مائة كاتب في تاريخ أدب الفانتازيا العربية
فانتازيا من التراث
[1]
عنترة
-في الجاهلية
“إن الأدب العربي، كما أراه وكما يراه غيري، يمكن أن يتلخص في العصر الجاهلي وفي القرون الخمسة الأولى للهجرة. فابتداء من القرن السادس -أي الثاني عشر الميلادي وهو بداية عصر الانحطاط- تختلط الأمور وتهتز الصورة ويسود الغموض. خلال سبعة قرون غرق الأدب العربي في سبات عميق طويل، ولم يستيقظ وينفض عنه الخمول إلا في القرن الثالث عشر الهجري (أي التاسع عشر الميلادي)، بفضل مؤلفين كرفاعة رافع الطهطاوي وأحمد فارس الشدياق.” [كيليطو / لن تتكلم لغتي، ص 12].
سوف نعمل على توسيع الفترة الأساسية للأدب العربي، الإسلامي، وليس فقط ذلك المتأثر بالغرب منذ عهد رفاعة الطهطاوي، لتشمل الفترة الممتدة من أواخر الجاهلية حيث مشاهير ملوك اليمن، وصولا إلى المقريزي الذي سبق الجبرتي بنحو أربعة قرون، والأخير سار على نهجه في الكتابة التاريخية / الأدبية وبه نختم النصف الأول من قائمتنا، مرورا على نحو ألف من الزمن من خمسمائة ميلاديا إلى أواخر القرن الخامس عشر.
هذه هي الربعية الأولى من قائمتنا المطولة، وفيها البدايات الحقيقية لأدب الفانتازيا في الوطن العربي، وبسم الله نبتدئ وأول المذكورين هو البطل عنترة بن شداد العبسي اليمني الأسود من قبيلة عبس البيضاء (مش بيضا أوي يعني). شخصية حقيقية مصدق بوجودها إلى حد كبير، بل ومعتمدة الأسس التاريخية التي تؤكد على ذلك، عاش تقريبا في فترة بين أواخر القرن السادس الميلادي وأوائل السابع الميلادي (قيل أنه لحق بعصر الرسول)، حيث أواخر المدائن اليمنية العظيمة، لكنه كان من أهل البادية. وكان فارس، وكان شاعر، روى سيرته بنفسه أو أشار إلى أهم المحطات بها في ديوان واحد وحيد وضعه عنترة واحتوى قصائده. ولكن في حياته كانت قد انتشرت الأساطير حوله، وتكاثرت عنه بعد مماته حتى صنعت طبقات غطت شخصيته الحقيقية بهالة أسطورية. فإذا نقبنا في الأساطير العربية، نجد العديد منها محفوظ وجرى نقله إلينا في صور سير شعبية متداولة شفاهيا، تصلح لانبثاق قائمة فرعية بأهم أدبية فانتازية في التراث العربي القديم (قريبا)، ومن ذلك بالطبع سيرة أبو الفوارس عنترة بن الشداد العبسي أو السيرة العنترية، والسيرة الهلالية، وسيرة الملك سيف بن ذي يزن. والسير تكثر في الذاكرة العربية، فما بالك عما خبأه الزمن عنا.
بصفته فارس، صنع عدد من مغامرات الفروسية والقصص المثيرة منها أنه مرّ بنفس تجربة غضبة أخيل وأذاق أهله مرارة التخلي عنهم.
والمعروف لا يعرف، عُرف عنترة بقوته التي قيل أنه قادر بقبضته على كسر الحديد.
[2]
جحا
-أواخر العصر الجاهلي
أو (نصر الدين خوجه الفارسي / التركي، أو جيوفا Giufa الإيطالي)، والطريف أن أصول جحا قد ترجع إلى نفس الفترة التي عاش بها عنترة. وجحا شخصية أخرى تلعب دور الراوي والمروي عنه، شملها البناء القصصي المنبعث من الحركة السردية للموروث الشفاهي العربي، في إطار من القصص العجيبة التي تمتاز بسمتين أساسيتين؛ الأولى هي الحكمة أو الرسالة المبطنة التي قد تجدها بشكل تقليدي في أي قصة أو قصيدة عربية. والثانية هي الفكاهة المؤطرة بها القصص على العكس من السيرة العنترية التي يغلب عليها الطابع البطولي. وجحا هو شخصية عربية أو إسلامية، تركية أو فارسية، أخر بعض الرواة ظهورها إلى ما بعد الجاهلية، فقيل عاشت في فترة ما من القرن الأول الهجري، حيث وُصف أنه من التابعين، مع استنكار البعض لهذا الوصف. وإن كنت أرى ألا مانع في ذلك، فالحكمة أحيانا ما تكون قرينة الفكاهة. جحا رجل حكيم عُرف بنقده اللاذع وتعليقاته الساخرة، نفس الطبيعة تلك نجدها لدى حكيم اليونان سقراط، الذي تذهب بعض التأويلات التاريخية والقرآنية على اعتباره هو نفسه لقمان الحكيم (وربما نزيد ونقول هو نفسه جحا!). والثابت أن جحا هذا ليس شخصية واحدة، فهناك شخصيات أخرى تبعته في عصور متأخرة، وربما هناك شخصيات سبقته فعاشت بالجاهلية. وكلها يُنسب إليها نفس القدر من الطرافة، الممزوجة أحيانا بالحكمة الحقيقية أو الزائفة.
يقول عباس العقاد:-
“شيء واحد ثابت كل الثبوت في أمر جحا. ذلك الشيء الثابت – قطعا – أنه لم يكن جحا واحدا ، ولا يمكن أن يكونه ؛ لأن النوادر التي تنسب إلى جحا لا تصدر من شخص واحد ، ولا تزال دواعي اليقين باستحالة هذه النسبة واضحة في كل قرينة ، وكل رواية يجوز الاعتماد عليها في تحري الوقائع ومن تنسب إليه. يستحيل أن تصدر هذه النوادر عن شخص واحد ؛ لأن بعضها يتحدث عن أناس في صدر الإسلام ، وبعضها يتحدث عن أناس في عصر المنصور العباسي ، أو عصر تيمورلنك ، أو ما بعده من العصور بأجيال . ويستحيل أن تصدر عن شخص واحد لاختلاف الشخصيات التي تصورها في مجموعها ، فمنها ما يكون التغفيل فيه من جحا ، ومنه ما يكون فيه جحا صاحب الذكاء النادر والطبع الساخر الذي يكشف عن الغفلة ويتندر على البلاهة ، ومن هذه الشخصيات من تتمثل فيه الحماقة بغير مراء ، ومنها من يتحامق ويبدو في كلامه وتمثيله أنه يتكلف ما يعمل وما يقول استهزاء منه بمن يدعون الحكمة والذكاء . ويستحيل أن تصدر هذه النوادر عن شخصية واحدة لتباعد البيئات التي تروى عنها ، سواء في الأمكنة أو العادات والأخلاق ، وقد يروى بعضها عن فارس ، ويروى بعضها عن بغداد أو الحجاز أو آسيا الصغرى أو غيرها من البلدان الشرقية. بل ربما قيل عن جحا إنه نصر الدين التركي ، وقيل عنه إنه أبو الغصن العربي الفزاري ، وقيل عنه إنه من النوكي الهالكين ، كما يقال عنه إنه من أصحاب الحالات والكرامات من المتسترين بالولاية ، وهم يجهرون بالهذر والبلاهة. ويستحيل أن تصدر هذه النوادر عن جحا وحده كائنا ما كان ؛ لأنها تنسب بعينها إلى المجانين من أمثال (هبنقة)، و (بهلول) أو إلى الأذكياء من أمثال (أبي نواس)، و (أبي العيناء). ويزاد على هذه الحالات جميعا أن طبيعة الفكاهة تختلف بين تحصيل الحاصل ، والقياس مع الفارق ، والمحاولة والمحال ، مما يجوز أن يتفق عرضا في نادرة أو قليل من النوادر ، ولكنه لا يتفق في العشرات والمئات. ونحن قد نقرأ عن جحا في كتاب واحد ، فنفهم أنه شخص موجود ، أو قابل للوجود ؛ لأنه متناسق الأخبار ، مطبوع في تفكيره وتعبيره على غرار واحد. ثم نقرأ عنه في كتاب آخر فنرى صاحب الكتاب مضطرا إلى تسويغ نوادره المتناقضة بإسنادها إلى المختلقين والمنتحلين ، أو بافتراء المفترين على جحا للنكاية والتشهير”
[عباس العقاد / جحا الضاحك المضحك, ص 91,92].
ومن أطرف النوادر المعروفة عن جحا، ما يجيز لنا اعتبار قصصه على قدر من العجائبية، تلك التي تصفه يتحدث دائما إلى حماره، وأنه كان يعده صاحبا له، وقصة صحبة جحا لحماره هي الأكثر ارتباطا بجحا ذو السيرة الجحوية المروي عنه، وفي العموم، فإن نوادر جحا أو طرائفه، نص أدبي مجهول النسب، ولكن يمكن بنوع من التحايل النقدي نسبته إلى جحا نفسه، جحا واحد فقط، أيا يكن من هو، وأيا كان قدر المضاف إلى قصته أو المنتحلين لاسمه والمتشبهين به!.
[3]
ابن هشام
توفى 218 هـ – 833 م
إن مفهوم الإيمان في العقيدة الإسلامية يقتضي بنا الإيمان بالله وبما أنزل علينا وبعث إلينا من كتبه ورسله وملائكته وقدره ووعيده باليوم الآخر. مع ذلك، ولأن المفهوم الإيماني يتطرق إلى جانب ما ورائي من الحياة البشرية، ولأن الماوراء غير منظور، يختلط فيه ما يمكن أن يحدث إعجازيا، وما ليس جائز إلا من ناحية تخيلية صرفة. هذه مسألة معقدة ومبحث مهم في علوم العقيدة، يعنينا منه القصد بأن النبي محمد، عن سيرته ما يروى بأنه وقع حقا، ولكن هناك ما ينسب إليه زيفا أو زعما. حتى في سيرة ابن هشام (توفى 833 م) المأخوذة من مؤرخ عظيم مثل ابن إسحاق (توفى 768 م) صاحب السيرة النبوية والمغازي قبل أن ينقلها ابن هشام في كتاب السيرة النبوية (وقد اقتبس عنه لاحقا صفي الرحمن المباركفوري -توفى 2006 م- صاحب الرحيق المختوم)، ناهيك عن الأحداث المذهلة لرحلة الإسراء والمعراج (التي استلهمها أبو العلاء المعري -توفى 1057 م- لاحقا)، وحتى ولو تعاملنا مع الرسول (ص) على أنه شخصية تاريخية صرفة بدون أي حمولة دينية، يظل الثابت أنه لا وجود لوقائع ثابتة.
[4]
ابن سيرين
653-729 م
يعرض محمد ابن سيرين نموذجا أدبيا لما يمكن أن يكون عليه أدب العلم، أو أدب المقالة، أو أدب التأليف وكتابة الفصول البحثية، ومبحثه في النفس، من أهم ما كُتب في تاريخ الأدب العربي الوسيط، ممزوجا بالخرافة، تحت عنوان (تفسير الأحلام). وهو مزيج فريد بين الأدب / الخرافة والعلم، يسبق نفس المزيج الذي أتى به فرويد لاحقا، فكلاهما يستندان إلى تكهنات ظاهرية في تأويلاتهما الباطنية للأحلام، انطلاقا من الحلم نفسه، كانعكاس عجيب لباطن الإنسان، فهو يظهر ظواهر لا نراها إلا ونحن نيام، ولا محل لها في الواقع، إلا في حال من الأحوال، يكون الحلم فيها إما رغبة، أو ذكرى، أو تخوفا، أو أمنية، أو توقعا، قلق أو غواية أو انحراف، أو حتى رؤية تستشرف المستقبل. وابن سيرين أثره واضح على من بعده، تأثر به ابن سينا الذي يقول: “مثَل ما يكون عندما تتحرك القوى الدافعة للمني إلى الدفع إلى المتخيلة تحاكي صورا من شأن النفس أن تميل إلى مجامعتها، ومن كان به جوع حكيت له مأكولات” واصفا في ألمعية سابقة لعهد فرويد، ما يحدث في النفس من انعكاس لما يحدث في الجسد، ونحن في العامية المصرية، لدينا تعبير دارج اسمه (فلس) يصف حال الحالم بأنه يعثر على مال نظرا لأنه يعاني من الإفلاس والبطالة، وكما يقول المثل المصري: (الجعان يحلم بسوق العيش). وبرأيي أن هذا من آثار السلف في التفسير حتى قبل أن نعرف فرويد وتلامذته يونج وأدلر والآخرين. وبالطبع لا نغفل تأثير ابن سيرين على الإمام النابلسي -ومن على شاكلته- الذي أتى بعده بنحو قرنين أو ثلاث قرون، ووضع كتاب بنفس العنوان؛ (تفسير الأحلام). بل وإني لأجرؤ، على وصف عمل ابن سيرين، بأنه نوع من الخيال العلمي!. فالمتتبع لقوائمنا سيجد خلط واضح بين الفانتازيا والخيال العلمي، فهناك أعمال قد لا ترد هنا صنفتها خيال علمي، وإن كان يجوز أنها تجمع بين الخيال والخيال العلمي.
[5]
ابن المقفع
توفى 759 م
حتى الآن، يبدوا لي إن كل أديب مذكور هنا يستدعي إشكالية كاملة حوله، فالهالة أسطورية حول السيرة العنترية، وتعدد الشخصيات التي تحمل اسم جحا، والبعد العقلاني والثقافي في مؤلفات الجاحظ، وابن المقفع عاصر الجاحظ -أي عاش في نفس المرحلة / الفترة التاريخية- وإن كان مات قبل مولد الأخير (توفى ابن المقفع في 759، توفى الجاحظ سنة 868) وكانت له نفس النزعة العقلية لدى الجاحظ في إصدار الأحكام والمقارنة بين الأشياء، ومن ثم عمل ابن المقفع الأهم كليلة ودمنة، والمنسوب إلى حكيم هندي ربما لا وجود له. اسمه بيدبا، نسب ابن المقفع عمله إليه، وادعى أنه مجرد مترجم وليس مؤلف بغية اتقاء شرّ الحاكم في ذلك الزمان. وفي العادة يؤخذ هذا كدليل قاطع على نسبة كليلة ودمنة إلى ابن المقفع، بقدر نسبتها لحكيم الهند في الوقت ذاته، بحجة أنه لم يرد أن ينسبها إلى ذاته حتى لا ينتهي إلى ما انتهى إليه بالفعل (تم تقطيع أوصاله وإعدامه، وقد تأثر الجاحظ الذي كان يافعا آنذاك بهذه الحادثة). ولكن كما هو معلوم، لا يمكن أن يؤخذ هذا إلا كدليل مساند، لأنه فقط يوضح سبب النفي، ولكنه لا يؤكد على شيء. ولكن دليل نفي آخر يجاور هذا الدليل، وهو عدم وجود أي سند تاريخي حقيقي لوجود تلك الشخصية الهندية إلا زعم ابن المقفع فقط، هو الوحيد، في تاريخ السرد العربي والهندي معا من أشار إلى وجود الحكيم بيدبا هذا. لاحقا، ظهرت مؤشرات على وجوده، وربما جاء ذلك كتتابع طبيعي على زعم الأديب العربي. ولكن إلى حد كبير، لا يعرف أي عمل مطابق لكليلة ودمنة منسوب إلى بيدبا، غير كليلة ودمنة التي نعرفها نحن عملا أدبيا.
بالطبع هناك احتمال آخر، فربما يكون الأخير كتب شيء مشابه، واقتبس عنه ابن المقفع، فقصص الحيوان مشهورة جدا في ذلك الزمان منذ خرافات إيسوب. على الناحية الأخرى، هناك دلائل إيجابية على أصالة نص ابن المقفع -حتى ولو كان في الأصل منقول!- مثل مجموع السمات والخصائص التي يمتاز بها الأدب العربي دون غيره من الآداب، وأهمها بالطبع نمط المقامات الذي يروي قصصا وروايات على لسان الحيوان، وعلى نهجه صار الدميري صاحب كتاب (حياة الحيوان الكبرى) ثم تم لاحقا ابتداع أدب المقامة رسميا على يد الهمذاني في صيغتها الشعرية، إضافة إلى المقومات الأدبية والعناصر المتشابهة بين كليلة ودمنة والكتب الأدبية الأخرى التي وضعها ابن المقفع؛ الأدب الصغير والأدب الكبير والدرة اليتيمة. خاصة في اتباعها لنفس النهج الأخلاقي الذي تبناه ابن المقفع في الفصول الأربع المقدمة لكتاب كليلة ودمنة، ويوجد شبه اتفاق وشبه تأكيد على أن هذه الفصول الأربعة تصح نسبتها إلى ابن المقفع. وقد ربط الباحث الكبير فاروق خورشيد بين كل هذه الدلائل وأكثر وتوصل إلى نتيجة مفادها أن ابن المقفع هو مؤلف المؤلف المشهور كليلة ودمنة، ويمكن الاطلاع على مقالة شيقة جدا بعنوان التفريع الحكائي وأنماط التخييل في كليلة ودمنة لكاتبها يوسف أحمد إسماعيل على مدونة (معابر) الفلسفية.
[6]
الجاحظ
775-868 م
يمكن اعتبار الجاحظ أعقل وأمتع أدباء العربية المعروفين في الحقبة الذهبية للأدبيات الإسلامية. نقول أعقل بمعنى تغليبه للنزعة العقلية في كتاباته، وهو القادر على إنتاج أدب خيال علمي مدفوعة بنزعته للجمع لو كان اهتم. كيف لا، وهو الذي اختار لأدبه مسلك واحد واضح، تقريبا هو السمة الرئيسية لكل الأدبيات الإسلامية، من بعد عام الهجرة وقرنها الأول؛ أي الطابع الإنثولوجي Anthology (المقتطفات أو المختارات) الذي سيسم أدبه، وكتابات كل من أتوا بعده، حتى أواخر القرون الوسطى (القرن الخامس عشر). ولن تحدث سوى قفزتين بارزتين خلال القرون الخمسة التالية (من السادس عشر حتى مطلع الألفية) بأقلام أعجمية؛ الأولى كتابة ميغيل دي ثيرفانتس روايته المشهورة دون كيخوتي ثم كوميديا دانتي وارتباط كلا العملين بما كان يسود العالم الإسلامي آنذاك من قصص الفروسية في الأولى، أو قصائد المعري في الثانية، مع إضفاء الطابع المسيحي الأخروي ممتزجا مع نظيره الأخروي الإسلامي.
القفزة الثانية هي حركة أدبية متأخرة في بدايات القرن العشرين قامت على يد أديب مهم هو المنفلوطي بعمليه الرائدين؛ النظرات 1907، والعبرات 1916. وقد عاصرتها نصوص أدبية مهم من مثل ما جاء في مجلة المقتطف المعروفة. ساهمت القفزتين في تحييد المسار الأدبي العربي، إلى نوع آخر منبثق عنه، أكثر وضوحا، وملائمة لمقتضيات العصر؛ الرواية.
هكذا جمع الجاحظ مقتطفاته الأدبية عن البخلاء، المحاسن والأضداد، البرصان والعرجان والعميان والحولان، رسالة القيان، التاج في أخلاق الملوك، مفاخرة الجواري والغلمان، الحنين إلى الأوطان، كتاب البلدان، ثم أهم كتبه على الإطلاق؛ البيان والتبيين، وكتاب الحيوان. والأخير كتاب علمي يأخذ فيه منحى أدبي وفلسفي فيعرض لحياة الحيوان، صنوف الحيوان كلها التي بلغت علمه آنذاك، متأثرا بفيلسوف اليونان أرسطو الذي وضع مصنفا مشابها. عارضا في بعض الأحوال لقصص تراثية محفوظة في متون الجاحظ. هذا التناول الفريد من نوعه، هو الذي ألهم الدميري لتأليف مؤلفه عن (حياة الحيوان الكبرى) ونفس المصنف هو الذي دعى إحدى دور النشر الغربية المدعومة جيدا من جهة جامعية لإطلاق مشروع (الحيوان؛ التاريخ الطبيعي والثقافي) الذي تترجمه دار كلمة الإماراتية في طبعاتها الفاخرة. على أنه في كل كتاب، هناك باحث متخصص في موضوعه قائم على كتاب واحد من الكتب، وربما باحثين، فمن له بمثل هذه الموسوعية التي كانت للجاحظ، الذي دفع بناقد شرس مثل شارل بيلا أن يصرح بأنه لا وجود لأدب عربي أو إسلامي سوى أدب الجاحظ.
