*تنويه هام:
نحن نخلي مسؤوليتنا تماما عن أي تعاطي غير سوي للمعلومات الواردة في هذا النص. جميع المعلومات الواردة في هذا النص تُقدَّم من منظور نقدي أدبي، وتتناول الأعمال السينمائية والأدبية من باب التحليل الرمزي والجمالي. لا يُقصد بها التحريض أو الترويج لأي شكل من أشكال العنف.
بعض المعلومات المذكورة قد تكون غير دقيقة أو مختلقة عمدًا، وذلك بهدف تطعيم الحبكة الأدبية وتعزيز الطابع الغرائبي والرمزي للنص، وتقديم تجربة خاصة من القراءة المتعمقة في الغرابة الفنية والمفارقات النفسية في تاريخ السينما والأدب.
لا يُشترط في هذا الكتاب الدقة العلمية أو الطبية، ولا يُنصح بمحاولة تقليد أو تجربة أي شيء مما يرد فيه.
يُقرأ الكتاب بغرض المتعة، والدهشة، والتأمل في مفارقات الفن والواقع.
المقدمة
هذه قائمة بـ أقوى مائة مشهد خنق حتى الموت (للنساء) في تاريخ السينما، واهتمامي بالموت واضح في كل أو جل أعمالي الأدبية أو النقدية، والخنق على نحو خاص، له مكانته بين طرائق الموت، كونه الأكثر تموضعا بين الحياة والموت وما ينتج عن ذلك من متاع جنسية سوية أو غير سوية مما لا يتسع لنا المجال للحديث عنها بأكثر من مما يأتي في متن هذا النص. وعلى نحو أكثر خصوصية حين يقترن الخنق بالنساء، لأن الخنق يتطلب قوة جسدية تمكن القاتل من الهيمنة بالكامل على جسد الضحية. ونظرا لكون المرأة مستضعفة، على الصعيدين الجسدي والنفسي، كانت ولا زالت تمثل جانبا من الحيوات/ن البشرية، يصلح لاستخراج نماذج نسائية تمتعنا كمشاهدين كونهن ضحايا أولا، وكونهن شخصيات كانت حية ثانيا، وكون القتل نفسه، هو فعل يجتر معه قدر من الحبك والتشويق البوليسي والدرامي، ما لا يمكن أن نغفل عنه بصفتنا مشاهدين، سبق وشاهدنا هذا السلوك العنيف على شاشة السينما أو التلفزيون، أو نقاد سينمائيين، فما دام لم يكن هناك مانع، قانوني، من مشاهدة حدث ما يحمل هذا القدر من العنف، ما الذي يمنع إذن، من الحديث عنه.
المعيار الأول: شخصيات حيّة
يظهر لنا عدة معايير أساسية لاختيار هاته الشخصيات المذكورة في قائمتنا؛ الأولى أن تكون الشخصية نفسها، قبل قتلها، حية، ولا أقصد بـ حية، أن نشاهدها تتنفس قبل انقطاع أنفاسها على الشاشة، رغم أن هذا يعد من السمات الساحرة في السينما، قدرتها على عرض شخصيات حقيقية فعلا ممثلة في شخوص تؤدي أدوار أمام عين تبصر، وتحتل هذه الشخصيات مساحة داخل الفراغ الممتد إلينا عبر عدسة الكاميرا إلى الشاشة، وإلى الفضاء المفتوح خلف/داخل الشاشة / الصورة. ولكن بالإضافة إلى ذلك، يلزم أن تكون الشخصية، شخصية، وليس مجرد شيء منتمي إلى تلك الأدوار المشخصاتية (الكاريكاتورية) التي ترسم لنا حدود بشر أو أشباه بشر، دون تقديم ما يجعل أكثر البشر بشرا؛ التفرد الناتج عن كوننا شخوص ذات وعي، وإرادة، وفعل، نتحرك من خلاله (هذا الفعل، أو نشاطاتنا اليومية / العمرية البسيطة والمعقدة) داخل دوائر من الشخوص المحيطة والظروف الاجتماعية أو البيئية أو خلافه. هذا الفعل، يسببه دافع نفسي أو جسدي، هو المؤثر الأول على أفعالنا وانفعالاتنا، قبل مرورها بمرشحات العقل / العاطفة، وفلترتها للوصول بشكل آني أو متأني، إلى قرارات بشأن أفعالنا هذه. علينا أن نضع أنفسنا موضع المقتولة موضوع هذا المقال!.
