1-سقراط
2-أفلاطون
3-أرسطو
4-أبيقور
5-فيثاغورث
6-طاليس
7-بارميندس
8-هيراقليطيس
9-ديمقريطيس
1-سقراط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرجعية المعلومات المستقاة عن سقراط تأتي من مصادر قليلة هي محاورات أفلاطون التي تعد من أكثر الروايات شمولية وإلماما بشخصية سقراط,ومحاورات زينوفون ومسرحيات أريستوفانيس الساخرة,وتلك المصادر الثلاثة هي الأكثر إحاطة بتفاصيل حياة سقراط.
لم يُعرف له عملا,ولكن قيل نحات مثل أباه,ولكن هذا فقط في شبابه,غير أنه كان معلم ومحاور بارع جدا,وكان فيلسوفا عظيما,ومحاربا شجاعا وزوجا حليما.
زوجته هي زانثيبي التي عُرفت بفصاحة اللسان حتى ضُرب بها المثل في ذلك,وقد خلدها سقراط في الكثير من أقواله الساخرة.
في القرن الخامس قبل الميلاد ولد سقراط في أثينا لفيناريت وهي قابلة قد خلدها سقراط في مقولته الشهيرة:” أنا أحترف صناعة أمي،فهي قابلة تولد النساء وتشهد مخاض الأولاد،وأنا أولد النفوس وأشهد مخاض الأفكار”.
وتضمنت مقولته تلك الأساس الذي بني عليه المنهج السقراطي(إسلوب إلينخوس),القائمة علي حل مشكلة ما عبر تحليلها إلي مجموعة من الأسئلة في شكل حوار لإستخراج البديهيات المعروفة لدي الجميع.
رجل بلغ تأثيره علي الفلسفة أن صارت بعده غير ما كانت قبله,فقسمها المؤرخون لما قبل سقراط وما بعد سقراط,وهو أول المؤسسين الثلاثة للفلسفة,ومؤسس مذهب العقلانية,تلميذ بارمينيدس وأستاذ أفلاطون وعدو السفسطائيين,وأكثر الرجال حكمة في العالم القديم,وشهيد بحثه عن الحقيقة وتمسكه بها. قام في حياته بإسهامات فلسفية مهمة وخالدة في مجالات المعرفة والمنطق والأخلاق,فهو مؤسس المنهج السقراطي أو طريقة سقراط في علم الجدل,وومؤسس الطريقة الوسطية في تعريف مكارم الأخلاق,وهي أن الفضيلة هي الوسط بين رذيلتين,ومن أمثلة ذلك أن تعريف فضيلة الشجاعة هي الوسط بين الجبن والتهور,وتعريف فضيلة الكرم هي الوسط البخل والبذر,وتعريف فضيلة الحشمة هي الوسط بين الفحش والحرج.
لذا تعد حياته ملحمة عن الصراع بحثا عن الحقيقة في أسمي صورها وهي الفضيلة,بل وواحدة من الصراعات الفكرية البارزة في التاريخ,وهو الصراع السياسي والفكري بين سقراط وبين كبار حكماء وساسة أسينا والذي إنتهي بإدانته والحكم عليه بالإعدام.
وقبل أن يجرع السم قال مقولته الخالدة:-
رحم الله رجل سبق عقله زمانه
[1]
طاليس
وبدلا من طاليس,كان في خاطري أن أدرج الفيلسوف الكبير بارمينيدس لولا أن الأخير تمثل في الأول مؤسسا للفلسفة الغربية,وهو معروف عند المؤرخين بـ (أبو الفلسفة الإغريقية).
