• الرئيسية
  • المدونة
    • أقسام المدونة
      • الأدب
      • الاجتماع
      • الاقتصاد
      • التاريخ
      • الديانات
      • الرياضيات
      • السياسة
      • أخر المقالات
    • مقالات مميزة قد يهمك
      • أعظم 100 شخصية في تاريخ الشرق
      • اللباد: صباح الخير يا أسطى
      • الصورة البيضاوية – قصة قصيرة – بو
      • السجن: شبه تأريخ للحريات
      • البرج؛ التاريخ الصناعي والثقافي
      • أهم سبعة رسامين في تاريخ الأدب المصور مصريا
      • إسلام جاويش
      • عودة الرعب الذكي
    أخر المقالات
    • أعظم الأدباء في تاريخ الأدب الأرجنتيني
      يونيو 5, 2025 لا يوجد تعليقات
    • أنماط الأكشن في السينما: تاريخ التحولات عبر أفلام الرعب
      يونيو 4, 2025 لا يوجد تعليقات
    • دليلك الشامل لمعرفة كل شيء عن: الاستثمار
      يونيو 2, 2025 لا يوجد تعليقات
  • المكتبة

    الأدب

    الاجتماع

    الاقتصاد

    التاريخ

    الديانات

    الرياضيات

    السياسة

    العلوم

    اللغات

    الفلسفة

    القانون

    الفنون

    رسالتنا

    تقديم خدمات ممتازة لعملائنا، مثل توفير تشكيلة واسعة من الكتب الإلكترونية والورقية عبر الموقع الإلكتروني، وتوفير خدمات التوصيل السريع والآمن للكتب الورقية. كما نسعى لتوفير أسعار معقولة للكتب، ودعم عملائنا بخدمة العملاء الممتازة ودعم فني قوي. بالإضافة إلى ذلك، نسعى لتعزيز ثقافة القراءة والتعلم في المجتمع، وتحفيز الناس على الاستمتاع بالمعرفة والثقافة من خلال الكتب التي نوفرها.

    • روابط سريعة
      • حسابى
      • المكتبة
      • المفضلة
      • طلباتى
      • تغيير كلمة المرور
      • تسجيل الخروج
  • الأرشيف
  • من نحن
  • تواصل معنا
الدخول / حساب جديد
Search
0 items 0.00 جنيه
القائمة
Search
0 items 0.00 جنيه
الرئيسية الأدب شعر ونصوص رسائل أليخاندرا بيثارنيك – ليون أوستروف
غرفة وحيدة، وقصائد أخرى (أليخاندرا بيثارنيك) 50.00 جنيه
العودة للمنتجات
لا شيء يشبه القلب 50.00 جنيه
المدى

رسائل أليخاندرا بيثارنيك – ليون أوستروف

930.00 جنيه

#رسائل الشاعرة الأرجنتينية أليخاندرا بيثارنيك التي تبادلتها خلال إقامتها في العاصمة الفرنسية باريس مع «ليون أوستروف» الطبيب النفساني الذي بقي في الأرجنتين وتابع من هناك علاجها من الأوهام والكوابيس التي كانت تؤرّق حياتها.

 

في رسائلها إلى طبيبها النفساني ، عبرت أليخاندرا بيثارنيك عن «خوفها من الجنون» وتحدثت عن حياتها في باريس وعالمها الأدبي آنذاك ، وعن سيمون دو بوفوار ومرغريت دوراس وهنري ميشو وبول إيلوار وغيرهم من الشعراء والكتّاب . وهكذا أرخت من خلال هذه الرسائل لحقبة أدبية وفكرية مزدهرة.

 

كقصيدةٍ تدركُ صمتَ الأشياء أنتَ تتكلّمُ كيلا تراني – أليخاندرا بيثارنيك

 

“تتمنى لو تعيشُ أبداً كشيءٍ منسيٍّ في يدِ ميّت” ولدت الشاعرة الأرجنتينية أليخاندرا بيثارنيك في 29 أبريل 1936 في كنف عائلة مهاجرين روسيين وانتحرت بابتلاع حبوب منومة في بيتها فجر 25 سبتمبر 1972 بعدما وضعت مساحيق تجميل على وجوه دُماها وكتبت على قصاصة: لا أريد أن أذهب سوى إلى القعر.