[7]
ابن أبي الدنيا
823-894 م
غير السيرة الذاتية أو الغيرية، وغير عوالم الحيوان والمقامة والمقتطف الأدبي، وغير النصوص الرمزية المنسوبة إلى مصدر آخر غير عربية ومُقدمة على أنها ترجمة عربية، يقدم ابن أبي الدنيا نموذج فريد من الأدب الإسلامي لم يلقى إلى يومنا هذا العناية الكافية به، لما يلقي علينا من ظلال الشك وإثارة للجدل الشديد حول الثوابت التي لا يجب العبث بها ولا المداورة حولها. إنه الأدب الذي يتطرق إلى الجوانب الغيبية من أحوال الدنيا والآخرة استنادا إلى المعقد الإسلامي وبناءا عليه. وللأسف، إن النظرة السلفية الأحادية، منذ عهد ابن تيمية وحتى نشوء الجماعات الوهابية، قضت تماما على أي فرصة لتطور هذا التوجه الأدبي، ولم تتحلى بالمرونة الكافية للتعامل معه، ولم تحتمله أصلا. مع أن الكتبة فيه، هم من الأئمة الأجلاء والمفسرين والحفظة، فهذا هو أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي البغدادي وكنيته ابن أبي الدنيا؛ الإمام الحافظ المحدث العالم الصدوق الزاهد المُؤدب، وفقيه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وكان من تلاميذه.
ولأن شاغل المؤمن، هي الآخرة الباقية، قبل الدنيا الفانية، وضع كتابا حول (من عاش بعد الموت) جاء في التقديم له على لسان أحد المحققين:
“كتاب فريد في موضوعه نادر في بحثه، فقد جمع فيه ابن أبي الدنيا أخبارا غريبة وروايات عجيبة عن قوم ماتوا ثم أحياهم الله بدعاء الصالحين أو الأنبياء أو أحد من أهلهم ومحبيهم”.
وتناول في مؤلف آخر موضوع مشابه قريب من أحول الموت، حيث وضع ابن أبي الدنيا مصنف بعنوان (القبور) فيه قصص عن الموت والقبر سبق فيها ابن القيم في كتابه (الروح)، وربما هو ما ألهمه كتابه حادي الأرواح. ولا يتوقف شاغله بالموت عند هذا الحد، فكتب كتابا عن (صفة النار).
ثم هناك كتاب المنامات، الذي يهيئ إليّ أنها كالمقامات ترويها الأحلام. وكان يجمع في بعض مؤلفاته مثلما يفعل الجاحظ فصنف الجوع، والصمت، واليقين، والبكاء، والرضا، والشكر، وقد عاصر الجاحظ ويبدوا أنه تأثر به.
كل هذا ينتهي بنا للحكم بأن ابن أبي الدنيا، مثله مثل الجاحظ، كان سباقا على الكتب الأربع الكبار، التي خصها ابن خلدون بذكره، لها في مقدمته، كون ابن أبي الدنيا كاتبا أنثولوجيا بامتياز. ولا يقتصر الأمر على ابن أبي الدنيا، فالباحث في بطون التراث قد يجد نصوص كثيرة هنا وهناك لأعلام من حفظة القرآن ومفسريه، أو رواة الحديث ومصححيه مما يمكن تصنيفه على أنه أدب خيالي، سواء من ناحية شطحات صوفية (ابن عربي والتبريزي) أو من ناحية تاريخ يختلط فيه الخيال، ومن ذلك تاريخ الأعلام كما في صفة الصفوة لابن الجوزي أو أخبار الحمقى والمغفلين للمؤلف نفسه أو نفس العنوان للحافظ جمال الدين، أو أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي. أو من ناحية المنتخبات الثقافية فابن أبي الدنيا الذي توفاه عام 823 م كان معاصرا للمبرد صاحب الكامل في الأدب (توفى عام 827 م) وقد أقاما معا في بغداد عاصمة العلم والأدب آنذاك، وكانت في أوج زهائها وعطائها في ظل حكم المهدي المنصور (ولد 744، وتوفى 785 م) ابن أبو جعفر المنصور ذائع الصيت، وخلفه ابنه هارون الرشيد الحاكم المشهور وحفيد أبي جعفر المنصور. أما عن تاريخ البلاد والعباد فهذا هو المراد مما يأتي في تتمة الحصاد.
[8]
المبرد
826-898 م
يقول ابن خلدون في حديثه عن الأدب باللغة العربية:-
“إن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين وهي أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب الأمالي لأبي علي القالي البغدادي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها”.
ورغم ما لعلم مثل خليل السكاكيني من بصمة واضحة على الأدب العربي الحديث ولغته، إلا أنه اتبع نفس خطى المنادين برجعية أدبنا، والمتمسكين بتبعية أدب الغرب، فقرر أن أدب العرب، في نماذجه الكبرى، ليس ذو قيمة كبيرة كما هو مأخوذ عنه. يقول عن كتاب المبرد:-
“ترى في كِتاب الكامل صرفًا ونحوًا ولُغةً وشِعرًا وأخبارًا، وما تراه في كِتاب الكامل تراه في غيره من دواوين الأدب التي أشار إليها ابنُ خلدون مع اختلافٍ قليل فيما يروونه. ولكن كِتاب الكامل وأشباهه من الكُتبِ القديمة ليست من أُمهات الكتب في الصرف والنحو واللُّغة والشِّعر والأخبار، وإنما هي تعاليق على هذه الأبواب كلها، قد تستفيد منها ولكنك لا تكتفي بها … وكان الأولى أن يكون كل نوع منها حواشي على كتبه الخاصة به، أي أن تضم الأبحاث الصرفية إلى كتب الصرف، والأبحاث النحوية إلى كتب النحو، والأبحاث اللُّغوية إلى كُتب اللُّغة، وأن يرد كل شِعرٍ إلى ديوان قائله، وأن تُضَم الأخبارُ إلى كُتبِ الأخبار إذا كانت في هذه الحواشي والتعاليق استدراكات مفيدة خلت منها أمهات كتبها، وإلا فإن هذه الأبحاث المقتضبة غير المستوفاة قليلة الفائدة، فإنك إذا قرأت كِتاب الكامل من أوله إلى آخره فلا تخرج منه صرفيًّا ولا نحويًّا ولا لُغويًّا ولا يقضي حاجتك كلها ما يرويه من الشِّعر وما يقصه من الأخبار، ولا بد لك في استيفاء حاجتك من ذلك كله أن ترجع إلى كتبه الخاصة به”.
[مطالعات في اللغة والأدب انظر أيضا رأي الأستاذ يسري عبد الغني عبد الله في مقالة بعنوان أعمدة الأدب العربي]. ولا يتنامى إلى علمنا هل قرأ كتاب الكامل كله أم كان مقصرا في حكمه, وأغلب الظن أن حكمه كان شاملا للكتب المعنية بما في ذلك كتاب الأمالي لأبي علي القالي, وليس بالضرورة أن يكون قرأ الكتاب. ونحن بالطبع نخالفه في رأيه هذا، بل ومن المدهش أن الكتب الأدبية في العصر الإسلامي بلغت من سحرها على المحدثين عن عدت أكثر من مرة ضمن الأربعة التي عدها ابن خلدون (لأنه احتفى بها أكثر من مرة) ومن ذلك الستة
-أدب الكاتب / ابن قتيبة
-الكامل / المبرد
-البيان والتبيين / الجاحظ
-الأمالي / القالي
-العقد الفريد / ابن عبد ربه
-الأغاني / أبو الفرج الأصفهاني
وكتاب المبرد، كما يظهر من اسمه؛ (الكامل في اللغة والأدب)، كتاب جامع لصنوف الأدب العربي، فيه نوادر ومنتخبات وتنويعات من كل لون. وبالطبع وبما أن الأدب العربي، ناتج عن موروث جاهلي وأسطوري يمتزج بالعقلاني، فأغلبه إذن كان نتاجا أدبيا إلى الفانتازيا أقرب أو مزيجا بين هذا وذاك. ومثله أمهات الكتب كلها أو جلها، حتى تلك الخارجة عن القائمة التي أوردها ابن خلدون في مقدمته، لتشمل العقد الفريد لابن عبد ربه، والأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، الذي قد يختلط على البعض فيحسب أي منها ضمن ما أورد ابن خلدون. ويمكن أن نضيف عليها عناوين عديدة وكلها مهمة، مثل يتيمة الدهر للثعالبي، صبح الأعشى للقلقشندي، نهاية الأرب للنويري، خزانة الأدب للبغدادي، أدب الدين والدنيا للماوردي، المستطرف للأبشيهي، زهر الآداب وثمر الألباب لأبي إسحاق الحصري.
[9]
ابن قتيبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
828-889 م
غير كونه واحد من أعمدة الأدب العربي الأربعة، قد وضع أربع مصنفات رئيسية تستأهل كل واحدة دراسة مفصلة لحالها، لأن في كل واحدة نموذج مختلف من الأدب العربي. وأول المصنفات هو مؤلفه المشهور أدب الكاتب، والذي يتناول موضوعه ما هو واضح في عنوانه، أي أدب الكاتب، ولزوميات الكاتب من أدوات الكتابة في أدبه، وهو مع موضوعه يعد كتابا كتب على سائر الكتب العربية، وما سار عليه الأسبقين، أي كونه جامعا لأطراف الحديث من كل ما خص الموضوع من قريب أو بعيد، أو لم يخص الموضوع وأتى ذكره صدفة أو خلافه!.
ورغم أن هذه سمة أساسية في الأدب العربي، بلغت ذروتها في أدب الجاحظ وفي الكتب الأربعة المذكورة على لسان ابن خلدون وما لحقت بها، ورغم أنها تقدم دعوة مفتوحة للملل، إلا أنها حاوية في طياتها كل عجيب وغريب من الأدب العربي، بما قد يقتل هذا الملل قتلا. المؤلف الثاني، والذي يسير على نفس هذا النهج تقريبا، هو عيون الأخبار، وإن كان في سياق تاريخي أكثر منه أدبي. ولكن التاريخ القديم كان مزدحم بالأخبار الغير محققة، والمصدقة في بعضها رغم عجائبيتها، يتم رصدها وتوثيقها في الكتب، على أنها حقائق أو نوادر وطرائف للتفكه أو التعجب. لو نظرنا إلى هيرودوت نفسه، اليوناني العظيم وأبو التاريخ، لوجدنا مؤلفه الرئيس فيه مثل ذلك. إلا أن كتب التاريخ الإسلامي أكثر جمعا لهذه المغامرات والأحداث العجيبة، ربما في هذا نقطة نبوغ هيرودوت كونه ميز بين الواقع وغير الواقع في تاريخه (حتى ولو قيل أنه وقع) رغم بعد المسافات بين أصقاع الأرض آنذاك (قبل ثورة المواصلات والاتصالات). المؤلف الثالث أيضا لا يبتعد كثيرا عن طريقة التأليف والجمع الثقافي والانتخابي، وإن كان الأدب والتاريخ ممتلئ بالموروث الأسطوري، فهذا الكتاب ميال أكثر إلى الإرث الإسلامي منه، وما تشابه على أنه إسلامي، وهو كتاب (غريب الحديث) الجامع لغريب الحديث. الكتاب الرابع هو المعنون بـ (الشعر والشعراء) والذي يتشابه مع كتاب (طبقات الشعراء) لابن سلام الجمحي. الكتاب الخامس والسادس، ولن ننتهي …
[10]
القالي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توفى 967 م
الأمالي تأتي بمعنى النوادي أو الأندية جمع نادي، حيث يجتمع الناس في المجالس يتبادلون طيب الحديث. ويسير هذا الكتاب على نفس نهج الكتب الثلاثة الأخرى التي أشاد بها ابن خلدون، وقدمها في مقدمته نموذجا متعاليا عما يجب أن تكون عليه مصنفات الأدب العربي ذات الطابع الموسوعي واللغوي القوي، والموروث الهجين بين إسلامي وأسطوري وشرقي وعقلاني ينبثق عن العادات والتقاليد والعديد من الحكايات والمواقف.
[11]
ابن عبد ربه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
840-960 م
صاحب كتاب العقد الفريد، والثابت أن صاحبه أطلق عليه عنوان (العقد) أما (الفريد) فكان نعت ألحق بالكتاب في سنوات متأخرة بعد صدوره، وهذا دليل أنه كان له صدى واسع في عصره، مثلما هو من أمهات الكتب الآن في يومه (أي يومنا هذا الذي نكتب فيه عنه). مع أن هذا يخالف ما جاء به الباحث عمر السنوي الخالدي في مقال بعنوان نفاسة العقد الفريد نُشر على شبكة الألوكة الثقافية. وليست صفة التفرد التي أُلحقت باسمه، وحدها التي تؤيد ذكره، كان الكتاب معروفا في هذا الوقت، غير منحولا على الأرجح، إلا من حيث اعتماده على نفس الصياغة والنسق المتبوع في كتب الأدب العربي الكبرى آنذاك. يقول ابن خلدون في مقولته الشهيرة حول أربعة كتب ارتضاها هو وعدها من عيون الأدب العربي، فقال:-
“سمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول الأدب وأركانه أربعة دواوين، وهي: أدب الكِاتب لابن قتيبة، كِتاب الكامل للمبرد, وكِتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكِتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفرع منها” [تاريخ ابن خلدون / علم الأدب, ص 763, المكتبة الشاملة].
وهي الكتب التي ظهرت في عصر التدوين، حين أُبيحت الكتابة لحفظ تراث الشفاهة، فأصاب الكتبة والكتاب لوثة، سرعان ما تحولت إلى صيحة، لتسجيل ذخائر الأدب العربي في صورة محفوظة كتابية، أخذا من كل ما يصلح مادة أدبية؛ فكان كل أديب كبير يتعلق قلبه بمجموعة من الأدبيات والنصوص الأدبية المنقولة كتابة والأرجح حفظها سمعا، وعملا بمقولة إذا لم تجد الكتاب الذي يرضيك فاصنعه بنفسك، يتفرد كل كاتب، بإفراد عمره كله، ربما في كتاب واحد مفرد (وإن كان موزع على أجزاء كثيرة)، يجمع فيه مختارات ومنتخبات من الأدب والتاريخ واللغة والأنساب والشعر والخطب والرسائل والتوقيعات والتراجم وأيام العرب، وغير ذلك الكثير من النصوص الأدبية، ويضمها بين دفتي كتاب واحد، يحمل طابع خاص به، أصيل في ذاته، ولكن متصل مع أخواته، من حيث اتفاقهم على نفس الطابع الإنثولوجي. إنها كتب أقرب إلى كراسات أدبية / فكرية تمثل كاتبها وجامعها، بقدر ما فيها من تمثيل لعصرها، إنها كتابة من نوع (شاهد على العصر) كما يقال.
[12]
الأصفهاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
897-967 م / أصفهان – بغداد
وما أدل على قولنا، بأن هذه كتب وُضعت بالأساس من أجل النقل من الوسيط الشفاهي إلى الوسيط الكتابي من كتاب (الأغاني) الذي ينقل فيه صاحبه، في سابقة لا نظير لها بتاريخ الأدب، ينقل أكثر من مائة صوتا شفاهيا إلى النص المكتوب. بالإضافة إلى براعته الأدبية في تحقيق ذلك، فإن مقصده الأدبي جدير بأن يضعه على مصاف الحداثة حتى قبل أن يولد مفهوم الحداثة بقرون، وفي رأيي، إن مفهوم الحداثة، الذي يحاول البعض تعميمه على التاريخ كله، وآخرين ينتقدون ذلك، ويحاولون ربطه وقرنه فقط بمفهوم الحديث. هو أقرب إلى المحاولة الأولى، لأن مفهوم الحداثة، يجسد تماما مفهوم الاختلاف، وتنظيرات مدرسة النقد الألمانية (مدرسة فرانكفورت) وهي المدرسة الفلسفية التي تضافرت مع بقية مدارس ألمانيا الفلسفية؛ الوجودية، والعلمية الطبيعية، والمنطقية الرياضية، لخلق التأثير المعرفي الأكبر على أوروبا والغرب.
سمي الأصفهاني الكتاب بهذا الاسم لأنه بنى مادته في البداية على مائة أغنية كان الخليفة هارون الرشيد قد طلب من مغنيه الشهير إبراهيم الموصلي أن يختارها لهُ وضم الموصلي إليها أغانى أخرى غنيت للخليفة الواثق بالله وأصواتا أخرى اختارها بنفسه. وينطوي كل جزء على الأشعار التي لحنت وأخبار الشعراء الذين نظموها من الجاهلية إلى القرن التاسع الميلادي مما يجعل من الكتاب مرجعا لمعرفة الآداب العربية والمجتمع الإسلامي في العصر العباسي وتصوراتهم عن المجتمع الجاهلي والصدر الأول والعصر الأموي. هو من أشهر كتب الأدب العربي إلى جوار كليلة ودمنة والليالي العربية ورسالة المعري ومؤلفات الجاحظ والسيرة العنترية والعقد الفريد. بل وقد قيل أن مكانته بين كتب الأدب تعلو و لا يعلى عليها، و يكفي هنا قول العلامة ابن خلدون في مقدمته:
“وقد ألّفَ القاضي أبو الفرَج الأصبهاني، وهو ما هو، كتابه (الأغاني) جمع فيه أخبارَ العرب وأشعارَهم وأنسابَهم وأيامَهم ودُولهَم، وجعل مبناه على الغناء في المائة صوت التي اختارها المُغنّون للرّشيد، فاستوعب فيه ذلك أتمّ استيعاب وأوفاه. ولعمري إنّه ديوان العرب وجامع أشتات المحاسن التي سلفت لهم في كلّ فنّ من فنون الشّعر والتّاريخ والغناء وسائر الأحوال، ولا يعدل به كتاب في ذلك فيما نعلمه، وهو الغاية التي يسمو إليها الأديبُ ويقفُ عندها، وأنّى له بها.”.
وأزيدك من الشعر بيتا فيصفه أبو بكر ابن عربي بأنه كتاب “جليل القدر، كثير العلم، لم يؤلف مثله قط”.
[13]
التوحيدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
923-1023 م / بغداد-شيراز
ولمزيد من التأكيد على نظرية النقل الصوتي، نلحظ سطوة وسيط الكتاب، والكتابة، على وسيط الشفاهة والخطابة، كان أبو حيان التوحيدي هو أعظم مهرج عرفه التاريخ، وصاحب المصير المظلم بين الأدباء، لدرجة تشبه إلى حد ما ما حدث لإدغار آلان بو، وأخشى على نفسي -بما إني كاتب أنا الآخر- شقاء النفس إلى هذه الدرجة. لقد ندب التوحيدي حظه مرارا، ولعن الجميع أكثر من مرة، رغم أنه هو من كان ملعونا بالفقر وسوء الطالع. وهو مثل العديد من الأدباء العظماء، من أرسطو إلى كافكا، أحرق كتبه في آخر أيام عمره. يلزم لتفسير ذلك أن نعرف أن كتاب أبي حيان التوحيدي الأهم بعنوان (الإمتاع والمؤانسة) هو من المؤلفات الأدبية المصنفة ضمن كتب وحكايات المسامرة التي شاعت في عصره آنذاك، مثل العقد الفريد، وبهجة المجالس وأنس المجالس لابن عبد البر القرطبي، والأمالي الذي كتبه مؤلفه لأنه كان يملي نصوصها على تلاميذه (إضافة إلى ورود اللفظ بمعنى النوادي كما وضحنا).
