشيل إلى لؤي قائلا:

-اسمعني,أعلم أنك لست في وضع مناسب لهذا الكلام,لكني مضطر. أنا قمت بتشريح هذا الفتى ستيفن الذي تمت من أجله حملة الإبادة فصدمت بالجثة أولا. ثم تيقنت أنه ذو تكوين غير بشري. أي بشري هذا الذي يتبقى منه جثة بعد ما فعل به. كان ليصير هباءا منثور على يد تلك الحملة التدميرية,وكأنه إلتئم في موته. الجسد هو نفسه الذي يعود لصبي اسمه جوزيف.

 

مات دهسا وسحقا تحت الأقدام ووجدت بقاياه محشورة بين اوتاد السلم الحديدي وفجوتيه. ورغم أن ذلك قد يبدوا قاسيا للوهلة الأولى إلا أنني ارتحت أن ذلك الولد قد مات. إن الفرق بينه وبين ستيف الجبار هو أن نموه لم يكتمل.

 

بالرغم من أن ذلك أحدث صدمة كبيرة لديه,إلا أن لؤي صار يملك عقلية على إستعداد لتقبل أي شيء طالما يدل على شيء آخر,وهناك علاقة منطقية -وإن لم تكن علمية- بينهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1-مستر لوك مدرس الرياضيات وفراسكا العجوز

2-النقيب لؤي وكارلوس اليوناني المدير وأنفيرث الصديق

3-عم بدر وغريب والدكتور ميشيل

4-جوميز نائب القاضي – سترافورد قاضي المحكمة

5-المحقق لويس

6-القس سويفت بور والقس بيتر باريس

7-شارلي بان – المعاقب – أو بلاك الجلاد – فيكتور – هوارد وميلتون

8-ليودريك القاتل

9-الموقر مونرو والمحترم كروزو

 

 

ياليل طبعك يحير طبعك غريب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1-جون الضخم / شبح وظلام

2-هارفي الشرس / الغول

3-ليستر / مصاصة الدماء ليستر

4-داروين الحداد / الغيلان

5-كلينتين الحطاب / ساحقة العظام

6-بن الضعيف / زوجاته الثلاث

7-توني / سارق الوجوه – الوطواط الأزرق

8-الغجري / خدام الزوجات

9-أورليانو / مصاص الدماء – ظل

10-مات / الأسود – بلاك

11-جاك / الخادم

12-لورانس الرشاش / العنكبوت والعقرب

13-جويس / الأولى: التحكم عن بعد

14-سلفستر / الثانية: الصراخ

15-الشيخ الأعمى / الثالثة: الزوبعة

16-ويل الطيب / الفتاة متحكمة في النفس

17-بينلوبي – الأشجع / العجوز

18-أمارنتيا – الأقوى – أخت جون / الهيكل العظمي

19-صوفيا – إبنة عم بينلوبي / خفاش الوجه

20-فينيسيا – جميلة

21-روز – حبيبة مات

22-جون كاسبر

23-دان

24-بوا القزم

25-كوديك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وطوق الرأس المعدني الأسود به نجم,ويظهر كبيضة ضخمة خضراء تشبه البطيخة أو هي بطيخة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1-ميلر: ذو العيون الثاقبة (17)

2-إيسبر: أذنا الذئب

3-نيفادا: مصاصة الدماء

4-صوفي: الرقيقة

5-كالوب: الحاسة السادسة أو السابعة

6-فان: والضخم (12)

7-بوان: الخنجر (16)

8-راندولف: منيع والنذير

9-لورانس: الأبيض

10-ستيفن: الجبار

11-آلين: والشبح ماك

12-جوان: وعاء الأرواح الشريرة

13-هكتور: إبن الشيطان

14-ألدرادو: سبعة جن (16)

15-توم: القرين (8)

16-وارين: ملاك وشيطان (15)

17-ليومان: الموت

18-هاري: عشق الموت (9)

19-كريس: الهلاك

20-سارة: الحارس 5 (17)

21-روليت: الدمار (12)