 

درست أليخاندرا بيثارنيك الفلسفة والآداب ثم الرسم . كانت مدمنة على الأدوية ، خصوصاً المنحّفة منها بسبب هوسها بوزنها الزائد حد أن أصدقاءها كانوا يلقبونها بالصيدلية النقّالة . عاشت فترة في باريس (1960-1964) حيث درست تاريخ الدين والأدب الفرنسي في السوربون وترجمت لكبار شعراء فرنسا.

إسم الكاتب

أليخاندرا بيثارنيك , رجاء الطالبي

دار النشر

المدى

عدد الصفحات

134

سنة الإصدار

2019

الكود المختصر :
				
					https://cairobook.com/?p=28879
				
			
تبديل الكتاب
هل تود هذا الكتاب مقابل كتاب أخر ؟

طلب تبديل الكتاب

الكتاب المطلوب :رسائل أليخاندرا بيثارنيك – ليون أوستروف
بلّغ عن كتاب
هل تعتقد ان هناك مشكلة

قم بالإبلاغ عن هذا الكتاب

اسم الكتاب : رسائل أليخاندرا بيثارنيك – ليون أوستروف
الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب المذكور فى حالة وجود مشكلة بالكتاب الرجاء الإبلاغ من خلال أحد الروابط التالية:
  • الوصف
  • مراجعات (0)
  • الشحن والتوصيل
الوصف

رسائل الشاعرة «أليخاندرا بيثارنيك» و«ليون أوستروف».. العلاقة الأبوية

جميلة عمايرة – كاتبة أردنية | مارس 3, 2019 | كتب

يختلطُ حب الشاعرة الأرجنتينية «أليخاندرا» للأدب بحياتها ذاتها، كما جاء في مقدمة الكاتب والأستاذ في علم النفس «إدموند غوميث مانغوا» في الطبعة الفرنسية من هذا الكتاب، 2016م، فقد عانتْ ألمَ الحياةِ الممزق مذ مراهقتها، ولم تعثر على بريق الأمل إلا في الكتابة. إذ كانت ترى في فعل الكتابة خلاصها من كل شيء حتى الحياة نفسها! عاشت حياة جد قصيرة. بَدَتْ كأنها تجسِّد في حياتها بيتَ الشاعر«روبن داريو» (ما من ألمٍ أكبر من ألم الحياة). إذ كانت رغبتها في الموت هي الأقوى: انتحرت وعمرها ستة وثلاثون عامًا، في شقتها الصغيرة في «بيونس آيرس» في سبتمبر من عام «1972م» وكانت قد عادت من مراجعتها لمشفى الأمراض النفسية، بعد أن عبَّرت عن رغبتها بلا لَبْسٍ: «لا أريد أن أذهب إلا إلى أعماق الأشياء، أيتها الحياة، أيتها اللغة، يا (إيسيدورا)». وهذه آخر كلمة خطتها الشاعرة بالطباشير الأسود في غرفتها. لم تطفئ حياتها إلا بعد أن ذكرت اسم الشاعر «إيسيدورا» الذي كان قد سبقها بالانتحار في شقته في باريس المحاصرة عام «1870م».

