الفلسفة

سبعة فلاسفة شكلوا الفلسفة الألمانية الحديثة

كما في أوروبا والدول المتقدمة

عبارة ذائعة الصيت جدا في السينما المصرية وعلى ألسان العامة، يضرب به المثل في الدولة الذكية المتقدمة / المتحضرة، وكان حري استبدالها بـ (في ألمانيا) ثم تأتي بقية الدول المتقدمة. ومن الثابت تاريخيا أن ألمانيا بلغت ذروة النهضة الإنسانية في أمتها، من ناحية المقومات الحضارية المجمع عليها، ثم سرعان ما أعادت هذه النهضة مرة أخرى بعد ما ألم بها بالحربين، ناهيك عن أصولها الجرمانية / اليونانية. ولو أخذنا في تعداد معالم ورموز الثقافة الألمانية ما فرغنا. يعنينا هنا الفلسفة الألمانية وشاغلها الأكبر -كما يفترض أن تكون أي فلسفة- الوجود. ولهذا استخرجوا الفلسفة الوجودية، أهم فلسفة مثالية في ألمانيا وأوروبا والعالم الغربي. وكل الفلاسفة الكبار في الفلسفة الألمانية (السبعة المذكورين هنا) مثاليين تتفاوت إنتماءاتهم الفكرية ما بين الوجودية والظاهرتية. عدا ماركس وماديته الجدلية إضافة إلى الفيلسوف الأخير في القائمة.

 

  • غوتفريد فيلهلم لايبنيتز (1646-1716)
  • إيمانويل كانط (1724-1804)
  • جورج فيلهلم فريدريش هيغل (1770-1831)
  • كارل ماركس (1818-1883)
  • فريدريش نيتشه (1844-1900)
  • إدموند هوسرل (1859 – 1938)
  • مارتن هايدغر (1889-1976)
  • يورغن هابرماس (1929- حتى الآن)

 

[1]

ليبنتز

لا أعرف لما أشعر أن جميع الفلاسفة هم على درجات متفاوتة من العته قبل الجنون، لديهم نزعة للميل إلى بلورة جميع معارفهم وإعادة إنتاجها في صور ذاتية، فيما يشبه طريقة موحدة للتفكير. تجد الواحد منهم يكشف عن نموذج جديد للتفكير، فيصر على انتسابه إليه لدرجة قد تؤدي إلى تشوه السياق وامتلاءه بالفجوات في العديد من أجزائه ما كان يمكن تجاوزه لو تمسك المفكر الكبير بالحياد أكثر.

 

ومونادولوجيا لايبنتز نموذج بارز لما أتحدث عنه، المونادولوجيا هو علم ابتكره لبينتز ليشرح من خلاله أفكاره، وهو علم عن الأفكار عموما، بعد أن تمثلها الفيلسوف الكبير في صورة وحدات متناهية الصغر، أطلق عليها مسمى المونادات.

 

[2]

كانط

مقولات كانط

 

[3]

هيجل

 

 

[4]

ماركس

لا يخفى على أحد، أن النظام المالي السائد الآن في العالم هو الرأس مالي، يقول الدكتور هشام غصيب بأن أهم موضوعة في الرأسمالية ومحور هذا النظام هي (الثروة)، ويعرّفها غصيب على نحو مبسط، بأن الثروة هي المستهلكات التي يستهلكها البشر (الممتلكات)، والوسيلة الاستهلاكية / القدرة الشرائية، وشروط تحقق ذلك (المنصب الاجتماعي والوظيفة).

 

شيخ ماركس

 

[5]

نيتشه

 

[6]

إدموند هوسرل

 

 

 

هو مؤسس الظاهراتية (الفينومينولوجيا)

والظاهراتية فلسفة تستند إلى الوعي مرجعا إلى المعرفة بحسب الوقائع الظاهرة للعقل.

أي ما تمثله الظواهر الواقعية في خبرتنا الواعية اعتمادا عليها كنقطة بداية,ثم تنطلق من هذه الخبرة لتحليل الظاهرة وأساس معرفتنا بها. غير أنها لا تدعي التوصل لحقيقة مطلقة مجردة سواء في الميتافيزيقا أو في العلم بل تراهن على فهم نمط حضور الإنسان في العالم.

