الخيال العلمي

الكيان الإلهي والبعد العاشر

في الجزء الأول من المقال ده، طرحنا تساؤلات وأفكار غريبة وصعبة للغاية، كلها تتعلق بماهية العالم اللي احنا عايشين فيه، وماهية الكائنات العلوية اللي الأديان قالت إنها موجودة، بس احنا مش شايفينها.. كائنات زي الملائكة والشياطين والجن مثلًا..

إتكلمنا عن شرح معضلة الأبعاد، وشرحنا يعني إيه عالم ثنائي الأبعاد وثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد، وفهمنا مع بعض تكوين العوالم دي بييجي إزاي، وإزاي بنقدر نتخيلها.. لو لسه مقرأتوش المقال ده، تقدروا تشوفوه هنا:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2983188338427946&id=100002104278915

المهم.. في آخر المقال ده إحنا كنا وصلنا لحقيقة إن العالم بتاعنا أو الكون، بيتكون في الواقع من ١١ بعد زي ما قالت نظرية الأوتار الفائقة Superstring Theory.. مش ٤ بس زي ما قال أينشتاين زمان في النظرية النسبية العامة General Relativity.. وختمنا المقال بتساؤل غريب وشاطح حبتين عن ماهية الكيان الإلهي نفسه، وإزاي هو ممكن يكون مسيطر على الأبعاد دي كلها لدرجة إنه يكون (واجد) لها.. وليس (موجودًا) فيها..

طب يعني ايه الكلام المجعلص ده؟.. الكاتشب اللي أنا قلته ده كله معناه ايه؟ 😅

تعالى يا سيدي أشرحلك بتبسيط، بس ركز معايا أوي عشان اللي جاي هيلفلك دماغك وهيخليك تشطح بخيالك في مسائل لم يكن مقدرًا لبشري إنه يفكر فيها كتير..

(تحذير بجد.. الموضوع المرة دي Mind Bending زي ما بيقولوا، ومحتاج منك تركيز عالي وقدرة فائقة على الإستيعاب والتخيل.. وكمان محتاج عقلية متفتحة، بتحب التفكير ومبتهربش منه باعتباره حرام كما جرت العادة.. أرجوك كمل المقال للآخر ومتسيبوش إلا لما تفهمه.. وأضمنلك إن عقليتك وتفكيرك بعد ما تقرا الكلام اللي جاي، عمرها ما هتبقى زي ما كانت قبلها..)

تمام؟.. عملت كوباية الشاي بالنعناع بتاعتك وجهزت؟ ☕

تمام.. بص يا سيدي..

خلينا نشرح الأبعاد ال ١١ دول كلهم بالراحة.. وبطريقة مبسطة أكتر من اللي إحنا حكينا عنها المرة اللي فاتت.. بس هحتاجك تتفاعل معايا وانت بتقرا المقال.. هتقولي إزاي؟!

قوم هات ورقة وقلم.. يالا سيب اللي في إيدك وقوم هاتهم..

لسه بتقرا؟!.. بقولك سيب الموبايل وقوم هات ورقة وقلم بجد 😀

جبتهم؟.. حلو أوي.. تعالى بقى نتخيل مع بعض الأبعاد.. وهقسمهالك نقط عشان يبقى الموضوع بالنسبالك سهل وتفهمه علطول من غير توهان.. بص تحت 👇

——-

(أول حاجة: البعد صفر Dimension Zero.)

هتسألني هو في حاجة إسمها البعد صفر ؟.. هقولك آه طبعًا.. عشان تتخيله، إرسم نقطة صغيرة على الورقة اللي معاك..

النقطة دي مالهاش أي إحداثيات ولا أبعاد ولا مساحة ولا طول ولا عرض ولا ارتفاع.. هي مجرد نقطة في الفضاء مالهاش أي نوع من المعلومات، غير إنها موجودة.. وعشان كده هي البعد الصفري..

حلو لحد كده؟.. حلو..

——

(تاني حاجة: البعد الأول First Dimension.)

عايز تتخيل بقى البعد الأول؟.. هات الورقة بتاعتك اللي احنا رسمنا عليها النقطة دي.. وإرسم نقطة تانية فوق النقطة دي بمسافة كده..

كده انت بقى عندك نقطتين.. مكانين في الفضاء مفيش أي معلومات بتجمع بينهم، سوى إنهم فقط مكانين في الفراغ مالهمش لا طول ولا عرض ولا ارتفاع ولا أي معلومات..

جميل..

إرسم بقى خط بيوصل ما بين النقطتين دول.. خط زي ده كده |

البعد الأول هو الخط اللي بيوصل ما بين أي نقطتين موجودين على الورقة دي.. وفي البعد ده مفيش أي حاجة غير الطول بس.. مفيش عرض ولا ارتفاع.. يعني هو مجرد خط بس.. محصلش حتى يبقى ورقة..

تمام؟.. طيب.. يالا نكمل..

——-

(تالت حاجة: البعد الثاني The Second Dimension.. أو ما يطلق عليه إسم العالم المسطح..)

لو إحنا تخيلنا خلاص إن البعد الأول هو الخط اللي بيوصل بين أي نقطتين على الورقة اللي معانا، ف عشان نتخيل البعد التاني، هنيجي ونرسم خط تاني متفرع من الخط الأولاني اللي رسمناه ده 😀

ف بالتالي بدل ما بقى عندنا خط واحد مستقيم زي حرف ال I كده، لا بقى عندنا خط مستقيم متفرع منه خط تاني زي حرف ال y..

وبالتالي كده البعد بتاعنا بقى ليه عرض.. مش كده؟..

الخط بتاعنا أصبح له طول (اللي هو البعد الأول)، وعرض (اللي هو البعد التاني اللي نشأ بسبب الخط المتقاطع معاه اللي رسمناه) 😀 إرسم الكلام ده على الورقة وهتفهم أكتر..