«ليون أوستروف» من المحللين الأرجنتينيين القلائل الذين لم يكونوا أطباء. درس بكلية الفلسفة والآداب بجامعة «بيونس آيرس» ليعمل في الجمعية الأرجنتينية للتحليل النفسي. في نهاية الخمسينيات عمل مدرسًا بالكلية مع محللين معروفين من الأرجنتين.
نشر مجموعة من المقالات المتعلقة بعلم النفس في مجلة الجامعة. وقد ألف كتاب «الحقيقة والكاريكاتير» للتحليل النفسي عام «1980م»: «انطباعي الأول عنها حين رأيتها هو أنني كنت أمام مراهقة بين ملائكية وغريبة الأطوار. أدهشتني عيناها الواسعتان الشفافتان والمفزوعتان، وصوتها البطيء الذي ترتعش فيه المخاوف كلها» يقول أوستروف عنها، وكانت زيارتها الأولى له وعمرها «18» عامًا وهي لا تزال طالبة. لحظ المحلل النفسي منذ زيارتها الأولى ثنائية متصارعة في صمت تلك المرأة، وشغفًا يوجهها نحو الأعلى، نحو الشعر الكبير، نحو تجليات هذا الفن الأكثر سموًّا، في مقابل ألم نفسي يُخيفها من إقامة علاقة طبيعية مع عالمها المُحيط، وهو الأمر الذي يحدُّ من قدرتها على الاستجابة لمتطلبات حياتها اليومية؛ ليمثلَ لها فيما بعد شخصية أبوية محتوية، حيث كان الملجأ الآمن الذي تؤوب إليه مثل الأب في أوقات الضعف واليأس الأشد قسوة وإيلامًا، حين تلفها أعنف مشاعر الخوف والاضطراب والقلق.

وُلدت الشاعرة في الأرجنتين لعائلة مهاجرة روسية- بولندية من أصل يهودي، وهو ما قرَّبها من المعالج أوستروف ذي الأصول الروسية. كانت مترددة بين دراسة الفلسفة والآداب والصحافة. أحبت الرسم وأخذت تتردد على مشغل رسام معروف هو«خوان باتل» في الأرجنتين. وتابعت دروسها الأدبية بمواظبة الحضور لدروس أستاذ الأدب الحديث «خوان خامويا باخارليا» الذي ساعدها في التعرف إلى أعمال عدد كبير من الكتاب المعاصرين كجيمس جويس، وبروست، وأندريه جيد، وغيرهم.

وصف بأنها قارئة نهمة وذكية تبحث عن لغتها الشعرية الخاصة. نشرت كتابها الأول في سن التاسعة عشرة بعنوان «الأرض الأكثر غرابة» وهو عنوان يحيل إلى تجربتها التحليلية وخضوعها للعلاج النفسي المبكر. أهدت قصيدة من ديوانها الثاني لمعالجها أوستروف بعنوان «البراءة الأخيرة» ومطلعها: «سيدي صار القفصُ عصفورًا وطار. وصار قلبي مجنونًا؛ لأنه يعوي للموت، ويبتسم خلف الريح والأوهام/ ماذا أصنع بالخوف. ماذا أصنع بالخوف؟» أحست أليخاندرا بأنها مستعدة للقفزة الأولى بالابتعاد عن عائلتها، والرحيل عن بلدها الأرجنتين؛ لتكتشف أرضًا جديدة، فسافرت إلى باريس عام «1960م».

أليخاندرا بيثارنيك

في هذه الرسائل وعددها 21 رسالة وخمسة ردود من المعالج النفسي، تعرض الشاعرة بلا مواربة حالاتها النفسية الأدعى للألم، عندما تغرق في أقسى حالات الكآبة. القراءة المنتظمة لمجموع الرسائل تسمح ببناء سرد واضح عن إقامتها في باريس، وعلاقاتها وصداقاتها، ومكان إقامتها، وتفاصيل عملها الإبداعي، وتحولاتها النفسية وتجاربها العاطفية، وتعرفها إلى كتاب وشعراء من أميركا اللاتينية مثل أكتافيو باث، الذي كتب مقدمة ديوانها الثاني، وقيصر باييخو (شاعر من البيرو، يعد من كبار شعراء الإسبانية، أقام في فرنسا وانتحر في شقته الباريسية). وغيرهم، وتعرفها إلى المُنظِّرة النسوية «سيمون دي بوفوار» صديقة سارتر ومارغريت دوراس، وغيرهم من الكتاب والشعراء الذين كانت باريس وجهتهم آنذاك.

من خلال ردود المحلل النفسي على رسائلها تبدو جهوده واضحة بمنح هذه «الأنا» الشاعرة التي كانت على وشك التفكك وحدة وتماسكًا، وحاول بشتى الطرق رفع روحها المعنوية، وتقوية احترامها لذاتها الممزقة، ودعمها في اتخاذ قرارات على المستوى الإنساني والإبداعي، وتشجيعها في مشاريعها المختلفة.