بارمينيدس، أناكسيماندر، ديمقريطس مكتشف الذرة، هرقليطس، إكليمندس
قصيدة الوجود للفيلسوف الإغريقي بارمنيدس
ترجمها عن اليونانية أسامة خليل
قراءة رائعة للدكتور حسين عبد القادر (مع نص القصيدة)
نظراً لورود العديد من الأسماء والأفعال القرآنية في هذه الشذرات البارمنيديسية، كان من الواجب أن نورد المصطلحات اليونانية الأصلية حتي يتسنى للمتخصصين التدبر والمقارنة وربما أيضاً أن يساعدونا بمقترحاتهم. مع خالص الشكر.
الخيول التي أقلتني وفق قوتي واشتياقي، قادتني إلى الطريق المليء بالآيات
طريق الإلهة δαιμονος التي تحيط حكمتها بكل شيء
وترشد بعلمها العارف الحكيم.
لقد أتت بي إلى هنا خيول الحكمة التي تجر العربة
بينما كانت بنات الحور يرشدن إلى الطريق.
كان للمحور الذي يشتعل كالجمر بين الدولابين صرير حاد
من شدة احتكاك طرفيه بالعجلتين الدائرتين
لما سارعت بنات الشمس اللاتي أولين ظهورهن لعالم الظلمة
دافعات بي نحو مدائن النور
وهن يزحن بأيديهن خُمرَهُن عن رؤوسهن.
هناك، كانت الأبواب الأثيرية الفاصلة بين الليل والنهار
مؤطرة بسقف وعتبات من حجر
وموصدة بمصاريع هائلة، مفاتيحها بيد الإلهة ديكيه شديدة العقاب.
قدمت لها بنات الشمس فروض الطاعة، وهدأن من ثائرتها بالقول الحسن
وأقنعنها أن تفتح لتوها.
تعالى من مصاريع الأبواب في تراجعها زئير هائل
بينما كانت المفاصل والأرتاج النحاسية المثبتة بالمسامير والأوتاد،
تدور واحدة بعد الأخرى
عندها،
اقتادت بنات الشمس، فيما بينهن، العربة والخيول عبر الطريق الواسع المفتوح.
استقبلتني الإلهة راضية مرضية، وأمسكت يمناي بيمناها قائلة :
لك الأمان أيها الشاب
يامن أتت بك الحور المخلدات، وأقلتك الخيول العاديات إلى مستقري
يامن لم يدفعك سوء الطالع في هذا الطريق البائن عن مسالك البشر
فقد رفعتك إلى هنا تيميس وديكيه.
إني أنبئك بكل شيء : بقلب الحقيقة المستدير الصامد
وباطل معتقدات البشر الفانين
ولتعلم أيضاً :
أيَ لزوم يضفي على الظواهر قبولاً، ويبسط سلطانه على جميع الأشياء.
………………….
الآن سوف أتكلم، وأنت يامن تسمع
تلق ما أوحي إليك من كلمات
ها هي طرق البحث الوحيدة التي يمكن تصورها :
ـ طريق قول : إنه “يكون”، وأن “لا يكون” محال.
إنه صراط اليقين الذي يصاحب جلاء الحقيقة.
ـ وطريق قول : إنه “لا يكون”، وأن “يكون” محال.
هذا الطريق لا يقبل التفكير
فانأ بخطوك عن وحشته
أنى لك بعرفان ما ليس له كيان.
فما لا يكون لا يُعْقَل ولا يقال.
………………..
χρη το λεγειν τε νοειν τ’εον εμμεναι
ضروري أن تَعقل وأن تقول : إن الكائن يكون
Εστι γαρ ειναι . Μηδεν δ’ουκ εστιν
لأن الـ “كون” حقيقي والعدم غير موجود
Τα γ’εγω φραζεσθαι ανωγα
هذا ما أملي عليك أن تعقله
فاصرف فكرك عن طريق العدم
وعن طريق الظنون التي ينسجها البشر
الذين ينظرون في اتجاهبن اثنين δικρανοι ، ولا يعلمون
الذين يهيمون بصدورهم القاصرة
صم κωφοι عمي τυφλοι لا يفقهون ακριτα φυλα
يقولون إن الكون والعدم صنوان، ومختلفان
ألا إنه طريق الحائرين
…………………………..
μονος δ’ετι μυθος οδοιο
لا يبقى غير قول مقدس μυθος واحد في طريق الحق
هو قول “يكون”
Ταυτη δ’ επι σηματ’εασι
وعلى خطاه آيات كثيرة تقول :
Αγενητον και ανωλεθρον
إنه لم يولد ولا يموت
Ουλον μουνογενες τε και ατρεμες ηδ’ ατελεστον
واحد شامل، صمد لا يتزعزع، تام الجهات
لم يكن ولن يكون، لأنه كائن دوماً في الآن
كل كامل لا يتجزأ
أي ميلاد تبحث له عنه ؟
من أين نشأ ؟ وكيف يصير؟
ولما كان من المحال قول اللاشيء أو إخضاعه للتفكير
فلا تفكر ولا تقل إنه جاء من العدم
أي ضرورة تجعله يكون من قبل أو من بعد، إن كان ينشأ من اللاشيء ؟
إنه إما يكون دوماً، أو لا يكون أبداً
وقوة الإيمان تستنكر القول بنشوء صنو عنه
فالضرورة قضت بأنه لم يولد ولا يموت ولا يدركه وهن
القول الفصل هنا، إنه :
إما يكون أو لا يكون..
__________________________________
نشر على صفحة \حميدة نعنع \ 12\1\2016
فيثاغورث كان رياضي، بلوتارك كان مؤرخ، بطليموس كان فلكي، سولون كان رجل قانون، ثيوسيدس كان سياسي، هيرودوت أيضا كان مؤرخ (ومحتمل أنه كان من أصول تركية غير يونانية)،
[1]
ديوجين
توفى 323 ق. م.
[1]
أفلاطون
مرجعية المعلومات المستقاة عن سقراط تأتي من مصادر قليلة هي محاورات أفلاطون التي تعد من أكثر الروايات شمولية وإلماما بشخصية سقراط. ومحاورات زينوفون ومسرحيات أريستوفانيس الساخرة,وتلك المصادر الثلاثة هي الأكثر إحاطة بتفاصيل حياة سقراط.
لم يُعرف له عملا,ولكن قيل نحات مثل أباه,ولكن هذا فقط في شبابه,غير أنه كان معلم ومحاور بارع جدا,وكان فيلسوفا عظيما,ومحاربا شجاعا وزوجا حليما.
زوجته هي زانثيبي,الجميلة التي عُرفت بفصاحة اللسان حتى ضُرب بها المثل في ذلك,وقد خلدها سقراط في الكثير من أقواله الساخرة.
في القرن الخامس قبل الميلاد ولد سقراط في أثينا لفيناريت وهي قابلة قد خلدها سقراط في مقولته الشهيرة:” أنا أحترف صناعة أمي،فهي قابلة تولد النساء وتشهد مخاض الأولاد،وأنا أولد النفوس وأشهد مخاض الأفكار”.
وتضمنت مقولته تلك الأساس الذي بني عليه المنهج السقراطي (إسلوب إلينخوس) القائمة علي حل مشكلة ما عبر تحليلها إلي مجموعة من الأسئلة في شكل حوار لإستخراج البديهيات المعروفة لدي الجميع.
سقراط رجل بلغ تأثيره علي الفلسفة أن صارت بعده غير ما كانت قبله,فقسمها المؤرخون لما قبل سقراط وما بعد سقراط,وهو أول المؤسسين الثلاثة للفلسفة,ومؤسس مذهب العقلانية,تلميذ بارمينيدس وأستاذ أفلاطون وعدو السفسطائيين,وأكثر الرجال حكمة في العالم القديم,وشهيد بحثه عن الحقيقة وتمسكه بها. قام في حياته بإسهامات فلسفية مهمة وخالدة في مجالات المعرفة والمنطق والأخلاق,فهو محدث الثورة السقراطية في تغيير الرؤية الفلسفية من الإتجاه للبحث في الوجود إلى الإتجاه للبحث في الإنسان.ومؤسس المنهج السقراطي أو طريقة سقراط في علم الجدل,وومؤسس الطريقة الوسطية في تعريف مكارم الأخلاق,وهي أن الفضيلة هي الوسط بين رذيلتين,ومن أمثلة ذلك أن تعريف فضيلة الشجاعة هي الوسط بين الجبن والتهور,وتعريف فضيلة الكرم هي الوسط البخل والبذر,وتعريف فضيلة الحشمة هي الوسط بين الفحش والحرج.
