خطاب الجنون في التراث العربي

نظرًا إلى تعدد استخدام مصطلح ( الخطاب ) بصفته مصطلحا معرفيا معقدًا في مجالات علمية واجتماعية وفلسفية ولسانية عريضة ومتنوعة ، فقد نبهت الدراسة إلى أمرين : تقاطعه فلسفيًا مع مصطلح ( العقل ) ؛ لارتباطه بالمعنى وتخلصه مما هو ظني ونسبي ومتغير ، ومن ثم يدمج الفلاسفة الخطاب في العقل والخطابي في العقلاني وهذا يستدعي حضور العقل بصفته فعالية فكرية ومعرفية ؛ هو من يتكلم عن الجنون وهو من يصفه.

لذا، “عند محاولة تقديم مفهوم للجنون ينبغي ألا تتحول محاولة التعرف على الجنون إلى (عقلنته)”.

احتوى الكتاب على ستة فصول، خصص المؤلف الفصل الأول والثاني لمفهومي العقل والجنون، في حين تناول الفصل الثالث تلقي الجنون في اللغة، أما الفصل الرابع فتطرق إلى تلقي الجنون في منطقة المفاهيم إضافة ً إلى خطاب الجنون في ممارسة بعض المؤسسات الفقهية. الجدير بالذكر أن الكتاب في أصله كان أطروحة دكتوراه في تخصص النقد الثقافي، وقد نوقشت في جامعة الملك سعود منذ أعوام بعد أن أشرف عليها الناقد والدكتور عبد الله الغذامي.