بمعنى آخر، حسب «إيفون بوردوا»، فإن أوستروف كان بمنزلة الأب للشاعرة بيثارنيك. وتُمثل الرسائل المتبادلة بينه وبين أليخاندرا، في مجموعها، سردًا دقيقًا ومفصلًا لحياتها الباريسية المضطربة. إن وصفها للمنازل التي تعاقبت على السكن بها وحياتها البوهيمية الفوضوية، وإشارتها إلى عملها الروتيني في مجلة «دفاتر مؤتمر حرية الثقافة» الذي مكنها من العيش والإقامة في باريس، وحديثها عن صداقاتها الأدبية، وتأمُّلها في المعاناة التي سبَّبها لها بعضٌ من العلاقات، وفي الرابطة العائلية المعقدة ولا سيما مع أمها، وظهور آلامها الجسدية، وسردها لحالات معينة خاصة تعيشها في وحدتها الباريسية، تعطينا صورة واضحة عن سنواتها الأولى في باريس، فالشاعرة لا تبخل بأدنى تفصيل في رسائلها.

في هذه الرسائل ترتسمُ أماكن وأحلامٌ، وعادات وطقوس، وأشخاص وأشياء، وقلق وكآبة، من حياة الشاعرة اليومية لتجعل من هذه النصوص- الرسائل ملمحًا حسيًّا وجسديًّا قويًّا. هنا جسدٌ يعاني ويتألم ويتفكك ويستمتع ويكتب، لكنه حاضرٌ في أسمى تجليات الفكر. «إنها الثامنة صباحًا، تسير الحافلةُ بمحاذاة نهر السين، الغيومُ تغطي مياه النهر، والشمس تنعكس من زجاج كنيسة نوتردام، أرى الضباب وأنا ذاهبة لعملي، مشهدٌ رائع. وما زال المطر وما زالت هذه السماء الخريفية الرمادية التي تنعكس تمامًا ما أحسُّ به- هذه السماء التي أحبها أكثر من الشمس. هذا الحزن الذي يبدو فيما هو خارجي». من الرسالة 9. أو تكتب في واحدة من الرسائل «حالتي الصحية سيئة، تركت القهوة والكحول والتدخين. أعاني دوارًا ووهنًا، يمكنني أن أقول وأنا في الخامسة والعشرين من العمر: إنني متعبة من العمر». من الرسالة «16».

هنا في هذه الرسائل أيضًا، يمكن التعرف إلى كثير من الجوانب والاهتمامات، وحالات من القلق والخوف التي عذبت الشاعرة طوال حياتها. مع ذلك يبدو أن هناك كثافة خاصة، تعريًّا كاملًا، ومجهودًا كبيرًا، ربما نشأ إثر العلاقة العلاجية التي استمرت سنواتٍ مع المعالِج النفسيّ ليون للتعبير عن حالاتها النفسية والبوح بما يرعبها وهو ما يميز هذه الرسائل. «تتطلب مني هذه الرسائل مجهودًا ضخمًا، لقد بلغ جنوني منتهاه، وهلوساتي تضاعفت، مشفوعة بخوف، أشتبك في صراع محتدم مع صمتي وصحرائي، ووعيي المحطم، وذاكرتي المشتتة».

من الواضح أننا أمام كِتابة تتخطى حدود الأنواع الأدبية؛ رسالة، يوميات، نثر، نثر شعري… كِتابة يعاد كتابتها وتعديلها المرة تلو المرة وفي أشكال مختلفة، وطروحات متتالية، وصور متواصلة وبحث دائم. نصٌّ وحيدٌ قابل للتغيير، شارد، مترحل، لا يتوقف أبدًا، يعيدُ بناء نفسه في معركة مستمرة مع اللغة؛ إذ كانت الشاعرة ترى اللغة عائقًا كبيرًا ربما لمعاناتها «التأتأةَ» أو التعلثمَ بالكلمات، وكانت ترى في اللغة حاجزًا أو سدًّا منيعًا. إنها استثمارٌ شعري يتجاوز الحدود بين الكتابة وأنواعها. ثمة تداخل بين العام والخاص، إنه بحث دائم عن الخلاص عبر الكتابة، بحث متواصل عن الجمال، عن الهوية، عن الحب، بحث شعري وبحث حياتي، بحث باللغة وبحث عاطفي، طرد للصمت؛ كي لا تصاب بالجنون. الكتابة هي المرآة ونصوص الشاعرة تفيض بالمرايا وتعكس جوهرها. من قصيدة لها بعنوان العاشق تكتب: «توخزك النهارات/ الليالي تصب لومًا عليك/ فتؤذيك الحياة أكثر وأكثر/ محطمة، أين تذهبين؟ خائبة، خائبة».