كده احنا بقى عندنا عالم مسطح.. العالم المسطح ده هو العالم ثنائي الأبعاد أو ال 2D World.. عالم بالظبط شبه الورقة اللي انت ماسكها ف إيدك دي.. الإحداثيات فيه بتتقاس بالطول والعرض..

ولو تخيلت إن في كائنات عايشة في العالم ده، ف هي كمان هتبقى كائنات مسطحة زيه.. يعني الكورة في عالمنا احنا، هما هيشوفوها دايرة.. والمكعب هيشوفوه مربع.. وهكذا..

مستوى نظرهم اصلا هيكون مسطح، مالوش عمق أو Depth.. معندهمش إتجاه لفوق أو لتحت.. عندهم فقط يمين وشمال.. فبالتالي هيبقوا شايفين السطح بس بتاع أي حاجة..

لحد كده معايا؟.. جميل.. خش ع اللي بعده..

——-

(رابع حاجة: البعد الثالث Third Dimension.. أو ما يطلق عليه العالم الحقيقي Real World.)

لو هتيجي بقى تتخيل البعد التالت معايا.. هنتخيله بطريقة بسيطة أوي وهتبهرك حرفيًا.. بس ركز معايا جدًا عشان تفهمها 😀

تخيل ان عندنا كائن ثنائي الأبعاد عايش على الورقة اللي معانا دي.. لو تخيلت انه عايز ينط من نقطة على أول الورقة لنقطة تانية على آخر الورقة.. هيعمل ايه؟..

بالظبط.. هيتني الورقة!! 😀

هات الورقة بتاعتك دي، واتنيها خليها مكورة فوق بعضها كده.. وتخيل ان في كائن عايش جواها..

الكائن ده لو ماشي لقدام على الورقة في خط مستقيم، ف هو مش هيبقى مستوعب ان الورقة منحنية!! هو بالنسباله ماشي على أرض مسطحة.. بس هي في الواقع متنية على نفسها ومنحنية، ف لما ييجي يوصل لآخر الورقة، هيلاقي نفسه نط لنقطة البداية تاني!!

يعني لو أنت جيت فردت الورقة دي، هتلاقيه هو نط أو انتقل آنيًا أو فوريًا Teleported من نقطة النهاية لنقطة البداية..

أهو الإنحناء ده بقى بببقى جوه البعد الثالث.. أو بمعنى أدق؛ بسبب كونك قمت ب (ثني Fold) البعد الثاني على نفسه، ف هو هيمر خلال البعد الثالث.. اللي هو الإرتفاع..

لو هتتخيله بمثال الخطوط اللي وضحناه، ف انت هتتخيل انك بترسم خط تالت متفرع من الخطين الأوائل.. بس مش هترسمه على الورقة.. انت هترسمه متعامد على الورقة نفسها.. يعني واقف على الورقة!!

يعني فجأة بقى عندك إرتفاع! 😀

المربعات بقت مكعبات.. والدواير بقت كور.. والمثلثات بقت أهرام 😀

فجأة انت إنتقلت من عالم مفيهوش بعد العمق أو ال Depth، وبقيت في العالم الحقيقي بتاعنا اللي بنعيش فيه كل يوم..

وعملت ده إزاي بقى ؟.. يالا جاوب..

بالظبط.. انت رسمت خط متقاطع مع الخطين المسطحين، بس لإتجاه جديد.. اللي هو (فوق Up).. ولو تخيلت إنك تنيت البُعد التاني في اتجاه مش موجود فيه أصلًا، ف أنت هتقدر تسافر بين أي نقطتين خلال البعد الثاني بشكل فوري..

يعني ممكن نتخيل البعد الثالث على إنه: ناتج ثني البعد الثاني على نفسه، وتكون إتجاهات جديدة جواه.. الإتجاهات دي هي (فوق) و(تحت)..

لحد كده فاهمني؟.. عظمة أوي.. إنت عبقري ❤

ركز بقى معايا عشان هنخش ف التقيل.. بص لتحت 👇

——-

(خامس حاجة: البعد الرابع Fourth Dimension.. أو ما يطلق عليه إسم خط الزمن Timeline)

بُعد الزمن ده يا سيدي بقى -وركز معايا أوي- هو بعد مميز Special.. لإنه مفيش غيره بالخصائص المتميزة بتاعته دي..

طب ازاي ؟.. هقولك إن الكون كله بيتكون من ١١ بعد.. منهم ١٠ أبعاد مساحية، وبعد واحد زمني.. البعد الزمني ده هو البعد الرابع..

طب نتخيله إزاي؟.. بسيطة..

شايف الورقة اللي انت تنيتها على نفسها دي، وشكلت من خلالها العالم ثلاثي الأبعاد؟.. اللي هي عبارة عن ورقة مسطحة ثنائية الأبعاد منحنية من خلال البعد الثالث اللي هو الإرتفاع..

شايف الورقة دي؟.. أكيد شايفها..

لو احنا تخيلنا الموضوع وحاولنا نقربه لذهننا، هنقول إن الورقة المكورة على نفسها دي بتحتوي على الأبعاد الثلاثة الأوائل.. طيب عظيم..

عايزك بقى تطبق الورقة دي وتكرمشها جامد ف إيدك.. أقعد طبق فيها وكرمشها لحد ما تبقى شبه الكورة الصغيرة أو البلية مثلًا..

عارف انت كده عملت ايه؟.. أنت كده ضغطت الأبعاد الثلاثة الأوائل في بعضها.. يعني انت حرفيًا خلقت كون ثلاثي الأبعاد، حدوده هي المساحة ثلاثية الأبعاد اللي جوه الورقة اللي انت كرمشتها في بعضها دي..