لذا تعد حياته ملحمة عن الصراع بحثا عن الحقيقة في أسمي صورها وهي الفضيلة,بل وواحدة من الصراعات الفكرية البارزة في التاريخ,وهو الصراع السياسي والفكري بين سقراط وبين كبار حكماء وساسة أسينا والذي إنتهي بإدانته والحكم عليه بالإعدام.
وقبل أن يجرع السم قال مقولته الخالدة:-
رحم الله رجل سبق عقله زمانه
أنا أتحامل على سقراط لأنه لم يضع كتابا واحدا قط,ثم تفكرت قليلا ووجدت أن له كتب مكتوبة بواسطته حتى لو لم يخطها هو بقلمه. لكن هذا لا ينفي حقيقة / إحتمالية أنه ربما لم يعرف الكتابة أو لم يهتم بها,وهو ما أعطاه مكانته الغريبة بالمقارنة مع الفلاسفة المعاصرين له ثم الفلاسفة اللاحقين عليه وصولا لعصرنا هذا.
1-الشفاهية
مسألة (سقراط لم يكتب كتابا) تطرح المزيد من التأييدات حول النظرية القائلة بأن سقراط هو ذاته لقمان الحكيم المذكور في القرآن الكريم.
2-السفسطائية
السفسطة هي براعة القول دون غرض ثابت مما يقال,يقابلها الجدل السقراطي الذي وضع الكلام داخل العقال. فهو صاحب المنهج السقراطي في توليد الأفكار ونقدها,فاشتهر عنه أنه قال
–
ويخطرني الآن,واحد ممن ينسبون الفضل لأنفسهم ويعلون بقيمة ما يطرحوه من أفكارهم, فكان هناك كاتب مصري إسمه حامد طاهر صاحب مؤلفات من قبيل (نبش الذاكرة) و(المختصر في الحب) و(محاورات سقراطية) ويحسب أنه بهذا المؤلف الأخير يلقي حجرا في بركة الفكر الراكد على حد قوله,مع أن مصنفه هذا لا يتعدى كونه كتاب خواطر سخيف.
وعدم وجود أي كتب لسقراط يتوافق تماما مع فلسفته الغير معنونة بإسم معين,ولا منتمية إلى أي من المدرستين الكبريتين,فلا هي واقعية ولا هي مثالية,وإن كانت أميل للأخيرة كما يتضح في كتابات أفلاطون. وعلى ذكر تلميذ سقراط ومعلم أرسطو؛أفلاطون نبدأ بأولى التأثيرات المهمة التي خلفتها فلسفة سقراط
1-الأفلاطونية
يرى الباحثون أن النصف الأول من محاورات أفلاطون هي تدوين شبه حرفي لمحاضرات سقراط,ومنها يمكن أن نستشف فلسفة هذا الأخير الماثلة في الفلسفة الأفلاطونية,وأبرز صفتين فيهما المثالية والسفسطائية.
3-اللانصية
أنتيستنيس تلميذ آخر لسقراط
[1]
أرسطو
384-322 ق. م.
أنجبت اليونان واحدا من أذكى الشخصيات في التاريخ,يعد ضمن أول عشرة أو عشرين في الأذكى من كل البشرية. لا يعني هذا مثلا أن باقي الفلاسفة ليس بهم من بمثل ذكائه,إلا أن أرسطو يعد نموذجا لا جدال عليه للعبقرية,وإن كان سقراط هو أذكى رجال اليونان في وقته فذلك لأن أرسطو لم يكن في نفس الفترة الزمنية.