22-إيفان: المتحول (18)

23-بيتر: الخنّاق (18)

24-بوتر: الإبرة (13)

25-براد: والعملاق (14)

26-رالف: العين الحارسة (13)

27-فرانتس: وينديجو

28-آرثر: الكتاب الأسود (13) / الآن: (14)

29-أيت: الطائر

30-ماكس: لسان الأفعى (14)

31-سبارك: أفاتار

32-مارك: 6 وحوش

33-كلاي: ذئاب

34-بلو: ضباع

35-جين: فتاة مسكونة

36-جود العظيم: الأعمى

37-سيلينا: فتاة متوحشة

38-ويليم: الذئب

39-كين: كيان مخيف

40-إيزاك: سايكوباثي

41-هربرت: في الصندوق

42-ريتشارد: ليس بعد

43-جراتسيا

44-صموئيل

45-ميخائيل

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كروزو وريان – تاناكا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-هيستين

2داليا

3-هيفاء

4-هانز

5-نوديسو

6-زوربا – جوبتير

 

لاميبيا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-زوربا

2-هيفاء – هيفان

3-نوديسو

4-باولو

5-آريس

6-أرمينيا

7-

8-داليا

9-هَميرل أو هميرا

10-هيستين

11-هيفيستوس

12-ديانا

13-هانز – هاري

14-ديونيسيوس

 

زوربا يتزوج

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-منيموسيني

-يو

-ليتو

-داليا

 

 

 

 

 

ألدرادو (7 جن)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-عصا / ملكي / 3 / بلطة ومطرقة

2-عملة / أبيض / 3 / غول أبيض ذو وجهين

3-خاتم / ياغوث / 2 / رأس وعصا وذيل

4-خنجر / غاضِ / أقل من 2 متر / سيفان ومثني أخضر

5-طوق الرأس / نجم / أكثر من 2 متر / سريع وطويل – بيضة

6-حلقة السلسلة / أفعى / 1 / أفعى – خنق

7-السوار / شديد أو شدّاد / 4,3,2 / هجين

 

توم والقرين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-مخفي

2-شبح

3-دخان

4-هالة

5-ظل

6-نار

7-وحش

8-هيكل عظمي

9-حيوان

10-خرقة

 

 

 

الأربعة في قصة أطفال مرعبة

 

 

وطوق الرأس المعدني الأسود به نجم –ويظهر كبيضة ضخمة خضراء تشبه البطيخة أو هي بطيخة, وأحيانا قرع عسل مثقوب به وجه كما الهالوين. يخرج مغطوى بمادة بيضاء. هو شيء يشبه الإنسان في هيئته, ولكن لون بشرته أخضر, ونحيف جدا, وطوله يعلوا عن المترين أو الثلاثة أمتار. هو مثل غاضِ عادي تماما وله أذنان طويلان مثل كلب أو ذئب أو قط, وسريع جدا, بل هو أسرعهم.

 

(ملكي) و(أبيض) أطولهم لا يتعدى الثلاثة أمتار, وهذه أطوالهم, (غوث) مصاص دماء؛ أفعى تمتص كل شيء, (شديد) أو شداد, كما هو واضح من اسمه أقوى جني بينهم والأشد والأفتك, طوله يتخطى الأربعة أمتار, وهو هجين من سمكة وذئب وخروف ونمر وثور ونسر وقرش وثعبان وشيء آخر أو حيوان آخر. الجسد إنسان, وله خياشيم موضع الضلوع في الأجناب, وزعنفة قرش يخرج مثل سيف ضخم عريض من عموده الفقري أعلى ظهره, وسيف سمكة يخرج من ظهر ساعده الأيمن. وذراعي أو جناحي نسر ينفصلا عنه أحيانا, ووجهه دب, خلفه وجه نمر, وعلى كتفه الأيمن رأس خروف, وعلى الأيسر رأس ثور, ولديه ساقي حصان مقوسان, ويخرج من أسفل ظهره ذيل ثعبان, هو خليط مخيف من عدة وحوش, حاول عدها ووصل إلى ثمانية ثم يأس عن ذلك, لأنها متغيرة بين تارة وأخرى.

