لوحة الغلاف الخارجي: بطرس المعري
النفسانية فلسفة تركز على (النفس) منطلقا ومقصدا
وجميع الفلسفات التي تقصد النفس صنفت ضمن دراسات علم النفس,دون أي شمولية فكرية خارج سياقها النفسي قبل التحول إلى الإجتماعي بعد النجاحات الهائلة التي حققتها أشهر المدارس النفسية في ميادين العلوم الإنسانية.
وهي
1-التحليلية
أو مدرسة التحليل النفسي,أو الفرويدية,ومؤسسها سيجموند فرويد,وأهم منجزاته هو إكتشاف اللاوعي,الذي يوازي إكتشاف نيوتن للجاذبية في الفيزياء,
2-المعرفية
3-السلوكية
10تنقسم النفس إلي وعي ولاوعي والأخيرة هي المعيار والمرجع في تفسير السلوك البشري.ونافذتنا له هو منهج(التداعي الحر)و(تفسير الأحلام)لتكشف عن عدة مفاهيم لاشعورية مثل:اللبيدو,الأنا,الهي,الأنا العليا,الكبت.
والمذهب الإنساني هو المذهب الذي يفسر المسائل الفلسفية الأساسية,وحوادث تاريخ الأديان, بعلم الإجتماع.
مفهوم عام ويمكن ان يصنف الى أشكال او أنماط مختلفة (ظاهري او داخلي / بسيط الى معقد / إرادي ولا إرادي / مكتسب وموروث / سوي ولا سوي ).
المدارس النفسية
تنقسم المدارس النفسية إلى تجريبية,وتجريبية أخرى ولكنها أكثر نظرية أو اعتمادا على التنظير من المدارس العملية والتطبيقية. أهم المدارس التجريبية هي التجريبية والعصبية والعيادية. الأخيرة تعد جزء من علم النفس النظري أيضا. وهناك مدرسة تجريبية بارزة هي السلوكية التي تشبه العيادية في كونها تعتمد أيضا على المراقبة النظرية,ولسوف نميز لاحقا بين المراقبة النظرية وتلك التجريبية. والمدرسة اللغوية جزء من المدرسة السلوكية. كذلك المدرسة المعرفية تعد هي الأخرى جزء من المدرسة السلوكية بقدر أهميتها وانتمائها إلى المدارس التحليلية. وتنحصر المدارس النظرية عادة في المدرسة التحليلية والمدرسة البنائية المؤسسة لها والمدرسة الوجودية المنبثقة عنها. وحتى المدرسة الروحانية أو الماورائية تقف خل ما وراء علم النفس التحليلي.
وشاغلنا الآن من كل هذا هي المدرسة السلوكية,لأنها كما أشرنا واقعة بين علم النفس النظري وعلم النفس التجريبي. ويمكن الاطلاع على جميع ميادين علم النفس من خلالها وقادرة على احتواء جميع مدارس علم الأخرى.
وهنا يجب أن نوضح قبلا,أن تركيزنا على علم النفس السلوكي,لا يقلل من أهمية المدارس الأخرى المذكورة أو غيرها من المدارس والمذاهب المهمة في الدراسة النفسية. فمن خلال عالم متمرس أو طالب للعلم,يمكن تكثيف وتعميق وتوسيع أي مدرسة كبيرة لتكون قادرة على احتواء المدارس الأخرى,وحتى المدرسة السلوكية,وإن تركيزنا على منهج معين لا يعني بالضرورة أنه المنهج الوحيد الصحيح أو الأكثر تمكنا وتمكينا في العلم المعني,وهو علم النفس. حتى ولو اتضح أنها وجهة نظر صائبة,فلا يعني ذلك أن وجهة النظر المطروحة هنا خاطئة. بمعنى أنه وحتى ولو مشهود بالفضل لعلم النفس السلوكي,وأراه أنا أجدر العلوم النفسية بالعناية في عصرنا هذا -أو حتى يجد جديد- إلا أن دراستي له لا تزيد عن التركيز في نموذج معين,وعلم معين,لاستخراج كل ما فيه من خبايا ونظريات وتطبيقات لم تطرق بعد. مثلما أن كثرة الطرق على الحديد تجعله لينا وأسهل في استخدامه وتشكيله وتشكيل أدوات نقدية أو بحثية منه. فأنا لا أمنع أي باحث مجد من طرق أنواع أخرى من الحديد.
ثم إن اختيارنا لعلم النفس السلوكي متماشي تماما مع النظرية الاجتماعية التي نحاول استحداثها حول نظرية (الشبكة الاجتماعية) أي أنها نظرية مطروقة بالفعل,وربما لم نأتي بجديد إلا في باب تطوير هذه النظرية التي لا زال البحوث القائمة عليها حادثة بعد.
