يظل هذا الكاتب الرائع (كال نيوبورت) يتحفني بأفكاره البسيطة والعميقة في نفس الوقت. كتابه السابق Deep Work: Rules for Focused Success in a Distracted World كان أحد الأعمدة المهمة في بحثي لكتابي الأخير الذي كتبته وهم الإنجاز: كيف يتحرك العامة وماذا يحفزهم، فمع تقدم التكنلوجيا والمعلومات المتخمة المُتاحة للجميع وسهولة الوصول وإيصال ما نريد إيصاله للآخرين، فقد أصبح العامة من الناس يميلون إلى السطحية في تأدية أعمالهم، والسطحية في استثمارهم في علاقاتهم مع الآخرين والمقربين.
هذا الكتاب جاءني في وقت أعلن فيه صراعي بصوت أعلى تجاه قنوات التواصل الاجتماعي وعلاقتي (كره/حب) معها، والتي تدفعني يومًا بيوم لأكون إنسانًا أكثر سطحية وأقل عمقًا في حياتي الخاصة وعملي (أو هكذا أعتقد). أصبحت أنظر للجوال كل دقيقة، لا أستطيع أبدًا التركيز في مهام عميقة طويلة مستمرة خلال اليوم، باستثناء ساعات الصباح الباكر التي خصصت فيها ثلاثة ساعات، برمجت فيها نفسي ومن حولي لعدم محاولة الاقتراب مني. ولولاها، لكُنت اليوم ضحية جلد الذات الذي يُشغل عقلي معظم سويعات اليوم.
قمت مؤخرًا بمغامرة مفادها أنني شبه سأُقاطع “الانستجرام” و”تويتر” في محاولة مني للتقليل من الأمور التي تشكل تهديدًا حقيقيًا على انتاجيتي، فمعهم أصبحت مهمة الكتابة والقراءة (وهي الأحب لي في حياتي) أصعب من ذي قبل. إلى أن خرجت من هذا المأزق، بشراء اشتراك في أحد البرامج التي تمكنني من التحكم من قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بي عن بعد، إضافًة إلى إمكانية نشر ما أريد أن أنشره هناك، دون الحاجة لوجود تطبيقاتها على هاتفي أو متابعة الآخرين بالضرورة (يكلفني سنويًا اشتراكه أكثر من ٢٨٠ دولار).
وعودة للكتاب، أعتبره إلى حدٍ كبير مرجع رائع لكل من يستشعر أن انتاجيته وتركيزه أصبح مهزوزًا، وتحتاج لبعض الصقل. فهو يقدم نصائح وطُرق غير تقليدية للتعامل مع جميع أنواع التكنلوجيا بشكل حكيم.
بقلم: أحمد مشرف
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.