وهي تنتمي إلى نوع من الفلسفات المثالية يسمى الفلسفة المتعالية (الترنسندنتالية Transcendentalism). وواحدة من أبرز الأفكار التي تطرحها هذه الفلسفة هي مفهوم الاستعدادات المعرفية / الابستمولوجية التي رسخ لها كل من كانط وهوسرل وتشوموسكي. وإن كان هوسرل يغالي في تمديدها ليجعلها تشمل علم المنطق متمثلا في علم النفس. حيث ركز هوسرل في فلسفته على العلاقة الجدلية بين الواقع والنفس والتي ينبثق منها الفكر / المنطق,وهي علاقة أثبتها ديكارت في أناه الكوجيتي Cogito (أنا أفكر,إذن أنا موجود) ومن بعده يعيد إدموند هوسرل البرهنة عليها في ظاهرياته,ولكن هوسرل هنا ينحاز للنفس على حساب الواقع,فيجعل علم المنطق جزئا من علم النفس,ويختزل الواقع كله في الرؤية البشرية / الإنسانية له دون أن ينصاع تماما لمفهوم المعرفة القبلية,ولكنه يشكل القوانين العامة للفكر بالرجوع إليها.

الإستعدادات المعرفية / المعرفة القبلية هي نقاط إنطلاق مبدئية تسمح للعقل البشري بالذهاب في أي إتجاه فكري يسلكه من خلال (البيئة / الوراثة). أي أنها ترتبط بالوعي الخالص قبل أن يتصل بأي خبرة تجريبية.

يعد كانط مؤسسا للظواهراتية (الفيمونولوجيا) عبر فلسفته المتعالية (الترانسندنتالية). وسبق هيجل هوسرل في التوصل إلى الفكرة الأساسية للظواهراتية عبر مثلثه الجدلي (الطريحة والنقيضة والجميعة / أطروحة,نفي,توليف). كما أن جذورها تمتد إلى فلسفة أفلاطون نفسه وأبرز تجلياتها في أقصوصة كهف العميان الشهيرة. وتمتد الظاهرتية من المعلم إلى تلامذته حيث أثرت الظواهرتية عظيم الأثر في فلافسفة القرن العشرين وعلى رأسهم ميرلو بونتي وسارتر ومارتن هايدجر وغيرهم من رواد الفلسفة الوجودية. جدير بالذكر أن هايدجر كان تلميذا نجيبا لهوسرل,وقد أهدى إلى أستاذه كتابه الرئيس (الوجود والزمان) “مهدي إلى أدموند هوسرل, إجلالا وصداقة”.

وعادة يجري تعريف وتأريخ الظاهراتية إستنادا إلى النصوص الفلسفية الكبرى للثلاثي المعروف بـ (الهاءات الثلاثة) ومقصود الفلاسفة الثلاث الألمان (هجيل / هوسرل / هيدجر) على التوالي.

في مقدماتهم لكتبهم الرئيسية نقتبس هذه المقطوعات,والتي أعتقد أنها كافية للتقديم إلى الفلسفة الظاهراتية.

