نقلا عن أحمد صلاح المهدي
راسلت محمد الدواخلي كي يرسل لي العناوين المدونة في ترجمته للدبور المصري سائلا إياه عن القصص التي نقلها إلى العربية لأتحقق من شبهة سرقة تحولت إلى ظاهرة منتشرة بكثافة في سوق النشر العربي كما هو معلوم. ودارت مناقشة بيننا ابتدأت فيها الكلام بتوجيه الاتهام مباشرة إلى دار المحروسة التي صارت اسما كبيرا في المجال. فحين عقدت مقارنة بين الترجمة المقدمة من قبل الدار والموسومة باسم مترجم غر لم أسمع به من قبل,وبين الترجمات (الأصلية) المكتوبة بواسطة محمد الدواخلي وأحمد صلاح المهدي أيقنت أن هذه منقولة من تلك. ورغم أن دار المحروسة دار نشر كبيرة, إلا أن الترجمة مسروقة بشكل شبه تام بالنص عن ترجمة الوينديجو لأحمد صلاح المهدي, بينما الأمانة الأدبية والمهنية, دعت أحمد المهدي, للإعتراف بأسبقية محمد الدواخلي في ترجمة عمل لم يُترجم من قبل:
“قبل أن أترجم رواية “الوينديجو” للكاتب ألجرنون بلاكوود، شرعت في البحث عما كُتب عنه بالعربية، ففوجئت أن صديقي الكاتب والمترجم محمد الدواخلي وأخته المترجمة منى الدواخلي قد ترجما ثلاثة قصص لبلاكوود في كتاب بعنوان “الدبور المصري وقصص أخرى” وقرأت ترجمتهما قبل الشروع في ترجمتي الخاصة للوينديجو، وعندما كتبت مقالًا عن ألجرنون بلاكوود في ذلك الوقت استعنت في بعض أجزاءه بمقدمتهما للكتاب، وأعتقد أن هذا الأثر قد امتد حتى أثناء ترجمتي للرواية، لذا فهذا البوست هو عرفان بالجميل، وشكر لكل مترجم يسعى لترجمة أعمال الكُتّاب اللذين لم ينالوا حقهم في الشهرة.”
انظر الرابط للمنشور
https://www.facebook.com/AlMahdi.1991/posts/pfbid02dGkJzdKqSxj5Bx1fQJWHFaKx2Bo5ChsENFN8g9sYYSzBQgoK4xCmNJktFRvgNMV7l
حيث لا يزال المعيار الأول لقياس نزاهة كاتب عن آخر هو أسبقية الترجمة لعمل لم يترجم من قبل, بينما كل ما عملته المحروسة هو تصميم غلاف جديد, وجمعت تحته روايتين سبق ترجمتهما بالفعل, وهما أشهر أعمال ألجرنون بلاكوود. وعند النظر في متن العمل, نجد أن هناك قطع نصية منقولة بالحرف الواحد كما هي ثم وضعوا اسم مترجم لم أسمع به من قبل اسمه خالد فاروق.
هذه الترجمة المنحولة وترجمات أخرى لا تخرج إلا بعد أول ترجمة, وكلها تخرج في نفس الفترة الزمنية, مما يبعد أي احتمال بأن إدارة النشر والتحرير أو المترجمين كانوا مخططين لذلك من قبل. فقبل أن تظهر الترجمة الأولى لأي عمل ما, لا نسمع حتى عن أحد أنه ينوي أن يترجم لفلان أو علان. ثم تظهر الترجمة الأولى, فتتوالى الترجمات الأخرى المنحولة. وباعتراف محمد الدواخلي نفسه,لم يحدث أن قدم ألجرنون بلاكوود للعربية من قبل ترجمته لمجموعة قصصية عن بلاكوود, وأوافقه الرأي بالطبع, وإن كانت محدودة الانتشار إلى أن عملت ترجمة المهدي على اجتذاب الاهتمام من دور النشر لتسليط الضوء قليلا على اسم ألجرنون بلاكوود, لا بنقل وترجمة المزيد من قصصه, ولكن بإعادة نشر وتوزيع والتسويق لنفس المترجمات تقريبا تحت عناوين جديدة.
حتى مجموعة ستيفن كينج مأخوذة من قصص قصيرة تم ترجمتها على الإنترنت منذ زمن, أو ربما هي كذلك حسبما أحسب.
يتحدث الدواخلي حول بعض الترجمات الحقيقية الغير مسروقة عن جهد كاتب آخر, ولا تدخل لبرنامج جوجل في الأمر, ولكنه يصفها بأنها لا تضيف شيئا ولا قيمة للسوق, لأنه في هذه الحالة عادة يكون للعمل ترجمة جيدة منشورة بالفعل أو أكثر من ترجمة, بينما تظل أعمال أكثر بكثير مجهولة في الظل غير مترجمة وغائبة تماما عن لغتنا العربية. وضرب مثلا في ترجمته (تحديدا ترجمة أخته منى الدواخلي) لرواية دراكولا,يقارن بينها وبين ترجمة سابقة أكثر شهرة صادرة عن دار الهلال, وكانت أول ترجمة عربية لرواية دراكولا. إلا أن ترجمة الدواخلي كان بها إضافات لملاحق واجتهادات أخرى. وأضاف مؤكدا وجود ترجمات كثيرة كلها مختزلة بشدة أو ترجمة لنص مختصر (مثل المعالجات الخاصة بالمدارس). جدير بالذكر أنه كانت الوينديجو مخصصة للنشر مع ليلى ثم توجهت إلى اكتب.
وقد تحدث ناقد ذات مرة أو هو ناشر أو مترجم لا أذكر, ضمن مشروع مائة كتاب أو ربما الألف كتاب, عن وجود ترجمات لا حاجة لإعادة تقديمها, أقصد يعني صياغتها ضمن ترجمة أخرى, وضرب مثلا دون كيخوتي ترجمة عبد الرحمن بدوي وهي ترجمة لا غبار عليها فلا حاجة لإعادة تقديمها, أو نضرب نحن مثلا بـ دريني خشبة الذي ترجم الإلياذة والأوديسة, فما حاجة الحسيني الحسيني معدي لإعادة ترجمتها. أو إسهال ترجمات دوستويفسكي عن إبداع وعلى نهجهم دور كثير. مع أنها مترجمة بالفعل منذ زمن,بل وترجمها أناس أعلام أفنوا عمرهم ولا غبار عليهم أمثال العلّامة سامي الدروبي أو جلجاميش وطه باقر, أو دانتي في ثلاثيته الأخروية. وحتى من شباب اليوم بعد أن قامت مترجمة مجتهدة مثل وسام محمد عبده قامت بترجمة الطاعون القرمزي, لتظهر نسخة أخرى مترجمة عن دار زاجل للنشر موسومة باسم صاحبها كيرلس عاطف, وكيرلس عاطف هذا هو نفسه الذي أعاد تقديم قصة لبلاكوود مع تغيير العنوان إلى (غابة الهلاك) عن الراوي للنشر. وكيرلس عاطف هذا, مجرد كاتب يحاول أن يتعلق بأي موجة رائجة من الكتابة الأدبية ولا يقدم أي شيء مفيد. والشبهة تطال مترجمة شابة مثل بسمة الخولي, أو دار حديثة العهد مثل الرسم بالكلمات.
ولكن الدواخلي يعقب بالقول أن تكلفة مثل تلك الترجمات (النزيهة) غالية جدا على المصريين فطالما دار أعادت الترجمة لا بأس, ولكن لا يعني ذلك أن يقوم عشرة بنفس الإعادة في نفس الرواية دون أي إفادة حقيقية. خاصة مع وجود طبعات مخفضة (مضروبة) منها.
واستأنف حديثه بما معناه أن تكون الأعمال كلاسيكية غير مترجمة من قبل, أو تكون تحدي لقدرات المترجم فكل واحد يخرجه بمذاق خاص به, أعمال شكسبير على سبيل المثال. ولكن حتى مع هذه الأعمال يغدوا التكرار مملا جدا, مثلا يمكن أن ننظر إلى خمس ترجمات متقنة تقدم كل واحدة رؤية مختلفة. ولكن 30 ترجمة!. لا .. أيها المترجم, لا تترجم, أو انظر إلى عمل آخر أو جد لنفسك عمل آخر, أو حاول لتصنع إضافة جديدة, تفسير جديد, رؤية جديدة,إلخ. على حد تعبيره هو.
وبالطبع خمن القارئ أن القصد بعنونة المقال باسم علمين هما الدواخلي والمهدي, ليس إدانة لكونهما السارقان, بل المسروقان, وتعمدنا إظهار أسمائهما لأنها هي الأحق بالتذكر وليس اللصوص.
قبل أن أترجم رواية “الوينديجو” للكاتب ألجرنون بلاكوود، شرعت في البحث عما كتب عنه بالعربية، ففوجئت أن صديقي الكاتب والمترجم محمد الدواخلي وأخته المترجمة منى الدواخلي قد ترجما ثلاثة قصص لبلاكوود في كتاب بعنوان “الدبور المصري وقصص أخرى” وقرأت ترجمتهما قبل الشروع في ترجمتي الخاصة للوينديجو، وعندما كتبت مقالًا عن ألجرنون بلاكوود في ذلك الوقت استنعت في بعض أجزاءه بمقدمتهما للكتاب، وأعتقد أن هذا الأثر قد امتد حتى أثناء ترجمتي للرواية، لذا فهذا البوست هو عرفان بالجميل، وشكر لكل مترجم يسعى لترجمة أعمال الكُتّاب اللذين لم ينالوا حقهم في الشهرة.
هذا عمل آخر ترجمه وائل رداد لأول مرة
ثم يأتي مدعي اسمه عدنان جراج، ويزعم أنه يقوم بترجمة نفس النص
تعبيرات محكمة نجح المترجم في نقلها إلى قارئ العربية
سرقات أدبية
لترجمة بسمة الخولي
للغابة السوداء
في الدبور المصري؟
البيت الخالي، الصفصاف، الدبور المصري
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.