يأتينا الكاتب براندون ساندرسون الذي أكمل سلسلة (عجلة الزمن) لروبرت جوردان بسلسلة سجلات العاصفة. وهي ملحمة جديدة وطموحة في بيئة فريدة غنية بالخيال. روشار هو عالم تتفجر فيه عواصف عاتية بلا هوادة، حيث تتخذ العواطف شكلاً جسديا، وتختبئ أسرار رهبية في أعماق المناظر الطبيعية الصخرية.
يوجد الكثير ليقال عن هذا الكتاب فهو من أفضل روايات الفانتازيا التي قرأتها و لقد تطلب من الكاتب مجهود عشرة أعوام لكي يكتمل, و النتيجة أكثر مما كنت لأتمناه. أقل ما يقال عنه أنه مثالي, و يستحق عدة قراءات بسبب كثرة التفاصيل. وفيه وضع الكاتب الأساس لسلسلة رائعة, من وصف العالم, للنظام السياسي و الاجتماعي, و ذكر وقائع من التاريخ إلى وصف العادات والملابس و حتى عادات الأكل.
الكتاب رائع ولا أفهم لماذا لم تتم ترجمته بعد و قد صدر قبل ثمان سنوات! (نُشرت هذه المراجعة في 2018).
فهذا الكتاب هو الأساس لأفضل سلسلة للكاتب نشر فيها لحد الآن 3 كتب و الرابع قادم في القريب العاجل.
في عالم يدعى روشار, تسيطر عليه عواصف الهايستورم, بحيث تركت بصمتها على النظام الإيكولوجي و الاجتماعي والديني كذلك.
تبدأ القصة بعد آلاف السنين من اختفاء العشر تنظيمات لفرسان الرادينت, و تبدأ بفصل قصير يحكي تخلي هؤلاء الفرسان عن سيوفهم الشاردبليد معلنين تخليهم عن مهمتهم المقدسة التي هي حماية البشرية من وحوش الفويدبرينغرز. و يلي هذا المشهد قتال الرجال و إنقلاب بعضهم على بعض من أجل هذه السيوف.
الشاردبليد هي سيوف أسطورية, واحد منها قادر على إبادة جيوش كاملة و إسقاط مملكة, ومن أجل سيف واحد تدمر ممالك.
ما يميز هذا العالم كذلك هو التمييز بين البشر بواسطة لون الأعين, بحيث يتم التمييز بين اللايتآيز والداركايز.
اللايتآيز هم الحكام والملوك والأمراء بينما الداركايز هم العبيد والتجار والخدم.
ويوجد كذلك البارشمان وهم يعتبرون أقل من الداركايز و هم و إن كانت أجسادهم بشرية إلا أنهم لا يعتبرون بشرا, يتميزون بقامتهم الطويلة وأجسادهم القوية وطباعهم الخنوعة.
و تحكي الرواية الأولى قصص عدة شخصيات أهمها الجينرال دالينار كولين الذي أحرق إمارات و أنشأ مملكة في شبابه, والعبد كالادان ستورمبليسد الكاره لللايتآيز, و الجميلة شالان دوفار وسعيها لإنقاذ عائلتها من الإفلاس بعد موت والدها, والشخصية الغامضة زيث سانسان فيلانو القاتل في الرداء الأبيض.
تبدأ هذه القصص متفرقة لكن سرعان ما تتقارب لتنشئ روابط فيما بين الشخصيات وتظهر شخصيات أخرى.
أكثر ما يميز هذه السلسلة هو غنى العالم الذي صنعه براندون ساندرسون, والعدد الهائل من التفاصيل والتي لا يمكن اعتبار أي منها حشوا غير ضروري.
وهذه السلسلة تزداد تشويقا مع كل عدد, الآن وبعد أن أنهيت الكتاب الثالث من السلسلة بدأت أكتشف روابط خفية مع عوالم أخرى من سلاسل أخرى للكاتب.
إن ما يعدك به ساندرسون ليس قصة واحدة أو عالما خياليا واحدا, بل عدد هائل من الشخصيات الرائعة وعوالم متعددة كل ذلك في كون واحد أسماه الكوزمير.
بقلم: مجتهد بن عبد الله
وقد صدر من السلسلة حتى الآن خمسة أجزاء رئيسية،
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.