المابعدية هي فلسفة تنطلق من ما بعد شيء ما,مؤسسة غالبا على أنقاض فلسفة سابقة.
ومفهوم المابعديات سيظل حاضرا ما دام التاريخ ذاته تم تحقيبه إلى ما قبله وما بعده.
الأكثر جدلا أن أكثر الفلسفات بعدا عن أي (ماقبلية) هي الفلسفة الما بعد حداثية,لأن الحداثة نفسها أتت بعد كل الفلسفات. وتنادي بالتحديث المستمر واستحداث كل جديد,والتجاوز إلى ما بعد أفق كل إتجاه فلسفي. حتى أنها لا تحمل إسما سوى ما بعد الحداثة. في الوقت ننظر فيه إلى
-ما بعد البنيوية (التفكيكية)
-ما بعد التحليلية (البراجماتية)
-ما بعد الوجودية (الشخصانية)
-ما بعد التأويلية (التداولية)
-ما بعد العقلانية (الوضعية أو النقدية)
-ما بعد الكولونيالية (دراسات التابع)
لذا (المابعدية) صفة لمجموعة من الفلسفات أكثر مما هي فلسفة محددة الملامح. إنها منظومة فكرية تشمل أي فلسفة تستنفذ أغراضها وإمكاناتها لتتجاوز نفسها إلى ما بعدها. لتخرج لنا -غير ما ذكرنا- طائفة كبيرة من المابعديات التي لا تحمل فلسفاتها المتجاوزة إسما أكثر من مابعديتها. “تحوَّلت الفلسفة والخطابات النقدية في العلوم الإنسانية إلى مرحلة من (المابعديات) التي جعلت من كل نظرية مرحلة لاحقة لها كالبنيوية ومابعد البنيوية؛ الحداثة وما بعد الحداثة؛ الإنسانوية ومابعد الإنسان؛ الأيديولوجيا ومابعد الأيديولوجيا؛ العلمانية ومابعد العلمانية؛ النسوية ومابعد النسوية؛ الاستعمار ومابعد الاستعمار وغيرها من المابعديات.” لا تحمل فلسفة ما بعد الحداثة أكثر من ما بعديتها,أي الفلسفة الما بعد حداثية,ولكنها استولت على جميع المابعديات قبلها وبعدها. لتعرف بفلسفة المابعديات. وفي هذا نوع من التضليل الذي يحاول أن يقولب ويجد في فلسفة الحداثة بإعتبار أنها ميتة. ونحن الآن نعيش عصر ما بعد الحداثة. هذه كلمة مراوغة. فهنا نحن أمام موقفان
1-ما بعد الحداثة بإعتبار أنها إستمرار للحداثة.
2-ما بعد الحداثة كمحطة إنتقالية تؤرخ للشكل الجديد.
هذا الشكل الجديد إضافة إلى تمرده المستمر على كل ما سبق,جمع النقيضين لأن الما بعدية هي عودة للتنقيب عن كنوزنا التراثية دون التخلي عن أدواتنا الحداثية. لذا يمكننا عكس المسألة بالقول أن التراث للحداث,والحداثة لما بعد الحداثة. مثال آخر -دون تطبيق العكسية عليه- هو “مصطلح (ما بعد العلمانية)، الذى كان «هابرماس» من أول من أشار إليه بقوله «نحن نعيش فى مجتمع ما بعد علمانى»، فى إشارة إلى عودة الدين إلى المشهد، بعد تحييده أو تهميشه طويلاً، فى ظل المفهوم المتعارف عليه للعلمانية، التى سادت فى المجتمعات الغربية.” ويبقى السؤال
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.