أحمد مراد
أشهر كاتب رعب مصري من الجيل الثاني للأدب الخيالي في العالم العربي,وواحد من أشهر كتاب الرعب العرب من نفس الجيل بالتجاور مع أيمن العتوم وشيرين هنائي وحسن الجندي. كل ذلك يرجع إلى كونه واحد من أشهر كتاب الشباب اليوم في مصر والوطن العربي.
هناك أحمد مراد آخر نأخذه وهو على غفلة من أمره قبل أن يأتي دور أحمد مراد الأصلي ليحصل على نصيبه من التقريع.
وأما عن المزيف فهو أحمد السعيد مراد. ملامح وجهه لا تريحيني,وتشعرني أنه نصاب,وإن كان هذا تعليق متنمر مني. أول ما اشتهر أحمد السعيد مراد كان بواسطة تذييل عناوين كتبه باسم أحمد مراد,أي أن شهرة الأول تسندت على شهرة الأخير. ويتجنب أن يقاضيه أحمد مراد بسرقة اسمه أو انتحال شخصيته بوضع لقب مهنته وشهادته طبيبا قبيل أحمد مراد, لتصير (د. أحمد مراد). وكأن إضافة دكتور قد صنعت الاختلاف!. في كتابه المعنون (كتاب الأقدار). حتى أن هناك إحدى الدور التي نشرت له تنكرت في اسم “شروق” لتوحي للقارئ أن العمل صادر عن دار الشروق العريقة. وهي حيلة استخدمتها من قبل دار الشرق أيضا. كل هذا يوحي بأن العمل الذي يقوم به أحمد السعيد مشبوها أو أنه يستخدم دعاية رخيصة. وفي كتاب الأقدار لا يقدر له أن يقدم شيئا يذكر. واسم الكاتب أحمد السعيد مراد,فحذف اسم أبيه لا ليتكنى باسم آخر كما فعل أدونيس مثلا (مع فارق المقارنة بالطبع) بل لكي يستغل نجاح أحمد مراد وذيوع اسمه رغم أنه سابق عليه,وهو يصغره عمرا ولكنه أكثر منه خبرة. وفارق في الكتابة بين الإثنين. وأحمد مراد صاحب كتاب الأقدار يحاول تقليد إسلوب أحمد مراد صاحب الفيل الأزرق. قرأت له قصة عن قرد ولولا أن يكون في ذلك زيادة في حدة نقدي أقول أن القرد هو أحدنا,إما هو (الكاتب) وإما أنا (القارئ).
أعماله
-ملائكة وذئاب
-الزعيم
-الزلزال
-الساعات الأخيرة
-رباع
-سرداب قارون
-لا تسألني لماذا أحببتها
-ما لا تعلمون
أكثر من ارتأيت نسبه إلى الجيل الأول مخترقا حاجز الزمن كما فعلت مع شيرين هنائي,لولا أنها تخصصت في الأدب الخيالي,بينما يكتب أحمد مراد في الأدب الشبابي,موجها قلمه إلى فئة الشباب وأنواع الدرجة الثانية من الأدب؛الخيالي (الرعب والفانتازيا) والواقعي (الجريمة والغموض). وهو كاتب مثير للجدل حقا,ويرجع ذلك إلى عدة أسباب
أولا أنه كاتب حاز على شهرة كبيرة في مصر والوطن العربي,يكاد لا يضاهيها سوى شهرة أحمد خالد نفسه. لا يعلوه وإنما يوازيه عدد من نجوم الأدب في عصرنا وبلادنا أمثال أيمن العتوم وشيرين هنائي وأحمد يونس وغيرهم. وهي شهرة تدعمها كون مؤسسات الدولة الإعلامية والثقافية تدعمه. وهو ذكي يحاول الحفاظ عليها من خلال المؤسسات الثقافية والإعلامية والسينمائية المتعاونة معه,ويكفي القول أنه بالإضافة إلى سطوته السينمائية كونه كاتب سيناريو,فهو على إتصال بالقصر الرئاسي كونه شغل,وربا لازال يشغل,وظيفة المصور الرسمي للقصر الجمهوري,وظيفة أحسده عليها الصراحة. ولا ننسى أنه أحد الكتاب الأساسيين لدار الشروق أكبر دار نشر في العالم العربي,وكتبه تحتل دوما قوائم الأعلى مبيعا,وتحولت جميع رواياته إلى أفلام سينمائية أو مسلسلات تلفزيونية,هذا غير اتصاله بمجموعة من الأدوات الإعلامية والإقتصادية المشبوهة والتي نناقشها في مقال آخر. وهو يستثمر جيدا وبذكاء الأدوات الإعلامية المتاحة بين يديه,ولا سيما موقعه في الوسط بوصفه كاتب سيناريو لأفلام ناجحة مثل الأصليين (تعديل: الأصليون). وحتى استغلاله جيد للصورة / البورتريه,فيحسب نفسه وسيما أو يحاول أن يكون كذلك,ويحاول أن يضفي بعض الغموض على مظهره خاصة في مؤلفه الأخير القتل للمبتدئين. شهرة كبيرة جدا حصّلها وهو بعد شاب, والآن يبلغ من العمر مطلع الأربعين بأربع وأربعين عاما. وهي شهرة مستحقة لغيره ولا ريب,وهو ما ينقلنا للسبب الثاني.
ثانيا,هو ورغم كونه يملك قلم جيد وإسلوب أكثر من جيد,إلا أن الكثير من الأدباء مستحقين لهذه الشهرة أكثر منه. لقد طمس نجمه نجم تامر إبراهيم الذي ترك الأدب وتوجه للسينما ويبدوا أن أحمد مراد أكثر وفاءا منه للسينما,وربما حسن الجندي أيضا الذي قلت أعماله في خضم هذا الصراع بين عدد هائل من الأسماء الباهية والباهتة,ومن شابههم. ولكن يقابله وهو أشهر كاتب شبابي,أشهر كاتبة شبابية,أي شيرين هنائي وهي المستحقة لكل هذه النجومية عنه,والمتشبثة,مثل تامر إبراهيم وأحمد مراد,بالوسط السينمائي ضمن اشتغالاتهم الفنية دون أي تنكر أو تنصل من الأدب.
ثالثا كونه متهم بالسرقة الأدبية,تهمة ترافقه في كل أعماله القصصية,وهي تهمة أدينه بها, ولكن لنا في ذلك مقال آخر. وهو متهم أيضا بالسوقية الأدبية,فنلحظ أنه انتقل إلى التاريخية بعد البوليسية ليرتقي بمكانته الأدبية / الثقافية,ولم يكتب الفيل الأزرق إلا لما انتشر أدب الرعب بين الشباب. ولم يكتب كتابه عن الكتابة (القتل للمبتدئين) إلا تماشيا مع وإستغلالا لصيحة (الكتابة) وما يلحقها من (الكتابة عن الكتابة) السائدة هذه الأيام. فطالما باتت (الكتابة للجميع) فيما يشبه الاحتفالية الهزلية,فإن سوق الكتابة عن الكتابة رائج,فلماذا لا نطرح فيه بضاعتنا ليكبر إسمنا أكثر! (ملاحظة: سلسلة مقالاتي عن الكتابة ليست من باب إستغلال رواج الموضوع بقدر ما هي نابعة من ملاحظات أصيلة وجادة حول الموضوع,وحتى وإن بدت شهادتي تلك مشروخة شرخ عميق بحكم أنها صادرة من نفسي (ومن يشهد للعروسة!)).
“منذ سنوات عديدة، كتب الراحل العظيم «عبد الوهاب مطاوع»، مقالاً في مجلة «الشباب» عندما كان يرأس تحريرها، كان يتحدث فيه عن مهنة منقرضة كانت تمارس في قريتهم تسمى «تعليمجي غفر»، كان هذا الشخص مسئولاً عن تدريب الغفر الجدد مبادئ المهنة، فكان يجمعهم بتكليف من رؤسائه في ساحة فارغة في القرية ويقوم بتدريبهم ليصبحوا غفرًا. [تعليمجي غفر,عن ورشة أحمد مراد / إنجي إبراهيم / إضاءات
https://www.ida2at.com/ahmad-murads-workshop/].
رابعا أنه مغرور لدرجة وصفه بـ أحمق كبير,فهو مغرور ماديا (استغلالي) يطلب دوما أعلى الأسعار على النصوص التي يكتبها,أو الأغلفة التي يصممها. ومغرور معنويا (انتهازي) بشكل تجلى في تصريحاته حول نجيب محفوظ منتقدا كتاباته لأنها (لا تناسب العصر),إذن كتاباتك أنت هي التي تفوقت على الأدب المحفوظي! كما أنها ملائمة تماما للعصر! وربما جرى تحريف كلامه كما يدعي أو لم يفهم المقصود,ولكني لا أعطي موثوقية كبيرة لأحمد مراد حول ذلك. خاصة وأنه يهدد كل من لا يعجبه كلامه بالملاحقة القضائية!. [أحمد مراد يوضح,القاهرة 24. https://www.cairo24.com/2019/11/07/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d9%8a%d9%88%d8%b6%d8%ad-%d9%84%d9%80%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d9%87%d8%b1%d8%a9-24-%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d8%aa%d8%b5%d8%b1%d9%8a%d8%ad/].
“في بدايته كان مراد مهذبا في ردوده على النقاد،لكنه مع النجاح التجاري اكتسب الجرأة، وانتقل من الدفاع عن نفسه إلى الهجوم. في كل ندوة أو حديث تليفزيوني ينتظر مراد متحفظا السؤال المتكرر من المحاور “هل تهتم بالنقد؟” فيرد الردود نفسها: لا أهتم بالنقد لأنه مجرد قارئ من آلاف القراء… أنا أكتب لخدمة القارئ… الكُتَّاب في مصر انفصلوا عن الواقع في السبعينيات والثمانينيات، لكننا الجيل الذي أعاد الناس إلى القراءة. [كيف قتل أحمد مراد دكتور جيكل / أحمد ناجي / مدينة. https://www.medinaportal.com/morad/].
خامسا وفي الأخير,ورغم كل هذا الجدل,نحن لا ننكر أن أحمد مراد فنان متعدد المواهب, فهو صحفي ومصور فوتوغرافي ومصمم أغلفة ومذيع راديو وكاتب روائي. وربما يستطيع التركيز على أدواته الفنية أكثر مما يفعل مع أدواته الإعلامية,ربما لو فعل ذلك,لكانت قيمته أكبر,وقامته أعلى.
بقلم: رايفين فرجاني.