من هو جون جريشام؟
بعض الكتاب يميل إلى التخصص في كتاباته؛ستيفن كينج يميل إلى الرعب,بيتر بينشلي يميل إلى عالم البحار والكنوز الغارقة,روبين كوك ومايكل كرشتون يميلان إلى عالم الطب بمفرداته الغامضة.
قديما ظهر أديب أمريكي هو إيرل ستانلي جاردنر,الذي مال إلى التخصص في عالم المحاماة والمحاكم,وقدم لنا محاميه الأريب الوسيم بيري ميسون,وذلك في سلسلة روايات لا تنسى.
وها هنا نقدم لكم أديبا ثانيا اهتم بعالم القضايا والمحاكم والقانون والتصق به,هو جون جريشام. وقد صار اسمه فائق الشهرة في قوائم أفضل المبيعات,وصار من المؤكد أن تتحول كل رواية له إلى فيلم سينمائي شهير بدوره.
إن أدب جون جريشام له مذاق خاص,يمزج بين السخرية والتوتر والتشويق,والبعد السياسي, والعواطف الإنسانية الجامحة. كل هذا في رواية واحدة محكمة,لا تشعر معها بافتعال هذا المزج كما تشعر به في الأفلام الهندية مثلا.
وهو مولع دائما بتيمة البطل الفرد الضعيف الوحيد أمام قوى عاتية سياسية أو قانونية أو إجرامية؛المافيا,أو شركات التأمين,أو الاستخبارات المركزية.
وهي فكرة تروق للقراء دائما,بالإضافة إلى حجم رواياته الضخم شديد الدسامة الذي يناسب القارئ الأمريكي؛المولع بألا تقل صفحات أي رواية عن خمسمائة صفحة,ولا ينظر بجدية لرواية صغيرة الحجم!.
ولد الأديب الأمريكي جون جريشام في أركنساس عام 1955,لأب مزارع قطن,وقد استقرت أسرته جوار المسيسيبي عام 1967. في هذا الوقت تقريبا بدأ الشاب يقرأ بنهم, خاصة أعمال أديب أمريكا العظيم شتاينبيك Steinbeck. وإن لم يطمح للأدب قط,فقد كان يعتقد أنه خلق ليكون لاعب بيزبول عظيما,ذلك الطموح الذي تخلى عنه في مباراة عنيفة جعلته يدرك قدراته بالضبط.
درس المحاسبة في جامعة المسيسبي وتخرج عام 1977,ثم حصل على شهادة في القانون عام 1981,وافتتح مكتبا للمحاماة في ساوثهيفن حيث عمل به لفترة.
من بعد رواية المؤسسة بدأ جريشام يقدم عملا واحدا تقريبا كل عام,وتبدت في أعماله ثقافته القانونية مع فهمه للجنوب الأمريكي وعالم المسيسيبي الذي قدم لنا من قبل أديبا عظيما هو مارك توين.
أبرز أعماله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-وقت للقتل 1987,هي أولى رواياته وكان نجاحها متوسطا,أو لنقل لم تلقى إهتماما يذكر فلم يبع منها إلا ألف نسخة بعد أن قدمها للناشر الوحيد الذي قبلها,ربما لم تحقق نجاحا ساحقا إلا بعد ما اشتهر وقدمتها السينما الأمريكية.
اضطر ذات مرة لسماع طفلة صغيرة تحكي في المحكمة قصة اعتداء تعرضت له,هنا خطر له أن يتخيل الوضع القانوني لو أن الفتاة كانت زنجية,ولو أن الاعتداء تم على يد مجموعة من البلطجية البيض المتعصبين ذوي الأعناق الحمر. هنا يلعب التعصب العرقي دورا لا بأس به ؛لأن فرصة نجاة المجرم الأبيض عالية إذا كان المحلفون بيضا,وهذا ما يدفع أبا الطفلة لتنفيذ العدالة بيده. هكذا ولدت قصة وقت للقتل.
-المؤسسة / الشركة 1990,التي وثبت به إلى الصف الأول في أعلى المبيعات,وصارت رواياته واسمه في كل مكان,وعام 1991 اشترتها منه شركة باراماونت بستمائة ألف دولار وقدمتها في فيلم ناجح بدوره,من بطولة توم كروز بإسم الطاغية.
تحكي عن محام شاب يتعلم الدرس بالطريقة الصعبة؛لا أحد يقدم شيئا مجانا,وكل هذه المزايا التي تمنحها إياه شركة المحاماة الكبرى تضعه في ورطة مخيفة بين الـ إف بي آي والمافيا الغاضبة. برغم أن الفيلم الذي قدمه توم كروز نجح جدا فإن الرواية سبقته في هذا النجاح,وبالتالي راجت رواية وقت للقتل ورآها النقاد للمرة الأولى.
-ملف البجعة 1992,التي تحولت إلى فيلم بإسم امرأة في خطر بطولة جوليا روبرتس حسناء هوليوود الرقيقة.
-العميل 1993,رواية شهيرة له,وفيها يقف صبي صغير وحده أمام عمالقة الإجرام وقضية سياسية بالغة الخطر.
-صانع الأمطر 1995,وهي واحدة من أفضل أعماله,ويجب أن يحتفل القارئ بقراءته لهذه الرائعة,وقد تم تحويلها إلى فيلم بنفس الإسم عام 1997 من إخراج العظيم فرانسيس فورد كوبولا.
صانع الأمطار هو مصطلح مهني,يعني المحامي الذي يحقق صفقات كبرى,وتعويضات هائلة لموكليه.
-مقاعد الشمس 1996,وهي قصة تنتمي لعالم البيزبول الذي لم ينسه قط.
كذلك نذكر لـ جون جريشام روايات مثل الغرفة 1994,والمحلف الهارب 1996,والشريك 1997,ومحامي الشوارع عام 1998,والشهادة عام 1999.
كلها نجحت نجاحا ساحقا وبلغ عدد النسخ المباعة منها خمسين مليونا,وقد نال جريشام لقب (أفضل الكتاب مبيعا في التسعينات),وكل عنوان جديد له هو فيلم جاهز للتصوير,ويعتبر حاليا من أكثر الكتاب شعبية لدى قارئ الإنجليزية مع ستيفن كينغ وآخرين.
يعيش جريشام في أكثر من بيت جوار المسيسيبي وفي أكسفورد وفرجينيا,ولديه ابنان. امتاز أدبه بأنه يتحاشى الجنس والعنف والبذاءات,وهو لم يخف للحظة صدمته من كل هذه الأشياء التي يقحمها كتاب السيناريو على قصصه.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.