شكَّلت هذه الرسائل التي استمرت من عام «1960م» إلى «1964» بين شاعرة غنائية ومعالجها النفسي البروفيسور«ليون»، حدثًا أدبيًّا نادرًا حاز اهتمام عشاق الشعر وعلم النفس والمهتمين.

نُشرت هذه المراسلات في بيونس آيرس عام «2012م»، وقدمت لها «أندريا أوستروف»، ابنة المعالج النفسي، «ليون» في طبعة منقحة وموثقة، وقدمت لها مقدمة مفصلة، ورأت في هذا الإصدار «رد اعتبار» لهذه الشاعرة ومعالجها النفسي الذي صار يشبه الأب لهذه الشاعرة التي عاشت حياة قصيرة. قامت بترجمة هذا الكتاب/ الرسائل/ الشاق والمميز الشاعرة والمترجمة المغربية رجاء الطالبي وراجعه بسام البزاز، وقد بدت جهود المترجمة بديعة ومهنية، في هذه الطبعة المنقحة والموثقة بالهوامش والأحداث. صدرت الطبعة مطلع هذا العام «2019م» عن دار المدى في بغداد.

المصدر: الفيصل.

 

رسائل أليخاندرا بثارنيك .. مدونة للحزن الأبدي

الهدفُ من نبش تلك الأوراق المُحبّرة هو البت في جدل تاريخي حول شخصية مُثيرة وإشكالية.
الأربعاء 2019/01/30

عليك أن تفرحي

الكلمات الجميلة لا تولدُ الإ حين يدفعها شيء في داخلنا
 الباحثون يستفيدون من الرسائل لدعم فرضياتهم بشأنِ ما يسودُ في مرحلة تاريخية من صراعات اجتماعية وفكرية وسياسية
 المشتركَ البارز بين فن اليوميات وأدب المراسلات هو الإلتزام بتسجيل التاريخ

بقلم: كه يلان مُحَمَد

الغرضُ من مُقاربةُ الرسائلِ المُتبادلة بين المُراسلَينِ يختلفُ وفقاً للمنهجِ الذي يسلكهُ الدارسُ. قد يكونُ الهدفُ من نبش تلك الأوراق المُحبّرة هو البت في جدل تاريخي حول شخصية مُثيرة وإشكالية، كما يستفيدُ الباحثون من الرسائل لدعم فرضياتهم بشأنِ ما يسودُ في مرحلة تاريخية من صراعات اجتماعية وفكرية وسياسية.
لكن الغاية الأساسية بالنسبة لمُتابعي الرسائل التي سطرها الأدباءُ هو إضاءة طبائع شخصيات هؤلاء وفهم هواجسهم على الصعيد الإبداعي والنفسي والمعيشي في آن واحد. وما يحولُ الرسائلَ إلى منصة الإعتراف والبوح بما هو كامن في سرائر النفس هو محدودية المجال التداولي الذي لا يتجاوزُ طرفين مُعينين قبل تسرب محتويات المادة الرسائلية إلى العلن.
ومن الواضح أنَّ العفوية والصراحة وتفادي التصنع في التعبير من خصائص أدب المُراسلات هذا فضلاً عن تنوع أشكالها من الرسائل الغرامية إلى السجالية والتراسل بين الأصدقاء وغالباً يتناوب الأسلوب الإنشائي والخبري صيغة الرسالة.
براءة وحشية
واللافت في الرسائل المُتبادلة بين الشاعرة الأرجنتينية أليخاندرا بيثارنيك ومُعالجها النفسي ليون أستروف – الصادرة مؤخراً من دار المدى بترجمة الشاعرة والمترجمة  المغربية رجاء الطالبي – أنَّ مضمونها يظهرُ تفاصيل يوميات الشاعرة في باريس وتردُ تلميحات في سياق الكلام المرسل أنَّ أليخاندرا سافرت إلى مدينة النور بناءً على نصيحة مُعالجها النفسي، ولعلَّ المشتركَ البارز بين فن اليوميات وأدب المراسلات هو الإلتزام بتسجيل التاريخ، وما أن تُثبت التاريخ حتى يمكنك كتابة ما تشاءُ ضمن يومياتك، لذا يعتقدُ الكاتبُ والروائي التونسي كمال الرياحي بوجود تقارب في صياغة مادتي اليوميات والمراسلات.

الحزن الأبدي هو عنوان مناسب لحياة هذه الشاعرة التي إنتحرت في السادسة والثلاثين من عمرها

أكثر من ذلك فإنَّ ما يلاحظُ  في هذا الأثر الأدبي هو الفرق بين بنية ما أرسلته أليخاندرا بيثنارنيك وردود أوستروف، إذ تطالعُ فيما كتبه الأخيرُ نمطاً إرشادياً في الأسلوب يشجعُ الطرف الآخر على ضرورة التحلي بالواقعية والإحتفاء بالإنجازات الأدبية.
يُخاطبُ أليخاندرا قائلاً: “إذا أصبحت مخاوفك ومُعاناتُك فيما بعد كلماتٍ جميلة، فعليك أن تفرحي لأنَّ الكلمات الجميلة لا تولدُ الإ حين يدفعها شيء في داخلنا، جميل أو رهيب”، بينما تفصح صاحبةُ “شجرة ديانا” عن نظرتها العبثية وكلماتها تعبرُ عن سوء صحتها النفسية، وما يُضاعِفُ مُعاناة أليخاندرا هو الصراع المرير بين كونها شاعرة وإكراهات الوقع المعيشي إذ تُعلنُ في رسالة ٍعن رغبة الإنشداد إلى عالمها الخاص “أنا الآن في كوكب آخر لا شيءَ فيه يشدُ إنتباهي”.
ولا تُمانع مؤلفة “البراءة الأخيرة” من استعادة تعابيرها الشعرية في تلافيف رسائلها مع التحوير لبعض المُفردات وهي تبلغ معالجها “يجبُ أن أنقذ نفسي من هذه الريح”. هذا الكلام مُستعارُ من قولها الشعري “يجبُ أن نُنقذ الريح” تلمسُ في العبارة الأولى ميل الشاعرة في التحول نحو الذات أو وجودها الحقيقي على حد تعبير هاديغر وقد تكمنُ فرادة المُبدعين في عدم تجاهل رغبة الإنتقال من الوجود المزيف إلى الوجود الحقيقي، وهذا ما تمسك به بودلير ورامبو ولوتريامون.
واختار فان كوخ هذا الصنف من البشر، الوقوف ضد العقلية الإمتثالية وما يُعمق من الشعور بالتغرب لدى الشاعر هو رفض الأخير ليكون وعيه مجرد انعكاس للأشياء.
أمر تراه بالوضوح في شخصية أليخاندرا بيثارنيك التي أبانت عن سخطها ضد مشروطيات الواقع القسرية حيثُ تتساءل مُخاطبة ليون أستروف “كيفَ للواحد أن يقلق بسبب المال؟ لا أريد أن أرهن وقتي في عملٍ طويل. أريد وقتي لي، لأُضيعه لأصنع به ما أصنعه في العادة. لا شيء “تتقاطعُ دلالةُ هذا المنطوقِ مع ما طالب به الشعراءُ السرياليون من ضرورة التحرر من سطوة الرأسمالية وفضلوا التسكع والتشرد على الحياة المُنمطة”.
المُستحيل 
أدركتْ أليخاندرا إستحالة العودة إلى الحياة البدائية معللة ذلك بتصاعد حدة كراهية الطبيعة للإنسان كما تعترفُ في إحدى رسائلها بأنها ستصبحُ صعلوكةً مُتشردة إذا لم تكملْ الدراسة. غير أن أزمتها تبدأُ نتيجة الفشل في إيجاد التوازن بين الرغبات الذاتية والواجبات الحياتية. وفي هذا الإطار تعبرُ الشاعرة عن شغفها للكتابة لأيام وشهور ولكن يرهقها السؤالُ ماذا أريد أن أكتب وعن ماذا؟ فهي مسكونةُ بالصمت على حد تعبيرها.
ويبلغُ التشاؤمُ لدى الشاعرة الإرجنتينية إلى حد تعتبرُ في مستهل رسالتها الثانية إلى أستروف أن الصعب هو قبول الحياة. كما يشتدُ توترها أكثر لدرجة لا تراجعُ رسالتها المكتوبة خوفاً من تمزيقها والتنكر لما سطرته. تقولُ في خاتمة الرسالة التاسعة “لا أعيد قراءة الرسالة لأننى أشعرُ بالخوف من رؤية أن الأمر ليس هكذا، وأنَّ هذا ليس ما أردتُ قوله”.
كما أشرنا سلفاً فإنَّ أليخاندرا تُضَمَنُ رسائلها الشكوى من العمل والإلتزام بالمواقيت. فهي تشكُ في القدرة على التصالح مع منبه الساعة. وساعات العمل الطِوال في غرفة مُظلمة. زيادة على ذلك فإنَّ أليخاندرا تنتقلُ بين الأمكنة وليس لديها مسكن ثابت في باريس. إذ تمضي أيامها بطريقة بوهيمية إذ تصفُ الشقة التي تقيم فيها بالسريالية لشدة فوضويتها. عليه فإنَّ الشاعرة توافق على أن تعملَ غير أنها يؤرقها العمل في جريدة رجعية سياسياً. إلى جانب ذلك تقومُ بإجراء الحوار مع سميون دي بفوار، والكاتبة والروائية الفرنسية مارغريت دوراس. كما راق لها الإعداد لسيناريو فيلم عن الرسام الأرجنتيني بايخو. وتخبرُ ليون عن ترجمة نصوصها الشعرية إلى عدة اللغات منها العربية.