 

وفي نفس اليوم أخفى آرثر -13 سنة- كتابه الأسود الملعون والمشؤوم, الكتاب الذي أراه الأهوال فكاد شعره أن يشيب في أول عمره, وقد جاءه الكتاب طائرا منذ عامان, ومن حينها كلما رأى ما يخيفه بسبب الكتاب, شعر بالمقت عليه, والخوف لا يتوقف عن النمو داخله ممتزجا بالكره والغضب. ولم يخبر أحد عن أمره إلا صديقه العزيز (آلان) الذي يكبره بعام.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[5]

أمسك لوي زجاجة الويسكي وقربها لفمه, فوجدها نفدت فرماها, لقد تأخر الوقت, وأصبح بعد منتصف الليل. الأحمق قرر أن يشرب في حانة الفرس الرخيصة, وحين مل الجلوس اشترى زجاجة وأخذ يتسكع بها حتى نفدت وجاء الليل وسكر وعربد وسمع زمجرة مخيفة من خلفه, نظر فطار الخمر عن عقله لدرجة أنه استوعب أشكال على أسقف المنازل؛ هم خمس ذئاب بشرية؛ أعلى المنزل الأيسر ذئب أسود شعر كأن عيناه تومض بالأحمر, وحوله على الأسطح يقبع ذئبان رماديان, وعيون صفراء مثل المرض وعيون سوداء مثل الليل. هناك ذئب رمادي ثالث مائل لونه للاصفرار. ثم ذئب آخر وأخير له عين واحدة يلمع خضارها والعين الأخرى تستقر داخل فجوة خالية.

 

نظر أمامه فوجد ذئب أبيض يتقدم منه, هو أضخمهم, عيون من الفضة أو بلون القمر تحدق فيه, يشعر أنه يرى مشهد موحش, وإن كان جميل بشكل ما, من الطبيعة البرّية. الوحوش تنقض على الفريسة, ولم يعطوه فرصة ليصرخ.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[6]

في مدرسة ثاوزند -سميت بهذا لا تستقبل أكثر من ألف طالب- والتلاميذ جلوس في الحديقة الخلفية.

 

قال إلين (15 عام): هناك شائعات بأن مستر لوك مشعوذ, وهذه العجوز الثرية فراسكا ساحرة

 

قال كارل (15 عام): ليست شائعات, بل حقائق

 

قال آر (16 عام): ومن أين تأتي تلك الحقائق؟

 

ردت آني (17 عام): من ميلر ذو العيون المخيفة

 

فقال إدجار (16): كيف وهو من الصامتون العشرة؟

 

آيس (17): إن إيجور محبوب من الجميع, ويعرف كل الأسرار.

-لكنه لا يحدث أحد.

-باستثناء بايتش

آني: وبايتش أكبر ثرثار في المدرسة

 

أثناء الحديث لم يخلع بيتر(18) عينيه عن أنجليكا, ومثله كان روليت.

 

ألين: كنا نتحدث عن لوك وفراسكا

 

شريك (13): نعم, لماذا لا تجعل أحد يراقبهما

 

رد أخاه الأصغر توني (9) وهو يضحك:

-لوك يسجن ولد مشوه الخلقة وفراسكا تأكل الأطفال الرضع

 

رد إدجار: يا لخيالك الواسع رغم سنك الصغير

 

فقال إيس: قلنا ساحرة ومشعوذ, وليس أب بلا قلب وامرأة آكلة للبشر

 

آني: لماذا لا يراقبهم أحد؟

 

آر: ومن يجرؤ؟

 

قال بيتر, الذي لم يخلع عينيه عن عنق أنجليكا: أنا أجرؤ

 

زمجر آر غاضبا: أشح عينيك عن صديقتي واصمت

 

فقام بيتر الذي يكبر آر بعامين, فقام له آر متحفزا, وغضب أصدقاؤه لغضبه فقاموا معه, ما دفع بوتر (13) إلى تحسس إبرتيه, قال روليت موجها كلامه إلى آر: اللعنة عليك وعلى صديقتك.

