واحدة من الأعمال التي تم ذبحها / نسيها مثل الخراف للكاتب بو خروفة,ويرجع الفضل إلى أحمد صلاح المهدي في التعريف بهذا الكاتب -لمتابعيه على الأقل وأنا منهم- عبر ترجمة نصه الأبرز في الأدب الخيالي والتقديم له وتحريره حيث أتاحه مجانا على الإنترنت. وقبل التطرق إلى هذا العمل نشير إلى أسماء عدة ساهمت في التعريف ببعض الأوائل الغير معروفين لدى القارئ ولا حتى لدى المثقف العربي,مثل عصام منصور وياسين. أما عمل عمار بوخروفة الكاتب الجزائري فهو المعنون باسم غزاة الأحلام. يقول عنه المهدي في مقدمته:-
رواية “غزاة الأحلام” هي الرواية الأولى للكاتب الجزائري عمار بوخروفة (جمال جيجي)، وهو كاتب مرهف الحس، يشغل نفسه بالقضايا العربية من المحيط إلى الخليج، وهذه واحدة من روايات عديدة كتبها ليتناول الحروب التي يشنُّها الغرب على البلدان العربية ـ ومنها حرب العراق ـ وأثر تلك الحروب على الأطفال. كتب بوخروفة هذه القصة في شكل مسرحية باللغة العربية سنة 1999، ثم أعاد كتابتها كرواية باللغة الفرنسية في سنة 2009 ونشرها في فرنسا مع دار نشر (جي دونكر). ترجمت الرواية إلى الإنجليزية والاسبانية، حصلت الرواية على جائزة ناجي نعمان بلبنان سنة 2011 ووصل سيناريو القصة النسخة الفرنسية الى نصف النهائي في مسابقة عالمية في باريس.
والعجيب أنه رغم كون هذه الرواية تمس موضوعًا واقعيًّا مؤلمًا كالحرب والحصار وضحاياهما وخصيصًا الأطفال؛ إلا أن بوخروفة قد كتب روايته في قالب فانتازي خيالي، فهي تتحدث عن قرية خيالية تسمى قرية الأحلام تعاني من ويلات الحرب والحصار، ولكننا نستطيع أن نرى قرية الاحلام هذه في كثير من الدول العربية الآن، نراها تعاني من الحرب والحصار وقوى الشر، ذلك الثلاثي المخيف الذي أرق طفلتنا ياسمين وجعلها تختلق مملكة الاحلام من أجل محاكمتهم والقضاء عليهم، لن أقول إن هذا هو حلم كل طفل فقط، بل حلم كل انسان، أن يحيى في عالم يعمُّه الأمن والسلام، إلا أن مطامع الكبار ومصالحهم الشخصية تحول دون ذلك.
في هذا العالم الذي اختلقته ياسمين نرى تجسيد العدل والسلام ونرى الشر والظلام يحدق بمملكة الأحلام، وبين هذين المملكتين نخوض المغامرة بقلوبنا قبل عقولنا، وما أن تنتهي من الرواية حتى تجد نفسك تتساءل عن الفارق الواهي بين الخيالِ والواقع.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.