في مسلسل عباس الأبيض في اليوم الأسود,الحلقة رقم 11,وعند الدقيقة 17,توقفت كثيرا أتأمل هذا المشهد الذي رأيته مرارا لمكتبة في سور الأزبكية,مكتبة عم درويش (الذي يقوم بدوره الممثل القدير أحمد سامي عبد الله). أي سور للأزبكية,وأي مكتبة تلك,أين تقع تحديدا, هذا ما لم أعرفه بعد.
يمكن تقسيم الأزبكية إلى سبعة أسوار رئيسية داخل القاهرة الكبرى
تبدأ بسور الأزبكية الحقيقي والأول والأكثر أصالة ورواجا بين الباحثين عن الكتب النادرة والتحف القديمة فأغلبهم من رواده. وأول سور يحتوي على الأصلاء من باعة الكتب القدامى,الذين يروجون لرسالة لا لبضاعة.
من هؤلاء نذكر سبعة
1-شيخ هاشم
يتكون سور الأزبكية من أربع ممرات,تقع مكتبة الشيخ هاشم لصاحبها مصطفى هاشم في أول ممر على اليمين يراها الرائي أثناء خروجه من سلم المترو. وإن كانت أسعاره عالية بعض الشيء.
ومصطفى هاشم ضيف دائم في اللقاءات الصحافية, وأحد القائمين على تنظيم معرض موازي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب خاص بالأزبكية وسابق له اعتراضا عن الحرمان الذي لحق بهم من دخول المعرض.
يذكر أن مكتبته ونشاط أسرته في الكتب يعود إلى عام 1963.
2-محمد عمر
في الجهة الأخرى,من البوابة اليسرى أثناء الدخول قادما من جراج العتبة,أول مكتبة تلقاها على يسارك هي مكتبة عم محمد (أبو يحيى وأبو معاذ),إلى جوار مكتبة صغيرة تسبقها ولكن بدون أي إطار خشبي هي مكتبة عم محيي. وإن كانت معاملاتهما المالية حادة بعض الشيء.
3-مكتبة أولاد عبده
أشهر مكتبة في السور,بالعتبة, وأيضا بسور الأزبكية في السيدة زينب. وتعد من أشهر مكتبات النوادر في القاهرة, وربما حتى في مصر. ومن المسؤولين عنها حاليا مصطفى علاء الدين.
4-محمد مجدي
أفقر مكتبة ثمنا وإن كانت لا تقدر بثمن, والقصد أن مبيعاتها سيئة مع أن الكتب فيها من النوادر الغير متوفرة تقريبا لدى أي أحد آخر.
5-أحمد توبة
في منتصف الممر في المنتصف,أي الذي يقع مباشرة قبالة البوابة حين القدوم من ناحية جراج العتبة.
6-مكتبة عادل حسين
أتذكر أنها إلى جوار مكتبة الشيخ هاشم, وهي مكتبة متخصصة في القانون.
7-مكتبة العسيلي
مكتبة أخرى تعرض قديم ونوادر الكتب بشكل شرعي بعيدا عن النسخ الحديثة المزورة والمضروبة.
والواقع تجمعهم في سور الأزبكية أعلى محطة القطار النفقي (مترو الأنفاق) في العتبة بجوار وأمام المسرح القومي.
وهذا هو سور الأزبكية الأشهر والأعرق بعمر يمتد إلى أكثر من سبع قرون ترجع إلى أصل التسمية عن عز الدين أيبك أو كما كان ينطق اسمه آنذاك عز الدين أزبك ومنها اشتق لفظ (أزبكية) بعد إلحاق ياء النسب بها. وقيل ينسب إلى الأمير سيف الدين أزبك,وهي الرواية الأقرب للصحة.
وكان من رواده أعلام مثل محمد إبراهيم طه وإسحاق أديب والسادات ونجيب محفوظ وجمال الدين الأفغاني وشعبان يوسف.
ويحيطه مجموعة بارزة من أهم المعالم التاريخية والثقافية المصرية,من ذلك المقاهي الثلاث الأعرق والأكثر شهرة؛ متاتيا وريش وجروبي. ومن ذلك المسارح المصرية الكبرى الطليعة ومسرح الدمى والمسرح القومي للأطفال. ناهيك عن بقايا حديقة الأزبكية المهددة بالفناء. والباعة أنفسهم مهددين بالفناء, والنقل من وقت لآخر. ففي عام 1983 تم هدم السور ونقله لسور السيدة زينب بسبب أعمال وضع أساسات كوبري الأزهر واستمر الأمر ده لمدة خمس سنين لما صدر حكم محكمة القاهرة لصالح التجار للترخيص لهم بالعمل في السور، وبعدها رجعوا للمكان.
واتكرر نفس الأمر سنة 1993 ولمدة أربع سنين، لما بدأت أعمال إنشاء محطة مترو الأنفاق بميدان الأوبرا، ووقتها تم نقل التجار لمنطقة الحسين بجوار مستشفي الحسين الجامعي لحد ما رجعوا من جديد عام 1998.
ومن داخل سور الأزبكية يروي محمد عبدالصبور بائع كتب في سور الأزبكية حكايته مع بيع الكتب ويؤكد أنه يعمل في هذا المجال منذ أربعين سنة، وفي الماضي كان البيع يتم في شارع حمدي سيف النصر أمام الأوبرا وفي ميدان العتبة وشارع الجمهورية، وكان ذلك في أكشاك خشبية وكانت أسعار الكتب تتراوح ما بين التعريفة والقرش والقرشين، ولكن بعد أن تم عمل كوبري الأزهر انتقلت إلى شارع 26 يوليو، وبعد ذلك انتقلنا إلى جوار مستشفى الأزهر الجامعي في الحسين، واستمر الحال هكذا لمدة سبع سنوات، ولكن بعد أن تم حفر نفق الأزهر رجعنا مرة أخرى إلى العتبة. [https://middle-east-online.com/%D8%B3%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D8%A8%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB-%D9%88%D8%B2%D8%A8%D8%A7%D8%A6%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%B1]
حيث يلاحظ يوسف الذي يعد من أبرز مؤرخي الحركة الأدبية في مصر، أن باعة الكتب القديمة تعرضوا لأشكال مختلفة من المطاردة طويلاً، حيث تم طردهم من المكان القديم، إلى مكان بائس فى منطقة الدرَّاسة، فبارت عملية تداول الكتب لفترة ما، حتى أعادوهم مرة أخرى إلى العتبة، ولكنهم كانوا قد فقدوا السور، سور الأزبكية الذي ارتبط بنشاطهم لسنوات طويلة، ووضعتهم السلطات في مربع غريب الشكل حتى الآن، وهم يمارسون عملية البيع والشراء تحت ظروف قاهرة.[https://www.independentarabia.com/node/56481/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D8%B3%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D8%A8%D9%8A%D9%83%D8%A9-%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8%D8%A9-%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D8%AA%D8%AC%D8%B0%D8%A8-%D9%87%D9%88%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%A9%E2%80%A6-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B2%D9%88%D8%B1%D8%A9]
في الأوبرا,تحديدا في شارع موازي لشارع عبد الخالق ثروت هناك يقام سوق الكتبية والكتب القديمة والمستعملة والنادرة. يقام إسبوعيا كل يوم سبت طوال العام. وهناك التنقل الأولي الذي نقلهم إلى السيدة, ثم إلى الأزهر. فتعد هذه الأسوار أذرع متفرعة عن سور الأزبكية الأصلية, وكذلك سور الأزبكية في شارع النبي دانيال. هناك سور آخر على طول الرصيف أمام صيدلية الإسعاف.