طبعة أخرى
“رواية ريم هي نصر لروح العالم القديم الذي قلّ من يذكره الآن، تجعلك تعود بالزمن لعقود كي تعيش داخل الأكواخ الغامضة المنزوية مع الساحرات.. تلك الروح الفانتازية ما عادت موجودة بين روايات الزمن الحالي، على الرغم من أهمية ما تبعثه من رومانسية حالمة داخل وجدان كل منا.”
الكاتب حسام نادر
“ريم هي حب الطفولة البريء، ذاك الحب الذي تحدَّث عنه كل أديب على طريقته، بيكي.. فرجيني.. لانا ، ريم هي الحسناء الغضة، فيها يمتزج كل شيء بديع نضر.. الطفولة والبراءة، ريم أيقونة لعذرية الإنسانية وجمالها!”
الكاتب محمود حافظ
“جيل أحمد المهدي أكثر انفتاحًا على الحياة الحديثة وأكثر تقبلًا لها من الأجيال التي تسبقه، وأكثر قدرة على استيعاب التقنيات والأنواع الأدبية الغربية وتطويعها. منزل ريم هو الكوخ الكلاسيكي في الغابة، وهو مأخوذ من الأدب التراث الشعبي الأوروبي، والغابة المتشابكة المظلمة الغامضة هي بالكاد تشبه أي شيء يمكنك رؤيته في الغابات المصرية.”
– د. عماد الدين عيشة
الحبكة
- سيف شاب يعيش وحده، يقتني قطا ليؤنس وحدته، ليكتشف السر وراء القط الأسود!
- حيث يقوده إلى التعرف على ريم، صاحبة القط، الواقعة في مأزق يدفعه لمحاولة إنقاذها.
- يتعرف على القط، ثم يعرف السرّ وراء القط، ثم يتعرف على ريم، ثم يعرف السرّ وراء ريم.
حبكة بسيطة للغاية، وليس بالضرورة أن تكون بساطتها عيبا في ذاتها، كل ما في الأمر أن القصة وأجواءها تقتضي أن تكون كذلك. وبساطة الحبكة تنعكس على شخصيات القصة (أو العكس) فلا تجد جهدا مبذولا في التقصي وراء الأسرار التي كانت تتكشف لوحدها. ومع ذلك كان هذا سببا على بساطته المفرطة في خلق متوالية ممتعة من الأحداث حاول الكاتب أن يلحن نغمها ويحبكها باستخدام إسلوب الرواية متعددة الرواة. ورغم إني لا أحب هذا الأسلوب، لسببين يحكمان هذه التقنية السردية؛ الاضطرار إلى إعادة سرد الأحداث مرة تلو أخرى، ما يجعلني أشعر بنسخ النص أكثر من مرة -وهذا غير صحيح- والعيب الثاني هو تأخر تلك الإضافات التي تميز هذا النوع عن الظهور، ما يطبع في ذهن القارئ الغير ملم بهذه التقنية السردية شعور النسخ أو التكرار، ولكن أؤكد مرة أخرى أن هذا غير صحيح، واستطاع الكاتب أن يظهر فوائد السرد عبر هذه التقنية كما نوضح لاحقا أثناء تعرضنا للشخصيات في دراسة مستقلة.
القصة مقتبسة من التراث / الفلكلور الأوروبي اقتداءا بأعمال أدبية لأدباء عظام سبقوا الكاتب بالطبع في إستلهام الحكايات الشعبية الأوروبية بحكم إنتماءهم إليها؛ نيل جايمان، الأخوين غريم، لويس كارول، شارل بيرو، وجوين كاثلين رولينغ، وذلك أدى إلى خلق مجموعة من النمطيات التي بنيت عليها القصة مثل (العالم الآخر خلف الغابة السحرية / إرث الساحرات / الحب العذري / القط الأسود / الطفلة / الأنثى).
ورغم توفر عناصر متكررة في الأدب الأوروبي المخصص للفانتازيا عامة، والموجه للأطفال خاصة، وبشكل أكثر خصوصية، تلك النوعية المعروفة باسم حكايات الجنيات، إلا أنه بالإضافة إلى جهد الكاتب المبذول لنقل لون هام من الأدب القصصي إلى الأدب العربي، تمكن الكاتب من حبك تلك العناصر، وصنع حبكة حوّلت مفهوم النمطيات إلى مفهوم النماذج وهما وجهان لنفس العملة قبيح وجميل، فابتعدت القصة تماما من النمطية، وكانت قصة جميلة للغاية وجيدة جدا في صنعها، أصيلة، فلا أستطيع التنقيب في ذاكرتي أو قراءاتي على قصة بعنها مأخوذة عنها، ليتحول الإقتباس العام عن قصص مألوفة للقارئ الأوروبي إلى سرقة أدبية خاصة بتجربة إبداعية معينة. أعتقد أن تلك الرواية هي التجربة الخاصة بأحمد صلاح المهدي. والتي انذهل بها كل من القارئ العربي، والأوروبي بعد أن قام المهدي، وهو المترجم المعروف، بترجمة قصته إلى لغة الإنجليزية، في بادرة تسويقية ناجحة منه.
الإيقاع
مبدئيا ينتمي العمل إلى نوعية الفانتازيا من جنس أدب الأطفال، ولكنها مع ذلك رواية فضفاضة تلعب على الحدود الفاصلة بين الرعب والغرابة والفانتازيا. تتجاوز حدود النوع والعمر أيضا، فلا يلزمك سن معين لقراءتها، والرواية وإن صُنفت أدبا للأطفال إلا أنها تخاطب جميع الأعمار تثير لدى الكبار حنين إلى الماضي، وتغذي لدى الصغار توق إلى الخيال. ليست هذه هي حلقة الوصل الوحيدة بين أدب الكبار والصغار، ربما لهذا هناك إهتمام تجاري (وليس نقدي) بأدب الشباب في عالمنا العربي، الذي يشكل حلقة وصل أخرى. وبغض النظر عن الآلية التي يرتبط بها العالمين (عالم الكبار وعالم الصغار) في الأدب، إلا أن الأعمال من هذه الفئة شحيحة في الأدب العربي، بإستثناء الأدب المصور الذي أخرج لنا أعمال من وزن كشكول الرسام لمحي الدين اللباد، وتنابلة الصبيان لحجازي. الأعمال الموجهة إلى المراهق هي أعمال مرهقة فعلا، بسبب اعتمادها بشكل أساس على مجموعة من الخيالات العشوائية يحاول الكاتب تنظيمها هنا من خلال تصوراته هو عن الموضوع. وفي روايته لم يربط أحمد المهدي بين زمنين مختلفين (الكبار والصغار) بل وربط بين مكانين متباعدين في جمع للشرق والغرب معا على أرض الرواية التي لم يتحدد في أي بلد هي. وهي إن كان المؤكد أنها بلد عربي ذو لسان عربي واضح من أسماء الشخصيات إلا أن البيئة يغلب عليها الطابع الغربي في مزج ثقافي موفق إلى حد كبير.
الخطاب
ريم تمثل الخط الفاصل بين الطفولة والبلوغ، تجسد حلم الطفل لأن يكبر وصراعه المرير مع الكبار -وهذا مفهوم أكثر لما نتعرف على معنى الاسم ريم: غزال- حتى يفرض نفسه ويستقل بقراراته. خاصة وأن قرار الكبار، وحكمهم في تحديد مصيره يتضح أنه خاطئ، فالأم تريد تحويل إبنتهاـ ومن ثم حفيدتهاـ إلى ساحرة. هذا المصير الذي تحولت إليه ريم في النهاية يحاكي القرارات التي يتخذها بعض الأبناء لإتباع نفس مسارات أبائهم ولكن على طريقتهم الخاصة، وليس مجرد نسخ – لصق.
وريم أيضا تمثل الحب العذري الذي تغنى به الشعراء وكتب عنه الأدباء والمهدي واحد منهم. ونلاحظ أن الاسم اختير بعناية من بين أسماء شهيرة، لربما كانت ريم أقل حظا من سميتها ليلى عند العرب، ولعل المهدي قادر على تغيير ذلك.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.