وقد كنت أنوي أن أجعل عنوان هذا المقال هو: (أعظم مائة شخصية نسائية مخنوقة في تاريخ السينما)، ثم تفكرت وقررت تحويل عنوانه ببساطة إلى (الخنق) فقط لا غير. ولما وجدت أنها كلمة غير دالة سوى على نمط محدد من الموت أو القتل، ولكنه تشعب لدينا على خلفيات مواضيع كثيرة، ومقتل شخصيات كثيرة، في أوساط سينمائية -وغير سينمائية- مختلفة تعكس كل واحدة منهن حياتها وثقافتها الخاصة ما بين شرق وغرب وعرب. استقررت أخيرا على هذا العنوان الموازي؛ (أعظم مائة مشهد خنق حتى الموت للنساء في تاريخ السينما الغربية)، وهو عنوان طويل جدا ومرهق حقا. ولكنه أقل اختصار وصلت عليه، قبيل وصولي للاختصار والاسم القرار الظاهر في عنوان المقال / الكتاب. خاصة لما نعلم أنني أقسم الخنق إلى خمس فئات رئيسية تشمل الخنق والشنق والكتم والغرق والغاز أو الاختناق في عمومه، وقد ضغطت على نفسي كثيرا حتى احتوي كل هذه التنويعات في قائمة واحدة مختصرة، وخاصة فقط بالسينما الغربية. هذا معناه قائمة أخرى للسينما الشرقية، وثالثة للسينما العربية. كما أنني حاولت أن اختصر وأشمل السينما كلها بما في ذلك وسائط بصرية أخرى مثل التلفزيون والفيديو (وكذلك الأدب). كما سأوضح الآن. ونعم، يبدوا العنوان غريبا بقدر غرابة الموضوع نفسه، فهذا عبارة عن سرد للجثث؛ الشخصيات الميتة وليس بطريقة طبيعية -كأن ظلال الموت وحدها لا تكفي- بل ماتت قتلا. وليس أي قتل، بل وماتت خنقا. بل (والبلات كثيرة) ونضيف مزيد من الغرابة عبر قليل من البهارات العنصرية ضد المرأة. فكاتب المقال ربما لازال ينتمي بحكم جنسه وثقافته (الخاصة أو الاجتماعية) إلى قدر من الذكورية المتعفنة برغم أنه دائما يحاول التخلص منها. ولكنها ذكورية لا تزيد عن القدر اليسير بحسب ما يقتضي الموضوع نفسه، فهذا مقال عن (خنق النساء). لابد أن يعرض ضحايا مستضعفة (حتى وإن كانت قوية) يتم خنقها بقوة وقسوة ووحشية. بل وفي الخنق نوع من الإذلال لم أحصره على النساء فقط، وإنما هناك مقالة أخرى جاري تجهيزها عن الرجال المذبوحين.
مرة أخرى، أؤكد بضرورة تركيزنا على واقعية الشخصية نفسها, أن يشعر المشاهد أنها حية, حتى يستوعب أكثر فكرة موتها. هذه الحيوية تنبعث من أداء الشخصية, والإخراج المحكم المتابع لها ولحركاتها وتفاعلاتها, ومنطقية القصة في تسلسل الأحداث, بل وربما تداول الشخصية نفسها وتحركها عبر أكثر من وسيط (مثل الروايات والأفلام) ما يعطيها غنى غير عادي. وتفاصيل بناء الشخصية نفسها على الصعيد الجسدي والنفسي والسردي. لهذا السبب تحديدا تعمدت أن أورد امرأة واحدة في كل مرتبة, أي ممثلة / شخصية واحدة فقط, وزيادة في التفرد, تعمدت ألا أذكر أكثر من فيلم واحد لمخرج واحد، أو عمل روائي واحد لكاتب واحد (حين التطرق للأعمال الأدبية).
وسوف يلاحظ القارئ أن كل ضحية تتمتع بجمالها الخاص, نصرح بأن تركيزنا على المشهد من منظور جنسي وفق الفلسفة الأيروسية وهي نوع من الفلسفات الوجودية المؤسس على تراث إغريقي عتيق, فلسفي وأسطوري, ينبثق عن أسطورة الإله إيروس عند اليونان إله الحب والجنس والرغبة (يختلف عن إله الحب كيوبيد، وقد تكون الرغبة في الموت). وربما هو إله للجمال مثل فينوس وإن كان أكثر مهابة عنها بالطبع. كما جرى توظيف المقالة, وباعتراف صريح, لأغراض سادية مريضة, نحاول تطويعها وتوسيعها إلى رؤية أوسع للموت وأثره النفسي على الميت قبيل موته, يتبعها رؤية أوسع للخوف وأثره النفسي على الحيّ سواء مات أو ظل حيّا!. لاحظ أن كاتب المقالة هو كاتب في أدب الرعب, يمكنكم الاطلاع على أعماله رقميا ومجانا على موقعنا الكبير للكتب (كايرو بوك، أو مكتبة القاهرة).