وُلد عام
-طاليس
-ديوجين
-أفلاطون
-أرسطو
-بارميندس
-زينون
-أبيقور
أدخل الفلاسفة الإغريق مقارباتٍ مبدعةً إلى النَسَق الفلسفي السائد قديماً، ونأَوا بملاحظاتهم عن الشروحات التقليدية الأسطورية مُتبنّين بدلاً عن ذلك تفسيراتٍ تعتمد الاستدلال والبراهين. وشهدت اليونان القديمة صعود نجم العديد من الفلاسفة، ولكن من بين هؤلاءِ تميّز بعض الفلاسفة بأعمالهم وأفكارهم المُبتكرة في الفلسفة. فأفكارهم الفلسفية العميقة بخصوص العلوم الطبيعية البدائية والتطبيقات الأخلاقية لِقيَمهم الفلسفية في المجتمع وضعَتهم في منزلةٍ رفيعة إلى يومنا هذا. سنتعرف في مقالنا عن أهم الفلاسفة الإغريق وأكثرهم تأثيراً
10- بارمينيدس، 510 ق.م. – 560 ق.م.

كان بارمينيدس مُريدًا لفيثاجورس الذي كان شخصية معروفةً داخل النسق الفلسفي لليونان القديمة.
وكان لقصائده وأفكاره أثرًا عميقًا في الفيلسوف كزينوفانيس، ما دفع بأغلب المؤرّخين للجزم بأنه تتلمذ على يديه.
ويُعتبر بارمينيدس من أهمّ فلاسفة عصر ما قبل سقراط.
في عمله الوحيد الذي وصلَنا، والمُسمّى على نحو مناسب “في الطبيعة”، يحاول بارمينيدس أن يطرقَ أعقد سؤال على الإطلاق: “هل ثمّة وجودٌ أم عدم؟”
بصراحة، فمحاولتُه سبرَ أغوار هذه المعضلة الفلسفية (المجازيّة، بالنسبة للبعض) تقود إلى عبارةٍ متناقضةٍ بدلاً من إجابةٍ شافية. يقرّر بارمينيدس أنّ أيّما شيءٍ “موجود” فلا بدّ أنّه قد وُجِدَ على الدوام، حيث أنه لا شيء يتأتّى من “العدم”.
وبالتالي، يُصبح الأمر برمّته متناقضةً لِاستحالة التفكير بطبيعة الـلاشيء، واستحالة التفكير بشيءٍ لا يُمكِن تخيّله. على كل حال، قام الفلاسفة الذين جاؤوا بعده بتبسيط هذه المستحيلات الفلسفية.
9- أناكساجوراس 500 ق.م.– 428 ق.م.

شخصيٌة مهمّةٌ أخرى من عصر ما قبل سقراط، كان أناكساجوراس المولود في كلازومينيا (قرب إزمير، تركيا) عالماً وفيلسوفًا مؤثّرًا عاش في أثينا لما يقارب الثلاثين عامًا. وتمحورت آراؤه الفلسفية حول الطبيعة نفسها. وكما كان الحال عليه مع مُعظم فلاسفة الإغريق، فقد تعارضت أفكاره مع واصطدمت بالأيديولوجيات والعقائد السائدة في عصره، ما اضطرّه لمواجهة عواقبَ وخِيمةٍ كادت تكلّفه حياتَه.
ويُحسب لأناكساجوراس كونه أوّل مَن أسّس مذهبًا فلسفيًا بأكمله في أثينا، المدينة التي ستصل لذروة مجدها فيما بعد لتكون مركز ثقلٍ مجتمعيّ لمئات السنين اللاحقة.
