أعظم سبعة أدباء في تاريخ الأدب الأرجنتيني
الأدب الأرجنتيني هو الأدب الناطق بالإسبانية أو البرتغالية في الأرجنتين. وهو من الآداب المشتقة عن أدب أمريكا اللاتينية.
[1] بورخيس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما يميز أدب بورخيس,وهو ما يجعل قصصه القصيرة ممتعة جدا,وعميقة جدا,هو تركيباته البلاغية وتوظيفه للكلمات كي تعطي معاني أخرى غير الذي يفيد القصة المروية داخل السرد. بالإضافة إلى إتسثماره البلاغي لمعطيات سردية,والذي بلغ مدى الوظيفة المرجوة من هذه العناصر الأدبية. فقد ارتقى بورخيس بأدب الفانتازيا إلى مستوى الميتافيزيقا.
لذا يحدث توائم كبير فيما يقدمه شكلا / سردا ومضمونا / أدبا.
يعد بورخيس وماركيز أهم إسمين في أدب أمريكا اللاتينية ومؤسسي الواقعية السحرية هناك,حيث أسهم جارييل جارسيا ماركيز في تطور الرواية اللاتينية,ويكاد خورخي لويس بورخيس أن يتفرد بالقصة اللاتينية في مقابل الرواية. (وحروفهما مليئة بالجيم والخاء). وقد بلغ في مستوى القصة القصيرة قمة تساوت مع القمم الأدبية من كل شعوب وثقافات ولغات العالم أمثال كافكا الألماني وتشيخوف الروسي وبو الأمريكي ودافني الإنجليزية وتامر السوري.
طور القصة القصيرة موسعا إياها إلى أبعاد غير متخيلة
أولا كونه أحد المؤسسين لمدرسة الواقعية السحرية في الأدب اللاتيني ومن ثم العالمي
ثانيا ربط بين الفانتازيا والميتافيزيقا.
ثالثا جعل للقصة أبعادا لانهائية,حقا وليس مجازا فحسب.
رابعا أصبحت القصة الغربية في يده نافذة على مختلف ثقافات العالم
خامسا بلغ بالقصة القصيرة ذروة الغرابة الأدبية التي تمزج بين أكثر الوقائع تلامسا مع واقعنا وأكثر التخيلات شططا في الخيال. بين النوع الأدبي الأكثر جموحا وبين الحقل المعرفي الأكثر تطلعا أي بين الفانتازيا والميتافيزيقا. وهذا حال نوعين بارزين من الأدب الفانتازي؛الواقعية السحرية والغرابة. مثلما يحدث في الخيال العلمي (الصعب) وأيضا في أدب الرعب النفسي مكملا للمثلث الخيالي.
أعماله
[2] كاساريس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد ينظر إليه على أنه أديب مكرر هنا,بإعتباره بحسب البعض لا يعدوا عن كونه مجرد ظل لبورخيس. ويمكن القول أن الأمر ليس كذلك. فهو وإن كان أدبه امتدادا لقصص بورخيس وربما ينبثق منه,وقد تعاون معه في مناسبات عديدة,مستفيدا من صحبته في الكثير من الحالات,إلا أنه قدم قصصا لم يكتبها الأخير,إبداعات تحافظ على أصالتها واستقلاليتها في صفة كل قصة عن الأخرى. بل وربما هناك محددات معينة تشغل ذهنه وتمثله هوسه الذي قد يتقاطع أحيانا مع هوس بورخيس,ويتوازى معه,أو ينحرف وينعكس وربما يصطدم أدبهما معا.
المجموعات القصصية
-المؤامرة الإلهية 1948
1-الدمية الروسية 1991 أو 1990
-المستكشف يعود إلى بلده
2-جانب الظل 1962
3-بطل النساء 1978
1-عن شكل العالم
2-أمل آخر
3-حرب خاسرة
4-المجهول يجذب الشباب
5-مسافرة الدرجة الأولى
6-
7-
8-بطل النساء 1978
9-
10-
11-
4-حكاية عجيبة 1956
-حكايات مبالغ فيها 1986
-إكليل الحب 1959
-الساروف العظيم 1967
-قصص محرمة 1986
-سحر متواضع 1997
الروايات
-إيريس ومارجريت
-اختراع موريل 1940
-خطة الهروب 1945
-يوميات حرب الخنزير 1969
-نوم تحت الشمس / النوم في الشمس 1973
-مغامرة مصوّر في لابلاتا 1985
-حلم الأبطال 1954
-بطل غريب 1993 (رواية قصيرة)
-من عالم لآخر 1998 (رواية قصيرة)
[3] إرنستو ساباتو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لطالما اختلط عليّ الأمر دوما بين الأرجنتيني إرنستو ساباتو والبرتغالي فرناندوا بيسو. وإرنستو ساباتو ثاني أهم كاتب أرجنتيني بعد بورخيس,وهو أفضل من كتب الرواية في أدب الأرجنتين. ونفس المكانة قد يحتلها بيسو في البرتغال إذا قلنا أن الأول هناك هو جوزيه سارماغوا.
