التأويلية Taawilia فلسفة تنطلق من (التأويل) مصدرا أوليا للمعرفة.
فلسفة القراءة هي فلسفة غايتها دراسة القراءة من كافة أوجهها.
القراءة هي جمع عناصر في سياق معين فهمها وتفسيرها للوصول إلى ما تحتويه من معاني.
والقراءة واحدة من الفلسفات المنبثقة عن التأويلية. القراءة يتبعها التأويل من أجل الفهم.
التأويل هو عملية قراءة لنشاط فكري في محاولة تفسيره. ولأن حياتنا كلها لا تخرج عن كونها سعي للسعادة أو بحث عن المعنى,احتلت التأويلية مكانتها البارزة بين الفلسفات الأخرى,خاصة مع كون (التأويل) من العمليات المعرفية الكبرى للعقل,مثل التجريد والتصنيف. حيث تشكل القراءة مع التأويل مقابلا فلسفيا تطبيقيا لوظيفتي العقل؛الفهم والتفكير. لذا شاغلها هو التفكير تأويليا,ومواضيعها هو كل ما يمكن تأويله. وقد توسعت التأويلية فأصبحت قادرة على تأويل كل شيء. وفي ذلك تمادي لأن التأويل قرين الإتصال وبنيتها (الرسالة) الذي يتحتم عليه وجود مرسل ومستقبل لهذه الرسالة. إن الشطط بالقراءات التأويلية وتناول كل شيء عبرها يجعلها تتحول إلى فلسفة علاماتية. حيث قراءة العلامات لا تقتضي بالضرورة مرسلا أو واضعا لهذه العلامات قاصدا معنى من وراءها.
بل وعند تحليل تاريخ التأويلية نكتشف أن أهم فلاسفة الغرب ساهموا في إثرائها. فقد قسم فتحي المسكيني تاريخ التأويلية / التفسيرية إلى مرحلتين
“أ-مرحلة التأويليات الكلاسيكية أو الخاصة: وهي الممارسات التأويلية التقنية و المعيارية التي اتّخذت من تفسير النصوص التأسيسية القديمة، مثل الكتاب المقدس و التراجيديا اليونانية و المدونات القانونية، غرضا لها؛ ولذلك ساد الكلام على التأويلية اللاهوتية و التأويلية الفيلولوجية و التأويلية الحقوقية..
ب- مرحلة التأويلية العامة أو الكلية : وهي المحاولة المعاصرة التي دشّنها شلايرماخر الهادفة إلى إرساء “تأويلية عامة / أو كلية” ( allgemeine Hermeneutik) تتحرر من خدمة علوم اللاهوت و الفيلولوجيا و الحقوق، وتنصرف إلى بلورة صناعة نظرية قائمة بنفسها. وهو بالتحديد ما أدّى بالتأويلية إلى التحوّل إلى الفلسفة من حيث سعيها الخاص سواء إلى ضبط “تكنولوجيا” عامة للفهم ( شلايرماخر) أو استخراج منهجيات ( méthodologie) عامة للعلوم الإنسانية (دلتاي) أو تبيين فينومينولوجي للكائن الإنساني في أفق انطولوجيا أساسية ( هيدغر) أو الاهتداء باللغة بوصفها أفقا لانطولوجيا كلية ( غادمير) أو تحويل الفلسفة إلى ضرب من “تأويلية الذات” ( herméneutique du soi) ( ريكور) .
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.