والتوحيدي هو الآخر من أعلام بغداد، ما يظهر لنا أن ابن خلدون كان مثله مثل باقي أعلام المغرب متأثر جدا بما يأتي من آداب أهل المشرق، فنلحظ أن الأعلام الأربعة المذكورة مؤلفاتهم على أنها أمهات الكتب لديه؛ المبرد، والجاحظ، والقالي، وابن قتيبة، كانوا من بغداد أو أقاموا فيها في حوالي القرن التاسع ميلاديا، وكذلك عاش في بغداد كل من الأصفهاني وابن هشام وابن سيرين وابن المقفع وابن أبي الدنيا، وربما حتى الشخصيات الغير مؤكد وجودها مثل جحا ومثل شهرزاد (خاصة وأن شهرزاد تروي قصصا بطولية كثيرة عن هارون الرشيد حاكم بغداد العتيد) وإخوان الصفا. كلهم عاشوا تقريبا في بغداد في ظل رخاء الدولة العباسية الجديدة آنذاك، وشهد الأدب العربي في بغداد انحدارا واضحا مع تدهور الدولة العباسية وتفككها ثم سقوطها نهائيا وقد ساهم الفاطميين في حدوث هذه الخلخلة. وعدا المعري -وربما بعض المؤلفين مثل ابن القيم وابن كثير الذي يأتي ذكرهما أيضا في القائمة- سوف ينتقل الأدب العربي لاحقا إلى بلاد فارس والمغرب العربي ويستقر هناك ويتنامى.
[14]
شهرزاد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القرن التاسع الميلادي (ما بعد العام 800 م)
شهرزاد, ومن لا يعرفها؟ .. متأثرا بخيانة زوجته له مع أخيه يقرر الملك شهريار أن يكرس حياته ويوظف نفوذه في سبيل الإنتقام من النساء عبر قتلهن وإذلالهن. عدا امرأة واحدة، وبعد مقتل الكثير من النساء، تسحره شهرزاد بحكاياتها ويهيم الملك في حبها. سنبتعد قليلا عن تحليل الحبكة العبقرية لليالي العربية، ونركز على مسألة واحدة، بعد التصديق بصحة افتراض أن جامع الليالي هو كاتب أو جماعة أدبية، بالإضافة إلى كونها تراثا شفهيا تولد في قلب الحضارة العربية والإسلامية. هذه المسألة، وهي افتراض آخر، يطرح إحتمالية أن هذا الجامع / الكاتب، أو قائد / رئيس هذا الحزب الأدبي هو إمرأة. ثم يرجح هذا الإحتمال، ثم يغلب أمره، ثم يأبى أن يقبل بأي فرضية أخرى إذا لم يدعمها أدلة كافية بدلا من الإستناد إلى فرضيات واهية يضربها (يهبدها) كل من هب ودب. كما لا أقبل الإرتكان إلى حقيقة أن مؤلف ألف ليلة وليلة، يبقى مجهول الهوية، وتبقى الحكايات الألف مؤلفا مجهول المؤلف. مع ما يحمله هذا الحكم من طمس للهوية العربية أولا، ولمنجزاتنا الأدبية ثانيا، لأن ذلك يؤثر سلبا على قيمة عمل بالغ الأهمية مثل ألف ليلة وليلة لدى المؤسسات الثقافية والأدبية النخبوية. ويكفينا أن الكثير من نصوصنا الأدبية، مفرطة الأهمية، لازالت باقية على هامش الفكر والثفافة، ولولا تغلغلها في أعماق الوعي الجمعي، وتناقلها عبر الموروثات الشعبية لأصابها الزوال بعد النسيان. وعودة إلى هذه الحقيقة، والتي آمل أن تصير حقيقة إلى أن يثبت العكس، وهو كون مؤلف ألف ليلة وليلة إمرأة. فمن هذه المرأة؟. وما أدلتنا على وجودها؟. سنفترض أن اسم هذه المرأة شهرزاد، وسنقر بإسمها هذا، سواء كان إسما فعليا أم حركيا، وكثير من أدباء التاريخ عرفوا بأسماء غير أسمائهم. لذا فإن كاتب الليالي الذي استتر خلف شهرزاد إسما وشخصا، سيكون هو / هي شهزاد نفسه / نفسها. وهذا في حد ذاته دليل. فلماذا اختار اسم إمرأة ليستتر خلفها، فحتى والقصة الأساسية تحتم ذلك، كان يمكنه أن يسبقها بقصة يقصها شاعر على ملك طمعا في ثروة أو حظوة. وهذا الشاعر يقص قصة شهرزاد التي تسرد قصصا عن قصاصين. لذا فتعدد مستويات السرد ليس مستغربا في متن الليالي. الدليل الثاني، هي القصة الموضحة أعلاه، والتي تروي قصة عن إمرأة تدافع -وإن لم تتمكن من أن تثأر- عن النساء، وتنشغل بهمومهم. رغم ما في الليالي من إساءات عديدة للنساء وللدين ولكل شيء. ولكن هذا التناقض سمة أساسية في هذا النص الذي تجده تارة يمدح وتارة يقدح شخصية مثل هارون الرشيد. وغير خفي على أحد القمع الذكوري للمرأة، والذي بلغ ذروته -ونشهد ذروة أخرى في عصرنا الحديث هذا- في العصور الوسطى التي غطت بظلامها حتى العصور الإسلامية,وهو ظلام حالك من جهتين، من التراث الجاهلي في الماضي، ومن الغرب الأوروبي في الحاضر (آنذاك). حيث النساء توئد يوم انبعاث الحياة فيها. وإن عاشت بضع سنين تحرق حية. إما الخنق أو الحرق!. أو الذبح (وكله في الرقبة) بقطع العنق على يد الملك الظالم شهرزاد، واحد من أكبر السفاحين في تاريخ الأدب. الدليل الثالث هو تشابه الحال بين قص النساء الحكايات في جمع بين الإمتاع والإقناع على أزواجهم بين الكثير من أحوال نساء هذا العصر، وحتى في هذا العصر (عصرنا)، اللاتي برعن في حياكة القصص من أجل الإمتاع والمؤانسة لأزواجهن. ولنا في إبنة شيخنا سيد التابعين سعيد بن المسيب وزوجها مثلا وعبرة. الدليل الرابع أن شهرزاد هي من تروي الحكايات وهي شخصية حقيقية. وقد أتى في حديثنا إشارة إلى الأعمال مجهولة المؤلف، وهي عديدة، وأغلبها عبارة عن آثار شفاهية لم يجري جمعها وتسجيلها في نصوص مكتوبة إلا في القرون المتأخرة. ومنها السيرة الهلالية وسيرة الملك سيف بن ذي يزن، ما يعطينا انطباع بأن شهرزاد قد تكون شخصية حقيقية تروي سيرتها.
[15]
إخوان الصفا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القرن العاشر الميلادي (ما بعد عام 900 م)
رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا, هي مجموعة من الرسائل الفلسفية, شاعت في الدولة الإسلامية بالقرون الوسطى, وكانت لأغراض معينة, سياسية على الأرجح, وهذا هو سبب تخفي أصحابها, والمؤكد أنها غير منسوبة لشخص واحد, بحكم كون الكتبة يكونون حزب سياسي ليس ماثل في شخص بعينه, إضافة إلى أن الفوارق المشيرة إلى أكثر من قلم ظاهرة بوضوح في متن العمل. ربما كانت في نفس الفترة التي شاعت فيها قصص ألف ليلة وليلة ما بين 920 و960 ميلاديا. وكعادة الآداب العربية / الإسلامية آنذاك, تخلل الرسائل العديد من القصص والمرويات الخيالية التي لا يصدقها عقل, ولكن يطيب حديثها على الألسن.
[16]
الهمذاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يُعرف كاتبا اخترع المقامات بصورتها الشعرية المعروفة قبل الهمذاني (توفى 1007 م)، ثم أتى الحريري (توفى 1120) لاحقا وطورها، وهم أشهر من كتبوا في هذا الجنس الأدبي الفريد، ولكن ليس وحدهم، كتبوا هم بالإضافة إلى السيوطي صاحب التفسير الشهير (مقامات السيوطي)، الزمخشري صاحب التفسير الشهير (مقامات الزمخشري)، الوهراني (منامات الوهراني ومقاماته ورسائله وحكاياته)، ابن الصيقل الجزري (المقامات الجزرية).
ويكاد هذا الصنف يكون حكرا على الأدب العربي, لولا بعض المقارنات مع حكايات إيسوب قديما, أو حتى مزرعة الحيوان حديثا. والمقامة هي قصة شعرية مروية على ألسن الحيوان. ولا يوجد تقريبا باحث في الأدب العربي الأوسطي أو الأدب الإسلامي إلا ويخصص جزء من بحوثه للعناية بالمقامة العربية.
[17]
ابن حزم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عادة ما تجري المقارنة بين الكتاب الأشهر لابن حزم؛ طوق الحمامة في الألفة والألاف, وهو صاحب المصنفات الفلسفية والأصولية, وبين كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين لابن القيم وهو صاحب المصنفات الفقهية والأصولية لنفهم لما نعلم أنه مع هذين المصنفين في فن الحب؛ وضع أأمة محدثين كتبا عن الجنس, مثل محمود مهدي الإستانبولي وتحفة العروس, ابن كمال ورجوع الشيخ إلى صباه, السيوطي وفن النكاح. لنفهم قدر الانفتاح في العقلية الإسلامية الحقة. ففي عالم تكثر فيه القصص والمنتخبات عن حكايات الحمقى والمجانين والأغبياء والبخلاء والأولياء وغير ذلك من فئات المجتمع, لماذا لا يكون هناك متن يحوي قصص العشاق.
[18]
الثعالبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من منتخبات العرب, كانت الأمثال جنسا أدبيا مستقلا ومختلفا عن غيره من النصوص النخبوية فعلا, بينما ارتبطت الأمثال أكثر بالشعب العربي, وترددت على ألسان العامة والخواص. ومن خواصها المستقلة أنها الأكثر إيجازا بين كل الصنوف الأدبية, فالمثل مثل نكتة تقال من أجل الإضحاك, أو طرفة تروى من أجل إعمال العقل, أو فزورة أو خلافه, ولكن المثل قد يكون فيه من هذا وذاك، إلا أنه في العادة يكون أقصر. كما أنه أكثر ترددا وتكرارا بحكم كون المثل مثالا ونموذجا يضرب به في كل قصة تشابهه، فيقال فلان فعل فِعل فلان، أو مثل علان.
في كتابه المهم والمعنون (ثمار القلوب في المضاف والمنسوب) يعرض الثعالبي من خلال ثلاث وستون فصلا, تقريبا لجميع (الأحياء والأشياء) التي يُضرب بها المثل على ألسن العرب, سواء في قبيح الفعل والصفة, أم في الجيد والجود منه. بالنسبة لي هذا نوع من تتبع علم الثقافة والإنسان, الذي علمه المولى لأبو الإنسان آدم عليه السلام, حين علمه الأسماء. لهذا يتفوق الثعالبي على أدباء كبار من عصره, وضعوا مصنفاتهم في الأمثال؛ الميداني (مجمع الأمثال)، الزمخشري (المستقصى في أمثال العرب)، العسكري (جمهرة الأمثال)، الأصمعي (كتاب الأمثال)، ابن عاصم (حدائق الأزاهر في مستحسن الأجوبة والمضحكات والحكم والأمثال والحكايات والنوادر)، وغيرهم.
وكعادة الأدباء في عصره، أفرد عبد الملك الثعالبي مصنفه المعنون (يتيمة الدهر) في شعراء أهل العصر، كماء جاء في عنوانه.
[19]
ابن شهيد الأندلسي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأدب الفانتازي في العالم العربي, قديم وثري, ولكنه ليس مثل اليوم, بسبب الهوة الحادثة في الفترة المملوكية حيث اتسمت مصر بالتبعية العسكرية والثقافية للدولة العثمانية, ومعها شطر لا بأس به من الأقطاع والأقاليم العربية قبيل تحرر مصر والسعودية ومن ثم بقية العالم العربي. ولو ركزنا على هذه الربعية المعنية بالعصر الإسلامي, لوجدنا أنها تستحق قائمة لحالها بمائة مصنف من أدب الفانتازيا السابق, قبيل اندلاع ثورة الرواية عقب الثورة العرابية في مصر والثورة العربية في السعودية, ثم ثورة الرواية الحديثة (أو رواية الحداثة للدقة) مع ثورة يناير, وإتيانها بأنواع جديدة غريبة, جيدة, أو رديئة من الروايات الفانتازية بعض انقضاء عصر الشعر والمقامة والأطروفة والأفرودة. مع ذلك, يأتي ذكري للخطط المقريزية, والمعنونة باسم صاحبها, فقط لأني ضعت بين طوف من العناوين المختارة, منها ما ينتمي إلى نفس النوعية الأدبية, مثل كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور, ومثل بعض رحلات ابن بطوطة, وجزء من تاريخ الجبرتي, هذه النوعية من أدب الرحلات الجغرافي, مع أدب التاريخ التسجيلي, وما يقع بين طياتهم من عجائب وغرائب واقعة تماما في الخط الفاصل بين الواقع والخيال, فحتى اليوم, لا يوجد تأكيدات علمية على بعض الظواهر العجيبة نفسية أو طبيعية, كما لا يوجد نفي قاطع لها (الحسد مثالا بارزا عن ذلك). ثم هناك العمل المتفرد رغم كونه أقرب إلى أدب الرسائل الذي لا يشبه بدوره أي من أدب الرسائل الذي نعرفه اليوم, وأقصد ابن شهيد وهو صاحب أكثر عمل غير مشهور اليوم بالنسبة لقارئ العربية وقارئ العادية, والمعنون بـ رسالة (التوابع والزوابع), التي قيل أنها مقتبسة عن رسالة الغفران للمعري.
“والواقع أن التشابه تام بين الرسالتين، فالموضوع واحد؛ وهو عرض المشاكل الأدبية والعقلية بطريقة قصصية، والخلاف في جوهر الموضوع يرجع إلى روح الكاتبين؛ فأبو العلاء يحرص أولًا وقبل كل شيء على عرض المعضلات الدينية والفلسفية، وابن شهيد يحرص على عرض المشكلات الأدبية والبيانية، ويتفق كلا الرجلين على التعريض بمعاصريه، وشرح ما أخذ على المتقدَّمين من أساطين العقل والبيان. والمسرح واحد تقريبًا؛ فهو عند ابن شهيد وادي الجن في الدنيا، وهو عند أبي العلاء وادي الإنس في الأخرة؛ أي الفردوس والجحيم. فالممثلون عند ابن شهيد جنٌ يسخرون، وعند أبي العلاء إنس تسخِّرهم الملائكة والشياطين، وكان لكل إنسان في عرفهم ملَك وشيطان.” [النثر الفني في القرن الرابع, الفصل السابع عن رسالة التوابع والزوابع, بعنوان (سياحة شاعر في وادي الشياطين) حيث يتوصل الباحث زكي مبارك إلى نتيجة مفادها أن هذه الرسالة سبقت رسالة الغفران للمعري].
[20]
المعري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبت العديد من الدراسات والإشارات, التي توضح العلاقة بين رسالة الغفران للمعري, وثلاثية الكوميديا الإلهية (الجحيم / المطهر / الفردوس) للإيطالي دانتي اليجيري, وقد تقرر أنها علاقة اقتباس لا تناص, بحكم أسبقية المعري عن دانتي بعدة قرون بما لا يدع مجالا للشك في ذلك. وقد يذهب البعض في تفسير الاقتباس على أنه مجرد التباس وأن الزيارة إلى الآخرة, وإلى الجحيم, موجودة حتى في الأعمال السابقة للإغريق والفراعين, ولكن تركيبة الحبكة وتفاصيلها تلزم القول بالاقتباس خاصة مع القصة الرومانسية والطبيعة الشخصية لكلا العملين.
[21]
ابن عربي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1165-1240
كان النفري (صاحب المواقف والمخاطبات) من أوائل أدباء الصوفية وشيوخها الذي جمع بين الاثنين؛ فهو الشيخ الأديب -مثله مثل أبو المعالي الجويني أو جلال الدين الرومي من ثقافة ولغة أخرى- قبل نحو ثلاثمائة عام من ظهور شيخ الصوفية الأكبر ابن عربي، ثم أتى ابن عربي -وجاء بعده ابن عطاء الله وأثير الدين الأبهري والتبريزي وآخرين- ليبني صرح عظيم، على قبور من أتوا قبله من مشايخ الصوفية، وعلى رأسهم الحلاج، وهو الأكثر جدلا بينهم، حتى ربما اختلف عليه القوم، أكثر من ابن عربي، وإن لم تذع شهرته مثل الأخير مخترقا الآفاق إلى كل حدب وصوب. كان الحلاج، تجسيدا لأقوى فكرتين عرفهما الإنسان عبر تاريخه الطويل على الأرض؛ الفكرة الأولى هي الإله، والفكرة الثانية هي الإنسان نفسه. عنى ابن عربي بفكرة ثالثة قد تكون وسيط بينهما فيما يشبه الثالوث المسيحي؛ في كتابه الأشهر وبالمعنون باسم الفتوحات المكية، وكان عن (المكان).
[22]
الإدريسي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمكن أن نوزع أبرز الأعمال المذكورة, على سبعة ضروب من الأدب الفانتازي؛ بداية هناك السيرة الشعبية من الجاهلية وحتى من صدر الإسلام, وهي لدينا ثلاث سيرة؛ سيرة جحا, والسيرة العنترية, والسيرة النبوية. ثم هناك ضرب من الأدب فريد هو تفسير الأحلام, في مزيج بين العلم وشبه العلم (الموروث الأسطوري واللغوي والأدبي). وهناك قصص تروى على لسان الحيوان, أو عن الحيوان, وهنا يبرز الجاحظ وهو النموذج الأكبر في كتابه عن الحيوان. ثم هناك المنتخبات الأنثولوجية والتي كتب فيها الجاحظ البيان والتبيين, والمبرد الكامل في الأدب, وابن قتيبة أدب الكاتب, والقالي كتب الآمالي, وابن عبد ربه كتب العقد, والأصفهاني كتب الأغاني, وابن أبي الدنيا كتب قصصا عن (من عاشوا بعد الموت), وحتى التوحيدي في سهراته وسمراته مع الملوك. يمكننا أن نعد ليالي ألف ليلة كذلك, ولكنها ليست كذلك, وإن كنا لا نقصد القطع بالطبع في صحة نسبتها إلى الأعمال الأنثروبولوجية, إلا أنها تظل عملا مميزا يغرد عن السرب لما حواه من أجمل الحكايات لخصت سحر الأدب العربي كما لم يفعل كتاب آخر. ثم هناك نموذج أدب الرسائل في رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا, وغير ذلك من رسائل أخرى. ثم المقامات الشعرية من الهمذاني والحريري والسيوطي وغيرهم. وأدب الأمثال من الثعالبي والميداني وغيرهما. لا أعرف إن كانت سبعة أو أكثر, ولكن تخصص الإدريسي في أدب الرحلات واستكشاف الأراضي البعيدة فكتب (نزهة المشتاق إلى اختراق الآفاق) والغنوان يعبر بوضوح عن هذه النزعة التي تملكت أدباء مثل الإدريسي، المسعودي، ابن بطوطة، ابن فضل الله العمري (صاحب مؤلف مسالك الأبصار في ممالك الأمصار)، والقزويني (صاحب مؤلف عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات) وابن الوردي (صاحب مؤلف خريدة العجائب وفريدة الغرائب) والاصطخري (صاحب مؤلف مسالك الممالك) وموسى بن رباح الأوسي السيرافي صاحب مؤلف (عجائب الهند بره وبحره وجزايره) المنسوب أيضا إلى الرحالة الهندي بزرك بن شهريار. ولاحقا في عصرنا الحديث تأثر بهم عبد الرحمن الجبرتي صاحب (عجائب الآثار في التراجم والأخبار). ناهيك عن المؤرخين الذين يستكشفون الأراض البعيدة زمنيا (لا مكانيا), مثل ابن الأثير صاحب (الكامل في التاريخ) وابن إياس صاحب (بدائع الزهور في وقائع الدهور) وعبد الملك ابن هشام صاحب (التيجان في ملوك حمير) والطبري ومن تبعهم.
[23]
القزويني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أشهر الكتب المعروفة بجموح الخيال وفانتازيتها العربية الأصيلة, حتى عن الكتب الأخرى التي تعج بالمواقف الواقعية والتاريخية, اشتهر كتابين؛ منطق الطير, ثم عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات, وهو الاسم الموحي بشدة.