قيمة يومياتها الأدبية
القلق الوجودي المُتغلغل في مسامات حياة أليخاندرا

الثيمة الثابتة في هذه الرسائل هي القلق الوجودي المُتغلغل في مسامات حياة أليخاندرا تتواردُ الصيغ التعجبية في حيثيات كلامها عن المرض والعصاب والعنفوان الجسدي واللذة الجنسية، تستغربُ من عملها المتواصل كأنَّ الحياة ليست محدودة. وتعرفُ أن الموت حقيقة ومع ذلك تتبرع بسبع ساعات من يومها وهذا ما يدهشها.
ونحنُ بصدد الحديث عن مضامين رسائل أليخاندرا بيثارنيك يجبُ أن نصغي إلى ما يقوله ليون أوستروف عن الشاعرة التي تعرف عليها وقد بلغت الثامنة عشرة من عمرها للتو. إذ يعلنُ صراحة “كنت في بعض الأحيان أؤجل مهمتي المهنية إن لم أنسها لأُدخل عالم أليخاندرا السحري ليس من أجل طرد أشباحها بل لأقاسمها إياهم”. ويشخص حالتها المرضية بأنها أرادت الإقتراب من الفوضى من أجل الإطلاع على قانونها السري.
ما يذكر هنا هو المكون الثقافي في شخصية إليخاندرا، كانت قارئة نهمة تحيل إلى العناوين التي تُتابعها. الليالي البيضاء، رسائل كافكا  وميلينا، جورج باطاي، غونغورا، ومعظم السورياليين. كما تغذت بقراءة الشعر. إستنفدت أليخاندرا طاقاتها بالكتابة والكحول والتدخين والعلاقات الحسية التي تلمحُ إليها ضمن رسائلها.
وفي الأخير تتساءلُ عندما تصلُ الخامسة والعشرين هل هو سن البلوغ الذي وصل نهائيا؟ كما تملكها الحنين إلى أمها وتتردد في العودة إلى بوينس آيرس. بل الحنين هو ما يمكن اليخاندرا على معرفة كينونتها.
تشيرُ الشاعرة في الرسالة الخامسة عشرة إلى قيمة يومياتها الأدبية بحيثُ تفوق على قصائدها أهميةً حسب رأيها. وما يؤكدُ حقيقة هذا الأمر هو اعتماد ابنة أوستروف على نصوص اليوميات لدراسة شخصية أليخاندرا كما حاول إدموندو غاميث مانغو تحليل المستوى النفسي للشاعرة على ضوء ما تضمه يومياتها.
ماقاله بودلير عن وجود عاطفتين مُتناقضتين في قلبه الرعب من الحياة ونشوة الحياة ينطبقُ على أليخاندرا بيثارنيك أيضاً. إذا فإنَّ الحزن الأبدي هو عنوان مناسب لحياة هذه الشاعرة التي إنتحرت في السادسة والثلاثين من عمرها.

المصدر: هنا

 

مراجعات (0)

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “رسائل أليخاندرا بيثارنيك – ليون أوستروف” إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الشحن والتوصيل
wd-ship-1
wd-ship-2

محتوى كتابى للشحن

تفاصيل الشحن

محتوى الشحن

  • تفاصيل إضافية عن الشحن
  • محتوى كتابى للشحن

    تفاصيل الشحن

    محتوى الشحن

    • تفاصيل إضافية عن الشحن
التصنيفات: ترجمات, شعر ونصوص
Share:

منتجات ذات صلة

عرض سريع
إضافة إلى السلة

Push Up (ديوان بالعامية)

الرواق
50.00 جنيه
عرض سريع
إضافة إلى السلة

البدائع – زكي مبارك

شركة نوابغ الفكر للنشر والتوزيع والتصدير
290.00 جنيه
عرض سريع
إضافة إلى السلة

الرجال من بولاق والنساء من أول فيصل

الرواق
95.00 جنيه
عرض سريع
قراءة المزيد

الزنابق

المؤسسة العربية للدراسات والنشر
عرض سريع
إضافة إلى السلة

الشنطة البمبي

الرواق
50.00 جنيه
عرض سريع
إضافة إلى السلة

الهانم divorced

الرواق
140.00 جنيه
عرض سريع
قراءة المزيد

خذني إلى المسجد الأقصى

المعرفة
عرض سريع
إضافة إلى السلة

طيور القدس

المؤسسة العربية للدراسات والنشر
50.00 جنيه

مكتبة القاهرة

اخر المقالات
  • أعظم الأدباء في تاريخ الأدب الأرجنتيني
    يونيو 5, 2025 لا يوجد تعليقات
  • أنماط الأكشن في السينما: تاريخ التحولات عبر أفلام الرعب
    يونيو 4, 2025 لا يوجد تعليقات
قصتنا
  • من نحن
  • تواصل معنا
  • الأسئلة الشائعة
  • سياسة الخصوصية
  • سياسة الإسترجاع
  • تبرع بأوراقك أو كتبك
روابط تهمك
  • فيس بوك
  • تويتر
  • يوتيوب
  • تيك توك
  • لينكد إن
  • روابط تهمك
الأقسام
  • طلب كتاب نادر 1
  • طلب كتاب نادر 2
  • وصل حديثا
  • DollarBook
  • ربائد: الأرشيف
جميع الحقوق محفوظة لـ مكتبة القاهرة © 2025
  • القائمة
  • الأقسام
  • طلب كتاب نادر 1
  • طلب كتاب نادر 2
  • وصل حديثا
  • DollarBook
  • ربائد: الأرشيف
  • الرئيسية
  • المكتبة
  • المدونة
  • من نحن
  • تواصل معنا
  • الدخول / حساب جديد
سلة المشتريات
إغلاق
تسجيل الدخول
إغلاق

استرجاع كلمة المرور؟

ليس لديك حساب ؟

إنشاء حساب جديد

رسائل أليخاندرا بيثارنيك – ليون أوستروف

930.00 جنيه
اكتب اسم الكتاب اللى بتدور عليه هنا.
Shop
0 items Cart
الحساب