إن المدرسة السلوكية في علم النفس هي بوابتنا للتعرف أكثر على المدرسة الشبكية في علم الاجتماع. وهي مدرسة قائمة على دراسة السلوك البشري أو الحيواني أو الافتراضي. حتى أنها قامت وقام معها علم كامل متخصص في السلوك عموما,ومشابه للعلوم القياسية الرياضية. كأنه وجهه التجريبي القياسي الإحصائي. ويكاد علم النفس في الدراسات الحديثة يستقر تعريفه على أن علم النفس,ليس هو دراسة النفس البشرية,أو الفرد أو الشخص. علم النفس هو دراسة السلوك البشري (الداخلي أو الخارجي).
ومن خلال تقصي عدد من الدراسات والبحوث المنشورة والمتاحة مجانا على الشبكة,نلحظ أن عدد من الباحثين يعرّفون علم النفس من منطلق دراستهم للسلوك الذي وحسب رؤيتهم قادر على احتواء جميع الظواهر والمظاهر النفسية. وهي رؤية سديدة حسبما نرى نحن أيضا. فهو العلم الذي يبحث في مختلف أوجه نشاط الفرد وهو يتفاعل مع البيئة يكيفها ويتكيف معها.
يمكننا التركيز على المسألة برمتها من الناحية النفسية عبر ثلاث نقاط
1-علم النفس يدرس السلوك بمختلف تجلياته.
2-والسلوك هو نمط من الأفعال المميزة للإنسان والكائن الحي.
3-تمثل الشخصية بشكل عام والذات بشكل خاص جوهر السلوك الإنساني.
وتعد العلوم الاجتماعية (أو العلوم الإنسانية لاقترانها بالإنسان) أكثر المعارف البشرية حركية (ديناميكية) ولا ثباتا في رواسخها (فلا ثوابت ولا شيء راسخ تقريبا). على عكس بقية العلوم الأخرى التي تنزع إلى ثوابت وصك قوانين تسير عليها في أغلب الأحوال إن لم يكن فيها جميعا. ومع ذلك,يعد الإنسان كائن متكرر,إضافة إلى كونه منتجا,فيترك أنماطا متكررة شائعة تنمو في ظل الأنساق الثقافة السائدة,والتي ينتجها هو من خلال العلاقات الاجتماعية القائمة بين البشر. وعبر تاريخ طويل من وجود البشر وتفاعلهم مع بعض على سطح الأرض,كانت علوم النفس والاجتماع والتاريخ هي الأجدر بقراءة هذه الأنماط والمساهمة في فهمها,وتطويرها,والتحكم بها. وربما حتى في تحديد قوالب جاهزة للنمط البشري السلوكي. فالسلوك هو نشاط كلي (متكرر) وغائي (أي يمكن فهمه من خلال فهم مراد الفاعل من فعله حتى وإن كان فعلا لاشعوريا) ومتكيف (متأثر بالظروف المحيطة به يحاول أن يتعايش معها).
إذن,وبعد كل هذا,بوسعنا الآن تعريف السلوك بشكل دقيق.
السلوك هو العلم الذي يبحث في الذات كما تكشف عن نفسها في الأداء والعمل والنشاط.
وهذا لا يتعارض مع مصطلح السلوك المستخرج لغويا في العربية من فعل المصدر سلك. حيث السلوك هو المسلك (المسار) الذي يسلكه كائن حيّ استجابة لمؤثر ما.
ويراد بالاستجابة كل نشاط ناجم عن مثير أو منبه
وهي على انواع :حركية / لفظية / فسيولوجية / انفعالية / معرفية /او الكف عن نشاط معين .
اما المنبه او المثير فهو اي عامل داخلي او خارجي يثير نشاط الكائن الحي او يثير عضو من أعضائه او يغير هذا النشاط او يكفه , وهو على أنواع
اولا: منبهات خارجية وتقسم الى فئتين :
01: منبهات طبيعية (فيزيقية) :مثل الأصوات او الروائح او الحرارة او الضوء…
02: منبهات اجتماعية مثل رؤية صديق او صوت استغاثة او سماع محاضرة.
ثانيا : منبهات داخلية :وتقسم الى :
01: منبهات فسيولوجية :مثل الشعور بالجوع او الصداع او الغثيان ..
02 : منبهات نفسية : مثل الأفكار او المعتقدات او الأوهام .
o وهو يتألف السلوك من المكونات الآتية :
1.المكون العقلي (المعرفي) ويتمثل بكل الفعاليات او الوظائف العقلية للإنسان.
- المكون السلوكي (الحركي) ويتمثل بكافة أشكال السلوك الحركي الملاحظ .
- المكون الانفعالي (الوجداني) ويتمثل بكافة أشكال الانفعالات التي يصدرها الفرد
منفردة او مصاحبة للمكونين العقلي او السلوكي.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.