طيب حلو أوي.. قوم هات ورقة تانية بقى يالا 😅

جبتها؟.. تمام.. حط الورقة قدامك، وتعالى نبدأ نعمل نفس الخطوات تاني، بس مش بالظبط.. أصبر على رزقك وأنا هفهمك ازاي..

إمسك القلم وارسم نقطة تاني على أول الورقة من تحت.. وتخيل بقى إن النقطة دي هي هي نفسها الورقة الأولانية اللي احنا كورناها على بعضها وبتحتوي على ال ٣ أبعاد الأولانيين..

يعني النقطة اللي انت رسمتها على الورقة دي هي ال ٣ أبعاد الأوائل (اللي هما الطول والعرض والإرتفاع) متجمعين ومضغوطين مع بعض ف نقطة واحدة في الفضاء..

حلو؟!.. حلو..

تعالى بقى إرسم نقطة تانية فوق ف آخر الورقة..

طبعًا هتقولي إيه النقطة دي يا عم علام؟!.. هقولك..

النقطة دي يا عم هي الكون بردو أو نفس ال ٣ أبعاد اللي هما الطول والعرض والإرتفاع.. بس المرة دي في المستقبل..

حلو؟.. حلو..

إرسم بقى خط يوصل بين النقطتين 😀

الخط ده يا سيدي الفاضل، ويا سيدتي الفاضلة هو البعد الرابع، أو الزمن 😀

بدايته هي عند النقطة الأولانية اللي في أول الورقة من تحت، اللي هي الكون في اللحظة اللي انت رسمته فيها، ونهايته هي عند النقطة اللي في آخر الورقة من فوق، اللي هي الكون زي ما هيكون في لحظةٍ ما من المستقبل البعيد.. اللي هي آخر لحظة على خط الزمن..

يعني لو هنتخيلها على عمر الكون كله، هنقول إن النقطة الأولانية اللي في أول الورقة تحت هي الإنفجار الكبير Big Bang وبداية الكون نفسه.. والنقطة اللي ف آخر الورقة فوق، هي نهاية الكون ودماره تمامًا.. نهاية الزمن نفسه..

متخيل معايا الوضع؟..

انت كده تخيلت ان الأبعاد التلاتة دول كلهم (الطول والعرض والإرتفاع) بيتحركوا على خط مستقيم لنقطة تانية..

ركز بقى في اللي جاية دي..

(حركتهم) على الخط ده، هي اللي بتخلق عندهم تأثير مرور الوقت.. أو الحاجة اللي بيسميها علماء الفيزياء بإسم (وهم الزمن The Illusion of Time)

لو هتسألني هو الزمن وهم؟!!! هقولك أيوه يا عم الحج.. أنت متأخر فشخ.. روح إقرا الجزء الأول من المقال من اللينك اللي فوق ☝️

وعشان أبسطهالك أكتر، خليني أقولك إن الزمن نفسه هو عبارة عن خط البعد الرابع للكون 😀 وحركة الكون بتاعنا على الخط ده، هي اللي بتخلق عندنا وهم الشعور بمرور الوقت لقدام.. وهي اللي بسببها بنكبر ونبقى عواجيز ونموت بعد عمرٍ طويل يعني 😅

بسبب حركة الأبعاد التلاتة المساحية الأوائل (اللي هما النقطة اللي تخيلناها مع بعض دي ورسمناها)، على خط البعد الرابع، بيمر الزمن على مكونات الكون كله.. بسبب الحركة دي بتتولد النجوم وبتنفجر.. بتتخلق الكواكب وتندثر.. بتتشكل الثقوب السوداء وتتبخر.. بيمر الوقت على الكون نفسه، وبيكبر في السن ويعجز زيه زي البشر ❤

معايا لحد دلوقتي؟ 😀

حد أكيد هيموت وهيسألني طب هو احنا ممكن نسافر في الزمن ده لورا أو لقدام؟!.. والحقيقة هقولك إنه ممكن نظريًا آه..

إزاي؟..

من خلال إنك تتني البعد الرابع في اتجاه البعد الخامس 😅

بالظبط زي ما انت تنيت الورقة (اللي هي البعد الثاني) لفوق، ولفيتها حوالين نفسها عشان تقدر تنط لأي مكان على الورقة في نفس اللحظة، من خلال إنك تنط من البعد التالت..

نفس الكلام على السفر في الزمن!!

أكيد طبعًا منبهر.. بس أصبر لسه هتنبهر أكتر وأكتر..

خد شفطة من الشاي ويالا نكمل ونشرح البعد الخامس ده أكتر..

——-

(سادس حاجة: البعد الخامس. The Fifth Dimension.. أو ما يطلق عليه لقب إحتمالات الكون الخاص بنا)

بص بقى يا سيدي.. هنتخيل إننا هنعمل نفس الخطوات اللي عملناها فوق واحنا بنشرح البعد الثاني، وهنكررها تاني هي هي..

هنتخيل اننا عندنا الخط اللي رسمناه عشان يوصل بين النقطتين اللي في أول الورقة وآخر الورقة.. خلينا بس نطلق على كل حاجة من مكونات الورقة دي إسم عشان نعرف نميزها بيه..

النقطة اللي في أول الورقة: الكون كما كان في الماضي.

النقطة اللي ف آخر الورقة: الكون كما سيكون في المستقبل.

الخط اللي بيوصل ما بينهم: نهر الزمن، أو خط الزمن Time Line..

حلو لحد كده؟.. تمام 😀

تعالى بقى زي ما عملنا واحنا بنتخيل البعد الثاني، نرسم خط متفرع من الخط اللي احنا رسمناه ده..

بالتالي إيه اللي هيحصل؟..

بالظبط.. الزمن نفسه هيبقى مجسم!!