-لا تجعلني أضربك أخي

 

علا صوت بيتر: لننهي هذه المسألة, ونعود إلى موضوعنا, أنا سأدمر فراسكا هذه, أما عن لوك …

 

تدخل إدوار مقاطعا حديثه: لن تمسه بسوء

 

ونظر نحو روليت: أما أنت فأبحث عن طريقة لإخراج صديقك العزيز توم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[7]

كان الشهر الماضي آخر أشهر الشتاء ولكن لا فرق. هكذا أفكر لؤي النقيب المكلف بعده قضايا مزعجة, ثم في الشتاء ارتجف من البرد, والآن يرتجف من الخوف. هو ليس كالأغبياء الذين لا يصدقون بوجود المستذئب حتى يجده أسامة يكشف عن أشياء. ففي هذه المدن تجد عبدة الشيطان والمشعوذين والسحرة والساحرات ومختلف الوحوش وغيرها, لكنه لم يسمع عن مدينة واحدة يجتمع فيها قاتل مجنون وذئب بشري وصبي ملعون!. بل ويشتبهون في المزيد من الأطفال!. الذئب أفترس ثلاث ضحايا حتى الآن. والقاتل لديه ضحيتين في رصيده حتى الآن.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كتولو

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كان

كان، فهو كائن، ومنها يخرج اسم المصدر الكينونة, وأصله الاشتقاقي كان، وهي تطلق على كل حي أو غير حي، وعلى من هو كائن بذاته أو كان والسلام، ومن يوجد من الخلائق في العموم. قيل هو الإله يخلق جميع خلقه, وهو غير مخلوق بدوره، وقيل أيضا .. ماذا قيل؟ إن كل ما يقال يدرج ضمن الفعل كان.

 

طيب .. ما هي الكيانات التي يمكن أن تحتوي في كينونتها على كل شيء تقريبا، كل كائن حي، وكل الاحتمالات، على غرار الكينونة التي صاحبت رفعت إسماعيل. بداية هناك الإنسان, والإله ذاته (الإله أو الله – الإله والله)، الموت، إبليس، هل يمكن أن نقول الملائكة، والآلة، والحيوان كما الإنسان, والجان كما الإنسان, وكل الأجناس الأخرى كما الإنسان: (العائدون من الموت / القادمون من الفضاء).

 

الأعمى, إذ أبصر, رأى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؛ (كشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد). أهل الكهف كانوا يرون ظلالا وأزمان. ثم ظهر الشيء.

 

الشيء يعتقد الناس أنها قد يكون إبليس نفسه، في العربية, لوسيفر عند الغرب، وأيا كان اسمه في بلاد الشرق أقصاه وأدناه من الهند إلى الصين. هناك أعمال أدبية، قصائد قليلة وروايات أقل تناولت حياة هذا المخلوق، ولا نقول هذا الشيء، لأن هذا الشيء ليس الشيء نفسه.

 

وهذه القصة عن رجل مات .. مات الرجل ولم يخبر عن سره أحد. طلب أن يدفن الصندوق معه في قبره، أن يوضع بالضبط أسفل رأسه. يمكن لأي أحد ببساطة أن يخمن بأن السرّ يكمن في الصندوق. توعد الرجل، واسمه محمد, وكنيته أبو أحمد، من يفتح الصندوق بكارثة تحل عليه. وهذه الوعود تبدوا زائفة على نحو كبير.

 

من تمثلاته، أنه, إضافة إلى كونه الكينونة، كان أيضا الشيء، والهول

 

[1]

الشيء هو شيء مجهول,فلا يصح حتى ان نطلق الشيء المجهول على شيء مجهول أصلا بسبب تشيؤه. ومع ذلك,هذا يتناقض مع الألف واللام للتعريف. فهو معروف بخطره ولكن مجهول عنه ماهيته.