بلاد الواق واق
هناك خمسة أعمال تحضرني الآن في هذه الفصلية عن أدب استكشاف الأراضي المجهولة، وهي
1-الإدريسي / نزهة المشتاق في اختراق الآفاق 1154 م
2-القزويني / عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات: توفى 1283 م
3-المقريزي / الخطط المقريزية 1445 م
4-ابن جبير الأندلسي / تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار
5-أحمد بن فصلان / رسالة ابن فضلان
[24]
ابن القيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واحد من الأئمة الكبار في الديانة الإسلامية، بل وطالما للشيعة إثنى عشر إماما، يمكن أن نعده هو ضمن إثنى عشر إماما موازيا تشمل من الخلفاء عمر وعلي، والأئمة الأربعة أصحاب المذاهب، وخامسهم ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وبالطبع ابن الجوزي والسيوطي وربما الشعراني وغيرهم.
الروح
حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح
[25]
ابن كثير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لما تعلمت القراءة، وكنت مبهرا، لم أكن مطيع، ولكن الجميع كانوا مبهورين بي (لا أعرف على ماذا؟) فبرأيي يملك جميع الأطفال نفس المقومات، أنا كنت أقرأ، وكنت ذكي، لماح، وسريع الإجابة، وتشغلني الأسئلة التي لا أستطيع الإجابة عليها، وكنت كثير الحفظ، ما يعني كثير المعرفة نقلا قبل فهما، ولكني أيضا كنت كثير الأسئلة، وبطارية من الفضول، ما فتح مداركي فعلا، فصرت أفهم الكثير من الأشياء، وتنامى لدي نوع من التفكير المنطقي (بقدر ما يسعني ذلك) لا زلت احتفظ به إلى الآن. ومن ذلك، إني كنت أقرأ القرآن كله، أطلع على الآيات وتفسيراتها. وكنت أجد القرآن مسليا جدا، حتى اليوم لا زلت أجده كذلك. لولا فترة معينة من الملل والحنق تخللت إلى نفسي تجاه كل شيء آخر تقريبا، ولا زلت أملك هذا الطابع وهذه الطباع للأسف. وكما قال المولى يصف سرده في الآية الثالثة من سورة يوسف (نحن نقص عليك أحسن القصص) فكنت دائما أتعجب ما الأحسن فيها، من أليس في بلاد العجائب؟ على سبيل المثال. أو من عوالم ميكي التي سحرتني في فترة مبكرة. كان الجميع يحسبني طفلا نابغة، ولم أكن سوى قارئ نهم، وذو مخيلة واسعة. وفي سن مبكرة جدا، ربما خلال عمر التاسعة، وإلى عمر الثالثة عشر، كنت قد أطلعت على جميع تفاسير القرآن في مكتبات المساجد السبع أو الثمانية الكبرى حول بيتنا. كانت نصوص التفاسير تعج بالكثير من الحيوانات الناطقة، والوحوش التي تقبع خلف النجوم (ما يذكرني لاحقا بكتاب جانب النجوم لأحمد خالد توفيق) وعدد كبير من الشخصيات الغير بشرية أو الفوق بشرية، من أصحاب الكرامات (ما يذكرني عادة بأصحاب الخطوة)، والأنبياء (قصص الأنبياء بالذات كانت لها منزلة خاصة عند أبي وكان يحرص على قراءتي لها)، والجن والملائكة، ودواب نعرفها، ودواب أخرى لا نعرفها مثل البراقة والجساسة ودابة القيامة والحية التي لولا خشيتها من الله لأكلت الخلق جميعا. وقوم يأجوج ومأجوج والمسيخ الدجال، وقوم سكنوا قبل الجن أو معهم (الحن والبن والمن والدن والخن والسن أو النس)، وأناس لا يُعرف هل هم من البشر أم غير البشر (مثل أهل الكتاب وأهل البصيرة). وأماكن لا يملكها غير الله، مثل الماء والعماء وهي أماكن مقاربة إلى حد ما من تصوراتنا حول العدم. ناهيك عن قصة البداية والنهاية، منذ بداية الخلق وصولا إلى يوم القيامة. كل هذا وأكثر تجده في متون كتاب البداية والنهاية بمجلداته السبعة (أو الأكثر من سبع في طبعات أخرى). الذي لم يكن خاتمة لهذه القائمة المستقلة بذاتها في قائمة أخرى نكمل فيها مائة كتاب خيالي من التراث ما بين ظهور التاريخ الميلادي وحتى أواخر القرون الوسطى.
الموروث الأسطوري في تفسير ابن كثير
ابن إياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور
المقريزي: الخطط المقريزية
هناك العديد من الأعمال الأخرى فائقة المتعة والأهمية؛ لـ الحلاج، ابن حمويه، وياقوت الحموي، والصاحب بن عباد، والطبري في تفسيره, وابن هشام في تأريخه، وعبد الحسن الأصفهاني في (كتاب البلهان) عن الجان.
وفي مقال حياكة الكلام ونسج الخيال ثلاث أمثلة أخرى للتنوخي (الفرج بعد الشدة)، وابن مسكويه، وأبي قاسم النيسابوري
ولكن لا أريد في نهاية هذه الربعية أن أبدوا محصورا في رصد أدب الفانتازيا العربية بين التطلعات الأخروية من باب الدين أو المنتخبات الثقافية من باب الدنيا –والماوردي يصنف لنا كتابا بعنوان أدب الدين والدنيا ربما كان يستحق ذكره- وهذا وإن كان فيه قدر من الصواب كبير, إلا أن التراث العربي أكثر غنى وتنوعا وتفصيلا على صعيدي الأدب الخيالي وغير الخيالي. ولولا حاجة ملحة للاطلاع على تطور أدب النثر العربي بعد فترة انقطاع طالت, ولولا حاجة لعرض أسماء أعلام من فترات زمنية مختلفة, لأعددنا قائمة بمائة من أدباء الخيال حصرا فقط على أعلام التراث, وربما دون أن نعوذ إضافة أسماء غير عربية وإن كانت منتمية إلى الثقافة الإسلامية, مثل الفردوسي صاحب ملحمة الشاهنامة, أو جلجاميش الملحمة البابلية.
الأميرة ذات الهمة،
من الواجب أن نعرف أن العديد من كتب الخيال الجامح, لم يتسنى لنا إيرادها أو ذكرها في هذه الربعية, ولو فعلنا لاستقر بنا الوضع على قائمة مئوية لحالها, نخصها للأدبيات العربية في صدر الإسلام وبقية عصوره الذهبية. وبقربنا من ناهية هذه الربعية نعلم أنه يوجد المزيد. ولكن على كل حال أدرجت كتاب منطق الطير, وكتاب آخر مثل حي ابن يقظان لإبن طفيل, في قائمتنا عن الخيال العلمي.
الرحلات والأسفار وكتب التسلية والسمر، وأيام العرب وتاريخ الحروب وسجلات المعارك، والكتب التاريخية، والسير الشعبية، والأمثال، والأساطير حول الآلهة وأصل العالم.
مروج الذهب للمسعودي
عيون الأخبار
فريد الدين العطار
هواتف الجنان/للخرائطي
أبو نعيم الأصبهاني: حلية الأولياء
أوليات الفانتازيا الحديثة
ويورد الراحل أبو أحمد -الذي ترجم روائع الأدب الإسباني للعربية، ومنها أعمال كاميلو خوسيه ثيلا وماريو بارغاس يوسا- أمثلة للواقعية السحرية في الأدب العربي الحديث، مثل رواية “ليالي ألف ليلة” لنجيب محفوظ، ورواية “الشطار” لخيري شلبي، و”الغجرية ويوسف المخزنجي” لإدوار الخراط، و”عاشق الحي” ليوسف أبو رية، ورواية “عبد الله يقرأ طول الليل وبشرى تكتب طول الليل” لمحمد خيري حلمي، فضلا عن نماذج للواقعية السحرية في القصة القصيرة كما في “كشك الموسيقى” لسعيد الكفراوي و”قرن غزال” لخيري عبد الجواد. [الجزيرة].
زكريا الحجاوي
قول يا طير- إبراهيم مهوّي وشريف كناعنة
[26]
كامل كيلاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-يرجع أول عمل فانتازي له إلى عام 1927
رائد أدب الأطفال في العالم العربي، وهو أدب يميل بحكم الشريحة الموجه إليها أن يكون منتميا إلى أدب الفانتازيا. وأتت ريادته في هذا النوع بناءا على تمهيد وإعداد أدبي من المستوى الرفيع حيث كتب في أدب السير (مصارع الخلفاء) وأدب الرحلات (ذكريات الأقطار الشقيقة). وغيرها من أنواع الكتابة نقدا وتأريخا وتحقيقا. وواضح من العام المتوج على فقرة الكيلاني أن أدب الفانتازيا أحيي في فترة مبكرة من تاريخ الأدب العربي منذ نحو قرن إلا ربع من فترة الدواخلي الآن مثلا. حيث كانت أسبقيته في هذا المجال، أي أدب الأطفال والأدب المصور والفانتازيا عموما بأن توجه في عام 1927 إلى أدب الأطفال المشتمل على النوعين الواقعية والفانتازية. وبدايته كانت بأن نهل من التراث العربي في درته وتحفته ألف ليلة وليلة لتكون أول قصة له هي السندباد البحري التي سبقت ألف قصة أطفال كتبها أو ترجمها الكيلاني في مسيرته الأدبية الحافلة، منتهجا نفس نهج (التأليف الألفي) المعروف عن أدباء وعلماء العرب.
لينا كيلاني وسناء شعلان
عبد الله الكبير، أو عبد الله كبير
البجعات المتوحشات
المرآة السحرية، القداحة العجيبة، أليس في بلاد العجائب، الرفيق المجهول
[27]
توفيق الحكيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-منذ الثلاثينات
منذ كنت طفلا وأنا أعلم أنه يوجد أديب كبير اسمه توفيق الحكيم، مع ذلك لم أكن أقدره حق قدره وحتى اليوم لازلت أكتشف في أدبه المزيد؛ القدرة على العطاء غير موجودة في أغلب الأدباء على مرّ التاريخ، مهما بلغت براعتهم، قد تكون محصورة من نواحي معينة.
كما وكيفا قدم توفيق الحكيم كل شيء تقريبا في مسرحياته, مدفوعا بنزعة تجريبية واضحة وسابقا بها لعصره. رائد المسرح في مصر والعالم العربي, حتى لقب بـ أبو المسرح وقال عنه طه حسين “إن الحكيم يفتح باباً جديداً فى الأدب العربى هو باب الأدب المسرحى الذى لم يعرفه العرب من قبل فى أى عصر من عصورهم.”
في قائمة سابقة أعددتها لما كنت صغيرا, جمعت سبعة أدباء مصريين اعتبرتهم الأفضل على الإطلاق, هم بحسب الترتيب آنذاك
1-نجيب محفوظ (صاحب الثلاثية)
2-طه حسين (عميد الأدب العربي)
3-توفيق الحكيم (رائد المسرح العربي)
4-عباس العقاد (صاحب العبقريات)
5-مصطفى محمود (من مؤسسي الخيال العلمي في الأدب العربي)
6-أنيس منصور (صاحب الرحلات والغرائبيات)
7-إحسان عبد القدوس (صاحب الكلاسيكيات الأدبية والسينمائية)
بعثرت الترتيب وتبين لي تقريبا, أن كل أديب عظيم على طريقته الخاصة.
بـ عودة الروح يتشارك مع نجيب محفوظ في تصوير المدينة المصرية,وبـ يوميات نائب في الأرياف يتشارك مع عبد الرحمن الشرقاوي في تصوير القرية المصرية,ومتجاورة مع أيام طه حسين في تأسيس أدب السيرة الذاتية بالعالم العربي. ولازال هناك جدل قائم بين النقاد حول حمار الحكيم وحمار يحيى حقي -وأضيف عليهم حمار أحمد رجب وربما حمار دي سيجور وحمار خوان رامون خمنيث,وهو ما سنتناوله في مقالات لاحقة- وأيهم أكثر أصالة وإبداعا. كما وضع بصمته في رائعة جوته (فاوست) من خلال معالجته الخاصة لها بعد سلسلة من المعالجات لأدباء عظماء لا يقلون ثقلا عنه منهم الألمانيان جوته ومان. نقله عن الألمان تمثل في عمل آخر غير فاوست وهو مسرحية الصرصار التي استلهمها من انمساخ كافكا ليسجل اسمه في مسرح العبث. ومن الأسطورة الألمانية إلى الأسطورة اليونانية في معالجة أخرى بإسلوبه الخاص لمسرحية الملك أوديب لـ سوفوكليس أحد أضلاع مثلث المسرح التراجيدي في اليونان تجاورا مع يوربيدس وإسخيلوس. وفي مشوار ريادته للمسرح العربي أسس أيضا للخيال العلمي المسرحي ليعد أول أديب أدخل الخيال العلمي إلى الأدب العربي,فكتب فيه
-لو عرف الشباب 1949
-بيت النمل 1950
-في سنة مليون 1953
-رحلة إلى الغد 1957
-الطعام لكل فم 1963
-تقرير قمري 1972
-شاعر على القمر 1972
-صلاة الملائكة 1981
ومن أعماله الأخرى البارزة نذكر
-أهل الكهف
-عصفور من الشرق
-السلطان الحائر
-ارني الله
-الرباط المقدس
فاوست، التي جرى معالجتها عربيا في أكثر لتوفيق الحكيم، مثل فاوست الثالث، والمرأة التي غلبت الشيطان
أسطورة فاوست بين مارلو وجوته والحكيم وباكثير وفتحي رضوان: دراسة تحليلية مقارنة
[28]
محمد فريد أبو حديد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-خسرو وشيرين 1934
فى عام 1944 قام بيكار بتصميم ووضع رسوم مذكرات طه حسين «الأيام»، وشجع نجاح الكتاب أصحاب دار «المعارف» على أن يكلفوا عددا من الأدباء ومعهم الرسام بيكار لإصدار عدد من سلاسل كتب الأطفال المصورة، وكان من هؤلاء الأدباء محمد سعيد العريان، ومحمد فريد أبو حديد، وأمينة السعيد، وقد بدأ إصدار تلك السلاسل عام 1946. [نقلا عن روز اليوسف].
وبما أن توفيق كان رائدا كبيرا للمسرح المصري والعربي، لكنه لم يكن الوحيد، وإن كان اسمه طمس نجم معاصريه علي أحمد باكثير وميخائيل رومان ومحمد فريد أبو حديد، خاصة الأخير فهو واخد من عظماء الأدب أقول المظاليم لا المشاهير، الذي يناظر الحكيم في المسرح وله قدره من الأهمية أيضا حتى في أدب الأطفال مثلما قدم الكيلاني. محمد فريد مسرحي بارز، مبتكر، ولكن لم يكن أدبه حكرا على المسرح وأفكاره الخيالية فحسب، فقدم روايات
[29]
يوسف السباعي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-نشر أول عمل فانتازي له عام 1947
يعد أمير الرومانسية يوسف السباعي -وكعادة أدباءنا من حاملي الاسم يوسف من أمثال يوسف إدريس ويوسف زيدان ويوسف القعيد- واحدا من أعظم الأدباء المصريين والعرب وقد حفر اسما خالدا في تاريخ الأدب والسينما والثقافة وقد كان أيضا وزيرا للثقافة ذات يوم. وكعادة أي أديب يهدف للريادة فعليه أن يخوض غمار التجريبية التي نتج عنها الأسبقية في كتابة الرعب والفانتازيا. في خمسة أعمال أساسية هي
1-نائب عزرائيل (البحث عن جسد) 1947
2-أرض النفاق 1949
3-من العالم المجهول – خبايا الصدور 1951
4-السقا مات 1952
5-لست وحدك 1970
لتكون هذه الأعمال شواهد على تقديمه لهذا اللون الأدبي قبل أكثر من نصف قرن من تطور أدب الرعب والفانتازيا في العالم العربي اليوم.
ثروت أباظة، توفيق الحكيم، طه حسين، نجيب محفوظ، فتحي غانم (الرجل الذي باع ظله)،
ولاحقا سمه يوسف زيدان
مارون عبود
أقزام جبابرة 1948
[30]
زكريا تامر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-نشر أول عمل فانتازي له عام 1960
زكريا تامر من سوريا
عند ذكر زكريا تامر لا تصير المسألة مقتصرة على أسبقيته في خوض الفانتازيا بالأدب العربي,بل نحن نتحدث هنا عن كاتب صنع وخلال أكثر من أربعين عاما إنتاجا أدبيا يمكن مقارنته بكتابات كافكا الألماني أو بورخيس الأرجنتيني. ليس بصفتهما من أبرز من كتبا في الفانتازيا السريالية والغرائبية في تاريخ الأدب فحسب,بل لأن الثلاثي كافكا وبورخيس وتامر نماذج نخبوية ورائدة في أدب القصة القصيرة. وعادة ما يشهد النقاد العرب أن زكريا تامر هو رائد القصة القصيرة في سوريا بالمجاورة مع يوسف إدريس في مصر ومحمد المرّ في الإمارات وأحمد بوزفور في المغرب.
يقدم زكريا تامر نقدا قاسيا وساخرا للمجتمع وللسلطة في قصصه التي تفتك بأبطالها,بواسطة مخيلة ذكية تعكس سوداوية الواقع وعين لماحة ترصد ما لا يمكن رؤيته,ويطرق أكثر القضايا إغفالا وحساسية ويعرضها كما هي دون تجميل أو محسنات. مثل قضية الجوع. وهي واحدة ضمن عديد من القضايا التي تتفرع من ثلاث تيمات رئيسية في أدبه؛الفقر والقمع والجنس.
ليست المواضيع فقط هي التي يقدم من خلالها زكريا تامر قصصه الخلاقة وهو المبدع شكلا ومضمونا,فعلى الصعيد السردي يمكن تشبيه أدبه بمطرقة عملاقة تحطم كل ما سبقه لتعيد تشكيل واقعه الخاص,ونذكر من مميزات السرد لديه سبعة خصال,هي
1-التجليات
2-الهذيان
2-التناص
4-التشظي
5-الرمزية
6-المفارقة
7-الانصهار
من أهم أعماله
1-صهيل الجواد الأبيض 1960
2-الرعد 1970
3-دمشق الحرائق 1973
4-النمور في اليوم العاشر 1980
5-نداء نوح 1994
6-سنضحك 1998
7-الحصرم 2000
8-ربيع في الرماد 2001
9-تكسير ركب 2002
10-القنفذ 2005
زكريا محمد
[31]
عبد الله ونوس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1970
[32]
فتحي غانم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحيرت بين ثلاثة أعلام كلهم رواد للخيال العلمي كما الفانتازيا؛ فتحي غانم، وسعد مكاوي، وصبري سلامة، فاخترت أقدمهم وأكثر ارتباطا بالفانتازيا، وربما أكثرهم تقديرا لأدبه. والثلاثة قصاصين عظام قدموا أفكارا، ونصوصا، سوف تغير مقاييسك في تقييم الأدب في العموم، ولا غرو وقد وصف أحدهم فتحي غانم بأنه أشبه بـ هاروكي موراكامي في كتاباته، ربما قبل أن نعرف هذا الأخير.
[33]
سعد مكاوي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-الميت والحي 1973
[34]
محمد عفيفي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1965
واحد من عملين قررت قرائتهما أثناء كتابتي هذا المقال,خاصة وأنهما في قائمة قراءاتي التي لم أقرءها بعد منذ زمن طويل جدا,حتى تعفنا من كثرة الركن. الأول هو رامة والتنين لـ إدوار خراط. والثاني هو التفاحة والجمجمة لـ محمد عفيفي,وعنها يقول أحمد خالد توفيق:-
“في البدء كنت أعشق مقالات «محمد عفيفي» الساخرة التي تُنشر بشكل أسبوعي في مجلة المصور،وتحمل عنوان (ابتسم من فضلك)،ويمكنني بالفعل أن أعيد تسميعها عليك، ثم قرأت معظم كتبه التي تضم مقالاته،قرأتها في المدرسة الابتدائية؛لذا عندما عرفت أن للرجل رواية طويلة كانت تنشر مسلسلة في مجلة -لعلها الكواكب أو هو وهي- سارعت باقتنائها،وكان ما أدهشني كونها عملاً عميقًا مليئًا بالرمزية والتساؤلات عن الحياة ووجودنا. التفاحة والجمجمة هي ثنائية «الحب والجنس» والموت،وفي الوقت ذاته أنت لا تكف عن الضحك لحظة واحدة. قمت بتسجيل كل حلقات المسلسل الإذاعي الرائع الذي يحمل نفس الاسم،ولم أحب الفيلم الذي قدم عنها. لسبب ما تنجح دائمًا كل القصص التي تدور فوق جزيرة منعزلة وحيث تدخل العواطف والعلاقات مرحلة التجريد. قرأت رواية (حكاية بنت اسمها مرمر) لنفس الكاتب،لكن الفارق هائل بين الروايتين. بلهاء في الأوقيانوسية وروايات أخرى.