كرّس أناكساجوراس معظم وقته لشرح الطبيعة على ماهيّتها، مفترضًا أن الكون ظلّ كتلةً غير متمايزة حتّى تدخّلت قوّةٌ محرّكةٌ بثّت النظام في الكون، وهو يُطلق عليها اسم “النوكس” (العقل الكلي).
آمن أناكساجوراس أنه في العالم المادي يحتوي كلُّ شيء جزءًا من كل شيء آخر. في البدء لم يكُن أي شيء على ماهيّته الحالية؛ بل كانت كل الأشياء ممتزجةً ببعضٍ بشكلٍ فوضوي، فجاء “النوكس” وبثّ حركةً ومنح معنىً للكيانات في هذه الفوضى..
8- أناكسيماندر 610 ق.م – 546 ق.م.

يُعتبر أناكسيماندر الذي وُلد وعاش في ميليتوس (في مقاطعة “أيدين” التركية المعاصرة) يُعتبر أحد أشهر تلامذة طاليس، بل ومن نواحي متعدّدة خليفته الفلسفي. ويُعرف كأول الفلاسفة الذين كتبوا في الفلسفة كونه الكاتب الوحيد الذي وصلَنا ما دوّنه في بدايات تاريخ الفلسفة الغربية. وهو معروفٌ كأول العلماء المشتغلين بالعلوم الطبيعية والجغرافيا. وكذلك كان أول من أسّس لصورة عالم الكون المفتوح، مُبتعدًا بذلك عن فكرة الكون المغلق التقليدية. وبذلك يكون أوّل عالم فلك في تاريخ البشرية، رغم أنه بنى ملاحظاته على التخمين لا التجريب.
وقام بتوسيع نطاق الآراء الفلسفية لأستاذه طاليس، حيث طرح فكرة العنصر الأصيل “Arche” الذي يُردّ إليه أصل الكون. ولكن خلافاً لأستاذه، آمن أناكسيماندر أن هذا العنصر ذا كتلةٍ غير محدودة وهو أصل الأشياء. وعمل هذا العنصر الأصيل كنقطة مرجعية لتمايز المتضادّات كالحرّ والبرد، والنور والظلام… إلخ.
ورغم شحّة ما وصلنا من أعماله، بسبب الأجيال اللاحقة من الفلاسفة، يبقى أناكسيماندر أحد أهمّ العقول الفلسفية في اليونان القديمة.
7- إيمبيدوكليس 490 ق.م إلى 430 ق.م.

كان إيمبيدوكليس من أبرز فلاسفة الإغريق في فترة ما قبل سقراط، ولقصائده تأثيرٌ كبيرٌ على شعراء لاحقين من أمثال لوكريتيوس.
وأحد أبرز معالم فلسفته هي نظرية العناصر الأربعة للمادة، القائلة بأن المادة تتكوّن من أربعة عناصر أساسية: التراب، الهواء، النار، والماء.
أصبحت هذه واحدةً مِن أقدم النظريات التي افتُرضت في فيزياء الجُسيمات، رغم أن بعض المؤرخين يعتبرونها جهدًا مبذولاً لنفي نظرية اللا-ثنائية عند بارمينيدس (الذي أنكر ثنائية التغيير والحركة للكون، مُنتصرًا لرأي ثبات الكون).
بكل بساطة رفض إيمبيدوكليس وجود الفراغ، معارضًا بذلك فلسفة بارمينيدس بالكامل. واقترح أن العالم يتألف من قوى محرّكة متعارضة، بمعنى: الحبّ كمسبّب للاجتماع، والخلاف كمسبّب للانفصال. وهو أول من وضع وصفًا تطوّريًا عن نشوء الكائنات.
6- زينون الإيلي 490 ق.م – 430 ق.م.

في الوقت الذي كان فيه معظم فلاسفة الإغريق مشغولون بفحص أدلّتهم ومعارفهم لتفسير الطبيعة على ما هي عليه، كرّس زينون وقته لتوضيح المعضلات والمتناقضات التي زخرت بها الحركة والكثرة. والجدير بالإشارة أنه حاول وضع شروحات مفصّلة للمقدّمات المنطقية المتناقضة الموجودة في العالم المادي قبل نشوء علم المنطق كما نعرفه.
كما بنى زينون على أفكار بارمينيدس الفلسفية وذبّ عنها أمام المعارضة السائدة التي وُوجِهت بها في عصره.
وأثار زينون عدّة متناقضات تلقّتها أجيالٌ لاحقة من الفلاسفة بالنقاش والجدل. والكثير من الجدل القائم في عصره بخصوص متناقضاته أدّى إلى تقسيم الزمان والمكان إلى ما لا نهاية. مثلاً وجود المسافة، يعني بالضرورة وجود نصف المسافة… وهلمّ جرّا. كان زينون الأول في تاريخ الفلسفة الذي يثبت وجود مفهوم اللا-نهائية.
5- فيثاغورس 570 ق.م – 495 ق.م.

فيثاغورس هو فيلسوف من عصر ما قبل سقراط، ولكنه اشتُهر بنظرياته وأفكاره في الرياضيات أكثر من الفلسفة. في الواقع فإن أشهرَ ما عُرِف به فيثاغورس هو نظرية تحمل اسمه: مبرهنة فيثاغورس. ورغم كونه أحد أكثر الأسماء المألوفة من بين شخصيات عصر ما قبل سقراط، إلا أن المفاجأة تكمن في أن ما نعرفه عنه هو أقلّ القليل.
يُنسب إليه فضل إنشاء مدرسة ٍفلسفية اجتذبت نحوه العديد من المُريدين.
ومن خلال هذه المدرسة حاول فيثاغورس أن يجدَ تناغمًا متبادلاً بين حياة الواقع والوجوه العملية للفلسفة. ومع هذا لم تنحصر تعاليمه في مجال الفلسفة كما نعرفها، بل تجاوزتها إلى مسائل حياتيّة كـ”قواعد السلوك” و “الطعام اليومي” وغيرها.
رأى في العالم التناغمَ الأسمى وصبا في تعاليمه لوصف الكيفيّة الأمثل لحياةٍ مُتناسقة.
4- سقراط 469 ق.م – 399 ق.م.

اجترحَ سقراط منظورًا جديدًا كليًا بتحقيقه نتائجَ عمليّة من خلال تطبيق الفلسفة في حياتنا اليومية، وهو الأمر الذي كان غائبًا إلى حدّ كبير في نهج فلاسفة ما قبل سقراط.
كما نأى سقراط بنفسه بعيدًا عن التخمينات المادية المتواصلة التي أشغل بها الفلاسفة السابقون أنفسهم تحليلاً واستيعابًا. وحاول إرساءَ نظامٍ أخلاقيّ يقوم على إعمال العقل البشري بدلاً من التسليم للعقائد الدينية المتنوعة والمتنافرة بطبعها.
وبدلاً من إطلاقه أفكار مبنية على تفسيراته الخاصة، اعتاد سقراط مساءلة الناس بلا هوادة عمّا يؤمنون به، محاولاً إيجاد تعريفاتٍ للفضائل من خلال حواراته مع أولئكَ الذين يدّعون الفضيلة.
تبوّأ سقراط مكانةً رفيعة والتفّ حوله العديد من الأتباع، ولكن أصبح له أعداءٌ كثيرون.
وفي نهاية المطاف قادته معتقداته ومنهج فلسفته الواقعي إلى الإعدام. ولكن يُمكن القولُ بأنّ استشهادَه الفلسفي -بالدرجة الأولى- هو ما جعله الشخصية الأيقونية التي نعرفها.
3- أفلاطون 427 ق.م – 347 ق.م.

