- لله درّك أستاذ أيمن! كيف تسبق الرواةَ والأدباء إلى هذه العناوين العبقرية؟ وهي أمامهم منذ 1400 عام.
أحمد خيري العمري، أيمن العتوم، مصطفى محمود، عباس محمود العقاد، وآخرين.
أدهم شرقاوي
في الفترة الأخيرة ظهر ما يعُرف عند البعض بـ الأدب الإسلامي، وصار ضمن الأكثر مبيعا إلى جوار الأدبيات التحررية والعلمانية، مقدما سردية بديلة، مستهدفا فئة معينة. وبالطبع لا يُشترط في نقاشنا أن هذا أحسن من ذاك، نحن معنيين فقط بتذوق الأدب ودراسة ظاهرة ثقافية دون تقبيحها بأي جدل سياسي لا شأن لنا به.
قد يتجادل البعض معي في وضعي لـ أيمن العتوم مذيلا لقائمة العظماء تلك,نفس النظرة قد تسدد أيضا إلى أحمد خالد توفيق في مقالتي عن أدباء مصر. ولكن بلاد الشام أربعة,وأنا وقد ذكرت من كل بلد إسمين في هذه القائمة كما أتفقنا,وتركت المرتبة السابعة للدولة المهمشة والتي قد يحسبها البعض أصلا ضمن بلدان الخليج. ولكن حتى هنا في الأردن ترد أسماء أخرى غير أيمن العتوم,وعلى رأسهم مؤنس الرزاز. وحتى ربما يمكن أن يقترح أحدهم -أو اقترح أنا على نفسي- وضع إبراهيم نصر الله باعتبار أن له أصول أردنية -والعلاقة بين فلسطين والأردن قوية- لإفساح المجال لكاتب فلسطيني آخر. ولكن كل هذه الملابسات لا تنفي كون أيمن العتوم يستحق إسمه هنا.
يعمل أيمن عتوم -وهو أصغر من تم ذكرهم في القائمة من الأحياء- في رواياته على تطوير السرد العربي من خلال حيل وتقنيات مألوفة يستخدمها كريشة مغموسة في ألوان مادته السردية,أو إسلوبه الخاص. ليخرج لنا نمطا أكثر خصوصية في السرد. وهو يطول -أو يتطاول كما يزعم البعض- بتجريبه مناطق غير مطروقة من السرد وعادة تكون مهمشة. المنطقة التي نقصدها هنا هي العناوين. عناوين الكتب وعناوين الفصول,كلها مستمدة من النص القرآني وتعطي طابع إسلامي ظاهر للعيان إلى أعماله. وهو إسلوب أرى كتاب آخرين يتبعوه,بمعيته أو بعده.
يسلط أيمن العتوم الضوء على أنماط حياتية غير تقليدية؛الحياة الصحراوية,حياة السجون, وهو من رواد أدب السجون وتعد روايته يسمعون حسيسها من أفضل ما كُتب فيه تقابلها رواية يا صاحبي السجن التي قدم فيها تجربته الشخصية حبيسا في السجون الأردنية بين عامي 1996 و1997 بصفته معتقلا سياسيا. نمط آخر غريب هو الحياة باعتبار وجود الجن في رواية نفر من الجن. التي تعد خطوة جيدة في مسار تطور الأدب الخيالي في العالم العربي بدخول أدباء كبار مثل أيمن العتوم وبثينة العيسى إليه.
إلى جانب أنه يقص الرواية فهو ينظم الشعر أيضا.
وفي الأخير نشير إلى أن هناك أدباء كبار تم إقصائهم من القائمة لأنهم يكتبون بلغات أخرى غير العربية,أمثال اللبناني أمين معلوف.