“بما أن الظاهرة للعالم الجديد ليست من ناحية أولى إلا الكل المزمل في بساطته,أو عماده الكلي,فإن ثراء الكيان الفائت -على العكس من ذلك- حاضر بالنسبة إلى الوعي في الذكر. وما يفتقده الوعي في هذا الشكل المظّهِر للتو إنما هو اتساع المضمون وتعينه,لكن ما يفتقده أكثر هو تكوين الصورة الذي من خلاله تقيد الاختلافات بيقين وتنظم في علاقاتها الراسخة. والعلم من دون هذا التكوين يعدم الذهانة الكلية,ويكون له ظاهر أنه ملك خاصة لبضعة أعيان,-فأما أن العلم ملك خاصة: فلأنه ليس حاضرا بعد إلا في مفهومه,أو لم يمثل منه إلا باطنه,وأما لبضعة أعيان: فلأن ظاهرته المطوية تجعل من كيانه فاردا؛فوحده التام تقييده يكون في الآن نفسه علنيا ومفهوما,وبوسعه أن يتعلم,فيكون ملكا للجميع. والصورة الذهنية التي للعلم إنما هي السبيل إليه,وهي المسخرة للجميع,وهي للجميع سواء؛فأن يحصل المرء المعرفة العقلية بمعية الذهن,فذلك هو القضاء السديد للوعي الذي يهم بالعلم؛فالذهن إنما هو التفكير,الأنا الخالص بعامة,والذهني إنما هو بحق ما عُرف بعد وما هو مشترك بين العلم وبين الوعي غير العلمي,والذي به يكون بوسع هذا الوعي أن يلج في – الحال العلم.”

“إن النظر يمتنع على البرهان,فالأعمى الذي يريد أن يبصر لا يبلغ ذلك ببراهين علمية؛ والنظريات الفيزيائية والفيزيولوجية في الألوان لا تعطي أي وضوح حضوري حول معنى اللون كالذي عند البصير. إذا إن كان نقد المعرفة,كما بين ذلك هو التأمل بلا شك علما لا هم له دوما وبإزاء كل ضروب المعرفة وأشكالها,غير التبيين,فإنه حينها (لا يقدر أن يستخدم أي علم طبيعي)؛إنه لا يقدر أن يستند إلى نتائجه ولا إلى ما يضعه حول الوجود,إذ إن كل ذلك يبقى عنده في مسألة. كل العلوم ليست عنده سوى (ظاهرات علم). وكل سند على هذه الشاكلة هي [نقلة] بغير طائل. وهي,باعتبارها خطأ كثيرا ما نقع فيه بسهولة تامة,لا تحدث إلا تبعا لـ (الانتقال بالمشكل): نخلط بين تفسير نفسي طبيعي للمعرفة بوصفها واقعة من الطبيعة وتبيين للمعرفة من جهة ممكنات الماهية التي ينطوي عليها إجرائها. كذلك نحتاج, حتى نجتنب هذا الخلط ونحتفظ دونما انقطاع بمعنى المسألة الخاصة بهذا الإمكان,إلى (الرد الفينومينولوجي).

“إنما الفينومينولوجيا هي طريقة الولوج إلى,وطريقة التعيين المثبت لما يجب أن يكون موضوعا للأنطولوجيا. فليست الأنطولوجيا ممكنة إلا بوصفها فينومينولوجيا. إن ما يقصد إليه المفهوم الفينومينولوجي للفينومان,من حيث هو ما يكشف عن نفسه,هو كينونة الكائن, معناه,تنويعاته ومشتقاته. وليس الانكشاف أي واحد نشاء,ولا هو شيئا من قبيل المظهر. إن كينونة الكائن لا يمكن أبدا أن تكون شيئا ما زال يقبع (وراءه) (ما لا يتمظهر).”

 

فلسفة أخرى -غير الوجودية- تأثرت وتطورت من خلال الظواهرتية هي التأويلية (الهرمينوطيقا),فالمدارس الثلاث (الظواهراتية والوجودية والتأويلية) فلسفات مثالية,وتتخذ من العقل مرجعا تنطلق منه. ويكون هو الحكم الأساسي الذي نستعين به. الظواهرتية تحكم من خلال الظواهر التي يستوعبها العقل. الوجودية تعطي العقل الإنساني مطلق الحكم في إصدار أحكامه. التأويلية تحكم على المعاني والدلالات التي تنتقل من عقل إلى عقل آخر عبر (النص / السرد / اللغة / العلامة).
العلاقة بين الظواهرتية والتأويلية تستدعي الوقوف عليها قليلا,وهي تنطلق من تعريف هوسرل للقصدية,بأنها علاقة استهداف بين شيء وموضوع يتجه نحوه هذا الشيء. إلا أن وقوفنا هذا لن يطول عن ذلك حاليا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *