1-ليلة هادئة
إن بيوت هؤلاء القوم تختلف عن بيوتنا نحن المصريين، فالبيت مليء بالثغرات سهلة الاقتحام، وهناك فتحة تناسب كل غرض ممكن: باب خلفي، باب مطبخ، باب أمامي، فتحة دخول البريد والجريدة، باب صغير لدخول وخروج الكلب. فإذا فرغنا من هذا تبقى حقيقة أنهم يحبون الزجاج أكثر من اللازم .. جدران كاملة يتم تحويلها إلى نوافذ لا يغطيها سوى ستا. [ص 12].
وصف مخيف يتناقض مع المستوى الأمني العالي لبيت (كارولين)، الضحية الأولى في الرواية، التي لم يسعفها كل هذا القدر من التأمين.
هنا -ومن ركن الغرفة المظلم- سمعت صوت رجل يقول في هدوء كأفعى تتسلل نحو عصفور غاف:- (حاولي أن تتماسكي!).
[ص 15،16].
2-نهار صاخب
3-نهاية الخط
4-لحظة الحقيقة
أعطيها عيني؟ لا .. إن هذا قد يكون مقبولا في الأغاني العاطفية لكن لا مجال له في الطب، لا يمكن أخذ قرنية من عين إنسان حيّ، ولو كان هذا ممكنا فلن أوافق عليه، إنني لم أصل بعد درجة الهيام التي تجعلني أقبل بالعمى من أجل حبيبتي. [ص 40].
5-حيث تنام النسور
في السينما يكون الاندماج مع المشهد تاما، ويختلف كثيرا عن رؤيته على الشاشة الصغيرة، ربما لأن السينما لا تترك حلولا وسيطة: إما الشاشة وإما الظلام. إنها تستولي على كل مجال رؤيتك وأفكارك فلا تترك لك فرصة لتتنفس. [ص 42].
كان الغريب رقيقا، وقد أصغى إليها باهتمام، وهي تحكي له كل هذا، لربما شجعها أنها لن تراه -في الغالب- ثانية. [ص 44].
ثم سألته السؤال الأنثوي الخالد:
-هل تحب اللون الأزرق؟ [ص 46].
مدت يدها إلى (التابلوه) والتقطت لفافة من السلك المعدني الرفيع، وسألته وهي تتأمل الطريق المظلم:
-ماذا تفعل بهذا؟
-ليس لتنظيف الأسنان بالتأكيد [ص 46،47].
رأت الأشجار تلتمع في ضوء الكشافات كأنما هي شهود على مأساة، وذلك الصمت الرهيب المخيف، ثم توقف نهائيا ..
قالت محتجة:
-لماذا جئت ها هنا؟ ليس هذا …..
قال وهو يمد يده ليلتقط لفافة السلك من التابلوه:
-إننا هنا بالضبط في المكان والزمان المناسبين [ص 49].
حقا كل الرجال لهم عيوب
وفي اللقاء الأول عرفت (سارة) -مبكرا جدا- عيب هذا الغريب اللطيف .. إنه يهوى الميكانيكا واللون الأزرق وخنق الفتيات بسلك معدني رفيع! [ص 49].
6-سأعود سالمة
أنت ترفضين الحياة كما أريد لك، لهذا دعيني أعش كما أريد لنفسي. [ص 53].
المعنى الحقيقي للاستقلال المادي والأسري.
7-اشتروا صابون إليجانس
8-أنتظر
الحياة تستمر حتى حين لا نكون نحن موجودين! حقيقة قاسية أكرهها ولا أصدقها، لكنها حقيقة. [ص 64].
العمى والموت
9-ستة عشر
توقف عند ناد ليلي ليشرب شيئا .. كانت هناك شقراء راغبة في اللحاق به، وهي فرصة نادرة، إن عنقها طويل نحيل يصلح للخنق بشدة، لكنه ارتجف لمجرد الفكرة وشعر بغثيان شديد. ماذا حدث؟ هذه فرصة ما كان ليفوّتها لو جاءته أمس. أما اليوم .. فهو يشعر بفتور شديد وكآبة قاتلة، وغادر الملهى الليلي ليواصل رحلته الغامضة بالسيارة. [ص 73].
كانت الصفحات التالية مزدانة بصور خمسة عشر واحدا من ضحاياه .. وكل صورة تمثل وجه الضحية المرح الضاحك ثم وجه الجثة الخامد المخيف .. لقد رأى هذه الصور مرارا. [ص 76].
-هكذا ينتهون جميعا!
في كل صباح -تقريبا- تهتز كندا كلها حين تطلع على الجريمة الجديدة لسفاح (تورنتو)، الذي ما انفك يفاجئنا بسلسلة لا تنتهي من الجثث المتباينة .. ثمة جثث باعة جوّالين وربّات بيوت مهذبات وموظفين وبنات ليل وصبية كشافة .. خمسة عشر قتيلا لا يربط بينهم رابط.
وللحقيقة نعترف أن سفاح (تورنتو) ذكي جدا، فهو لا يقتل طائفة بعينها من الضحايا، على غرار (سفاح الشقراوات) أو (سفاح الأطفال) .. كما أنه لا يستعمل أسلوبا موحدا في القتل.
هناك من قتلوا بالمدى ومن خنقوا بالسلك ومن ربطوا في سيارة مسرعة حتى ماتوا.
وهكذا يمكننا استخلاص حقائق مهمة: هذا السفاح لا يحمل ضغينة نحو طائفة معينة من المجتمع، ولا يحمل ميلا عصابيا ما تجاهها، بالأحرى هو نفسه لا يعرف السبب فيما يفعله .. إن القتل بالنسبة لرجل كهذا هو ميل طقوسي شبيه بالطقوس الدينية .. ولربما يتصور أنه مبعوث السماء للقتل وأن هناك تكليفا علويا له بهذا.
إن السجلات تضم سفاحين عشوائيين كثيرين من هذا الطراز، وكلهم لم يملكوا تفسيرا لما يفعلون .. وكانوا جميعا يتصرفون طبقا لخطة معينة في ذهنهم المريض، لكنهم جميعا كانوا يعملون من أجل الوصول لرقم معين من الضحايا، وبعد بلوغ هذا الرقم يشعر السفاح أن تكليفه العلوي قد انتهى، وأن الوقت قد حان لإنهاء حياته، لهذا انتحر أكثر هؤلاء إن لم يكن رجال الشرطة قد قبضوا عليهم أولا.
ما العدد المقدس بالنسبة لسفاح (تورنتو)؟ [ص 76،78].
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.