المعيار الثاني: الموت خنقا
لاحظ أن الذبح يمزج بين حدة الدموية وقسوة الخنق. فعند قطع الشريان السباتي الأيمن أو الأيسر (ذلك الوريد الواقع جانبي القصبة الهوائية)، أو الضغط عليه، يتم منع ضخ الدماء إلى الرأس، ومع قطعه أو ضغطه لا يصل أي أكسجين (غاز التنفس) إلى الدماغ. فالخنق في تعريفه الواسع، هو نوع من الاختناق يتميز بانغلاق الأوعية الدموية و / أو الممرات الهوائية للرقبة نتيجة الضغط الخارجي على الأوردة الموصلة للمخ أو على الحنجرة / القصبة الهوائية. ولكن بدلا من القطع في الذبح نقوم -في الخنق، تخيل كأننا قتلة- بالضغط. والقتل فيه سحر غريب يجذب جميع البشر تقريبا، إنه نوع من الموت العنيف الذي يولد فضولا للتعرف على طريقة الموت، وشعور الميت أثناء وقبل موته -ولا نقول بعد- وهو الحال مع الأنواع الأخرى العنيفة من الموت؛ مثل الحوادث وحالات الانتحار. ناهيك عن أن فيه نوع من الإشباع الجنسي الغير معترف به بعد لا على الصعيد العلمي ولا الثقافي إلا في بقاع قليلة جدا من العالم وفي مناخات أكثر تفتحا وانفتاحا (ولا أقصد بالضرورة الشيطنة الغربية التي نراها اليوم). هذا يفسر شهرة أفلام الإثارة حول العالم، ويفسر فضول راكبي العربات على الطريق في استراق النظر إلى جثة ملقاة على جانب الطريق. ويفسر لماذا نحب ركوب قطارات وعربات الهلاك الصاعدة إلى مسافات عالية تهدد بالسقوط من فوقها. ويفسر عشقنا لأفلام الرعب. ربما لأننا نخشى الموت، فنصنع نوع من التطهر (الأرسطي) عبر فعل (المشاهدة). مشاهدة الموت في أشخاص آخرين، وذوات غير ذواتنا التي تظل فانية رغم ذلك. ويؤكد علماء النفس عن امتزاج الثلاثي (الألم والموت والجنس) معا، في تراتبية مذهلة سوف تدفعنا إلى هلاكنا يوما ما، الملحوظة الأخيرة يتفق معها علم الاجتماع أيضا. هناك قسوة في النظر إلى عين ضحية تنتظر الموت برصاصة مسدس، ولكن الأكثر قسوة -وإثارة- ربما من موت الفجأة / الغفلة هذا، هو مشاهدة الضحية تتعذب أثناء الموت تدريجيا، بخنقها أو بذبحها. ونحن لا نحصر الخنق على النساء، ولا الذبح على الرجال، ولا الحرق للأطفال -بالوعة سادية انفتحت- مثلا بحسب ما انتوي فعله عبر هذه السلسلة من المقالات. فلربما أدرج قائمة أخرى بأقوى مشاهد خنق الرجال، وعكسها بأقوى مشاهد ذبح النساء. ولكن للمرء مشاغل أخرى، فأرجو دعمنا بالمتابعة؛ المتابعة من خلال قراءة أعمالي ورقية كانت أو رقمية، وليس المفهوم الضيق للمتابعة الشبكية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن الأهم متابعتنا على موقع المكتبة، ورغم أن الموضوع قد يوحي بابتعاده تماما عن أي شؤون ثقافية، ولكن الكتب دائما كانت محملة بالموت داخلها. صدق أو لا تصدق!. وفي هذه المقالة (الغريبة) العديد من ترشيحات الكتب لقراءتها.
لذا لأن بي هوس بالموت، ولأن أجمل ملذات الحياة هي النساء، اتبعت ميلي الواضح إلى نوع معين من الموت، من القتل المصنف لدي، على خمس أشكال رئيسية (تعددت الأسباب والموت واحد)؛ الموت خنقا أو ذبحا، أو كسرا، أو حرقا، أو سما. وجعلت الخنق من نصيب النساء في هذه المدونة، على أن أعني بخنق الرجال، وذبحهم في موضع آخر. هذا الميل، إلى خنق النساء، لا ينزلق في هوة من الجنس الإباحي، السادي، الصريح، بقدر ما يقودنا السياق إلى تبني نوع من الفلسفة الإيروسية نسبة إلى إيروس إله الجنس عند الإغريق، لكنه ليس مثل فينوس ربة الحب والجنس والجمال، أو كيوبيد لا سمح الله .. إيروس هو إله الرغبات الغير تقليدية والمحرمة والأكثر مجونا.
مع ذلك، ومرة أخرى نؤكد، هذا ليس مجرد نوع من العروض الإباحية، بل أقرب إلى دراسة نفسية ونقدية وثقافية وفنية واجتماعية وفلسفية وحتى أدبية بقدر ما يسعني ذلك. نحن هنا، نركز على طريقة عرض الموت، مختارين فئة معينة، حتى لا نغرق في ضروب من العشوائية والخيارات الغير نهائية. لهذا اخترنا من الموت الموت خنقا، ركزنا أكثر على النساء، لأن المرأة كما هو معلوم، تكون مستضعفة، ومرغوبة جنسيا، وما يثيره هذا من قضايا نسوية ممتعة، ركزنا على السينما الغربية، مع بعض المختارات من السينما الشرقية والشرق أوسطية. حاولنا اشتمال جميع أنواع السينما، من فيلم وتلفزيون وفيديو، تصويري، أو رسومي، أو وثائقي، وربما إباحي أيضا. بالطبع، نحن معنيين فقط، بتلك المشاهد التي تعرض الموت، هنا، الخنق يعطينا ميزة التطلع إلى مشاعر وأحوال الضحية عند الموت، بما في ذلك الوضع الجسدي لها، وربما التطرق لأي رمزية كامنة إن وجدت، وبالطبع، يهمنا جدا جودة الإخراج السينمائي.
المعيار الثالث: مشاهدة العنف
ومن ضمن المعايير التي اخترت بها هذه المشاهد, نذكر بالطبع هو قوة مشهد الخنق نفسه, والمستند في المقام الأول إلى المدة الزمنية التي تستغرقها الضحية, فركزت أن لا تقل عن دقيقة واحدة في الحد الأدنى (إلا في حالات قليلة جدا يمكن أن نعتمد مؤشر 45 ثانية على طريقة هيتشكوك) لأن الطبيعي والواقعي أن الضحية تستغرق من دقيقة ودقيقتين، وقد تزيد إلى أربعة أو إلى خمس دقائق لحدوث الوفاة, وفي بعض الحالات تصل إلى سبع دقائق, تتخلل هذه المدة صراع ومجاهدة للبقاء على قيد الحياة بقدر ما وسع الضحية, وقد يكون صراعا عنيفا جدا وفي بعض الأحيان داميا حتى، وحتى لو نجت الضحية، سوف يخلف آثار عنيفة وربما دائمة أو مهددة للحياة في وقت لاحق. وقد تستغرق عملية القتل في حالات خاصة جدا وقتا أطول من هذا, وذلك يرجع في العادة لقلة براعة القاتل في سرعة التنفيذ وعدم مقدرته على الإحكام حول عنق الضحية, فحسب الزاوية والوضعية والحالة قد تتحدد المدة. أما عن الموت في بضع ثوان, فهذا ليس موتا, وإنما هو إغماء إلا ربما لدى حدوث كسر أو قطع في العنق أو أي شيء آخر (يفضل تقديم تفسير له للمشاهد أو القارئ).
فعل القتل نفسه، يلزم للشعور به، أن يكون واقعيا كفاية على الشاشة، وهو ما يحاول مخرجي (اليومين دول) في مصر تصديره إلى المشاهد، وإيهامه بأن المشهد كان حقيقيا وأن الممثلة كادت أن تموت مختنقة!. أحد المخرجين في القائمة فعل ذلك بالفعل، وأرجح أن الجميع يعرف من هو. ولكن ليس بالضرورة دائما أن يأتي المشهد واقعيا، لأنه تم تنفيذه فعلا!. الضحية عند خنقها تستغرق وقت للموت يكون ما بين دقيقتين إلى ثلاث دقائق وأكثر، وقد يصل في بعض الأحوال إلى سبع دقائق ما لم يتقاطع الموت خنقا مع مسببات أخرى قد تزهق الروح في ثانية واحدة. هذا ينطبق تقريبا على مختلف أشكال الموت خنقا التي سنتعرض إليها في القائمة. الضحية تظهر ردود فعل تعبر عن معاناتها بسبب الألم أثناء الموت، وخاصة أثناء صراعها من أجل البقاء، والألم من فكرة الموت. لهذا، نحن سوف نتجاهل تماما، جميع المشاهد الحادثة خارج الشاشة.
أيضا يلزم التنوع, في مشاهد الخنق, وفي وسائط المشاهدة المعروضة عليها, فنجد أنني شملت جميع أنواع الخنق بقدر ما يسعني ذلك, من خنق وشنق واختناق وكتم وغرق وربما تسمم. ربما مع ميل واضح لمشاهد الخنق بالحبل (مع اختلاف أنواع الحبل) لأنه يشكل أداة مثالية للقتل, نظيره هو السكين أو المسدس. كما إني تعاملت مع السينما والتلفزيون باعتبارهما وسيطا واحدا حسب التعريف الجديد (للسينما الفيلمية أو التلفزيونية أو حتى اليوتيوبية) المعترف به في الوسط الفني الإنجليزي والأمريكي معا. وحاولت أن أمد بهذا التعريف أذرعا أو ذيولا لوسائط أخرى قد تبدوا أبعد قليلا مثل المسرح والفيديو والألعاب وحتى الفيديو الإباحي وبعض الأفلام القصيرة والوثائقية وكذلك الأعمال الرسومية, وأيضا قمت بإدراج أو إيراد بعض المقاطع الحقيقية أو بعض الإحالات التاريخية. كما أن القائمة اشتملت على أفلام واقعية وتاريخية, وأخرى من نوعية الإثارة والتشويق, ومن أفلام الجريمة أو أفلام الحركة (الأكشن), وبالطبع شملت أفلام الرعب. كما أننا حرصنا -في هذا الجزء من القائمة الثلاثية ذات الثلاثمائة موت وضحية- على جمع أعمال من الغرب فقط, وبالأخص أوروبا وأمريكا, رغم أننا بالطبع وبدون قصد أغفلنا كندا وهي البلد الثاني الأكثر أهمية في أمريكا الشمالية بعد دولة أمريكا نفسها, وأغفلنا بالطبع الثقافة الإسبانية في المكسيك ودول ودويلات أمريكا الجنوبية، وأيضا أعمال مهمة من روسيا. أما عن الشرق فقد خصصنا له قائمة لذاتها, تشمل الشرق الأقصى (الصين وكوريا واليابان), والأدنى (والأقل أهمية سينمائيا) مثل الهند وتركيا. وغير ذلك مما قد يقع في طريقنا.
المعيار الرابع: قوة القصة
رابعا بعد تعيين نوع الموت، وهو الموت خنقا، والضحايا من النساء، وبعد الإشارة إلى طبائع السينما التي نوردها في هذه المدونة، نذهب قليلا إلى المضمون، لهذا، أنا معني جدا، بتلك الأعمال ذات الحبكات القوية، الأصيلة سينمائيا، أو المقتبسة أدبيا، معني بواقعية القصة، أو قوتها من حيث الإيقاع أو التحولات أو خلافه. ولكن الأهم بالنسبة لي، وربما في المقام الأول، هو التركيز على الشخصية نفسها. أنا هنا، أحاول التحدث عن شخصية، كانت حية، أشعر بنبضها، وماتت. هنا بالضبط تكمن الصدمة.