 

أول ظهور له كان على الجزيرة,وانتقل من هناك إلى المدينة,عبر سفينة,انتقل الخوف,من الجزيرة إلى المستشفى.

 

الشيء.

 

الشيء المجهول.

 

الشيء الغير معروف كنه.

 

والذي لا إسم له.

 

والذي لا داع لذكره.

 

كلها إضافات لا داعي لها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[2]

الصندوق

 

البداية كانت من عند هذا الصندوق

 

حين توفى الحاج جابر ترك تركة لإبنه الأكبر جابر

 

والمفاتيح السبعة

 

الألم:-الصندوق والمفتاح والوصية-أرواح معذبة وصراخ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[3]

الشيء

 

كان على جزيرة مجهولة ومهجورة

 

 

ثم هناك الهول

 

 

 

 

 

الهول

 

سأحاول هنا أن أصفه مجسدا في صورة وحش,ولكنه ليس كأي وحش,وكما يقول أحمد خالد توفيق في رواية قرأتها له يوما ضمن عمله المشهور المسلسل ما وراء الطبيعة؛هو وحش لم يخترع بعد.

 

لا يمكن رؤيته

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ومن الكيانات أيضا

 

هناك

 

الخوف

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وهناك

 

الملتهم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أنا I

 

-سباح ماهر يصل به غروره لحتفه.

 

 

 

ملف الكيانات

 

1-الفقر: جمع الملك كل الفقراء في مملكته,أطعمهم وكساهم وصنع لهم حديقة من الملذات يتمرغون في متعها لمدة إسبوع واحد,ثم قتلهم. ذبحهم وحرقهم فلم يبقي منهم شيئا.

 

2-أنا: أنا I اعترف أن أنا لا مثيل له.

 

-تأخرت على الباص لغرورها

 

-أتوبيس سياحي يلفظ ركابه في فترة استراحة ويحدد المشرف موعد للعودة,فيعود الجميع بإستثناء فتاة مغرورة يتم اختفائها.

 

3-الملتهم

 

4-

 

5-

 

6-

 

13-الخوف

البشر,كائنات ضعيفة للغاية,بائسة لأبعد مدى,لا ينظر إليها في هذا الوجود اللانهائي,وهذا رأي قصير أوضح فيه رؤيتي,أما عن من أنا فستعرف بمذيلة الكلمات,التي تقرأها غالبا بين صفحات كتاب أو على لوح رقمي ربما يكون متصلا بفضاء الإنترنت الشاسع.

 

والمحاور الرئيسية لما أريد توضيحه هي محورين أساسيين؛الموت والرعب.

 

فأما عن الموت,فالإنسان يموت بسبب أشياء عديدة,وبسيطة للغاية. ونجد الموت في خمسة أنواع أساسية -تعددت الأسباب والموت واحد كما يقولون- تنبثق منها كل أنواع الموت الأخرى. هي الذبح والخنق والكسر والحرق والسم.

 

أما عن الرعب,فالإنسان يخاف من أشياء عديدة,وهو محق في ذلك,تحت الأرض توجد ديدان تأكل البشر وهم أموات,وتوجد غيلان تأكلهم وهم أحياء. وحولهم هناك بشر أشد قساوة على البشر وإخافة لهم مما قد تفعله أي مخلوقات أخرى. إن الإنسان يخاف مما يجهل ومما يهدد أمنه,ومن الأجدر بتهديد أمن الإنسان سوي أخيه الإنسان. الإنسان لفظ يدل علي كيان يحمل من الوحشية قدر ما يحمل من الذكاء الهائل,فهو الذي أخترع كل الأسلحة التخريبية والمذاهب الانحلالية. متجردا من صفة إسمه,الإنسانية.

 

لا تخف,رغم أن دواعي الخوف في الدنيا كثيرة,لكن لا تخف فأنت في الجانب الآمن من هذه الأرض مهما إشتدت بك الظروف.! هذا الأمان هو أمان الجهل.

