[1] القصة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رحلة فتى بعد مقتل فتاته على أيدى اليهود للثأر ولإنقاذ فتاة أخرى أختطفها اليهود.
حبكة ضعيفة الأفضل وصفها بالخفيفة تروى قصة أبطال أطفال يجسدون الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
[2] الخطاب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هي رواية فانتازيا تنتمي إلى مدرسة الواقعية السحرية,تحكي عن مغامرة في أرض فلسطين يخوضها أبطال الرواية الذين يشكلون نموذج نقي للشجاعة والجلد والفداء يندر تواجده على أرض الواقع. تتخلل الرواية حكايات من عدة نوافذ ما بين عالم الأحلام وحكايات الجدة وقصص التاريخ وأبيات الشعر والأغاني والأسماء الفلسطينية للأماكن والشخصيات والوقائع التي مرت بأبطال القصة,وحتى الشخصيات الجانبية. كل هذا تم توظيفه بشكل معبر للغاية. وهي عبرات يمكن أن تتجلى في صورة دموع تسيل من عيون القارئ على أوراق الرواية. وأخص بالذكر الأغاني التي جرى توظيفها مع باقي النوافذ الحكواتية في الرواية لخلق حالة من الحنين والشجن وخلفية درامية في ذهن المتلقي عن الشخصيات التي سيتعاطف معهم حتى لو لم يعرف الكثير عن تفاصيل حياتهم. والأغاني تبدأ بإسم الرواية كما الآتي.
أولا الأغاني
1-العنوان
جنازة الملائكة
2-جبران خليل جبران
قد تكون جنازة بيننا عرسا لدى الملائكة
3-محمود درويش
يحكون في بلادنا..
يحكون في شجن..
عن صاحبي الذي مضى..
وعاد في كفن.
4-أنشودة الأستاذ عامر
هاتي صلاح الدين فينا وجددي حطين أو شبه حطينا
5-لافتة محل الكنافة
سقى الله أكناف الكنافة بالقطر وجاد عليها سكر دائم الدر
6-إدجار آلان بو
لكن انظروا,ها هو شيء أحمر كالدم..
يشق طريقه ملتويا وسط جمهرة الأشباح..
يطل من الجانب المنعزل للمشهد..
يتلوى,يتلوى بشره قاتل..
فتصير الأشباح له طعاما..
وتشهق الملائكة بالبكاء وهي ترى..
الدود يلعق الدم البشري.
7-أغنية عتيقة
عالدالعونة عالدالعونة,راحوا الحبايب ما واداعونا
ثانيا الحكايات
1-حسن وكوخ الغيلان
2-النمر
3-الحوذي والشيخ
ثالثا الوقائع
وهي وقائع وقعت على أرض الواقع,ولكنها تبدو في جموحها كأنها آتية من الخيال,فصارت حكايات تُروى على ألسنة الصاحين والنائمين,ممتزجة بالفانتازيا ومروية على أرض فلسطين في خليط بين الواقع والخيال. ومن ذلك
1-حكاية شبح الليل
2-حكاية الفتاة المخطوفة
3-مذبحة دير ياسين
إضافة إلى كونها تصنع أجواء حزينة وحالة من الحنين والشجن في المتلقي,فهي تعطي للرواية طابع عربي أصيل,كأنها أتت من قلب الليالي العربية من كتاب ألف ليلة.
ويصف الكاتب تلك الوقائع في روايته بالعبارة الآتي:-
“في فلسطين تغدو مثل تلك الحكايات التي تروي البطولات وقائع يا صاحبي”
التوظيف الثالث لتلك النوافذ الحكواتية قد يكون هو الأهم,وهو توظيف لرمزية مهمة في الرواية الفلسطينية (1),والمتمثلة في دلالات الغول والذئاب التي صور الكاتب اليهود على شاكلتها. ويتجلى ذلك في خمسة مظاهر بالرواية.
المظهر الأول هو النوافذ الحكواتية المتمثلة في الأغاني والأشعار والحكايات الخرافية والأحلام والتاريخ وحتى إسم الرواية وأسماء فصولها. فالكاتب قسم الرواية إلى فصلين,الأول والمعنون بإسم حكايا النهار في إشارة لطهارة الفلسطينيين,وسميت الفصول الفرعية منه بأسماء فلسطينية عربية. الفصل الثاني جاء بإسم حكايا الليل في إشارة لقذارة الإسرائليين,وسميت الفصول الفرعية منه بأسماء إسرائيلية يهودية.
كما هو موضح في الآتي.
الفصل الأول: حكايا النهار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-حكاية النمر
2-حكاية فداء وإبراهيم
3-حكاية الأستاذ عامر
4-حكاية منذر ولبنى
5-حكاية يزن وسلمى
6-حكاية الديب
7-حكاية أوديت وكوليت
8-حكاية العم وضاح
9-حكاية نصر ونصار
10-حكاية فاتك
الفصل الثاني: حكايا الليل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-حكاية تاجر بيسان
2-حكاية جيرشون
3-حكاية أورلي
4-حكاية عميحاي
5-حكاية حنا وعنات
6-حكاية جوري
7-حكاية بيرح العجوز
8-حكاية روث ورخبي
9-حكاية شافيد ويوخفيد
10-حكاية جليلا
المظهر الثاني يتجلى في الحوارات بين الشخصيات,خاصة الحواران الآتيان.
الأول بين يزن وديب
-لنرحل من هنا يا ديب أرجوك .. أكره الهلاك بأنياب ذئاب جائعة.
-من يعش في أرض أغتصبتها الذئاب البشرية لا يضيره الموت بأية صورة كان
وفيه تشبيه صريح لليهود بالذئاب البشرية
والثاني بين النمر وفاتك ويزن
-لا تخف لست,بآكل لإبن آدم.
-أنت آكل إبن صهيون.
وفيها إشارة إلى كون اليهود ليسوا من بني البشر أصلا.
المظهر الثالث يتمثل في الفعل المروع الذي ينتظر القارئ في نهاية الرواية,والذي يعبر بكل وضوح عن مدى وحشية ودموية وقساوة هؤلاء البشر.
المظهر الرابع في عدم حضور الشرير بحيث يتعلق به القارئ,وينحصر إهتمامه بأبطال الرواية,وتم تضييق صورة الشرير على شكل واحد؛اليهودي.
المظهر الخامس في صورة البطل الأسطوري المسمى بـ النمر,فهو قاتل لليهود يقاتلهم دفاعا عن وطنه كما يقاتل النمر الذئاب دفاعا عن عرينه.
بخصوص البطولة فإن الكاتب قدم لنا بطولة عذبة -أبطال الحجارة- برغم مرارة الدماء المسالة,وجاء في وصفها ما قاله الأستاذ مروان الصقعبي عن أبطالها “عاشوا بشرف,أحبوا بنقاء,أستشهدوا بعزة”.
النقطة الثانية أن أبطالها أطفال تم تقديم رحلتهم في بعض الجوانب بصورة تدنو من أدب الأطفال في أجزاء من فصولها الأولى,وترقى إلى أدب الكبار -رغم أن أبطالها صغار- في باقي فصول الرحلة الحزينة.
النقطة الثالثة هي المعنى الأول الذي تجسده البطولة في الرواية,وهو التضحية.
أهم رسالة في هذا العمل هو الصراع الإسرائيلي / الفلسطيني,وتذكير بالأرض المعتدية والأرض المغتصبة في واحدة من أجمل الروايات العربية التي تناولت القضية الفلسطينية في إطار فانتازي مبتعدا عن العمق التاريخي أو السياسي.