بمعنى إيه؟.. بمعنى إن الزمن في البعد الرابع هو زمن خطي أو مسطح.. بيعبر عن الوقت (بتاع الكون بتاعنا إحنا بس) من البداية للنهاية..

لكن بسبب الخط اللي إحنا رسمناه وخلينا متفرع منه ده، ف إحنا تخيلنا إننا اخترنا اختيارات تانية في الزمن بتاعنا في الكون.. وهنا بقى بيبدأ الكلام المهم..

ركز معايا أوي أوي أوي..

البشر في العموم دايمًا بيسألوا عن حاجة أنا شخصيًا بسميها بإسم (معضلة الإختيار The Choice Argument).. المعضلة اللي دايمًا البشر بيختلفوا فيها، وكل واحد فيهم بيدور على إجابة ليها منذ بدء التاريخ، وبداية تعريف الأديان والإله اللي بيطالب البشر بالعبادة..

هل الإنسان مسير ولا مخير؟

لو هتقولي مُخيَّر، طب إزاي ربنا بيبقى عارف المستقبل وعارف الإختيارات اللي انت هتعملها قبل ما تعملها، وكاتب كل ده في اللوح المحفوظ بتاع كل إنسان، وبيحاسبه عليه في نفس الوقت؟!!

طب لو هتقولي مُسيّر، هيبقى السؤال المنطقي اللي بعده علطول هو: إزاي ربنا بيحاسبنا على أفعالنا وهو كده كده كاتبها من الأول وعارف إننا هنمشي فيها وان معندناش إختيار؟!!

يعني سواء كان مسير أو مخير، في سؤال منطقي فلسفي يستحيل الإجابة عنه إجابة شافية..

بس النهارده إحنا هنعمل المستحيل 😀 هنجاوب على معضلة الإختيار في الأديان، باستعمال علوم الفيزياء النظرية Theoretical Physics والطوبولوجيا الجبرية Algebraic Topology.. والحقيقة إن الإجابة أبسط من ما أنت تتخيل، وأنت نفسك هتندهش من بساطتها..

خليني أشرحلك إزاي..

إحنا دلوقتي تخيلنا إننا رسمنا خط جديد متفرع من خط الزمن صح؟.. وتخيلنا إن الخط ده بيعبر عن البعد الخامس.. مش كده؟..

إذا معنى كده إن لو تخيلنا إن خط الزمن هو خط (طول Length) فقط.. ف إحنا بالخط الفرعي اللي رسمناه طالع منه، عملناله عرض Width 😀😀 هتسألني ده معناه إيه، هقولك ركز يا بيلي..

ده معناه إن الزمن بتاعنا في البعد الخامس مبقاش خط واحد.. لا ده بقى (عدد لا نهائي من الخطوط An infinite number of Timelines) اللي بتعبر عن كل اختيار ممكن الإنسان يختاره في أي وقت وأي لحظة من حياته 😀

ومش الإنسان بس.. ده بيعبر عن كل حدث محتمل إنه يحصل في الكون بتاعنا من بدايته لنهايته، في أي لحظة من ال ١٣ مليار سنة اللي هي عمره كله من بدايته لنهايته..

كل الإحتمالات اللانهائية دي، لازم وأكيد لما بتحصل، بتغير الزمن اللي جاي بعد منها كله بما يتوافق معاها..

يعني انت دلوقتي وانت قاعد بتقرا المقال عندك عدد لا نهائي من الاختيارات ممكن تعمله في اللحظة اللي انت ماسك فيها الموبايل بإيدك دلوقتي.. ممكن مثلا ترمي الموبايل من الشباك.. ممكن تشتم صاحبك.. ممكن تقوم تشرب مية.. ممكن تقفل الموبايل وتنام..

إحتمالات.. إحتمالات.. إحتمالات مالهاش عدد ولا حصر.. لا نهائية كما خُلِقَت الكلمة لتصف..

أهو تخيل بقى ان كل الاحتمالات اللانهائية دي موجودة في البعد الخامس، وكلها حصلت فعلا 😅

أنا عارف ان الموضوع يدوخ، بس والله زي ما بقولك.. كل الاحتمالات دي حصلت فعلا، بس حصلت في خط زمني موازي للخط بتاعنا Parallel Timeline 😅

بس أنت يا عزيزي القاريء، عمرك بتعيشه مرة واحدة.. والاختيار أو الطريق اللي انت بتاخده أو بتمشي فيه وسط الخريطة اللانهائية من الإحتمالات الموجودة دي، هو اللي بيتحسب عليك.. وربنا بيبقى شايف اختياراتك دي كلها من فوق، من اتجاه أو بُعد انت مش شايفه لإنه مش موجود في العالم بتاعك أصلًا!!

بالظبط زي ما أنت ككائن ثلاثي الأبعاد هتبقى شايف الكائنات ثنائية الأبعاد اللي عايشة في العالم المسطح.. هتبقى شايفهم من فوق، وشايف حياتهم واختياراتهم كلها.. بس هما مستحيل يقدروا يشوفوك، لإنهم أصلًا معندهمش إتجاه فوق أو تحت في عالمهم!! يعني محدش فيهم هيقدر يرفع دماغه ويبصلك..

يعني اللي عاوز أقوله باختصار هو كالتالي:

ربنا أو الكيان الإلهي أو خالق ومهندس الكون الأعظم أيًا كان المسمى، بيبقى خارج حدود البعد الخامس ده وكل اللي بعده أو فوقه.. فبالتالي هو شايف وعارف كل الاختيارات اللي انت ممكن تعملها في أي لحظة.. شايفها من (فوق)، بس كلمة (فوق) هنا بتعبر عن اتجاه مختلف عن (فوق) اللي احنا نعرفه.. كإنه طائر بيرفرف فوق متاهة أو Labyrinth.. وهو بيحاسبك على الاختيار الحقيقي اللي أنت كبشري هتختاره (فعليًا) وهتمشي فيه.. يعني وسط كل الخريطة اللانهائية دي، أنت هتمشي على طريق معين ومحدد.. الطريق ده هو اللي بيكون حياتك وإختياراتك سواء كانت خير أو شر.. والخط ده اللي أنت هتختاره، هو اللي انت هتتحاسب عليه 😀

شفت يا أخي التويست ؟ 😂

طب أنت ممكن تسافر في الزمن وتغير الاحتمالات دي؟.. ممكن مثلًا تخلي نفسك تطلع إنك انت اللي اخترعت موقع الفيسبوك؟.. آه ممكن.. بس ممكن نظريًا Theoretically وليس عمليًا..

الطريقة الأولى أو الطريق الأطول والأصعب، هي إنك تتني البعد الرابع على نفسه، عشان تسافر في الزمن لورا، لأيام طفولتك، وتغير واحد من الأحداث اللي عملتها عشان تأدي لنتيجة مختلفة، وينتج عنها عالم وكون مختلف عن اللي كان موجود قبل كده.. كون أصبحت إنت فيه اللي صممت موقع فيسبوك.. وكل ده هيحصل على نفس الخط الزمني بتاعك..

طب لو افترضنا ان مفيش أي احتمال ممكن تعمله في الخط الزمني بتاعك، ممكن يخليك تقدر تكون انت اللي صنعت موقع فيسبوك؟.. ساعتها هتحتاج تستعمل الطريقة التانية..

الطريقة التانية الأسهل والأقصر، هي إنك تتني البعد الخامس نفسه، في الإتجاه بتاع البعد السادس، عشان تنط لنقطة مختلفة على خط زمني مختلف عن بتاعك، فيه احتمالات مختلفة عن الإحتمالات اللي موجودة على الخط الزمني الأولاني.. و واحد من الإحتمالات دي هو إنك انت عزيزي القاريء اللي مخترع الفيسبوك !! 😀

دماغك لفت ولا لسه؟..

تعالى نلفها أكتر.. بص تحت 👇

——-

(سابع حاجة: البعد السادس Sixth Dimension.. أو اللي هنسميه بُعد الأكوان المتوازية)

البعد ده يا سيدي زيه زي البعد الثالث اللي اتكلمنا عنه فوق.. احنا دلوقتي تخيلنا إن البعد الرابع اللي هو الزمن، هو عبارة عن خط بالطول..

خط زي ده كده |

والبعد الخامس هو الخط المتفرع منه والمتقاطع معاه، اللي هو بيديله العرض بتاعه، أو كامل الإحتمالات اللانهائية للكون بتاعنا بأكمله.. بمعنى أصح.. مصطلح اللانهائية Infinity نفسه !!

طيب.. يبقى البعد السادس بقى هو إيه؟.. أنت ذكي وهتجيبها لوحدك 😀

بالظبط 👏 البعد السادس هو (العمق Depth) بتاع البعد الرابع والخامس.. بمعنى أدق، البعد السادس، هو (الإرتفاع) بتاع الزمن أو البعد الرابع (الطول)، والبعد الخامس (العرض)..

يعني الزمن نفسه ليه طول (اللي هو البعد الرابع) وعرض (اللي هو البعد الخامس)، وإرتفاع (اللي هو البعد السادس)..

وبالتالي انت في البعد السادس ده، تقدر تشوف كل الإحتمالات اللانهائية للكون بتاعك بأكمله، من بدايته لحد نهايته..

كل حدث ممكن يحصل في أي فيمتوثانية منذ بداية الكون لحد نهايته، أنت هتبقى شايفها وتقدر تنطلها في أي لحظة.. وأنت في البعد السادس..

يعني البعد السادس هو: اللانهائية نفسها!!

The Sixth Dimension is INFINITY itself..

جميل لحد كده؟.. فاهم؟ 😀

أكيد فاهم.. أنا أصلًا مدرس فيزياء عبقري 😂

طب خليني أسألك بقى سؤال هيفرتك دماغك حرفيًا..

هل (اللانهائية Infinity) دي هي واحدة بس؟!!

يعني مفيش غيرها؟..

الإجابة عزيزي القاريء هي لأ 😀

هناك (عدد لا نهائي من اللانهائيات)

There’s an infinite number of INFINITIES

آه يا دماغي 😂😂

تعالى تعالى هشرحلك متصوتش..

بص تحت 👇

——

(تامن حاجة: البعد السابع Seventh Dimension.. أو اللي هنسميه خط اللانهائية Infinity-Line)

بص خليني أقولك حاجة بسيطة جدًا، تسهل بيها على نفسك كل اللي جاي..

هتعمل نفس اللي عملناه واحنا بنتخيل البعد الرابع..

هات الورقة بتاعتك اللي معاك، واللي بتضم الأبعاد ال ٦ الأوائل كلهم دي، وطبقها وكرمشها على بعضها لحد ما تبقى كورة صغيرة من الورق..

تخيل بقى إن الكورة الورق دي إسمها (اللانهائية Infinity)

حلو لحد كده؟.. تمام أوي..

سيبك بقى من الورقة دي، و روح هات ورقة تالتة معلش 😂

جميل.. تخيل بقى إن الورقة اللي بتحتوي على الأبعاد ال ٦ الأولانيين كلهم، أو اللي سميناها (اللانهائية Infinity) دي كلها هي مجرد (نقطة) هنرسمها في أول الورقة الجديدة اللي معاك!!!

أيون.. اللانهائية نفسها هي مجرد نقطة في خط البعد السابع!!

ال ٦ أبعاد كلهم اللي بيشكلوا اللانهائية Infinity، هنجمعهم في نقطة واحدة في أول الورقة.. تمام؟

تمام..

إرسم نقطة تانية فوق ف آخر الورقة يالا..