أنت من الكثرة الكثيرة في العالم الذين يعيشون ويموتون وهم غافلين. كافكا ولافكرافت عرفوا,وكذا عرف آخرين مبدعين,لهذا جن جنونهم وصبوه في إبداعهم.

 

إذن,ما الذي يخيف في الدنيا إلي هذه الدرجة,إصدقك القول يوجد الكثير مما يخيف. ولن أحاول أن أبين لك ولا حتى قليلا من هذا الكثير. لكن خذ التصنت على الأجهزة كمثال,وخذ الأرواح التي تسكن معنا في بيوتنا كمثال آخر. أو حتى العائلات التي تتحكم في البلاد كمثال ثالث.

 

يقول مستر أنجيل: “أعتقد أن أكثر الأشياء رحمة هي عجز العقل البشري عن الإلمام بمكونات الكون,لم يفهم حقيقة وضعنا في الكون سوي الفلاسفة ورجال الدين,عدا ذلك إما أن نجن أو نموت. وذلك من الرحمة الإلهية.”

 

تقول ميس آيفز:”أنا أومن بالرب,وأومن بوجود الشيطان,أومن باللعنات,أومن بالمردة والوحوش,أومن بكل شيء.”

 

الفلسفات ذات النظرة الثنائية للوجود صحيحة,فالعالم ينقسم إلي عالم مادي وعالم روحي. الأول تحكمه القوي الآلية وأهمها قانون السببية. والثاني تحكمه القوي الروحية وأهمها قانون الحروف. وبين حين لآخر يلتقي العالمان.

 

ورغم أنك ستأخذ الأمر كله علي محمل السخرية ولن يعلق برأسك مقدار ثانية أو تلتفت حتى,إلا إنني أنظر الآن من خلف ظهرك إلي الكلمات التي تقرأها بعينك.

 

1-الفقر

2-المرض

3-الجوع

4-الموت

5-القتل

6-الطغيان

7-الألم

8-الحزن

9-العجز

10-العذاب

11-الخراب / الدمار

12-الشرّ

13-الذل / الخزي / الهوان

14-القنوط / الملل

15-العفن / الوسخ

16-الحقد / الكراهية

17-النزاع / الخصام

18-العدم / الفراغ

19-الزمن

20-الجنون

21-الفوضى

22-البشاعة

23-الشهوة / الجنس

24-الغضب

25-الجشع

26-الطمع

27-الحسد

28-الكسل

29-السحر

30-الظلام / الليل

31-الصمت

32-البرد

33-النار

34-الوحدة

35-الكوابيس

36-الحرب (آريس)

37-الإستهلاك

38-البؤس / المعاناة

39-الشيخوخة

40-الغدر

41-المجهول (كيانات مجهولة)

42-القوة

 

الفقر:-الكسل,الإستهلاك,المرض,الجوع,المعاناة,الخراب,الموت

 

 

إله الذباب

 

المرض:-مخزن الأمراض البشري-الطاعون-القناع الأحمر

الأرواح في فم الفتاة,الطبيب والميت

 

ربما العمى والغراب والنجوم والمرايا

 

-ويخلق ما لا تعلمون

 

-وله في خلقه شؤون

 

آيات

 

 

 

الكاتب

 

 

الكاتب هو الشخصية الرئيسية في هذا الكتاب,ولكن الكاتب ليس أنا كاتب هذه الكلمات,بل أكون أنا ممثلا عن شخصية الكاتب في أي مكان,وكما يقال,وكما تحاول طائفة من العلماء أن تثبت,فحتى أنا (الكاتب) قد أكون شخصية في مخيلة كاتب ما. وبعكس ما ينظر بعض النقاد فموت الكاتب يبعث من جديد هنا,ولكن يبعث ميتا. كاتب يروي عن كاتب. كاتب آخر أو هو نفسه. وما بين الكاتب الذي يروي,والكاتب الذي يروي عنه,يجب توفر حبكة.

 

ماذا تكون الحبكة؟

 

تكون أي شيء

 

وماذا تكون الشخصية؟

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *