اقتصاديات النشر

الكتاب من عنوانه

خمسة عناصر أساسية يمكنك من خلالها أن تميز بين الكتاب الجيد والكتاب الرديء، برأيي هي

 

1-موضوع الكتاب

2-اسم الكاتب

3-اسم الناشر

4-تصميم الغلاف

5-قراءات سابقة

 

[1] عنوان الكتاب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وعنوان الكتاب يساوي موضوع الكتاب,وهذا هو الأساس الذي تبنى عليه الرسائل العلمية الجامعية,والمعيار الذي يحدد جودتها وإن كانت صالحة للقبول,وربما النشر,أم لا. وقبول الرسالة,هو إعلان بنجاح طالب العلم وإعطاءه شهادة رسمية تؤكد ذلك. تبدأ هذه الشهادات من درجة الأستاذية (ماجستير) مرورا بدرجة الأستاذية الوسيطة أو المعلم (الدكتوراه) وصولا إلى الأستاذية الكبرى (بروفيسور). نحن هنا قد تجاوزنا شهادات الإجازة من نوع الدبلوم والليسانس والبكالوريوس. لأنها شهادات تؤكد على تأهل طالب العلم للدرجة العلمية التي تسمح له بممارسة البحث العلمي. وربما مزاولة بعض النشاطات المهنية ذات الصلة بشهادته العلمية. لكنه يظل طالب علم أكثر من كونه معلما. تبدأ درجة المعلم مع شهادة الأستاذية كما وضحنا,وعليه تقوم الهيئة المختصة والمانحة للشهادات بتبني معايير صارمة معترف بها قانونيا من أجل بيان درجات الاستحقاق بين طالب وآخر. ولا يخرج في العادة عن وجهين؛إما اختبار عملي حيث يكلف مهندس ما ببناء تصميم,أو طبيب ما بتشريح جثة أو تشخيص مريض,وإما اختبار نظري, وهذا ليس أقل صعوبة. ففي حين يلتزم العملي بنوع ثابت وربما مكرر من الإنشاءات أو الممارسات العلمية أو الهندسية أو الطبية,فإن طالب العلم النظري يفترض به أن يأتي بطرح جديد ومغاير في موضوع لم يطرق من قبل,أو يسلط الضوء على جانب مجهول فيه. هذا يكون فريد وممتاز أكثر إذا تم دعمه بتطبيقات عملية في مجالات إنسانية مثل علم النفس, والاجتماع,والسياسة,والإعلام,والقانون. وبالطبع الاقتصاد أيضا. ناهيك عن علم الجمال في شقيه الفني والأدبي. لهذا ينفر بعض المعلمين حين يأتي إليه الطالب طالبا منه أن يقترح عليها موضوعا يكتب فيه رسالته. كذلك يحنق المحررين من كاتب لا يجد لديه ما يكتبه أو يكتب عنه.

 

بالطبع لازال البعض يقع في خطأ الذهاب وراء عناوين زال عنها إغراؤها مثل الثالوث المحرم العربي؛الدين والسياسة والجنس. نحن في عصر غير العصر.

 

[2] اسم الكاتب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا الجانب مهم جدا,واتخاذا بالقول اعطي العيش لخبازه,قد لا يصلح التعرض لموضوع عميق أو جاد إلا من خلال قراءة نص وضعه متخصص في هذا الموضوع,على سبيل المثال في الفلسفة,وفي تاريخ الفلسفة,فإن أي كتاب للفيلسوف المصري عبد الرحمن بدوي قد يكون واف جدا كمدخل ثري للقارئ وطالب العلم الجاد والمجد في طلبه. وحتى في القراءات الخفيفة لماذا قد أضيع وقتي وسط هزل سخيف لا يسمن ولا يغني من جوع,بينما يمكن الاطلاع على دعابات أخمد خالد توفيق المتناثرة في مقالاته,ومثله أنيس منصور. أو الأدب الساخر من أحمد رجب ومحمود السعدني. مثلما لا أحب أن أقرأ رواية فكاهية لن تضحكني, أيضا لا أحب أن أقرأ رواية رعب لن تخيفني,ولا أن أقرأ رواية خيال علمي لن تذهلني. والأمثلة على ذلك كثيرة.

 

[3] اسم الناشر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن أي بحث علمي يتم اعتماده,وبالتالي قراءته أو الاطلاع عليه,إذا كان يقدم طرحا,أو يعرضه أستاذ كبير له درجته العلمية,أو تحت إشراف أستاذ كبير معروف,أو تحت وصاية جامعة أو مؤسسة علمية مرموقة.

 

نفس الوضع يتكرر مع الكتب عموما,علمية أو غير علمية,إن ترشيحات القراءة لها قدر عظيم من الأهمية لما توفره من وقت وجهد ومال قد يُبذل في كتاب لا قيمة لها. إن مقولة (اقرأ قبل أن تحكم) لم تعد قادرة على استيعاب هذا الدفق اللانهائي من المقترحات والترشيحات حول كل شيء.

 

لهذا كان لسمعة بعض دور النشر دورا بارزا في التنمية الثقافية,لأنها توفر على القارئ عناء البحث والتنقيب بينما يمكن أن يكون له مشاغل أخرى,وفي نفس الوقت هي لا تفرض عليه عملا أو كاتبا بعينه,بل تقدم له مجموعة من الخيارات المتنوعة,والممتازة في أغلبها ليختار هو منها بنفسه.

 

نفس هذا الدور,قد يلعبه الموزعون,وليس دور نشر فحسب,والمؤسسات الثقافية,وأيضا النقاد ومراجعي الكتب والمعلقين الصحافيين.

 

[4] تصميم الغلاف

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكاتب والناشر هما من المؤشرات الداخلية حقا حول داخل الكتاب,على الطرف الآخر هناك عنوان الكتاب,وتصميم الغلاف. مما يسمى العتبة النصية أو النافذة البصرية للكتاب,خاصة في حالة صورة الغلاف لأن الصورة أقوى من ألف حرف.

 

أكثر مدرسة احترمها في هذا السياق,هي مدرسة محيي الدين اللباد,الذي يشترط قراءة المصمم أو رسام للكتاب الذي يرسم غلافه,قراءته كاملا من الغلاف إلى الغلاف. حتى يمتص روح الكتاب ويعي تماما مراد الكاتب,ويعبر عنه جيدا في صورة الغلاف.

 

مع ذلك,هذه ليست الطريقة الوحيدة لرسم الأغلفة, هناك طرق أخرى موفرة للوقت لكي نثري الساحة الفنية ويكون المنتج غزير الإنتاج.

 

في الوقت الحالي,في عصر الإعلان البصري,ضجت منافذ البيع بكل الألوان وكل الصورة في محاولة لجذب كل الأذواق.

 

بقلم: رايفين فرجاني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *