المهم، منذ فترة وأنا أطالع هذه الموسوعة (٣ مجلدات والرابع قيد الإخراج) التي يفترض أنّها عمل مرجعيّ للحديث عن “الفلاسفة العرب المعاصرين” والتي تناولت أعمال (١٢٥) مشتغلٍ بالفلسفة في عالمنا العربي. والحقيقة أنّ العمل كارثيّ بكل ما تحمله الكلمة من معنى. بدايةً من اختيار أغلفة الكتاب – المختلفة في كل جزء – ، وليس انتهاءً بمحرر الموسوعة الذي يحتاج إلى تحرير، وعتق، وفك رقبة.

يعني مثلًا أهم سؤالين ممكن يتبادرو إلى ذهن أيّة قارئ في موسوعة كهذه للأسف ما طرحهن المحرر. السؤال الأول: هل هناك فلسفة عربية حديثة؟! وما وجاهة القول باستحالة وجود فلاسفة عرب اليوم؟ وبالطبع يمكن هنا مناقشة عدة قضايا أساسيّة في هذا السياق من قبيل ١-آفة المركزة المستحكمة في الذات الغربية ودورها في نفي الفضائل عن الآخرين. ٢-جدل السلطة والمعرفة. ٣-موجات كره الذات التي انتشرت في بدايات الاشتباك العربي مع الحداثة. ٤-إشكالية النظر إلى الفلسفة، مصير الفلسفة اليوم، نهاية الفلسفة النسقيّة وذيوع الفلسفة الشريدة (كما يسميها التريكي)، وإعادة الاعتبار للفلسفة بوصفها تفكيرًا عميقًا، لا تفكيرًا في العميق، وغير ذلك ممّا يدخل في إشكاليات تحديد ما الفلسفة؟ ومن هو الفيلسوف؟ ٥- لعبة المشروع والمشروعية التي شرحها أبو يعرب المرزوقي، وجدل البطولة والرويّة الذي شرحه المسيكنيّ؟ ٦- من هم فلاسفتنا: بين الداخل والخارج، والمغمور والمشهور، والعربي والإسلاميّ؟! وهذه الأسئلة كلها تحتاج إلى مفاتشات ومباحثات ..

السؤال الثاني: ما هي الفترة الزمنية التي يتحدد بها الحديث عن الفلاسفة العرب المعاصرين، وهون في كثير من الأسئلة يمكن طرحها. يعني مش معقول ألاقي مي زيادة، وطه حسين في نص العمل مع إنهم زمان رحلوا؟

عودًا على كتاب كورزمان اللي جبتو على سبيل المقارنة، يعني صحيح كتاب كورزمان فيه بعض الأخطاء المنهجيّة، بس هذه الموسوعة كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. وهون الفرق بينا وبينهم.

على أيّة حال بس أخلص قراءة الموسوعة -باقي نصها- فرصة إني أكتب مراجعة بعنوان (في كارثيّة العمل الموسوعيّ الجماعيّ العربيّ، أو كيف تخرج موسوعة بـ خمسة أيام؟)