قصة عن صراع الرجل الأسود
هناك ثلاث سمات أسلوبية واضحة في هذه الرواية، عرف بها أحمد خالد توفيق.
الأول هو أن إبراهيم سامبا يتحدث بنفس أسلوب رفعت إسماعيل، وهو نفس أسلوب أحمد خالد توفيق الساخر والسوداوي، هناك نزعة تهكمية واضحة، بالإضافة إلى عادة تصدير أحكام جاهزة في صور حكم معلبة، ويمكن تبين كل ذلك في الفقرات الآتية:
كلنا نحب أن نعرف، لكننا قد نمقت عملية التعلم، خاصة حين تجيء في غير موضعها [ص 27].
-لا تكتئب .. إن خبرات هائلة تنتظرك هنا، ولسوف تعود كل ليلة منهكا، إلى درجة أن أي مكان يسمح بوضع أفقي سيبدوا لك فاخرا!
-القبور كلها تسمح بوضع أفقي، ولم يعتبرها أحد فاخرة ..
[ص 34]
- أنا لا أسأل عن أخلاقه يا عاشر، ما دمت لست بصدد تزويجه لابنتي .. أسأل عن كفاءته .. إنه جيد، أليس كذلك؟
[ص 86].
- ثم لا تكن طفلا يا عاشر .. هل تتخيل أن كل هذا الذي يحدث سببه رجل واحد؟ أراهن على أن (واجادوجو) ملأى بالعملاء الذين لا هم لهم سوى أن نفشل .. إن الأمر أكبر بكثير من حبكة (الشرير يتآمر سرّا – الشرير يفتضح أمره – السعادة تعم الكون). [ص 121].
كانت لتكون حبكة طريفة فعلا.
الثاني هو تصديره للعديد من المشاهد السينمائية للقفز من فوق أي تصاوير أدبية للمشهد، ما قد يعده البعض فقرا لغويا / بلاغيا. مثلا يقول:
ومن جديد رأيت الأحراش من الهليوكوبتر؛ حتى تذكرت ذلك المشهد الخالد في الأفلام الأمريكية عن فيتنام. [ص 55].
وقد يكون هذا الأسلوب ممثلا في إضفاء مؤثرات صوتية:
وفي اللحظة التالية أصدر صوت الـ (أوع) المميز -يسمعه الغربيون (أوج)- وأفرغ ما بمعدته ثم تهاوى على الأرض. [ص 126].
هذه الكلمات الصوتية لها أثر سحري على أذني ومخيلتي.
الثالث هو استعمال توليفات عجيبة من التشبيهات للتعبير عن حالة المشهد أو الشخص في القصة، مثلا:
وحين عادت الطائرات بعد ثلاث ساعات، كان رأسي مربوطا بالضمادات، وقد تحول وجهي إلى ما يشبه القرنبيط الذي لا تجرؤ سيدة على شرائه، ما لم تكن مجنونة تماما .. [ص 67].
كان منتعشا ككارثة [ص 89].
تظاهرت بأنني لم أسمعه وواصلت السير، كما تفعل فتاة مهذبة يعاكسها شاب قليل الحياء. [ص 133].
وهو تشبيه لطيف يزداد طرافة لما تعرف أن المشهد واقع بين رجلين!.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.