طبعًا هتسألني النقطة التانية دي بقى إيه؟!!

خد نفس عميق.. شهيق.. زفير.. ركز بقى معايا في اللي جاي ده..

تخيل إنك هتاخد الكون بتاعنا ده، وتغير (قواعد الفيزياء) بتاعته نفسها!!

Change the laws of physics themselves!!

ساعتها إيه اللي هيحصل؟..

هيتخلق معاك كون جديد مختلف تمامًا عن الكون بتاعنا اللي احنا نعرفه.. قواعد الفيزياء نفسها اللي فيه مختلفة..

سرعة الضوء فيه مثلا مختلفة عن سرعة الضوء اللي في الكون بتاعنا!!.. الجاذبية فيه مثلًا بتشتغل بطريقة مختلفة عن بتاعتنا، أو بتشتغل بالعكس.. بتزقك بعيد ما تقربك منها.. درجة الحرارة اللي بتغلي عندها المية فيه مش ١٠٠.. ممكن نقول سالب ١٠٠ مثلًا!!

كون أو Universe قواعده الفيزيائية نفسها مختلفة عن الكون بتاعنا اللي احنا نعرفه 😅

فاهمني؟..

طيب حلو أوي..

تخيل بقى اننا عملنا كل الخطوات اللي فاتت دي، وتخيلنا البعد الأول والتاني والتالت والرابع والخامس والسادس، بس في الكون المختلف اللي قواعده مختلفة عن بتاعنا.. تخيلنا كل الإحتمالات الممكنة اللي فيه، من أول الإنفجار الكبير Big Bang بتاعه، لحد نهايته..

هتلاقي إن في الآخر وصلنا لنقطة (لانهائية Infinity) مختلفة عن النقطة بتاعتنا.. أو مختلفة عن النقطة بتاعت الكون بتاعنا اللي احنا نعرفه.. ليه؟.. عشان الكون نفسه اللي فيها قواعده الفيزيائية مختلفة عن بتاعتنا..

جميل؟..

ماشي.. إرسم بقى خط بين النقطتين دول، أو بين (اللانهائيتين) دول!!

الخط ده بقى يا معلم هو البعد السابع..

كل الحالات الممكن تواجدها ما بين الكون بتاعنا، والكون اللي قواعده الفيزيائية مختلفة عنه ده..

طب هل ده كل شيء؟!..

لا لسه..

———–

(تاسع حاجة: البعد الثامن Eighth Dimension، أو ما يمكن تسميته بلانهائية اللانهائيات Infinity of INFINITIES)

البعد الثامن يا صديقي زي ما فهمنا خلاص، هنقوم جايبين الخط اللي احنا رسمناه عشان يوصل بين نقطتين اللانهائية أو ال Infinity بتوع الكونين المختلفين دول، وهنرسم خط متفرع منه..

الخط المتفرع منه ده، هيبقى خط العرض بتاع الأكوان اللانهائية دي.. يعني بمعنى أدق، ده هيبقى فيه كل الإحتمالات اللانهائية للأكوان اللانهائية اللي قواعدها الفيزيائية مختلفة عن بتاعتنا 😀

يعني كل الأكوان أو ال Universes المتوازية اللانهائية اللي قواعدها الفيزيائية مختلفة عن بتاعتنا، اللي ممكن في يوم من الأيام تتكون..

حرفيًا كل نقطة على خط العرض ده، هي نقطة Infinity لكون كامل لا نهائي، له قواعد مختلفة عن الكون الطبيعي بتاعنا..

لحد كده فاهم؟.. أعتقد أن الموضوع بقى سهل وروتيني جدَا يعني..

طب إيه هو البعد التاسع؟

———–

(عاشر حاجة: البعد التاسع Ninth Dimension، أو ما يمكن تسميته “كل ما كان، وما يمكن، وما سيكون”)

ده يا سيدي الإرتفاع أو العمق بتاع البعد السابع والثامن.. يعني لو تخيلت إنك عايز تسافر من واحد من الأكوان اللانهائية اللي في البعد الثامن دي، لكون قبله أو بعده، هتحتاج إنك تتني البعد التامن في إتجاه (أو خلال) البعد التاسع، عشان ترجع لورا أو تطلع لقدام على خط اللانهاية Infinity-Line..

You’ll have to fold the Eight Dimension through the Ninth Dimension, so you can travel from one point to another, on the 8th Dimension.

لحد كده إحنا فاهمين بعض.. صح؟..

طيب.. ركز في اللي جاي بقى، عشان الموضوع هيبقى أكثر غرابة بما لا يقاس..

————

(الحاجة رقم ١١: البعد العاشر Tenth Dimension. أو ما يمكن لنا أن نسميه حرفيًا “كل شيء Everything”)

شفت بقى كل اللي إحنا رغينا فيه فوق ده؟..

كل الأبعاد التسعة اللي فاتوا دول، اللي بيضموا جواهم كل الحاجات اللي ممكن تتخيلها في يوم من الأيام؟..

تخيل بقى إن كل ده هنطبقه على بعضه زي الورقة كده، ونكرمشه لحد ما يبقى كورة صغيرة.. الكورة دي هي نقطة واحدة، بتحوي جواها كل الأبعاد التسعة اللي فاتت مع بعضها!!

تخيل إن كل التفرعات والإحتمالات الممكن حدوثها، من كل الخطوط الزمنية الممكنة، لكل الأكوان الممكن تواجدها سواء بقواعد زي الكون بتاعنا أو بقواعد مختلفة.. تخيل إن كل ده على بعضه كده هو نقطة واحدة!!

نقطة واحدة هي البعد العاشر!!

وهنا بقى الأمور بتصبح غريبة وغير ممكنة الإستيعاب..

إحنا بقى لو هنتخيل إننا هنرسم خط تاني، يوصل بين النقطة اللي عندنا دي، ونقطة تانية، عشان نتخيل إن البعد العاشر هو خط زيه زي اللي قبله، ف إحنا مش هنعرف أصلًا نتخيل نقطة تانية 😅

حاول كده تتخيل..

إيه النقطة التانية اللي ممكن تكون موجودة غير النقطة بتاعت البعد العاشر، اللي جواها كل الإحتمالات اللي ممكن نتخيلها أو ما نتخيلهاش؟!

النقطة بتاعت البعد العاشر دي هي اللانهائية بمعناها الحرفي، مش اللانهائية الكحيانة بتاعتنا بتاعت البعد السابع.. لا دي اللانهائية كما خُلقَت الكلمة لتصف..

ببساطة مفيش حاجة تانية بره النقطة اللي هي البعد العاشر دي.. مفيش، ومستحيل أصلًا على عقل بشري أو عقل أي كائن حي إنه يتخيل وجود نقطة أخرى خارج حدود نقطة البعد العاشر..

يعني كده الكون بتاعنا بيتكون من ١١ بعد.. بداية من البعد صفر (اللي هو النقطة) لحد البعد العاشر (اللي هو النقطة اللي بتحتوي على كل شيء) 😀

يعني تخيل انت كده.. الأبعاد بدأت بنقطة.. وانتهت بنقطة برده.. فكر كده ده ممكن يكون معناه ايه..

هل ممكن تكون النقطة بتاعت البعد رقم صفر دي، هي هي نفسها النقطة بتاعت البعد العاشر، في نوع مختلف من الوجود متناهي الصغر، إحنا منعرفش عنه حاجة، ومينفعش نسميه كون أو Universe، لإنه حاجة مختلفة عن الكون؟!!.. الله أعلم..

كل اللي احنا نعرفه إن الكون بيتكون من ٣ أبعاد محسوسة إحنا شايفينها، وبعد رابع هو الزمن، و ٦ أبعاد كمان فوق الأبعاد بتاعتنا، بس هي مخفية عن عقولنا وعن عيوننا.. مختفية بداخل الذرات نفسها وطريقة تكوينها جغرافيًا 😅

وهنا بقى لازم نسأل نفسنا سؤال مهم، هو اللي كنا عايزين نسأله من أول المقال..

هل ما يمكن أن يقع خارج نقطة البعد العاشر دي، هو الله نفسه؟!!

هل ممكن الكيان الإلهي نفسه، يكون هو المحيط بالنقطة بتاعت البعد العاشر دي، ويكون له ماهية وشكل لا ندركه
ولا نملك تخيله حتى؟..

بناءً على التخيل ده، ف الرب في الحالة دي هيكون فعلًا يمتلك القدرة على أن يكون إلهًا مطلق القدرات.. أن يكون الرب القدير أوالله فعلًا كما صورته الأديان السماوية..

الله في الحالة دي مثلًا هيكون يمتلك فعلًا القدرة على إنه يقول للشيء كُن فيكون.. لإن كل اللي احنا نعرفه، وكل حدود خيالنا اللي ممكن نوصلها بأشطح الأفكار والتخيلات والعلوم بتاعتنا، هي بالنسباله مجرد نقطة صغيرة على ورقة..

أنت متخيل اللي بقوله؟!! 😀😀

حاول تستوعب كده..

الله حرفيًا يملك القدرة على إنه يمسح الأبعاد التسعة بتوعنا كلهم، اللي فيهم كل ما يمكن أن نتخيله بعقولنا البشرية القاصرة، بطرف صباعه.. كل اللي هيعمله هو إنه هيمسح النقطة اللي بتكون البعد العاشر دي، بطرف صباعه، لو كان -عز وجل- يملك أصابع كما نتخيلها يعني أصلًا..

أنا بقربلكم المثال مش أكتر بإنه يبدو مثلنا شكلًا.. وبالتالي هو يملك كف وأصابع.. لو مد صباعه بس ممكن يمسح البعد العاشر وكل ما يحويه، فكأنما لم يكن قط..

حرفيًا يملك القدرة على ما هو أكثر من إفناءنا.. هو يملك القدرة على إنه يمسح وجودنا من الأساس، كأننا لم نوجد قط.. كأنه لم يكن هناك زمن ولا كون ولا أكوان متوازية ولا احتمالات لا نهائية..

الله قادر إنه يمسح الإحتمالات نفسها!! 😀

متخيل أنا بقول ايه؟.. حتى الاحتمالات نفسها ممكن ربنا ينهي وجودها تمامًا..

طب تخيل أنت بقى العالم، أو نوع الوجود اللي ممكن يكون موجود بره البعد العاشر، وربنا ينتمي له..

لا يصح أصلًا وصفه بأي لفظ معروف لينا كبشر.. مش هينفع يتوصف بكلمة كون أو حياة أو دنيا أو أي كلمة معروفة لينا كبشر..

ببساطة نحن لا نملك القدرة حتى على أن نتخيل ما يوجد هناك.. منقدرش نتخيل شكل ولا صورة ولا إسم حتى..

طب خلينا نسأل سؤال تاني.. رحلة الرسول عليه الصلاة والسلام اللي حكى عنها القرآن وسماها الإسراء والمعراج..

هل الرحلة دي، ربنا كرم بيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ورفعه من البعد الأدنى بتاعنا، اللي هو البعد الثالث، وخلاه يسافر للأبعاد العليا لحد ما يشوف البعد التاسع؟!

عشان كده الرسول عليه والصلاة والسلام شاف كل اللي كان بيحكيلنا عليه ده.. شاف الجنة وشاف النار، وشاف نهاية الزمان وشاف الناس وهي بتتحاسب قدامه، وشاف ميلاد الكون وفناؤه، وميلاد الأكوان المتوازية اللانهائية كلها، وفناءها في نفس اللحظة!!

