الإرتيابية فلسفة تنطلق من الشك مصدرا أوليا للحقيقة.
ولهذا تسمى أيضا (الشكية أو الشكوكية) فغايتها أو وسيلتها الإرتياب والشك في كل شيء.
وهنا يظهر موقفان رئيسيان من الفلسفة الشكية,بناء على إتخاذ الشك غاية أو وسيلة.
الموقف الأول يجزم -والطريف أنه لا يشكك في رأيه هذا- بأنه لا مجال للوصول إلى أي معرفة يقينية. فلا سبيل إلى إدراك الحقائق أو اكتشاف الظواهر.
وهي في ذلك تشبه موقف العدمية والعدميون,في نزوعهم إلى الإعتقاد بـ (لا معنى من وراء أي شيء) لأننا عاجزون عن الوصول إلى أي شيء. كما تتبع الجزمية في الأخذ برأي واحد دون تفنيد أو النظر في آراء أخرى,ربما مهاجمة أي رؤية مختلفة فحسب.
الموقف الثاني هو تعليق الحكم بين الإثبات والنفي,حيث الشك أداة أساسية لتحصيل المعرفة -وسيلة لا غاية- فلا يمكن التسليم اعتباطيا,ولا النكران جزافيا,يأتي الشك حلا وسطا للوصول إلى الحقيقة. الشكية / الإرتيابية هنا تختلف عن الشكوكية حيث هي نزعة تدفع صاحبها إلى التردد بين الإثبات والنفي,عند هذه النقطة تتشابه مع الشك. إلا أن الشكوكية تحمل المتشكك على التوقف عن الحكم. توقف مستمر يعني هي في الأخير مجرد غاية يقف عندها,وليس أداة يتجاوز إلى ما بعدها. بدأت الفلسفة الشكية مع الفلسفة اليونانية,وربما لهذا ينسب الفضل لليونان كونه البلد التي احتضنت أول فلسفة (حقيقية) حسب منظّري الغرب. وتطورت كأداة علمية نافذة على أيدي كبار فلاسفة أوروبا في مطلع عصور التنوير,عند هيوم وكانط وديكارت. حيث هناك فرق واضح بين الإرتيابية والشك المنهجي الذي يؤدي إلى اليقين مثل شك ديكارت،وهذا ما يسمى مذهب الشك. فقد أثبتت الفلسفة جدواها (بما يمنع أي مجال للشك) على يد ديكارت,لهذا تنسب إليه بإعتباره مؤسسا لها,رغم أن هذا غير صحيح. للفلسفة الشكية جذور عربية لدى شيخ الإسلام الغزالي. وقبلهم ساهم فلاسفة اليونان بشكل كبير في صياغة الفلسفة الشكية.
فهي لها أدوار هامة في مختلف العلوم الإنسانية والطبيعية,فهناك
-الشكوكية الدينية (التردد بين الإلحاد والإيمان واللأدرية)
-الشكوكية الفلسفية
-الشكوكية الأخلاقية
-الشكوكية العلمية
-الشكوكية المهنية
-الشكوكية البوليسية
الإرتيابية هي أي فلسفة فلسفة تنطلق من الشك مصدرا أوليا للحقيقة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.