الشكمجية

ما إن يقع نظرك على كلمة «شكمجية» حتى تتوارد إلى خيالك صورة الجدة الطيبة وهي تحمل صندوقا خشبيا أنيقا يحتوي على تاريخ العائلة من الحب والذهب والذكريات والأصالة، تهديه إلى حفيدتها في حفل زفافها.
لكن المشهد هنا يتغير بعض الشيء بصدور العدد الأول من مجلة «الشكمجية» التي تتناول قضايا اجتماعية شائكة تحدث في المجتمع المصري، في محاولة لكسر حالة الصمت والإنكار التي تخيم حول مختلف القضايا باستخدام قوة الكلمة وخفة الريشة والألوان، ويشارك في إعدادها مجموعة من فناني وفنانات الكوميكس (فن القصة المصورة) والكاريكاتير وكتاب وكاتبات السيناريو.
يقول فنان الكاريكاتير مخلوف لـ«الشرق الأوسط»: «تختلف الشكمجية عن إصدارات الكوميكس الأخرى في مصر، لأنها معنية بقضايا المرأة وما يحدث في حياتنا اليومية، والمميز هنا أن المجلة يكتب ويرسم فيها رجال معنيون بحقوق المرأة وقضاياها وعلاقتها بالرجل».
يضيف مخلوف: «المجلة تصدر كل 3 أشهر، وقد شاركت في العدد الأول برسمة واحدة كانت تجميعا ما بين القصص المصورة والكاريكاتير، وكان حفل إصدار العدد الأول في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بالمعهد الفرنسي في القاهرة، وقد لاقى إقبالا جماهيريا لافتا، خاصة من جانب قارئ القصص المصورة وفناني الكاريكاتير في مصر».
وتناول العدد الأول من المجلة قضية التحرش الجنسي والعنف ضد المرأة في مصر، وتصدر المجلة عن مؤسسة «نظرة» للدراسات النسوية وهي مجموعة تهدف إلى تكوين حركة نسوية مصرية تؤمن بأن القضايا النسوية والنوع الاجتماعي هي قضايا مجتمعية وسياسية تؤثر في تطور المجتمعات وتحررها، وتعمل المجموعة على إدماج هذه القضايا في المجالين العام والخاص في المجتمع.
يؤمن فريق «نظرة» للدراسات النسوية الذي يضم نساء ورجالا بأن إدماج القضايا النسوية والنوع الاجتماعي يأتي عن طريق من يؤمنون بها ويناضلون من أجلها في المجالين.
يشار في هذا السياق إلى أن المجلس القومي للمرأة في مصر، أعد دراسة استدلالية قام بها في إطار مشروع الحد من العنف ضد النساء. وأجريت الدراسة على عينة بلغت 4408 من الرجال والنساء والشباب من الجنسين، وتبين من الدراسة تعرض 62.6 في المائة من النساء للعنف النفسي علي أيدي أزواجهن، وأن ما يقرب من ثلثي النساء يتعرضن لشكل من أشكال العنف المعنوي واللفظي، يأتي معظمه على هيئة التعرض للسب من قبل الزوج.