الفلسفة والنص (الوحي في دراسات الفلسفة العربية المعاصرة)

السؤال الأول هنا ما الفائدة التي ترجى من عملية النقل؟

بكل المعاني الواسعة التي قد يتضمنها هذا المفهوم,أو التي قد تحمل عليه,من تلقي أو تبعية أو تأويل أو غيره من المفاهيم المتعددة في دراسات القراءة والتفسير.

المتعارف عليه,والمثبت تاريخيا,أن النقل هو منقول عن مصدر تحتمل معلوماته الصواب والخطأ. سواء بسبب مادة النقل نفسه,أو آلية النقل لتلك المعلومات.

في المقابل,من البديهيات المتعارف عليها,والتي يكاد لا يصلح التشكيك فيها لدى كل ذو عقل هو العقل نفسه. إلا لو كان شكا علميا يعيد تفكيك وبناء هذا العقل على أسس سليمة.

تلك الأسس نتوصل إليها دوما عن الطريق العقل,كما يثبت لنا التاريخ عامة,وتاريخ العلوم والأفكار خاصة. وكما يمكن أن نتثبت من خلال أي دراسة علمية في حقول النفس أو المجتمع,أو حتى قراءة تأملية عميقة من قبل ذواتنا داخل ذواتنا كما فعل ديكارت.

إذا ما الداع للنقل؟

برأيي,وهذا هو الطرح الذي أقدمه,أن النقل يمثل الوجه الآخر للعقل,وإن كانت الكثير من العلوم (مثل المنطق والفلسفة واللغة وأسس البحث العلمي) تحفظ العقل من الخطأ. فإن النقل هو الذي يحفظ هذه المحفوظات من الضياع. ولا يتوقف دوره هنا فقط,بل ويشارك (تفكيريا) في صياغة نظم جديدة حافظة لهذا العقل.

وإن كان العقل معروفا بأنشطته الفكرية التي يتناولها علم النفس وعلم المنطق تحليلا وإيضاحا,فإننا نرى أن العقل هنا جزء من العقل (العقل الأكبر كما أشرنا إليه في مقالات أخرى) الذي يشمل العقل والنقل. أي أن النقل هنا تأتي بصفتها نشاط عقلي مفكر يمارس الأنشطة الأكثر أهمية مثل التعريف والتصنيف والتجريد والتفسير,وغيره. عبر مسارات أخرى للتفكير تتعدد كما تتعدد مسارات الإدراك. وذلك عبر ممارستين

النظر إلى الماضي

العمل في الحاضر

[1] النظر إلى الماضي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فالنقل,هو التفكير في (المدونة),وقد أثبتت العلوم جدواها في حياتنا,وأثبتت ضمنيا إتكائها في نصف بنيانها على فعل (التقنين).

[2] النظر إلى الحاضر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

باعتبار النقل هو التفكير في (الكتابة)