الاستعانة بعناوين أعمال الكاتب لتصميم وتقريظ عبارة مدح تليق بالأديب الكبير هو خيار شائع في عناوين المقالات الصحافية,واستعير أحدهم هنا وأقول بين الكاتب وأشباحه وبين الأبطال والقبور وبين الحرف والدم يحرف لنا إرنستو نفقا يغوص بنا في أعماق النفس البشرية,وقد اختار واحد من أكثر المواضيع تطرفا ونحتا في قطعة الصخر المسماة إنسان للكشف عن جوهرها الذهبي أو الأجوف.
أعماله الأخرى غير النفق
ملاك الجحيم
الممانعة
[4] خوليو كورتاثر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الأرجنتين من الروائيين إثنين؛إرنستو ساباتو وخوليو كورتاثر,ومن القصاصين إثنين؛ بورخيس وكاساريس,ومن الشعراء إثنين؛سيلفينا أوكامبو وخوان خيلمان,ومن المسرحيين إثنينغريسيلدا غامبارو وروبرتو أرلت.
طريقة باتت سطحية معي ومكررة لوصف مكانة بعض الأدباء العظام,هل عرفنا مكانة كورتاثر. حسنا نضيف أنه أيضا,بالإضافة إلى أهميته في مجال الرواية,يغلق الضلع الثالث في مثلث القصة الأرجنتينية. الحق أن رواد القصة كثر في الأرجنتين يمكن أن نفصل لهم سبعة مراتب لحالهم.
خوليو كورتاثر كان حريا به تقلد المرتبة الثالثة لكن,ولربما بسبب تحيزي للقصة القصيرة, ملت للإرتقاء بكاساريس عنه.
أشهر رواياته الحجلة والجوائز
ومن مجموعاته القصصية
-كتاب الحيوان
-الأسلحة السرية
-حول اليوم في ثمانين عالم
قصص قصيرة
-استمرارية الحدائق
-حكاية بلا مغزى
-لوكاس في المستشفى
-خطوط اليد
-خطوط على الحائط
-البيت المسكون
[5] أليخاندرا بيزارنيك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد يرى النقاد أن سيلفينا أوكامبو هي بلا منازع أعظم شاعر/ة في تاريخ الشعر الأرجنتيني مع إضافات أخرى مهمة لها إلى الأدب الأرجنتيني مثل القصة.
كما أن ألفونسينا ستورني التي بلا شك تعد نموذجا ثوريا للمرأة الأديبة مثل سيليفينا أو أليخاندرا.
إلا أن أليخاندرا بيزارنيك تمثل حالة خاصة لا يمكن أن أغفل عنها,كما أنها تمسني شخصيا وتجتذبني لإشباع نفسي بها قراءة وكتابة. حالة يصفها الروائي الأرجنتيني ثيسار أيرا قائلا:-
بالرغم من دقته في الوصف وبلاغته في التعبير,إلا أنه في لومه قد جانب شيء من الصواب أو هو سوء تفاهم هنا أو ربما مجرد اشتكاء لا مفر منه,ومفهوم وأؤيده فيه تماما. ولكن لأن تكون تحفة خالدة على رفوف التاريخ والسرد والذاكرة خير من الفناء الذي تخوفت منه في سوداوية أصابت أدبها وعدد غير قليل من الأدباء العظماء. وهي سوداوية تنعكس حالتها الخاصة الأدبية والنفسية والمعيشية في كلماتها وأشعارها ورسائلها ويومياتها وحواراتها ورسوماتها وسلوكياتها.
وقد كانت مريضة بعبقريتها وهمومها (بلغت حدا حرجا ومخيفا من الإكتئاب) التي تمحورت حول شاغلين أساسيين؛الحياة والموت.
في حياتها تؤرقها مواضيع تنبثق من القلق الوجودي الذي اكتنفها؛مواضيع مثل التلعثم (التأتأة) وحب الشباب وفقدان النوم والإدمان على العقاقير والمرض والعصاب والعنفوان الجسدي واللذة الجنسية وجمال الوجه والجسد والسمنة ومشقة العمل والتنقل من سكن إلى آخر.
وقبل مماتها تنشغل بمواضيع الموت والخلود وجدوى الحياة والبلوغ / النضوج الفكري والجسدي والوحدة.
مما سبق نرى أنه يقابل الهم النفسي / القلق الوجودي,هم جسدي مواضيعه واضحة في الفقرة السابقة. فكانت مهووسة برشاقتها وتسعى دوما للمزيد من النحافة والتخلص من الوزن عبر عقاقير مختلفة تختلط مع عقاقير الإكتئاب. تستغربُ من عملها المتواصل كأنَّ الحياة ليست محدودة. ويعذبها يقينها بأن الموت حقيقة,ومع ذلك تتبرع بسبع ساعات من يومها -لم تكن تعرف أنها كانت محظوظة بهذه الساعات السبع في المقابل هناك أشخاص لا يتفرغون عن العمل سوى لسبعة ساعات فقط في اليوم مهدرة غالبا في النوم لطلب الراحة بعد يوم طويل- وهذا ما يدهشها ويؤرقها.
ولكن كانت تتسائل دوما عن منتهى بلوغها الفكري,حيث لا مزيد من النضوج الناقص من الناحية العمرية. وتستاء في نفس الوقت من العمر الذي يجري ويهدر بلا جدوى على أشياء دون أي منجزات ذات قيمة (لا خلاف بالطبع أنها أخلفت عددا من المنجزات الشعرية والنثرية بالغة الأهمية) ولا تمنع عنها هذه المنجزات الإحساس الممض والدائم بالألم وانقضاء العمر. “حالتي الصحية سيئة،تركت القهوة والكحول والتدخين. أعاني دوارًا ووهنًا، يمكنني أن أقول وأنا في الخامسة والعشرين من العمر: إنني متعبة من العمر”. [الرسائل,الرسالة 16].
في خضام كل هذا لم تجد سوى السريالية منفذا لها ومنفسا -وكذلك التدخين وشرب القهوة والكحوليات وتعاطي العقاقير والانغماس في العلاقات الجنسية- قبل أن ترمي نفسها من نافذة الحياة مختنقة بهمها الأزلي الذي يثقل المنكبين ومثقلا على كل من شابهها من الأعلام أو من عوام البشر المهمشين الغير معروفين.
احتوت حياتها على شبكة من العلاقات وسلسلة من المتابعات تصنع تراكما رؤيوي أي نظرة كبيرة تؤرخ وتنقد تلك الفترة الأدبية الثرية التي عايشتها أليخاندرا. هذا في نثرها,أما عن شعرها وكما أسلفنا وربما أطلنا القول,يعد -إلى جانب نثرها- وثيقة أدبية وتاريخية ونفسانية وإجتماعية هامة للغاية تكشف عن مكنونات النفس البشرية,وضغوطات الحياة,كما لم يفعل نص كتب من قبل. أو هي بضعة نصوص لا تتخطى أصابع خمس / عشر في اليد أو اليدين. من تلك الأصابع نفسها ثلاثة أو إثنين تمسك القلم / الريشة. وهي نفسها من تضغط اللوح.
[6] إنريكي أندرسون إمبرت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كاتب وناقد ومنظر للقصة القصيرة,وهو قبل كل ذلك قارئ نهم للقصة القصيرة عامة, وخاصة الأدب اللاتيني,وخصوصا القصة الأرجنتينية التي أدرج أمثلة عديدة منها,ومن إنتاجه الأدبي ضمن كتابه الشيق (القصة القصيرة: النظرية والتقنية). كتاب شيق يوضح في إبتداءه لماذا الأدب أدب والنقد نقد,وبإسلوب يميل للتهكم يشرح فائدة النظريات والمفاهيم والتصنيفات المستخدمة في الأدب,وكيف أنه ليست بالضرورة لزاما على المؤلف أو القارئ, ومع ذلك تظل ضرورية.
وبما أن ختام المقالة كاتب آخر من كبار القصاصين في الأرجنتين,نمر سريعا على أسماء كبار الروائيين ممن أغفلنا ذكرهن -كالعادة- هنا.
-توماس إلوي مارتينيز / سانتا إيفيتا.
-سيزار آيرا / المؤتمر الأدبي.
-ميجيل كانيه / ذكريات الصبا.
-ألبرتو مانغويل / عاشق مولع بالتفاصيل.
الأخير كان ليكون هنا,لولا أن أدرجته ضمن الأدب الكندي,فألبرتو لا يكتب إلا بالإنجليزية.
[7] ماركو دينفيني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد لا يحمل أصالة بورخيس,ولا حكمة كاساريس,ولا مخيلة كورتاثر,ولا طرافة إمبرت,ولا بلاغة أوكامبو,لكنه يحمل في أدبه شيء من كل هذا. وهو بالتأكيد قادر على إخراج قصص أكثر من جيدة. أو حتى يمكن القول عنها أنها نصوص عظيمة طالما قائمتنا تقتضي عرض سبعة عظماء كما ينص عنوان المقال. ما لا يمكن قوله أنها نصوص أصيلة. عملية التأثر والتأثير فعالية مطاطة جدا,وهو وإن كان مشاركا ضمن رواد القصة القصيرة الأرجنتينية أمثال
وفي العموم القصة القصيرة والرواية الطويلة اللاتينية التي ساهمت في تأسيس ونشر الواقعية السحرية في الأمريكتين وأوروبا ثم إلى العالم كله
إلا أنه يظل متأثرا في قصصه بالكثير من المرجعيات التي تفضحها العتبات البادئة لهذه النصوص؛
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.