شاف كل العلم اللي يمكن لبشري إستيعابه.. اللي هو كله في البعد التاسع..

واحد هيبجي يسألني طب ليه مش العاشر؟.. هقولك عشان العاشر أصلًا مفيش مكان بره الحدود بتاعته عشان النبي يخرج ويتفرج عليه من بره.. الكيان الوحيد اللي خارج حدود البعد العاشر هو الله نفسه!! 😅😅

والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مش هيقدر يستوعب شكل الله سبحانه وتعالى، لو راح البعد العاشر عشان يشوفه.. لإنه بشر زينا، ويملك عقل بشري..

أتمنى محدش يتهمني بالتجديف بعد كل اللي أنا قلته وحكيتهولكم ده.. كل اللي أنا قلته ده هو محاولة فردية لتفسير الكون والواقع، وماهية الأديان والكائنات العلوية على أساس علمي فيزيائي، وبشكل نظري مش أكتر.. وبإذن الله هخصص الحلقة الثالثة من برنامج اليوتيوب الأصلي #فيزيكس_بالعربي اللي بقدمه على يوتيوب، لشرح مقال النهارده بالتفصيل وبالرسومات التوضيحية زي ما شرحنا في المقال..

أنا بشري زيي زيكم.. بس أنا بحاول أفهم وأفسر وجود الخالق، وقدرته اللانهائية اللامحدودة، التي لا يمكن للبشر إستيعابها.. بحاول أفهم ده وأفسره على أسس علم الفيزياء النظرية وعلوم الفضاء والهندسة الفراغية..

عشان كده أنا عايزكم تتأملوا في كل اللي أنا قلته ده، وتفكروا فيه كويس جدًا، وكتير.. فكروا فيه كتير جدًا، وتأملوا في عظمة الكون والخالق سبحانه وتعالى التي لا حدود تكفي لاستيعابها..

فربما كان من بينكم من يجد في ذاك طريقًا إلى هدايته الخاصة ❤❤

المقال ده هو في صورته الكلية تفكير شخصي مني، لكن طبعًا له مراجع هي:

١- تصورات الأبعاد ال ١١ في افتراضات نظرية الأوتار الفائقة Superstring Theory

٢- ميكانيكا الكم Quantum Mechanics، وما يسمى بنظرية الحقل الكمي Quantum Field Theory

٣- النسبية الخاصة Special Relativity لأينشتاين.

٤- علوم الطوبولوجيا الجبرية Algebraic Topology وعلاقتها بتكوين الأبعاد العلوية Higher Dimensions على المستوى الكوني

٥- علم الفيزياء الجسيمية Particle Physics

شوفوا الكومنتات الأربعة الأولى بتاعتي تحت 👇 هتساعدكم.

المهم.. المقال ده يعتبر جزء بسيط جدًا من المشاريع العلمية الثقافية اللي بقدمها.. واللي منها مقالاتي العلمية الأصلية الطويلة اللي منها المقال ده، أو سلسلة مقالات التكنولوجيا القصيرة اللي صدر منها ٣٤ كبسولة تحت إسم وهاشتاج #كبسولات_تكنولوجية، أو كتابي العلمي الأكثر شهرة #الله_لا_يرمي_النرد اللي بيشرح تاريخ علم الفيزياء بأكمله بأشهر نظرياته بأسلوب مبسط لغير المتخصصين.. أو برنامج اليوتيوب الأصلي #فيزيكس_بالعربي، اللي بدأت تقديمه وصدر منه حلقتين بالفعل على يوتيوب.. أو المحاضرات والندوات العلمية اللي قمت بتقديمها في جامعة القاهرة وجامعة عين شمس، وكمان على مسرح مؤسسة TEDx العالمية في مدينة الزقازيق..

كل المشاريع دي أنا بعملها كجزء من طموح خاص عندي.. إننا كلنا كمصريين وعرب نحب العلوم والفيزياء.. إننا كلنا #نفهم_فيزيكس ❤

ف لو المقال ده عجبكم، وحابين تتابعوا زيه أكتر في الأيام اللي جاية، وتساعدوني في نشر المشروع الثقافي والفكري ده بين الناس زي ما أنا بتمنى، يمكن نقدر نعمل فرق وتغيير، وننور الضلمة والعقول، أتمنى إنكم تعملوا شير للمقال ده، ولكل اللي جاي، وتكتبوا عليه شعار #إفهم_فيزيكس ❤

الشير بتاعكم مش هياخد من وقتكم لحظات، بس هو هيساعدني في نشر المشروع ده أكتر من ما تتخيلوا.. ف متبخلوش بدعمكم على المجهود ده، لو شايفينه يستحق ❤

إشتركوا في قناة برنامج #فيزيكس_بالعربي الأصلية على يوتيوب من هنا 👇 وانتظروا الحلقة الثالثة قريب اللي هتشرح موضوع مقال النهارده بالرسومات التوضيحية..
https://www.youtube.com/channel/UCi-0I8K9BVJ01NxxOjE2dyg

متنسوش تسيبوا رأيكم وتحليلاتكم في الكومنتات تحت 👇 وإنتظروا مقالات أخرى أصلية لم يقدمها أحد، قريبًا..

وشكرًا مقدمًا ❤

مصادر لم أستعملها شخصيًا لكن ممكن تفهموا منها أكثر:

https://aeon.co/…/how-many-dimensions-are-there-and…

https://thetartan.org/2012/11/12/scitech/ten-dimensions

https://bigthink.com/…/physicists-outline-10-different…

https://www.universetoday.com/…/a-universe-of-10…/

#محمود_علام
#دليلك_للأبعاد_العلوية
#الجزء_الثاني
#الكيان_الإلهي_والبعد_العاشر
#إفهم_فيزيكس

 

رابط المنشور الأصلي: هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *