مواقع متخصصة في القراءة

أبجد

أحد المصادر العريقة للمعرفة هي القراءة,وهي الموضوع الأساسي الذي تتناوله العديد من المواقع الرائدة في نشر المحتوى العربي,ولا حاجة للحديث كثيرا عن أهمية القراءة,فيكفي أنك لا تكون مثقفا بدونها. وبالتالي لا تكون راقيا (وهي الثقافة التي أقصدها).

 

وأول هذه المواقع هو قراءات جيدة,فهي منصة اجتماعية خاصة بالكتب فقط,وتبادل الآراء عنها وعن مؤلفيها,وفي ذلك يتوازي مع موقع قاعدة بيانات الأفلام (imdb) الخاص بالمشاهدة ولكن ذاك متخصص في مجال القراءة. وقراءات جيدة (جود ريدز Goodreads) هو الشبكة الاجتماعية الأولى في العالم التي تعني بالكتب والقراءة والكتّاب والقرّاء,الأشهر والأكبر. وبالرغم من كونه موقع إنجليزي إلا أنه بسبب كبر حجمه واستضافته لملايين من الأعضاء من لغات مختلفة يشكل قاعدة بيانات كبيرة للمستخدمين العرب. وهو ما يخالف الظن السائد بأنه مفيد فقط للمستخدمين بلغات غير عربية. فالموقع يضم آلاف المستخدمين العرب الذين أقاموا صفحات لآلاف الكتب العربية الجديدة والقديمة مما يصنع قاعدة بيانات مهمة ومفيدة عن الكتب لقراء العربية.

 

يعتبر موقع (أبجد) أول شبكة اجتماعية عربية لمحبي القراءة,قبل أن تظهر المزيد من الشبكات والمواقع التي تحاول أن تزايد عليه. أبجد هو المقابل العربي لموقع جود ريدز الأشهر في تقييم الكتب بواسطة القراء,وهو يحتوي على كل الأدوات والعناصر التي يتميز بها الأخير,ولكن متوفر بالعربية فقط,وقد تسائل قارئ ذات مرة عن سبب تجاهل قراء العربية عن دعم واستخدام هذا الموقع. وما اقترحه أنا هو عمل قاعدة بيانات مخصصة لنقل المحتوى العربي على جود ريدز إلى أبجد بعد عمل استفتاء يطلب الإذن لفعل ذلك.

 

هذا الموقع -أو الموقعان- مفيد لعشاق القراءة,فهو متخصص بالكتب والقراءة والاقتباسات من الكتب,أول شبكة تواصل من نوعها في العالم العربي مخصصة لإقامة التواصل بين القراء,على غرار جود ريدز,حيث يتناقلون القراءات,والأفكار والفوائد حول ما اكتسبوه من قراءة كتاب. يتكون حسابك عند التسجيل فيه عن كتب قرأتها (في الماضي) وكتب سوف تقرأها (في المستقبل) وكتب تقرأها في الوقت الحالي (في الحاضر).

 

الموقع يتيح مميزات عديدة,أكثر من مجرد كتابة مراجعة عن كتاب قرأته,أو نشر اقتباس عن هذا الكتاب,أو تبادل الحديث حول كتاب. إنه يتيح لك قراءة هذا الكتاب وأي كتاب آخر سواء من خلال قراءة الكتب المجانية أو عبر الخدمات المدفوعة. وللأسف يصعب الآن إضافة أي كتاب بحيث إتاحته للقراءة (كما في جود ريدز) بسبب توجه الموقع أكثر نحو تربح شرعي ومحمود مع ذلك (وكان ليصير منافسا حتى لواتباد Wattpad موقع الكتابة العالمي). فالموقع هو الأجدر -مع موقع رفي الذي ظهر عام 2010- بالربح عن مواقع أخرى ظهرت لاحقا وهو أسبقهم إلى فكرته (منذ عام 2012) مثل موقع قرأت لك,عصير الكتب,ساحر الكتب,قهوة 8 غرب,قهوة القراءة,القراءة الكبرى,اقرأ لي,أنا أقرأ,وغيرها من التنويعات القرائية.

 

أبجد منصة نشر رقمية تؤسس لمجتمع من الكتب والكتاب والقراء.

 

وعلى هذه الثلاثية حققت أبجد موازنة مذهلة بين الثلاثي النقد المشكل لحقيقة سير العملية النقدية؛المبدع والعمل والمتلقي,دون أن تميل أو تغلب أحدهما على الآخر. ودون أن تهتم بمسارات ربحية قد تؤدي إلى إهمال جزء من رسالتها الثقافية. ولكن هو ما حدث للأسف في الأخير. لأنه كما هو ملاحظ في السنوات الأخيرة,بات التوجه السائد للمنصة نحو النشر الذي لا يشكل سوى نوع واحد من أنواع المتلقي,وهو المحررين,دون التركيز على القراء الذين كانوا قادرين على تشكيل قاعدة جماهيرية ضخمة تنشط فعل القراءة في العالم العربي عموما,وعلى الشبكة / الإنترنت العربي خصوصا. وبدلا من الترويج لأبجد بوصفها أكبر شبكة اجتماعية للقراء على الخارطة العربية,تم تصديرها كمنصة نشر رقمي تتيح للقراء الذين تحولوا إلى عملاء,تتيح لهم القراءة الرقمية المدفوعة لأحدث الإصدارات في سوق النشر العربي.

 

مع ذلك,تظل أبجد هي النظير العربي الوحيد تقريبا لشبكة قراءات جيدة Goodreads العالمية والأولى من نوعها في العالم كله. إنها عبارة عن Goodreads بالعربى كما أطلقت إحدى الصفحات هذا الاسم على نفسها على الشبكة الاجتماعية,وللغرابة,كان عدد متابعي الصفحة مساويا تقريبا لنفس عدد المتابعين لصفحة أبجد على فيس بوك.

 

إن التسلسل السحري للكتب وارتباطها الوثيق بمفهوم (لانهائية القوائم) الذي طرحه الفيلسوف الإيطالي أمبرتو إيكو في كتابه الشهير يجعل منصة أبجد,والتي اختارت لنفسها اسما عربيا أصيلا,في مكانة متقدمة على جميع المواقع المشابهة,سواء الموقع الوحيد الذي سبقها (رفّي),والذي أدى انقطاعه في فترة من الفترات إلى تنامي شهرة أبجد,أو تلك المواقع التي لحقت بهم سريعا وأصبحت على قدر المنافسة. ومنها

 

-أنا أقرأ iRead

-تكوين

-مكتبة القاهرة

 

وكل هذه المواقع تحاول أن تجمع بين كونها منصة للقراءة ومدونة للكتابة,آي ريد تصدر نفسها على أنها دار النشر والمكتبة والمنصة الثقافية الأولى في العالم العربي,بينما تكوين احتلت هذه المكانة منذ زمن,ومكتبة القاهرة تلهث محاولة اللحاق بهما.

 

بالفعل أعددنا عدة برامج أو تدوينات ثقافية في محاولتنا البائسة تلك,نذكر من ضمنها

 

-المدون

-لا نهائية القوائم

-أبجديات

 

الأخيرة هو محاولة لنقل المراجعات العربية للكتب المدونة على مواقع مثل جود ريدز وأبجد وغيرهما,وعن الكتبية أيضا,الكتبية هم جامعي الكتب ومقتنيها. حيث ارتأيت أن عملية النقل بدلا من أن تكون من جود ريدز إلى أبجد,لتكن من الإثنين إلى كايرو بوك,حتى أنني فكرت في التعاقد مع أحد المبرمجين (الشطار) لإنشاء وتصميم برنامج ينظم جميع عمليات النقل,بل ويسرقها أو يسطو على المحتوى في المواقع والمنصات والشبكات الأخرى,من أجل حفظها في موقعنا حيث تظل التدوينات مسجلة بأسماء كتابها ولا تحذف التدوينة إلا إذا طلب صاحبها (لكننا لن نستأذنه عند السطو على تدوينته لأن هذا قد يأخذ وقت غير مجدي).

 

وكنت محتار في الاسم كثيرا,فما هو الاسم الذي سوف أطلقه على مجتمع مكتبة القاهرة للقراء؟. وأعتقد أنه يمكن أن نكتفي فقط بـ مكتبة القاهرة. أو ربما حروف,أبجديات, أو نسرق عنوان كتب مملة أو قراءات عشوائية من أصحاب هذه المدونات الرائعة. هناك نديم التي تبدوا لي وكأنها تحاول أن تخلق مجتمع من القراء المنقبين في التراث,وهو هدف سامي,نبيل,وجميل بالطبع. وإن كانت القراءات في عمومها غير منقطعة عن التراث بأي حال من الأحوال. أو (اقرأ بالعربية) التي تتخذ منحى تعليمي.

 

في الواقع,إن عملية النقل اللاهثة هذه,تحاول أن تعيد ما شكل مرحلة هامة في مسيرة منصة أبجد,تعيد بناء مجتمع للقراء الناقدين,بدلا من تصدير نوع من القراءة الاستهلاكية في صورة كتب رقمية. وأنا هنا لا أعني التقليل من قيمة جهود مثمرة مثل التعاون مع دار (منشورات ويلز) للنشر الرقمي. بل أقصد فقط أنني أفتقد تلك الملذات النابعة عن القوائم الشخصية وغير الشخصية والمناقشات والمراجعات المتناثرة بكثرة وكثافة على جود ريدز ولكن وكما تساءل أحد القراء

 

-لماذا لا ننشر على أبجد بدلا من جود ريدز .. ربما لأننا تعودنا أن نحب كل ما هو غربي!

 

هناك أيضا بعض المحاولات الفردية اللافتة والجديرة بالذكر,ولازالت قادرة على تكوين جماعات صغيرة حولها. مثل قناة كوكب الكتب BOOK-PLANET لصاحبها طارق عز.

 

بقلم: رايفين فرجاني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *