تغلغلت الكافكاوية (السوداوية / الكابوسية) إلى الأدب العراقي من خلال أربعة أدباء على التوالي؛حسن مطلك,وحسن بلاسم وأحمد سعداوي بالتوازي,ثم برهان شاوي تاليا عليهم زمنا وربما قدرا. وقبل كل هؤلاء الكبير التكرلي.
ينظر إليه كثيرا باعتباره واحد من (أنبياء السرد الحديث) على حد تعبير أحد القراء الرافضين لهذه النظرة وتلك المكانة. مببرا رفضه بالقول
يتبع حسن بلاسم المبدأ القائل (خالف تعرف) متضمنا عن قصد في أعماله مواضيع مخالفة مثل البذاءة والتجديف والعنف والسياسة والصدمة. وهذا المبدأ عريق ومهم في تطور الأدب شريطة أن تخالف وتختلف في نفس الوقت.
ولأن الممنوع معروف,وإتباعا لمبدأ خالف تعرف,استخدم حسن بلاسم ثلاث إجراءات أساسية في سرد قصصه؛البذاءة والتجديف والدموية. وليزيد في تفرده تبنى مدرسة الواقعية السحرية وفصل كافكا السوداوي -والكاتب يستشهد بإحدى قصص كافكا في واحدة من قصصه- لتأطير قصصه. وأقول تأطيرها وليس قصها,لأن الغاية من الكافكاوية هنا هي تناول مآسي الشعب العراقي بإسلوب مختلف عن الواقعية,ليكون وقعه أكبر على المتلقي. إنه واقع يتخلله العديد من الأمور الغريبة الخارجة عن الطبيعي أو المألوف أو المنتمية حتى إلى الخوارقيات.
وثلاثيته المستخدمة في قصصه (البذاءة والتجديف والدموية) هي وسيلته الأسهل لإختراق حجاب المحظورات من المقدسات والمحرمات؛الجنس والدين والعنف. وفي هذا نوع من الأدب الرخيص المعتمد على إستفزاز عاطفة المتلقي وعقليته من خلال الإساءة بشكل قذر ومبالغ فيه إلى كل ما يؤمن به,وتشويه ما يميل إليه,وتكرار ما ينفر منه. يفعل ذلك دون تحقيق أي غرض أدبي يبرر له فعلته,عدا غايتين أساسيتين.
-ترسيخ الواقع العجائبي في أدبه
-تفجير الغضب داخل الكاتب والقارئ
ولكن حتى هذين كان يمكن بلوغهما (إتباعا لمبدأ الغاية تبرر الوسيلة) بعدد من الكلمات الخارجة (النابية والإلحادية والدموية) أقل عشرة أضعاف من المستخدمة في نصوصه.
يجب أن أفصل هنا بين الجنس والإلحاد,والدموية,الأخيرة أكثر قبولا لدي من سابقتيها في حال وظفت لبث نوع من الرعب المعوي أو حتى لدعم الرعب النفسي. الرعب المعوي كان حاضرا بقوة في قصص بلاسم,ومحاولة العرب المستمرة في إبتكار عدد من الميتات الأكثر عنفا من خيال القارئ. بلاسم العراقي,رداد الأردني,وتامر المصري.
العنصر الثالث في أدب بلاسم,بعد الواقعية السحرية والمحظورات الثلاثة,هي معاناة المواطن / الشعب العراقي,على جميع المستويات الإجتماعية والسياسية والثقافية والدينية وحتى الفنية في تناوله لإشكالية الإبداع ما بين المخيلة التي تعيد صياغة الواقع,أم الواقع هو الذي ينعكس على المخيلة. فنجد الكاتب بطلا لأكثر من قصة. الكاتب نفسه (حسن بلاسم) أو أي كاتب,وهو ما يذكرني بالذاتية في أدب فيصل الأحمر.
يصور حسن بلاسم واقع مرير يتخلله كل المفردات البائسة في هذه الدنيا؛الفقر,الجوع, الموت,الحرب,الخراب. وهو ما حققه حسن بلاسم من خلال نقله للمدرسة السوداوية إلى العالم العربي,وخاصة العراق حيث تأثر به مواطنيه أحمد سعداوي (الأكثر تألقا بين الثلاثة الحاليين بعد مطلك) وبرهان شاوي صاحب سلسلة المتاهات. والأماكن التي تنتشر فيها هذه المفردات السوداء,وتشكل بيئة خصبة لنموها وانتشارها. هي الأحياء العشوائية المكتسحة بضراوة في البلاد العربية,وقد كتب عنها عبقري آخر من العراق هو فؤاد التكرلي. والتكرلي هو الأب الحقيقي لهذا الأدب السوداوي في العراق.
حسن بلاسم كاتب وسينمائي عراقي ولد في بغداد عام 1973 ومقيم حاليا في فنلندا حيث غادر العراق سنة 1998.
أعماله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموعاته القصصية
-معرض الجثث / جمع للمجموعتين طفل الشيعة المسموم 2008 والمسيح العراقي 2013.
-مدينة 2008 / قصص من الشرق الأوسط مع آخرين
-العراق+100
أعمال أدبية أخرى
-الغرق في الوجود 2006 / رسائل مع الأديب العراقي عدنان المبارك
-أبراج الوحدة / شعر
السيناريو
-كاردينيا 1996
-بياض الطين 1997
-كابينتا 1997
-النهايات 2000
-ميت في طبعات 2006 / قصير
-الوردة بعثت 2006
-900 ثانية في رأس البعوضة 2006
-تقرير تلفزيوني 2007 / عن ماركو يونتونين أثناء بحثه في أوضاع لاجئ عراقي في فنلندا
-جذور 2008 / وثائقي قصير
-المقابلة 2008
-بصل وباذنجان 2009 / بالاشتراك مع عادل عابدين
الكتب
-حول الفيلم القصير / مقالات سينمائية مع آخرين تحت إشراف صلاح سرميني
-حول السينما الشعرية 2006 / مقالات سينمائية مع آخرين من تحرير صلاح سرميني
-جرح الكاميرا 2007 / كتابات عن السينما
الإخراج السينمائي
-كاردينيا 1996
-كابينتا 1997
-جرح الكاميرا 2000
-ميت في طبعات 2006
-تقرير تلفزيوني عن ماركو يونتونين 2007
-جذور 2008
-حياة بسرعة الضحك 2008
تكريمات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-جائزة الإندبيندت عن المسيح العراقي / أول يحصل عليها كاتب عربي,وأول مرة تذهب الجائزة إلى القصة القصيرة.
ـترشيح مجنون ساحة الحرية لجائزة الإندبندنت اللندنية 2010 ( القائمة الطويلة)
-ترشيح مجنون ساحة الحرية لجائزة فرانك أوكونور العالمية 2010
-جائزة نادي القلم الدولي عن المسيح العراقي 2013
-جائزة نادي القلم الدولي عن مشروع قصص من العراق 2014
ـإدراج معرض الجثث افضل 10 كتب في امريكا 2014
ـإدراج المسيح العراقي افضل الأعمال المترجمة في انكلترا 2014
ـالمسيح ومعرض الجثث ضمن افضل الكتب في العديد من البلدان الاخرى
ـقصة كوابيس كارلوس فوينتس نقلت الى المسرح الانكليزي.
ـترجمت قصصه الى اكثر من 10 لغات عالمية.