[35]
حجازي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-تنابلة الصبيان 1966
هذا هو عم حجازي الجميل الذي يعرفه الناس باسمه حجازي دون الحاجة إلى أي إضافات؛ أحمد إبراهيم حجازي رسام كاريكاتير مشهور، يمكن عده واحد من أهم سبعة رسامين مصريين في تاريخ فن الرسوم الهزلية (كاريكاتير) على الإطلاق. ولما كانت الصورة، وخاصة الصورة الرسومية والتصوير التشكيلي وثيقة الصلة بالتصورات الخيالية، لزم إدراج رسام واحد على الأقل ضمن أدباء الفانتازيا كنموذج للرسام والكاتب ضمن فئة الأدب المصور. ومؤخرا اشتهر بعض الكتاب أمثال شادي سيد عتاب (العمارة) وحنان الكرارجي وسيف الدين ناشي ودينا محمد (شبيك لبيك)، ورغم طمعي في تصدير أحد الشباب لكن لم أجد أي منهم مؤهلا بعد. لذا اتكئت على الجيل الذي مات أغلبه من أمثلة حجازي، اللباد (كشكول الرسام)، بهجت (بهجاتوس). أو الجيل الذي هو إلى الرحيل أقرب، ومن هذا الجيل نضرب مثالا في خالد الصفتي (فلاش وسماش)
[36]
أحمد بهجت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-أنبياء الله 1972
اسمه أحمد شفيق بهجت، واشتهر بكتاب أنبياء الله الموجه إلى الأطفال (اعتقد هناك نسختين منه للكبار وللصغار)، والمستوحى من القصص القرآني، له أيضا كتاب بعنوان (حوار بين طفل ساذج وقط مثقف) ضمن أكثر من عشرين عنوان هي حصيلة أعماله الأدبية.
فانتازيا قصص الأنبياء والأولياء
الصالحين، برصيصا (الشيطان والعابد)
[37]
أنيس منصور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمكننا أن نتعرف على أنيس منصور أديبا فانتازيا من خلال هاجسين؛ أدب الرحلة وعجيب الأحداث أثناء الرحلات التي تلقي علينا بغرابتها أثناء الانتقال, وحين التعرف على أماكن أخرى بما فيها من أناس آخرين وظروف وطباع مغايرة لما اعتدنا عليه, أو حتى لما تصورناه. الهاجس الثاني تمثل في اهتمامه بغريب النفس والروح معا. فكما نعلم النفس هي تمثيل أو انعكاس للروح في العالم المرئي من خلال السلوك المنظور, وقد عنى أنيس في كتاباته بكل ما يخص الجانب الغير مرئي من النفس البشرية أو غير البشرية. لهذا جمع أغرب القصص التاريخية عن رؤى ومشاهدات الأشباح حسب مزاعم أصحابها, وسردها في صورة قصص قصيرة مخيفة ومشوقة تحت عنوان (أرواح وأشباح) الذي كان واحد من أكثر كتبه مبيعا إلى جوار (حول العالم في 200 يوم) و(الخالدون مائة). استأنف نفس أسلوبه القصصي في خمس كتب مختلفة هي (أرواح وأشباح) و(القوى الخفية) و(لعنة الفراعنة) و(الذين هبطوا من السماء) و(الذين عادوا إلى السماء). إضافة إلى كتاب (على رقاب العباد) الأشبه بمجموعة من القصص القصيرة جدا عن (أغرب الميتات في التاريخ). وبعض القصص المشوقة هنا وهناك في رحلاته المتنوعة حول العالم. إذن يعد (أرواح وأشباح) واحد من أشهر كتبه الذي كان فاتحة لسلسلة من الكتب ذات المواضيع الغريبة والغامضة؛ ستة كتب تبدأ بـ أرواح وأشباح وتنتهي بـ على رقاب العباد. أرواح وأشباح هي مجموعة قصصية جمع فيها أنيس منصور قصص الأشباح الأكثر رعبا في العالم, وجميعها مسجلة على أنها أحداث حقيقية مدعمة بشواهد تاريخية ومثبتة بتواريخ محددة للغاية, وسرد لوقائع دقيقة وسجلات محفوظة. في نوع من التوثيق للماورائيات وهو نفس المنهج المتبع في الكتب الأربعة التالية. وربما تلك المجموعة (أرواح وأشباح) هي التي أوحت لـ أحمد خالد توفيق أن يكتب مجموعته القصصية (أفضل قصص الأشباح) التي ترجم فيها مجموعة منتخبة من أشهر قصص الأشباح المخيفة في أدب الرعب. وعموما الطابع المقتطف أو الإنثولوجي هو طابع مميز للأدب العربي منذ عصوره الذهبية المبكرة. ثم كانت (القوى الخفية) رصد لأبرز التجارب الروحانية التي يزعم الكاتب أنها حقيقية، ويستخدم أسلوبه المميز -والذي تأثر به أحمد خالد كثيرا وإن لم يقل ذلك- ونفس المنهج السابق في قدرة كبيرة على الإقناع. ثم أتت (لعنة الفراعنة) ليعد أنيس منصور من خلال كتبه الخمسة (أرواح وأشباح, القوى الخفية, لعنة الفراعنة, الذين هبطوا من السماء, الذين عادوا إلى السماء) من المساهمين في صنع موضة التسعينات والهوس بالأساطير باعتبارها حقائق، بل ويتهمه البعض أنه واحد من أكبر تجار الوهم، بينما هناك الكثير من مصدقيه أيضا، ولا مجال هنا لمناقشة هذا الخلاف. بالطبع كتاب لعنة الفراعنة يتناول ظاهرة لعنة الفراعنة الشهيرة والمعروفة عالميا.
-نشر أول عمل فانتازي له عام 1971
أديب عملاق يمكن اعتباره كواحد من أهم عشرة أدباء مصريين,وقد تجاوزت أعماله الـ 200 مؤلفا ما بين الدراسات والمقالات والروايات والقصص القصيرة.
وهو من أوائل من كتبوا في أدب الرعب مازجا في أدبه ما بين المقالة والقصة القصيرة, وتمثلت مساهماته الرعبية في ثمانية أعمال
1-حول العالم في 200 يوم 1963
رحلته حول العالم وسرده لأغرب المواقف التي قابلته,من هذه المواقف أنه كان طرفا في جلسة استحضار أرواح كان وصفه لها هو النموذج الأول لنوع أدبي رعبي يمزج بين القصة (الأقصوصة) والرحلة في العصر الحديث.
وللكاتب مصنفات عديدة في أدب الرحلات,منها
1-حول العالم في 200 يوم
2-بلاد الله .. خلق الله
3أطيب تحياتي من موسكو
4-أنت في اليابان وبلاد اخرى
5-اليمن ذلك المجهول
6-أغرب الرحلات في التاريخ
7-أوراق على شجر
وفي الآتي سبعة أعمال أكثر ارتباطا بموضوع المقال عن الكتاب المذكور.
2-أعجب الرحلات في التاريخ 1971
كما هو واضح من العنوان يحكي الكتاب أعجب الرحلات في التاريخ,في سرد فانتازي يمزج بين القصة والرحلة,مستعيدا أدب الرحلات الحاضر بقوة في التراث العربي,لولا أنه ليس كرحالة مثل ابن بطوطة الذي خاض رحلاته بنفسه. ليتقلد أنيس منصور دور ثالث في كتابه هذا مع الأديب والرحالة,وهو الجامع للحكايات العجيبة عن أعجب الرحلات في التاريخ.
3-أرواح وأشباح 1973
واحد من أشهر كتبه الذي كان فاتحة لسلسلة من الكتب ذات المواضيع الغريبة والغامضة؛ ستة كتب تبدأ بـ أرواح وأشباح وتنتهي بـ على رقاب العباد. أرواح وأشباح هي مجموعة قصصية جمع فيها أنيس منصور قصص الأشباح الأكثر رعبا في العالم,وجميعها مسجلة على أنها أحداث حقيقية مدعمة بشواهد تاريخية ومثبتة بتواريخ محددة للغاية,وسرد لوقائع دقيقة وسجلات محفوظة. في نوع من التوثيق للماورائيات وهو نفس المنهج المتبع في الكتب الأربعة التالية. وربما تلك المجموعة هي التي أوحت لـ أحمد خالد توفيق أن يكتب مجموعته القصصية (أفضل قصص الأشباح) التي ترجم فيها مجموعة من أشهر قصص الأشباح المخيفة في أدب الرعب.
4-القوى الخفية 1988
رصد لأبرز التجارب الروحانية التي يزعم الكاتب أنها حقيقية,ويستخدم إسلوبه ونفس المنهج السابق في قدرة كبيرة على الإقناع.
5-لعنة الفراعنة 1989
يعد أنيس منصور من خلال كتبه الخمسة (أرواح وأشباح,القوى الخفية,لعنة الفراعنة,الذين هبطوا من السماء,الذين عادوا إلى السماء) من المساهمين في صنع موضة التسعينات والهوس بالأساطير باعتبارها حقائق,يتهم البعض أنه واحد من أكبر تجار الوهم,بينما هناك الكثير من مصدقيه أيضا,ولا مجال هنا لمناقشة هذا الخلاف. بالطبع الكتاب يتناول ظاهرة لعنة الفراعنة الشهيرة والمعروفة عالميا.
6-الذين هبطوا من السماء 1995
7-الذين عادوا إلى السماء 1995
الكتابين يتناولا ظاهرة المخلوقات الفضائية وما يتعلق بهما من الأطباق الطائرة ونظريات عن الحضارات البائدة وغير ذلك.
8-على رقاب العباد 1997
كتاب طريف ومخيف يجمع قصص حول أغرب الميتات في التاريخ.
[38]
إميل حبيبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل 1974 .. لم أقرأها بعد.
[39]
عبد الرحمن الأبنودي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-السيرة الهلالية 1978
يجري وصفه عادة بأنه هوميروس العرب, لارتباط اسمه بملحمة عربية من التراث الشعبي المصري ذو العلائق مع إرث العرب عموما, لا تقل أهمية عن ملحمة اليونان الإلياذة, والعمل المقصود هو سيرة أبو زيد الهلالي, المعروفة نسبة إليه بالسيرة الهلالية. ولكن وإن كانت القيمة الثقافية والأدبية لعمل بوزن السيرة الهلالية مساوية تقريبا للسيرة الهومرية لأبطال اليونان, فإن منجزه الأدبي لا يتساوى بالضرورة مع ما أنجزه هوميروس. وذلك راجع لعدد من الأسباب, أولها أنه عمل يوصف بأنه أعظم ما تم نظمه من الشعر بلغة اليونان, لا يمكن شكليا, إلا وأن يقارن فقط بأعظم ما تم نظمه من الشعر باللغة العربية. إن قدر من جمالية السيرة ليست في شعرها, وإنما في تداولها بشكل غنائي على الألسن الشعبية وارتباطها بالتراث العربي الذي لا يزال حميمي حتى هذه اللحظة. السبب الثاني, أن هوميروس جمع الأساطير اليونانية ونظم لها قصائده فخلدها في الأوديسة, وفي الإلياذة, أي أنه قدم عملان وهذا سبب مستقل لحاله, أما الأبنودي, فهو أقرب إلى جامع لأبيات الشعر المتناثرة, أكثر منه شاعرا للسيرة.
هذا لا يقلل من قيمة ما قدمه الأبنودي, هو في ذلك أقرب إلى عظماء النثر الأوروبي حين لم يبدعوا جديد, لكنهم حفظوا تراث الحكايات القديم, من مثال الأخوين غريم في ألمانيا، وهانز كريستيان أندرسن من الدنمارك، وشارل بيرو من فرنسا.
سيف بن ذي يزن سيرة الملك سيف بن ذي يزن 575 م، فلطالما اقترنت السيرتين في ذاكرتي،
سيرة بني هلال شوقي عبد الحكيم
[40]
دريني خشبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-أساطير الحب والجمال عند اليونان 1983
ثروت عكاشة
حنا عبود، وهو أفضل من ترجم الكوميديا الإلهية، والذي يوصف بأنه مترجم ميثوغرافي، والميثوغرافيا هو علم وأدب معني بجمع الأساطير أو وصفها، هو أحد تنوعيات الإثنولوجيا أي المنتخبات الأدبية، وذلك جلي على مؤلف عمل يحمل اسم ليليت.
خليل حنا تادرس
أمين سلامة: الأساطير اليونانية والرومانية
سليمان مظهر: أساطير من الشرق، أساطير من الغرب
[41]
نجيب محفوظ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1983
أديبنا المصري الغني عن التعريف,والحائز على الجائزة الأدبية الأشهر والأغلى ثمنا نوبل. وبالرغم من شهرته الفائقة في مصر والوطن العربي مترامية العالمية إلا أن الكثير من أعماله الأدبية,وهو الذي خط أكثر من مائة مؤلفا,غائبة عن ذهن القارئ العربي,وليس لديه إطلاع عليها أو حتى معرفة بها. ومن ذلك أعماله التي تحسب له كبادرات مبكرة منه في أدب الرعب. وأنه ليقشعر بدني ويشيب شعري لتخيل أن نجيب محفوظ تخصص في أدب الرعب. وأنا دوما أرى أنه أصلح الكتاب العرب لذلك,وكان ليكون المعادل العربي لإدجار آلان بو الأمريكي. وفي الواقعية السحرية كان ليجابه ماركيز أو بورخيس. ويتفق معي الكاتب صلاح معاطي لما يقول في إحدى الندوات عن الخيال العلمي: أتصور لو أنه كتب خيال علمي،لدمجه بنفس أجواء الحارة،والفتوات،والمقاهي،ولخرج عمله تحفة عالمية كالعادة أَيضا.” [مجلة ومضات, العدد الأول,باب والعقبى عندكم في المسرات,ص 35].
إلا أنه اختار أن يكون متفردا بذاته لا شبيه له. ليجسد لنا الواقع بكل ما يحمله من متغيرات حتى أنه لم يغفل تلك الأشياء الغير مفهومة والغير مفسرة,والتي تعد جزء من واقعنا اليومي,مثل المعاملات المعروفة والأقرب إلى الاعتيادية أو الطبيعية بين العوام وفئة الدجالين والمتصوفين. وغيرها من الأمور التي تحتل مساحة في النصف الآخر من الواقع؛أي النصف الروحاني. ولكنه لم يغرق في تلك الأمور لدرجة تزيحه من الواقعية إلى الفانتازية أو حتى الصنف الأكثر امتزاجا بالواقع منها,وهو السحرية الواقعية ولا الغرائبية. وعموما في أدب الفانتازيا كتب محفوظ
1-أولاد حارتنا 1959
2-خمارة القط الأسود 1968
3-الحرافيش 1977
4-الحب فوق هضبة الهرم (مجموعة قصصية) 1979
5-أمام العرش 1983
6-أصداء السيرة الذاتية 1994
7-أحلام فترة النقاهة 2004
مثلا في الحرافيش من القصص العشرة في جلال صاحب الجلالة قدم النجيب أقوى قصة عن الجن في تاريخ الأدب العربي,ولم يكن بها جن أصلا! مذيلة بقصة أخرى إسمها الأشباح يمكن قراءة القصتين / الفصلين (أو حتى قصة واحدة منهما) بمعزل عن باقي الرواية دون أن يؤثر ذلك ضررا بالقراءة.
[42]
جمال الغيطاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-معاصرا لنجيب محفوظ
في العالم العربي, يمكننا تقريبا أن نأخذ نفس هذا التسلسل ابتداءا من عصور السابقين حين كان الرعب جزءا من الفانتازيا, وصولا إلى عصرنا هذا بمراحله وأجياله الثلاثة
1-جيل الأوائل: مثل أحمد خالد توفيق, ومن قبله أمثال أنيس منصور وآخرين.
2-جيل العقد الثاني: منذ شيرين هنائي وصولا إلى باسم الخشن.
3-العقد الثالث من الألفية الثالثة: الذي رايفين فرجاني أن يستكشفه.
لاحظ أن الرعب غائب عن العصور الوسيطة المذكورة هنا، لا لأنه لم يكن موجود، بل لأنه لم يكن بعد قد أخذ شكله المعروف والمتعارف عليه اليوم.
يعتبره البعض العملاق الروائي الذي يتوازى مع نجيب محفوظ نفسه,وتمثل منجزه الأدبي الذي جعله ينال هذه المكانة في أربعة أعمال أساسية
1-الزيني بركات
2-الزويل
3-التجليات
4-دفاتر التدوين
إلا أن أعماله المهمة تمتد لتحصي سبعة أعمال بإضافة كل من الرفاعي,وقائع حارة الزعفراني,شطح المدينة. بل وأعمال أخرى غير ذلك؛مدينة الغرباء,حراس البوابة الشرقية,أرض أرض,أوراق شاب عاش منذ ألف عام,هاتف المغيب,نوافذ النوافذ.
وكثيرا ما يتم مقارنته مع نجيب محفوظ خاصة في التجربة الصوفية التي قدمها كل منهما في الرواية العربية. وكل منهما ركز على تقنية معينة في تجربته,نجيب اعتمد الرمزيات, بينما جمال اعتمد التجليات. والتجليات هو إسلوب رصين كبر حتى صار إتجاه أدبي عرف عند النقاد باسم تيار الوعي. وهو حرفيا يعتمد على تيار الوعي أي التيار المنساب من الأفكار بمختلف أنواعها (خواطر – ذكريات – رؤى) على عقل الشخصية الأدبية.
التجليات أيضا تساعد السارد على استكشاف الجوانب المهمشة في حياة شخصيته,والغير مأهولة من قبل عقله,أو لا يطرقها إلا قليلا,مثل ما يقع بين الموت (الأحلام والاحتضار) والولادة (السنوات المبكرة من الطفولة). وقارن هنا في وصف تلك الفترة -وخاصة ارتباطها بالأمومة- بين تجلي (زمزمة ووصل) لجمال الغيطاني “رأيت أمي راضية هادئة البال, تهدهدني,تغني لي: (نام نام وأنا أذبح لك جوزين حمام)”. (2) وفصل شهادة لإبراهيم نصر الله “بكت أمي,بللتني,تفلتُ,خافت عليّ,فقطعت سيل دمعها”. (3) في مكانان مختلفان بين صدر الأم وبطنها.
وتتلامس تجليات الغيطاني مع الواقعية السحرية -والذي يعد الغيطاني أحد مؤسسيها في مصر والعالم العربي- المشبعة بالفلسفية,فالقارئ يرى أشباحا دون التأكيد على كونها كيانات ميتافيزيقية. الشبح كلمة تشير إلى الغير ملموس,قد يكون روحا من الماضي,أو ذكرى من الماضي.
هذا غير مساهمته في أدب السيرة من خلال عملين؛التجليات ودفاتر التدوين. وعلاقته بنجيب محفوظ المتشابه معه خَلقا وخُلقا وأدبا. وهي علاقة أثمرت عن كتاب المجالس المحفوظية ورواية نجيب محفوظ يتذكر. وله عدة دراسات أخرى.
[43]
إدوار الخراط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1980
عمل واحد هو المعني به هنا والذي يعد منجزه الأدبي الأهم والأشهر؛ رامة والتنين 1980. والتي احتلت مكانتها بين أعظم 100 رواية في تاريخ الأدب العربي. يمكن اعتبار الفانتازيا الرمزية إلى حد كبير هي ثاني أرقى لون فانتازي في الأدب بعد الفانتازيا الملحمية الممثلة في السير الشعبية والشعرية. وتمثلت مساهمات الأدب العربي في النوع الأول برسالة الغفران للمعري, وسيرة عنترة لابن شداد. أما في الأدب الرمزي فقد ذخر به أدبنا العربي بالعديد من النفائس, نخص منها بالذكر التفاحة والجمجمة لمحمد عفيفي, ورامة والتنين لإدوار خراط. بالطبع أعمال نجيب محفوظ غنية عن التعريف.
[44]
خيري شلبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-كتب أولى أدبياته الخيالية تقريبا في عام 1991
وتد الأدب العربي، وهو يستحق الاسم -بالإضافة إلى قصته المشهورة- لكونه ثبت الأدب المصري في العقد الأول من الألفية الثالثة، فهو من أواخر من رحلوا من عمالقة جيله في مطلع العقد التالي في 2011، وأعني أن حضوره وحده ربما كان كفيلا بترسيخ الأدب العربي والحث على البحث عن أعماله وأعمال الكبار مثله وقراءتها، أو حتى مشاهدة ما تم تحويله سينمائيا / تلفزيونيا منها. خاصة مسلسل الوتد الذي يعد من كلاسيكيات التلفزيون المصري.
يمكن عده ضمن الأوائل في أدب الفانتازيا العربي الحديث، فخيري شلبي من كتاب الواقعية وأيضا ينتمي إلى الواقعية السحرية -والفانتازيا التاريخية- التي يعد من أوائل من كتبوا فيها، وهي لديه تكون مغلفة بفكاهة قوية تثير الضحك أو أقله تبعث على البهجة. كتب في الواقعية
-الوتد
-لحس العتب
-الأوباش
-فرعان من الصبار
-موت عباءة
وغيرها من الأعمال جعلته واحد من أفضل -إن لم يكن أفضل- من كتبوا عن القرية والريف المصري مع عبد الرحمن الشرقاوي وتوفيق الحكيم.
ومن الخيال قدم
-رحلات الطرشجي الحلوجي 1991
-السنيورة
-بغلة العرش 1995
-الشطار
-سارق الفرح
-نسف الأدمغة
[45]
محمد مستجاب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1985
مصطفى ذكري ومحمد مستجاب
هذا الرجل هو من أجبرني على اشتقاق تفريع بالأدب الصعيدي المتفرد بخصوصيته عن الأدب المصري والعربي. وهو الصعيدي نسبة إلى إقليم صعيد مصر الشهير. والأصيل مستجاب الذي يصرخ جلبابه مفتخرا بإنتماءه إلى الصعايدة وهم الناس الطيبين المعروف عنهم العزة والكرم,يأتي وبلا شك على رأس هذه القائمة.
مثل زكريا تامر هناك مقارنات تعقد بين محمد مستجاب وبين بورخيس نفسه,مما يدل على حجم الرجل وأهمية أدبه,الذي لم يأخذ حقه. تعقد هذه المقارنة لتسليط الضوء على الواقعية السحرية في القصة العربية وقطبيها بلا منازع؛السوري الدمشقي زكريا تامر والمصري الأسيوطي محمد مستجاب. الأخير قدم لنا شخصية رمزية مغايرة في الأدب العربي,وهي شخصية مستجاب وآل مستجاب معتزا من خلالها باسمه وأصله. وشخصية مستجاب “ذات تاريخ وجغرافيا وسلالة يتتبعها القراء” [الحزن يميل للممازحة / محمد مستجاب / مكتبة الأسرة,تقديم سمير سرحان,ص 9.] ومن الأعمال التي دارت حول الشخصية هي
1-إنه الرابع من آل مستجاب
2-قيام وإنهيار آل مستجاب
3-مستجاب الفاضل
هذا غير عمله الأول والبارز (من التاريخ السري لنعمان عبد الحافظ) 1983.
[46]
سعيد الكفراوي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1985
مع انقضاء العقد الثاني من الألفية الثالثة في عامه الأخير، رحل عن عالمنا الكاتب الكبير سعيد الكفراوي، واحد من أعمدة القصة القصيرة في مصر والعالم العربي، وقبيل موته بخمس سنوات، وإن كان متأخرا جدا، قامت الدار المصرية اللبنانية، المعروفة بتبنيها الكلاسيكيات الأدبية على غرار ما تفعل دار بينجوين العالمية، بنشر كاتب حمل اسم (زبيدة والوحش) العنوان المميز على غرار رامة والتنين، أو لونجة والغول. حمل الكتاب عنوان فرعي؛ مختارات قصصية، مختارات تضم المجموعات الستة الأولى في مسيرة حافلة من تاريخ الكفراوي الأدبي.
يقع كتاب زبيدة والوحش في نحو 555 صفحة من القطع المتوسط، وأخرجه وصمّم غلافه ورسم اللوحات المصاحبة للقصص، نجل الأديب عمرو الكفراوي في تجربة بصرية فريدة من نوعها، يقول عنها: “رسمت مجموعة من الرسومات مستلهما عالم القصص، وأيضاً مستوحاة من أعمال رسامي جيل الستينيات الذين عاصروا أبي، أمثال حامد ندا وسعيد العدوي، وغيرهما “
الكتاب الذي يراوح ما بين سحر الكلمة وسحر الصورة، يأتي كتجربة خاصة وجديدة تماماً في عالم النشر والكتابة، سرديّاً وبصريّاً، يجمع بين الأب المبدع الراسخ، أحد آباء جيل الستينيات، والابن الفنان المثقف المتمرد على الأطر التقليدية، ويقدم للقارئ العربي كتاباً جديداً في إخراجه وطرائق عرضه ولوحاته المرسومة خصيصاً له والمستلهمة بصريّاً من روح نصوصه، ويضم بين دفتيه نصوصاً قصصية شكلت مع مثيلاتها ونظائرها لكتَّاب القصة من جيل سعيد الكفراوي، تراث جيل الستينيات في القصة القصيرة، وهو تراث زاخر ووافر، ومثّل بلا شك ثورة حقيقية في مسارات الكتابة القصصية في أدبنا الحديث.
[47]
محمد ناجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خافية القمر 1994
[48]
جمال الدين صالحي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-المكتبة الخضراء 1984
اسم لا يعرفه أحد، ولكن من منا لا يعرف المكتبة الخضراء؟ وإصداراتها منذ عام 1984 عند دار المعارف، والتي لعبت دورا كبيرا في إنهاء عصر المجلات المصورة الموجهة إلى الأطفال، والانتقال إلى الاهتمام بالروايات التي تناسب نفس الفئة العمرية. واعتقد أنها ليست العمل الوحيد للكاتب وإن كانت العمل الرئيس له.
[49]
خليل حنا تادرس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دريني خشبة هو مترجم قدير أستطاع عبر عمله المميز؛ (أساطير الحب والجمال عند اليونان) أن ينقل لنا سحر الفانتازيا اليونانية في لغة عربية قد تجعل من دريني أديب أريب أكثر منه ناقل مترجم. نفس الأمر تكرر مع خليل حنا تادرس ومن ثم آخرين بعدهم. وقد تحيرت أيهما أضيفه هنا بينه وبين محمود سالم.
[50]
1981
فاروق خورشيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-في بلاد السندباد 1981
يمكن القول أن كل المذكورين في القائمة -وحتى أحمد خالد- يتضاءل ذكرهم أمام اسم الأستاذ فاروق خورشيد,وليحزنني أنه لو كتبت خورشيد فقط على محرك البحث جوجل لن يأتيك هو إلا ربما بعد خورشيد باشا وعمر خورشيد.
لا يتسع لنا المجال للحديث عن إسهاماته النقدية بشكل عام (منها التدريس والصحافة والإعلام والنقابة),ونخصص فقرته هنا في تسليط الضوء على ما خصصه هو منها في الأدب الخيالي. وهو بالرغم من تعدد وتنوع كتاباته يعد الإسهام الأساسي له. وانصب تركيزه على التراث الشعبي العربي والمصري تحديدا. وبرع فيه أدبا ونقدا. قدم في الأولى إعادة صياغة السير الشعبية وعلى رأسها سيرة سيف بن ذي يزن,علي الزيبق,الأميرة ذات الهمة.
وأما نقديا فقدم
1-في كتابة السيرة الشعبية
2-أضواء على السيرة الشعبية
3-السيرة الشعبية
4-عالم الأدب الشعبي العجيب
5-السيرة الشعبية العربية
6-الجذور الشعبية للمسرح العربي
7-المجذوب
8-أدب السيرة الشعبية
أثّر الكاتب الكبير دريني خشبة أو تشابه منجزه الأدبي مع أدباء آخرين؛ منهم ثروت عكاشة وفاروق خورشيد وخليل حنا تادرس، يهمنا من هؤلاء الثلاثة في هذه الفقرة فاروق خورشيد، الذي شاركه إهتمامه بالسير الشعبية العربية كتاب آخرين، نجد مثلا السيرة الهلالية مقدمة من قبل فاروق خورشيد، شوقي عبد الحكيم، جابر أبو حسين، وعبد الرحمن الأبنودي.
لا أجد كاتبا حقيقيا مؤثرا بحق في أدب الفانتازيا، إلا الكاتب والناقد فاروق خورشيد
فاروق خورشيد ناقد أدبي وباحث ثقافي
محمد المنسي قنديل أيضا كتب عن السندباد
أعماله
حفنة من رجال (رواية) / منشورات اقرأ
مغامرات سيف بن ذي يزن (سيرة)
ملاعيب علي الزيبق (سيرة)
القرصان والتنين
شوقي عبد الحكيم
فانتازيا للحداث
[1]
أحمد خالد توفيق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1996 / ما وراء الطبيعة
لا يغفل أحد الدور الكبير الذي شكله أحمد خالد توفيق في الساحة الأدبية والثقافية في مصر والوطن العربي منذ التسعينات وطوال عقدي الألفية إلى أن وافته المنية سنة 2018. خاصة في أدب الرعب الذي يرجع إليه الفضل الأكبر في نشره والترويج له عربيا. ولكنه من القلة الذين يقتحمون أي قوائم موضوعة عن الآداب الخيالية الثلاثة؛ الرعب والخيال والخيال العلمي. يكفي أن نقول أنه كان رائدا في الأنواع الثلاثة الرئيسية حيث قدم لنا في الرعب ما وراء الطبيعة وسافاري والآن نفتح الصندوق، وفي الفانتازيا سلسلة فانتازيا وبعض القصص القصيرة، وفي الخيال العلمي يوتوبيا ودبليو دبليو دبليو (WWW) وإي إس بي (ESP).
في الخيال أو الفانتازيا، قدم قصصا تمتزج مع الرعب، كما فعل في ما وراء الطبيعة، أو يمزجها مع الخيال العلمي، كما فعل في سافاري، وفي (مثل إيكاروس). إضافة إلى تقديمه قصصا من الفانتازيا الخالصة؛ سلسلة فانتازيا، والواقعية السحرية في رواية (السنجة)، وبعض القصص القصيرة وقصص الكوميكس وترجماته لروائع الأدب العالمي وفيها منتخبات من أدب الفانتازيا. والنتيجة .. لقد قسم أحمد خالد توفيق الأدب الفانتازي بالعالم العربي في العصر الحديث بحسب الأدباء إلى سابقين ولاحقين. ينقسم السابقين إلى ما قبل العراب، ومعية العراب. أما اللاحقين فقد قسمتهم إلى ثلاثة أجيال على ثلاثة عقود؛ العقد الأول من 2001 إلى 2010 والثاني من 2011 إلى 2020. والثالث هو الآتي في مطلع 2021 والذي لم تتحدد معالمه بعد، حتى بعد نهاية العام 2023 (عام الانتهاء من هذه القائمة) فنحن نتحدث هنا عن عقد وربما قرن. ولم يقتصر دوره على الأدب الخيالي فقط، بل والأدب الشعبي عموما؛ أحمد خالد هو خليفة محمود سالم، فمن يخلفه اليوم؟.
لن يقال أكثر مما قيل,ولكن لا فرار من التكرار.
هو الكاتب الذي أسس / أدخل المدرسة الخيالية (الرعب / الفانتازيا / الخيال العلمي) في الأدب العربي مستفيدا من السابقين ومؤثرا على اللاحقين.
حسن الجندي
نبيل فاروق
[52]
خالد الصفتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1990
فلاش وسماش
شادي سيد عتاب
عند الحديث عن رواد الفانتازيا الحديثة، هناك ميل دائم نحو الأدب الكتابي التقليدي، وإغفال نماذج أكثر تعقيدا من الفانتازيا ذات التعدد الأجناسي الواضح، مثل أدب الأطفال، الأدب الغريب، أدب الخيال العلمي، والأدب المصور.
[53]
منصور عبد الحكيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-الألفية
كنت محتار بينه وبين دريني خشبة، وفي الأخير وضعت الأخير موضعه سابقا عليه، وتأخر عبد الحكيم، الذي يستحق تقديمه مبكرا هنا لأنه كان معاصرا لأحمد خالد توفيق، من أبناء جيله، وتجاور أدبه وإن كان على صعيد أكثر تهميشا، إلى جوار كتابات العرّاب.
قلده ولازال يقلده عدد من الكتاب عبر دور نشر مثل التقوى، الكتاب العربي، الفاروق، كنوز، وأسماء مثل محمد رمضان (راسبوتين؛ الراهب الفاجر).
[54]
سليم بركات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سليم بركات من الكرد
1985
قطبي الواقعية السحرية في سوريا؛زكريا تامر وسليم بركات,وقد اختار أولهما القصة القصيرة وثانيهما الرواية ليؤسس كل منهما مختبر السرديات الخاص به,محطما السرد ومحطما الواقع.
من أعماله
-سيرة الوجود وموجز تاريخ القيامة
-ماذا عن السيدة اليهودية راحيل؟
-أرواح هندسية
-كهوف هايدراهوداهوس
-الفلكيون في ثلاثاء الموت
-فقهاء الظلام
-أنقاض الأزل الثاني
-أقاليم الجن
-الغزلية الكبرى
-تنبيه الحيوان إلى أنسابه
[55]
إبراهيم الكوني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-معاصرا للأعرج
إبراهيم الكوني من ليبيا
بعد رحلتنا الجميلة مع التراث, نأخذ قفزة كبيرة نعبر بها من فوق العصور العثمانية والمملوكية في الإقليم العربي, وصولا إلى الثورات الملحقة بها تبعاتها الأدبية, أو ربما كانت هذه الأعمال دافعا للمزيد من العطاء الثوري على الصعيدين الفني والسياسي. وإبراهيم الكوني كاتب كان ولازال متصلا جدا مع تراثه؛ الأدبي واللغوي والأسطوري والعرقي والجغرافي والثقافي, قام بإعداد موسوعة عظيمة يتتبع فيها أصل شعبه؛ (بيان في لغة اللاهوت). هو أعظم كاتب ليبي, وغالبا هو أعظم من كتب في أدب الصحراء وهو المنتمي إلى إحدى أشهر قبائلها؛ الطوارق القاطنة في بوادي الصحراء العظمى. والطبع يغلب على التطبع, ليملأ نصوصه بالكثير من تراثهم, عاداتهم وتقاليدهم, قيمهم ومبادئهم, ثقافتهم وأساطيرهم ومعتقداتهم. وأخيرا أسفارهم في الصحراء وهو الجزء الأكثر متعة للغالبية.
يعد من رواد الواقعية السحرية القلائل على الساحة العربية, وهو كاتب غزير الإنتاج حقا
من مؤلفاته
-الخسوف (رباعية): البئر – الواحة – الطوفان – نداء الوقواق
-التبر
-نزيف الحجر
-المجوس
-خريف الدرويش
-الفم
-السحرة
-فتنة الزؤان
-بر الخيتعور
-واو الصغرى
-عشب الليل
-الدمية
-الفزاعة
-الناموس
-سأسرِ بأمري لخلاني الفصول
-الدنيا أيام ثلاثة
-بيت في الدنيا وبيت في الحنين
-البحث عن المكان الضائع
-أنوبيس
-مراثي أوليس
-ملكوت طفلة الرب
-لون اللعنة
-نداء ماكان بعيدا
-في مكان نسكنه في زمان يسكننا
-يعقوب وأبناؤه
-قابيل. أين اخوك هابيل
-الورم
-يوسف بلا إخوته
-من أنت أيها الملاك
-رسول السماوات السبع
-جنوب غرب طروادة جنوب غرب قرطاجة
-فرسان الأحلام القتيلة
-الوقائع المفقودة من سيرة المجوس
-عدوس السيري
وغير ذلك
وموسوعته السباعية فائقة الأهمية (بيان في لغة اللاهوت).
[56]
واسيني الأعرج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1983
واسيني الأعرج من الجزائر
وقائع من أوجاع رجل غامر صوب البحر
من كتاب الواقعية السحرية الذين كانوا ليحتلوا مكانتهم هنا, بالطبع الكاتب الجزائري الكبير واسيني الأعرج.
تحتل الواقعية السحرية مساحة غير هينة على خريطة الأدب العربي,وفي دراسة لاحقة نعقد مقارنة بين مسهامات الأدب العربي مقابل اللاتيني في هذا اللون الأدبي. لدينا من مصر محمد مستجاب وخيري شلبي,ومن سوريا زكريا تامر وسليم بركات,ومن الجزائر واسيني الأعرج. ومن أعماله
1-وقائع من أوجاع رجل غامر صوب البحر
2-البحر الميت الأندلسي
3-طوق الياسمين
4-أصابع لوليتا
5-ذاكرة الماء
6-أنثى الغراب
7-كتاب الأمير
[57]
غازي القصيبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-العصفورية 1996
وعبد الله الغذامي من السعودية
, يمكنني أن أختار من مصر أو السعودية, محمد المنسي قنديل, يوسف زيدان (عزازيل), إبراهيم عبد المجيد, إبراهيم عيسى (ذئب وحيد، بنو الأزرق), وأشرف الخمايسي. أو من السعودية عبده خال, أو عبد الله الغذامي صاحب عناوين مثل الجنية, وحكاية سحارة.
رواية الجنية
ومن عمان، يصنف سعيد السيابي ضمن أدباء الواقعية السحرية، لم أقرأ له بعد
[58]
عبده خال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-الموت يمر من هنا 2003
تصف صحيفة الدستور العمانية إسلوب عبده خال السردي في مقارنة مع زكريا تامر مشبهة الأول بالأخير, وهو شرف كبير يرغمني على الإلتفات بقوة إلى هذا الكاتب. نفس صدمتي لما قرأت تشبيها لـ حسن بلاسم (وآخرين) بفرانتز كافكا, وأنا لا أرى عربيا يمكن أن يقترن اسمه باسم كافكا سوى صاحب فرانكنشتاين في بغداد أحمد سعداوي ليس لاستحقاقه فالأكثر استحقاقا والأكبر قدرا والأثقل وزنا هو زكريا تامر. وإنما لأسباب أخرى نردها في فصل خاص به.
وقام وائل رداد في محاورة معه بذكر عبده خال ضمن ما يشبه ترشيحات غير مباشرة منه لقراءات جيدة في الأدب الخيالي بالعالم العربي.
[59]
أمير تاج السر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-الألفية
أمير تاج السر من السودان
يمت بصلة قرابة إلى الكاتب السوداني العظيم الطيب الصالح (الأخير خاله أو عمه) ولكن مؤخرا تشعر أن شهرته طغت على الأديب الكبير نفسه!. ربما مرجع ذلك إلى تبنيه أدب الواقعية السحرية الغارق في المحلية والمعبر بقوة وبطرائق جديدة عن أحوال وهموم كل أمة يبرز كاتب عبقري منها متقنا لهذا الأدب. فالواقعية السحرية هي أدب يقدم واقع مع لمسات لا تلاحظ ولا تشعر أنها مؤثرة من الخيال, وباعث هذا الخيال هو أن الواقع لدى كل أمة مليء بالغرائب والعجائب والمفارقات الخاصة والمتعلقة بهذه الأمة والمميزة لها عن الأمم الأخرى. بعض رواياته أجدها مملة جدا, لم استسغها ولم استطع تنشيط العقل النقدي معها. ربما لأنني اخترت عمدا البدء من الأعمال الأقل شهرة وشعبية.
عبد العزيز بركة ساكن
[60]
وائل رداد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-الألفية
وائل رداد من الأردن
مندوب الشيطان، ملاك جهنمي، سأعطيك الحلوى شرط أن تموت، الهائمون، المصعد رقم 7، التابع الحارس، الزيبق. كلها عناوين شيقة لروايات ممتعة خطها بقلمه المبدع وائل رداد.
[61]
أمين معلوف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمين معلوف من لبنان؛ لم أقرأ له بعد
[62]
يوسف زيدان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-عزازيل 2008
كنت متحيرا بين عبد الحكيم قاسم وبين مصطفى ذكري. على كل حال لم أقرأ لهما بعد.
-عزازيل
-ظل الأفعى
[63]
محمد الدواخلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2009 / الغول الأحمر
كاتب فانتازيا عرف في العالم العربي من خلال روايته الأشهر من حكايات الغول الأحمر الأخير,وهي عمل فائق المتعة,ولكنه لا يخلو من شوائب تنغص على القارئ متعته تلك. شوائب لا تلغي الصورة العالقة بعد قراءة الرواية (وهي وجبة شهية تقرأ من الغلاف للغلاف على مرة واحدة) بأنها تجربة آتية من عالم ألف ليلة وليلة.
محمد الدواخلي صديق أحزنني أنه نسى صداقتي (ثم اكتشفت أنه لم ينسها وأنني الوغد الناقم على الجميع دوما),ولكننا هنا لسنا في صدد لم الشمل,بل تناول أدب الرجل. وأدبه ينتمي إلى نوعية الفانتازيا المتراجعة مع الخيال العلمي أمام سطوة الرعب في العالم العربي (ولكن بدأنا نشهد لهم صعودا مؤخرا). وصار اسما شهيرا فيه. قدم من خلال الفانتازيا روايته الأشهر الغول الأحمر.
[64]
عصام منصور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2009
النحاس
كاتب آخر تعرفت عليه أولا من خلال أعماله النقدية قبل الإبداعية,والتي لاقت استحسانا مني وارتضيته بها -أنا هنا أغالي من تقدير نفسي وما أن إلا أحمق كبير- ضمن النقاد الشباب في الأدب الخيالي بالعالم العربي. أهم أعماله هي رحلة السماور,وكالعادة,عنوان فرعي عن العالم الذي تدور فيه الرواية؛العالم الخرب.
له حضور مرئي على الإنترنت حيث يظهر لي اسمه من خلال مدونته أثناء بحثي عن عدة مواضيع مرتبطة بأدب الرعب أو الفانتازيا.
من مقالاته
-مراجعته رواية صندوق الدمى
-تعريفه للكاتب إبراهيم أسعد
-أفضل الروايات
قناته على اليوتيوب
كما يمتد حضوره إلى الشبكات الإجتماعية والتدوين البصري عبر أهم منصاتها يوتيوب وقناته التي لازالت صغيرة للغاية بمحتوى قليل وعدد من المشتركين لم يتجاوز بعد الثلاثمائة وأنا -ويسرني ذلك- من أوائل المتابعين / المشتركين.
[65]
عمرو عبد الحميد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[66]
أحمد خشبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-رانمارو 2010
الوقت المناسب والمكان المناسب, حظى هذا الكاتب بدرتين من الحظ لم يستثمرهما في أدبه. الوقت المناسب بإعتباره واحد من أوائل السابقين إلى أدب الفانتازيا في العالم العربي, بعد جيل السباقين في العقد الأول من الألفية الثالثة، أو هو منهم. والمكان المناسب هو دار نهضة مصر واحدة من الدور الكبرى في العالم العربي, عبر عمله الأشهر رانمارو الذي استتبعه بجزء ثان. وهناك أيضا سلسلة جيكا مينالي التي يشبهها البعض في مغالاة واضحة بـ هاري بوتر. كما أنه كان سباقا في التوجه النقدي للأدب الخيالي؛ من أوائل اللذين انتبهوا إلى الانتشار الكاسح لأدب الرعب وسطوته القادمة في العالم العربي, كان أنا -بالطبع- وأحمد خشبة (وآخرين بالطبع) وقبلنا جميعا أحمد خالد توفيق. وقد استفاد أحمد خشبة من رؤيته الاستباقية تلك ونجح في أن يلحق بركب الجيل الأول من أدباء الخيال -تخصص في الفانتازيا- في العالم العربي. أي الجيل الواقع بكتاباته في الفترة ما بين 2001 و2010. في فترة لم أكن أعرف فيها أعمال من الفانتازيا في طباعة جاذبة لأعين الأطفال, وروايات مستقلة عن أي سلاسل, إلا عمله هذا وعمل آخر جدير بالذكر هو (ملك الأشياء) للكاتب طارق عبد الباري, والتي شبهها القراء أيضا وبطله بأنه هاري بوتر العربي (تحكي عن طفل لديه القدرة على التكلم مع الأشياء). وكنت أعشق هذه الرواية في صغري.
أعماله
-رانمارو والسر الدفين ورانمارو 2
-حين يأتي الخوف
-ثلاثية جيكا مينالي
للمزيد من القراءات: أحمد خشبة والأدب الفانتازي العربي
هنا يجب أن نحتال على أنفسنا قليلا، من أجل إدراج اسم آخر، هو
صاحب صانع الأحلام؛ معتز حسانين، وهو إسم بارز وهام وملهم في أدب الفانتازيا العربية والتي يكتبها شبابنا اليوم. معتز من الكتاب الذين اعتز بهم,وبوجودهم على الساحة,رغم أنه وللأسف لا تربطني علاقة شخصية به. وهو من كتاب الفانتازيا الأوائل في العالم العربي,حتى رغم وجوده ضمن فترة الجيل الثاني. ينضم إلى كل من سبقوه ولحقوه وخرجوا معه من وائل رداد وأحمد خشبة وأحمد خالد توفيق وشيرين هنائي وعصام منصور وعمرو عبد الحميد ومحمد الدواخلي.
تمثلت أعماله الأساسية في روايتين؛صانع الأحلام (وهي غير صانع الظلام لـ تامر إبراهيم) و2063 (عمل آخر ديستوبي عن فناء الكتب),وقصة ضمن مجموعة قصصية يكتبها مجموعة مؤلفين تحت عنوان (الصامدون). ومترجمين مع أحمد صلاح المهدي هما بطل الظل وإسم المستخدم يافي.
هذا غير مقالاته الجيدة هنا وهناك. وقصصه القصيرة المتناثرة أيضا هنا وهناك (خاصة على موقع نون بوست الذي كان معتز إضافة جيدة لهم وأيضا الكاتبة ضحى صلاح). ولهذا ربما أدرجته هنا رغم أن روايته الأولى منشورة في 2015. وفي العموم معتز من الكتاب القلائل المهتمين حقا بتطوير أدب الفانتازيا والخيال العلمي.
ولكن نعيب عليه تأثره الواضح,بل الفاضح بعوالم الأنمي,وهو ما يؤكد عليه أحمد المهدي في نقده لبعض قصصه,إلا أننا نرى أن في ذلك نقل حميد من وسيط مثل المانجا (وربما الأنمي) إلى الأدب برغم ما يعتري هذا النقل من نقائص,كما أنه نوع من التعريب لأطر الفانتازيا اليابانية.
نقاد مثل ضحى صلاح، معتز حسانين، ياسين أحمد سعيد، علاء محمود، مصطفى اليماني
[67]
ميشيل حنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-30 طريقة للموت 2010
[68]
شيرين هنائي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-2011
طغراء، ذئاب يلوستون، أسفار النهايات، وقطع أدبية أخرى تحتوي على نثر فانتازي من شيرين هنائي.
يوسف رخا
صاحب رواية الطغري
[69]
بثينة العيسى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-قيس وليلى والذئب 2011
يا إلهي!
أثناء كتابتي لهذا النص,وجمعي لمادته,كدت أن أنسى -مثلما قد أكون نسيت بالفعل آخرين- الجميلة بثينة العيسى –والتي لم يعفني هوسي بها عن نسيانها- والذي لولا أن تحسب عليّ مغازلة -وربما هي كذلك- لكتبت فيها ما كتبه جميل لبثينة,وربما أفعل في موضع آخر (هذا إما هو هوس أدبي أو هو تعريق شخصي).
حسن,لنرجع إلى الموضوعية,ولكن ماذا يمكن أن أقول عن كاتبة اعتبرها أعظم روائية في تاريخ الأدب الكويتي؟. (إلا إذا نجح أحد في أن يغير رأيي). لنا في ذلك أكثر من موضع كتبنا ونكتب فيه.
من أعمالها
-عائشة تنزل إلى العالم السفلي
-سطح العالم
-السندباد الأعمى (قدم جيلالي بسكري الرحلة الثامنة للسندباد، أظنه كاتب جزائري)
-وكبرت ونسيت أن أنسى
-خرائط التيه
-عروس المطر
-ارتطام لم يسمع له دوي
[70]
أيمن العتوم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-ذائقة الموت 2013
هذا سائح في بلاد اللغة العربية, رغم أنه من أبنائها, هو الكاتب الأكثر تمكنا من أدواته اللغوية والبلاغية حاليا في العالم, مع احتفاظه ببساطة الطرح والشرح. للآن لم أجد بعد كاتبا مشابها له, أو قابلت وفاتني والله أعلم. هو ثاني أديب من الأردن يكتب في الفانتازيا مع أنه, وعلى خلاف وائل رداد, لم يصنف لا ككاتب رعب ولا فانتازيا. تقدم أعماله على أنها روايات واقعية من أدب السجون, وتجارب إنسانية صرفة من السجن أو خارج السجن, وكأن أدب الخيال لا يحمل مثل هذا, وهو الذي تطرق إلى حياة الجن, وحياة القبور. لا السجون فحسب.
سونيا نمر
رحلات عجيبة في البلاد الغريبة
[71]
أحمد الملواني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-مفتتح للقيامة 2014
اسم ثنائي شهير, على غرار اسم إبراهيم القاضي، وهو اسم لا يقل عنه شهرة هو الآخر, وكلاهما يتشاركان في اهتمامهما بالحكي عن الريف؛ كما فعل الملواني في رواية الخيال العلمي الفابريكة, وكما يفعل القاضي في أغلب رواياته تقريبا إن لم يكن كلها. كتب الملواني الروحاني، وهي مجموعة قصصية فيها قصصا خيالية. يلعب أحمد الملواني مثله مثل المواهب الشبابية المشابهة له، والصاعدة معه، على حبال الرعب والفانتازيا والخيال العلمي، فقدم قصصا متفرقة في كل لون مذكور.
كان لي صديق يحمل نفس الاسم تقريبا؛ أحمد الحلواني.
[72]
أحمد صلاح المهدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-ريم 2016
نصبت نفسي على الأدب حكما, ونفيت كل ما قرأت عن جادة الصواب, ولم أعمل قط بقاعدة (الجود بالموجود), وحتى لما كنت ألجأ إليها, كنت أعد الأدب طبقيا بامتياز, فكأن لا أديب يمكن أن يأتي بما لم يأتي به الأسبقين!. والأدب مع ذلك, شئنا أم أبينا, يظل طبقيا فيه النفيس وفيه الخسيس. وفقرة فيها كاتبنا هذا، وبقول أحمق صدر مني، وبثقة أحسد عليها، وبفقر واضح في الفهم يعتريني، افترضت أو تصورت أنه لا يقدم أي أدب يُقرأ!. بالطبع موقعه هنا, وفي قائمتي المفضلة لأدباء الخيال العلمي العرب, تؤكد خطأ حكمي (ومن أنا أصلا لأحكم؟). لازلت أحتفظ بتحفظاتي على نواح معينة من كتاباته, إلا أنني أشهد على براعته في بناء عوالمه الخاصة والمؤسسة على تربة صالحة وعميقة من القراءات العديدة في شتى ضروب الأدب الفانتازي وأدب الخيال العلمي, الغربي منه, والعربي, الحديث والأعمال الأكثر كلاسيكية.
كان حكمي على رواياته للخيال العلمي من عالم الشتاء الأسود جائرا, خاطئا, أو على الأقل لنقل كان حكما / رأيا منقوصا. قدم المهدي روايتين في هذا العالم؛ الشتاء الأسود, وملاذ. وقرأت القصص التي كانت أجمل، وفي مخططي أن أجمع أي قصص يكتبها عن عالم الشتاء الأسود, القصص القصيرة أجمل, وتناول الحدث, أو الشخصيات داخلها, وبضرورة ملحة تقتضيها طبيعة الشكل الأدبي في القصة القصيرة, يكون تناولا أعمق أو أكثر كثافة. مع ذلك، أنا منتظر وبشدة جزء ثالث يجب ما قبله. ويحول هذا العالم إلى ثلاثية متماسكة يجول القارئ فيها متحسسا دروبه في ظلمات هذا العالم.
ثم أتت ريم، وهي سباقة.
لاحظ غياب أسماء مشهورة جدا في الأدب الخيالي، مثل محمد عصمت، و
أحمد صلاح المهدي، بالتعاون مع عصمت، كان أول من ترجم لكاتب الفانتازيا الأشهر في أمريكا اليوم، براندون ساندرسون، عام 2022 بصدور رواية سكاي وارد في نسختها العربية.
أحمد المهدي، صاحب ريم، وملاذ، لم يحصر نفسه في الكتابة الروائية أو القصصية، بل وكان مترجما تضاهي نصوصه في جودة النقل المترجم الأشهر بين الشباب هشام فهمي وهو على تواصل جيد مع مترجمين آخرين يعملون على نقل روائع أدب الفانتازيا الغربية، مثل أسامة أبو ترابة (الباحث التولكيني)،
ومحررا (مؤسسة منصة إسكاتوبيا للنشر الرقمي المتخصصة في أدب الفانتازيا والخيال العلمي)، وناقد أدبي له عدد من مقالات قيمة مثل
هكذا تسللت ميثولوجيا لافكرافت إلى الوعي الجمعي / الميادين
السيف والسحر وكونان البربري / كوميكس جيت
عالم ووركرافت…دليلك لسلسلة الأفلام و الكوميكس الجديدة / كوميكس جيت
الدكتور غريب…هل هو غريب بما يكفي على شاشات السينما؟ / كوميكس جيت
ألجرنون بلاكوود سيد الأدب الماورائي / نون بوست
نهاية العالم من الميثولوجيا إلى الأدب
ترجم لـ
-ديفيد هادل
-جو سغ
-آرثر ماكين
-جين يولين
-ألجرنون بلاكوود
-لافكرافت
-روبرت هوارد
-سارة أندرسن
-لورد دونساني
-عماد الدين عيشة
-جورج ماكدونالد
[73]
أسامة المسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-بساتين عربستان 2015
صاحب عربستان، ولج
الأولى سلسلة تروي أحداث الصراع بين سحرة بلاد فارس، وسحرة جزيرة العرب، والثانية تجتر مجموعة عجيبة من مخلوقات البحر تضاهي ما قابلناه من جن في عربستان. يتميز أسامة المسلم، بكونه كاتب مختصر جدا وإن أطال، حوارات شبه مسرحية تعطيك المفيد، توصيف بسيط للأحداث بين معارك ومطاردات وسحر وضربات بأيسر الطرق في الوصف والسرد وأسهلها سبيلا. هناك كاتب معروف، حظى بقدر من الشهرة قبله، هو مواطنه من السعودية إبراهيم عباس، وهو إسم برز على الساحة من خلال رواية حوجن الوحيدة التي أحدثت صدى للكاتب حديث العهد على الكتابة (لدرجة أنها تحولت عن قريب إلى عمل تلفزيوني أو سينمائي ولا أعرف كيف؟)، والذي لم يصدر له سوى أربعة أعمال أو خمس. وقد لفت انتباهي أشهر أعماله وتصميم غلافها، وفكرة قصتها رغم نمطيتها، وأخيرا عنوانها. الاسم حوجن هو مزج بين حواء في الشق الأول وجن في الشق الثاني. أي دمج بين إنسية وجني، كما فعل أحمد آل حمدان لاحقا في ملحمة / سلسلة الطين والنار، وكما قدم معاذ الحمري في (زوجتي من الجن). والعلاقة بينهما هي محور الرواية. علاقة حب بين رجل وإمرأة من عالمان مختلفان. وأي اختلاف أكثر تباعدا من عالمي الإنس والجن، لدرجة أنها علاقة مستحيلة ليس فقط لأي أسباب إجتماعية أو عاطفية، بل وأيضا لأسباب فيزيائية وميتافيزيقية. (الإنس والجن) هو عنوان فيلم مصري شهير يتحدث عن نفس العلاقة. علاقة حب وغرام من طرف واحد بين جني وإنسية. ولكن وكما أشرنا إلى كون العلاقة / الفكرة نمطية وغير عميقة، إلا أنني لم أعرف بعد من هو أول من تخيل فكرة أن الجن ينظرون إلينا، يسمعون عنا، يتخيلونا بنفس الرعب الذي نبادلهم إياه، أو على الأقل، بنفس الدرجة من الغرابة. ولكني موقن أن إبراهيم عباس هو أحد أوائل الكتاب الذين استثمروا هذه الفكرة الطريفة والمخيفة. أو هذا ما كان على الأقل في بادئة كتابه، قبل أن يسوء الأمر لاحقا في متن العمل. نفس الفكرة تقريبا تناولتها الكاتبة المصرية بدر رمضان في إحدى أعمالها، والكاتبة إيمان حمدي (مذكراتي مع أنثى الجان). يمكننا أن تصنيف حسن الجندي ككاتب فانتازيا جيد حاول أن يسبر عوالم الجن عبر نصوصه هو الآخر. إسراء حمدي (سفراء الجان)، ومصطفى أشرف (إرث من الجان)، وبالطبع أيمن العتوم (نفر من الجن)، كاتب آخر هو سعد فهيد العجمي (الزين وصعاليك الجن). مهندس كويتي، ويبدوا أن الخلايجة ينفقون جيدا على طباعة كتبهم، تصميم غلاف رواية (الزين وصعاليك الجن) جذبني حقا، وربما أقرأها يوما. عنوان آخر جذبني، هو (العهد الأخير؛ قصة سقوط آخر ملوك الجان) لصاحب الكتاب؛ لؤي فلمبان. هناك فوزي صادق والملك عاويل. بالطبع أعمال نادر فودة تشغي بالجان. وربما تكون مفتاح سليمان لأحمد بدران، والتي لم أكملها، من نفس العالم. وأخيرا، سمر نور (تماثيل الجان). ومحمود وهبة وآخرين. نائل الطوخي واسم آخر,وارتباط آخر مع الجن,ولكن متبعا هذا النمط في تصميم الغلاف المختلف عن معالم الجن والأقرب للأشباح الغربية مع قوالب تصميمية منقولة نسخا عن الغرب؛ (هيثم الجن)
علاء محمود
[83]
إسلام عبد الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشكل أو بآخر, تعرفت على الثلاثي معا؛ إسلام عبد الله, وأحمد الزيني, ومحمود علام. هؤلاء شلة من الشباب منهم البارع ومنهم الفاشل ظهروا مع بعض في نفس الوقت, وتجدهم معا في اجتماعات وندوات وفعاليات عديدة, ومنهم إسلام وهيب, محمود وهبة, وليد أحمد, وغيرهم. ظهروا في الفترة ما بعد الثورة والثورة التابعة 2011 و2013, وخاصة في فترة بين الأعوام 2015,16,17.
أحمد فكري, أحمد الملواني, كيرلس عاطف, عمرو مرزوق, عمر عودة, محمود الجعيدي, وحتى محمود الكردوسي. منهم من كان مستحقا لتواجده في القائمة, وربما أضيفهم في الربعية الأخيرة أو الثلث الأخير. عمرو مرزوق على سبيل المثال, كان له إسهام واضح في التنويع على أدب الرعب, وإضافة باب القصة القصيرة جدا, ما عُرف بالـ مايكروفيكشن أو الـ فلاش فيكشن. يمكنك الاطلاع على بعض النماذج الأدبية من خلال المجموعة القصصية 666 أو مجموعة (الحدث) لـ رايفين فرجاني, أو حتى مجموعة المنتخبات من المصري اليوم, للتعرف أكثر على هذه النوعية القصصية الموجزة (شديدة الاختصار في الواقع).
[74]
حنان لاشين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-مملكة البلاغة 2017
صاحبة مملكة البلاغة، ولم أقرأ لها بعد.
هناك حشد من الأعلام الإناث أكثر مما تسع قائمتنا المئوية المتواضعة؛ منى الشمري، سحر الموجي، لينا كيلاني، سناء شعلان، سمر نور (في بيت مصاص دماء، تماثيل الجان)، سونيا نمر (زلوطة، وطائر الرعد، ورحلات عجيبة في البلاد الغريبة)، وعلا سمير الشربيني (حكاياتنا)، جوغة الحارثي (سيدات القمر)، وليلى العلمي، حياة الياقوت (أليس في بلاد الواق واق)، منصورة عز الدين. مها محمد الفيصل (سفينة وأميرة الظلال)، ونهلة كرم.
عمرو عبد الحميد
-صاحب أرض زيكولا 2010
برز إسمه على الساحة من خلال عمله الأشهر؛ أرض زيكولا، والتي حصلت تعليقات إيجابية من قبل القراءـ وتبعها بـ قواعد جارتين، وكل منهما صار سلسلة متتابعة من الروايات. هو اسم آخر شهير بسبب روايته الأكثر شهرة من اسمه؛ أرض زيكولا، ليحتل بها واحد من عروش أدب الفانتازيا في العالم العربي اليوم، متنافسا مع محمد الدواخلي وروايته (من حكايات الغول الأحمر الأخير). ويبدوا أن العمرويين كثروا هذه الأيام. فصار هناك عمرو المنوفي وعمرو مرزوق وعمرو عبد الحميد. شهرت أرض زيكولا كبيرة فعلا رغم أنني لا أجدها تستحق كل هذا الزخم الإعلامي والثقافي، ولكن بالتأكيد عمل مميز.
[75]
باسم الخشن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صاحب زراد
للمدينة سطوة كبيرة على شخصياتها, تلقي بأضواء واضحة على شخوص الحكاية, لهذا يمكن عدها مدخلا سهلا للكتابة الفانتازية, كل ما عليك هو ابتكار مدينة واقعة وسط ظروفها الخاصة, تتبعها أجواء معينة, وتتكيف الشخصيات مع تلك الظروف والأجواء, ما يعطينا شخصية قد تكون موازية للمدينة, شخصية أو أخرى أو أكثر. ملاذ أحمد صلاح المهدي، وزراد باسم الخشن, ومثله فعل حسام عادل, وعمرو عبد الحميد، ومحمد الدواخلي، وحنان لاشين.
الجميلة ضحى صلاح، أو ضحى الخشن نسبة لزوجها باسم الخشن (عائلة سعيدة حقا وخبطة موفقة للكاتب المعروف) لم أقرأ لها بعد وإن كنت متابع جيد لمقالاتها على نون بوست (قبل أن تنتقل إلى نون بوك) التي تظهر شغفها بالفانتازيا. مساهماتها على مدونة نون بوست قيمة حقا وكانت من المحتوى النادر جدا في أدب ونقد الفانتازيا آنذاك وقت كتاباتها. مشهورة بروايتها (طريق مختصر إلى الفردوس) التي يصفها أحد المعلقين بأنها أليس في بلاد العجائب بالمصري.
فانتازيا الألفية الثالثة
[76]
رايفين فرجاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فانتازيا الألفية الثالثة
بدلا من تخصيص مقالة كاملة للتحدث إلى ما أرمي إليه, قررت أن أشير إليه هنا وبشيء من التفصيل ربما يسعني أن أوضح مخططي الأخير, وهو تقريبا ما بقى لي بعد أن ذهبت أعمالي حوالي ثلاث مرات بدون رجعة. الأولى أحرق فيها أبي مكتبتي وشيء من ذلك -من ضمن أمور أخرى- كان بيد أمي (بارك الله فيهما). الثانية كانت لما تم مسح كل ما في القرص الصلب بالخطأ. الثالثة والأخيرة حسبما أتذكر كانت لما عمدت أنا, نوعا ما, إلى إتلاف كل ما في القرص الصلب من بيانات, ولكن جزء من ذلك راجع لحظي العاثر, الذي لا يد لي فيه لولا أن تمردت أنا على قدري, وأكملت بيدي من باب (بيدي ولا بيد عمرو). أو ربما كان السخط قد تمكن مني قبل ذلك وأنا لا أدري, نظرا لشدة الظروف التي كانت ولا زالت تمر بي.
على كل حال, استقر القول لدي، بأنه ما لا يدرك كله, لا يترك جله, وأن خير الأحوال في المنطق, وفي الواقع, هو ما جاء في الآية الكريمة؛ وعلم آدم الأسماء؛ أسماء الأحياء والأشياء, فكل شيء إما تعرف أو تحول. وعليه نلحظ العلاقة الوثيقة بين المنطق والواقع, وبين المنطق والخيال. وبالتالي العلاقة الأكيدة بين المخيلة والثقافة.
وعليه, ودون الحاجة لشرح كثير هنا، تخرج الأشياء عندي على أسماء موزعة بين الأحياء والأشياء، لتشمل العناوين مفردات، كان عنوان كل كتاب لي كلمة واحدة مفردة قد تشير إلى مفرد أو جمع، وقد تكون مركبة، ولكنها دائما تكون كلمة لا أسمح بأن تنمو لتصبح جملة ثنائية من مبتدأ وخبر أو فاعل ومفعول.
تشمل الأسماء عندي الكتابة عن الأحياء والأشياء في أبسط تمثلاتهم المادية؛ الحيوان التاريخ الطبيعي والثقافي، والأشياء التاريخ الصناعي والثقافي، السلسلة الأولى معروفة ومأخوذة عن كتاب الحيوان للجاحظ وما تبعه من مؤلفات مشابهة، وقد وضعت بصمتي فيها. السلسلة الثانية يمكن تبسيط فكرتها بالقول أنها بدلا الحديث عن الببغاء والغراب، الحصان والحمار، السمكة والحوت، التمساح والثعبان، تحكي بدلا من ذلك عن الباب؛ التاريخ الصناعي والثقافي، وعن البريد؛ التاريخ الصناعي والثقافي، وعن الجدار؛ التاريخ الصناعي والثقافي، وعن البارود؛ التاريخ الصناعي والثقافي، وعن الحجر والحجرة والحذاء والدمية والسينما والصورة والصوت والمعرض والطريق والطعام والعربة والعمل والموت والثقوب والقناع والكرسي والكلام والكتاب والكوميكس واللحم والمدينة والنفايات والمرآة والمال والنور وغير ذلك الكثير من العناوين.
[77]
هند هيثم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[78]
حسام عادل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-صاحب نداء الملك 2020
حسام عادل الذي استل حسامه لينزل العدل على أدب الفانتازيا العربي,ولكنه ظلم نفسه وظلم القراء معه,متأثرا بـ أحمد خالد توفيق في إسلوبه تأثر ناسخ عنه مثل شقيقته في الإسم سالي عادل (مع احترامي وتقديري لمحاولاتها الأدبية بالطبع). هذا ما حسبته أنا أثناء تأملي لغلاف وعنوان رواية نداء الملك,نظرة وإن كانت لازالت محتفظة بتعاليها إلا أنني غيرت الحكم عليه (ومن أنا لأحكم!). حسام عادل لم ينسخ عن أحمد خالد توفيق نسخا تاما,ولكنه استفاد منه وتأثر به وتعلم من أستاذ لا يقل ثقلا عنه,وحظى بنصيبه من الظلم هو الآخر؛ فاروق خورشيد.
التراث يشكل أرضا خصبة التاريخ ماءه والأساطير هواءه والخيال شمسه لترسيخ الفانتازيا في الأدب العربي,دون أن يتهم أدباء هذا اللون بالنسخ عن الغرب. هذا ما فعله محمد الدواخلي وحسام عادل في عملهما الضخمين الدسمين وتبعهم آخرين.
يبقى أن أثر أحمد خالد توفيق قد استتر وراء الإسلوب الطاغ الخورشيدي -إن كان لنا أن نصف هذه الفصحى التي تحاول أن تكون محكمة وقديمة- لحسام عادل,كما أن جدة تفكيره بقطع مسافات في أراض هاجرها أصحابها واستنسخوا عن فانتازيات مكررة غربية أو عربية مهترئة,تجعلني أرى فيه كاتبا واعدا. رواية (نداء الملك) جيدة ولا ريب,وهي تجربة فانتازية يجب على كل قارئ خوضها. و(أيام الهاشمي) الجزء الثاني هي الجزء الثاني من ثلاثية اعتقد أنني على انتظار الجزء الثالث (قبل قراءة الثاني) منها من الآن. وملحوظة أخيرة أو نصيحة,أرجو ألا ينفرط حبل السرد عن حباته وأحداثه من بين يدي الكاتب.
[79]
أشرف الخمايسي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-خروف وكلب 2019
لم أقرأ بعد عمله المعنون خروف وكلب 2019، وإن كان يشبهه البعض بعمل جورج أورويل خنزير وحمار (أقصد مزرعة الحيوان). وعلى ذكر أشرف؛ هل كتب أشرف العشماوي فانتازيا؟. وعلى ذكر الحيوان، هناك احتفاء كبير برواية الخمايسي، باعتبارها من أولى التجارب الناجحة في فانتازيا الحكي على ألسن الحيوان في الأدب العربي الحديث، منذ مذكرات دجاجة 1943 للأديب الفلسطيني إسحاق موسى الحسيني.
[80]
بشرى خلفان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-سيرة الجوع والشبع 2021
في وقت واحد أو مقارب شاعت شهرة بعض الروايات العربية، الغير مصرية، من أدب الفانتازيا؛ قيامة الحشاشين، دلشاد، رحلة السندباد الثامنة، ألاحظ تأثر برواية شيرين هنائي أسفار النهايات. هناك عمل آخر أرغب في قراءته بشدة، وهو قيامة الحشاشين رائعة الهادي تيمومي.
[81]
منى سلامة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم أقرأ لها بعد. كتبت كتابا بعنوان؛ احكي يا دنيا زاد.
[82]
أحمد نبيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قمت بعمل حوار مزعج معه, أزعجني وأزعجه في نفس الوقت, وأغلب الظن أن سوء التفاهم حادث مني أنا, وإن كنت أجد نفسي أميل للقول إني لم أحبه ولم ارتح له. وأكبر استيائي إني لم أحصل على نسخة مجانية من الكتاب, لا رقمية ولا ورقية, ولما سألت عن شراء نسخة ادعى أنها نافدة فيما يشبه اتهام أو ريبة من ناحيتي, بأني سوف أقوم بضرب منتجه الثقافي هذا, وربما لا يخرج الأمر عن أوهام مني من باب (اللي على راسه بطحة). على كل حال, وبكل الطرائق, أقولها, أنا متشوق جدا لقراءة هذا العمل.
[84]
جميلة مراني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[85]
عبد الله الزيود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-2021
لم أقرأ له بعد، اشتهر له كتابين؛يلتهم نفسه بادئا بقدميه، العودة إلى ما بعد الكوكب الأحمر.
[86]
مصطفى الشيمي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صاحب سورة الأفعى 2017، وهكذا تكلم الذئب
[87]
مينا عادل جيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-جزيرة إلخ إلخ 2022
لي مدة لم اطلع على أسوب بهذا الجمال
[88]
أسامة عبد الرؤوف الشاذلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-أوراق شمعون المصري 2021
[90]
أحمد مجدي همام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا أتذكر أين قابلت بالضبط هذا العنوان وما الذي جذبني إليه، أو من الذي رشح لي كاتبه، فعادتي للأسف أن أجد بنفسي ما أبحث عنه دون أن يرشدني إليه أحد وأنا أحوج القراء إلى الهداية لنص مفيد أو مسلي. راسلت الكاتب وطلبت منه نسخة رقمية من نصه، فلم يبخل عليّ بذلك دون أي مخالفة للوائح النشر، فأهداني رابط به ملف رقمي جاهز للتحميل ومنشور للعوام مشاعا هكذا كعادة مواقع الكتب الرقمية الغير مرخصة والمسروقة طبعا. بالطبع لا ضير على الكاتب من مشاركة الرابط معي. وعند قراءتي للكتاب واسمه (الوصفة رقم 7) وجدت أنه أشبه بوصف آثار وصفة مخدرات تم تحويجها جيدا عند العطار. إن كاتب النص على ما يبدوا حشاش. ولكنه عرف كبار الحشاشين من قبله، فأخذ عن مجيد طوبيا وآثار عمله الأشهر (الهؤلاء) بادية على نص أحمد مجدي همام، أو ربما كانت مستترة، لكن يمكن ملاحظتها وملاحظة التأثر بنصوص أخرى يصعب الإمساك بمصادرها.
للكاتب عمل آخر مشهور بعنوان؛ موت منظم. وهناك كاتب آخر، اعتقد يحاول تقليده أو تقليد فعله، وهو حسام يحيى صاحب كتاب عبث الآلهة الصادر في عام 2016.
[91]
سمر نور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تماثيل الجان
[92]
حسام نادر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل حسام يحيى، أصدر حسام نادر نسخته الخاصة من عالم هاري بوتر عام 2015 تحت عنوان هاري بوتر وسحر العامة. وفي عمل آخر عن دار غراب، تحدث عن غضب أبادون، ولا أعرف من أين يأتي كتاب (اليومين دول) بالأسماء لكتبهم. أبادون قد يكون المرادف العبري للشيطان عندنا في العربية رغم أن الغلاف السيء جدا، لا يوحي بأي من ذلك!. هناك أيضا حكايات ميترون التي تبدوا من نفس العالم. اعتقد أنه يتبع نفس نمط الثلاثيات الفانتازية الرائجة هذه الأيام، على غرار ما فعل إسلام إدريس أو عمرو عبد الحميد أو غيرهم، وبالطبع واضعين نصب أعينهم، حسبما يتم الترويج له، ثلاثية سيد الخواتم لصاحبها تولكين، وهي النموذج الأرقى والأسمى في أدب الفانتازيا كما هو معلوم. شارك مع بسمة الخولي في إنتاج كتاب صوتي بعنوان جبانة الأعرج. استطاع طارق عز تشويقي إلى قراءة رواية ميترون بعد تصديره لها على أنها أول عمل فانتازيا عربية بالأغنية مرفقة معه. حسام نادر ومعتز حسانين.
[93]
كيرلس هاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم أنني ضجرت من كم التصدير في نقد طارق عز، ولا أحسبه نقدا، إلا أن أعمال كيرلس هاني تم ترشيحها من قبل عدة نقاد حسبما سمعت.
[94]
محمد المخزنجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد عصمت وشيرين هنائي هم الأفضل
أقسى من الموت والرديف محمد المخزنجي
تامر إبراهيم ومحمد المخزنجي وخالد أمين
ألف ليلة في الجحيم وتعاون مع مكرم خلف، مع اقتباس الفكرة من
[95]
حازم محمد نجيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. حازم محمد نجيب
[96]
الهادي التيمومي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيامة الحشاشين
الطاووس والغربان
[97]
نهلة كرم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم أقرأ لها بعد، ولكنها، بالتوازي مع ضحى صلاح، أشهر من نار على علم، تذكرني بكاتبة أخرى لم أقرأ لها بعد، هي حفصة فيصل صاحبة كتاب حمل عنوان؛ في أعقاب اللهب We hunt the flame الذي يعد ضمن الأعلى مبيعا في أمريكا، وجرى ترجمته مؤخرا من قبل المؤسسة العربية الحديثة للعلوم. وعلى ذكر صبا طاهر Sabaa Tahir كاتبة أخرى من أصول شرق أوسطية ضمن الأعلى مبيعا. وكذلك عمر العقاد، وصلاح الدين أحمد (Throne of the Crescent Moon).
[98]
طارق عز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[99]
طارق إمام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[100]
سحر الموجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-نون
-آلهة صغيرة
[89]
عبد الرحمن دياب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-الغربان 2022
والحراس
بما أننا بلغنا الربعية الأخيرة، من هذه القائمة التي لم تستقر بعد، تحيرت في أمري، ولم أدري، بعد أن أنهيت قائمة الخيال العلمي أو أوشكت، بما أنهي مقالتي عن رواد الرعب العرب، وبالمثل عن رواد الفانتازيا العرب. بداية كانت هناك مجموعة من الأسماء تتكرر بإلحاح في الوسط الأدبي؛ أحمد عبد اللطيف (صانع المفاتيح)، أحمد الديب (حكايات بعد النوم) وربما شخص آخر اسمه محمد الديب (أعتقد أنه ليس هو نفسه محمد ديب)، رانيا حجاج (حاصدة الأمنيات).
وقد لفت انتباهي، ميل قليل، من بعض الكتاب، إلى نوع من الأدب الفانتازي الصوفي، المنحدر أصلا عن بعض نصوص وتوجهات نجيب محفوظ كما هو معلوم، والمأخوذ بدوره عن كتابات من سبقوه من رواد الصوفية شعرا قبل نثرا. من ذلك؛ إبراهيم فرغلي (أبناء الجبلاوي)، يوسف زيدان (عزازيل)،
أنا لا زلت أبحث وأنقب عن مزيد من الأعمال لأضم أسماء أصحابها هنا، مرت بي الكثير من العناوين، منها الجيد والرديء، ومنها الفانتازي والذي لا أعرف بعد إن كان عملا خياليا أم واقعيا. هناك عظمويل رواية أحمد سلمي الذي يحاول فيها بسذاجة ومثابرة عجيبة حمقاء تقليد نفس أجواء أغنية الثلج والنار في بيئة عربية!. هناك إنجي ساج، وهناك إنجي سارة أحمد المعروفة باسمها الإنجليزي Eng.Sara Ahmad وسلسلة روايات سلام. إسلام إدريس، وثلاثية (أسطورة الرحيل والعودة والكاهن)، إسلام العقاد (سام وأرض الأموات)، إسلام علي (فانتازيا الثورة)، ياسر بهجت (يقطينيا العالم القديم)، جوزفين مسعود (الآبار المسحورة)، عبد الرحمن جاويش (أثر المخلدين). وأشرف أبو اليزيد الذي حسبت عمله (قافلة حكايات مغربية) من جنس الفانتازيا لولا أن اتضح لي في المقدمة أدبا للرحلات. ياسر حارب هو الآخر قدم لي عناوين كانت بالنسبة لي مخادعة وموحية بأنها فانتازيا، لا ننسى أننا تجاهلنا تماما أي كتابات ساخرة وفانتازياتها المعروفة منذ محمود السعدني وأحمد رجب. وكنت سأضيف في المجموعة شخصا اسمه عيد ورداني لا أعرف ما الذي أتى به هنا.
هناك الصوفية وماجد طه شيحة (درب الأربعين)
ربما محمد إبراهيم محروس، محمود الكردوسي،
وبالطبع يحيى عزام،
أحمد وائل وتربية حيوانات متخيلة 2021، أحمد عبد العاطي وانشطار الطير،
شادي أبو شهبة (رب الخواتم الصدئة)، عبد الرحمن أمجد (دم الفضة)، طيف داود (آفلين).
عمار بوخروفة
صالح راشد (أميرة الأقزام)
محمد سعيد حجيوج
محمد حسن علوان (موت صغير)
محمد عصمت
ملكة الماء لـ عبد الهادي شعلان، خريف النبلاء، سعود بن محمد الشعلان
هاني حيدر (ملحمة الأرض: أركاديا)
دموع الآلهة، يحيى عبد القادر
أثر اليعسوب ميخائيل عماد
وربما عبير الجمل
ثم أتت مجموعة الغربان؛ الغراب (بسمة رضوان)، الغراب (كمال ياسين)، ياما جاب الغرب من مجموعة الغربان، الغربان (عبد الرحمن دياب)، جرائم الغراب السبع (خالد أمين)، أرض الغربان (أحمد عصام الدين).
زراد وفجر المرايا وعظمويل ومستنقع جينوس,أرض الغربان
إبراهيم أحمد عيسى: ذئب وحيد
-عظمويل – أحمد سلمي / الرسم بالكلمات 2020
متعب بن ظمنه: عرش من الرمال
محمد عبد المحسن: خرونوس / نون
مصطفى خضر: عش الخفاش / نون
جيكر خورشيد