أولا ولأن بي هوس بالموت، ولأن أجمل ملذات الحياة هي النساء، اتبعت ميلي الواضح إلى نوع معين من الموت، من القتل المصنف لدي، على خمس أشكال رئيسية (تعددت الأسباب والموت واحد)؛ الموت خنقا أو ذبحا، أو كسرا، أو حرقا، أو سما. وجعلت الخنق من نصيب النساء في هذه المدونة، على أن أعني بخنق الرجال، وذبحهم في موضع آخر. هذا الميل، إلى خنق النساء، لا ينزلق في هوة من الجنس الإباحي، السادي، الصريح، بقدر ما يقودنا السياق إلى تبني نوع من الفلسفة الإيروسية نسبة إلى إيروس إله الجنس عند الإغريق، لكنه ليس مثل فينوس ربة الحب والجنس والجمال، أو كيوبيد لا سمح الله .. إيروس هو إله الرغبات الغير تقليدية والمحرمة والأكثر مجونا.
ثانيا، مع ذلك، ومرة أخرى نؤكد، هذا ليس مجرد نوع من العروض الإباحية، بل أقرب إلى دراسة نفسية ونقدية وثقافية وفنية واجتماعية وفلسفية وحتى أدبية بقدر ما يسعني ذلك. نحن هنا، نركز على طريقة عرض الموت، مختارين فئة معينة، حتى لا نغرق في ضروب من العشوائية والخيارات الغير نهائية. لهذا اخترنا من الموت الموت خنقا، ركزنا أكثر على النساء، لأن المرأة كما هو معلوم، تكون مستضعفة، ومرغوبة جنسيا، وما يثيره هذا من قضايا نسوية ممتعة، ركزنا على السينما الغربية، مع بعض المختارات من السينما الشرقية والشرق أوسطية. حاولنا اشتمال جميع أنواع السينما، من فيلم وتلفزيون وفيديو، تصويري، أو رسومي، أو وثائقي، وربما إباحي أيضا. بالطبع، نحن معنيين فقط، بتلك المشاهد التي تعرض الموت، هنا، الخنق يعطينا ميزة التطلع إلى مشاعر وأحوال الضحية عند الموت، بما في ذلك الوضع الجسدي لها، وربما التطرق لأي رمزية كامنة إن وجدت، وبالطبع، يهمنا جدا جودة الإخراج السينمائي.
ثالثا بعد تعيين نوع الموت، وهو الموت خنقا، والضحايا من النساء، وبعد الإشارة إلى طبائع السينما التي نوردها في هذه المدونة، نذهب قليلا إلى المضمون، لهذا، أنا معني جدا، بتلك الأعمال ذات الحبكات القوية، الأصيلة سينمائية، أو المقتبسة أدبيا، معني بواقعية القصة، أو قوتها من حيث الإيقاع أو التحولات أو خلافه. ولكن الأهم بالنسبة لي، وربما في المقام الأول، هو التركيز على الشخصية نفسها. أنا هنا، أحاول التحدث عن شخصية، كانت حية، أشعر بنبضها، وماتت. هنا بالضبط تكمن الصدمة.
ألفريد هيتشكوك 1943
ظلال من الشك 1943، حبل 1948، غرباء في القطار 1951، اطلب م للقتل 1954، نوبة 1972، بالإضافة إلى مسلسله التلفزيوني الشهير ألفريد هيتشكوك يقدم 1955-1965
سيرجيو مارتينو 1972
في هذا العام أصدر لنا فيلم تارسو Torso،
أمبرتو لينزي 1974
لا يوجد عاشق حقيقي لهذه النوعية من الأفلام يمكنه أن ينسى مشهد مقتل الحسناء البريطانية سوزي كيندال في فيلم سبازمو 1974،
-ماريو غاريازو
ماريو غاريازو Mario Gariazzo، أخرج فيلم بلاي موتيل Play Motel 1974.
-جون كاربنتر: هالووين 1978
حكايات غير متوقعة 1979
Tales of the Unexpected Skeleton in the Cupboard
-ديفيد كروننبرغ: فيديودروم 1983
بريان دي بالما 1984
جسد مزدوج 1984
قطعات قصيرة تظهر جحوظ العينين، وانفراجة الشتفين، ورفسة القدمين، ومقاومة اليدين، واختلاجات الوجه، أثناء اختناق الضحية في مدة لا تتجاوز الدقيقة، ركز فيها المخرج بثلاث قطعات تظهر الفم تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة. ولكن ذلك لا يحدث، في مشهد قاسي، يتلاعب فيه المخرج بالضحية، عبر قاتلها، وبنا نحن المشاهدين، أثناء مراقبة امرأة من خلال أعين مراقبها الذي يسقط منظاره عليها، ليكتشف وجود متسلل في غرفتها، يحاول تحذيرها عبر الاتصال به، لكن المتسلل ينجح في لف سلك الهاتف حول عنقها، حتى يغشى عليها وعليه بسبب رفسة أسقطته على جهاز مثقاب كبير الحجم. للأسف لا يستأنف الخنق كاملا، وإن كان فيه لقطة مرضية وقاسية تظهر قدم القاتل وهو يضغط على عنق ضحيته مثبتا جسد المرأة في الأرض مخترقا وسطها بالمثقاب عابر به من الأرضية إلى الطابق الأرضي، وتحت هذا السقف، كان المنقذ يتصارع على نحو دامي من كلب شرس ومدرب، أفرغ غضبه في الشخص الخطأ حاسبا أنه بذلك ينقذ سيدته.
كليف باركر 1987
باعث الجحيم 1987-1996
في نوع من النشوة الإباحية الصريحة، والرومانسية الزائفة، بمراسم جنائزية، ومشهد يربط بين الطعام والجنس على نحو مخيف، تشعر أنه مستوحى جزئيا من الرواية القوطية (توقعات عظيمة) للأديب الإنجليزي الكبير تشارلز ديكنز، وضحية مقيدة، يسترجع الكاتب / المخرج العلاقة الأزلية بين الولائم وذبح الضيوف بمشهد خنق ينتهي بدق عنق الحسناء وعلى وجهه تعابير تنافس فيها أداء شارلوت وإن كان الأداء والمشهد أقصر بكثير.
زوج الأم 1987
-حكايات من القبو 1989: Three’s A Crowd 1990
لوسيو فولكي 1990
قطة في مخ هو عنوان هذا العام، من بطولة المقتولة ماليسا لونغو الحسناء الإيطالية
-ويليام لوستيغ: لا هوادة فيها 1989 Relentless
-القتل 101 1991
… في دور فرانشيسكا، هي أكثر ممثلة تشبه ديانا كروجر، بمشهد خنق لا ينسى، على الأقل لا يمكنني أنا أن أنساه، وذلك راجع إلى عدد من الأسباب؛ في المقام الأول هو واحد من المشاهد السينمائية المبكرة في حياتي، والتي عرّفتني على مفاهيم مقبضة مثل الموت، والقتل، وقد كنت طفلا وأنا استمع إلى تعليقات من الكبار، مثل كيف أن القاتل أمسك بها، وأنها لن تفلت منه. السبب الثاني، راجع إلى كون هذا المقطع، يجتر معه سلسلة من المشاهد السينمائية عن القاتل المتسلسل، الذي ينجح في القضاء على ضحيته مغافلا شخص آخر يكون حاضرا وكان قادرا على إنقاذ الضحية، فقط لو عرف في الوقت المناسب. السبب الثالث، أن المشهد، على قصره، كان متقن الصنع، تسلسل يبتدئ بتصاعد الموسيقى على خلفية من كلام مسموع للمعلم، وإدراك متأخر من الفتاة بأن هناك شيء غير صحيح، شعرت بالمتسلل ولكنه كان قد طوق عنقها برباط العنق، لتنال الموت الذي جعلها تُغرم بمعلمها، ومجموعة من اللقطات القصيرة تظهر جسده وهو يتقلب يمينا ويسارا، ثم لقطة مقربة لوجهها الذي يتقلب بدوره يمينا ويسارا، لقطة أكثر قربا إلى العنق واللسان الذي يتقلب داخل الفم يمينا ويسارا. يبدوا أنها عاجزة عن فعل أي شيء، وعن إخراج أي صوت، ويبدوا أن الرباط يضيق بقوة على عنقها، لدرجة أن المشهد ينتهي بكسر رقبتها.
الدون الأخير 1997
تاكاهيسا زيزي 1997
جميع حقوق الصورة محفوظة إلى موقع Letterboxd
في هذا العام قدم تاكاهيسا زيزي Takahisa Zeze فيلمه المشهور ريجيو Raigyo،
-رومان بولانسكي: البوابة التاسعة 1999
واحدة من أكثر الصور السينمائية التي قدمت السحرة في بيئة معادية وسوداوية تختلف تماما عما عهدناه لاحقا في أفلام هاري بوتر المناسبة للعائلة، ومجموعة من العناصر البصرية تحتقر وتزدري النساء، مثل السيقان المقلوبة، رفسة المؤخرة بالقدم (شلوط)، الخنق بالسلسلة (ربما إلى درجة كسر العنق)، امرأة تمنع رجلا من أن ينقذ امرأة أخرى يتم قتلها بواسطة رجل آخر، والأدهى، أنه يتم خنقها على المسرح / المنصة أمام مجتمع من السحرة!.
-آل سوبرانو 1999
تاكاشي ميكي 2004
في عام 2004 تم إصدار مجموعة من المختارات الآسيوية للفيديو داخل فيلم حمل عنوان المتطرفون الثلاثة Three … Extremes جمع بين المجنون الياباني تاكاشي ميكي والمخرج الكوري الكبير بارك تشان ووك بالإضافة إلى الصيني فرويت تشان.
في فيلم بارك بعنوان قطع Cut، يظهر لنا أن لفة الأسلاك هذه وضعها المخرج الصيني مدفوعا بتأثره من نظيره الياباني صاحب فيلم الاختبار 1999. وفيلم الاختبار اختاره مدون ناطق بالإنجليزية، ضمن قائمته حول الأسلاك الثلاثة عشر الأكثر شرّا في أفلام الرعب، وهذا المشهد تحديدا -من فيلم المختارات- اختاره المدون جاك دي Jack Dee ضمن قائمته حول مشاهد الخنق العشرة الأكثر إرعابا في الأفلام والمنشورة على موقع جوبلو JoBlo. تشعر أن إحدى القائمتين هي امتداد للأخرى خاصة مع تكرار نماذج مثيرة لأسلاك قاتلة ومميتة بأكثر الطرق إبتكارا وغرابة.
ريا وسكينة 2005
-مارتن سكورسيزي 2006
-بوشنغ ديزيز 2007
-اختلال ضال 2008
-لارس فون ترايير: عدو المسيح 2009
-أليخاندرو آمينابار: آجورا 2009
-جويليم موراليس: عيون جوليا 2010
-صراع العروش 2011
أبيض: أغنية الموت 2011
-ديفيد ليتش – الشقراء الذرية 2017
-دينيس فيلنوف – بليد رانر 2017
-دارين أرنوفسكي 2017
-سلاكس 2020
-كوينتن تارانتينو 2020
تعليق “الخنق: تاريخ خنق النساء في السينما الغربية؛ من هيتشكوك إلى تارانتينو”