[3] الإيقاع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قدم وائل رداد في روايته مغامرة فريدة يخوضها بعض الفتية لإنقاذ فتاة من أنياب اليهود, والأهوال التي تقابلهم في هذه الرحلة. لا تصنف الرواية إلى أدب الرعب بالرغم من وجود الرعب بها,بل هي فانتازيا من نوع الواقعية السحرية التي تألق فيها العظيم غابرييل غارسيا ماركيز,وخط وائل رداد بقلمه من ذات المحبرة التي أروت قلم ماركيز. وهي الرواية العربية الوحيدة التي قرأتها من هذه النوعية. أي الواقعية السحرية.
يشد ويفجع الكاتب القارئ بأحداث مستلهمة من الذاكرة وليست من المخيلة,والفرق بين الأولى والثانية هو أن الأولى مرت بالبشر على الأرض التي تمتد إليها جذور الكاتب فلسطين,وليست من مخيلته التي لا تحمل سوى صور عقلية لما قد يحدث أو لا يحدث. الأولى هي أمور قطعا حدثت بالفعل,وهو ما ينقل لنا صورة حزينة ومؤلمة ينفطر لها القلب وتدمع لها العين عن وطن محتل وطفولة مأسورة. رغم إبتعاد الكاتب في روايته عن التاريخية وإنتمائه إلى الفانتازية بصورة تذكرنا بالليالي العربية,وهي نقطة تتفق معي فيها الكاتبة هدى خريم بتساؤلها عن الرواية:-
“هل هي حدوته من حواديت الشاطر حسن؟
يستخدم الكاتب عناصر التشويق والغموض والفانتازيا والتراجيديا في سرد قصته,وقد نجح في توظيف تلك العناصر بصورة متفاوتة الجودة تميل للردائة في عنصري التشويق والغموض,وترقى إلى الإمتياز في عنصري الفانتازيا والتراجيديا.
إيقاع الأحداث كان سريعا وتطورها كان لافتا من سرعة القفزات -وقد يقع القاريء أثناء قفزه في بعض الحفر الموجعة- حتى النهاية التي حملت لمسات من الواقع الصامت. نهاية غريبة حاول الكاتب أن يجعلها مفاجئة.
أكثر الحفر جائت من قصص متعلقة بشخصيات جانبية لا فائدة منها في الخط الرئيسي للأحداث إلا في إضافة المزيد من الآلام والأحزان.
[4] الشخصيات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حضور جميل للأبطال والشهداء مع غياب وجودي للأشرار والأوغاد,حتى أنه لا يوجد شرير واحد عالق في بالي رغم أن الكاتب قدم أكثر من واحد. إضافة إلى تشتت للقاريء بسبب كثرة الشخصيات الجانبية بدون توزيع جيد من الكاتب.
أما عن أبطال الرواية,فنذكر أبرز ثلاثة منهم
1-يزن
أكثر بطل تعلقت به هو يزن الفتى الأشقر الوسيم,الطيب هادئ الطباع والمجنون بأحزانه المثقلة على صدره,خاصة المآسي اللتي مرّ بها وتلقاها بطريقة مغايرة. وهو يمثل جميع الشخصيات البطولية الأخرى بصفاتها التي تنصهر تحت أخلاقيات الوفاء والفداء والشهامة والمروئة.
بدئا بـ منذر وسلمى ولبني وصولا إلى نصر ونصار والديب.
2-الديب
ثم بالطبع الديب قاهر الذئب وعاشق الكنافة,والآتي مع عوالم ألف ليلة وليلة.
3-فاتك النمر
أما هذا فمنفصل عن الجميع,أعطاه الكاتب هالة أسطورة ولكنه أطفئها بصخرة الواقعية الثقيلة التي وقعت على رأسه ورأس أباه.
[5] الإسلوب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كل ما سبق يظهر أن الرواية محمولة على أكتاف الإسلوب الجميل والبسيط من الكاتب الذي حرك عواطف قاسية وعرض أخلاقيات راقية وسرد أحداثا دامية بإستخدام كلمات صائبة وُضعت في مواضعها. وتوظيفه للحكايات التي روت القصة لتزيد لسانا مع لسان الراوي,حتى أن الكاتب لم تفته العناية في إختيار حكاية الغلاف أو التمهيد أو النهاية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.