كان أفلاطون تلميذًا لسقراط ويبدو تأثّره واضحًا بالنهج الفلسفي لأستاذه. ولكن في حين كان سقراط مشغولاً للغاية بتفسير الفلسفة حصرًا من خلال الاستدلال البشري، استرسل أفلاطون في الدمج بين المنهجين الفلسفيين الرئيسين: ما-ورائيات فلاسفة فترة ما قبل سقراط ومعتقداتهم بخصوص الطبيعة مع المعتقدات الأخلاقية السقراطية.
وقطب الرحى في فلسفة أفلاطون هو منهجٌ بثلاثة تفريعات أساسية: الديالكتيك، الأخلاق، الفيزياء. ونقطة التلاقي بينهن كانت نطرية المُثُل. فبالنسبة لأفلاطون كان أرقى أشكال المُثل هو “الخير” والذي اعتبره مصدر الوجود والمعرفة. أما في الفيزياء اتفق أفلاطون مع معظم الأفكار الفيثاغورسية.
وتقدِّم غالب أعماله، وبالأخص عمله الأهم “الجمهورية”، مزيجاً لأوجه متعددة من علم الأخلاق، الفلسفة السياسية، والما-ورائيات وغيرها مسكوبةً جميعها في قالبِ فلسفةٍ عمليّة، منهجية، وذات معنى.
2- أرسطو 384 ق.م – 322 ق.م.

كان أرسطو أكثر تلاميذ أفلاطون تأثيرًا. وبنى أرسطو تفسيراته على الحقائق المكتسبة من التجربة الحياتية، وهذا اتجاه يختلف عن أسلوب أستاذه الذي فضّل منهجًا متجاوزًا للمحسوسات. أثبت أرسطو مقدرةً كتابيةً خصبة ولغوية مبدعةً، إذ قام بإعادة صياغة وهيكلة المفاهيم السائدة في معظم مجالات المعرفة التي اشتغل بها.
في الوقت الذي كانت فيه الخبرة بالمعارف البشرية تسبح في العموميات، قام أرسطو بترتيبها في أصنافَ مستقلّة كالأخلاقيات، علم الأحياء، الرياضيات، والفيزياء -وهو التقسيم الذي ما يزال متَّبعًا ليومنا هذا.
يُعتبر أرسطو رمزًا هامًا من فلاسفة اليونان القديمة، وانتشر تأثيره خارج حدودها مكانًا وزمانًا.
1- طاليس الملطي 620 ق.م – 546 ق.م.

يتربع طاليس على رأس القائمة لدوره المحوري في تخصيب تربة الفلسفة الإغريقية التي انبثقت منها الأجيال اللاحقة من مشاهير المفكّرين، المنظّرين، المناطِقة، الفلاسفة، والمشتغلين بالما-ورائيات. ويُعرف لدى المؤرخين على أنه أبو الفلسفة الإغريقية.
والكثير من أيديولوجية طاليس وصلت إلينا عبر وصف أرسطو الذي أشار أن طاليس كان أول مَن بحث في المبادئ الأساسية لنشوء المادة. كما يُعتبر طاليس مؤسس فلسفة المذهب الطبيعي.
كفيلسوف، لم يقصُر طاليس نطاق بحثه في مجال معرفيّ محدّد، بل كان منهمكًا في محاولة فهم الجوانب المتعدّدة للمعرفة: كالفلسفة، الرياضيات، العلوم، الجغرافيا وما إلى هنالك. ويُذكر أنه طوّر معيارًا دقيقًا لتفسير حدوث التغيير في الأشياء. وقدّم الماء على أنه المادة الأولى التي انبثق منها العالم.
حظي طاليس بتقدير الإغريق القدماء، وعادةً ما أضفَت فرضيّاته معنىً وثقِلاً للأفكار الموجودة عن الطبيعة.
مصدر المراجعة: هنا
اقرأ أيضا
ديوجانس اللايرسي: حياة مشاهير الفلاسفة
فلاسفة يونانيون (من طاليس إلى سقراط)
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.