الحبك نفسه، ومراعاة تسلسل الأحداث، ما قبل وما بعد جريمة القتل، والرجوع إلى الأصول الأدبية أو التاريخية للشخصية إن وُجدت، وحتى إن لم توجد، يمكننا تتبع القصة / الشخصية من خلال النظر والمقارنة مع أعمال سينمائية أخرى خالقة لفضاء العمل، من خلال سلسلة الاقتباسات، أو من خلال التناص السينمائي، أو تقاطع العوالم، مثل الإشارة إلى مختلف الأفلام المصنوعة من قبل مخرج واحد. هذا معناه تركيزنا على مجموعة منتخبة بعناية من الأفلام.
المعيار الخامس: ذائقتي الشخصية
هناك معيار خامس ربما أغفلناه، وهو أن جميع الشخصيات والمشاهد المذكورة، تعتمد بشكل حصري على مشاهداتي، ذائقتي، وذاكرتي أنا، كاتب هذا المقال، ولكن ليس تسلطا مني بل لأنني كاتب يعمل وحيدا للأسف، إلا إني أرحب بالجميع للمشاركة والإضافة.
القائمة
فرانكنشتاين 1931
الغرق طريقة قاسية حقا للموت,يمكنك أن تسأل كل من شاهد فيلم (الحضور) عن ذلك, والذي يستحق تسجيله ضمن أفضل مشاهد الموت غرقا على الإطلاق,للرجال قائمة أخرى ربما. ولكن عدا مشاهد قليلة جدا,لم يبرع قط أي مخرج لليوم في تصوير الموت غرقا كما يجب أن يكون,لا من ناحية فنية بصرية,ولا من حيث التعبير عن مشاعر الموتى / الغرقى.
لا نحتاج أن نتأمل كثيرا في الآلام التي يسببها الغرق إلى الضحايا,يكاد الغرق يكون مرادفا للموت حيث غياهب البحر حتى وإن كان بين السطح والقاع مسافة قدم وساق. كما أنه يعبر عن الألم مثلما تصور لنا الطبيعة الأمواج المتلاطمة تصفع سطح البحر بدون هوادة. إن كل محاولة للحصول على الهواء تغرق الرئتين بكميات مضافة من الماء. نحن لن نرى أي من هذا. فقط الطفلة تقول له
-أنت تؤذيني
وتصرخ أن لا .. لا .. التي لم تكتمل إلى .. لا تفعل
يعرض المشهد صدام حاد بين عقليتين ساذجتين تملك أحدهما قوة باطشة,هذا هو أول صديق للمسخ ويبدوا أنه سيكون الأخير. بكل براءة تسترخي الطفلة ماريا إلى جوار الوحش الذي بادلها نفس مشاعر السعادة الناتجة عن تكوين صداقة جديدة. وأخذا يلعبان معا عبر إلقاء الأزهار -ولم تكن ماريا تتصور أنها ستنضم إلى لعبتها- لمشاهدتها تطفو على سطح البحيرة,وبنفس المنطق الذي تلقي به عصفورة من فوق مرتفع وأنت تعلم أنها لن تسقط,وهذا الوضع لا يصلح مع البشر,غاب هذا المنطق تماما عن الطفل الكبير,وأمسك الطفلة فرمى بها في الماء بانتظار مشاهدتها كي تطفو. لكنها لم تطفو.
عندما ابتعد عن البحيرة,بدا أن الوحش الذي صنعه فرانكنشتاين تجتاحه بعض مشاعر من الألم والندم واليأس والارتباك,ينظر إلى يديه,وربما بدأ يدرك ما فعل.
السم يؤدي إلى الاختناق,مع أن السم يحتفظ بالطبع بخصائصه وخصوصيته التي نعرفها فهو لا يأتي على شاكلة الاختناق دائما.
Cleopatra 1934
Snow White And The Seven Dwarfs 1937
ألفريد هيتشكوك – غرباء في القطار 1951
ظلال من الشك 1943، حبل 1948، غرباء في القطار 1951، النافذة الخلفية 1954، اطلب م للقتل 1954، نفسية 1960، ستارة ممزقة 1966، نوبة 1972، بالإضافة إلى مسلسله التلفزيوني الشهير ألفريد هيتشكوك يقدم 1955-1965. أعمال قدم من خلالها ألفريد هيتشكوك بعض أفضل مشاهد خنق النساء في السينما المصنوعة بعناية فائقة في كل شيء؛ لقطات الكاميرا، حركة الضحايا، زوايا الإضاءة، والحبكة المؤدية إلى هذا النوع من القتل الوحشي، حتى وأن أغلب عشاق الرجل يؤكدون على كونه كان عاشق فعلا لهذا النمط من العنف، خاصة لما نعرف أنه قدم هذه المشاهد، في ظل رقابة صارمة على السينما آنذاك، من المستغرب أصلا أنها سمحت بمثل هذا النوع من الصور البصرية، قيل أنه كان يتم قصقصة أغلب المشاهد بالفعل (تخيل كيف تكون الأفلام الأصلية الكاملة، للأسف، كان هذا قبل عصر إصدارات النسخ الشخصية للمخرجين الكبار مثل زاك سنايدر أو بيتر جاكسون).
تحدث أحمد خالد توفيق عن فكرة هيتشكوكية بإمتياز تعبر عن (الخوف من الأشخاص الودودين أكثر من اللازم). في أشهر أفلام هيتشكوك نجد هذه الفكرة تتكرر بإلحاح واضح. وهي مقترنة جدا بالخنق الذي قد يأتي مفاجئا وعلى نحو قد يكون وقعه صاعقا على المشاهد نفسه. أقوى أفلام هيتشكوك وأكثرها قسوة ورعبا هو فيلم نفسية (سايكو) بافتتاحية سينمائية لا تنسى حين قُتلت البطلة بوحشية من قبل قاتل مجهول,وبطعنات متكررة اخترقت جسدها الرقيق والعاري والمبتل بالماء والدماء أثناء استحمامها في الحمام. لاحقا بتضح أن القاتل, وهنا يوجد حرق,هو نفسه ذلك الشخص اللطيف الذي استضافها في منزله بزعم أنه نزل للغرباء والزائرين والعابرين. وقد خلق لنفسه وهم ملتوي بأن أمه هي التي قتلتها غيرة عليه منها. في الحقيقة,هو,واسمه نورمان بيتس,هو من قتل أمه بيده حين اكتشف خيانتها (له) مع عشيقها فقتلهما معا,فقد كان يحبها ويغار عليها حد الجنون. لم يتم تحديد كيف تمت الجريمة, والتي جعلها مخرج مسلسل (…) خنق مرتين,في أمه,وفي تلك التي ظن أنها أمه قبلها. هو كان يحب أمه,فلم يتقبل قط فكرة موتها,فتلبسته شخصيتها,وهي أو هو من قتل … (اسم الضحية).
وفي فيلم جنون يكون سفاح الشقراوات -كالعادة- هو ألطف وأوسم رجل في الفيلم. وكان يخنق الحسناوات.
هذا الجنون الهيتشكوكي وضع القواعد لأسس التشويق الحديثة كما نعرفها في الأفلام,وما أصبح اليوم تقريبا نوع من النمطيات كان في عصر هيتشكوك أفكار إبداعية سابقة لزمنها ولم يقابلها المشاهد من قبل في السينما.
مسلسل سايكو، وفيرا فارميجا
سيرجيو مارتينو 1972
في هذا العام أصدر لنا فيلم تارسو Torso، الذي يوصف بأنه قدم واحد من أقوى الأداءات النسوية ضمن مشاهد الخنق عبر تاريخ السينما عامة، وسينما الجيالو الإيطالية خاصة.
ألكسندر دوما – الفرسان الأربعة 1974
أمبرتو لينزي 1974
لا يوجد عاشق حقيقي لهذه النوعية من الأفلام يمكنه أن ينسى مشهد مقتل الحسناء البريطانية سوزي كيندال في فيلم سبازمو 1974،
-ماريو غاريازو
ماريو غاريازو Mario Gariazzo، أخرج فيلم بلاي موتيل Play Motel 1974.
أليس، أليس الحلو 1976
لا يوجد مشهد موت لطقلة، في تاريخ السينما كله، يضاهي هذا المشهد في قسوته، وإتقانه، تصويرا وأداءا من فيلم أليس، أليس الحلو Alice Sweet Alice 1976، حتى لو أتينا على ذكر المشهد الرسمي المعترف به في سينما الموت، من فيلم فرانكنشتاين 1931، هو مشهد مقتطع على نحو كبير، بل ويمكن عده ضمن مشاهد (خارج الشاشة).
هذا واحد من أكثر مشاهد الخنق إحكاما ووحشية في تاريخ السينما، وذلك يبدوا لنا اليوم مذهلا بالنظر إلى الفترة السبعيناتية التي عُرض الفيلم بها، وبالنسبة إلى الفئة العمرية التي تنتمي إليها الضحية؛ مجرد طفلة بالكاد وصلت للتو إلى سن البلوغ وأولى أعتاب المراهقة (ثمرة قطفت فور نضوجها!).
-جون كاربنتر: هالووين 1978
حكايات غير متوقعة 1979
هيكل عظمي في الخزانة Skeleton in the Cupboard،
Tales of the Unexpected Skeleton in the Cupboard
-ديفيد كروننبرغ: فيديودروم 1983
بريان دي بالما 1984
جسد مزدوج 1984
قطعات قصيرة تظهر جحوظ العينين، وانفراجة الشتفين، ورفسة القدمين، ومقاومة اليدين، واختلاجات الوجه، أثناء اختناق الضحية في مدة لا تتجاوز الدقيقة، ركز فيها المخرج بثلاث قطعات تظهر الفم تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة. ولكن ذلك لا يحدث، في مشهد قاسي، يتلاعب فيه المخرج بالضحية، عبر قاتلها، وبنا نحن المشاهدين، أثناء مراقبة امرأة من خلال أعين مراقبها الذي يسقط منظاره عليها، ليكتشف وجود متسلل في غرفتها، يحاول تحذيرها عبر الاتصال به، لكن المتسلل ينجح في لف سلك الهاتف حول عنقها، حتى يغشى عليها وعليه بسبب رفسة أسقطته على جهاز مثقاب كبير الحجم. للأسف لا يستأنف الخنق كاملا، وإن كان فيه لقطة مرضية وقاسية تظهر قدم القاتل وهو يضغط على عنق ضحيته مثبتا جسد المرأة في الأرض مخترقا وسطها بالمثقاب عابر به من الأرضية إلى الطابق الأرضي، وتحت هذا السقف، كان المنقذ يتصارع على نحو دامي من كلب شرس ومدرب، أفرغ غضبه في الشخص الخطأ حاسبا أنه بذلك ينقذ سيدته.
كليف باركر 1987
باعث الجحيم 1987-1996
في نوع من النشوة الإباحية الصريحة، والرومانسية الزائفة، بمراسم جنائزية، ومشهد يربط بين الطعام والجنس على نحو مخيف، تشعر أنه مستوحى جزئيا من الرواية القوطية (توقعات عظيمة) للأديب الإنجليزي الكبير تشارلز ديكنز، وضحية مقيدة، يسترجع الكاتب / المخرج العلاقة الأزلية بين الولائم وذبح الضيوف بمشهد خنق ينتهي بدق عنق الحسناء وعلى وجهه تعابير تنافس فيها أداء شارلوت وإن كان الأداء والمشهد أقصر بكثير.
زوج الأم 1987
-حكايات من القبو 1989: Three’s A Crowd 1990
لوسيو فولكي 1990
قطة في مخ هو عنوان هذا العام، من بطولة المقتولة ماليسا لونغو الحسناء الإيطالية
-ويليام لوستيغ: لا هوادة فيها 1989 Relentless
-القتل 101 1991
… في دور فرانشيسكا، هي أكثر ممثلة تشبه ديانا كروجر، بمشهد خنق لا ينسى، على الأقل لا يمكنني أنا أن أنساه، وذلك راجع إلى عدد من الأسباب؛ في المقام الأول هو واحد من المشاهد السينمائية المبكرة في حياتي، والتي عرّفتني على مفاهيم مقبضة مثل الموت، والقتل، وقد كنت طفلا وأنا استمع إلى تعليقات من الكبار، مثل كيف أن القاتل أمسك بها، وأنها لن تفلت منه. السبب الثاني، راجع إلى كون هذا المقطع، يجتر معه سلسلة من المشاهد السينمائية عن القاتل المتسلسل، الذي ينجح في القضاء على ضحيته مغافلا شخص آخر يكون حاضرا وكان قادرا على إنقاذ الضحية، فقط لو عرف في الوقت المناسب. السبب الثالث، أن المشهد، على قصره، كان متقن الصنع، تسلسل يبتدئ بتصاعد الموسيقى على خلفية من كلام مسموع للمعلم، وإدراك متأخر من الفتاة بأن هناك شيء غير صحيح، شعرت بالمتسلل ولكنه كان قد طوق عنقها برباط العنق، لتنال الموت الذي جعلها تُغرم بمعلمها، ومجموعة من اللقطات القصيرة تظهر جسده وهو يتقلب يمينا ويسارا، ثم لقطة مقربة لوجهها الذي يتقلب بدوره يمينا ويسارا، لقطة أكثر قربا إلى العنق واللسان الذي يتقلب داخل الفم يمينا ويسارا. يبدوا أنها عاجزة عن فعل أي شيء، وعن إخراج أي صوت، ويبدوا أن الرباط يضيق بقوة على عنقها، لدرجة أن المشهد ينتهي بكسر رقبتها.
الدون الأخير 1997
تاكاهيسا زيزي 1997
جميع حقوق الصورة محفوظة إلى موقع Letterboxd
في هذا العام قدم تاكاهيسا زيزي Takahisa Zeze فيلمه المشهور ريجيو Raigyo،
-رومان بولانسكي: البوابة التاسعة 1999
واحدة من أكثر الصور السينمائية التي قدمت السحرة في بيئة معادية وسوداوية تختلف تماما عما عهدناه لاحقا في أفلام هاري بوتر المناسبة للعائلة، ومجموعة من العناصر البصرية تحتقر وتزدري النساء، مثل السيقان المقلوبة، رفسة المؤخرة بالقدم (شلوط)، الخنق بالسلسلة (ربما إلى درجة كسر العنق)، امرأة تمنع رجلا من أن ينقذ امرأة أخرى يتم قتلها بواسطة رجل آخر، والأدهى، أنه يتم خنقها على المسرح / المنصة أمام مجتمع من السحرة!.
-آل سوبرانو 1999
تاكاشي ميكي 2004
في عام 2004 تم إصدار مجموعة من المختارات الآسيوية للفيديو داخل فيلم حمل عنوان المتطرفون الثلاثة Three … Extremes جمع بين المجنون الياباني تاكاشي ميكي والمخرج الكوري الكبير بارك تشان ووك بالإضافة إلى الصيني فرويت تشان.
في فيلم بارك بعنوان قطع Cut، يظهر لنا أن لفة الأسلاك هذه وضعها المخرج الصيني مدفوعا بتأثره من نظيره الياباني صاحب فيلم الاختبار 1999. وفيلم الاختبار اختاره مدون ناطق بالإنجليزية، ضمن قائمته حول الأسلاك الثلاثة عشر الأكثر شرّا في أفلام الرعب، وهذا المشهد تحديدا -من فيلم المختارات- اختاره المدون جاك دي Jack Dee ضمن قائمته حول مشاهد الخنق العشرة الأكثر إرعابا في الأفلام والمنشورة على موقع جوبلو JoBlo. تشعر أن إحدى القائمتين هي امتداد للأخرى خاصة مع تكرار نماذج مثيرة لأسلاك قاتلة ومميتة بأكثر الطرق إبتكارا وغرابة.
ريا وسكينة 2005
-مارتن سكورسيزي 2006
-بوشنغ ديزيز 2007
-اختلال ضال 2008
-لارس فون ترايير: عدو المسيح 2009
-أليخاندرو آمينابار: آجورا 2009
الكتم هو منع الهواء عن الضحية من خلال سد الفم والأنف لكتم أنفاس الضحية بواسطة يد أو قماش أو أكياس أو بلاستيك أو وسائد أو غيرها من المواد المشابهة باختلاف أحجامها.
يلزم أولا أن نميز بين السياق التاريخي والجنائي، الأخير ينتمي إلى نوع من الوقائع وقعت بالفعل على أرض الواقع، لكنها غير محفوظة في سجل أو وثائق معلن عنها بشكل إعلامي ماضوي (تاريخي) على عكس الوثائق الجنائية، التي تتشارك السجلات التاريخية في كونها مسجلة أو موثقة، ولكن ليس بالضرورة معلن عنها، بل تكون في العادة وثائقا سرية لمراعاة أسر الضحايا، عدا في قضايا الرأي العام والشخصيات المشهورة وقضايا أخرى من هذا القبيل.
في سياقها التاريخي، نستشف من قصتها ملحمة فلسفية ونسائية في سبيل الدفاع عن الرأي، بطلتها هي الفيلسوف المصرية – اليونانية هيباتيا.
-جويليم موراليس: عيون جوليا 2010
-صراع العروش 2011
قصة رعب أمريكية 2011
أبيض: أغنية الموت 2011
أجاثا كريستي – ثم لم يبق أحد 2015
هناك على الأقل، وعلى نحو مؤكد، خمسة أعمال بارزة تتضمن مشاهد خنق لا تُنسى؛
قطار 4.50 من بادنغتون 1934، والذي تم تحويله إلى فيلم (لقد قالت جريمة Murder She Said) 1961،
ثم لم يبق أحد 1939،
شرّ تحت أشعة الشمس 1941، والذي تحول إلى فيلم شهير بنفس الاسم عام 1982،
فيرا كلاثورن Vera Claythorne، هي امرأة شابة، من أصول متواضعة، تحلم بأن تعيش حياة بسيطة، أن تحصل على الحب الذي تستحق، وفي سبيل تحقيق أحلامها البسيطة، قصدا أو سهوا، ترتكب جرم لا يُغتفر، حيث تتسبب في مقتل طفل صغير غرقا. في المسلسل المقتبس عن الرواية، بحلقاته الفيلمية الثلاثة، يتبنى السياق وعلى نحو واضح، نظرية تفيد بأن أي إنسان يمكنه أن يقتل، هذا متسق تماما مع حقيقة أن الشرير الرئيس في العمل هو قاضي، كان أقرب إلى تجسيد القضاء الإلهي أو القدري في الرواية والمسلسل، شيء ما يذكرنا بشخصيات الروائي والمسرحي الأمريكي كورماك مكارثي. خاصة وأننا لا ندري من هو القاتل طوال أحداث القصة:
ذكرنا من قبل أن الخنق قد يكون خنقا، أو شنقا، أو غرقا، أو اختناقا (مثل الاختناق بالغاز السام، أو السم، أو الاختناق بالطعام)، وقد يكون كتما، مثل الخنق بكيس بلاستيكي أو وسادة. من بين جميع الأعمال الأكثر إحكاما في تاريخ السينما، والأدب، تحتفظ أعمال الليدي الإنجليزية أجاثا كريستي بنكهتها الخاصة، ويبدوا أن مواطنها هيتشكوك كان يغار منها فلم يقتبس عنها أي عمل تقريبا في أفلامه.
إذا أردنا أن نذكر عملا واحدا قدم الشنق كما لم يفعل أحد، هناك بضعة أعمال بالطبع، ولكن أول ما يخطرني دائما هو مشهد من مسلسل (ثم لم يبق أحد) المقتبس عن رواية بنفس الاسم للكاتبة الإنجليزية الأكثر شهرة عبر التاريخ أجاثا كريستي -كتبها هي أكثر أعمال إنجليزية مباعة بعد الإنجيل ومسرحيات شكسبير- وتعد هذه الرواية تحديدا رواية الرعب الوحيدة -حسب ما يرى أحمد خالد توفيق- التي كتبتها الكاتبة، وواحدة من أكثر الروايات إثارة للفزع (يعني تركت بصمتها في أدب الرعب كما فعلت مع أدب الجريمة).
Mörderische Spiele أو Les Petits Meurtres d’Agatha Christie لعام 2009،
-ديفيد ليتش – الشقراء الذرية 2017
-دينيس فيلنوف – بليد رانر 2017
-دارين أرنوفسكي 2017
-سلاكس 2020
-كوينتن تارانتينو 2020
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.